النوبانـــي
06-22-2013, 03:18 PM
لم يكتمـــل
عرفته في المنتدى كأيّ عضو فتبادلنا الكلمات . فمنها الاستحسان ومنها الشكروالثناء في كثيرٍ من الأوقات . ربطتنا معاً علاقة طيبة ، وربما مميّزة .. تبادلنا الأفكار وربما الشجون والهموم في بعض اللحظات .. كنت أهرب من واقعي المرير ، واقعِ عالمٍ مليءٍ بالمتناقضات .. واقع يجلدني بقسوة حيناً ،وأحياناً من خلال النظرات ... و أحياناً أخرى من خلال الكلمات !! فالدنيا كانت تضيق بي وبِنَفْسِي .. فأرتحل مع نَفْسِي ، في هذا العالم الافتراضي .. أبحث عن كلمةٍ رقيقه .. وربما عن احترامٍ وتقديرٍ أفتقده .. كان يَقْبَل دعوتي ويلبيها في أيّ وقت أكون إليه محتاجه .. في الصباحِ أجِدُهُ .. وفي المساء نجلس سوياً على شاطئ الراحه .. في هذا العالم الافتراضي .. نتبادل الكلمات والضحكات وأحياناً الهمسات .. فأغرق في بحر راحة وسعادة أنشدها .. أشتاق إليها .. تخفف عني عناء يوم طويل كئيب مدلهِم ، ملئ بالمعاناة والألم .. وربما الضجر والسأم ..
قابلته أخيراً .. رأيته يجلس على طاولة وحيداً ، أمام إحدى المقاهي .. يرشف من فنجان قهوة بيدٍ ويحمل سيجارة باليد الأخرى .. يرفع سيجارته إلى فيهِ كأنه يقبّل عشيقته ، ونظراته ترقب المجهول .. يتابعه كأنه يعيش فيه ، وغريباً عن هذا العالم المخبول .. يتبع نَفْثَ دخان سيجارته بتمريرٍ خفيفٍ من لسانه على بعض شَفَتِه .. ويتبعها بضمّة خفيفة من شفتيه مع حركة لحواجبيه .. يا الهي .. إنّه بريقٌ ملفت بريقُ عينيه .. أتراها دمعة تجوب مقلتيه ؟! تبحث عن مَخْرَج .. فتجد طريقها مغلق مسدود !! أم هي دمعة من أثرتحجّر المقل في العيون !!.
لقد طال وقوفي أمامه .. وهو لم يعرني أيّ إلتفاته .. كأنني من عالم الخفاء ، فلا أُرَى .. أأعودُ أدراجي ؟! أم أنتظر لأرى ؟! تتنازع الأفكار في رأسي بين شدٍّ وجذب .. آهٍ يا حيرتي والأرب . دليلي احتار في اتخاذ القرار . أأنسحب بهدوء دون أن ألفت الأنظار ؟ أم عودته إلى عالمي هذا أنتظر ؟ أقترب من الطاولة رويداً رويداً كيّ لا أمزّق عالمه .. أضع أطراف أصابعي على الطاولة مع إيماءةٍ خفيفة ونظراتي مسلّطة على عينيه .. أغوص فيهما .. أسبرأعماقهما ، أحاول أن أرى بماذا يُفَكّر .. أو ما يخفيه هذا الصمت المطبق المُفزِع ..
أرتبك فجأة عندما تلوح بسمةً على محيّاه .. يا الهي .. أخيراً رأتني عيناه ؟ !! نعم .. رآني .. انتصب بقامته الممشوقة .. وملامحٌ مختلفة فجأةً طغت على جوارحه .. وكأني أرى شخصاً آخر .. قلت والبسمة أهديها إياه ، عربون لقاءٍ على شوقٍ أنتظره .. بل لطول الانتظار !! : مرحباً .. كيفك ؟ أنا ........ والابتسام على وجهي يزداد رسمه . وأمنع يدي من أن تمتد نحوه لمصافحته .. أنتظر أن تمتدّ يده .. لا يهم ، لا يهم .. المهم أن يمدّها كي أشعر بقبوله لي .. ويهدأ اضطرابي .. وتنتظم أنفاسي في صدري .. ويخفت صوت دقات قلبي . نعم .. تمتدّ يده نحوي .. أشعر وكأنه يسحبني من ماء أغرق فيه يغمرني .. بآخر أنفاسي المحبوسة ، والموت يدنو مني ، بل ويعتصر قلبي .. أدفعه عني ويعانقني .. يحاول أن يمتصّ آخر أنفاسي .. من صدري من رئتي من ذاتي .. يُشير إلى كرسي قريب .. يطلب مني الجلوس على طاولته .. أسابقه نحو الكرسي فأسبقه .. أجلس والفرحة تعلوني .. بل وتغمرني .. بل ويبتسم المكان ، ولم أعد أشتمّ رائحة الدّخان .. فعبق جديد .. وبدأت أرى بشكل مختلف المكان .. نعم .. بدأت أشعر بأن الحياة بدأت تبتسم لي ، وأنها مقبلة نحوي . كي تعتذر مني على قسوتها .. على ظلمها .. على هجرها لي ..
فجأة ، بدأت أسمع صوت يلوح من بعيد .. اسمي ؟! ، نعم ، ينادي اسمي .. أفتح عينيّ على صورة زوجة أبي وهي تعلوني وتقول : ما بكِ ؟ هل أنتِ تحلمين ؟! فجأة شعرت بأن لساني قد التصق بسقف حلقي .. وأنّي أموت من عطشي .. وأن جبالاً من الهمّ والغمّ تنهار عليّ من عليّ .. فتُطبق على أنفاسي .. وتحشرها في صدري .. وكأن الموت عاودني ... مطبقاً على صدري يعانقني !!!
عرفته في المنتدى كأيّ عضو فتبادلنا الكلمات . فمنها الاستحسان ومنها الشكروالثناء في كثيرٍ من الأوقات . ربطتنا معاً علاقة طيبة ، وربما مميّزة .. تبادلنا الأفكار وربما الشجون والهموم في بعض اللحظات .. كنت أهرب من واقعي المرير ، واقعِ عالمٍ مليءٍ بالمتناقضات .. واقع يجلدني بقسوة حيناً ،وأحياناً من خلال النظرات ... و أحياناً أخرى من خلال الكلمات !! فالدنيا كانت تضيق بي وبِنَفْسِي .. فأرتحل مع نَفْسِي ، في هذا العالم الافتراضي .. أبحث عن كلمةٍ رقيقه .. وربما عن احترامٍ وتقديرٍ أفتقده .. كان يَقْبَل دعوتي ويلبيها في أيّ وقت أكون إليه محتاجه .. في الصباحِ أجِدُهُ .. وفي المساء نجلس سوياً على شاطئ الراحه .. في هذا العالم الافتراضي .. نتبادل الكلمات والضحكات وأحياناً الهمسات .. فأغرق في بحر راحة وسعادة أنشدها .. أشتاق إليها .. تخفف عني عناء يوم طويل كئيب مدلهِم ، ملئ بالمعاناة والألم .. وربما الضجر والسأم ..
قابلته أخيراً .. رأيته يجلس على طاولة وحيداً ، أمام إحدى المقاهي .. يرشف من فنجان قهوة بيدٍ ويحمل سيجارة باليد الأخرى .. يرفع سيجارته إلى فيهِ كأنه يقبّل عشيقته ، ونظراته ترقب المجهول .. يتابعه كأنه يعيش فيه ، وغريباً عن هذا العالم المخبول .. يتبع نَفْثَ دخان سيجارته بتمريرٍ خفيفٍ من لسانه على بعض شَفَتِه .. ويتبعها بضمّة خفيفة من شفتيه مع حركة لحواجبيه .. يا الهي .. إنّه بريقٌ ملفت بريقُ عينيه .. أتراها دمعة تجوب مقلتيه ؟! تبحث عن مَخْرَج .. فتجد طريقها مغلق مسدود !! أم هي دمعة من أثرتحجّر المقل في العيون !!.
لقد طال وقوفي أمامه .. وهو لم يعرني أيّ إلتفاته .. كأنني من عالم الخفاء ، فلا أُرَى .. أأعودُ أدراجي ؟! أم أنتظر لأرى ؟! تتنازع الأفكار في رأسي بين شدٍّ وجذب .. آهٍ يا حيرتي والأرب . دليلي احتار في اتخاذ القرار . أأنسحب بهدوء دون أن ألفت الأنظار ؟ أم عودته إلى عالمي هذا أنتظر ؟ أقترب من الطاولة رويداً رويداً كيّ لا أمزّق عالمه .. أضع أطراف أصابعي على الطاولة مع إيماءةٍ خفيفة ونظراتي مسلّطة على عينيه .. أغوص فيهما .. أسبرأعماقهما ، أحاول أن أرى بماذا يُفَكّر .. أو ما يخفيه هذا الصمت المطبق المُفزِع ..
أرتبك فجأة عندما تلوح بسمةً على محيّاه .. يا الهي .. أخيراً رأتني عيناه ؟ !! نعم .. رآني .. انتصب بقامته الممشوقة .. وملامحٌ مختلفة فجأةً طغت على جوارحه .. وكأني أرى شخصاً آخر .. قلت والبسمة أهديها إياه ، عربون لقاءٍ على شوقٍ أنتظره .. بل لطول الانتظار !! : مرحباً .. كيفك ؟ أنا ........ والابتسام على وجهي يزداد رسمه . وأمنع يدي من أن تمتد نحوه لمصافحته .. أنتظر أن تمتدّ يده .. لا يهم ، لا يهم .. المهم أن يمدّها كي أشعر بقبوله لي .. ويهدأ اضطرابي .. وتنتظم أنفاسي في صدري .. ويخفت صوت دقات قلبي . نعم .. تمتدّ يده نحوي .. أشعر وكأنه يسحبني من ماء أغرق فيه يغمرني .. بآخر أنفاسي المحبوسة ، والموت يدنو مني ، بل ويعتصر قلبي .. أدفعه عني ويعانقني .. يحاول أن يمتصّ آخر أنفاسي .. من صدري من رئتي من ذاتي .. يُشير إلى كرسي قريب .. يطلب مني الجلوس على طاولته .. أسابقه نحو الكرسي فأسبقه .. أجلس والفرحة تعلوني .. بل وتغمرني .. بل ويبتسم المكان ، ولم أعد أشتمّ رائحة الدّخان .. فعبق جديد .. وبدأت أرى بشكل مختلف المكان .. نعم .. بدأت أشعر بأن الحياة بدأت تبتسم لي ، وأنها مقبلة نحوي . كي تعتذر مني على قسوتها .. على ظلمها .. على هجرها لي ..
فجأة ، بدأت أسمع صوت يلوح من بعيد .. اسمي ؟! ، نعم ، ينادي اسمي .. أفتح عينيّ على صورة زوجة أبي وهي تعلوني وتقول : ما بكِ ؟ هل أنتِ تحلمين ؟! فجأة شعرت بأن لساني قد التصق بسقف حلقي .. وأنّي أموت من عطشي .. وأن جبالاً من الهمّ والغمّ تنهار عليّ من عليّ .. فتُطبق على أنفاسي .. وتحشرها في صدري .. وكأن الموت عاودني ... مطبقاً على صدري يعانقني !!!