عصام كمال
07-08-2013, 08:54 PM
القصيدة في مائةٍ وثلاثةٍ وعشرينَ بيتا
الخَلافَــةُ
يَا مُنَى الأَكوَانِ الَّذِِي هَلَّ بِشْرًا =( مُصْطَفَى ) ياَ سَعْدَ الوَرَى وَ هُدَاهَا
حِينَ أشرَقْتَ مِنْ سَنَى وَ سَناءٍ =عَادَ للأدوَاحِ الصِّبَا ، وَ شَذَاهَا
ضَاءَ بَيتُ ( المَولَى ) ضِيَاءً وَهِيِْجًا =وَ سَرَى النُّورُ في الدُّنَا وَ كَسَاهَا
حِينَهَا اهتزَّ الكَونُ ، وَ ارْتَدَّ كُفْرٌ =غَرَّدَ الطَّيرُ في السَّمَا وَ زَهَاهَا
قِيْلَ : يَا مَاءُ اسْتَنهِضِ الخَيرَ يَجرِي =وَ ارْوِ بِالحُبِّ الأَرْضَ حَتَّى جُذَاهَا
يَا (حَبِيبَ العَرشِ) الَّذِي شَادَ دِينًا =بِكَ تَسمُو الأَروَاحُ ، يَسرِي سَنَاهَا
أَنتَ كَالبَدرِ فِي تَمَامِ هِلَالٍ =وَ تُبَاهِي بِكَ النُّجوُمُ سَمَاهَا
رَافَقتْكَ النُّفُوسُ شَوقًا لَغَوثٍ =بَعدَما قَارَبَ الوَهَى مُنتهَاهَا
بَعدمَا هَالَها المَخِيفُ دُهُورًا =حُجِبَ النُّورُ ، وَ الهُدَى عَنْ ضُحَاهَا
عَادَتِ الأُمنيَاتُ تَزهي وَجُودًا =وَ الرِّضَا يُحيِِي النَّفْسَ بَعْدَ جَفَاهَا
عَظُمَتْ نَفسُكَ الجَليَّةُ عَدلًا =وَ سَرَى في الأَكوانِ وِدٌّ غَشَاهَا
دَعوةٌ قَامَتْ وَالفَلا قَد أجَابَتْ =أَنشَدَتْ : قُمْ يَا فَجْرُ ، وَ احْمِلْ لِوَاهَا
وَ ارْسِلِ النُّورَ للوُجودِ فَيسرِي =في قُلُوبِ الأَنَامِ يَمحُو قَسَاهَا
قَد رَأَى المُشرِكُونَ هَدْيًا وَضِيئَا =وَ رَأُوا مِنْ شَفِيفِ رُوحٍ سَنَاهَا
وََ مَشَتْ فِي خُطَاكَ آمَالُ قَومٍ =تَرتَجِي طُهْرَ النُّورِ ، تَرنُو هُدَاهَا
سَجَدَتْ لِلرَّحمَنِ- حَمْدًا- جِبَاهٌ =أسَّسَتْ فِي دَارِ الهُدَى مُلتَقَاهَا
وَ إذَا البَيتُ طَهَّرتهُ نُفُوسٌ =وَإذَا الأَرضُ سبَّحَتْ مَنْ دَحَاهَا
وَ إذا بالجَفَاءِ يَغدُو وِدَادً =وَ إذَا بِالأَشْجَارِ يَزْهِي نَمَاهَا
وَ إِذَا أنَّاتُ الأَيَامَي سُكُونٌ =وَ إذَا بِالأقدَارِ يَسرِي صَفَاهَا
سبَّحَ المُلْكُ ، وَالمُلُوكُ تَوَارُوا =خَرَّتِ الأُسْدُ خَشْيَةً ، وَ لَبَاهَا
أُمَّةُ الحَقِّ تَنْتَشِي بِصَلاةٍ =وَ لِقَاءُ الأَذَانُ يَمحُو دُجَاهَا
بِأَبِي أَنتَ -يَا ( رَسُولاً ) - وَ أُمِّي = فَحَيَاةٌ أَنقَذتَهَا مِنْ رَدَاهَا
وَ اسْتَظلَّ النَّاسُ الهُدَى وَ إخَاءً =وَ بَكَا المَرءُ مِنْ ذُنُوبٍ أَتَاهَا
سُنَّةٌ بِالأخيَارِ تَجِري رَوَاءً =وَ الدُّنا (بِالفُرقَانِ) تَجنِي هُدَاهَا
عَزَفَ الأَطهَارُ الدُّعَاءَ علَى نَبْ =ضِ ُقلُوبٍ - وَ الذِّكرُ لَحْنٌ زَهَاهَا
أَنتَ فِينَا فَلَا نَهَابُ مُصَابًا =أَو دُرُوبًا تَأسُو الوَرَى مِنْ غَفَاهَا
أَنتَ مَنْ شَادَ فِي البَّريةِ نَهْحًا= سُنَّةً تغدُو لِلْبَرَايَا نَجَاهَا
أَنتَ نُورُ الإسَلامِ يَسري وَهَاجًا =مِثْلَ شَمْسِ الدُّنا اسْتَبَاحَتْ مَدَاهَا
حِِينَ سِلْمٍ- يُغرِّدُ الِودُّ فِينَا =فِي الوَغَى، وَعْدُ الأَمنِ يَغشَى رَحَاهَا
كُلُّ مَنْ جَاءَ بَابَكَ العَدلَ يَلقَى =بَهْجَةَ الرُّوحِ وَ النَّقَاءُ سُقَاهَا
(رَوضَةٌ) زَانَهَا التُّقَى وَ صَلاةٌ =نُورُهَا مِنْ (عَرشِ) السَّمَاءِ بَهَاهَا
مِنْ جَلَالِ الأَخلَاقِ ، وَ الحُسْنِ فيها =قُدْوَةٌ فِي الأَفعَالِ يَسْرِي سَنَاهَا
أَدَبُ العَارِفِينَ يَمحُو ظَلامًا =ظُلمَةُ الجَاهِلينَ تَلْقَى رَثَاهَا
قَد سَلَكْتَ الطَّريقَ رَغمَ أَذَاةٍ= لِلْهُدَى وَ الآمَالِ ، تَدعُو الإِلَهَا
وَ مَلَكْتَ الأَنَامَ وَ الكَونَ- طَوعًا =لَا بِأسيَافِ الحَربِ ، أَو بقَنَاهَا
يَتَوَالى الفُرسَانُ صَوبَ ثُغُورٍ =وَ سَرَايَا الإِيمَانِ يَعلُو لِواهَا
بَينَ كَرٍّ لمْ يَعرِفِ الفَرَّ حِينًا =وَ أنَاشِيدُ النَّصرِ يَعْلُو صَدَاهَا
مِثلَ مَوجِ البِحَارِ يَدفعُ لُجًّا =صَوبَ مَرسَى الأمَانِ يصْبُو لُقَاهَا
يَا (بَشِيرًا) : نَفْسٌ بِبَابِكَ حَيْرَى =يَستَغيثُ المَرءُ النَّجَا مِنْ غَوَاُهَا
لَو مَشَينَا علَى خُطَاكَ لَسِرنَا =لِعَلَاءٍ ، والرُّوحُ تَلْقَى مُنَاهَا
تَعِبَ البَدرُ مِنْ رَجَاءٍ وَ أمسى =فِي اللَّيَالِي يَنْعِي السَّمَا ، وَ دُجَاهَا
وَ الْوَرَى فِي زَيْفٍ ، وَ أَوهَامِ فِكْرٍ =يَعبَثُ الشَّرُ فِِي الدُّنا ، فَدَمَاهَا
أُمَّةٌ تَجثُو – وَ الأَسَى يَعتَرِيهَا- =لَمْ تَزَلْ تَشكُو ، فِتْنَةً وَ شَقَاهَا
وَهَنَتْ وَ الأَهوَالُ بَينَ رُبَاهَا =جَلَسَتْ وَ الخَرِيفُ طَوْعًا أتَاهَا
تَدفَعُ الشَّرَ بِالتَّمنِّي وَ تَبكِي =سَطوَْةَ البَأسِ وَ الوَهَى قَد غَزَاهَا
رَفَعَتْ أَعلَامَ الشِّقَاقِ ، وَ ترجُو =رَحمَْةَ اللهِ والجَفَا قَد رمَاهَا
وَ قَلِيلُونَ قَد أَضَاؤا شُمُوعًا =وَكَثِيِرُونَ عِنْدَ لَيْلٍ دَجَاهَا
تَذْكُرُ العَهدَ ، وَ الخِلافَةُ تجِني = - فِي دِيَارِ الإِسلَامِ- زَهْرَ صِبَاهَا
هَلْ تَناسَى التَّاريخُ أمجادَ عُرْبٍ =أَنَّنَا كُنَّا في البَرايَا سَنَاهَا
بَدرُ أَمْسٍ طَافَ البِحَارَ نَدِيمًا =وَ زَهَا الأَرضَ بِالوَفَا – وَ بهَاهَا
إنَّمَا اليَومَ أََحْجَمَ الَمجدُ عَنَّا =وَ انزَوَى فُرسَانُ الوَغَى وحُمَاهَا
أَينَ مَاضِيكِ - أُمَّتي - هَلْ تَلاشَى ؟! =مِنْ لَهيبِ الأَرزَاءِ يشكُو لَظَاهَا
أَينَ إِشرَاقُكِ الَّذي دَامَ زَهوًا =أَينَ أَعلَامُكِ الَّتي في عُلَاهَا
أَيُّهَا البَدرُ يَا نَدِيمَ الَخوَالي =يَا حَلِيفَ السَّمَاءِ رَغمَ دُجَاهَا
قُمْ إلَى الأَمسِ ، حَدِّثِ الكَونَ عنَّا =لَا تخَفْ مِنْ أَهوَالنَا ، وَ لَظَاهَا
وَ احْكِ لِلأبنَاءِ الشُّمُوخَ وَ نَصرًا =بِِجِِهَادٍ ، وَ شِرعَةٍ ، وَ هُدَاهَا
وَ احْكِ تَارِيخَ العُربِ حِينَ تَرَاءَى =دَوحَةً فَاحَ زَهْرُهَا بِشَذَاهَا
كَانَ عَصرًا بِالأُسْدِ يَأبَى انْهِزَامًا =جَاءَ عَصرٌ أَشقَى المُنَى وَنَهَاهَا
دَولَةُ الأَمسِ فِي ضَمِيرٍ ، وَ رُوحٍ =عِظَةٌ لِلأجيَالِ تَخطُو خُطَاهَا
أمَّتِي يَا عِزَّ الجِدُودِ ، وَ مَجْدٍ =أُمَّتِي يَا شَذَا الدُّنَا وَ صِبَاهَا
أُمَّةٌ عَذْرَاءُ ازْدَهتْ بِإبَاءٍ =مَا تَهَاوَتْ ، وَلَا الغَوَاءُ رَمَاهَا
خفَقَتْ فِي القُلُوبِ ذِكرَى صِبَاهَا =زَلزَلَتْ في الأَعمَاقِ نَجوَى هَوَاهَا
وَ نجُومٌ فِي الكَونِ تَزهِي ضِياءً =وَ ثِمَارٌ فِي الأَرضِ تَعلُو رُبَاهَا
وَنِسَاءٌ كُسِيِنَ عِزًّا ، وَ دِينًا =وَ رَفَعْنَ الأَذكَارَ ، تَدعُو الإِلَهَا
سُلَّ سَيفُ الحُقُوقِ فَوقَ مُلُوكٍ =وَ ارْتَضَى الكَونُ شِرعةً وَ سَنَاهَا
فَلِمَنْ يَصحُو عَزمُنَا لَو غَفَا فِيـْ =نَا صُمُودٌ ، وَ عِزةٌ وجُذَاهَا
مَجْدُنَا كَالهِلَالِ يَبْقَى تَلِيْدًا =رَاسِخًا فِي عُمْقِ الدُّنَا وَ مَدَاهَا
وَ المُنَى فِي الحُرُوبِ تَصبُو المَنَايَا = كَي تَنَالَ الْجِنَانَ بَينَ رَحَاهَا
أََيكَةُ العُرْبِ فِي عُيُونِ الخَوَالِي =مِثلَمَا الأَغصَانُ ازدَهَتْ بِنَمَاهَا
وَ كَحَادِيْ ( الْأَظْعَانِ ) بَينَ ظِلَالٍ =وَ نَسِيمُ الأَزهَارِ يَجنِي شَذَاهَا
كَاليَوَاقِيتَ فِي ضِرَامٍ وَ بأَسٍ =مَا خَشَتْ نَارًا أَو خَبَتْ مِنْ لَظَاهَا
وَ بَلَغْنَا فِي الكَونِ شَأوًا عَظِيمًا =قَد غَدَا فِي الحَيَاةِ مِثْلَ حَيَاهَا
كَسَنَا الشَّمسِ تُرسِلُ النُّورَ هَديًا =وَ تُبَاهِي الأَقمَارَ عِندَ سَمَاهَا
خُلَفَاءُ الرَّسُولِ فِينَا ضِيَاءٌ = أَيقَظُوا أرْجَاءَ الدُّنَا مِنْ غَفَاهَا
حَينَ خَاضُوا العَوَانَ مِنْ أَجْلِ دِينٍ =رَفَعُوا أَعلَامَ الهُدَى لِعُلَاهَا
أيُهَا الغَافِي عَنْ رَبِيعِ الخَوالِي = سَلْ دُرُوبَ الأجْدَادِ بَينَ رُبَاهَا
وَ اسْأَلِ (الرُّومَ) ، وَ اسْألِ (الفُرسَ) عَنَّا =عَنْ فُتُوحٍ وَ النَّصرُ فَيهَا زَهَاهَا
وَ اسْأَلِ الأَرضَ وَ السَّمَاءَ ، وَ بَدْرًا =وَ لُقَى القَيْظِ بِالفَلَا وَ مَدَاهَا
وَ اسْألِ (الشَّامَ) ، وَ( العِرَاقَ) ، وَ ( مِصْرًا) =وَ اسْألِ (الصِّينَ) وَ الجُوَارَ تَلَاهَا
أُمَّةٌ بَاعَتْ فِي الحُرُوبِ المَنَايَا =تَشتَرِي بِالأروَاحِ فَجرًا دَعَاهَا
إنَّهُ المُلْكُ دَامَ فِينَا دُهُورًا =إِنَّ مُلكَ العُرْبِ ازْدَهَى بِهُدَاهَا
قَد خَبَا وَ النُّفُوسُ حَسْرَى تَهَاوَتْ =وَ الهُدَى هَامَتْ ، وَ الفُتُورُ رَعَاهَا
وَ رَمَى الدَّهرُ ما رَمَى مِنْ رَزَايَا =وَ ارْتَضَينَا بِشِقوَةٍ وَ رَدَاهَا
لَا تَلُومَنَّ عُصبَةً أَو زَمَانًا =إِنَّمَا لُومُوا النَّفسَ تَرنُو هَوَاهَا
أُمَّةٌ شَادَتْ فِي العُصُورِ رِجَالاً =كَيفَ تَهْوِي والوَيلُ غَصْبًا أَتَاهَا
لَمْ تَنَمْ مِنْ أَحزَانِهَا حِينَ هَامَتْ =وَ اكْفَهَرَّتْ بِاليَأسِ حَتَّى غَزَاهَا
ثُمَّ تَسْتَصرِخُ العُلَا بِسَرابٍ =ثُمَّ تَسْتَوهِبُ العَفَا مِنْ عِدَاهَا
وَ إِلى مِا نَصبُو ، وَ نَفْسٌ بِبأَسٍ =وَ الرَّدَى جَابَ وِحْدَةً وَ فنَاهَا
شَيَّعتْ في صَدرِ النَّهَارِ إبَاءً =نَخْلُهَا مِنْ أشْجَانِهَا قد رَثَاهَا
ضَاقَ وَجْهُ الأَرضِ ، اشْتَكَى مِنْ بُغَاةٍ =وَ الفَلَا نَجوَى غَيْمةٍ وَ سُقَاهَا
هَتَكَوا الدَّوحَ ثمَّ أَدمَوا زَهُورًا =وَ اعْتَلُوا أَغصَانَ المُنَى وَ رُبَاهَا
هَلْ شَجَانا أنَّ البَلاءَ عَظِيمٌ ؟ =وَ سَعِدنَا مِنْ صَرخَةٍ وَ صَدَاهَا ؟
هَلْ أَضَعنَا الوُعُودَ بَينَ التَّمنِّي ؟ =غَيرُنا قَد أسرَى بهَا وَرَعَاهَا
هَلْ حَسِبنَا أَمجَادَنَا ظِلَّ رَسْمٍ =فَتَرَكْنَا الأَمجَادَ تَلقَى فنََاهَا
هَلْ شَكَا الحُبُّ لِلزَّمَانِ البَرايَا =وَ شَكَا الْمَوتُ لِلقُبورِ ثَرَاهَا
وَيحَنَا كَيفَ اهْتزَّ عَرْشُ الخَوَالي =غَابَ عنَّا فِي لَيلَةٍ وَ ضُحَاهَا
فَقِفِي يَا أُخْتَ الإِباءِ حِدَادًا =إنَّ شَمسَ عُرْبٍ هَوَتْ مِنْ سَمَاهَا
بَينَ أَهوَالِ اليَومِ تَرنُو نَهَارًا =تَرتَجِي البَدرَ أنْ يُعِيدَ سَنَاهَا
ما سَرَى فينَا غَيرُ أَحْزَانِ قَوْمٍ =لا نَرَى فِي الآفاق إلاَّ سِوَاهَا
أُمَّةٌ صَارَتْ بالنَّوَادِبَ تَحيَا =أُمَّةٌ أشْقَاهَا الوَهَى ، وَ دَمَاهَا
هَبْكِ أدْمَيتِ بِالبُكَاءِ عُيُونًا =هَلْ تَعُودُ الأَمجَادُ عِندَ عُلَاهَا ؟
هَبْكِ أََسْقَيْتِ الأَرضَ حُبًّا ، وَحبًّا =هَلْ يثُورُ الفُرسَانُ صَوبَ حِمَاهَا ؟
كَيفَ نَبنِي خِلافةً لَو تَلاشَى =عَزمُنَا فِي دَربِ الغَوَى – وَ دَهَاهَا
أَرسَلَ (الغَربُ) زَادَ لَهْوٍ ، وَ لَغْوٍ =فَانْتَشَينَا وَ النَّفسُ لَاقَتْ شَقَاهَا
مِثلَ طِفلٍ والنَّارُ حَولَ دُمَاهُ= فَارْتَمَى فِي النِّيرَانِ حَتَّى جُذَاهَا
أَوقَدَ الوَهمُ فِتنَةً فِي نُفُوسٍ =وَ ارْتَضَينَا نَجنِى الوَهَى مِنْ لَظَاهَا
ثُمَّ قَالُوا : جَاءَ الرَّبِيعُ إِلَينَا =وَ الزُّهُورُ اليَومَ الْتَقَتْ بشَذَاهَا
كَانَ حُلْمًا وَ مُنيَةً لِشُعُوبٍ =إِنَّمَا سَيفُ الغَدرِ أَجرَى دِمَاهَا
كُلُّ أَمرٍ نَصبُو لَهُ بِرَجَاءٍ =خَلفَ طُعْمِ الأَعدَاءِ نَفْتَحُ فَاهَا
وَ خَرِيفٌ أَتَى الشُّعوُبَ وَ خَارَتْ =كَسُكَارَى تَأَسُو َعلَى منُتَهَاهَا
وَ رَبيعٌ (لِلغَربِ) جَاءً وَفَاءً =وَ دِمَاءً (لِلعُربِ) يَروِي ثَرَاهَا
فَأَفِقْ يَا (ابْنَ العُربِ) وَ اصْحُ بِعَزْمٍ =وَ ارمِ لِلأَعدَاءِ الغَوَى وَ دُمَاهَا
نَحْنُ شَعبٌ وَ أمُّةٌ ، وَ إباءٌ =وَ دِيارٌ بِالأُسْدِ تَصْبُو حمَِاهَا
فَلْتَقُومِي إِلِى الوُجُودِ بِعَزمٍ =وَ استَرِدِي شَمسَ الوَفَا وَ ضُحَاهَا
رُبَّ يَومٍ تَأتِي اللَّيَالي (بِبَدرٍ) =وَ نجومٍ تُحيِِِي السَّمَا وَ سَنَاهَا
يَا لُقَى الشَّرِ لَا يغرَّنَّكَ الصَّمْ =تُ – فَصَمتُ اللُّيُوثِ يَدعُو لَبَاهَا
إِنَّ يَومًا بِالنَّصرِ حَتمًا سَيَأتِي = وَ المَنَايَا تَرنُو الوَغَى وَ رَحَاهََا
بِثَائرٍ هَادٍ وَ قَلبٍ جَسُورٍ =يَزدَهِي أَعلَامَ الحِمَى فِي عُلَاهَا
يَلتَقِي (قُدسَنَا) وَ (زيتُونَ) أَرضٍ =يَستَعيِدُ الآمَالَ يَسمُو لُقَاهَا
وَ نَشِيدُ الأَحرَارِ يَعلُو سَمَاءً= وَ نِسَاءٌ كَالأُسْدِ تَحمِي رُبَاهَا
فَاكْسَرِ القَيدَ يَا فتًى –وَ ابْنِ مَجْدًا=فَالمُنَى تَأتِي بِالعُلَا- مَنْ أَتَاهَا
أَدْركِ الصُّبحَ فَالشُّمُوسُ ضِيَاءٌ =وَ عُيُونٌ بِالحُبِّ تَرنُو سَنَاهَا
أَحَرَامٌ إذَا الَّربيِعُ أتَانَا؟ =أَحَرَامٌ عَلَى الزُّهُورِ شَذَاهَا؟
شعر : مراد الساعي
الخَلافَــةُ
يَا مُنَى الأَكوَانِ الَّذِِي هَلَّ بِشْرًا =( مُصْطَفَى ) ياَ سَعْدَ الوَرَى وَ هُدَاهَا
حِينَ أشرَقْتَ مِنْ سَنَى وَ سَناءٍ =عَادَ للأدوَاحِ الصِّبَا ، وَ شَذَاهَا
ضَاءَ بَيتُ ( المَولَى ) ضِيَاءً وَهِيِْجًا =وَ سَرَى النُّورُ في الدُّنَا وَ كَسَاهَا
حِينَهَا اهتزَّ الكَونُ ، وَ ارْتَدَّ كُفْرٌ =غَرَّدَ الطَّيرُ في السَّمَا وَ زَهَاهَا
قِيْلَ : يَا مَاءُ اسْتَنهِضِ الخَيرَ يَجرِي =وَ ارْوِ بِالحُبِّ الأَرْضَ حَتَّى جُذَاهَا
يَا (حَبِيبَ العَرشِ) الَّذِي شَادَ دِينًا =بِكَ تَسمُو الأَروَاحُ ، يَسرِي سَنَاهَا
أَنتَ كَالبَدرِ فِي تَمَامِ هِلَالٍ =وَ تُبَاهِي بِكَ النُّجوُمُ سَمَاهَا
رَافَقتْكَ النُّفُوسُ شَوقًا لَغَوثٍ =بَعدَما قَارَبَ الوَهَى مُنتهَاهَا
بَعدمَا هَالَها المَخِيفُ دُهُورًا =حُجِبَ النُّورُ ، وَ الهُدَى عَنْ ضُحَاهَا
عَادَتِ الأُمنيَاتُ تَزهي وَجُودًا =وَ الرِّضَا يُحيِِي النَّفْسَ بَعْدَ جَفَاهَا
عَظُمَتْ نَفسُكَ الجَليَّةُ عَدلًا =وَ سَرَى في الأَكوانِ وِدٌّ غَشَاهَا
دَعوةٌ قَامَتْ وَالفَلا قَد أجَابَتْ =أَنشَدَتْ : قُمْ يَا فَجْرُ ، وَ احْمِلْ لِوَاهَا
وَ ارْسِلِ النُّورَ للوُجودِ فَيسرِي =في قُلُوبِ الأَنَامِ يَمحُو قَسَاهَا
قَد رَأَى المُشرِكُونَ هَدْيًا وَضِيئَا =وَ رَأُوا مِنْ شَفِيفِ رُوحٍ سَنَاهَا
وََ مَشَتْ فِي خُطَاكَ آمَالُ قَومٍ =تَرتَجِي طُهْرَ النُّورِ ، تَرنُو هُدَاهَا
سَجَدَتْ لِلرَّحمَنِ- حَمْدًا- جِبَاهٌ =أسَّسَتْ فِي دَارِ الهُدَى مُلتَقَاهَا
وَ إذَا البَيتُ طَهَّرتهُ نُفُوسٌ =وَإذَا الأَرضُ سبَّحَتْ مَنْ دَحَاهَا
وَ إذا بالجَفَاءِ يَغدُو وِدَادً =وَ إذَا بِالأَشْجَارِ يَزْهِي نَمَاهَا
وَ إِذَا أنَّاتُ الأَيَامَي سُكُونٌ =وَ إذَا بِالأقدَارِ يَسرِي صَفَاهَا
سبَّحَ المُلْكُ ، وَالمُلُوكُ تَوَارُوا =خَرَّتِ الأُسْدُ خَشْيَةً ، وَ لَبَاهَا
أُمَّةُ الحَقِّ تَنْتَشِي بِصَلاةٍ =وَ لِقَاءُ الأَذَانُ يَمحُو دُجَاهَا
بِأَبِي أَنتَ -يَا ( رَسُولاً ) - وَ أُمِّي = فَحَيَاةٌ أَنقَذتَهَا مِنْ رَدَاهَا
وَ اسْتَظلَّ النَّاسُ الهُدَى وَ إخَاءً =وَ بَكَا المَرءُ مِنْ ذُنُوبٍ أَتَاهَا
سُنَّةٌ بِالأخيَارِ تَجِري رَوَاءً =وَ الدُّنا (بِالفُرقَانِ) تَجنِي هُدَاهَا
عَزَفَ الأَطهَارُ الدُّعَاءَ علَى نَبْ =ضِ ُقلُوبٍ - وَ الذِّكرُ لَحْنٌ زَهَاهَا
أَنتَ فِينَا فَلَا نَهَابُ مُصَابًا =أَو دُرُوبًا تَأسُو الوَرَى مِنْ غَفَاهَا
أَنتَ مَنْ شَادَ فِي البَّريةِ نَهْحًا= سُنَّةً تغدُو لِلْبَرَايَا نَجَاهَا
أَنتَ نُورُ الإسَلامِ يَسري وَهَاجًا =مِثْلَ شَمْسِ الدُّنا اسْتَبَاحَتْ مَدَاهَا
حِِينَ سِلْمٍ- يُغرِّدُ الِودُّ فِينَا =فِي الوَغَى، وَعْدُ الأَمنِ يَغشَى رَحَاهَا
كُلُّ مَنْ جَاءَ بَابَكَ العَدلَ يَلقَى =بَهْجَةَ الرُّوحِ وَ النَّقَاءُ سُقَاهَا
(رَوضَةٌ) زَانَهَا التُّقَى وَ صَلاةٌ =نُورُهَا مِنْ (عَرشِ) السَّمَاءِ بَهَاهَا
مِنْ جَلَالِ الأَخلَاقِ ، وَ الحُسْنِ فيها =قُدْوَةٌ فِي الأَفعَالِ يَسْرِي سَنَاهَا
أَدَبُ العَارِفِينَ يَمحُو ظَلامًا =ظُلمَةُ الجَاهِلينَ تَلْقَى رَثَاهَا
قَد سَلَكْتَ الطَّريقَ رَغمَ أَذَاةٍ= لِلْهُدَى وَ الآمَالِ ، تَدعُو الإِلَهَا
وَ مَلَكْتَ الأَنَامَ وَ الكَونَ- طَوعًا =لَا بِأسيَافِ الحَربِ ، أَو بقَنَاهَا
يَتَوَالى الفُرسَانُ صَوبَ ثُغُورٍ =وَ سَرَايَا الإِيمَانِ يَعلُو لِواهَا
بَينَ كَرٍّ لمْ يَعرِفِ الفَرَّ حِينًا =وَ أنَاشِيدُ النَّصرِ يَعْلُو صَدَاهَا
مِثلَ مَوجِ البِحَارِ يَدفعُ لُجًّا =صَوبَ مَرسَى الأمَانِ يصْبُو لُقَاهَا
يَا (بَشِيرًا) : نَفْسٌ بِبَابِكَ حَيْرَى =يَستَغيثُ المَرءُ النَّجَا مِنْ غَوَاُهَا
لَو مَشَينَا علَى خُطَاكَ لَسِرنَا =لِعَلَاءٍ ، والرُّوحُ تَلْقَى مُنَاهَا
تَعِبَ البَدرُ مِنْ رَجَاءٍ وَ أمسى =فِي اللَّيَالِي يَنْعِي السَّمَا ، وَ دُجَاهَا
وَ الْوَرَى فِي زَيْفٍ ، وَ أَوهَامِ فِكْرٍ =يَعبَثُ الشَّرُ فِِي الدُّنا ، فَدَمَاهَا
أُمَّةٌ تَجثُو – وَ الأَسَى يَعتَرِيهَا- =لَمْ تَزَلْ تَشكُو ، فِتْنَةً وَ شَقَاهَا
وَهَنَتْ وَ الأَهوَالُ بَينَ رُبَاهَا =جَلَسَتْ وَ الخَرِيفُ طَوْعًا أتَاهَا
تَدفَعُ الشَّرَ بِالتَّمنِّي وَ تَبكِي =سَطوَْةَ البَأسِ وَ الوَهَى قَد غَزَاهَا
رَفَعَتْ أَعلَامَ الشِّقَاقِ ، وَ ترجُو =رَحمَْةَ اللهِ والجَفَا قَد رمَاهَا
وَ قَلِيلُونَ قَد أَضَاؤا شُمُوعًا =وَكَثِيِرُونَ عِنْدَ لَيْلٍ دَجَاهَا
تَذْكُرُ العَهدَ ، وَ الخِلافَةُ تجِني = - فِي دِيَارِ الإِسلَامِ- زَهْرَ صِبَاهَا
هَلْ تَناسَى التَّاريخُ أمجادَ عُرْبٍ =أَنَّنَا كُنَّا في البَرايَا سَنَاهَا
بَدرُ أَمْسٍ طَافَ البِحَارَ نَدِيمًا =وَ زَهَا الأَرضَ بِالوَفَا – وَ بهَاهَا
إنَّمَا اليَومَ أََحْجَمَ الَمجدُ عَنَّا =وَ انزَوَى فُرسَانُ الوَغَى وحُمَاهَا
أَينَ مَاضِيكِ - أُمَّتي - هَلْ تَلاشَى ؟! =مِنْ لَهيبِ الأَرزَاءِ يشكُو لَظَاهَا
أَينَ إِشرَاقُكِ الَّذي دَامَ زَهوًا =أَينَ أَعلَامُكِ الَّتي في عُلَاهَا
أَيُّهَا البَدرُ يَا نَدِيمَ الَخوَالي =يَا حَلِيفَ السَّمَاءِ رَغمَ دُجَاهَا
قُمْ إلَى الأَمسِ ، حَدِّثِ الكَونَ عنَّا =لَا تخَفْ مِنْ أَهوَالنَا ، وَ لَظَاهَا
وَ احْكِ لِلأبنَاءِ الشُّمُوخَ وَ نَصرًا =بِِجِِهَادٍ ، وَ شِرعَةٍ ، وَ هُدَاهَا
وَ احْكِ تَارِيخَ العُربِ حِينَ تَرَاءَى =دَوحَةً فَاحَ زَهْرُهَا بِشَذَاهَا
كَانَ عَصرًا بِالأُسْدِ يَأبَى انْهِزَامًا =جَاءَ عَصرٌ أَشقَى المُنَى وَنَهَاهَا
دَولَةُ الأَمسِ فِي ضَمِيرٍ ، وَ رُوحٍ =عِظَةٌ لِلأجيَالِ تَخطُو خُطَاهَا
أمَّتِي يَا عِزَّ الجِدُودِ ، وَ مَجْدٍ =أُمَّتِي يَا شَذَا الدُّنَا وَ صِبَاهَا
أُمَّةٌ عَذْرَاءُ ازْدَهتْ بِإبَاءٍ =مَا تَهَاوَتْ ، وَلَا الغَوَاءُ رَمَاهَا
خفَقَتْ فِي القُلُوبِ ذِكرَى صِبَاهَا =زَلزَلَتْ في الأَعمَاقِ نَجوَى هَوَاهَا
وَ نجُومٌ فِي الكَونِ تَزهِي ضِياءً =وَ ثِمَارٌ فِي الأَرضِ تَعلُو رُبَاهَا
وَنِسَاءٌ كُسِيِنَ عِزًّا ، وَ دِينًا =وَ رَفَعْنَ الأَذكَارَ ، تَدعُو الإِلَهَا
سُلَّ سَيفُ الحُقُوقِ فَوقَ مُلُوكٍ =وَ ارْتَضَى الكَونُ شِرعةً وَ سَنَاهَا
فَلِمَنْ يَصحُو عَزمُنَا لَو غَفَا فِيـْ =نَا صُمُودٌ ، وَ عِزةٌ وجُذَاهَا
مَجْدُنَا كَالهِلَالِ يَبْقَى تَلِيْدًا =رَاسِخًا فِي عُمْقِ الدُّنَا وَ مَدَاهَا
وَ المُنَى فِي الحُرُوبِ تَصبُو المَنَايَا = كَي تَنَالَ الْجِنَانَ بَينَ رَحَاهَا
أََيكَةُ العُرْبِ فِي عُيُونِ الخَوَالِي =مِثلَمَا الأَغصَانُ ازدَهَتْ بِنَمَاهَا
وَ كَحَادِيْ ( الْأَظْعَانِ ) بَينَ ظِلَالٍ =وَ نَسِيمُ الأَزهَارِ يَجنِي شَذَاهَا
كَاليَوَاقِيتَ فِي ضِرَامٍ وَ بأَسٍ =مَا خَشَتْ نَارًا أَو خَبَتْ مِنْ لَظَاهَا
وَ بَلَغْنَا فِي الكَونِ شَأوًا عَظِيمًا =قَد غَدَا فِي الحَيَاةِ مِثْلَ حَيَاهَا
كَسَنَا الشَّمسِ تُرسِلُ النُّورَ هَديًا =وَ تُبَاهِي الأَقمَارَ عِندَ سَمَاهَا
خُلَفَاءُ الرَّسُولِ فِينَا ضِيَاءٌ = أَيقَظُوا أرْجَاءَ الدُّنَا مِنْ غَفَاهَا
حَينَ خَاضُوا العَوَانَ مِنْ أَجْلِ دِينٍ =رَفَعُوا أَعلَامَ الهُدَى لِعُلَاهَا
أيُهَا الغَافِي عَنْ رَبِيعِ الخَوالِي = سَلْ دُرُوبَ الأجْدَادِ بَينَ رُبَاهَا
وَ اسْأَلِ (الرُّومَ) ، وَ اسْألِ (الفُرسَ) عَنَّا =عَنْ فُتُوحٍ وَ النَّصرُ فَيهَا زَهَاهَا
وَ اسْأَلِ الأَرضَ وَ السَّمَاءَ ، وَ بَدْرًا =وَ لُقَى القَيْظِ بِالفَلَا وَ مَدَاهَا
وَ اسْألِ (الشَّامَ) ، وَ( العِرَاقَ) ، وَ ( مِصْرًا) =وَ اسْألِ (الصِّينَ) وَ الجُوَارَ تَلَاهَا
أُمَّةٌ بَاعَتْ فِي الحُرُوبِ المَنَايَا =تَشتَرِي بِالأروَاحِ فَجرًا دَعَاهَا
إنَّهُ المُلْكُ دَامَ فِينَا دُهُورًا =إِنَّ مُلكَ العُرْبِ ازْدَهَى بِهُدَاهَا
قَد خَبَا وَ النُّفُوسُ حَسْرَى تَهَاوَتْ =وَ الهُدَى هَامَتْ ، وَ الفُتُورُ رَعَاهَا
وَ رَمَى الدَّهرُ ما رَمَى مِنْ رَزَايَا =وَ ارْتَضَينَا بِشِقوَةٍ وَ رَدَاهَا
لَا تَلُومَنَّ عُصبَةً أَو زَمَانًا =إِنَّمَا لُومُوا النَّفسَ تَرنُو هَوَاهَا
أُمَّةٌ شَادَتْ فِي العُصُورِ رِجَالاً =كَيفَ تَهْوِي والوَيلُ غَصْبًا أَتَاهَا
لَمْ تَنَمْ مِنْ أَحزَانِهَا حِينَ هَامَتْ =وَ اكْفَهَرَّتْ بِاليَأسِ حَتَّى غَزَاهَا
ثُمَّ تَسْتَصرِخُ العُلَا بِسَرابٍ =ثُمَّ تَسْتَوهِبُ العَفَا مِنْ عِدَاهَا
وَ إِلى مِا نَصبُو ، وَ نَفْسٌ بِبأَسٍ =وَ الرَّدَى جَابَ وِحْدَةً وَ فنَاهَا
شَيَّعتْ في صَدرِ النَّهَارِ إبَاءً =نَخْلُهَا مِنْ أشْجَانِهَا قد رَثَاهَا
ضَاقَ وَجْهُ الأَرضِ ، اشْتَكَى مِنْ بُغَاةٍ =وَ الفَلَا نَجوَى غَيْمةٍ وَ سُقَاهَا
هَتَكَوا الدَّوحَ ثمَّ أَدمَوا زَهُورًا =وَ اعْتَلُوا أَغصَانَ المُنَى وَ رُبَاهَا
هَلْ شَجَانا أنَّ البَلاءَ عَظِيمٌ ؟ =وَ سَعِدنَا مِنْ صَرخَةٍ وَ صَدَاهَا ؟
هَلْ أَضَعنَا الوُعُودَ بَينَ التَّمنِّي ؟ =غَيرُنا قَد أسرَى بهَا وَرَعَاهَا
هَلْ حَسِبنَا أَمجَادَنَا ظِلَّ رَسْمٍ =فَتَرَكْنَا الأَمجَادَ تَلقَى فنََاهَا
هَلْ شَكَا الحُبُّ لِلزَّمَانِ البَرايَا =وَ شَكَا الْمَوتُ لِلقُبورِ ثَرَاهَا
وَيحَنَا كَيفَ اهْتزَّ عَرْشُ الخَوَالي =غَابَ عنَّا فِي لَيلَةٍ وَ ضُحَاهَا
فَقِفِي يَا أُخْتَ الإِباءِ حِدَادًا =إنَّ شَمسَ عُرْبٍ هَوَتْ مِنْ سَمَاهَا
بَينَ أَهوَالِ اليَومِ تَرنُو نَهَارًا =تَرتَجِي البَدرَ أنْ يُعِيدَ سَنَاهَا
ما سَرَى فينَا غَيرُ أَحْزَانِ قَوْمٍ =لا نَرَى فِي الآفاق إلاَّ سِوَاهَا
أُمَّةٌ صَارَتْ بالنَّوَادِبَ تَحيَا =أُمَّةٌ أشْقَاهَا الوَهَى ، وَ دَمَاهَا
هَبْكِ أدْمَيتِ بِالبُكَاءِ عُيُونًا =هَلْ تَعُودُ الأَمجَادُ عِندَ عُلَاهَا ؟
هَبْكِ أََسْقَيْتِ الأَرضَ حُبًّا ، وَحبًّا =هَلْ يثُورُ الفُرسَانُ صَوبَ حِمَاهَا ؟
كَيفَ نَبنِي خِلافةً لَو تَلاشَى =عَزمُنَا فِي دَربِ الغَوَى – وَ دَهَاهَا
أَرسَلَ (الغَربُ) زَادَ لَهْوٍ ، وَ لَغْوٍ =فَانْتَشَينَا وَ النَّفسُ لَاقَتْ شَقَاهَا
مِثلَ طِفلٍ والنَّارُ حَولَ دُمَاهُ= فَارْتَمَى فِي النِّيرَانِ حَتَّى جُذَاهَا
أَوقَدَ الوَهمُ فِتنَةً فِي نُفُوسٍ =وَ ارْتَضَينَا نَجنِى الوَهَى مِنْ لَظَاهَا
ثُمَّ قَالُوا : جَاءَ الرَّبِيعُ إِلَينَا =وَ الزُّهُورُ اليَومَ الْتَقَتْ بشَذَاهَا
كَانَ حُلْمًا وَ مُنيَةً لِشُعُوبٍ =إِنَّمَا سَيفُ الغَدرِ أَجرَى دِمَاهَا
كُلُّ أَمرٍ نَصبُو لَهُ بِرَجَاءٍ =خَلفَ طُعْمِ الأَعدَاءِ نَفْتَحُ فَاهَا
وَ خَرِيفٌ أَتَى الشُّعوُبَ وَ خَارَتْ =كَسُكَارَى تَأَسُو َعلَى منُتَهَاهَا
وَ رَبيعٌ (لِلغَربِ) جَاءً وَفَاءً =وَ دِمَاءً (لِلعُربِ) يَروِي ثَرَاهَا
فَأَفِقْ يَا (ابْنَ العُربِ) وَ اصْحُ بِعَزْمٍ =وَ ارمِ لِلأَعدَاءِ الغَوَى وَ دُمَاهَا
نَحْنُ شَعبٌ وَ أمُّةٌ ، وَ إباءٌ =وَ دِيارٌ بِالأُسْدِ تَصْبُو حمَِاهَا
فَلْتَقُومِي إِلِى الوُجُودِ بِعَزمٍ =وَ استَرِدِي شَمسَ الوَفَا وَ ضُحَاهَا
رُبَّ يَومٍ تَأتِي اللَّيَالي (بِبَدرٍ) =وَ نجومٍ تُحيِِِي السَّمَا وَ سَنَاهَا
يَا لُقَى الشَّرِ لَا يغرَّنَّكَ الصَّمْ =تُ – فَصَمتُ اللُّيُوثِ يَدعُو لَبَاهَا
إِنَّ يَومًا بِالنَّصرِ حَتمًا سَيَأتِي = وَ المَنَايَا تَرنُو الوَغَى وَ رَحَاهََا
بِثَائرٍ هَادٍ وَ قَلبٍ جَسُورٍ =يَزدَهِي أَعلَامَ الحِمَى فِي عُلَاهَا
يَلتَقِي (قُدسَنَا) وَ (زيتُونَ) أَرضٍ =يَستَعيِدُ الآمَالَ يَسمُو لُقَاهَا
وَ نَشِيدُ الأَحرَارِ يَعلُو سَمَاءً= وَ نِسَاءٌ كَالأُسْدِ تَحمِي رُبَاهَا
فَاكْسَرِ القَيدَ يَا فتًى –وَ ابْنِ مَجْدًا=فَالمُنَى تَأتِي بِالعُلَا- مَنْ أَتَاهَا
أَدْركِ الصُّبحَ فَالشُّمُوسُ ضِيَاءٌ =وَ عُيُونٌ بِالحُبِّ تَرنُو سَنَاهَا
أَحَرَامٌ إذَا الَّربيِعُ أتَانَا؟ =أَحَرَامٌ عَلَى الزُّهُورِ شَذَاهَا؟
شعر : مراد الساعي