مها يوسف
07-20-2013, 07:00 AM
أقبل رمضان الخير
ها هو الشهر الفضيل يدنو منَّا شيئًا فشيئًا، خطواته وئيدةٌ عند من يتشوَّفون إلى رؤيته، وسريعةٌ جدًّا لدى من يتأفَّفون منه!
يا شهرَ الخير، أقبِلْ علينا ضيفًا عزيزًا.
أقبِل علينا بنفحاتك العطرة، وبمعانيك الأخَّاذة، وبخِلالك الرَّائعة، وبإطلالتِك الأَثِيرة.
أقبِل علينا؛ لتنقلنا إلى عالَمِ الطُّفولة البريئة حيثُ كنَّا نَعْبُر أزِقَّة الحيِّ، وشوارعَه المتعرِّجة، ونهتف بملء فينا ليلةَ قدومك: "هلَّ هلالك يا رمضان".
أقبل إلينا متخمًا بالبُشْرى، ومفعمًا بِعبَق الرَّوائح السريَّة التي تنبعث منك.
لرمضان سرٌّ لا يدرك كُنْهَه إلاَّ من تعلَّق قلبُه به، وتاهت مدامِعُه لَدُنْ قدومِه، وحين ذهابه.
لرمضان سلطةٌ قويَّة، تأسر قلوب المأخوذين به والعقول.
أقبل علينا بكامل أناقتك وزينتك؛ كي نستنشِقَ رائحة الإيمان.
أقبل صديقًا غاليًا وفيًّا.
أقبل يا شهر العطاء والنَّماء، والإحسان والخير العميم.
أقبل كي يتَّصِل الناس بعضهم ببعض؛ لتزيل عن قلوبهم أوضار الذُّنوب والآثام، وأدران الحقد والغلِّ والحسد.
أقبل كي تصفُوَ النُّفوس، ويَسُود السَّلام، ويلفَّ الأرجاءَ السكينةُ والمحبَّة، والألفةُ والوقار.
أقبل كي يزور الأخُ أخاه، ويصالح الأبُ ابنَه، ويتصدَّق الغنيُّ على الفقير، ويرأف الموسِرُ على المُحتاج، ويَنْعم الناس بالتكافل والتعاون.
أقبل كي ننفق كلَّ دقيقة من دقائقك في طاعة الله تعالى، فنقرأ القرآن، ونختمه ما شاء الله لنا أن نختم، ونصلِّي ما شاء الله لنا أن نصلِّي، ونتصدَّق بأموالنا ما شاء الله لنا أن نتصدّق، ونَقوم الليل ما شاء الله لنا أن نَقوم.
أقبِل؛ لِتُزيل آثار الصَّدأ الملتَصِق على النفوس، أقبل؛ لتغسل حوباتنا وتنقِّيَها، وتجعلها بيضاءَ كالبدر ليلة الرابع عشر.
أقبل لننداح إلى المساجد زرافاتٍ ووحدانًا، زُمرًا زمرًا.
لنتدفَّق جماعاتٍ وأشتاتًا؛ كي نصلِّي صلاة القيام مع الإمام.
أقبل كي تكسر شهوة البطن والفَرْج، وتُغيِّر من (روتيننا) المملِّ.
يا أيُّها الضيف المنتظر.
أقبِل، فديتُكَ نفسي ومالي!
أقبل كي نسعد بك، ونحتَفِيَ ونحتفل.
كي نزدهِيَ بمقدمك.
ونزيِّنَ بيوتنا بالفوانيس التي تنبعث منها أَضواء جميلة.
يا رمضانُ... هلَّ هلالك.
أقبِل يا شهر الرَّحمات والمغفرة والعتق من النِّيران.
أقبل بليلةِ قَدْرك؛ علَّنا نُوافِقها فيكتب أجر عبادة ألف شهر.
أقبل كي تُشرَع سُدَدُ الجنَّة، وتوصد أبواب النِّيران، وتُصفَّد الشياطين، فلا مجال لها لتعكِّر صفونا، وتُلْهِيَنا عنك.
أقبل كي ندعو الله عند فطرنا، ويُستجاب دعاؤنا.
أقبل ففي الرُّوح اشتياقٌ إليك، وفي القلب فرحةٌ لن تتمَّ إلا ببزوغ هلالك معلنًا عنك.
ذاتَ قنوتٍ، كان الشابُّ ما يزال متَّسخًا بأوزار الذنوب، كان قانطًا كأشدِّ القنوط، يائسًا كأشد اليأس، متشائمًا كأشد التشاؤم...
وذات ليلةٍ، إذا رمضان أقبلَ، وإذا الخير يُقْبِل معه، وإذا الإمام ينساب صوتُه جميلاً، تقف الطير لجماله:
﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].
وإذا الشابُّ الذي يستقبل بابَ الموت، أو يستقبله بابُ الموت مع زمرة المصلِّين، وإذا يَثُوب إليه رُشْده، وإذا هو يُقْسِم في أوَّل ليلةٍ من ليالي رمضان أن يكون ملتزمًا.
ويحدث أن يتوب ويندم، ويصدق وعده، فيلتزم التزامًا وثيقًا.
أقبِلْ رمضانُ؛ لتنقذ أمثال هؤلاء الشباب.
لتنقذنا كلَّنا - بإذن ربِّك.
فلَم نَعُد نحتمل الصبر.
محمد حمدان الرقب
ها هو الشهر الفضيل يدنو منَّا شيئًا فشيئًا، خطواته وئيدةٌ عند من يتشوَّفون إلى رؤيته، وسريعةٌ جدًّا لدى من يتأفَّفون منه!
يا شهرَ الخير، أقبِلْ علينا ضيفًا عزيزًا.
أقبِل علينا بنفحاتك العطرة، وبمعانيك الأخَّاذة، وبخِلالك الرَّائعة، وبإطلالتِك الأَثِيرة.
أقبِل علينا؛ لتنقلنا إلى عالَمِ الطُّفولة البريئة حيثُ كنَّا نَعْبُر أزِقَّة الحيِّ، وشوارعَه المتعرِّجة، ونهتف بملء فينا ليلةَ قدومك: "هلَّ هلالك يا رمضان".
أقبل إلينا متخمًا بالبُشْرى، ومفعمًا بِعبَق الرَّوائح السريَّة التي تنبعث منك.
لرمضان سرٌّ لا يدرك كُنْهَه إلاَّ من تعلَّق قلبُه به، وتاهت مدامِعُه لَدُنْ قدومِه، وحين ذهابه.
لرمضان سلطةٌ قويَّة، تأسر قلوب المأخوذين به والعقول.
أقبل علينا بكامل أناقتك وزينتك؛ كي نستنشِقَ رائحة الإيمان.
أقبل صديقًا غاليًا وفيًّا.
أقبل يا شهر العطاء والنَّماء، والإحسان والخير العميم.
أقبل كي يتَّصِل الناس بعضهم ببعض؛ لتزيل عن قلوبهم أوضار الذُّنوب والآثام، وأدران الحقد والغلِّ والحسد.
أقبل كي تصفُوَ النُّفوس، ويَسُود السَّلام، ويلفَّ الأرجاءَ السكينةُ والمحبَّة، والألفةُ والوقار.
أقبل كي يزور الأخُ أخاه، ويصالح الأبُ ابنَه، ويتصدَّق الغنيُّ على الفقير، ويرأف الموسِرُ على المُحتاج، ويَنْعم الناس بالتكافل والتعاون.
أقبل كي ننفق كلَّ دقيقة من دقائقك في طاعة الله تعالى، فنقرأ القرآن، ونختمه ما شاء الله لنا أن نختم، ونصلِّي ما شاء الله لنا أن نصلِّي، ونتصدَّق بأموالنا ما شاء الله لنا أن نتصدّق، ونَقوم الليل ما شاء الله لنا أن نَقوم.
أقبِل؛ لِتُزيل آثار الصَّدأ الملتَصِق على النفوس، أقبل؛ لتغسل حوباتنا وتنقِّيَها، وتجعلها بيضاءَ كالبدر ليلة الرابع عشر.
أقبل لننداح إلى المساجد زرافاتٍ ووحدانًا، زُمرًا زمرًا.
لنتدفَّق جماعاتٍ وأشتاتًا؛ كي نصلِّي صلاة القيام مع الإمام.
أقبل كي تكسر شهوة البطن والفَرْج، وتُغيِّر من (روتيننا) المملِّ.
يا أيُّها الضيف المنتظر.
أقبِل، فديتُكَ نفسي ومالي!
أقبل كي نسعد بك، ونحتَفِيَ ونحتفل.
كي نزدهِيَ بمقدمك.
ونزيِّنَ بيوتنا بالفوانيس التي تنبعث منها أَضواء جميلة.
يا رمضانُ... هلَّ هلالك.
أقبِل يا شهر الرَّحمات والمغفرة والعتق من النِّيران.
أقبل بليلةِ قَدْرك؛ علَّنا نُوافِقها فيكتب أجر عبادة ألف شهر.
أقبل كي تُشرَع سُدَدُ الجنَّة، وتوصد أبواب النِّيران، وتُصفَّد الشياطين، فلا مجال لها لتعكِّر صفونا، وتُلْهِيَنا عنك.
أقبل كي ندعو الله عند فطرنا، ويُستجاب دعاؤنا.
أقبل ففي الرُّوح اشتياقٌ إليك، وفي القلب فرحةٌ لن تتمَّ إلا ببزوغ هلالك معلنًا عنك.
ذاتَ قنوتٍ، كان الشابُّ ما يزال متَّسخًا بأوزار الذنوب، كان قانطًا كأشدِّ القنوط، يائسًا كأشد اليأس، متشائمًا كأشد التشاؤم...
وذات ليلةٍ، إذا رمضان أقبلَ، وإذا الخير يُقْبِل معه، وإذا الإمام ينساب صوتُه جميلاً، تقف الطير لجماله:
﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].
وإذا الشابُّ الذي يستقبل بابَ الموت، أو يستقبله بابُ الموت مع زمرة المصلِّين، وإذا يَثُوب إليه رُشْده، وإذا هو يُقْسِم في أوَّل ليلةٍ من ليالي رمضان أن يكون ملتزمًا.
ويحدث أن يتوب ويندم، ويصدق وعده، فيلتزم التزامًا وثيقًا.
أقبِلْ رمضانُ؛ لتنقذ أمثال هؤلاء الشباب.
لتنقذنا كلَّنا - بإذن ربِّك.
فلَم نَعُد نحتمل الصبر.
محمد حمدان الرقب