حنين علي
08-03-2013, 06:54 PM
تزود بحسن الخاتمة في رمضان
تزوّد قريباً من فعالك إنّمـــــــــــا *** قرينُ الفتى في القبر ما كان يفعلُ
وإن كنت مشغولاً بشيءٍ فلا تكــن *** بغير الذي يرضى به اللّه تُشــغـلُ
فلن يصحبَ الإنسانَ من بعد موته *** إلى قبره إلا الذّي كــــــان يعـملُ
ألا إنّما الإنســـــــان ضيفٌ لأهله *** يقيـم قليلاً عندهم ثمّ يرحــــــــلُ
ويُروى أنّ أحد الصالحين حدث له حادث سير، وبينما هو في سكرات الموت، إذا به يقرأ القرآن، ثم يختم بشهادة أن لا إله إلا اللّه، وأنّ محمّداً رسول اللّه، فيا للّه ما أحسنها من خاتمة، ورجلٌ آخر يموت وهو صائمٌ للّه ربّ العالمين، وثالثٌ يموت وهو ساجدٌ للّه رب العالمين.
إنّ كلّ ما ذكر من حسن الخاتمة لا تحصل للمرء إلا إذا سعى سعيها، وعمل بأسبابها، ومن ذلك:
1- النّية الصّالحة، والإخلاص للّه، لأنّ النّية والإخلاص شرطان للأعمال المقبو?ة.
2- المحافظة على الصّلوات جماعة، فعن أبي موسى -رضي اللّه تعالى عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: «من صلّى البردَين دخل الجنة» رواه البخاري (540)، ومسلم (1005)، والبردان: هما الفجر والعصر، ومن داوم عليهما وصلاَّهما فهو بالقِيامِ بِغيرهما من الصّلوات أولى.
3- الإيمان مع الإصلاح للنّفس والغير، كما قال تعالى: {فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون} [سورة الأنعام:48].
4- ومنها تقوى اللّه في السّر والعلن بامتثال أمره، واجتناب نهيه، والدّوام على ذلك، كما قال تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُواً فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [سورة القصص:83].
5- ومِنها اجتناب الكبائر وعظائم الذنوب، قال اللّه تبارك وتعالى: {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً} [سورة النساء:31].
6- ومنها لزوم هدي النّبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-، واتّباع طريق المهاجرين والأنصار والتابعين لهم -رضي اللّه تعالى عنهم-، قال اللّه تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} [سورة الأحزاب:21]، وقال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [سورة التوبة:100].
7- ومِن الأسباب كذلك البعد عن ظلم الناس، وعدم البغي والعدوان عليهم في نفسٍ، أو مالٍ، أو عرض، فعن ابن عباس -رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: «واتَّق دعوةَ المظلوم، فإنّه ليس بينها وبين الله حِجاب» رواه البخاري (1401) ومسلم (27).
8- ومن أسباب التّوفيق لحسن الخاتمة الإحسان إلى الخلق، وكفُّ الشرّ عنهم، قال اللّه تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِالَّليْلِ وَالنَّهَارِ سِراً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [سورة البقرة:274].
9- ومن أسباب حسن الخاتمة الدّعاء بذلك، قال اللّه تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [سورة غافر:60]، ودُعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب بحسن الخاتمة مستجاب، وفي الحديث عن أبي الدرداء -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّّم-: «ما مِن عبدٍ مسلمٍ يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملَك: ولك بمثل» رواه مسلم (4912).
فاللّهم اجعل خير أعمارنا آخرها، وخير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه
تزوّد قريباً من فعالك إنّمـــــــــــا *** قرينُ الفتى في القبر ما كان يفعلُ
وإن كنت مشغولاً بشيءٍ فلا تكــن *** بغير الذي يرضى به اللّه تُشــغـلُ
فلن يصحبَ الإنسانَ من بعد موته *** إلى قبره إلا الذّي كــــــان يعـملُ
ألا إنّما الإنســـــــان ضيفٌ لأهله *** يقيـم قليلاً عندهم ثمّ يرحــــــــلُ
ويُروى أنّ أحد الصالحين حدث له حادث سير، وبينما هو في سكرات الموت، إذا به يقرأ القرآن، ثم يختم بشهادة أن لا إله إلا اللّه، وأنّ محمّداً رسول اللّه، فيا للّه ما أحسنها من خاتمة، ورجلٌ آخر يموت وهو صائمٌ للّه ربّ العالمين، وثالثٌ يموت وهو ساجدٌ للّه رب العالمين.
إنّ كلّ ما ذكر من حسن الخاتمة لا تحصل للمرء إلا إذا سعى سعيها، وعمل بأسبابها، ومن ذلك:
1- النّية الصّالحة، والإخلاص للّه، لأنّ النّية والإخلاص شرطان للأعمال المقبو?ة.
2- المحافظة على الصّلوات جماعة، فعن أبي موسى -رضي اللّه تعالى عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: «من صلّى البردَين دخل الجنة» رواه البخاري (540)، ومسلم (1005)، والبردان: هما الفجر والعصر، ومن داوم عليهما وصلاَّهما فهو بالقِيامِ بِغيرهما من الصّلوات أولى.
3- الإيمان مع الإصلاح للنّفس والغير، كما قال تعالى: {فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون} [سورة الأنعام:48].
4- ومنها تقوى اللّه في السّر والعلن بامتثال أمره، واجتناب نهيه، والدّوام على ذلك، كما قال تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُواً فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [سورة القصص:83].
5- ومِنها اجتناب الكبائر وعظائم الذنوب، قال اللّه تبارك وتعالى: {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً} [سورة النساء:31].
6- ومنها لزوم هدي النّبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-، واتّباع طريق المهاجرين والأنصار والتابعين لهم -رضي اللّه تعالى عنهم-، قال اللّه تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} [سورة الأحزاب:21]، وقال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [سورة التوبة:100].
7- ومِن الأسباب كذلك البعد عن ظلم الناس، وعدم البغي والعدوان عليهم في نفسٍ، أو مالٍ، أو عرض، فعن ابن عباس -رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: «واتَّق دعوةَ المظلوم، فإنّه ليس بينها وبين الله حِجاب» رواه البخاري (1401) ومسلم (27).
8- ومن أسباب التّوفيق لحسن الخاتمة الإحسان إلى الخلق، وكفُّ الشرّ عنهم، قال اللّه تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِالَّليْلِ وَالنَّهَارِ سِراً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [سورة البقرة:274].
9- ومن أسباب حسن الخاتمة الدّعاء بذلك، قال اللّه تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [سورة غافر:60]، ودُعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب بحسن الخاتمة مستجاب، وفي الحديث عن أبي الدرداء -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّّم-: «ما مِن عبدٍ مسلمٍ يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملَك: ولك بمثل» رواه مسلم (4912).
فاللّهم اجعل خير أعمارنا آخرها، وخير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه