محمد حسن بوكر
08-20-2013, 08:55 PM
المُذَنَّبْ حَسَّانْ
أحاط به الرعب من كل جانب .. تصلَّب في مكانه من شدة الخوف .. لم يقو حتى على الركض .. لكنه استجمع قواه وانفك من أغلال الذعر وبدأ يركض .. وجهوا إليه جهازًا غريبًا فجذبه إليهم .. أخذوه وأدخلوه المركبة .. ثم ألبسوه ( بدلةً ) غريبةً وهو يصرخ:
ـ اتركوني .. اتركوني .. مَن أنتم ؟ .. إلى أين تذهبون بي ؟
حاول مقاومتهم .. هاج عليهم .. أراد أن يقذف بنفسه من المركبة .. لكنهم حقنوه بمادة غير معروفة له فخرَّ صريعًا , ثم طاروا به إلى الفضاء .
كان (حسَّان ) في الثلاثين من عمره .. وكان يحب البرِّية .. يذهب في بعض الصباحات الندية إلى ذلك المكان القريب من منزله ؛ ليستمتع بالخضرة والهواء النقي , ويشاهد الأغنام وهي ترعى بين العشب والحشائش , ويستعيد أيام الصبا عندما كان يرعى أغنام أسرته هناك .
وبرغم أنه قد صار ـ الآن ـ موظفًا في إحدى الدوائر الحكومية إلا أنه كثيرًا ما يحن إلى تلك الأمكنة ، فيستغل أيام الإجازة للذهاب إلى هناك ؛ لقراءة ذكرياته الأولى على صفحات تلك المساحات الخضراء , يفترش العشب , ويتوسد أغصان الشجر ، ويلتحف الظلال ، ثم يرتحل إلى عوالم الكون ، وكلما داعبت رموشه نسائم الهواء ، زادته نشوةً وارتياحًا ، فينطلق صوته مرددًا أنغام الرعاة ، وينطلق بصره إلى السماء مستأنسًا بعض الطيور التي بدأت تحلق فوقه ، وإذا به يشاهد جسمًا دائريَّ الشكل يقترب منه شيئًا فشيئًا ، ما لبث حتى حط على مقربة منه ، ثم فتح بابه وخرج منه ثلاثة أشخاص تختلف أشكالهم عن بني البشر ، يرتدون ( بدلاً ) تشبه ما يرتديه رواد الفضاء ، وكان بيد أحدهم جهازًا غريبًا يُصدرُ وميضًا خاطفًا ، آخذين في الاقتراب منه !
أفاق ( حسان ) فإذا به في مكان غريب لا يعرفه .. تلفت يمينًا وشمالاً فلم ير إلا مساحات شاسعة من التربة والصخور وبعض الحفر والكهوف وبعض المنازل ذات طراز غريب ..
ـ أين أنا ؟
ـ أنت في كوكب عطارد .
ـ ومَن أنتم ؟
ـ لا شأن لك .
ـ كيف تفهمون كلامي ؟
ـ عن طريق جهاز يترجم لنا لغة أهل الأرض والعكس .
ـ لماذا أتيتم بي إلى هنا .. وماذا تريدون مني .. وكيف سأعيش هنا ؟ !
ـ لا تكثر الكلام .. سيأتي إليك المسؤول عن ذلك الأمر ويشرح لك كل شيء .
وبعد وقت قصير أتى إليه شخص له نفس الهيئة ، وأخذ يتحدث له باللغة العربية الفصحى :
ـ اسمع يا هذا .. سيكون اسمك عندنا ( هالي )
ـ هالي !!!
ـ نعم .. وستعيش معنا لمدة عام كامل ولكن بحساب أيامنا .
ـ عاااااام ! ! وكم ستكون بحساب أيامنا ياترى ؟؟؟ قال في نفسه !
ـ ستأكل مما نأكل ، وستشرب ما نشرب ، وتلبس مثلما نلبس .
ـ سنذهب بك الآن إلى الوالي ؛ ليبارك زواجك من إحدى فتيات الكوكب .
ـ يا إلهي .. زوااااااااج .. وأرضي !! وأهلي !! وأولادي !! .. ـ لا لا لا .. لا يمكن ذلك .. هذا غير معقول !
ـ ستتزوج رغمًا عنك .. وإذا عصيت الأمر فستقتل .. !
رضي ( حسان ) بالواقع الجديد .. وطأطأ رأسه وصمت .
ـ حسنا .. تعال معي يا ( هالي ) .
وبينما كانا يسيران شاهد عرشًا ضخمًا مطرزًا بالذهب والياقوت ، تحيط به أعمدة كثيرة ، وتعلوه قباب متعددة ، وحوله حرس كثر ، في منظر يأخذ بالألباب .
ـ يا إلهي .. ما هذا ؟
ـ هذا مقر الوالي .
ـ وما تلك المنشأة التي تبعد عنه قليلاً ؟
ـ هذا معمل يحول غازات الكوكب إلى أوكسجين .. ثم يضغطه في مخازن هذه البدل التي نرتديها فنتنفس عن طريقها .
ـ وما تلك المحطة التي عن يسارها ؟
ـ هذا معمل يقوم بدمج الهيدروجين مع الأوكسجين المستخلص من المحطة الأولى ؛ لإنتاج الماء الذي نشربه .
ـ يا أللااااااااااه ! ! وما ذلك المصنع الذي يقع خلفهما ؟
ـ هذا مصنع الغذاء .. أترى تلك الحقول الواقعة جهة اليمين ؟
ـ نعم
ـ لقد قمنا بجلب عدد من البذور من كواكب مختلفة ، ثم زرعناها في تلك الحقول فأنتجت لنا هذه النباتات الهجينة ، ومن ثمارها يقوم هذا المصنع بتركيب الغذاء المناسب لنا .
ـ وكيف سأتصرف أنا ؟
ـ لقد حقناك في داخل المركبة ونحن ما زلنا على الأرض بمادة تجعلك تتأقلم مع حياتنا بلا عوائق .
ـ وما ذلك اللوح الكبير المنصوب هناك ؟
ـ هذا لوح زجاجي مرتبط بالأقمار الصناعية ، يبث صورا لكل شبر في الأرض ، وعن طريقه سوف ترى دارك وأهلك وأولادك .. ولكن للأسف فهم لن يروك .
واصل ( حسان ) السير مع المسؤول ، وهو يسعى في بحور من الدهشة والخوف والترقب ، يقتله التفكير في مصيره .. وكيف ومتى سيعود إلى أهله ودياره ؟
ـ لماذا تصرون على تزويجي ؟
ـ نحن نقوم بتجربة علمية حول استحداث جيل هجين من الأرض والكوكب يستطيع أن يعيش على الأرض أو هنا على حد سواء ، ولا تؤثر فيه اختلاف العوامل بين الكوكبين .
وفي طريقهم إلى مقر الوالي شاهد (حسان ) جمال الفضاء واتساع الكون ، ورأى القمر متجليا أمامه من بعيد ، فهاله المنظر وقال سبحان الله !
ـ ما أجمل منظر القمر من هنا !
ـ كلا يا ( هالي ) ليس هذا بالقمر .. ولكنها أرضكم .. الأرض التي أخذناك منها
فلما سمع ذلك أخذ يصرخ بأعلى صوته .. أهلي .. أولادي ! !
ـ يا مريم .. يا أحمد .. أتسمعانني .. وأجهش بالبكاء وساءت حالته .. فذهبوا به إلى ذلك اللوح الزجاجي ؛ ليرى بيته وأولاده عن طريقه ، إلا أنه كان معطلا في تلك اللحظة فازدادت حالته سوءًا ! فلما رآه الوالي على ذلك الحال قال له :
ـ حسنًا يا ( هالي ) سنخفض لك مدة الإقامة عندنا .. ولكن بعد زواجك .
ـ زواجي .. لا حول ولا قوة إلا بالله ! !
ـ لا مفر لك من ذلك .. ستتزوج إحدى فتياتنا ثم تعود إلى الأرض بعد أن تضع حملها .
تساءل بقلق : حتى تضع حملها ! .. وكم مدة الحمل عندكم ؟
ـ شهر واحد بحساب كوكبنا .. وثلاثة أشهر بحسابكم .. هل أنت موافق ؟
ـ حسبي الله ونعم الوكيل ! سأتزوج .. سأتزوج .. لكن أريد أن أراها .
وما هي إلا لحظات حتى أحضروا له فتاة عطاردية .. نحيلة الجسم .. هرمية الوجه .. مستطيلة العينين تتحدبان من الأطراف .. شعرها أشقر اللون .. أذناها طويلتان .. وعدد الأصابع ستة في كل طرف ، ابتسمت له وابتسم لها ، ثم بدأت مراسم عقد القِران .
تزوج ( هالي ) من ( ومضة ) ، وخلفا طفلا جميلا له صفات الكوكبين أسمياه ( شعاع ) ، وأخذ يفكر في طريقة يحمل بها طفله إلى الأرض ؛ ليشاهده أخوته هناك ، ولكن كيف سيحتوي غضب زوجته الأرضية عليه ؟
وبينما كان يترجَّى الوالي في ذلك سمع صوت ابنه أحمد يأتي من خلف اللوح الزجاجي ، فأخذ يوجه سمعه وبصره نحو الصوت ويفتح عينيه بقوة ، فإذا بابنه يبحث عنه ـ بعد أن تأخر عليهم في غير عادته ـ وهو يقول له :
ـ يا أباه .. ما لك تأخرت ؟
ـ أمي تقول لك : هيا .. الفطور جاهز .
نهض حسان من مكانه وهو يقول :
ـ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. لقد كان كابوسًا سخيفًا شاركني هجعتي القصيرة ، ثم تفل عن يساره ثلاث مرات ، وضم إليه ابنه أحمد ، ثم عادا إلى المنزل .
* * *
أحاط به الرعب من كل جانب .. تصلَّب في مكانه من شدة الخوف .. لم يقو حتى على الركض .. لكنه استجمع قواه وانفك من أغلال الذعر وبدأ يركض .. وجهوا إليه جهازًا غريبًا فجذبه إليهم .. أخذوه وأدخلوه المركبة .. ثم ألبسوه ( بدلةً ) غريبةً وهو يصرخ:
ـ اتركوني .. اتركوني .. مَن أنتم ؟ .. إلى أين تذهبون بي ؟
حاول مقاومتهم .. هاج عليهم .. أراد أن يقذف بنفسه من المركبة .. لكنهم حقنوه بمادة غير معروفة له فخرَّ صريعًا , ثم طاروا به إلى الفضاء .
كان (حسَّان ) في الثلاثين من عمره .. وكان يحب البرِّية .. يذهب في بعض الصباحات الندية إلى ذلك المكان القريب من منزله ؛ ليستمتع بالخضرة والهواء النقي , ويشاهد الأغنام وهي ترعى بين العشب والحشائش , ويستعيد أيام الصبا عندما كان يرعى أغنام أسرته هناك .
وبرغم أنه قد صار ـ الآن ـ موظفًا في إحدى الدوائر الحكومية إلا أنه كثيرًا ما يحن إلى تلك الأمكنة ، فيستغل أيام الإجازة للذهاب إلى هناك ؛ لقراءة ذكرياته الأولى على صفحات تلك المساحات الخضراء , يفترش العشب , ويتوسد أغصان الشجر ، ويلتحف الظلال ، ثم يرتحل إلى عوالم الكون ، وكلما داعبت رموشه نسائم الهواء ، زادته نشوةً وارتياحًا ، فينطلق صوته مرددًا أنغام الرعاة ، وينطلق بصره إلى السماء مستأنسًا بعض الطيور التي بدأت تحلق فوقه ، وإذا به يشاهد جسمًا دائريَّ الشكل يقترب منه شيئًا فشيئًا ، ما لبث حتى حط على مقربة منه ، ثم فتح بابه وخرج منه ثلاثة أشخاص تختلف أشكالهم عن بني البشر ، يرتدون ( بدلاً ) تشبه ما يرتديه رواد الفضاء ، وكان بيد أحدهم جهازًا غريبًا يُصدرُ وميضًا خاطفًا ، آخذين في الاقتراب منه !
أفاق ( حسان ) فإذا به في مكان غريب لا يعرفه .. تلفت يمينًا وشمالاً فلم ير إلا مساحات شاسعة من التربة والصخور وبعض الحفر والكهوف وبعض المنازل ذات طراز غريب ..
ـ أين أنا ؟
ـ أنت في كوكب عطارد .
ـ ومَن أنتم ؟
ـ لا شأن لك .
ـ كيف تفهمون كلامي ؟
ـ عن طريق جهاز يترجم لنا لغة أهل الأرض والعكس .
ـ لماذا أتيتم بي إلى هنا .. وماذا تريدون مني .. وكيف سأعيش هنا ؟ !
ـ لا تكثر الكلام .. سيأتي إليك المسؤول عن ذلك الأمر ويشرح لك كل شيء .
وبعد وقت قصير أتى إليه شخص له نفس الهيئة ، وأخذ يتحدث له باللغة العربية الفصحى :
ـ اسمع يا هذا .. سيكون اسمك عندنا ( هالي )
ـ هالي !!!
ـ نعم .. وستعيش معنا لمدة عام كامل ولكن بحساب أيامنا .
ـ عاااااام ! ! وكم ستكون بحساب أيامنا ياترى ؟؟؟ قال في نفسه !
ـ ستأكل مما نأكل ، وستشرب ما نشرب ، وتلبس مثلما نلبس .
ـ سنذهب بك الآن إلى الوالي ؛ ليبارك زواجك من إحدى فتيات الكوكب .
ـ يا إلهي .. زوااااااااج .. وأرضي !! وأهلي !! وأولادي !! .. ـ لا لا لا .. لا يمكن ذلك .. هذا غير معقول !
ـ ستتزوج رغمًا عنك .. وإذا عصيت الأمر فستقتل .. !
رضي ( حسان ) بالواقع الجديد .. وطأطأ رأسه وصمت .
ـ حسنا .. تعال معي يا ( هالي ) .
وبينما كانا يسيران شاهد عرشًا ضخمًا مطرزًا بالذهب والياقوت ، تحيط به أعمدة كثيرة ، وتعلوه قباب متعددة ، وحوله حرس كثر ، في منظر يأخذ بالألباب .
ـ يا إلهي .. ما هذا ؟
ـ هذا مقر الوالي .
ـ وما تلك المنشأة التي تبعد عنه قليلاً ؟
ـ هذا معمل يحول غازات الكوكب إلى أوكسجين .. ثم يضغطه في مخازن هذه البدل التي نرتديها فنتنفس عن طريقها .
ـ وما تلك المحطة التي عن يسارها ؟
ـ هذا معمل يقوم بدمج الهيدروجين مع الأوكسجين المستخلص من المحطة الأولى ؛ لإنتاج الماء الذي نشربه .
ـ يا أللااااااااااه ! ! وما ذلك المصنع الذي يقع خلفهما ؟
ـ هذا مصنع الغذاء .. أترى تلك الحقول الواقعة جهة اليمين ؟
ـ نعم
ـ لقد قمنا بجلب عدد من البذور من كواكب مختلفة ، ثم زرعناها في تلك الحقول فأنتجت لنا هذه النباتات الهجينة ، ومن ثمارها يقوم هذا المصنع بتركيب الغذاء المناسب لنا .
ـ وكيف سأتصرف أنا ؟
ـ لقد حقناك في داخل المركبة ونحن ما زلنا على الأرض بمادة تجعلك تتأقلم مع حياتنا بلا عوائق .
ـ وما ذلك اللوح الكبير المنصوب هناك ؟
ـ هذا لوح زجاجي مرتبط بالأقمار الصناعية ، يبث صورا لكل شبر في الأرض ، وعن طريقه سوف ترى دارك وأهلك وأولادك .. ولكن للأسف فهم لن يروك .
واصل ( حسان ) السير مع المسؤول ، وهو يسعى في بحور من الدهشة والخوف والترقب ، يقتله التفكير في مصيره .. وكيف ومتى سيعود إلى أهله ودياره ؟
ـ لماذا تصرون على تزويجي ؟
ـ نحن نقوم بتجربة علمية حول استحداث جيل هجين من الأرض والكوكب يستطيع أن يعيش على الأرض أو هنا على حد سواء ، ولا تؤثر فيه اختلاف العوامل بين الكوكبين .
وفي طريقهم إلى مقر الوالي شاهد (حسان ) جمال الفضاء واتساع الكون ، ورأى القمر متجليا أمامه من بعيد ، فهاله المنظر وقال سبحان الله !
ـ ما أجمل منظر القمر من هنا !
ـ كلا يا ( هالي ) ليس هذا بالقمر .. ولكنها أرضكم .. الأرض التي أخذناك منها
فلما سمع ذلك أخذ يصرخ بأعلى صوته .. أهلي .. أولادي ! !
ـ يا مريم .. يا أحمد .. أتسمعانني .. وأجهش بالبكاء وساءت حالته .. فذهبوا به إلى ذلك اللوح الزجاجي ؛ ليرى بيته وأولاده عن طريقه ، إلا أنه كان معطلا في تلك اللحظة فازدادت حالته سوءًا ! فلما رآه الوالي على ذلك الحال قال له :
ـ حسنًا يا ( هالي ) سنخفض لك مدة الإقامة عندنا .. ولكن بعد زواجك .
ـ زواجي .. لا حول ولا قوة إلا بالله ! !
ـ لا مفر لك من ذلك .. ستتزوج إحدى فتياتنا ثم تعود إلى الأرض بعد أن تضع حملها .
تساءل بقلق : حتى تضع حملها ! .. وكم مدة الحمل عندكم ؟
ـ شهر واحد بحساب كوكبنا .. وثلاثة أشهر بحسابكم .. هل أنت موافق ؟
ـ حسبي الله ونعم الوكيل ! سأتزوج .. سأتزوج .. لكن أريد أن أراها .
وما هي إلا لحظات حتى أحضروا له فتاة عطاردية .. نحيلة الجسم .. هرمية الوجه .. مستطيلة العينين تتحدبان من الأطراف .. شعرها أشقر اللون .. أذناها طويلتان .. وعدد الأصابع ستة في كل طرف ، ابتسمت له وابتسم لها ، ثم بدأت مراسم عقد القِران .
تزوج ( هالي ) من ( ومضة ) ، وخلفا طفلا جميلا له صفات الكوكبين أسمياه ( شعاع ) ، وأخذ يفكر في طريقة يحمل بها طفله إلى الأرض ؛ ليشاهده أخوته هناك ، ولكن كيف سيحتوي غضب زوجته الأرضية عليه ؟
وبينما كان يترجَّى الوالي في ذلك سمع صوت ابنه أحمد يأتي من خلف اللوح الزجاجي ، فأخذ يوجه سمعه وبصره نحو الصوت ويفتح عينيه بقوة ، فإذا بابنه يبحث عنه ـ بعد أن تأخر عليهم في غير عادته ـ وهو يقول له :
ـ يا أباه .. ما لك تأخرت ؟
ـ أمي تقول لك : هيا .. الفطور جاهز .
نهض حسان من مكانه وهو يقول :
ـ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. لقد كان كابوسًا سخيفًا شاركني هجعتي القصيرة ، ثم تفل عن يساره ثلاث مرات ، وضم إليه ابنه أحمد ، ثم عادا إلى المنزل .
* * *