مسعدة اليامي
08-29-2013, 08:31 AM
ُأُفٌ ثم أُف
غَمست قدمي المتسخة في ماء راكد على أمل أن تتحرك عواطف قلبي المغلف بخيوط سوداء, نسجتها حولهُ تلك الأرملة التي تقطن أرجلها البيضاء بجوار أرجلي المتفحمة, لم تأنف روحي الخربة من روائح الخواء التي كانت تنطلق من مغارتها المتهالكة
رجعت إلى البيت مترنح الخطوات, دلفت إلى غرفة أمي أبحث عن مصاغها فلم أجدهُ, أخذت أتنقل من غرفة إلى أُخرى مثل المجنون بحثاً عن باقي عبق بخورها داخل الدار فلم أجد ألا أثر دماء ملتصقة في الجدار!
بدأتُ أقود روحي بعد أن كانت تقودها تلك الشهوة التي أفقدتني صوابي, و أنا أرفع صوتي على صوت أمي الواهن تهاوت أمام صراخي لم يكن خوفاً ولكن رحمةً بقلبْ لم يرحم ضعفها و لم يقدر تضحيتها
جالت روحي داخل رماد ذلك البيت الذي شيدته أمي بكدها فقد كانت تخدم في البيوت في سبيل أن توفر لي لقمة طرية و هندام العيد الذي لم أكن أفرح به لأن أبن جيراننا كان بمجرد أن تسقط عينهُ علي حتى يذكرني أنني ألبس ملابسه التي تصدقت بها أمهُ على أمي
رجعت إلى البيت و وخز ضحكات أولاد الحارة تخترق قلبي الصغير, وقفت أمامها بنظرات جامدة و قلب لفهُ غبار الذل , أمسكت بيد الصغيرة قائلةً لماذا خرجت من البيت قبل أن تسلم علي سلام العيد أم أنك نسيت أمك التي تُحبكَ ؟
تعلقت عيني بالصورة التي رُسمت على الحائط بدمائك الطاهرة أفقت على صوت نباح كلب يدور حول بيتنا حتى أصبحتُ تابعٌ لهُ في خطواتهِ التي حاولتِ بكل قوتكِ نهي عن تلك الأفعال القبيحة’ لكنني لم أمتثل لنصائحكِ بل لففت لساني داخل حلقي على تلك الحبة البيضاء التي سودت حياتي
دخلت بيت خالي بعيون متلصصة على جميع مداخل و مخارج بيتهِ ,حتى وقعت عيني على الضحية, و قبل أن نغادر بيتهُ كانت تستقر في جيبي, علم خالي بعد أن أخبرتهُ أبنتهُ بفعلتي , أتاكِ إلى البيت ثائر يريد حقهُ و حق أبنتهُ ولن يكون ذلك ألا بالزواج
هربت و تركتك و أنتِ في حالة استغفار طويل بعد أن دعوتي الله في ساعة غضب أن يحرقني بعذاب الدنيا, رجعت في وقت متأخر وجدتك ساجدة فوق سجداتك قلت بصوت خرق ستر الليل أف ثم أف لقد مللت و سأمت روحي من الحياة, فرت دموعك من عينكِ و أنت تدعين الله بأن يهديني, دلفت لحجرتي و صفقت الباب بما تبقى لدي من قوة
سمعت شهقاتكِ و صوتكِ الذي لم يكف عن الدعاء لي بالخير و الصلاح ألا أن قلبي المغلف بالشر لم يسمع صوت أنفاسك, و أنتِ تنطقين صوت الشهادة أفقت على صوت خالي, و عويل نساء الحارة و هن حول أمي التي حُرمتُ من أن ألمس قدمها الطاهرة
زارني خالي في السجن بعد وفاة أمي بشهر كامل أخبرني أنني رزقت بولد مات بعد ساعة من والدته حيث أن كلبه سوداء تسللت إلى البيت فلم تجد لحم طري سوي لحم الطفل فأكلتهُ, ثم مرغت فهما في الجدار و فرت قبل طلوع الفجر
تساقطت دموعي و أنا ألوم خالي لماذا دفن طفلي قبل خروجي ؟ ألا يكفي أنهُ دفن أمي و أنا في السجن , نظر إلى بنظرات يشوبها العجب هل تريدني أن أجمد جسد أمك خمسة عشر عام! أم أنك نسيت أنك محكوم بالسجن المؤبد يا فيصل؟ سقطت على الأرض و أنا أرى طيف زوجتي يمر من حولي يلومني على سنوات الضياع التي كتبتها على جبينهم بحلكة الليل الذي فض النهار بكارتهُ بنوره الساطع
ذهبت إلى الإمام أقصص عليهِ حلمٌ أرقني مساء البارحة, قلت لهُ لقد حلمت أن كلبهَ سوداء تركض خلفي مع جرائها الأربعة, ركضت حتى سقطت في بئر عميق ظنت أنها لن تلحقني, و لكنها لحقت بي مع جرائها و بدأت تأكل أحشائي
طأطأ الإمام رأسهُ, و أخذ يُمسد لحيته بيدها قائلا استغفر الله العظيم, خير يا ولدي خير, ثم انصرف بعد أن علق قلبي في حيرة! طفحت على جلدي أورام صغيرة ,يخرج منها صديد له رائحة نتنة تذكرت في تلك اللحظة دعوت أمي علي في لحظة غضب, حينما قالت: ( رح) الله يبتلك بعلة ما تبرى منها و ما أن أفاقت من دائرة الغضب حتى جثت على سجادها طالبة من الله العفُ و المغفرة و أن لا يستجيب لدعوتها تلك التي قالتها: في لحظة غضب
أُدخلتُ غُرفت العمليات سمعت صوت الممرضة تقول أف ثم أف من أمراض السرطان التي تقضي على الشباب, بسب المخدرات و ضعف القلوب, يستعجلون كل شيء فيفقدون كل شيء
في تلك اللحظة مر طيف أمي أمامي و هي ملازمة لسجادها طالبة من الله ألا يستجيب لدعوتها, التي قالتها في لحظة غضب تسببت أنا فيها, وزاد قلقي عندما كان الإمام يقول كلما رآني استغفر الله حسبنا الله ونعم الوكيل, ختمتها تلك الممرضة التي قالت : أف ثم أف, بعدها أبحرت عيني بدمعها, فأعلنا قلبي العاصف بالألم الرحيل
غَمست قدمي المتسخة في ماء راكد على أمل أن تتحرك عواطف قلبي المغلف بخيوط سوداء, نسجتها حولهُ تلك الأرملة التي تقطن أرجلها البيضاء بجوار أرجلي المتفحمة, لم تأنف روحي الخربة من روائح الخواء التي كانت تنطلق من مغارتها المتهالكة
رجعت إلى البيت مترنح الخطوات, دلفت إلى غرفة أمي أبحث عن مصاغها فلم أجدهُ, أخذت أتنقل من غرفة إلى أُخرى مثل المجنون بحثاً عن باقي عبق بخورها داخل الدار فلم أجد ألا أثر دماء ملتصقة في الجدار!
بدأتُ أقود روحي بعد أن كانت تقودها تلك الشهوة التي أفقدتني صوابي, و أنا أرفع صوتي على صوت أمي الواهن تهاوت أمام صراخي لم يكن خوفاً ولكن رحمةً بقلبْ لم يرحم ضعفها و لم يقدر تضحيتها
جالت روحي داخل رماد ذلك البيت الذي شيدته أمي بكدها فقد كانت تخدم في البيوت في سبيل أن توفر لي لقمة طرية و هندام العيد الذي لم أكن أفرح به لأن أبن جيراننا كان بمجرد أن تسقط عينهُ علي حتى يذكرني أنني ألبس ملابسه التي تصدقت بها أمهُ على أمي
رجعت إلى البيت و وخز ضحكات أولاد الحارة تخترق قلبي الصغير, وقفت أمامها بنظرات جامدة و قلب لفهُ غبار الذل , أمسكت بيد الصغيرة قائلةً لماذا خرجت من البيت قبل أن تسلم علي سلام العيد أم أنك نسيت أمك التي تُحبكَ ؟
تعلقت عيني بالصورة التي رُسمت على الحائط بدمائك الطاهرة أفقت على صوت نباح كلب يدور حول بيتنا حتى أصبحتُ تابعٌ لهُ في خطواتهِ التي حاولتِ بكل قوتكِ نهي عن تلك الأفعال القبيحة’ لكنني لم أمتثل لنصائحكِ بل لففت لساني داخل حلقي على تلك الحبة البيضاء التي سودت حياتي
دخلت بيت خالي بعيون متلصصة على جميع مداخل و مخارج بيتهِ ,حتى وقعت عيني على الضحية, و قبل أن نغادر بيتهُ كانت تستقر في جيبي, علم خالي بعد أن أخبرتهُ أبنتهُ بفعلتي , أتاكِ إلى البيت ثائر يريد حقهُ و حق أبنتهُ ولن يكون ذلك ألا بالزواج
هربت و تركتك و أنتِ في حالة استغفار طويل بعد أن دعوتي الله في ساعة غضب أن يحرقني بعذاب الدنيا, رجعت في وقت متأخر وجدتك ساجدة فوق سجداتك قلت بصوت خرق ستر الليل أف ثم أف لقد مللت و سأمت روحي من الحياة, فرت دموعك من عينكِ و أنت تدعين الله بأن يهديني, دلفت لحجرتي و صفقت الباب بما تبقى لدي من قوة
سمعت شهقاتكِ و صوتكِ الذي لم يكف عن الدعاء لي بالخير و الصلاح ألا أن قلبي المغلف بالشر لم يسمع صوت أنفاسك, و أنتِ تنطقين صوت الشهادة أفقت على صوت خالي, و عويل نساء الحارة و هن حول أمي التي حُرمتُ من أن ألمس قدمها الطاهرة
زارني خالي في السجن بعد وفاة أمي بشهر كامل أخبرني أنني رزقت بولد مات بعد ساعة من والدته حيث أن كلبه سوداء تسللت إلى البيت فلم تجد لحم طري سوي لحم الطفل فأكلتهُ, ثم مرغت فهما في الجدار و فرت قبل طلوع الفجر
تساقطت دموعي و أنا ألوم خالي لماذا دفن طفلي قبل خروجي ؟ ألا يكفي أنهُ دفن أمي و أنا في السجن , نظر إلى بنظرات يشوبها العجب هل تريدني أن أجمد جسد أمك خمسة عشر عام! أم أنك نسيت أنك محكوم بالسجن المؤبد يا فيصل؟ سقطت على الأرض و أنا أرى طيف زوجتي يمر من حولي يلومني على سنوات الضياع التي كتبتها على جبينهم بحلكة الليل الذي فض النهار بكارتهُ بنوره الساطع
ذهبت إلى الإمام أقصص عليهِ حلمٌ أرقني مساء البارحة, قلت لهُ لقد حلمت أن كلبهَ سوداء تركض خلفي مع جرائها الأربعة, ركضت حتى سقطت في بئر عميق ظنت أنها لن تلحقني, و لكنها لحقت بي مع جرائها و بدأت تأكل أحشائي
طأطأ الإمام رأسهُ, و أخذ يُمسد لحيته بيدها قائلا استغفر الله العظيم, خير يا ولدي خير, ثم انصرف بعد أن علق قلبي في حيرة! طفحت على جلدي أورام صغيرة ,يخرج منها صديد له رائحة نتنة تذكرت في تلك اللحظة دعوت أمي علي في لحظة غضب, حينما قالت: ( رح) الله يبتلك بعلة ما تبرى منها و ما أن أفاقت من دائرة الغضب حتى جثت على سجادها طالبة من الله العفُ و المغفرة و أن لا يستجيب لدعوتها تلك التي قالتها: في لحظة غضب
أُدخلتُ غُرفت العمليات سمعت صوت الممرضة تقول أف ثم أف من أمراض السرطان التي تقضي على الشباب, بسب المخدرات و ضعف القلوب, يستعجلون كل شيء فيفقدون كل شيء
في تلك اللحظة مر طيف أمي أمامي و هي ملازمة لسجادها طالبة من الله ألا يستجيب لدعوتها, التي قالتها في لحظة غضب تسببت أنا فيها, وزاد قلقي عندما كان الإمام يقول كلما رآني استغفر الله حسبنا الله ونعم الوكيل, ختمتها تلك الممرضة التي قالت : أف ثم أف, بعدها أبحرت عيني بدمعها, فأعلنا قلبي العاصف بالألم الرحيل