ابراهيم شيخ
10-20-2013, 06:44 PM
أبو زيد وافي:
============
كانت تلك مقولتها إذا تحدثت معها امرأة من تلك اللواتي يغررن بالفتاة التي لم
يعجبها طريقة العيش في بيت زوجها خصوصا إذا كانت ذات اليد عنده قليلة أو شبه
معدمة ، وكانت تغرق في حالة من السرحان إذا رأت قريناتها من الفتيات يلبسن
الجديد ويشترين الفاخر ويأكلن ما لذ وطاب وما تخرجها من تلك الحالة التي
أصبحت تسيطر عليها لساعات بعدما كانت عابرة كسحابة صيف ثم تطورت
فأصبحت تعايشها لدقائق ثم تعدت لساعات إلا مقولتها التي أصبحت تكرهها وتكره
أبي زيد معها لقد كانت تقول:
ـ أبو زيد وافي ولو مشى حافي.
وعندما تقولها تحس بنشوة مؤقتة وتحرك حاجبيها وتبتسم ابتسامة صفراء كمن
يُدفع إلى بئر لا يعرف عمقها وله أمل أن يجدها على عمق شبر واحد أو يجد من
تبرع وقام بردمها .
جاء أبو زيد في يوم وثيابه ملطخة بحمى البئر متعب يريد أن يرتاح ،طلب
منها الغداء الابتسامة المعتادة حتى ولو صفراء ، لم تستطع ،غابت من بيت
أبي زيد بعدما بحثت عن شيء تجهزه له طعام ولما لم تجد شيء قررت وهي تمشي
إلى بيت أهلها أن أبا زيد لم يعد وافي وان مشيه حافي هو الذي أنب عليه قلبها ،
حاولت مقولتها أن تثنيها عن عزمها ،بصقت عن شمالها ثلاثا ،تركت مقولتها
الشهيرة في بيت أبي زيد ،رأت أمامها ربوة عالية قبل وصولها إلى بيت أهلها
اعتلتها ،وجدت
أشجارا مثمرة جلست تحتها تستظل لبعض أيام ، تعبت من الجلوس تابعت سيرها
إلى بيت أهلها ،الغريب أنها لم تذق شيئا من تلك الثمار ،كانت نفسها تتوق لها وهي
تعرفها تمام المعرفة ،قد رأتها عند بعض جاراتها ،لكنها كانت تعف عنها عندما
كانت ترى أن (أبا زيد وافي ولو مشى حافي) ،لما كانت عندها وتنظر إليها ، بخل
صاحبها ،عفت نفسها ،تابعت سيرها إلى بيت أهله، هناك لم يعرفها أحد من سوء
حالها وتعبها الشديد خصوصا بعدما رحل صاحب البيت ، لكن البيت عرفها وآواها
خطبها رجل ،وصلت إلى بيته ،نظرت إليه ،أحست كأنها تعرفه ، وجدت أن صاحبه
اشتراه من أبي زيد ، استسلمت للواحد الديان ،رضيت بما كان ،
بحثت عن مقولتها الشهيرة
وجدتها قابعة في أحد أركان المنزل ،قالت لها وهي تبكي وتندب حظها :
ـ إذا مت ادخلي معي في الكفن ،قدرنا واحد.
إبراهيم شيخ
============
كانت تلك مقولتها إذا تحدثت معها امرأة من تلك اللواتي يغررن بالفتاة التي لم
يعجبها طريقة العيش في بيت زوجها خصوصا إذا كانت ذات اليد عنده قليلة أو شبه
معدمة ، وكانت تغرق في حالة من السرحان إذا رأت قريناتها من الفتيات يلبسن
الجديد ويشترين الفاخر ويأكلن ما لذ وطاب وما تخرجها من تلك الحالة التي
أصبحت تسيطر عليها لساعات بعدما كانت عابرة كسحابة صيف ثم تطورت
فأصبحت تعايشها لدقائق ثم تعدت لساعات إلا مقولتها التي أصبحت تكرهها وتكره
أبي زيد معها لقد كانت تقول:
ـ أبو زيد وافي ولو مشى حافي.
وعندما تقولها تحس بنشوة مؤقتة وتحرك حاجبيها وتبتسم ابتسامة صفراء كمن
يُدفع إلى بئر لا يعرف عمقها وله أمل أن يجدها على عمق شبر واحد أو يجد من
تبرع وقام بردمها .
جاء أبو زيد في يوم وثيابه ملطخة بحمى البئر متعب يريد أن يرتاح ،طلب
منها الغداء الابتسامة المعتادة حتى ولو صفراء ، لم تستطع ،غابت من بيت
أبي زيد بعدما بحثت عن شيء تجهزه له طعام ولما لم تجد شيء قررت وهي تمشي
إلى بيت أهلها أن أبا زيد لم يعد وافي وان مشيه حافي هو الذي أنب عليه قلبها ،
حاولت مقولتها أن تثنيها عن عزمها ،بصقت عن شمالها ثلاثا ،تركت مقولتها
الشهيرة في بيت أبي زيد ،رأت أمامها ربوة عالية قبل وصولها إلى بيت أهلها
اعتلتها ،وجدت
أشجارا مثمرة جلست تحتها تستظل لبعض أيام ، تعبت من الجلوس تابعت سيرها
إلى بيت أهلها ،الغريب أنها لم تذق شيئا من تلك الثمار ،كانت نفسها تتوق لها وهي
تعرفها تمام المعرفة ،قد رأتها عند بعض جاراتها ،لكنها كانت تعف عنها عندما
كانت ترى أن (أبا زيد وافي ولو مشى حافي) ،لما كانت عندها وتنظر إليها ، بخل
صاحبها ،عفت نفسها ،تابعت سيرها إلى بيت أهله، هناك لم يعرفها أحد من سوء
حالها وتعبها الشديد خصوصا بعدما رحل صاحب البيت ، لكن البيت عرفها وآواها
خطبها رجل ،وصلت إلى بيته ،نظرت إليه ،أحست كأنها تعرفه ، وجدت أن صاحبه
اشتراه من أبي زيد ، استسلمت للواحد الديان ،رضيت بما كان ،
بحثت عن مقولتها الشهيرة
وجدتها قابعة في أحد أركان المنزل ،قالت لها وهي تبكي وتندب حظها :
ـ إذا مت ادخلي معي في الكفن ،قدرنا واحد.
إبراهيم شيخ