المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاخ الثالث


ابراهيم شيخ
02-06-2014, 02:03 PM
الأخ الثالث:
===========
خرجت تجري بعدما سمعت بحادث وقع في وسط البلد ، وأخذت تجري وتجري

وقلبها خائف ويكاد ينفطر ، ولا تدري لماذا هو خائف؟

حاولت تهدئته لم تجد لذلك سبيلاً إلا التوقف عن الجري ، ولكنه يطالبها بالجري

كي تصل وتعرف ما هو الخبر؟

أخيراً قررت أن تستمر في الجري ، ومازال قلبها يخفق ويتمنى أن يعرف ما

الأمر ، وتدخل عقلها فحاول أن يفهم أو يحلل أو على الأقل يساهم ، ولكنه عجز

عن عمل أي شيء يذكر ، وما زالت تجري ، فلقد دفعها خوف قلبها إلى عدم

الانتظار للركوب ، حاولت الأذن أن تلتقط إشارة أو شيئاً يدل على الحدث ولكنها

فشلت ، وأخيراً وصلت إلى موقع الحدث وهي تحاول تلتقط أنفاسها من طول

المسافة التي قطعتها ، وهناك وجدت الناس متجمهرون على هيئة صفوف غير

منتضمة .

سألت عن ماذا حدث؟

لم يجبها أحد ، والسبب أن الكل ذاهل ولم يستوعب الحدث ، لأنه أمر غريب

الحدوث في بلادهم.


شقت تلك الصفوف بعين زائغة وعقل شارد وقلب يكاد يخرج من صدرها من

من شدة خفقانه من الجري لا لا لا فالتعب ينسى .. ولكنه من خوفه الذي لا تستطع

تفسيره.

عاينت الحدث فرأت ثلاثة شباب في أعمار مختلفة صرعى وحولهم رجال الأمن

حاولت عيناها أن تتبينهم فلم تستطع من شدة ما حدث لهم، حاولت أن تعود من

حيث أتت فجاءها نداء من قلبها يأمرها بالكشف عن هويتهم ومعرفة من هم

هوت بيدها كي تكشف عن وجه أحدهم ، فمنعها أحد رجال الأمن فقال بدون

تفكير:

ـ إنه ابني . عاتبت نفسها على ما قالت فلقد كانت لاتقصد بكلمتها تلك إلا أن يسمح

لها برؤية الشاب ، ثم إن قلبها هو الذي أملى عليها تلك الكلمة .

تراجع رجل الأمن وهو يحوقل ويقول:

ـ صبرك الله يا أماه.

هوت بيدها بسرعة كي لا يرجع في قراره ويمنعها وكشفت عن وجه شاب مشوه

فما عرفته ، ولكن قلبها ذلك الخائف الوجل يخفق بشدة فقالت تخاطبه:

ـ خيراً إن شاء الله هل عرفت الشاب؟



لم يستطع الإجابة الصريحة ولكنه زاد خفقانه حتى كادت يغمى عليها ، فتدخل

عقلها وطلب من عينيها أن تتفحص الشاب ، فنظرت بتمعن حتى رأت إصبعه

المجروحة فأخبرت العقل فتذكر أنه جاء البارحة بعد الصلاة يقول لأمه:

ـ لقد جرحت يا أماه من حديدة خارج البيت.

جثت على ركبتيها وشمته ، وحاولت البكاء فلم تستطع لأن قلبها ما زال يخفق

فقالت خيراً هل بقي شيء؟

تحسست الشاب الذي بجانبه وأسرعت عيناها علها تجد ما يعنيه القلب بخفقانه

ولكنها لم تستطع بسبب شدة ما حدث له، التفتت إلى الشاب الثالث فتعرفت عليه

عيناها سريعاً وساعدتها في البكاء فهو ابنها ويعمل في الأمن ، وكم من ليالي باتت

عينه تحرس الآمنين من المواطنين وغيرهم ، نظرت إلى أقرب رجل أمن فقالت:

ـ هذا ابني ، وهذا ابني ، وهذا الثالث من يكون؟

في اللحظة التي كانت تنتظر إجابة رجل الأمن ما زال قلبها يخفق وقبل أن يتكلم

تدافعت الكلمات من فمها كالسراب فقالت:

ـ لقد خرج الاثنان من عندي كل إلى عمله ، وهاهما صريعان بدون ذنب جنياه

والثالث لا أدري أين أراضيه ، فلقد ذهب للدراسة على حسابي نعم ، على حسابي



أنا ، وانقطعت أخباره قبل ستة اشهر ولم يعد يطلب مني شيء مثلما سبق.

قال رجل الأمن والألم يعصر قلبه:

ـ صبرك الله يا أماه، صبرك الله يا أماه، لاشك أن مصابك جلل.

اقتربت منه أكثر وقالت:

ـ هل تعرف الشاب الثالث هذا؟

ـ إنه ابنك يا أماه.

ـ كيف، وابني يدرس وسوف يأتي بالشهادة الكبيرة؟!!

ـ لقد ترك الدراسة وذهب مع أعداءك الذين علموه كيف يقتل إخوته وهاهو نفذ

تعاليمهم وكسر قلبك يا أماه .

وقفت شامخة وكفكفت دموعهاوقالت:

ـ إني أحتسب الأول والثاني عند الله ، وأبرأ من الثالث ومما عمل إلى الله.

ابراهيم شيخ

مزاحم الشريدة
02-06-2014, 03:55 PM
القدير ابراهيم شيخ

حكاية مؤثرة جدا

ونسج بغاية الجمال

شموخ حرف ورفعة كلمة

كل الود .

مها يوسف
02-06-2014, 11:07 PM
الاخ العزيز الكاتب القدير
الفاضل ابراهيم شيخ
شكرا لك على القصة الجميلة الهادفة
دام قلمك وخاطرك ودمت بخير
الف شكر

محمد ال مهيد
02-07-2014, 12:29 AM
الله الله عليك

ابدعت وامتعت تسلسل وتناغم رائع

راق لي ماوجدته هنا

سجل اعجابي

محمد

نزهة عزيوي
02-07-2014, 01:02 AM
اخي ابراهيم الشيخ
سرد جميل وتسلسل في الاحداث ممتع
ابدعت سلمت يداك
تحياتي وودي

ايمااان حمد
02-07-2014, 05:55 AM
القدير / ابراهيم شيخ
مذهله جداً
اسلوب قصصي رائع
وقصة تدمع لها العين
ماشاء الله
تمكن منفرد
سلم نبض القلب ومداد القلم
لروحك عبير الخزامى
وتاجي البسيط اتوج به رائعتك
...
...

ايمااان حمد
http://4.bp.blogspot.com/_tnO8tzU8gSM/R1-uY34n6WI/AAAAAAAAASc/VrIZBLdL7hE/s400/crown_ringbg.jpg

الصح
02-07-2014, 03:59 PM
قلب الام
القلب الوحيد الذي يملك عقل

قصة مؤثرة حد الدموع
اجدت في السرد حتى اندمجنا مع الاحداث

سلمت استاذ ابراهيم

ابراهيم شيخ
02-08-2014, 05:35 AM
اخي مزاحم الشريدة احسن الله اليك شكرا

لك على المرور والرد الطيب والثناء العاطر

ابراهيم شيخ

ابراهيم شيخ
02-10-2014, 05:52 PM
مها يوسف شكرا لك مرورك اسعدني

وتشجيعك لي جملني وحفزني للافضل باذن الله

ابراهيم شيخ

هيام الورد
02-11-2014, 08:45 AM
الكاتب الراقي / ابراهيم شيخ
قصه جميله مذهله قرأتها بتركيز وتشوق من البدايه للنهايه
حزنت لأحداثها ورأيت ملامح وأحداث كل ماذكرت
مبدع ربي يحفظك ويدوم لنا إبداعك


ارق التحايا
هيوش

ابراهيم شيخ
02-11-2014, 04:25 PM
الاخ محمد ال مهيد يحق لمتصفحي ان يفخر بمرورك الجميل

وردك الطيب احسن الله اليك.

ابراهيم شيخ

ابراهيم شيخ
02-13-2014, 10:37 AM
الاخت نزهة عزيوي اشكر لك تكرمك بالمرور والرد الجميل

والثناء العاطر.

ابراهيم شيخ

ابراهيم شيخ
02-14-2014, 06:08 AM
الاخت ايمان حمد اشكر لك تكرمك بالمرور والرد الجميل

واهمس لك ان متصفحي يتشرف بمرورك ويحب ردك

احسن الله اليك.

ابراهيم شيخ

ابراهيم شيخ
02-14-2014, 06:24 AM
الاخ محمد الصح نعم فقلب الام لا يشابهه اي قلب وهي لاتعوض

حتى ولو ماتت وابنها كبير فمكانها شاغر ، رحم الله امي وابي

ابراهيم شيخ

ابراهيم شيخ
02-17-2014, 06:28 AM
الاخت هيام الورد اشكر لك تكرمك بالمرور والرد الجميل احسن الله اليك

ابراهيم شيخ