ابراهيم شيخ
02-20-2014, 06:54 AM
الصفراء:
=====
قلت لأبي:
ـ أنا قمحي اللون مثل لون جدي رحمه الله،(هكذا قالت جدتي)،أريد فتاة بيضاء،أغير
النسل، نحن يغلب علينا اللون القمحي والأسمر.
قال أبي:
ـ سبحان الله ذرية بعضها من بعض!!
ـ كيف!!
ـ عندما كنت في مثل سنك أبحث عن زوجة ،قالت لي أمي:
ـ يقول الشاعر :
ـ (الصيد يوم شاف المصيد قنص فر ** يا حظ من في أول زمانه قنا اصفر)
بيتنا يغلب عليه اللون الأسمر والقمحي، لماذا أنت لا تغير
ـ كيف أغير يا أمي!
ـ دعني أبحث لك عن فتاة صفراء جميلة .
ترددت هذه الكلمة عندي كثيرا، أصبحت أفكر فيها بجدية، كنت أتخيلها ،
فتاة صفراء جميلة ، أتخيلها تكلمني تمرق في البيت،تنير بوجهها الأصفر
الجميل أركان بيتي الصغير، أمي هي الموكلة بالبحث عن تلك الفتاة،ذهبت تسال
عنها، العاشق الولهان عايش في تخيلاته، رغبت أن أسرع بعملية البحث عن
الصفراء، سألت أبي :
ـ تعرف البنات أنت يا أبي!!
ـ لا. نحن مجتمع محافظ ، ﻻ نبحث عن النساء ، الأم هي التي تبحث عن الفتاة.
ـ لا أدري هل ستجد أم لا ،بنات الحي أغلبهن أقارب ، يعني مثلنا سمر وفيهن قمحية
اللون، أنا خالفت قانون الأسرة ، أكيد سوف نتعب بسببي.
ـ لا تستعجل يا بني، أمك حكيمة، ستجد البنت المطلوبة.
ـ إن شاء الله.
ـ وماذا يا أبي ؟
ـ سمعت أمي بفتاة صفراء في قرية مجاورة، لم ترها لكن من جاءتها بأخبارها
أكدت لها أنها صفراء.
ذهبنا أنا وأمي وأبي إلى تلك القرية، نظرت إلى الفتاة رأيتها صفراء كما قيل لي،
فرحت بها فرحا عظيما ، تم الزواج
أتيت بها إلى بيتي، صبيحة العرس نظرت إليها في الصباح إذا هي قمحية اللون
كبنات عمي تماما، غضبت أمي ،احتجت لدى المرأة الخاطبة ، اعتذرت أنها رأتها
صفراء مثلنا، نقلت لنا الخبر السعيد، كادت تقع معركة بين أمي وأم زوجتي ،لولا
تدخل الناس الحاضرين بينهما ،أنا فضلت الصمت زوجتي تبكي في غرفتها، أنا لا
أدري ماذا أفعل،وقعنا في حيص بيص، فجأة تدخل أبي ،كان صامتا في معزل
،انفرد بي وقال :
ـ كيف زوجتك؟
ـ الحقيقة يا والدي طيبة وحنونة ،رأيت إلفة منها كأنها تعرفني من سنين.
ـ هل أنت مقتنع بها؟
ـ هي ليست صفراء!!
ـ اللون يا بني لا يميز الإنسان!!
ـ وماذا يميزه؟
ـ اﻻلفة والطيبة وقبلها الدين هو المقياس الحقيقي للإنسان.
ـ اعتقد أن زوجتي جمعت كل هذه الصفات الطيبة.
ـ اذهب إليها وطيب خاطرها.
إبراهيم شيخ
=====
قلت لأبي:
ـ أنا قمحي اللون مثل لون جدي رحمه الله،(هكذا قالت جدتي)،أريد فتاة بيضاء،أغير
النسل، نحن يغلب علينا اللون القمحي والأسمر.
قال أبي:
ـ سبحان الله ذرية بعضها من بعض!!
ـ كيف!!
ـ عندما كنت في مثل سنك أبحث عن زوجة ،قالت لي أمي:
ـ يقول الشاعر :
ـ (الصيد يوم شاف المصيد قنص فر ** يا حظ من في أول زمانه قنا اصفر)
بيتنا يغلب عليه اللون الأسمر والقمحي، لماذا أنت لا تغير
ـ كيف أغير يا أمي!
ـ دعني أبحث لك عن فتاة صفراء جميلة .
ترددت هذه الكلمة عندي كثيرا، أصبحت أفكر فيها بجدية، كنت أتخيلها ،
فتاة صفراء جميلة ، أتخيلها تكلمني تمرق في البيت،تنير بوجهها الأصفر
الجميل أركان بيتي الصغير، أمي هي الموكلة بالبحث عن تلك الفتاة،ذهبت تسال
عنها، العاشق الولهان عايش في تخيلاته، رغبت أن أسرع بعملية البحث عن
الصفراء، سألت أبي :
ـ تعرف البنات أنت يا أبي!!
ـ لا. نحن مجتمع محافظ ، ﻻ نبحث عن النساء ، الأم هي التي تبحث عن الفتاة.
ـ لا أدري هل ستجد أم لا ،بنات الحي أغلبهن أقارب ، يعني مثلنا سمر وفيهن قمحية
اللون، أنا خالفت قانون الأسرة ، أكيد سوف نتعب بسببي.
ـ لا تستعجل يا بني، أمك حكيمة، ستجد البنت المطلوبة.
ـ إن شاء الله.
ـ وماذا يا أبي ؟
ـ سمعت أمي بفتاة صفراء في قرية مجاورة، لم ترها لكن من جاءتها بأخبارها
أكدت لها أنها صفراء.
ذهبنا أنا وأمي وأبي إلى تلك القرية، نظرت إلى الفتاة رأيتها صفراء كما قيل لي،
فرحت بها فرحا عظيما ، تم الزواج
أتيت بها إلى بيتي، صبيحة العرس نظرت إليها في الصباح إذا هي قمحية اللون
كبنات عمي تماما، غضبت أمي ،احتجت لدى المرأة الخاطبة ، اعتذرت أنها رأتها
صفراء مثلنا، نقلت لنا الخبر السعيد، كادت تقع معركة بين أمي وأم زوجتي ،لولا
تدخل الناس الحاضرين بينهما ،أنا فضلت الصمت زوجتي تبكي في غرفتها، أنا لا
أدري ماذا أفعل،وقعنا في حيص بيص، فجأة تدخل أبي ،كان صامتا في معزل
،انفرد بي وقال :
ـ كيف زوجتك؟
ـ الحقيقة يا والدي طيبة وحنونة ،رأيت إلفة منها كأنها تعرفني من سنين.
ـ هل أنت مقتنع بها؟
ـ هي ليست صفراء!!
ـ اللون يا بني لا يميز الإنسان!!
ـ وماذا يميزه؟
ـ اﻻلفة والطيبة وقبلها الدين هو المقياس الحقيقي للإنسان.
ـ اعتقد أن زوجتي جمعت كل هذه الصفات الطيبة.
ـ اذهب إليها وطيب خاطرها.
إبراهيم شيخ