عاشقة الفردوس
02-21-2014, 12:17 AM
ان الفم والحلق هما الرباط الذي يحجب العالم الروحي عن العين .
وهذا التعبير الموجز ينطوي على مضمون واسع . فالفم والحلق رمز للتعلق بلذات الحس , والتعلق بتلك اللذات معناه اغلاق السبيل امام التأمل الروحي , وغني عن البيان ان الفم والحلق لا يرمزان الى التعلق بالغذاء الضروري وانما المقصود بهما النهم , ذلك النهم والاسراف في المتع الحسية , وما ينطوي عليه من تبلد الاحساس الروحي .
الفم فوهة نارية كناية عن النهم والجشع , فمن اصيب بهاتين الافتين لا يشبع مهما نال من حظ مادي , بل يبقى على الدوام في تطلع الى المزيد . وهكذا جهنم . قال تعالى ( يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد )
وان هذه الدنيا شبيهة بالبرزخ فصورة مستوحاة من البرزخ الذي يفصل بين الجنة والنار , يمشي فوقه الناس يوم القيامة , فمنهم من ينتقل منه الى الجنة , ومنهم من ينتقل منه الى النار . فالناس في هذه الدنيا مجتمعون , وقد اختلط الاخيار بالاشرار , كاختلاطهم على البرزخ يوم القيامة . وهناك شبه اخر بين الدنيا وبين البرزخ فالدنيا مزرعة الاخرة , وعمل الانسان فيها هو الذي يقوده الى الجنة او الى النار , فهي ايضا برزخ الى الاخرة , يمر فيها الناس حيث يتحدد مصيرهم , بمقتضى ما قدموه من اعمال .
والدنيا تشبه البرزخ من وجه اخر , لان الدنيا ليست دار اقامة , وكذلك البرزخ لا اقامة فيه , وانما هم مكان للعبور الى الجنة او الى النار , وهناك تجاور بين عالم النور وبين الدنيا .
والدنيا ذاتها قد اختلط فيها الخير بالشر ~ والانسان ~ وهو اعظم المخلوقات ~ قد ارتبط فيه الروح بالجسد .
وهذا التجاور شبيه بين العالم المادي والعالم الروحي بما يكون من تجاور بين اوعية الدم واوعية الحليب داخل الجسد .
اذا جعلت للمادة سلطانا على الروح , واتخذت من متاع الدنيا وسيلة اليها تلوثت الروح كما يتلوث الحليب حين يختلط بالدماء . فيجب ان تبقى الروح نقية طاهرة برغم ملابستها للجسد , ويجب ان تكون لها سبيلها المتحررة من سلطان المادة , كما يكون للحليب مجراه الخاص برغم مجاورته للاوعية الدموية
وهذا التعبير الموجز ينطوي على مضمون واسع . فالفم والحلق رمز للتعلق بلذات الحس , والتعلق بتلك اللذات معناه اغلاق السبيل امام التأمل الروحي , وغني عن البيان ان الفم والحلق لا يرمزان الى التعلق بالغذاء الضروري وانما المقصود بهما النهم , ذلك النهم والاسراف في المتع الحسية , وما ينطوي عليه من تبلد الاحساس الروحي .
الفم فوهة نارية كناية عن النهم والجشع , فمن اصيب بهاتين الافتين لا يشبع مهما نال من حظ مادي , بل يبقى على الدوام في تطلع الى المزيد . وهكذا جهنم . قال تعالى ( يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد )
وان هذه الدنيا شبيهة بالبرزخ فصورة مستوحاة من البرزخ الذي يفصل بين الجنة والنار , يمشي فوقه الناس يوم القيامة , فمنهم من ينتقل منه الى الجنة , ومنهم من ينتقل منه الى النار . فالناس في هذه الدنيا مجتمعون , وقد اختلط الاخيار بالاشرار , كاختلاطهم على البرزخ يوم القيامة . وهناك شبه اخر بين الدنيا وبين البرزخ فالدنيا مزرعة الاخرة , وعمل الانسان فيها هو الذي يقوده الى الجنة او الى النار , فهي ايضا برزخ الى الاخرة , يمر فيها الناس حيث يتحدد مصيرهم , بمقتضى ما قدموه من اعمال .
والدنيا تشبه البرزخ من وجه اخر , لان الدنيا ليست دار اقامة , وكذلك البرزخ لا اقامة فيه , وانما هم مكان للعبور الى الجنة او الى النار , وهناك تجاور بين عالم النور وبين الدنيا .
والدنيا ذاتها قد اختلط فيها الخير بالشر ~ والانسان ~ وهو اعظم المخلوقات ~ قد ارتبط فيه الروح بالجسد .
وهذا التجاور شبيه بين العالم المادي والعالم الروحي بما يكون من تجاور بين اوعية الدم واوعية الحليب داخل الجسد .
اذا جعلت للمادة سلطانا على الروح , واتخذت من متاع الدنيا وسيلة اليها تلوثت الروح كما يتلوث الحليب حين يختلط بالدماء . فيجب ان تبقى الروح نقية طاهرة برغم ملابستها للجسد , ويجب ان تكون لها سبيلها المتحررة من سلطان المادة , كما يكون للحليب مجراه الخاص برغم مجاورته للاوعية الدموية