ابراهيم شيخ
03-24-2014, 07:22 AM
الجوهرة الغالية:
===============
قام من نصف الليل ،توضأ وصلى لله ركعتين ، رفع يديه ،أخذ يدعو الله
يتوسل إليه ويبكي ، ارتفع صوت نحيبه رغماً عنه ،انتبهت زوجته جوهرة
رأته جالساً على السجادة ويبكي ،فزعت وأهمها أمره ،اقتربت منه وجلست
بجواره ، أحس بها ،أكمل دعواته سريعاً ،قالت تخاطبه:
ـ لقد أفزعتني يا خالد ماذا أصابك؟
بكى مرة أخرى حتى بكت جوهرة معه وقالت:
ـ بالله ما بك يا خالد؟
تنهد خالد وقال:
ـ أنا مدمن على شرب الدخان منذ الثانوية ،لكني أشربها خلسة ،لا يعرف عني أحد
من يوم تزوجنا ،رأيت منك ما رأيت من حب وإخلاص ،استحيت من الله ثم منك
أن تشمي رائحة الدخان في فمي ،حاولت بشتى الطرق فلم أستطع تركها ،لجأت إلى
الله لعله يفرج ما أنا فيه ويعافيني من شرب الدخان الخبيث.
ـ لا عليك لقد شممت الدخان فعلاً ،لكني رأيتك تتوارى مني ،تهرب حياء مني
توقعت أن تتركها قريباً ، ودعوت الله أن يعينك ويهديك للطريق الموصل إلى ذلك.
ـ بارك الله فيك ،سوف أستمر في الدعاء ،واتبع كل السبل المؤدية لترك الدخان
حتى يخلصني ربي منه.
لاحظ زملاء خالد في المدرسة ابتعاده عن التدخين وأنه أصبح نادراً ما يُرى مدخناً
في يوم ناوله أحد الزملاء سيجارة ،أخذها ولما هم بإشعالها تذكر زوجته تلك
العروس الجوهرة ،رمى بها على الأرض ، داسها بقدمه وقال:
ـ أرجو من الزملاء ألا يناولني أحد سيجارة مرة أخرى.
أعجب موقفه الذين لا يدخنون ،أغضب المدخنين الذين تهجموا عليه واتهموه بالجبن
قائلين:
ـ الظاهر أن العروس شخصيتها قوية!!
غضب خالد من تلك الكلمة ،كاد ينتصر لنفسه عندما قال:
ـ أنا لا أخاف إلا من الله ولو شئت لتناولت الدخان الآن.
قال أحد المعلمين وكان مدخناً رأى معاونة أخيه على الخير:
ـ نحن يا خالد هزمتنا نفوسنا ،لم نستطيع ترك الدخان ،لو ملكناها مثلك لتركناه
فوراً لعلمنا بضرره ،استمر أنت على الحق ،نحن على الباطل، لا تعد لحفرة
وقعت فيها وخرجت منها.
تشجع خالد من كلام زميله ،خرج من الغرفة ،اعتزل مجالسة المدخنين .
شاهدته ذات ليلة جوهرة في البيت وهو مهموم محزون ،توقعت أنه يفكر في العودة
للدخان ،اقتربت منه وقالت:
ـ الله ما أجمل رائحة فمك يا خالد.
ضحك خالد رغم همومه وقال:
ـ وبالدخان!!
ضحكت جوهرة وقالت:
ـ أنت أدرى بذلك مني.
ـ لا والله لا يحلو الفم إلا بدون دخان .
مرت الأيام ثقيلة على جوهرة ،كانت خائفة من نكوص زوجها خالد رغم أنها تحاول
أن تكون معه دائماً وتسليه كي ينسى، فكرت جوهرة بفكرة لعلها تنفع فقالت:
ـ نريد أن نزور الأماكن المقدسة يا خالد في مكة والمدينة.
ـ أبشري يا جوهرة سوف أطلب إجازة ونذهب.
وصل خالد وزوجته إلى مكة ،طلبت منه أن يشرب من ماء زمزم بعد الطواف
وأن يتوسل إلى الله وهي معه تدعو بأن يخلصه من الدخان ،استمرا على ذلك طوال
الثلاثة أيام التي قضياها في مكة حتى بدأ خالد يحس في نفسه طمأنينة تسري
أصبح لا يطيق رائحة الدخان ،كأنه لم يشربه من قبل ، عرفت ذلك جوهرة من
زوجها عندما اقترب منهما مدخن ومعه سيجارة ،كاد خالد أن يختنق عندما شم
رائحة الدخان ،كان بالقرب من الحرم ،خرت جوهرة ساجدة لله ،بكت بين يديه
تذللت ودعته أن يتم عليها وعلى زوجها النعمة ، بعد مكة ذهبا لزيارة المدينة
المنورة ،عادا إلى مدينتهما وقد نسي خالد الدخان تماماً وأصبح من أكثر
الواعظين بتركه.
إبراهيم شيخ
===============
قام من نصف الليل ،توضأ وصلى لله ركعتين ، رفع يديه ،أخذ يدعو الله
يتوسل إليه ويبكي ، ارتفع صوت نحيبه رغماً عنه ،انتبهت زوجته جوهرة
رأته جالساً على السجادة ويبكي ،فزعت وأهمها أمره ،اقتربت منه وجلست
بجواره ، أحس بها ،أكمل دعواته سريعاً ،قالت تخاطبه:
ـ لقد أفزعتني يا خالد ماذا أصابك؟
بكى مرة أخرى حتى بكت جوهرة معه وقالت:
ـ بالله ما بك يا خالد؟
تنهد خالد وقال:
ـ أنا مدمن على شرب الدخان منذ الثانوية ،لكني أشربها خلسة ،لا يعرف عني أحد
من يوم تزوجنا ،رأيت منك ما رأيت من حب وإخلاص ،استحيت من الله ثم منك
أن تشمي رائحة الدخان في فمي ،حاولت بشتى الطرق فلم أستطع تركها ،لجأت إلى
الله لعله يفرج ما أنا فيه ويعافيني من شرب الدخان الخبيث.
ـ لا عليك لقد شممت الدخان فعلاً ،لكني رأيتك تتوارى مني ،تهرب حياء مني
توقعت أن تتركها قريباً ، ودعوت الله أن يعينك ويهديك للطريق الموصل إلى ذلك.
ـ بارك الله فيك ،سوف أستمر في الدعاء ،واتبع كل السبل المؤدية لترك الدخان
حتى يخلصني ربي منه.
لاحظ زملاء خالد في المدرسة ابتعاده عن التدخين وأنه أصبح نادراً ما يُرى مدخناً
في يوم ناوله أحد الزملاء سيجارة ،أخذها ولما هم بإشعالها تذكر زوجته تلك
العروس الجوهرة ،رمى بها على الأرض ، داسها بقدمه وقال:
ـ أرجو من الزملاء ألا يناولني أحد سيجارة مرة أخرى.
أعجب موقفه الذين لا يدخنون ،أغضب المدخنين الذين تهجموا عليه واتهموه بالجبن
قائلين:
ـ الظاهر أن العروس شخصيتها قوية!!
غضب خالد من تلك الكلمة ،كاد ينتصر لنفسه عندما قال:
ـ أنا لا أخاف إلا من الله ولو شئت لتناولت الدخان الآن.
قال أحد المعلمين وكان مدخناً رأى معاونة أخيه على الخير:
ـ نحن يا خالد هزمتنا نفوسنا ،لم نستطيع ترك الدخان ،لو ملكناها مثلك لتركناه
فوراً لعلمنا بضرره ،استمر أنت على الحق ،نحن على الباطل، لا تعد لحفرة
وقعت فيها وخرجت منها.
تشجع خالد من كلام زميله ،خرج من الغرفة ،اعتزل مجالسة المدخنين .
شاهدته ذات ليلة جوهرة في البيت وهو مهموم محزون ،توقعت أنه يفكر في العودة
للدخان ،اقتربت منه وقالت:
ـ الله ما أجمل رائحة فمك يا خالد.
ضحك خالد رغم همومه وقال:
ـ وبالدخان!!
ضحكت جوهرة وقالت:
ـ أنت أدرى بذلك مني.
ـ لا والله لا يحلو الفم إلا بدون دخان .
مرت الأيام ثقيلة على جوهرة ،كانت خائفة من نكوص زوجها خالد رغم أنها تحاول
أن تكون معه دائماً وتسليه كي ينسى، فكرت جوهرة بفكرة لعلها تنفع فقالت:
ـ نريد أن نزور الأماكن المقدسة يا خالد في مكة والمدينة.
ـ أبشري يا جوهرة سوف أطلب إجازة ونذهب.
وصل خالد وزوجته إلى مكة ،طلبت منه أن يشرب من ماء زمزم بعد الطواف
وأن يتوسل إلى الله وهي معه تدعو بأن يخلصه من الدخان ،استمرا على ذلك طوال
الثلاثة أيام التي قضياها في مكة حتى بدأ خالد يحس في نفسه طمأنينة تسري
أصبح لا يطيق رائحة الدخان ،كأنه لم يشربه من قبل ، عرفت ذلك جوهرة من
زوجها عندما اقترب منهما مدخن ومعه سيجارة ،كاد خالد أن يختنق عندما شم
رائحة الدخان ،كان بالقرب من الحرم ،خرت جوهرة ساجدة لله ،بكت بين يديه
تذللت ودعته أن يتم عليها وعلى زوجها النعمة ، بعد مكة ذهبا لزيارة المدينة
المنورة ،عادا إلى مدينتهما وقد نسي خالد الدخان تماماً وأصبح من أكثر
الواعظين بتركه.
إبراهيم شيخ