المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الضبع


ابراهيم شيخ
05-18-2014, 05:46 AM
الضبع :
==========
ـ يا عمران أصبحت أستحي من الناس ، أخاف إن خرجت من البيت يأتي أحدهم

يشتكي منك .

عمران متظاهرا بالبراءة:

ـ مني أنا يا أبي ، أنا لم أعتدي على أحد ، أهل القرية يكرهونني .

ـ ألا تقول لي لماذا يكرهونك؟

ـ لأنني أحسن وأشجع من أبناءهم .

ـ ههههه ، أحسن وأشجع من أبناءهم ، صدقني إذا لم تعدل تعاملك مع الناس سوف

أترك القرية وأرحل.

خرج الوالد إلى خارج البيت ، بقي عمران في البيت ، زاد حنقه على أهل القرية ،

شاهد في التلفاز صورة ضبع يكشر عن أنيابه

تمنى أن يكون ضبعا متوحشا ، هاجمه النوم ، قال في نفسه:

ـ ماذا لو تحولت إلى ضبع حقيقي ،سوف يخاف مني الجميع ، لن يجرؤا أحد على

مقاتلتي بل أنني سوف أشاهدهم يهربون من أمامي كالدجاج ،لن يستطيعوا الوقوف

أمامي . أطلق ضحكة كتمها خوفاً من أن ينفضح ، بعد قليل حدث ما أذهله!!

تحول رأسه إلى رأس ضبع وكذا يداه ورجلاه ،قام من الفراش إذا له ذيل ،نظر في

المرآة خاف من نفسه ، أراد أن يخرج إلى والديه ،خاف أن يفزعهما ويقوما بطرده

من البيت ،أصبح مهموماً مغموماً نسي كل ما كان يحدث نفسه به قبل أن يتحول إلى

ضبع ، لم يجد حلاً سوى أن ينام في الفراش ،لم يستطع النوم ، طلبته أمه ،وجدته في

الفراش.، أزاحت الغطاء عنه فزعت منه فزعا شديدا، جرت بكل قوتها ، اصطدمت

بالباب الحديد ، وقعت على الأرض ميتة .

لم تنهض قام يقلبها ، تأكد أنها ميتة ،أراد أن يبكي على أمه ،لم يستطع لأن الضباع

لاتبكي ، جاء والده عندما سمع الصيحة والضجة التي أحدثتها الأم لمّا وقعت ، حاول

يساعد زوجته الملقاة على الأرض ، رأى بجانبها الضبع ، خاف منه ، رجع للوراء

صاح بأهل القرية يستنجد لأخذ الثأر من الضبع المفترس الذي قتل زوجته

أحس الضبع بالخطر فر هارباً لايدري إلى أين ، ظل يجري ويجري حتى كاد نفسه

أن ينقطع، وصل أخيراً إلى غابةٍ صغيرةٍ تقع شرق القرية، اختلف الوضع على

الضبع ، أحس بأن حياته في خطر، وجد أسوداً ونموراً وذئاباً مفترسة أدخلت

الرعب في قلبه ، جعلته لايهنأ براحةٍ حتى الضباع باتت تترصد ه رغم أنه كان

يشبهها شكلاً ،لكنها لم تعترف به بل أظهرت له العداء، أمضى مدة بسيطة في الغابة

ذاق فيها مالم يعرفه من قبل حيث شحب لونه ،ضعف جسمه من قلة الطعام والخوف

والحرص على حياته ، حاول أن يأكل من اللحوم النيئة ،لم يستطع لأنه لم يتعود على

ذلك .

تقززت نفسه من أكل الجيف التي تأكلها الضباع ،اقتصر على أكل بعض الأعشاب

،لكنها لم تفي بالغرض ،ظل هكذا حتى قرر أن يعود إلى القرية مهما كلفه الأمر .

في غفلة من أهل القرية دخل بيت والديه ،لحسن حظه أنه لم يجد أحداً هناك ، من

شدة الجوع دخل المطبخ

وجد ما يسد به رمقه ، سد به جوعه ، لكنه ما زال جائعاً أراد أن ينام على فراشه

،لم يستطع،نام بجانب السرير على الأرض ، بعد قليل عاد الوالد ،وجد في البيت

ضبعاً فزع منه ،هم أن يجري ويستنجد بأهل القرية ، ناداه الضبع بلسان فصيح: أبي

أنا ابنك ( عمران ) .

ذهل الوالد ،التفت إلى الضبع رغم خوفه منه ،جاءه التأكيد نعم أنا ابنك ( عمران ) .

ـ استجمع الوالد نفسه قال :

ـ وماذا حولك إلى ضبع ؟!

ـ تمنيت أن أصبح ضبعا يخاف أهل القرية مني ولا يقدرون على مواجهتي وخاصة

الأولاد ، تحولت إلى ضبع ، رأيت ما جعلني أندم على فعلتي.

ـ أردت أن تؤذي الناس فقتلت أمك ؟

بكي الضبع في داخله ،لم يستطع أن يبكي مثلما يبكي البشر ،قال :
ـ أمي فزعت عندما شاهدتني ،جرت خائفة ،ارتطمت بالباب ماتت رحمها الله .

استطاع أن يبكي كما يبكي البشر فرح بذلك قال :

ـ أرجوك يا والدي ادعُ الله وأنت تصلي أن يعيدني بشراً مثلما كنت ،لن أتمنى أن

أكون حيواناً مرة أخرى ، سوف أرضى بما وهبني الله ،أصبح إنساناً طيباً ،لا أوذي

أحداً أبداً .

أكاد أموت من الجوع ، لم أستطع الأكل لأن أكل الضباع لايناسبني ، حتى أكل

الإنسان لم يعد يروق لي مثلما كان ما أظنني إلا هالك لا محالة.

أشفق عليه والده ، قام توضأ و صلى ركعتين لله تعالى ،رفع يديه دعا ، فرغ من

الدعاء نظر إلى الضبع ،لم يجده ،ظنه قد هرب ، جال بصره، رأى ما أسعده ، ابنه

عمران يقف بجانبه ، وجهه شاحب ومصفر ،أقبل على والده يقبله ،يسأله أن يسامحه

دار حول والده كي يقبل يديه ورجليه ،وقع من على السرير ، جاءت أمه تجري

عندما سمعت الوقعة، رأى أمه حية ترزق ،قام إليها وأخذ يقبلها ويبكي وتحسسها

وحمد الله وشكره أن ذلك كان حلماً ، عاد والده ،وجده يقص على أمه حلمه ويبكي ،

عرف الوالد الحكاية قال :

ـ عسى الله أن يهديك يا ولدي ويدلك على الصواب .
ابراهيم شيخ

النوبانـــي
05-18-2014, 12:06 PM
لو اطلعتم على الغيب .. لرضيتم بالواقع

قصة رائعة

ننتظر جديدك أخي ابراهيم

تحيتي وتقديري

الصح
05-18-2014, 04:00 PM
لا نشعر بنعيم الآن

الا إذا فقدناه


جميله لذيذ مشوقة

تشد في القرأة


سلمت اخي ابراهيم

عاشقة الفردوس
05-19-2014, 05:58 AM
الرضا بما قسمه الله لنا هو النعم التي لا تحصى
الكاتب القدير المتالق دائما في سماء االكلمة والحكمة ابراهيم شيخ
دمتم بحفظ الله ورضاه

أحمد الشيخ
05-20-2014, 05:42 AM
قصة مشوقة
رائعة فيها حكمة
اللهم اجعلنا من الراضين المحتسبين
دمت بحفظ الباري

محمد ال مهيد
05-20-2014, 10:20 AM
راائع ومميز

صح فكرك وقلبك

سعدت بالمرور

سجل اعجابي

محمد

ابراهيم شيخ
05-21-2014, 05:42 AM
اخي عباس حسن حياك الله ويشرفني اعجابك بما كتبت

وهذا محفز لي احسن الله اليك.

ابراهيم شيخ

ابراهيم شيخ
05-22-2014, 07:59 PM
الاخ الصح يشرفني مرورك وردك الجميل

وثناءك العاطر احسن الله اليك.

ابراهيم شيخ

محمدخير المهيدات
05-23-2014, 10:27 PM
رائعة واكثر
ودي واحترامي وتقديري

المهيدات

ابراهيم شيخ
05-25-2014, 06:45 AM
الاخت عاشقة الفردوس حياك الله وشكرا لك على الكلمات الجميلة

والطيبة ، احسن الله اليك.

ابراهيم شيخ

ابراهيم شيخ
05-26-2014, 06:09 PM
احمد الشيخ اشكر لك مرورك وردك الطيب

احسن الله اليك.

ابراهيم شيخ

أم اسماعيل
05-26-2014, 08:19 PM
قصة معبرة واسلوب جميل

شكرا

ايمااان حمد
05-28-2014, 11:20 AM
الكاتب القدير / ابراهيم شيخ
دائماً تتحفنا بجميل افكارك
قصة مكتملة العناصر جميلة الهدف
اسال الله للجميع الرضا
وسلم نبض قلبك ومداد قلمك
لروحك عبير الخزامى
تستحق هذه الرائعة تميز اسراب
...
...
ايمااان حمد

http://im24.gulfup.com/tUO78.gif (http://www.gulfup.com/?kbr2yZ)

هيام الورد
05-28-2014, 03:49 PM
قرأتهآ سابقآ والآن أعود لأكرر قرآتهآآ ل جمال الخيآل والسرد بهآ
ك العادة كاتبنا المتألق إبراهيم شيخ تبدع وتمتع بطرح كل ماتقدم ونظل نترقب جديدك بكل شوق
باقات وردي وأمتناني لروحك



هيومه

ابراهيم شيخ
05-30-2014, 07:40 AM
شكرا اخي محمد ايها الرجل الخلوق على الرد الجميل

والثاناء الطيب ، احسن الله اليك.

ابراهيم شيخ

ابراهيم شيخ
06-01-2014, 06:40 PM
العزيز محمد المهيدات اشكر لك مرورك وردك الجميل

احسن الله اليك.

ابراهيم شيخ

ابراهيم شيخ
06-03-2014, 06:09 PM
الاخت ام اسماعيل شكرا لك على المرور

والرد الجميل والثناء العاطر.

ابراهيم شيخ

ابراهيم شيخ
06-06-2014, 06:37 PM
الكاتبة الكبيرة ايمان حمد فخر لي اعجابك بما اكتب ولكل كاتب اطراءك فخر

احسن الله اليك ومتعك بكل خير، كل عام وانت بالف خير.

ابراهيم شيخ

ابراهيم شيخ
06-10-2014, 07:02 AM
الكاتبة الجميلة هيام الورد اشكرلك مرورك وردك الجميل

واهتمامك بما يكتب اخوك واقول لك احسن الله اليك

ورمضان مبارك على الجميع واسال الله ان يبلغنا الصيام

ويعيننا على القيام ويقبل منا انه تعالى سميع مجيب.

ابراهيم شيخ