هديل
06-30-2014, 10:14 PM
http://up.ta7a.com/t7/gCp73212.jpg
في أواخر شعبان من كل سنة تبدأ حركة غريبة في بيوتنا، في تلك الفترة تتحول بيوتنا
إلى ما يشبه خلية النحل المليئة بالنحلات العاملات ! نعم ،
لقد اقترب شهر رمضان المبارك الذي سيملأ بيوتنا بالرحمات و السكنات ، فنبدأ بالاستعدادات
و تحضير الإمدادات ، و لكن لابد أن نتذكر فلذات الأكباد حيث لا يقل حماسهم عن حماسنا
لاستقبال ذاك الضيف الكريم في تلك اللحظات.
هناك يجب أن نتوقف كي لا نقع في فخ إخماد حماسهم للصيام، و لنفكر كيف سنشجعهم
على إكمال صيامهم، و ما هي أسرار الارتقاء بصيامهم في ذلك الشهر الفضيل ؟
قياساً على الأمر بالصلاة في السابعة فإن من المناسب أن نبدأ بمطالبة أولادنا بالصيام
في ذلك العمر، أما عن أطفالنا ممن هم دون سن السابعة فلا يكون الأمر بالمطالبة إنما
يكون بالتشجيع و المساومة.
أطفالنا بالفطرة يحبون الله و رسوله، يحبون العبادة و التقرب إلى الله، لذلك فعندما
يقترب الشهر الكريم ترفرف قلوبهم لهفة لصيامه. لكن في بعض الأحيان نفاجئ أطفالنا
برسالات نبعثها إلى عقولهم الحبيبة نقول لهم مثلاً : لا، لن تستطيع أن تصوم هذه السنة !
أو اليوم طويل، لا داعي لأن تصوم يوم كامل فأنت مازلت صغيراً ! أو صحتك لا تسمح لك بالصيام
أنظر إلى نفسك ليس من الضروري أن تفقد وزنك !
و لا نزال نكرر لصغارنا تلك الرسائل السلبية التي تخمد الحماس و تشعرهم بالالتباس.
#و لكن، لماذا نقول ما نقول؟
نحن نريد من أطفالنا أن يصوموا و لكن هل صيامهم يخيفنا ؟
هل نخاف أن لا يتحمل أطفالنا الجوع و العطش، نخاف أن يفقدوا من وزنهم فتتدهور صحتهم،
أم أننا نخاف أن يتبدل روتينهم؟
لن أقول أن تلك المخاوف ليست في محلها أو أن أعزائنا الصغار لن يفقدوا من أوزانهم
و لن تتبدل حياتهم، و لكن لنتساءل ما الذي سيجنونه في مقابل صيامهم ؟
شهراً روحانياً في حياتهم.. عائلياً.. تأديبياً.. و شهراً مليئاً بالدروس و العبر !
نستنتج من ذلك، أن علينا أن نملأ في هذه السنة عقولنا قبل عقول أولادنا بعبارات إيجابية
مليئة بكلمات مضيئة مثل “تستطيع و تقدر”، “يمكن لك و ستكبر”، “ستتأخر في النوم
و قد تفقد الوزن و لكن أنت بطل و ستتحمل”
كلنا نعرف أننا سنواجه في هذه السنة تحدياً عظيماً فرمضاننا في هذا العام نهاره طويل،
و عندها سوف نطرح على أنفسنا سؤال ، كيف لنا أن نساعد طفلنا على إكمال صيامه
بدون أن يتخلله شربة ماء هنا أو قضمة هناك ؟
سوف نجد أن أكثر طريقة فعالة تساعد طفلنا على إكمال صيامه هي صرف انتباهه !
في أول ليلة من شهر رمضان و بعد أن نتأكد من أن الجميع قد قام قبل الفجر لتناول السحور،
علينا أن نعمل طيلة النهار بإشغال صغيرنا كي ينسى جوعه، فعندئذ عندما يقول لنا طفلنا أنا أشعر بالجوع! لن ترق قلوبنا و لكن نستعمل عقولنا. سنفكر.. هل الوقت مناسب لتذكيره بالفقراء
و الجوعى في كل مكان؟ هل نفتح كتاباً ونقرأ قصة عن صديق في الصومال
أم نسمع أخبار الصائمين على التلفاز؟ هل من المناسب الآن أن أعلمه عن الصبر و السلوان،
عن حكايات الصبر و أنواعه و أجره الذي في الانتظار ؟ أم أنه جاء الوقت لكي نتحدث
عن باب الريان، و كيف نتقرب إلى الله بالصيام؟ أم أن الوقت قد حان لاستخراج لعبة جديدة
أو كتاب تلوين أو لعبة إلكترونية من دولاب المفاجآت الرمضانية؟
من المهم أن نعرف أننا لا نشجع طفلنا و ندربه على ترك تناول الطعام و الشراب فقط،
فصيامنا يجب أن يكون أرقى من مجرد الامتناع عن ذلك.
إذن، ما هي السبل التي يرتقي بها صيام طفلنا؟
قبل بداية الشهر الفضيل نجلس مع طفلنا جلسة في مطعم جميل أو في منزلنا مع إخوته الكبار
و الصغار و لا مانع من انضمام الوالد، سنقول لهم و نحن مندهشين
“هل تعلمون أن في رمضان القادم لن يكف فمنا فقط عن الطعام ! ستصوم أيدينا و أرجلنا
و أعيننا كما ستصوم آذاننا و ألسنتنا ! #ولكن كيف ؟! > سيدهش طفلنا.
- عندها سنشرح له بحكمتنا كيف يفك لغزنا، فَ يدينا ستصوم بإعطاء الطعام ، الشراب ،
الملابس ، التمرات ، الألعاب، الأموال ، و الحلويات في السحور و الفطور و في كل الأوقات.
كما ستصوم أيدينا عن الضرب و القرص و أخذ الحاجيات من غير استئذان أو إشعارات،
- أما عن أرجلنا فسنمشي بها للمساجد و الأقرباء و كل مكان يجعلنا من الأقوياء،
و ستصوم أرجلنا عن الركلات البعيدة عن الكرات، و أعيننا ستنظر إلى القرآن و تقرأه ,
و إلى الكون و تتأمله، كما ستصوم عن مشاهدة كل ما هو من غير المناسب رؤيته.
و سوف نسمع القرآن طوال النهار فتتعود آذاننا على كلام الله ،
أما كلام رسوله صلى الله عليه و سلم فسنردده في الدعاء و الرجاء.
و نعوّد ألسنتنا على قول “اللهم إني صائم” كلما أراد لساننا أن ينطق بكل ما هو غير ملائم.
إن رمضان عزيز علينا، يأتينا كل سنة يمر علينا فلا نشعر إلا و قد هل العيد علينا!
فلنتجهز و لنستعد و لنعيش معه من رجب و شعبان و ليس لأحد حق في أن يلقي اللوم علينا.
فنحن نحبه و نقدره و نشتاق إليه و ندعو الله أن يبلغنا إياه كل يوم حتى نلقاه يدق بابنا في ليلة
يطل فيها هلاله علينا http://vb.ta7a.net/images/smilies/bb/31.png$~.
في أواخر شعبان من كل سنة تبدأ حركة غريبة في بيوتنا، في تلك الفترة تتحول بيوتنا
إلى ما يشبه خلية النحل المليئة بالنحلات العاملات ! نعم ،
لقد اقترب شهر رمضان المبارك الذي سيملأ بيوتنا بالرحمات و السكنات ، فنبدأ بالاستعدادات
و تحضير الإمدادات ، و لكن لابد أن نتذكر فلذات الأكباد حيث لا يقل حماسهم عن حماسنا
لاستقبال ذاك الضيف الكريم في تلك اللحظات.
هناك يجب أن نتوقف كي لا نقع في فخ إخماد حماسهم للصيام، و لنفكر كيف سنشجعهم
على إكمال صيامهم، و ما هي أسرار الارتقاء بصيامهم في ذلك الشهر الفضيل ؟
قياساً على الأمر بالصلاة في السابعة فإن من المناسب أن نبدأ بمطالبة أولادنا بالصيام
في ذلك العمر، أما عن أطفالنا ممن هم دون سن السابعة فلا يكون الأمر بالمطالبة إنما
يكون بالتشجيع و المساومة.
أطفالنا بالفطرة يحبون الله و رسوله، يحبون العبادة و التقرب إلى الله، لذلك فعندما
يقترب الشهر الكريم ترفرف قلوبهم لهفة لصيامه. لكن في بعض الأحيان نفاجئ أطفالنا
برسالات نبعثها إلى عقولهم الحبيبة نقول لهم مثلاً : لا، لن تستطيع أن تصوم هذه السنة !
أو اليوم طويل، لا داعي لأن تصوم يوم كامل فأنت مازلت صغيراً ! أو صحتك لا تسمح لك بالصيام
أنظر إلى نفسك ليس من الضروري أن تفقد وزنك !
و لا نزال نكرر لصغارنا تلك الرسائل السلبية التي تخمد الحماس و تشعرهم بالالتباس.
#و لكن، لماذا نقول ما نقول؟
نحن نريد من أطفالنا أن يصوموا و لكن هل صيامهم يخيفنا ؟
هل نخاف أن لا يتحمل أطفالنا الجوع و العطش، نخاف أن يفقدوا من وزنهم فتتدهور صحتهم،
أم أننا نخاف أن يتبدل روتينهم؟
لن أقول أن تلك المخاوف ليست في محلها أو أن أعزائنا الصغار لن يفقدوا من أوزانهم
و لن تتبدل حياتهم، و لكن لنتساءل ما الذي سيجنونه في مقابل صيامهم ؟
شهراً روحانياً في حياتهم.. عائلياً.. تأديبياً.. و شهراً مليئاً بالدروس و العبر !
نستنتج من ذلك، أن علينا أن نملأ في هذه السنة عقولنا قبل عقول أولادنا بعبارات إيجابية
مليئة بكلمات مضيئة مثل “تستطيع و تقدر”، “يمكن لك و ستكبر”، “ستتأخر في النوم
و قد تفقد الوزن و لكن أنت بطل و ستتحمل”
كلنا نعرف أننا سنواجه في هذه السنة تحدياً عظيماً فرمضاننا في هذا العام نهاره طويل،
و عندها سوف نطرح على أنفسنا سؤال ، كيف لنا أن نساعد طفلنا على إكمال صيامه
بدون أن يتخلله شربة ماء هنا أو قضمة هناك ؟
سوف نجد أن أكثر طريقة فعالة تساعد طفلنا على إكمال صيامه هي صرف انتباهه !
في أول ليلة من شهر رمضان و بعد أن نتأكد من أن الجميع قد قام قبل الفجر لتناول السحور،
علينا أن نعمل طيلة النهار بإشغال صغيرنا كي ينسى جوعه، فعندئذ عندما يقول لنا طفلنا أنا أشعر بالجوع! لن ترق قلوبنا و لكن نستعمل عقولنا. سنفكر.. هل الوقت مناسب لتذكيره بالفقراء
و الجوعى في كل مكان؟ هل نفتح كتاباً ونقرأ قصة عن صديق في الصومال
أم نسمع أخبار الصائمين على التلفاز؟ هل من المناسب الآن أن أعلمه عن الصبر و السلوان،
عن حكايات الصبر و أنواعه و أجره الذي في الانتظار ؟ أم أنه جاء الوقت لكي نتحدث
عن باب الريان، و كيف نتقرب إلى الله بالصيام؟ أم أن الوقت قد حان لاستخراج لعبة جديدة
أو كتاب تلوين أو لعبة إلكترونية من دولاب المفاجآت الرمضانية؟
من المهم أن نعرف أننا لا نشجع طفلنا و ندربه على ترك تناول الطعام و الشراب فقط،
فصيامنا يجب أن يكون أرقى من مجرد الامتناع عن ذلك.
إذن، ما هي السبل التي يرتقي بها صيام طفلنا؟
قبل بداية الشهر الفضيل نجلس مع طفلنا جلسة في مطعم جميل أو في منزلنا مع إخوته الكبار
و الصغار و لا مانع من انضمام الوالد، سنقول لهم و نحن مندهشين
“هل تعلمون أن في رمضان القادم لن يكف فمنا فقط عن الطعام ! ستصوم أيدينا و أرجلنا
و أعيننا كما ستصوم آذاننا و ألسنتنا ! #ولكن كيف ؟! > سيدهش طفلنا.
- عندها سنشرح له بحكمتنا كيف يفك لغزنا، فَ يدينا ستصوم بإعطاء الطعام ، الشراب ،
الملابس ، التمرات ، الألعاب، الأموال ، و الحلويات في السحور و الفطور و في كل الأوقات.
كما ستصوم أيدينا عن الضرب و القرص و أخذ الحاجيات من غير استئذان أو إشعارات،
- أما عن أرجلنا فسنمشي بها للمساجد و الأقرباء و كل مكان يجعلنا من الأقوياء،
و ستصوم أرجلنا عن الركلات البعيدة عن الكرات، و أعيننا ستنظر إلى القرآن و تقرأه ,
و إلى الكون و تتأمله، كما ستصوم عن مشاهدة كل ما هو من غير المناسب رؤيته.
و سوف نسمع القرآن طوال النهار فتتعود آذاننا على كلام الله ،
أما كلام رسوله صلى الله عليه و سلم فسنردده في الدعاء و الرجاء.
و نعوّد ألسنتنا على قول “اللهم إني صائم” كلما أراد لساننا أن ينطق بكل ما هو غير ملائم.
إن رمضان عزيز علينا، يأتينا كل سنة يمر علينا فلا نشعر إلا و قد هل العيد علينا!
فلنتجهز و لنستعد و لنعيش معه من رجب و شعبان و ليس لأحد حق في أن يلقي اللوم علينا.
فنحن نحبه و نقدره و نشتاق إليه و ندعو الله أن يبلغنا إياه كل يوم حتى نلقاه يدق بابنا في ليلة
يطل فيها هلاله علينا http://vb.ta7a.net/images/smilies/bb/31.png$~.