سمو الاميرة
07-10-2014, 05:27 PM
النفس الطينيّة والسُّمُو الروحي في رمضان
قال تعالى في محكم كتابه العزيز،: (( يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)). لقد بيّن الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة الحكمة من الصيام، وذلك بكلمة واحدة هي التقوى، وجمع فيها كل ما يُرجى للصائم من ألوان الخير والهُدى والرشاد.
فالتقوى هي الغاية التي ينبغي أن تُرجى من شهر الصيام، فهي مع خِفَّتِها على اللسان ثقيلة في الميزان، لأن معناها يرمي إلى تهذيب النفوس والسُّمو بها إلى ذروة الكمال، ورفيع الصفات الكريمة التي تدفع الإنسان إلى فعل الخير. ومن هنا لم يكن الصوم الحقيقي، مجرد الجوع والعطش، إنما الصيام هو عدة المسافر إلى الله، وزاد الراحل إلى الآخرة وتذكرة الأغنياء بحقوق المحرومين والفقراء، وهو صحة نفسية وبدنية، ورياضة على تحمّل الشظف والتزام النظام وتربية الإرادة القوية والضمير الحي.
فالإنسان حينما يصوم، يخلق الصوم في نفسه وازعاً يمسك بزمام هذه النفس، ويرتقي بها في مدارج المعرفة النورانية، والسّمو الروحي، ويوجِد في النفس مراقبة الله عزّ وجل، فيجعلها من الصفوة الأولى من المؤمنين الصادقين، وبالصوم يجاهد الإنسان نفسه " الطين " جهاداً روحياً يوصله إلى اليقين ومراقبة الله تعالى، والبعد عن الشبهات، ويصل إلى الهداية الربانية التي يتطلع إليها الصفوة من الخلق والأبرار من عباد الله سبحانه وتعالى. لهذا فإن الله سبحانه وتعالى قد ذيّل الآية القرآنية التي حملت بين طيّاتها تكليف الخلق بعبادة الصوم بقوله سبحانه " لعلكم تتقون ".
والنفس الطينية أميَل إلى إتباع الشهوات وتتحكم بالغرائز والنزوات، فالنفس تستثقل طريق الحق، فإن تركنا النفس تحاصرها الرغبات والغرائز، مالت بها نحو الطين الأرضي، وهبطت بها حتى أصبحت كالأنعام بل أضل سبيلا. وإن مكّنّاها من سلاح الصبر، ارتفع بها حتى تسمو في عالم الروح، وتحلق في مدارج السمو الروحاني، وتقترب من الملائكة الذين خلقهم الله سبحانه من نوره.
فالنفس تنزع نحو الطين والحمأ المسنون، وتورد الإنسان موارد الهلكة، وتقرب به نحو الحيوانية، والروح تنزع بالإنسان نحو العلا والرفعة وعالم الفضائل، بحيث يصفو ويَشِّف، فيلمح أي هبوط نحو الأرض والطين، فيضع لنفسه الضوابط التي تكبح جماح النفس وتأودها نحو الغرائز، وتحكم النزوة والنزوع أو الميل إلى الأصل الطيني، لهذا فالإنسان بحاجة ماسة أن يرتبط مع الأرض، وأن يكون له صلة مع السماء: صلة مع الأرض حتى يشبع رغبات الجسد الطيني من أكل وشرب ولباس، وصلة مع السماء حتى ينال غذاء الروح، ولكي يعلم من تعاليم السماء ما يشق به طريق السمو ويقترب من درجة الكمال الإنساني، فيسير على هدى الأنبياء والمرسلين.
فالدين من مهماته أن يوازن بين رغبات الجسد وبين رغبات الروح في الإنسان حتى يسلك في دروب الحياة، وبدون أن يتعلم الإنسان الصبر، فإنه يتعثر في دروب الحياة، والصيام وهو خير معلم للصبر، فبالصبر نقطع عن أنفسنا طريق الشهوات ونضع حاجزاً بين النفس والنزوات.
والصوم يجعل المسلم مرهف الحس، يشعر بقيمة نعمة الله تعالى عليه، فإذا صام أحَسَّ بالجوع والعطش، وإن أفطر شعر بقيمة هذه النعمة وكان نبي الله يوسف عليه السلام يقول : " أخشى إذا شبعت أن أنسى جوع الفقراء".
فما أجمل أن يعيش المؤمن في ظلال الصيام وما أجمل أن نأخذ من هذه العبادة ما يجعلنا نعبد الله كأننا نراه، فإن لم نكن نراه فإنه يرانا، وما أجمل أن نخرج من هذا الشهر، وقد غرسنا في نفوسنا إرادة تجعلنا نتحكم في غرائزنا وميولنا، ونتأكد أن الدنيا دَنِيَّة وأن حبها رأس كل خطيئة.
وما أجمل أن تمتلئ نفوسنا بالرحمة فمن لا يَرحم لا يُرحم، فهذا الشهر يهذب النفوس ويعلمنا أن نتآلف، فالمؤمن ألف مألوف لا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وما أجمل أن تسمو أرواحنا فنبتعد عن الفظاظة والغلظة وقسوة القلب.
فالصائم يراقب الله ما دام في هذا الشهر الكريم ثم تصبح عادة تلازمه وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
وعن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن للجنة باباً، يقال له الريان، يُقال يوم القيامة : أين الصائمون ؟فإذا دخل آخرهم أغلق ذلك الباب" رواه البخاري ومسلم
قال تعالى في محكم كتابه العزيز،: (( يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)). لقد بيّن الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة الحكمة من الصيام، وذلك بكلمة واحدة هي التقوى، وجمع فيها كل ما يُرجى للصائم من ألوان الخير والهُدى والرشاد.
فالتقوى هي الغاية التي ينبغي أن تُرجى من شهر الصيام، فهي مع خِفَّتِها على اللسان ثقيلة في الميزان، لأن معناها يرمي إلى تهذيب النفوس والسُّمو بها إلى ذروة الكمال، ورفيع الصفات الكريمة التي تدفع الإنسان إلى فعل الخير. ومن هنا لم يكن الصوم الحقيقي، مجرد الجوع والعطش، إنما الصيام هو عدة المسافر إلى الله، وزاد الراحل إلى الآخرة وتذكرة الأغنياء بحقوق المحرومين والفقراء، وهو صحة نفسية وبدنية، ورياضة على تحمّل الشظف والتزام النظام وتربية الإرادة القوية والضمير الحي.
فالإنسان حينما يصوم، يخلق الصوم في نفسه وازعاً يمسك بزمام هذه النفس، ويرتقي بها في مدارج المعرفة النورانية، والسّمو الروحي، ويوجِد في النفس مراقبة الله عزّ وجل، فيجعلها من الصفوة الأولى من المؤمنين الصادقين، وبالصوم يجاهد الإنسان نفسه " الطين " جهاداً روحياً يوصله إلى اليقين ومراقبة الله تعالى، والبعد عن الشبهات، ويصل إلى الهداية الربانية التي يتطلع إليها الصفوة من الخلق والأبرار من عباد الله سبحانه وتعالى. لهذا فإن الله سبحانه وتعالى قد ذيّل الآية القرآنية التي حملت بين طيّاتها تكليف الخلق بعبادة الصوم بقوله سبحانه " لعلكم تتقون ".
والنفس الطينية أميَل إلى إتباع الشهوات وتتحكم بالغرائز والنزوات، فالنفس تستثقل طريق الحق، فإن تركنا النفس تحاصرها الرغبات والغرائز، مالت بها نحو الطين الأرضي، وهبطت بها حتى أصبحت كالأنعام بل أضل سبيلا. وإن مكّنّاها من سلاح الصبر، ارتفع بها حتى تسمو في عالم الروح، وتحلق في مدارج السمو الروحاني، وتقترب من الملائكة الذين خلقهم الله سبحانه من نوره.
فالنفس تنزع نحو الطين والحمأ المسنون، وتورد الإنسان موارد الهلكة، وتقرب به نحو الحيوانية، والروح تنزع بالإنسان نحو العلا والرفعة وعالم الفضائل، بحيث يصفو ويَشِّف، فيلمح أي هبوط نحو الأرض والطين، فيضع لنفسه الضوابط التي تكبح جماح النفس وتأودها نحو الغرائز، وتحكم النزوة والنزوع أو الميل إلى الأصل الطيني، لهذا فالإنسان بحاجة ماسة أن يرتبط مع الأرض، وأن يكون له صلة مع السماء: صلة مع الأرض حتى يشبع رغبات الجسد الطيني من أكل وشرب ولباس، وصلة مع السماء حتى ينال غذاء الروح، ولكي يعلم من تعاليم السماء ما يشق به طريق السمو ويقترب من درجة الكمال الإنساني، فيسير على هدى الأنبياء والمرسلين.
فالدين من مهماته أن يوازن بين رغبات الجسد وبين رغبات الروح في الإنسان حتى يسلك في دروب الحياة، وبدون أن يتعلم الإنسان الصبر، فإنه يتعثر في دروب الحياة، والصيام وهو خير معلم للصبر، فبالصبر نقطع عن أنفسنا طريق الشهوات ونضع حاجزاً بين النفس والنزوات.
والصوم يجعل المسلم مرهف الحس، يشعر بقيمة نعمة الله تعالى عليه، فإذا صام أحَسَّ بالجوع والعطش، وإن أفطر شعر بقيمة هذه النعمة وكان نبي الله يوسف عليه السلام يقول : " أخشى إذا شبعت أن أنسى جوع الفقراء".
فما أجمل أن يعيش المؤمن في ظلال الصيام وما أجمل أن نأخذ من هذه العبادة ما يجعلنا نعبد الله كأننا نراه، فإن لم نكن نراه فإنه يرانا، وما أجمل أن نخرج من هذا الشهر، وقد غرسنا في نفوسنا إرادة تجعلنا نتحكم في غرائزنا وميولنا، ونتأكد أن الدنيا دَنِيَّة وأن حبها رأس كل خطيئة.
وما أجمل أن تمتلئ نفوسنا بالرحمة فمن لا يَرحم لا يُرحم، فهذا الشهر يهذب النفوس ويعلمنا أن نتآلف، فالمؤمن ألف مألوف لا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وما أجمل أن تسمو أرواحنا فنبتعد عن الفظاظة والغلظة وقسوة القلب.
فالصائم يراقب الله ما دام في هذا الشهر الكريم ثم تصبح عادة تلازمه وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
وعن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن للجنة باباً، يقال له الريان، يُقال يوم القيامة : أين الصائمون ؟فإذا دخل آخرهم أغلق ذلك الباب" رواه البخاري ومسلم