رقة احساس
07-17-2014, 11:45 AM
من الحيوان نعتبر.... الاتحاد قوة
http://m.quran-m.com/images/banners/musk_oxen11.jpg
د محمد سيف
إننا كثيرا ما نقرأ قوله تعالي ( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً... ) النحل:66 ولكن كم تأخذ هذه الآية من اهتماماتنا نحن المسلمين في حيز التطبيق علي ارض الواقع ؟
الواقع يقول أن ذلك قد يأخذ منا النذر القليل أو قد لا يأخذ منا شيئا من الاهتمام !!
, ولكن العجيب أن غير المسلمين راحوا يراقبون عالم الحيوان ثم يقومون بتسجيل مشاهداتهم لهذا العالم المفعم بالحياة , و الأعجب منه أنهم راحوا يستفيدون ويعتبرون من هذه المشاهدات , ثم يطبقون كثيرا منها في واقعهم الحياتي ليصبح بذلك واقع ينبض بنبض الحياة !!, والأصل في ذلك أيها الأحبة أننا نحن المعنيون بالخطاب من رب العالمين , وأننا المطالبون بتحقيق ما فيه , وأننا أولي بأخذ العبرة من غيرنا , فالحكمة ضالة المؤمن أني وجدها فهو أحق الناس بها.. إننا في حياتنا العملية إذا ما أردنا أن نضرب المثل بضرورة الوحدة والاتحاد محذرين من مغبة الفرقة واثر التفرق في مواجهة الأعداء , فإننا غالبا ما نذكر الحكمة الناطقة علي لسان احد الثيران الثلاثة " أكلت يوم أكل الثور الأبيض" , ولكن عالم الحيوان ملئ بالمشاهد الحقيقة الدالة علي الاتحاد عند مواجهة الأعداء , والتي قد تثير العجب وتدعو إلي الدهشة. فعلي سبيل المثال نجد أن الحيوانات التي تعيش في مجموعات لا تكتفي بإنذار بعضها البعض عند قدوم الخطر بل تشارك أيضا بمجابهته، فمثلا عندما يتجرأ بعض الطيور الجارحة مثل الصقر أو البوم ويدخل مساكن الطيور الصغيرة، نجد أن هذه الطيور تقوم بإرسال رسائل استغاثة , تجتمع علي إثرها الطيور من ذات النوع في المنطقة المحيطة , ثم تقوم بمحاصرة الطير الجارح , ثم مهاجمته بصورة جماعية , الأمر الذي يؤدي إلي إخافته وطرده بعيدا عن مسكن الطيور الصغيرة المقتحم. أما قطيع الحمر الوحشية فيتصرف بصورة متقاربة من ذلك، فقد سجل العالم البريطاني "جون كودول " في مشاهداته في شرق إفريقيا كيف أن ثلاثة من الحمر الوحشية تخلفت عن القطيع أثناء ترحاله , الأمر لذي أدي إلي محاصرتها من قبل الحيوانات المفترسة , وعندما أحس القطيع بذلك سرعان ما قفل راجعا مهاجما الحيوانات المفترسة بحوافره وأسنانه ونجح القطيع مجتمعا في إخافة هؤلاء الأعداء وطردهم من المكان.
وتعتمد بعض الحيوانات استراتيجيات أخري للدفاع عن نفسها من خلال الأداء الجماعي المتوحد , فقد لوحظ أن تجمع الطيور في أسراب أثناء عملية الطيران والهجرة يعتبر خير وسيلة للدفاع ضد الطيور الجارحة، فطيور الزرزور تطير في السرب علي مسافات متباعدة بينها, فإذا ما اقترب طير جارح كالصقر سرعان ما تتقارب مضيقة المسافات فيما بينها , مقللة بذلك إمكانية اقتحام الصقر للسرب وإذا أمكن له ذلك فسيجد مقاومة شديدة وربما يصاب بجروح بجناحيه ويعجز في النهاية عن تحقيق هدفه من الصيد.
أما الدلافين التي تعيش في مجموعات تعتمد إستراتيجية جيدة في مواجهة أعدائها من الأسماك المفترسة مثل الكواسج , والتي تشكل خطرا جسيما على صغار الدولفين، فعندما يقترب الكوسج من هذه الجماعة , يبتعد اثنان من الدلافين عن الجماعة ليلفتا انتباه الكوسج إليهما بعيدا عن الجماعة، وعندئذ تنتهز الجماعة تلك الفرصة في الهجوم فجأة موجهة الضربات تلو الضربات إلي هذا العدو المفترس.
ولثيران المسك طريقة فريدة للدفاع الجماعي إذا ما حاول عدو مفترس أن يهاجمها , حيث تقوم بتشكيل دائرة فيما بينها جاعلة الصغار في وسط هذه الدائرة , أما الثيران البالغة فتبقي علي حافة الدائرة تجاه العدو المفترس، حيث تخطوا خطوات للوراء جاعلة وجهها نحو العدو، والهدف هو حماية الصغار الذين يبقون داخل هذه الدائرة، وبهذا الشكل الدائري تنجح الثيران البالغة في المحافظة على حياة الثيران الصغيرة، وعندما يهجم أحد الثيران البالغة على هذا العدو سرعان ما يرجع إلى نفس موقعه في الدائرة كي لا يتخلل النظام الدفاعي للجماعة. وسعيا وراء جلب الرزق , فهناك أمثلة أخرى للاتحاد تتبعها الحيوانات أثناء عملية الصيد شبيهة بسلوكها أثناء الحماية والدفاع عن النفس , فطيور البجع تقوم بصيد السمك بصورة جماعية، حيث تشكل نصف دائرة قريبة من الضفة وتضيق من نصف الدائرة هذه شيئا فشيئا , فتدفع الأسماك وتحاصرها باتجاه الشاطئ , ومن ثم تبدأ بصيد الأسماك المحاصرة في المياه الضحلة القريبة من الشاطئ، وذلك دونما مشاحنة أو تصارع فيما بينهم.
وأما علي صعيد الغاب فقد وجد أن الذئاب وأنواع أخرى من الكلاب البرية وفي بعض الأحيان الأسود تصيد في زمر ,أي في مجموعات, وتعمل الزمرة كفريق في صيد الحيوانات الكبيرة , حيث يكمن بعضها بالدغل , بينما يقوم بعضها الآخر بالإحاطة بالفريسة، ثم يطاردها باتجاه المجموعة الكامنة بين الحشائش الطويلة , والتي يمثل وجودها مفاجأة للفريسة الطريدة , فتتم عملية الانقضاض والصيد لهذه الفريسة.
و في أسيا يستعمل نوع من النمل طريقة وخطة ذكية للهجوم علي نوع من النحل من سلالة (ابيز فلوري) إذ يقوم النمل بالتجمع حول الخلية حتى يصبح كل شيء حول الخلية أسود من كثرة تعداد النمل وكأنه جيش يطوق الخلية ومن ثم يشن الهجوم الشامل , وهنا تبدأ النحلات الحارسات بمحاولة الدفاع عن الخلية , ولكن نظرا للتفوق العددي للنمل , فسرعان ما تنتهي المعركة بقتل الحارسات , ثم يدخل النمل إلى الخلية فيقتل الملكة ويستولي على كل شيء من نحل ميت ويرقات وعسل ليحمله إلى عشه.
ولمقاومة هذا الهجوم تقوم هذه السلالة من النحل باستعمال إستراتيجية خاصة للدفاع عن نفسها ,حيث يقوم النحل بوضع بقعا من العكبر اللزج حول مدخل الخلية , وعند اقتراب النمل من الخلية إذا به يلتصق بهذه البقع , وعندما تحاول النملات الأخريات المساعدة على تحرير النمل الملتصق تلتصق هي الأخرى , وهكذا حتى تصبح المنطقة سوداء من جثث النمل الميت , فيقوم النحل بتلطيخ هذه الأكوام من الجثث الملتصقة بالمزيد من العكبر اللزج ومع مرور الزمن تكبر هذه البقع حتى يصبح مدخل الخلية كفوهة بركانية غائرة بين هضاب العكبر المتصلب وأجساد النمل المحنطة ويتم استهلاك هذه الأكوام من قبل يرقات دودة الشمع لاحقا... هذه الأنماط السلوكية التي تبديها الحيوانات من اتحاد و تعاون وتكاتف وتكافل وتضحية تجعل المرء مندهشا ومتعجبا، فإذا كانت هذه الحيوانات الغير عاقلة قد استطاعت أن تعظم من قدراتها الدفاعية والهجومية عن طريق اتحادها وتوحدها فكيف بنا لا نلتفت ولا نعتبر إلي ما ضرب الله لنا به المثل في عالم الحيوان من قوة الوحدة والترابط والاتحاد والتعاون والتكاتف والتكافل فنجعل من ذلك منهج حياة نعتمده في حياتنا ومعاشنا ونطبقه سلوكا نحيا به في الأرض.
أيها الأحباب لقد آن الأوان أن نأخذ العبرة من الحيوان , لقد آن الأوان أن تتوحد الأمة الإسلامية لمجابهة أعدائها الذين أحاطوا بها من كل حدب وصوب يستلبون مقدراتها ويسفكون دماءها ويغتصبون أعراضها , لقد آن الأوان أن يكون لنا سوقنا الإسلامية المشتركة وان تتعاون الأمة في تعظيم إمكاناتها ومقدراتها الاقتصادية والتنموية.
http://m.quran-m.com/images/banners/musk_oxen11.jpg
د محمد سيف
إننا كثيرا ما نقرأ قوله تعالي ( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً... ) النحل:66 ولكن كم تأخذ هذه الآية من اهتماماتنا نحن المسلمين في حيز التطبيق علي ارض الواقع ؟
الواقع يقول أن ذلك قد يأخذ منا النذر القليل أو قد لا يأخذ منا شيئا من الاهتمام !!
, ولكن العجيب أن غير المسلمين راحوا يراقبون عالم الحيوان ثم يقومون بتسجيل مشاهداتهم لهذا العالم المفعم بالحياة , و الأعجب منه أنهم راحوا يستفيدون ويعتبرون من هذه المشاهدات , ثم يطبقون كثيرا منها في واقعهم الحياتي ليصبح بذلك واقع ينبض بنبض الحياة !!, والأصل في ذلك أيها الأحبة أننا نحن المعنيون بالخطاب من رب العالمين , وأننا المطالبون بتحقيق ما فيه , وأننا أولي بأخذ العبرة من غيرنا , فالحكمة ضالة المؤمن أني وجدها فهو أحق الناس بها.. إننا في حياتنا العملية إذا ما أردنا أن نضرب المثل بضرورة الوحدة والاتحاد محذرين من مغبة الفرقة واثر التفرق في مواجهة الأعداء , فإننا غالبا ما نذكر الحكمة الناطقة علي لسان احد الثيران الثلاثة " أكلت يوم أكل الثور الأبيض" , ولكن عالم الحيوان ملئ بالمشاهد الحقيقة الدالة علي الاتحاد عند مواجهة الأعداء , والتي قد تثير العجب وتدعو إلي الدهشة. فعلي سبيل المثال نجد أن الحيوانات التي تعيش في مجموعات لا تكتفي بإنذار بعضها البعض عند قدوم الخطر بل تشارك أيضا بمجابهته، فمثلا عندما يتجرأ بعض الطيور الجارحة مثل الصقر أو البوم ويدخل مساكن الطيور الصغيرة، نجد أن هذه الطيور تقوم بإرسال رسائل استغاثة , تجتمع علي إثرها الطيور من ذات النوع في المنطقة المحيطة , ثم تقوم بمحاصرة الطير الجارح , ثم مهاجمته بصورة جماعية , الأمر الذي يؤدي إلي إخافته وطرده بعيدا عن مسكن الطيور الصغيرة المقتحم. أما قطيع الحمر الوحشية فيتصرف بصورة متقاربة من ذلك، فقد سجل العالم البريطاني "جون كودول " في مشاهداته في شرق إفريقيا كيف أن ثلاثة من الحمر الوحشية تخلفت عن القطيع أثناء ترحاله , الأمر لذي أدي إلي محاصرتها من قبل الحيوانات المفترسة , وعندما أحس القطيع بذلك سرعان ما قفل راجعا مهاجما الحيوانات المفترسة بحوافره وأسنانه ونجح القطيع مجتمعا في إخافة هؤلاء الأعداء وطردهم من المكان.
وتعتمد بعض الحيوانات استراتيجيات أخري للدفاع عن نفسها من خلال الأداء الجماعي المتوحد , فقد لوحظ أن تجمع الطيور في أسراب أثناء عملية الطيران والهجرة يعتبر خير وسيلة للدفاع ضد الطيور الجارحة، فطيور الزرزور تطير في السرب علي مسافات متباعدة بينها, فإذا ما اقترب طير جارح كالصقر سرعان ما تتقارب مضيقة المسافات فيما بينها , مقللة بذلك إمكانية اقتحام الصقر للسرب وإذا أمكن له ذلك فسيجد مقاومة شديدة وربما يصاب بجروح بجناحيه ويعجز في النهاية عن تحقيق هدفه من الصيد.
أما الدلافين التي تعيش في مجموعات تعتمد إستراتيجية جيدة في مواجهة أعدائها من الأسماك المفترسة مثل الكواسج , والتي تشكل خطرا جسيما على صغار الدولفين، فعندما يقترب الكوسج من هذه الجماعة , يبتعد اثنان من الدلافين عن الجماعة ليلفتا انتباه الكوسج إليهما بعيدا عن الجماعة، وعندئذ تنتهز الجماعة تلك الفرصة في الهجوم فجأة موجهة الضربات تلو الضربات إلي هذا العدو المفترس.
ولثيران المسك طريقة فريدة للدفاع الجماعي إذا ما حاول عدو مفترس أن يهاجمها , حيث تقوم بتشكيل دائرة فيما بينها جاعلة الصغار في وسط هذه الدائرة , أما الثيران البالغة فتبقي علي حافة الدائرة تجاه العدو المفترس، حيث تخطوا خطوات للوراء جاعلة وجهها نحو العدو، والهدف هو حماية الصغار الذين يبقون داخل هذه الدائرة، وبهذا الشكل الدائري تنجح الثيران البالغة في المحافظة على حياة الثيران الصغيرة، وعندما يهجم أحد الثيران البالغة على هذا العدو سرعان ما يرجع إلى نفس موقعه في الدائرة كي لا يتخلل النظام الدفاعي للجماعة. وسعيا وراء جلب الرزق , فهناك أمثلة أخرى للاتحاد تتبعها الحيوانات أثناء عملية الصيد شبيهة بسلوكها أثناء الحماية والدفاع عن النفس , فطيور البجع تقوم بصيد السمك بصورة جماعية، حيث تشكل نصف دائرة قريبة من الضفة وتضيق من نصف الدائرة هذه شيئا فشيئا , فتدفع الأسماك وتحاصرها باتجاه الشاطئ , ومن ثم تبدأ بصيد الأسماك المحاصرة في المياه الضحلة القريبة من الشاطئ، وذلك دونما مشاحنة أو تصارع فيما بينهم.
وأما علي صعيد الغاب فقد وجد أن الذئاب وأنواع أخرى من الكلاب البرية وفي بعض الأحيان الأسود تصيد في زمر ,أي في مجموعات, وتعمل الزمرة كفريق في صيد الحيوانات الكبيرة , حيث يكمن بعضها بالدغل , بينما يقوم بعضها الآخر بالإحاطة بالفريسة، ثم يطاردها باتجاه المجموعة الكامنة بين الحشائش الطويلة , والتي يمثل وجودها مفاجأة للفريسة الطريدة , فتتم عملية الانقضاض والصيد لهذه الفريسة.
و في أسيا يستعمل نوع من النمل طريقة وخطة ذكية للهجوم علي نوع من النحل من سلالة (ابيز فلوري) إذ يقوم النمل بالتجمع حول الخلية حتى يصبح كل شيء حول الخلية أسود من كثرة تعداد النمل وكأنه جيش يطوق الخلية ومن ثم يشن الهجوم الشامل , وهنا تبدأ النحلات الحارسات بمحاولة الدفاع عن الخلية , ولكن نظرا للتفوق العددي للنمل , فسرعان ما تنتهي المعركة بقتل الحارسات , ثم يدخل النمل إلى الخلية فيقتل الملكة ويستولي على كل شيء من نحل ميت ويرقات وعسل ليحمله إلى عشه.
ولمقاومة هذا الهجوم تقوم هذه السلالة من النحل باستعمال إستراتيجية خاصة للدفاع عن نفسها ,حيث يقوم النحل بوضع بقعا من العكبر اللزج حول مدخل الخلية , وعند اقتراب النمل من الخلية إذا به يلتصق بهذه البقع , وعندما تحاول النملات الأخريات المساعدة على تحرير النمل الملتصق تلتصق هي الأخرى , وهكذا حتى تصبح المنطقة سوداء من جثث النمل الميت , فيقوم النحل بتلطيخ هذه الأكوام من الجثث الملتصقة بالمزيد من العكبر اللزج ومع مرور الزمن تكبر هذه البقع حتى يصبح مدخل الخلية كفوهة بركانية غائرة بين هضاب العكبر المتصلب وأجساد النمل المحنطة ويتم استهلاك هذه الأكوام من قبل يرقات دودة الشمع لاحقا... هذه الأنماط السلوكية التي تبديها الحيوانات من اتحاد و تعاون وتكاتف وتكافل وتضحية تجعل المرء مندهشا ومتعجبا، فإذا كانت هذه الحيوانات الغير عاقلة قد استطاعت أن تعظم من قدراتها الدفاعية والهجومية عن طريق اتحادها وتوحدها فكيف بنا لا نلتفت ولا نعتبر إلي ما ضرب الله لنا به المثل في عالم الحيوان من قوة الوحدة والترابط والاتحاد والتعاون والتكاتف والتكافل فنجعل من ذلك منهج حياة نعتمده في حياتنا ومعاشنا ونطبقه سلوكا نحيا به في الأرض.
أيها الأحباب لقد آن الأوان أن نأخذ العبرة من الحيوان , لقد آن الأوان أن تتوحد الأمة الإسلامية لمجابهة أعدائها الذين أحاطوا بها من كل حدب وصوب يستلبون مقدراتها ويسفكون دماءها ويغتصبون أعراضها , لقد آن الأوان أن يكون لنا سوقنا الإسلامية المشتركة وان تتعاون الأمة في تعظيم إمكاناتها ومقدراتها الاقتصادية والتنموية.