رقة احساس
07-17-2014, 12:07 PM
الأسرار الخفية في أصغر طائرة جرثومية
http://m.quran-m.com/images/firas/1233003166580812.jpg
بقلم الأستاذ الدكتور نظمي خليل أبو العطا
أستاذ علوم النبات في جامعة عين شمس
دُعيَ خبير الطيران العالمي لمشاهدة أصغر طائرة جرثومية في العالم، فاندهش عندما شاهدها تقلع وتطير وتحلق وتناور وتهبط وتقلع ببراعة عجيبة في غرفة صغيره لا يزيد طولها عن المترين وعرضها المتر الواحد.
اقترب الخبير العالمي مندهشاً من الطائرة حتى أصبحت على بعد نصف متر منه، أخذ يدقق فيها فلم يتمكن من رؤية تراكيبها الخارجية بوضوح لدقتها وصغر حجمها، رآها تطير في خفة عجيبة وفي هدوء أعجب، حاول المختصون إسقاطها ولكنها ناورت وفلتت من قذائفهم وظلت تحلق في الجو في رشاقة عجيبة متحدية الرادارات والقذائف الموجهة.
قال الخبير العالمي: ما أعجب دقة هذه الطائرة !!، وما أبدع صانعها!!, إذ كيف استطاع صناعة هذين الجناحين الدقيقين الرقيقين ؟!, وكيف يتحركان ويمتدان, ويطويان فوق ظهر الطائرة بآلية وانسيابية عجيبة؟!!.
قالوا له: إن لها خزان وقود دقيق يوزع الوقود على جميع أجزاء الاحتراق الداخلية بشبكة توزيع دقيقة وعجيبة، ولها أجهزة استشعار أدق ركبت بعناية بالغة على جسمها الدقيق النحيل الذي لايزيد طوله عن مليمترات قليلة.
أخبروه أن تركيب هذه الطائرة الدقيقة أعجب من دقتها. فهي ذات جسم إنسيابي مفصلي مكون من ثلاث درجات، الأولى الدرجة الأمامية وبها الأجهزة الحساسة ففيه كشافا رؤيه وفيها أيضاً ثلاث عُيينات وبها خرطوماً ممتداً للخارج للتموين بالطاقة، علاوة على عُقد الإحساس الدقيقة التركيب، يليها الدرجة الثانية يعلوها جناحان كبيران رقيقان، وآخران صغيران دقيقان مهمتهما حفظ اتزان الطائرة ( ويسميان بدبوسيْ الاتزان )، وأسفل هذا الجزء يوجد ست عجلات قوية لأن هذه الطائرة أرضية، وهناك أنواع أخرى مائية وأنواع برمائية ثم يليها القسم الثالث بمحتوياته الداخلية المعقدة والدقيقة.
ويكيف جسم الطائرة جهاز تكيف دقيق ذاتِ كفاءة عالية جداً ينتشر في كل جزء من أجزاء الطائرة.
هذه الطائرة عندها صلاحية عالية للتحميل بآلاف القنابل الجرثومية الفتاكة المعبأة بجراثيم: شلل الأطفال، وبكتيريا الكوليرا، والجذام، والتدرن الرئوي (السل)، والتيفوئيد، والباراتيفوئيد، وجراثيم الاسهال، والرمد الصديدي.
ومن العجيب أن جسم هذه الطائرة يحمل قنابل مضادة لمفعول الجراثيم السابقة، حيث يحمل قنابل الفيروس ملتقم البكتيريا (البكتيريوفاج ) الذي يخترق جسم البكتيريا، ويتكاثر بالتضاعف داخلها ثم يفجرها ويحطمهما ويقضي عليهما.
ويستطيع المصنع أن يصنع من هذه الطائرة الدقيقة الصنع الآلاف، يمكن نشرها بسهولة في الشوارع والبيوت والمدارس والمصانع والمطارات، وهي تستطيع التسلل إلى المعسكرات والقواعد العسكرية والمطارات الحربية دون أن يرصدها الرادار وأجهزة الإنذار المبكر، وعندها المقدرة على الذهاب والإياب بسرعة عجيبة.
سأل الخبير العالمي عن الاسم العلمي لهذه الطائرة العجيبة فقالوا له: إنها الذبابة المنزلية Musca domestica vicina أكفأ طائرة جرثومية في العالم وهناك أنواع أخرى من طائفتها أصغر منها تنقل جراثيم الملاريا ومرض النوم، ولكن هذه الطائرة أشهرها, وأوسعها انتشاراً خاصة في دول العالم الثالث.
هذه الطائرة معجزة حاولت روسيا قديماً صنعها بكل قواها العلمية ففشلت، وكذلك يتحدى الله كل مصانع العالم، وخاصة المصانع الأمريكية والأوروبية أن يصنعوا مثلها.
هذه الطائرة مكتوب عنها في كتاب رب العالمين المعجز: ( يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ) الحج 73-74.
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين في تفسير الآيتين السابقتين من سورة الحج:
حقيق على كل عبد أن يستمع قلبه لهذا المثل ويتدبره حق تدبره فإنه يقطع مواد الشرك من قلبه.
وذلك أن المعبود أقل درجاته أن يقدر على إيجاد ما ينفع عابده وإعدام ما يضره، والآلهة التي يعبدها المشركون من دون الله لن يقدروا خلق الذباب، ولو اجتمعوا كلهم لخلقه، فكيف بما هو أكبر منه، بل لا يقدرون على الانتصار من الذباب إذا سلبهم شيئا مما عليهم من طيب ونحوه، فيستنفذوه منه، فلاهم قادرون على خلق الذباب الذي هو من أضعف الحيوانات، ولا على الانتصار منه، واسترجاع ما سلبهم إياه.
فلا أعجز من هذه الآلهه، ولا أضعف منها، فكيف يستحسن عاقل عبادتها من دون الله.
وهذا المثل من أبلغ ما أنزله الله سبحانه وتعالى في بطلان الشرك، وتجهيل أهله، وتقبيح عقولهم، والشهادة على أن الشيطان قد تلاعب بهم أعظم من تلاعب الصبيان بالكرة، حيث أعطوا الآلهة التي من بعض لوازمها القدرة على جميع المقدورات، والإحاطة بجميع المعلومات، والغنى عن جميع المخلوقات، وأن يصمد الرب في جميع الحاجات، وتفريج الكريات، وإغاثة اللهفان، وإجابة الدعوات، فأعطوها لصور وتماثيل يمتنع عليها القدرة على أقل مخلوقات الإله الحق، وأذلها وأصغرها وأحقرها. ولو اجتمعوا لذلك وتعاونوا عليه.
وأدل من ذلك على عجزهم وانتفاء آلهتهم، أن هذا الخلق الأقل الأذل والعاجز والضعيف لو اختطف منهم شيئاً واستلبه فاجتمعوا أن يستنقذوه منه لعجزوا عن ذلك ولم يقدروا عليه.
ثم سوى بين العابد والمعبود في الضعف والعجز بقوله ( ضعف الطالب والمطلوب ).
قيل: الطالب: العابد، والمطلوب: المعبود فهو عاجز متعلق بعاجز.
وقيل هي تسوية بين السالب والمسلوب منه وهو تسوية بين الإله والذباب في الضعف والعجز.
وعلى هذا فقيل: الطالب الإِله الباطل، والمطلوب الذباب يطلب منه ما استلبه منه.
وقيل: الطالب الذباب، والمطلوب الإله فالذباب يطلب منه ما يأخذه مما عليه.
والصحيح: أن اللفظ يتناول الجميع، فضعف العابد والمعبود والمستسلب.
فمن جعل هذا إلهاً مع القوي العزيز، فما قدر الله حق قدره، ولا عرفه حق معرفته ولا عظمه حق عظمته.
عندما شاهد أحد العقلاء أحد أنواع تلك الطائرات الدقيقة قال:
يا من يرى مد البعوض جناحه في ظلـمة الليل البهيم الأليل
ويرى منـاط عروقه في نحره والمخ من تلك العروق النحـل
ويرى خرير الدم في أوصاله متنقلاً من مفـصل في مفصل
ويرى ويسمع حس ما هو دونها في قـاع بحر مظلم متهـول
هذا الشاعر العربي المؤمن يرى بنور الله، بنور العلم والبصيره، أما العلمانيون الدنيويون فيرون في ذكر هذه الحشرات في السنة النبوية المطهرة والقرآن الكريم فتنه ومجالا للارجاف والتشكيك في قدرة الله وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد شاء الله أن يتحدى عقول العلمانيين والمرجفين خاصة في الديار الإسلامية بالذباب، ويختبر عقولهم وعلمهم ونفسيتهم، فأورد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث النبوي الصحيح الذي رواه البخاري عن الداء في جناح الذبابة والدواء في الجناح الآخر وهنا انقسم الناس إلى فرق منها:
العَلماني المتربص بدين الله وجدها فرصته لضرب السنة والبخاري فحاول التشكيك في هذا الحديث، ولا يترك مناسبة إلا ويتحدث عنه بتشكيك وإرجاف عجيب.
وهناك من سلَم بالحديث بعد تأكده من صحته ووروده في أصح الكتب بعد القرآن الكريم عند أهل السنة والجماعة والذي تلقته الأمه بالقبول طوال الفترة السابقة.
وهناك من قام بالتحقق العلمي من صحة الحديث عملياً، وأثبت أن الذباب يحمل الداء كما قلنا سابقا, ويحمل الفيروس الملتقم للبكتيريا الممرضة على جسم الذبابة وأجنحتها.
ومع كل ذلك ستظل الذبابة من أعظم وأصغر الطائرات الجرثومية التي عرفتها البشرية.
وسيظل حديث الذبابة في البخاري يشهد على علمية هذا الدين وسبقه الحضاري والعلمي ولا يفهم هذا الأمر إلا من تخصص في مجال الكائنات الحية الدقيقة، وأجرى التجارب العلمية على البكتيريا والفيروس ملتقم البكتيريا (البكتيريوفاج )، وكا قال الله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ )البقرة26.
فالفاسقون: عندما يسمعون هذه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لايرون ما فيها من قدره وعظمه ويرونها مخلوقات تافهة بعقولهم القاصرة فيضلوا عن سبيل الله.
والعالمون: عندما يسمعون هذه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية يتدبرونها ويدرسونها فيرون ما فيها من قدرة وعظمة فيعلمون إنها مخلوقات عظيمه، فيهتدون إلى الصراط المستقيم.
فهي آيات للهداية للعالمين، وللضلال للفاسقين
http://m.quran-m.com/images/firas/1233003166580812.jpg
بقلم الأستاذ الدكتور نظمي خليل أبو العطا
أستاذ علوم النبات في جامعة عين شمس
دُعيَ خبير الطيران العالمي لمشاهدة أصغر طائرة جرثومية في العالم، فاندهش عندما شاهدها تقلع وتطير وتحلق وتناور وتهبط وتقلع ببراعة عجيبة في غرفة صغيره لا يزيد طولها عن المترين وعرضها المتر الواحد.
اقترب الخبير العالمي مندهشاً من الطائرة حتى أصبحت على بعد نصف متر منه، أخذ يدقق فيها فلم يتمكن من رؤية تراكيبها الخارجية بوضوح لدقتها وصغر حجمها، رآها تطير في خفة عجيبة وفي هدوء أعجب، حاول المختصون إسقاطها ولكنها ناورت وفلتت من قذائفهم وظلت تحلق في الجو في رشاقة عجيبة متحدية الرادارات والقذائف الموجهة.
قال الخبير العالمي: ما أعجب دقة هذه الطائرة !!، وما أبدع صانعها!!, إذ كيف استطاع صناعة هذين الجناحين الدقيقين الرقيقين ؟!, وكيف يتحركان ويمتدان, ويطويان فوق ظهر الطائرة بآلية وانسيابية عجيبة؟!!.
قالوا له: إن لها خزان وقود دقيق يوزع الوقود على جميع أجزاء الاحتراق الداخلية بشبكة توزيع دقيقة وعجيبة، ولها أجهزة استشعار أدق ركبت بعناية بالغة على جسمها الدقيق النحيل الذي لايزيد طوله عن مليمترات قليلة.
أخبروه أن تركيب هذه الطائرة الدقيقة أعجب من دقتها. فهي ذات جسم إنسيابي مفصلي مكون من ثلاث درجات، الأولى الدرجة الأمامية وبها الأجهزة الحساسة ففيه كشافا رؤيه وفيها أيضاً ثلاث عُيينات وبها خرطوماً ممتداً للخارج للتموين بالطاقة، علاوة على عُقد الإحساس الدقيقة التركيب، يليها الدرجة الثانية يعلوها جناحان كبيران رقيقان، وآخران صغيران دقيقان مهمتهما حفظ اتزان الطائرة ( ويسميان بدبوسيْ الاتزان )، وأسفل هذا الجزء يوجد ست عجلات قوية لأن هذه الطائرة أرضية، وهناك أنواع أخرى مائية وأنواع برمائية ثم يليها القسم الثالث بمحتوياته الداخلية المعقدة والدقيقة.
ويكيف جسم الطائرة جهاز تكيف دقيق ذاتِ كفاءة عالية جداً ينتشر في كل جزء من أجزاء الطائرة.
هذه الطائرة عندها صلاحية عالية للتحميل بآلاف القنابل الجرثومية الفتاكة المعبأة بجراثيم: شلل الأطفال، وبكتيريا الكوليرا، والجذام، والتدرن الرئوي (السل)، والتيفوئيد، والباراتيفوئيد، وجراثيم الاسهال، والرمد الصديدي.
ومن العجيب أن جسم هذه الطائرة يحمل قنابل مضادة لمفعول الجراثيم السابقة، حيث يحمل قنابل الفيروس ملتقم البكتيريا (البكتيريوفاج ) الذي يخترق جسم البكتيريا، ويتكاثر بالتضاعف داخلها ثم يفجرها ويحطمهما ويقضي عليهما.
ويستطيع المصنع أن يصنع من هذه الطائرة الدقيقة الصنع الآلاف، يمكن نشرها بسهولة في الشوارع والبيوت والمدارس والمصانع والمطارات، وهي تستطيع التسلل إلى المعسكرات والقواعد العسكرية والمطارات الحربية دون أن يرصدها الرادار وأجهزة الإنذار المبكر، وعندها المقدرة على الذهاب والإياب بسرعة عجيبة.
سأل الخبير العالمي عن الاسم العلمي لهذه الطائرة العجيبة فقالوا له: إنها الذبابة المنزلية Musca domestica vicina أكفأ طائرة جرثومية في العالم وهناك أنواع أخرى من طائفتها أصغر منها تنقل جراثيم الملاريا ومرض النوم، ولكن هذه الطائرة أشهرها, وأوسعها انتشاراً خاصة في دول العالم الثالث.
هذه الطائرة معجزة حاولت روسيا قديماً صنعها بكل قواها العلمية ففشلت، وكذلك يتحدى الله كل مصانع العالم، وخاصة المصانع الأمريكية والأوروبية أن يصنعوا مثلها.
هذه الطائرة مكتوب عنها في كتاب رب العالمين المعجز: ( يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ) الحج 73-74.
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين في تفسير الآيتين السابقتين من سورة الحج:
حقيق على كل عبد أن يستمع قلبه لهذا المثل ويتدبره حق تدبره فإنه يقطع مواد الشرك من قلبه.
وذلك أن المعبود أقل درجاته أن يقدر على إيجاد ما ينفع عابده وإعدام ما يضره، والآلهة التي يعبدها المشركون من دون الله لن يقدروا خلق الذباب، ولو اجتمعوا كلهم لخلقه، فكيف بما هو أكبر منه، بل لا يقدرون على الانتصار من الذباب إذا سلبهم شيئا مما عليهم من طيب ونحوه، فيستنفذوه منه، فلاهم قادرون على خلق الذباب الذي هو من أضعف الحيوانات، ولا على الانتصار منه، واسترجاع ما سلبهم إياه.
فلا أعجز من هذه الآلهه، ولا أضعف منها، فكيف يستحسن عاقل عبادتها من دون الله.
وهذا المثل من أبلغ ما أنزله الله سبحانه وتعالى في بطلان الشرك، وتجهيل أهله، وتقبيح عقولهم، والشهادة على أن الشيطان قد تلاعب بهم أعظم من تلاعب الصبيان بالكرة، حيث أعطوا الآلهة التي من بعض لوازمها القدرة على جميع المقدورات، والإحاطة بجميع المعلومات، والغنى عن جميع المخلوقات، وأن يصمد الرب في جميع الحاجات، وتفريج الكريات، وإغاثة اللهفان، وإجابة الدعوات، فأعطوها لصور وتماثيل يمتنع عليها القدرة على أقل مخلوقات الإله الحق، وأذلها وأصغرها وأحقرها. ولو اجتمعوا لذلك وتعاونوا عليه.
وأدل من ذلك على عجزهم وانتفاء آلهتهم، أن هذا الخلق الأقل الأذل والعاجز والضعيف لو اختطف منهم شيئاً واستلبه فاجتمعوا أن يستنقذوه منه لعجزوا عن ذلك ولم يقدروا عليه.
ثم سوى بين العابد والمعبود في الضعف والعجز بقوله ( ضعف الطالب والمطلوب ).
قيل: الطالب: العابد، والمطلوب: المعبود فهو عاجز متعلق بعاجز.
وقيل هي تسوية بين السالب والمسلوب منه وهو تسوية بين الإله والذباب في الضعف والعجز.
وعلى هذا فقيل: الطالب الإِله الباطل، والمطلوب الذباب يطلب منه ما استلبه منه.
وقيل: الطالب الذباب، والمطلوب الإله فالذباب يطلب منه ما يأخذه مما عليه.
والصحيح: أن اللفظ يتناول الجميع، فضعف العابد والمعبود والمستسلب.
فمن جعل هذا إلهاً مع القوي العزيز، فما قدر الله حق قدره، ولا عرفه حق معرفته ولا عظمه حق عظمته.
عندما شاهد أحد العقلاء أحد أنواع تلك الطائرات الدقيقة قال:
يا من يرى مد البعوض جناحه في ظلـمة الليل البهيم الأليل
ويرى منـاط عروقه في نحره والمخ من تلك العروق النحـل
ويرى خرير الدم في أوصاله متنقلاً من مفـصل في مفصل
ويرى ويسمع حس ما هو دونها في قـاع بحر مظلم متهـول
هذا الشاعر العربي المؤمن يرى بنور الله، بنور العلم والبصيره، أما العلمانيون الدنيويون فيرون في ذكر هذه الحشرات في السنة النبوية المطهرة والقرآن الكريم فتنه ومجالا للارجاف والتشكيك في قدرة الله وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد شاء الله أن يتحدى عقول العلمانيين والمرجفين خاصة في الديار الإسلامية بالذباب، ويختبر عقولهم وعلمهم ونفسيتهم، فأورد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث النبوي الصحيح الذي رواه البخاري عن الداء في جناح الذبابة والدواء في الجناح الآخر وهنا انقسم الناس إلى فرق منها:
العَلماني المتربص بدين الله وجدها فرصته لضرب السنة والبخاري فحاول التشكيك في هذا الحديث، ولا يترك مناسبة إلا ويتحدث عنه بتشكيك وإرجاف عجيب.
وهناك من سلَم بالحديث بعد تأكده من صحته ووروده في أصح الكتب بعد القرآن الكريم عند أهل السنة والجماعة والذي تلقته الأمه بالقبول طوال الفترة السابقة.
وهناك من قام بالتحقق العلمي من صحة الحديث عملياً، وأثبت أن الذباب يحمل الداء كما قلنا سابقا, ويحمل الفيروس الملتقم للبكتيريا الممرضة على جسم الذبابة وأجنحتها.
ومع كل ذلك ستظل الذبابة من أعظم وأصغر الطائرات الجرثومية التي عرفتها البشرية.
وسيظل حديث الذبابة في البخاري يشهد على علمية هذا الدين وسبقه الحضاري والعلمي ولا يفهم هذا الأمر إلا من تخصص في مجال الكائنات الحية الدقيقة، وأجرى التجارب العلمية على البكتيريا والفيروس ملتقم البكتيريا (البكتيريوفاج )، وكا قال الله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ )البقرة26.
فالفاسقون: عندما يسمعون هذه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لايرون ما فيها من قدره وعظمه ويرونها مخلوقات تافهة بعقولهم القاصرة فيضلوا عن سبيل الله.
والعالمون: عندما يسمعون هذه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية يتدبرونها ويدرسونها فيرون ما فيها من قدرة وعظمة فيعلمون إنها مخلوقات عظيمه، فيهتدون إلى الصراط المستقيم.
فهي آيات للهداية للعالمين، وللضلال للفاسقين