رقة احساس
07-20-2014, 03:33 AM
][السعـــادة .. عبد الرحمن السديس.. ][
ملخص الخطبة
1- الإقبال على الله سبب لانشراح الصدور. 2- الإعراض عن الله شقاء. 3- من أبواب الخير نفع المخلوقين وهي سبب للسعادة في الدارين. 4- السعادة لا تكون بمجرد الاستمتاع بالشهوات. 5- سعادة الصالحين على قلة من الدنيا. 6- عناوين السعادة كما أوضحها http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com).
الخطبة الأولى
أما بعد: فاتقوا الله تعالى، واعلموا أن سعادة الدنيا والآخرة بصلاح القلوب وانشراحها وزوال همومها وأتراحها، فالزموا طاعة الله وطاعة رسوله تدركوا هذا المطلوب، واذكروا الله كثيرًا، ألا بذكر الله تطمئن القلوب، واعلموا أن الإقبال على الله رغبةً ورهبة وإنابة في جميع النوائب والحالات أعظم الأسباب لانشراح الصدور وطمأنينة النفوس وإدراك الغايات، وأن الإعراض عن الله والانكباب على الشهوات نار تلظى في القلوب وخسران وحسرات، وأن السعي في طلب العلم النافع مع النية الصادقة من أكبر الطاعات وبها تزول التبعات والجهالات والأمور المعضلات، وأن تنويع العبد في السعي في نفع المخلوقين في قوله وفعله وماله وجاهه يصلح الله به أموره في الدنيا والدين، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا وفي الآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن تواضع لله رفعه، ومن تكبر عليه أو على الخلق وضعه، ومن عفا وسامح سامحه الله، ومن تتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته وفضحه، ومن ستر عيوب الخلق كفّ الله عن عرضه، ومن تقرب إلى الله تقرب الله منه، ومن أعرض عن الله أعرض الله عنه، والجزاء من جنس العمل، وما ربّك بظلام للعبيد.
لا تحسبن الحياة الطيبة مجرّد التمتع بالشهوات ولا الإكثار من عرض الدنيا وتشييد المنازل المزخرفات، وإنما الحياة الطيبة راحة القلوب وطمأنينتها والقناعة التامة برزق الله وسرورها بذكر الله وبهجتها وانطباعها بمكارم الأخلاق وانشراح الصدور وسعتها، لا حياة طيبة لغير الطائعين، ولا لذة حقيقيّة لغير الذاكرين، ولا راحة ولا طمأنينة قَلبٍ لغير المكتفين برزق الله القانعين، ولا نعيمًا صحيحًا لغير أهل الخلق الجميل والمحسنين، لقد قال أمثال هؤلاء الأخيار: "لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من لذة الأنس بالله لجالدونا عليه بالسيوف، ولو ذاق أرباب الدنيا ما ذقناه من حلاوة الطاعة لغبطونا وزاحمونا عليه".
ما ظنّك بمن يمسي ويصبح ليس له هم سوى طاعة مولاه، ولا يخشى ولا يرجو ولا يتعلّق بأحد سواه؟! إن أعطي شكر، وإن منع صبر، وإن أذنب استغفر وتاب مما جناه، هذا والله النعيم الذي من فاته فهو المغبون، وهذه الحياة الطيبة التي لمثلها فليعمل العاملون، أيّ نعيم لمن قلبه يغلي بالخطايا والشهوات؟! وأي سرور لمن يلتهب فؤاده بحب الدنيا وهو ملآن من الحسرات؟! وأي راحة لمن فاته عيش القانعين؟! وأي حياة لمن تعلق قلبه بالمخلوقين؟! وأي عاقبة وفلاح لمن انقطع عن رب العالمين ومع ذلك يرجو العقبى وثواب العاملين؟! تالله لقد فاز الموفّقون بعزّ الدنيا والآخرة، ورجع أهل الدناءة بالصفقة الخاسرة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif (http://forums.roro44.com)مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif (http://forums.roro44.com) [النحل: 97].
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم
ملخص الخطبة
1- الإقبال على الله سبب لانشراح الصدور. 2- الإعراض عن الله شقاء. 3- من أبواب الخير نفع المخلوقين وهي سبب للسعادة في الدارين. 4- السعادة لا تكون بمجرد الاستمتاع بالشهوات. 5- سعادة الصالحين على قلة من الدنيا. 6- عناوين السعادة كما أوضحها http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif (http://forums.roro44.com).
الخطبة الأولى
أما بعد: فاتقوا الله تعالى، واعلموا أن سعادة الدنيا والآخرة بصلاح القلوب وانشراحها وزوال همومها وأتراحها، فالزموا طاعة الله وطاعة رسوله تدركوا هذا المطلوب، واذكروا الله كثيرًا، ألا بذكر الله تطمئن القلوب، واعلموا أن الإقبال على الله رغبةً ورهبة وإنابة في جميع النوائب والحالات أعظم الأسباب لانشراح الصدور وطمأنينة النفوس وإدراك الغايات، وأن الإعراض عن الله والانكباب على الشهوات نار تلظى في القلوب وخسران وحسرات، وأن السعي في طلب العلم النافع مع النية الصادقة من أكبر الطاعات وبها تزول التبعات والجهالات والأمور المعضلات، وأن تنويع العبد في السعي في نفع المخلوقين في قوله وفعله وماله وجاهه يصلح الله به أموره في الدنيا والدين، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا وفي الآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن تواضع لله رفعه، ومن تكبر عليه أو على الخلق وضعه، ومن عفا وسامح سامحه الله، ومن تتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته وفضحه، ومن ستر عيوب الخلق كفّ الله عن عرضه، ومن تقرب إلى الله تقرب الله منه، ومن أعرض عن الله أعرض الله عنه، والجزاء من جنس العمل، وما ربّك بظلام للعبيد.
لا تحسبن الحياة الطيبة مجرّد التمتع بالشهوات ولا الإكثار من عرض الدنيا وتشييد المنازل المزخرفات، وإنما الحياة الطيبة راحة القلوب وطمأنينتها والقناعة التامة برزق الله وسرورها بذكر الله وبهجتها وانطباعها بمكارم الأخلاق وانشراح الصدور وسعتها، لا حياة طيبة لغير الطائعين، ولا لذة حقيقيّة لغير الذاكرين، ولا راحة ولا طمأنينة قَلبٍ لغير المكتفين برزق الله القانعين، ولا نعيمًا صحيحًا لغير أهل الخلق الجميل والمحسنين، لقد قال أمثال هؤلاء الأخيار: "لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من لذة الأنس بالله لجالدونا عليه بالسيوف، ولو ذاق أرباب الدنيا ما ذقناه من حلاوة الطاعة لغبطونا وزاحمونا عليه".
ما ظنّك بمن يمسي ويصبح ليس له هم سوى طاعة مولاه، ولا يخشى ولا يرجو ولا يتعلّق بأحد سواه؟! إن أعطي شكر، وإن منع صبر، وإن أذنب استغفر وتاب مما جناه، هذا والله النعيم الذي من فاته فهو المغبون، وهذه الحياة الطيبة التي لمثلها فليعمل العاملون، أيّ نعيم لمن قلبه يغلي بالخطايا والشهوات؟! وأي سرور لمن يلتهب فؤاده بحب الدنيا وهو ملآن من الحسرات؟! وأي راحة لمن فاته عيش القانعين؟! وأي حياة لمن تعلق قلبه بالمخلوقين؟! وأي عاقبة وفلاح لمن انقطع عن رب العالمين ومع ذلك يرجو العقبى وثواب العاملين؟! تالله لقد فاز الموفّقون بعزّ الدنيا والآخرة، ورجع أهل الدناءة بالصفقة الخاسرة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif (http://forums.roro44.com)مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif (http://forums.roro44.com) [النحل: 97].
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم