مشاهدة النسخة كاملة : اروع قصائد الشاعر ابن زيدون
رقة احساس
07-31-2014, 02:45 PM
394 - 463 هـ / 1003 - 1070 م
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد.
وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.
فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.
ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.
وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.
ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.
وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.
رقة احساس
07-31-2014, 02:46 PM
أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا
أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،
وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا
حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ،
حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا
بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدّهرًُ آمينَا
فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسـِنَا؛
وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَـى تَفَرّقُنا،
فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا
يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم،
هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا
لم نعتقدْ بعـدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ
رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا
ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ
بِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا
كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه،
وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا
بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَــا
شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا
نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنــا،
يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا
حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنــا، فغَدَتْ
سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا
إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛
وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا
وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية ً
قِطَافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا
ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما
كنتم لأروَاحِنَا إلاّ رَياحينَا
لا تَحْسَـبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا؛
أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!
وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلا
مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا
يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به
مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا
وَاسـألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا
إلفاً، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا؟
وَيَا نسيمَ الصَّـبَا بلّغْ تحيّتَنَا
مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا
فهلْ أرى الدّهرَ يقضينا مساعفَة ً
مِنْهُ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا
رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ
مِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا
أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوجهُ
مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا
إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيّة ً،
تُومُ العُقُودِ، وَأدمتَهُ البُرَى لِينَا
كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته،
بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا
كأنّما أثبتَتْ، في صَحنِ وجنتِهِ،
زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا
ما ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءه شرَفاً،
وَفي المَوَدّة ِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟
يا رَوْضَة ً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا
وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غضّاً، وَنَسْرِينَا
ويَا حياة ً تملّيْنَا، بزهرَتِهَا،
مُنى ً ضروبَاً، ولذّاتٍ أفانينَا
ويَا نعِيماً خطرْنَا، مِنْ غَضارَتِهِ،
في وَشْيِ نُعْمَى ، سحَبنا ذَيلَه حينَا
لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَة ً
؛ وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا
إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَة ٍ،
فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا
يا جنّة َ الخلدِ أُبدِلنا، بسدرَتِها
والكوثرِ العذبِ، زقّوماً وغسلينَا
كأنّنَا لم نبِتْ، والوصلُ ثالثُنَا،
وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا
إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْ
في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا
سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا،
حتى يكادَ لسانُ الصّبحِ يفشينَا
لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ
عنهُ النُّهَى ، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا
إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَاً
مَكتوبَة ً، وَأخَذْنَا الصّبرَ يكفينا
أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ
شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا
لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ
سالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا
وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ،
لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا
نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ، مُشَعْشَعَة ً،
فِينا الشَّمُولُ، وغنَّانَا مُغنّينَا
لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا
سِيّما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا
دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظة ً،
فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا
فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا
وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا
وَلَوْ صبَا نحوَنَا، من عُلوِ مطلعه،
بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا
أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً،
فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا
وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ بهِ
بيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولينَا
إليكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ
صَبَابَة ٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا
رقة احساس
07-31-2014, 02:47 PM
وَضَحَ الحقُّ المبينُ؛
وَضَحَ الحقُّ المبينُ؛=وَنَفَى الشّكَّ اليَقيِنُ
وَرَأى الأعْداءُ مَا غَرَّتْ=هُمُ منهُ الظّنونُ
أمّلُوا ما لَيْسَ يُمْنَى ؛=وَرَجَوْا مَا لا يَكُونُو
تمنّوءا أنْ يخونَ الــعَ=هدَ مَوْلًى لا يَخُونُ
فإذا الغيبُ سليمٌ،=وإذا الودُّ مصونُ!
قُل لمَنْ دانَ بهَجْرِي،=وَهَوَاهُ ليَ دِينُيا جَوَاداً بيَ!
إنّيبِكَ، واللَّهِ، ضَنِينُ=أرخصَ الحبُّ فؤاديلكَ،
والعلقُ ثمينُيا هلالاً!= تترَاءاهُ نفوسٌ، لا عيونُ
عَجَباً للقَلِبِ يَقْسُو=مِنْكَ،وَالقَدّ يَلِينُ
مَا الّذي ضرَّكَ لوْ سُـ=ـرّ بِمَرْآكَ الحَزِينُ
وَتَلَطّفَتْ لِصَبٍّ،=حينُهُ فيكَ يحينُ
فوجوهُ الّلفظِ شتّى ،=وَالمَعَاذِيرُ فُنُونُ
رقة احساس
07-31-2014, 02:47 PM
علامَ صرمتَ حبلكَ من وصولِ؛
علامَ صرمتَ حبلكَ من وصولِ؛=فديْتُكَ، واعتززْتُ على ذليلِ؟
وَفِيمَ أنِفْتَ مِنْ تَعْلِيلٍ صَبٍّ،=صَحيحِ الوُدّ، ذي جسْمٍ عَلِيلِ؟
فَهَلاّ عُدْتَني، إذْ لَمْ تُعَوَّدْ=بشَخصِكَ، بالكتابِ أوِ الرّسُولِ؟
لقدْ أعيَا تلوّنُكَ احتيَالي،=وَهَلْ يُعني احْتِيالٌ في مَلُولِ؟
رقة احساس
07-31-2014, 02:48 PM
أحِينَ عَلِمْتَ حَظّكَ من وِدادي؛
أحِينَ عَلِمْتَ حَظّكَ من وِدادي؛=وَلَمْ تَجْهَلْ مَحَلّكَ منْ فُؤادِي
وَقادَنِي الهَوى ، فانقَدْتُ طَوْعاً،=وَمَا مَكّنْتُ غَيرَكَ مِنْ قِيَادِي
رضيتَ ليَ السّقامَ لباسَ جسْمٍ،=كَحَلْتُ الطَّرْفَ مِنْهُ بِالسُّهَادِ
أجِلْ عينَيْكَ في أسطارِ كتبي،=تجدْ دمْعي مزَاجاً للمِدادِ
فدَيْتُكَ ! إنّني قدْ ذابَ قلْبي=مِنَ الشّكْوَى إلى قَلْبٍ جَمَادِ
رقة احساس
07-31-2014, 02:49 PM
إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء، مشتاقا
إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء، مشتاقا، *** والأفقُ طلقٌ ومرْأى الأرض قد راقَا
وَللنّسيمِ اعْتِلالٌ، في أصائِلِهِ، *** كأنهُ رَقّ لي، فاعْتَلّ إشْفَاقَا
والرّوضُ، عن مائِه الفضّيّ، مبتسمٌ، *** كما شقَقتَ، عنِ اللَّبّاتِ، أطواقَا
يَوْمٌ، كأيّامِ لَذّاتٍ لَنَا انصرَمتْ، **** بتْنَا لها، حينَ نامَ الدّهرُ، سرّاقَا
نلهُو بما يستميلُ العينَ من زهرٍ *** جالَ النّدَى فيهِ، حتى مالَ أعناقَا
كَأنّ أعْيُنَهُ، إذْ عايَنَتْ أرَقى ، *** بَكَتْ لِما بي، فجالَ الدّمعُ رَقَرَاقَا
وردٌ تألّقَ، في ضاحي منابتِهِ، *** فازْدادَ منهُ الضّحى ، في العينِ، إشراقَ
اسرى ينافحُهُ نيلوفرٌ عبقٌ، *** وَسْنَانُ نَبّهَ مِنْهُ الصّبْحُ أحْدَاقَا
كلٌّ يهيجُ لنَا ذكرَى تشوّقِنَا *** إليكِ، لم يعدُ عنها الصّدرُ أن ضاقَا
لا سكّنَ اللهُ قلباً عقّ ذكرَكُمُ *** فلم يطرْ، بجناحِ الشّوقِ، خفّاقَا
لوْ شاء حَملي نَسيمُ الصّبحِ حينَ سرَى *** وافاكُمُ بفتى ً أضناهُ ما لاقَى
لوْ كَانَ وَفّى المُنى ، في جَمعِنَا بكمُ، *** لكانَ منْ أكرمِ الأيّامِ أخلاقَا
يا علقيَ الأخطرَ، الأسنى ، الحبيبَ إلى *** نَفسي، إذا ما اقتنَى الأحبابُ أعلاقَا
كان التَّجاري بمَحض الوُدّ، مذ زمَن، *** ميدانَ أنسٍ، جريْنَا فيهِ أطلاقَا
فالآنَ، أحمدَ ما كنّا لعهدِكُمُ، *** سلوْتُمُ، وبقينَا نحنُ عشّاقَا!
رقة احساس
07-31-2014, 02:49 PM
يا مُخجلَ الغُصُنِ الفَينانِ إن خطَرَا؛
يا مُخجلَ الغُصُنِ الفَينانِ إن خطَرَا؛=وفاضِحَ الرَّشإِ الوسنانِ إنْ نظَرَا
يَفديكَ مي مُحِبٌّ، شأنُهُ عَجَبٌ،=ما جئتَ بالذّنبِ إلاّ جاء معتذِرَا
لم يُنجني منكَ ما استشعرْتُ من حَذَرٍ؛=هيهاتَ كيدُ الهوَى يستهلِكُ الحذرَا
ما كانَ حبُّكَ إلاّ فتنة ً قدرَتْ؛=هلْ يستطيعُ الفتى أن يدفعَ القدرَا ؟
رقة احساس
07-31-2014, 02:50 PM
أجِدُّ، وَمَن أهوَاهُ، في الحُبّ، عابثُ؛
( ابن زيدون )
.....
...
..
.
أجِدُّ، وَمَن أهوَاهُ، في الحُبّ، عابثُ؛
وأوفي له بالعهدِ، إذْ هوَ ناكثُ
حَبيبٌ نأى عني، مَعَ القُرْبِ وَالأسَى ،
مقيمٌ له، في مضمرِ القلبِ، ماكثُ
جفاني بإلطافِ العِدَا، وأزالَهُ،
عنِ الوصلِ، رأيٌ في القطيعة ِ حادثُ
تغيّرْتَ عن عهدي، وما زلتُ واثقاً
بعهدكَ، لكنْ غيّرتْكَ الحوادثُ
وَما كنت، إذْ مَلّكتُكَ القلبَ، عالِماً
بأنّيَ، عَنْ حَتْفي، بكَفّيَ باحثُ
فديتُكَ، إنّ الشّوقَ لي مذ هجرْتني
مميتٌ فهلْ لي من وصالكَ باعثُ؟
ستبلَى اللّيَالي، والودادُ بحالِهِ
جَديدٌ وتَفنى وَهْوَ للأرْضِ وَارِثُ
ولوْ أنّني أقسمتُ: أنّكَ قاتِلي،
وأنّي مقتولٌ، لمَا قيلَ: حانثُ
رقة احساس
07-31-2014, 02:51 PM
أذكرْتني سالفَ العيشِ، الذي طابا،
( ابن زيدون )
أذكرْتني سالفَ العيشِ، الذي طابا،
يا ليتَ غائبَ ذاكَ العهدِ قدْ آبَا
إذْ نحنُ في روضة ٍ، للوصلِ، نعّمَها،
منَ السّرورِ، غمامٌ، فوقَها صابا
إني لأعجبُ منْ شوقٍ يطاولُني،
فكلّما قيلَ فيهِ: قَد قضَى ، ثَابَا
كمْ نظرة ٍ لكَ في عيني علمتَ بها،
يَوْمَ الزّيارَة ِ، أنّ القَلبَ قَدْ ذَابَا
قلبٌ يطيلُ مقاماتي لطاعتِكُمْ،
فإنْ أكلّفْهُ عنكُمْ سلوة ً يَابَى
ما تَوْبَتي بنَصُوحٍ، مِنْ مَحَبّتِكُمْ،
لا عَذّبَ اللَّه، إلاّ عَاشِقاً تَابَا
رقة احساس
07-31-2014, 02:51 PM
ثِقي بي، يا مُعَذِّبَتي، فإنّي
ابن زيدون
ثِقي بي، يا مُعَذِّبَتي، فإنّي
سأحْفَظُ فِيكِ ما ضَيّعْتِ مِنّي
وَإنْ أصْبَحْتِ، قد أرْضَيتِ قَوْماً
بسخْطي، لم يكنْ ذا فيكِ ظنّي
وَهَلْ قَلْبٌ كقلبِكِ في ضُلُوعي،
فأسلو عنكِ، حينَ سَلَوْتِ عَنّي؟
تمنّتْ، أنْ تنالَ رضاكِ، نفسِي،
فكانَ، منيّة ً، ذاكَ التّمنّي
ولمْ أجنِ الذّنوبَ فتحقدِيهَا،
ولكنْ عادة ٌ منكِ التّجنّي
رقة احساس
07-31-2014, 02:52 PM
أصخْ لمقالَتي، واسمعْ؛
ابن زيدون
أصخْ لمقالَتي، واسمعْ؛
.....وخذْ، فيما ترَى ، أوْ دعْ
وأقصِرْ، بعدَها، أو زدْ؛
.....وَطِرْ، في إثْرِهَا، أوْقَعْ
ألمْ تعلمْ بأنّ الدّهْـ
.......ـرَ يُعطي، بعدَما يَمْنعْ؟
وأنّ السّعيَ قدْ يكدي؛
.........وأنّ الظّنّ قدْ يخدَعْ؟
وكمْ ضرّ امرَأً أمرٌ،
......تَوَهّمَ أنّهُ يَنْفَعْ؟
فإنْ يُجْدِبْ، مِنَ الدّنْيا،
........جَنابٌ طَالَما أمْرَعْ
فَما إنْ غاضَ لي صَبْرٌ؛
......وما إنْ فاضَ لي مَدْمَعْ
وكائنْ رامَتِ الأيّا
.............مُ تَرْوِيعي، فَلَمْ أرْتَعْ
إذا صابَتْنِي الجُلّى ،
...........تجلّتْ عنْ فتى ً أروعْ
على ما فاتَ لا يأسَى ؛
...........وممّا نابَ لا يجزعْ
تَدِبّ إليّ، ما تَألُو،
............عقاربُ ما تني تلسعْ
كأنّا لمْ ؤُالِفْنَا
..........زمانٌ ليّنُ الأخدَعْ
إذِ الدّنْيَا، متى نقتَدْ
...........أبيَّ سرورِها يتبعْ
وإذْ للحظّ إقبالٌ؛
........وإذْ في العيشِ مستمتعْ
وإذْ أوْتارُنَا تَهْفو؛
...........وإذْ أقداحُنَا تترَعْ
وأوطارُ المُنى تقضَى ؛
........وأسْبابُ الهَوى تَشْفَعْ
فمنْ أدمانة ٍ تعطُو؛
..........ومنْ قمريّة ٍ تسجعْ
أعدْ نظراً، فإنّ البغْـ
..........ـيَ مِمّا لَمْ يَزَلْ يَصْرَعْ
وَلا تُطِعِ الّتي تُغْوِيـ
..........ـكَ، فَهْيَ لِغَيّهِمْ أطْوَعْ
تَقَبّلْ إنْ أتَى خَطْبٌ،
.....وَأنْفُ الفَحْلِ لا يُقْرَعْ
ولا تكُ منكَ تلكَ الدّا
.......رُ بِالمَرْأى ، وَلا المَسْمَعْ
فإنّ قصارَكَ الدّهْليـ
.......ـزُ، حِينَ سِوَاكَ في المَضْجَعْ
رقة احساس
07-31-2014, 02:54 PM
كما تَشاءُ، فقُلْ لي، لستُ مُنتَقِلاً،
.........لا تَخشَ منيَ نِسياناً، وَلابَدَلاً
وَكَيفَ يَنساكَ مَنْ لَمْ يَدرِ بَعدَكَ ما
.....طَعمُ الحياة ِ، وَلا بالبِعدِعنك سَلا؟
أتلفْتَني كلفاً، أبْليتَني أسفاً،
.........قَطّعتَني شَغَفاً، أوْرَثْتَني عِلَلا
إنْ كنتُ خُنْتُ وَأضْمرْتُ السُّلوّ، فلا
.......بلغتُ يا أملي، من قرْبكَ،الأمَلا
واللهِ ! لا علقَتْ نفْسي بغيركُمُ؛
.........وَلا اتَّخَذْتُ سوَاكُمْ منكُمُ بَدَلا
رقة احساس
07-31-2014, 02:55 PM
لِبِيضِ الطُّلَى ، وَلِسُودِ اللِّمَمْ،
بِعَقْلِيَ، مُذْ بِنّ عَني، لَمَمْ
ففَي نَاظِرِي، عَنْ رَشادٍ، عَمًى ؛
وَفي أُذُني، عَنْ مَلامٍ، صَمَمْ
قَضَتْ بِشِماسي، على العَاذِلِينَ،
شموسٌ مكلَّلَة ٌ بالظُّلَمْ
فَمَا سَقِمَتْ لَحَظاتُ العُيُو
نِ، إلاّ لِتُغْرِيَني بِالسِّقَمْ
يَلُومُ الخَليُّ عَلى أنْ أُجَنّ،
وَقَدْ مَزَجَ الشّوْقُ دَمْعي بِدَمْ
وما ذو التّذكّرِ ممّنْ يلامُ؛
ولا كرمُ العهدِ ممّا يذمّ
وإنّي أراحُِ، إذا مَا الجَنو
بُ رَاحَتْ بِرَيّا جَنُوبِ العَلَمْ
وَأصْبُو لِعِرْفَانِ عَرْفَ الصَّبَا؛
وَأُهْدِي السّلامَ إلى ذِي سَلَمْ
وَمِنْ طَرَبٍ عادَ نَحوَ البُرُو
قِ، أجهشْتُ للبرْقِ حينَ ابتسمْ
أمَا وزَمَانٍ، مَضَى عَهْدُهُ
حَمِيداً، لَقَدْ جارَ لمّا حكَمْ
قضَى بالصّبابة ِ، ثمّ انقَضى ؛
وَمَا اتْصَلَ الأنْسُ حَتى انْصَرَمْ
لياليَ نامَتْ عيونُ الوشا
ة ِ عنّا، وعينُ الرّضَى لم تنَمْ
ومَالَتْ علينا غصونُ الهوى ،
فأجنَتْ ثمارَ المُنى منْ أممْ
وَأيّامُنَا مُذْهَبَاتُ البُرودِ،
رقاقُ الحواشي، صوافي الأدَمْ
كأنّ أبَا بكرٍ الأسلميَّ
أجرَى عليهَا فرندَ الكرَمْ
ووشّحَ زهرة َ ذاكَ الزّمانِ،
بِمَا حازَ مِنْ زُهْرِ تِلْكَ الشّيَمْ
هُوَ الحاجِبُ المُعْتَلي، لِلْعُلا،
شماريخَ كلّ منيفٍ أشمّ
مليكٌ، غذا سابقَتْهُ الملوكُ،
حَوَى الخَصْلَ، أوْ ساهمتَهُ سَهَمْ
فأطْوَلُهُمْ، بِالأيَادِي، يَداً،
وَأثْبَتُهُمْ، في المَعالي، قَدَمْ
وأروعُ، لا معتفِي رفدِهِ
يَخِيبُ، وَلا جارُهُ يِهْتَضَمْ
ذلوُلُ الدَّماثة ِ، صعبُ الإباء،
ثقيفُ العزيمِ، إذا ما اعتزَمْ
سمَا للمجرّة ِ في أفقِهَا،
فجرّ عليهَا ذيولَ الهمَمْ
وَنَاصَتْ مَسَاعِيهِ زُهْرَ النّجُومِ،
وبارَتْ عطايَاهُ وطفَ الدِّيَمْ
نَهِيكٌ، إذا جَنّ لَيْلُ العَجَاجِ،
سرَى منهُ، في جنحِهِ، بدرُ تمّ
فشامَ السّيوفَ بهامِ الكماة ِ؛
وَرَوّى القَنَا في نُحُورِ البُهَمْ
جوادٌ، ذراهُ مطافُ العفاة ِ؛
وَيُمْنَاهُ رُكْنُ النّدَى المُسْتَلَم
يهيجُ النّزالُ بهِ والسّؤا
لُ ليْثاً هصُوراً، وبحْراً خضمّ
شهدْنَا، لأوتيَ فصلَ الخطابِ،
وخصّ بفضلِ النُّهَى والحكمْ
وَهَلْ فَاتَ شَيْءٌ مِنَ المَكْرُمَاتِ؟
جَرَى سيْفُ يَطْلُبُهُ، وَالقَلَمْ
ومستحمَدٍ بكريمِ الفعا
لِ، عَفْواً، إذا ما اللّئيمُ استَذَمّ
شمائلُ، تهجرُ عنْها الشَّمولُ؛
وتجفَى لها مشجياتُ النّغمْ
على الرّوضِ منها رواءٌ يروقُ؛
وَفي المِسْكِ طِيبُ أرِيجٍ يُشَمّ
أبُوهُ الّذِي فَلّ غَرْبَ الضّلالِ،
ولاءمَ شعبَ الهدَى ، فالتأمْ
وَلاذَ بهِ الدّينُ مُسْتَعصِياً
بذمّة ِ أبلَجَ، وافي الذّممْ
وجاهدَ، في اللهِ، حقَّ الجهَا
دِ مَنْ دَان، مِنْ دونِه، بالصّنم
فلا ساميَ الطّرفِ، إلاّ أذلّ؛
وَلا شَامِخَ الأنْفِ، إلاّ رَغَمْ
تقيّلَ في العزّ، منْ حميرٍ،
مقاولَ عزّوا جميعَ الأمَمْ
هُمُ نَعَشُوا المُلْكَ، حتى استَقَلّ؛
وهمْ أظلموا الخطبَ، حتى اظّلَمْ
نجومُ هدى ً، والمعالي بروجٌ؛
وأسدُ وغى ً، والعوالي أجمْ
أبا بكرٍ ! اسلَمْ على الحادِثاتِ؛
وَلا زِلْتَ مِنْ رَيْبِهَا في حَرَمْ
أنادِيكَ، عنْ مقة ٍ، عهدُهَا،
كَما وَشَتِ الرّوْضَ أيْدِي الرِّهَمْ
وإنْ يعدُني عنكَ شحطُ النّوَى ،
فحَظّي أخَسَّ وَنَفْسِي ظَلَمْ
وَإنّي لأُصْفِيكَ مَحْضَ الهَوَى ؛
وأخفي، لبعْدِكَ، برحَ الألَمْ
وَغيرُكَ أخْفَرَ عَهْدَ الذّمَامِ،
إذا حسنُ ظنّي عليْهِ أذمّ
ومستشفعٍ بيَ بشّرْتَهُ،
على ثقة ٍ، بالنّجاحِ الأتمّ
وقدْماً أقلْتَ المسيءَ العثارَ؛
وأحسنْتَ بالصّفحِ عمّا اجترَمْ
وعنْدِي، لشكْرِكَ، نظمُ العقودِ
تَنَاسَقُ فِيهَ اللآلي التُّؤَمْ
تُجِدّ لِفَخْرِكَ بُرْدَ الشّبَابِ،
إذا لبسَ الدّهرُ بردَ الهرمْ
فعشْ معصَماً، بيفاعِ السّعودِ؛
ودمْ ناعماً في ظلالِ النِّعمْ
ولا يزلِ الدّهرُ، أيّامُهُ
لكمْ حشمٌ، واللّيالي خدمْ
رقة احساس
07-31-2014, 02:56 PM
أغائبة ً عنّي، وحاضرة ً معي !
:
:
أغائبة ً عنّي، وحاضرة ً معي !
أناديكِ، لمّا عيلَ صبريَ، فاسمعي
أفي الحقّ أن أشقى بحبّكِ، أوْ أرَى
حَرِيقاً بأنفاسي، غَرِيقاً بأدمُعي؟
ألا عَطْفَة ٌ تَحْيَا بِهَا نَفْسُ عَاشِقٍ
جَعلتِ الرّدى منه بمرْأًى وَمَسمَعِ؟
صليني، بعضَ الوصلِ، حتى تبيّني
حقيقة َ حالي، ثمّ ما شئتِ فاصنَعي
رقة احساس
07-31-2014, 02:57 PM
أعرفُكِ راحَ في عرفِ الرّياحِ؟
( ابن زيدون )
أعرفُكِ راحَ في عرفِ الرّياحِ؟
فهزّ، منَ الهوى ، عطفَ ارتياحي
وذكرُكِ ما تعرّضَ أمْ عذابٌ؟
غصصتُ عليهِ بالعذبِ القراحِ
وهَلْ أنا مِنْكَ في نَشَواتِ شوْقٍ،
هفَتْ بالعَقْلِ، أو نشَواتِ راحِ؟
لعمرُ هواكِ! ما وريَتْ زنادٌ،
لوَصْلٍ مِنكِ، طالَ لها اقتداحي
وكمْ أسقمْتِ، منْ قلبٍ صحيحٍ،
بِسُقمِ جُفُونِكِ المَرْضَى الصّحاحِ
متَى أخْفِ الغَرامَ يَصِفْهُ جِسمي
بألسنة ِ الضّنى الخرسِ، الفصاحِ
فَلَوْ أنّ الثّيابَ فُحِصْنَ عَنّي
خَفِيتُ خَفاءَ خَصْرِكِ في الوِشاحِ
للقِّينَا من الواشين، حتى
رضينَا الرُّسلَ أنفاسَ الرّياحِ
وربّ ظلامِ ليلٍ جنّ فوقي،
فَنُبْتِ، عَنِ الصّباحِ، إلى الصّباحِ
فَهلْ عَدَتِ العَفافَ هُنَاكَ نَفسي،
فديتُكِ، أو جنحتُ إلى الجناحِ؟
وكيفَ ألِجّ، لا يثْني عناني
رَشَادُ العَزْمِ عَنْ غَيّ الجِماحِ؟
ومنْ سرِّ ابنِ عبّادٍ دليلٌ،
بهِ بَانَ الفَسادُ مِنَ الصّلاحِ
هوَ الملكُ، الذي برّتْ، فسرّتْ
خِلالٌ مِنْهُ طاهِرَة ُ النّواحي
همامٌ خطّن بالهمَمِ السّوامي،
مِنَ العَلْياء في الخِططِ الفِسَاحِ
أغرُّ، إذا تجهَّمَ وجهُ دهرٍ،
تَبَلّجَ فِيهِ كالقَمَرِ اللِّيَاحِ
سَميعُ النّصْرِ لاسْتِعْداء جَارٍ؛
أصمُّ الجودِ عنْ تفنيدِ لاحِ
ضرائبُ جهمة ٌ، في العتبِ تتْلى
بأخلاقٍ، لدَى العتبَى ، ملاحِ
إذا أرِجَ الثّناءُ الرَّوْعُ مِنْهَا،
فكمْ للمسكِ عنهُ منِ افتضاحِ
هوَ المبقي ملوكَ الأرضِ تدْمَى
قلوبُهُمُ، كأفواهِ الجراحِ
رآهُ اللهُ أجودَ بالعطايا؛
وأطعنَ بالمكايدِ والرّماحِ
وَأفْرَسَ للمَنَابِرِ وَالمَذَاكِي؛
وأبْهَى في البُرُودِ وفي السّلاحِ
وأمنعَهُمْ حمى عرضٍ مصونٍ؛
وَأوْسَعَهُمْ ذُرَا مَالٍ مُباحٍ
فَراضَ لهُ الوَرى ، حتى تأدّتْ
إليهِ إتاوة ُ الحيّ اللَّقاحِ
لِمُعْتَضِدٍ بهِ أرْضاهُ سَعْياً،
فأقبلَ وجهَهُ وجهَ الفلاحِ
فَمَنْ قَاسَ المُلُوكَ إلَيهِ جَهْلاً،
كمنْ قاسَ النّجومَ إلى براحِ
وَمُعْتَقِدُ الرّياسَة ِ في سِوَاهُ،
كمعتقدِ النّبوّة ِ في سجاحِ
أبحرَ الجودِ، في يومِ العطايا،
وليثَ البأسِ، في يومِ الكفاحِ
لقَدْ سَفَرتْ، بعِلّتِك، اللّيالي
لَنَا عَنْ وَجْهِ حادِثَة ٍ وَقَاحِ
ألَسْتَ مُصِحّهَا مِنْ كُلّ داءٍ
وَمُبدِيَ حُسْنِ أوجُهِها الصِّباحِ؟
ولو كشَفتْ عنِ الصّفحاتِ، شامتْ
بروقَ الموتِ منْ بيضِ الصِّفَاحِ
وقاكَ اللهُ ما تخشَىن ووَالى
عليكَ بصنعِهِ المغْدَى المراحِ
فَلَوْ أنّ السّعادَة َ سوّغَتْنَا
تجارَتَها، الملثّة َ بالرَّباحِ
تجافَيْنَا عبيدَكَ عنْ نفوسٍ،
عَليكَ منَ الضّنى ، حَرّى شِحاحِ
تُهَنّأُ فِيكَ بِالبُرْء المُوَفّى ؛
وتبهجُ منكَ بالألمِ المزاحِ
فدَيْتُكَ كمْ لعيني منْ سموٍّ،
لَدَيْكَ، وكَمْ لنَفسِي من طَماحِ
ألا هلْ جاء، منْ فارَقْتُ، أنّي
بساحاتِ المُنى رفلُ المراحِ؟
وأنّي، منْ ظلالِكَ، في زمانٍ
ندي الآصالِ، رقراقِ الضّواحي
تحيّيني بريحانِ التّحفّي؛
وَتُصْبِحُني مُعَتَّقَهِ السّمَاحِ
فهَا أنَا قدْ ثملْتُ منَ الأيادي،
إذا اتّصلَ اغْتِبَاقي في اصْطِباحي
فإنْ أعجزْ، فإنّ النُّصحَ ثقفٌ،
وإنْ أشكرْ، فإنّ الشّكْرَ صاحِ
لمَا أكسَبتَ قدرِي منْ سناءٍ؛
وَما لَقيْتَ سَعْيي مِنْ نَجَاحِ
لقدْ أنفذْتَ، في الآمالِ، حكمي؛
وَأجْرَيْتَ الزّمانَ علَى اقْتِراحي
وهلْ أخشَى وقوعاً، دونَ حظٍّ،
إذا ما أثَّ رِيشُكَ مِنْ جَنَاحي؟
فما استسقيْتُ منْ غيمٍ جهامٍ؛
ولا استورَيْتُ من زندٍ شحاحِ
وَواصَلَني جَمِيلُكَ، في مَغِيبي،
وَطالَعَني نَدَاكَ مَعَ انْتِزاحي
ولمْ أنفكّ، إذْ عدَتِ العوادي،
إليكَ رهينَ شوقٍ والتياحِ
فحسبي أنتَ، منْ مسدٍ لنعمَى ؛
وَحَسْبُكَ بي بِشُكْرٍ وَامْتِداحِ
رقة احساس
07-31-2014, 02:58 PM
رضاكَ لنا، قبلَ الطَّهورِ، مطهِّرُ؛
( ابن زيدون )
رضاكَ لنا، قبلَ الطَّهورِ، مطهِّرُ؛
وَقُرْبُكَ، من دونِ البَخورِ، مُعَطِّرُ
فَلو عَزّ حَمّامٌ لأدْفأنَا ذَرًى ،
يَفِيضُ بهِ ماءُ النّدى المُتَفَجّرُ
ولو لم يكنْ طيبٌ لأغنتْ حفاوة ٌ
تمسَّكُ منْهَا حالُنَا، وتعنبرُ
فَلا فارقَ الدّنيا سَناءٌ مُقَدَّسٌ
بعيشِكَ فيهَا، أوْ ثناءٌ مجمَّرُ
وَدُمْتَ مُلقًى ، كلَّ يَوْمٍ، صَبيحَة ً،
يُغاديكَ فيها، بالفُتوحِ، مُبَشِّرُ
رقة احساس
07-31-2014, 02:58 PM
أأُجفى بلا جُرْمٍ، وَأُقْصَى بلا ذَنْبِ،
سوَى أنّني مَحْضُ الهَوى ، صَادقُ الحبَّ
أغاديكَ بالشكوى ، فأضْحي على القِلى ،
وأرجوك للعُتبَى ، فأظفرُ بالعتْبِ
فديتُكَ، ما للماء، عذباً على الصّدى ،
وَإنْ سُمتَني خَسفاً، مَحَلُّكَ من قلبي
وَلَوْلاَكَ، ما ضَاقتْ حشايَ، صَبابة ً،
جَعلتُ قِرَاها الدّمعَ سكباً على سكبِ
رقة احساس
07-31-2014, 03:01 PM
أفَدْتَني، مِنْ نَفائسِ الدُّرَرِ،
( ابن زيدون )
أفَدْتَني، مِنْ نَفائسِ الدُّرَرِ،
ما أبْرَزَتْهُ غوائصُ الفكرِ
مِنْ لفْظَة ٍ قارَنَتْ نَظِيرَتَهَا،
قرانَ سقمِ الجفونِ للحورِ
أبْدَعَها خاطِرٌ، بَدائِعُهُ،
في النّظْمِ، حازَتْ جَلالَة َ الخطَرِ
العِطْرُ مِنْها سَرَى لهُ نَفَسٌ،
منْ نفسِ الرّوْضِ، رقّ في السّحرِ
يا رَاقِمَ الوَشْيِ، زَانَهُ ذَهَبٌ،
رَقْرَقَ إذْ رَفّ مِنهُ في الطُّرَرِ
وناظِمَ العقدِ، نظمَ مقتدرٍ،
يفصِلُ، بينَ العيونِ، بالغُرَرِ
لي بالنّضالِ، الذي نشطَتْ لهُ،
عَهْدٌ قَدِيمٌ، مُعَجِّمُ الأثَرِ
هلْ أنصِلُ السّهْمَ في الجفيرِ، وقد
تعطّلَتْ فوقُهُ منَ الوتَرِ
ما الشّعرُ إلاّ لِمَنْ قَرِيحتُهُ
غَرِيضَهُ النَّورِ، غَضَّهُ الثّمَرِ
تَبْسِمُ عَنْ كُلّ زاهِرٍ أرِجٍ،
مثلَ الكمام ابتسمْنَ عنْ زهرِ
إنّ الشّفِيعَ الهُمّامَ، سَوّغَهُ اللّـ
ـهُ اتّصَالَ التّأييدِ بالظّفَرِ
الفَاضِلُ الخُبْرِ في المُلُوكِ، إذا
قَصّرَ خُبْرٌ عَنْ غايَة ِ الخبَرِ
نجلُ الّذي نصحُهُ وطاعَتُهُ
كَالحَجّ، تَتْلُوة ُ بَرّهُ العُمَرِ
شاهدُ عهدِي لكَ الصّحيحُ، بإخـ
ـلاصٍ نأى صفوُهُ عنِ الكدرِ
مشيتُ في عذليَ البرَازَ لمَنْ
لمْ يَرْضَ، في العُذْرِ، مِشية َ الخَمَرِ
وقُلْتُ: مَطْلُ الغَنيّ وِرْدٌ مِنَ الـ
ـظُّلْمِ، يلقّى ملاوِمَ الصَّدرِ
وَلي مَعاذِيرُ، لَوْ تَطَلّعُ في
ليلِي سرارٍ، أغْنَتْ عنِ القمرِ
منْهَا اتّقائي لأنْ أكونَ أنَا الـ
ـجالِبَ، مَا قلتُهُ، إلى هجرِ
لكنْ سيأتيكَ مَا يجوِّزُهُ
سَرْوُكَ، دأبَ المُسامِحِ اليَسَرِ
فاكتَفِ منْهُ بنظرة ٍ عننٍ،
لا حظّ فيه لكرّة ِ النّظَرِ
رقة احساس
07-31-2014, 03:02 PM
أسقَيطُ الطّلّ فَوقَ النّرجِسِ،
ابن زيدون
أسقَيطُ الطّلّ فَوقَ النّرجِسِ،
أمْ نَسيمُ الرّوضِ تحتَ الحِندِسِ؟
أمْ نِظامٌ للآلٍ نسَقٍ،
جامِعٍ كُلَّ خَطِيرٍ مُنْفِسِ
أمْ قَرِيضٌ جَاءني عَنْ مَلِكٍ،
مَالِكٍ بالبِرّ رِقَّ الأنْفُسِ
دَلّهَتْ فِكْرِيَ، مِنْ إبْدَاعهِ،
حَيرَة ٌ في مَنطِقٍ ليَ مُخْرِسِ
بِتُّ مِنْهِ بينَ سَهْلٍ مُطْمِعٍ،
خادعٍ، يتلَى بحزنٍ مؤيسِ
يا نَدَى يمْنَى أبي القاسمِ غمْ؛
يا سنَا شمسِ المحيّا أشْمِسِ
يا بَهِيجَ الخُلُقِ العَذْبِ ابتَسِمْ؛
يا مهيجَ الأنفِ الصّعبِ اعبِسِ
يا جمالَ الموكبِ الغادي، إذا
سارَ فيهِ، يا بهاء المجلسِ
أنْتَ لمْ يُقْنِعْكَ أنْ ألبَسْتَني
نعمة ً، تذْكِرُ عهدَ السُّنْدُسِ
فتَلطّفُتَ لأنْ حَلّيْتَني،
مولياً طوْلَيْ محلّى ً ملبسِ
داكَ تنويهٌ ثناني فخرُهُ،
ساميَ اللّحظِ أشمَّ المعطِسِ
شَرّفتْ بِكْرَ المَعَالي خِطْبَة ٌ
منكَ، فانْعَمْ بسرورِ المعرَسِ
تمنحُ التّأبيدَ، يجلَى لكَ عنْ
ظفرٍ حلوٍ وعزٍّ أقعسِ
وارتَشِفْ مَعسُولَ نَصرٍ أشْنَبٍ،
تجتنيهِ منْ عجاجٍ ألعَسِ
وارتَفِقْ بالسّعْدِ في دَسْتِ المُنى ،
تصبحِ الصُّنْعَ دهاقَ الأكؤسِ
فاعتراضُ الدّهرِ، فيما شئْتَهُ،
مرتقى ً، في صدرِهِ، لمْ يهجِسِ
.
رقة احساس
07-31-2014, 03:03 PM
أفاضَ سَماحُكَ بَحرَ النّدَى ؛
( ابن زيدون )
أفاضَ سَماحُكَ بَحرَ النّدَى ؛
وَأقْبَسَ هَدْيُكَ نُورَ الهُدَى
وَردَّ، الشّبابَ، اعتِلافُكَ، بعَدَ
مُفَارَقَتي ظِلَّهُ الأبْرَدَا
وما زالَ رأيُكَ، فيّ، الجَميلَ،
يفتِّحُ لي الأملَ الموصَدَا
وحسْبيَ منْ خالدِ الفخْرِ أنْ
رضيتَ قبوليَ، مستعبَدَا
وَيا فَرْطَ بأوِي، إذا ما طلَعْتَ،
فَقُمْتُ أُقَبّلُ تِلكَ اليَدا
ورَدّدْتُ لَحظِيَ في غُرَّة ٍ،
إذا اجْتُلِيَتْ شَفَتِ الأرْمدَا
وطاعة ُ أمْرِكَ فرضٌ أرَا
هُ مِنْ كُلّ مُفْتَرَضٍ، أوكَدَا
هيَ الشّرْعُ أصبحَ دِينَ الضّميرِ،
فلوْ قَدْ عَصاكَ لقَدْ ألْحَدَا
وحاشاي منْ أنْ أضلّ الصّرَاطَ،
فَيَعْدُونيَ الكُفْرُ عَمّا بَدَا
وأخلِفَ موعدَ منْ لا أرَى
لدَهرِيَ، إلاّ بهِ، موعِدَا
أتاني عِتابٌ متى أدّكِرْ
هُ، في نشواتِ الكرَى ، أسهدَا
وَإنْ كانَ أعقبَهُ ما اقْتَضى
شفاءَ السّقامِ، ونقعَ الصّدَى
ثناءٌ ثنَى ، في سناء المحـ
ـلّ، زُهْرَ الكواكِبَ لي حُسَّدا
قريضٌ متى أبغِ للقرضِ منْهُ
أدَاءً أجِدْ شأوَهُ أبْعَدَا
لوِ الشّمسُ، من نَظمهِ، حُلّيتْ،
أوِ البدرُ قامَ لهُ منشِدَا
لضاعفَ، منْ شرفِ النّيِّرَيْـ
ـينِ، حَظّاً بهِ قارَنَ الأسْعَدُا
فديْتُكَ مولى ً: إذا ما عثرْتُ
أقالَ، ومَهْمَا أزِغْ أُرشَدَا
رَكنْتُ إلى كرمِ الصّفْحِ منهُ،
فآمَنَني ذَاكَ أنْ يَحْقِدَا
وآنسْتُ سُوقَ احْتِمالٍ أبَى
لمستبضعِ العذرِ أن يكسدَا
شَفيعي إلَيْهِ هَوَى مُخْلِصٍ،
كَما أخْلَصَ السّابِكُ العَسْجَدَا
ومنْ وصلي هجرة ٌ لا أعدُّ،
لحالي، سِوَى يَوْمِهَا مَوْلِدَا
وَنُعْمَى ، تَفَيّأتُهَا أيْكَة ً،
فشكْرِي حمامٌ بهَا غرّدَا
تباركَ منْ جمعَ الخيرَ فيكَ،
وأشعرَكَ الخلقَ الأمجدَا
مضاءُ الجنانِ، وظرفُ اللّسانِ،
وَجُودُ البَنَانِ بِسَكْبِ الجَدَا
رأى شيمتَيكَ لمَا تستحقّ،
وقفّى ، فأظفرَ إذْ أيّدَا
ليهنِكَ أنّكَ أزكَى الملوكِ
بفيءٍ، وأشرفُهُمْ سودَدَا
سوى ناجلٍ لكَ سامي الهمو
مِ، داني الفواضلِ، نائي المَدَى
همامٌ أغرُّ، رويْتَ الفخارَ
حديثاً، إلى سروِهِ مسندَا
سَلَكْتَ إلى المَجْدِ مِنْهاجَهُ،
فقدْ طابقَ الأطرَفُ الأتْلَدَا
هوَ اللّيْثُ قلّدَ منْكَ النِّجَادَ،
ليَوْمِ الوَغَى ، شِبْلَهُ الأنْجَدَا
يعدُّكَ صارمَ عزمٍ ورأيٍ،
فترضِيهِ جرّدَ أوْ أغمِدَا
وما استبهمَ القفلُ في الحادثَا
تِ، إلاّ رآكَ لَهُ مِقْلَدَا
فأمطاكَ منكبَ طرفِ النّجومِ؛
وأوْطَأَ أخمصَكَ الفرْقَدَا
فلا زلتُمَا، يرفعُ الأوْلِيَا
ءَ ملكُكُمَا، ويحطّ العِدَا
وَنَفْسِي لِنَفْسَيْكُمَا البَرّتَيْـ
ـنِ، من كلّ ما يتوقّى ، الفدَا
فَمَنْ قال: أنْ لَسْتُمَا أوْحَدَيْـ
ـنِ في الصّالِحاتِ، فَما وَحّدَا
رقة احساس
07-31-2014, 03:03 PM
ألمْ يأنِ أنْ يبكي الغمامُ على مثلي،
ويطلبَ ثأرِي البرقُ منصلتَ النصلِ
وَهَلاّ أقَامَتْ أنْجُمُ اللّيلِ مَأتماً،
لتندبَ في الآفاقِ ما ضاعَ من نثلي
ولَوْ أنصَفتَني، وهيَ أشكالُ همّتي،
لألقَتْ بأيدي الذّلّ لمّا رأتْ ذلّي
ولافترقَتْ سبعُ الثّريّا، وغاضَها،
بمطلعِها، ما فرّقَ الدّهرُ من شملي
لعمرُ اللّيالي ! إنْ يكنْ طال نزْعُها
لقد قرطَستْ بالنَّبلِ في موضعِ النُّبلِ
تَحَلّتْ بآدابي، وإنّ مآرِبي
لسانحة ٌ في عرضِ أمنيّة ٍ عطلِ
أُخَصُّ لفَهمي بالقِلى ، وكأنّما
يبيتُ، لذي الفهمِ، الزّمانُ على ذحلِ
وأجفَى ، على نظمي لكلّ قلادة ٍ،
مُفَصَّلَة ِ السِّمطَينِ، بالمَنطقِ الفصْلِ
ولوْ أنّني أسطيعُ، كيْ أرضِيَ العدا،
شَريْتُ ببعضِ الحلمِ حظّاً من الجهلِ
أمَقْتُولَة َ الأجفْانِ! مَا لكَ وَالهاً؟
ألمْ تُرِكِ الأيّامُ نجْماً هوَى قَبْلي؟
أقِلّي بُكاءً، لستِ أوّلَ حُرّة ٍ
طوتْ بالأسَى كشحاً على مضض الثّكلِ
وَفي أُمّ مُوسى عِبْرَة ٌ أنْ رَمَتْ بهِ
إلى اليَمّ، في التّابوتِ، فاعتَرِي وَاسلى
لعلّ المليكَ المجملَ الصُّنعِ قادراً
له بعد يأسٍ، سوفَ يجملُ صنعاً لي
وللهِ فينا علمُ غيبٍ، وحسبُنا
به، عند جوْرِ الدّهرِ، من حَكَمٍ عَدْلِ
هُمَامٌ عَريقٌ في الكِرَامِ، وقَلّما
ترَى الفرعَ إلاّ مستمدّاً من الأصلِ
نَهُوضٌ بِأعْباء المُرُوءة ِ وَالتّقَى ؛
سحوبٌ لأذيالِ السّيادة ِ والفضْلِ
إذا أشْكَلَ الخَطْبُ المُلِمُّ، فءنّهُ،
وَآراءهُ، كالخَطّ يُوضَحُ بالشّكلِ
وذو تدرإٍ للعزمِ، تحتَ أناتِهِ،
كمُونُ الرّدى في فَترة ِ الأعينِ النُّجلِ
يرفُّ، على التّأميلِ، لألاءُ بشرِهِ،
كما رَفّ لألاءُ الحُسامِ على الصّقْلِ
محاسنُ، ما للحسنِ في البدرِ علة ٌ،
سِوى أنّها باتَتْ تُمِلّ فيَسْتَملي
تغِصُّ ثنائي، مثَلما غصّ، جاهداً،
سِوارُ الفتاة ِ الرّادِ بالمِعصمِ الخَدلِ
وتغنى عنِ المدحِ، اكتفاءً بسروِها،
غنى المقلة ِ الكحلاء عن زينة ِ الكحلِ
أبَا الحزمِ ! إنّي، في عتابِكَ، مائلٌ
على جانبٍ، تأوِي إليهِ العُلا سهلِ
حمائمُ شكوى صبّحتكَ، هوادِلاً،
تنادِيكَ منْ أفنانِ آدابيَ الهدْلِ
جوادٌ، إذا استنّ الجيادُ إلى مدى ً
تمطّرَ فاستولى على أمدِ الخصلِ
ثَوَى صَافِناً في مَرْبطِ الهُونِ يشتكي،
بتصهالِهِ، ما نالَهُ من أذى الشّكْلِ
أفي العَدْلِ أنْ وافَتكَ تَتْرَى رَسائلي
فلمْ تتركَنْ وضعاً لها في يديْ عدلِ؟
أعِدُّكَ للجلّى ، وآملُ أنْ أرَى ،
بنعماكَ، موسوماً، وما أنا بالغفْلِ
وما زالَ وَعدُ النّفسِ لي منكَ بالمُنى ،
كأنّي به قد شمتُ بارقة َ المحلِ
أأنْ زعمَ الواشونَ ما ليسَ مزعماً
تعذِّرُ في نصرِي وتعذرُ في خذلي؟
وأصدى إلى إسعافكَ السّائغِ الجَنى ؛
وأضحى إلى إنصافِكَ السّابغِ الظلّ
ولو أنّني واقعتُ عمداً خطيئة ً،
لما كانَ بدعاً من سجاياكَ أن تُملي
فلمْ أستَترْ حَرْبَ الفِجارِ، ولم أُطعْ
مُسَيلمة ً، إذ قالَ: إنّي منَ الرُّسْلِ
ومثليَ قدْ تهفو بهِ نشوة ُ الصِّبَا؛
وَمثلُكَ قد يعفو، وما لكَ من مثلِ
وإنّي لتنهَاني نهايَ عنِ الّتي
أشادَ بها الواشي، ويعقلُني عقلي
أأنكُثُ فيكَ المدحَ، من بعدِ قوّة ٍ،
ولا أقتدي إلاّ بناقضة ِ الغزْلِ !
ذمَمْتُ إذاً عهدَ الحياة ِ، ولم يزَلْ
مُمِرّاً، على الأيّامِ، طَعمُهَا المحَلي
وما كنتُ بالمُهدي إلى السّودَدِ الحَنَا
ولا بالمُسيء القولِ في الحسنِ الفعلِ
ما ليَ لا أُثني بِآلاء مُنْعِمٍ،
إذا الرّوْضُ أثنى ، بالنّسيمِ، على الطّلّ
هيَ النّعلُ زلّتْ بي، فهل أنتَ مكذبٌ
لقيلِ الأعادي إنّها زَلّة ُ الحِسْلِ؟
وهلْ لكَ في أن تشفعَ الطَّولَ شافعاً
فتُنجحَ مَيمونَ النّقِيبة ِ، أوْ تُتْلي؟
أجرِ أعدْ آمِن أحسنِ ابدأ عُدِ اكفِ
حُط تحفّ ابسطِ استألِفْ صُن احم اصْطنع أعلِ
منى ً، لوْ تسنّى عقدُها بيدِ الرّضَا
تيسّرَ منها كلُّ مستصعبِ الحلّ
ألا إنّ ظَني، بَينَ فِعلَيكَ، وَاقِفٌ
وُقوفَ الهوَى بينَ القَطيعة ِ وَالوَصْلِ
فإنْ تمنَ لي منكَ الأماني، فشيمة ٌ
لذَاكَ الفَعالِ القَصْدِ والخُلقِ الرَّسلِ
وإلاّ جنيتُ الأنسَ من وحشة ِ النّوَى
وَهَولِ السُّرَى بينَ المَطيّة ِ والرّحلِ
سيُعْنَى بِمَا ضَيّعتَ مِنّي حافِظٌ؛
ويلفى لما أرْخَصْتَ من خطرِي مغْلي
وأينَ جوابٌ عنكَ ترضَى به العُلا،
إذا سألَتْني بعدُ ألسنة ُ الحفلِ؟
رقة احساس
07-31-2014, 05:21 PM
بيْني وبينكَ ما لو شئتَ لم يضعِ
ابن زيدون
:
بيْني وبينكَ ما لو شئتَ لم يضعِ
سرٌّ، إذا ذاعتِ الأسرَارُ، لم يَذعِ
يا بائعاً حَظَّهُ مِنّي، وَلَوْ بُذِلَتْ
ليَ الحياة ُ، بحظّي منهُ، لم أبعِ
يكفيكَ أنّك، إنْ حمّلتَ قلبي ما
لم تستطِعْهُ قلوبُ الناسِ يستطعِ
تهْ أحتملْ واستطلْ أصبرْ وعزَّ أهنْ
وَوَلّ أُقْبِلْ وَقُلْ أسمَعْ وَمُرْ أطعِ
رقة احساس
07-31-2014, 05:22 PM
لعمرِي، لئنْ قلّتْ إليكَ رسائلي،
لأنْتَ الذي نَفْسِي عَلَيْهِ تَذُوبُ
فَلا تَحسَبوا أنّي تَبدّلتُ غيركم،
ولا أنّ قلبي، منْ هواكَ، يتوبُ
رقة احساس
07-31-2014, 05:24 PM
هوَ الدّهرُ فاصبرْ للذي أحدَثَ الدّهرُ،
فمن شيمِ الأبرارِ، في مثلها، الصّبرُ
ستصبرِ صَبرَ اليأسِ أو صبرَ حِسبَة ٍ،
فلا تؤثرِ الوجْهَ الذي معهُ الوزرُ
حذارَكَ منْ أنْ يعقبَ الرُّزْءُ فتنة ً
يضيقُ لها، عن مثل إيمانِك، العذْرُ
إذا آسَفَ الثُّكْلُ اللّبيبَ، فشَفّهُ،
رأى أفدحَ الثّكلينِ أنْ يهلكَ الأجرُ
مُصَابُ الذي يأسَى بمَيْتِ ثَوابِهِ،
هوَ البرحُ، لا الميتُ الذي أحرزَ القبرُ
حياة ُ الوَرى نَهجٌ، إلى المَوْتِ، مِهيعٌ،
لهُمْ فيهِ إيضَاعٌ، كمَا يوضعُ السَّفرُ
فيَا هادِيَ المنهاجِ جرْتَ، فإنّمَا
هو الفجرُ يهديكَ الصّراطَ أوِ البَحرُ
غذا الموتُ أضْحى قصرَ كلّ معمّرٍ،
فإنّ سَواءً طالَ أو قَصُرَ العُمْرُ
ألمْ ترَ أنّ الدّينَ ضيمَ ذمارُهُ،
فلَمْ يُغْنِ أنْصارٌ عَديدُهمُ دَثْرُ
بحيْثُ استقَلّ الملْكُ ثانيَ عِطْفِهِ،
وجرّرَ، من أذيالِهِ، العسكرُ المجرُ
هوَ الضّيمُ، لَوْ غيرُ القَضَاء يَرُومُهُ،
ثناهُ المرامُ الصّعبُ والمسلكُ الوعرُ
إذا عَثَرَتْ جُرْدُ العَناجيجِ في القَنا،
بليلٍ عجاجٍ، ليسَ يصدعه فجرُ
أأنفسَ نفسٍ، في الورَى ، أقصد الرّدى ؛
وَأخضرَ عِلقٍ، للهُدى ، أفقدَ الدُّهرُ؟
أعبّادُ! يا أوْفَى الملوكِ لقد عَدا
عَليكَ زَمانٌ، من سجِيّته الغَدْرُ
فَهَلاّ عَداهُ أنّ عَلْيَاكَ حَلْيُهُ؛
وذكرَك، في أردانِ أيّامِهِ، عطرُ؟
غشيتَ فلمْ تغشَ الطّرادَ سوابحٌ؛
وَلا جُرّدَتْ بِيضٌ، وَلا أُشرِعتْ سُمرُ
وَلا ثَنَتِ المَحذورَ عَنْكَ جَلالَة ٌ؛
وَلا غُرَرٌ ثَبْتٌ وَلا نائلٌ غَمْرُ
لئنْ كانَ بطنُ الأرضِ هيّءَ أنسُه
بأنّك ثَاويهِ، لقَدْ أوحَشَ الظّهرُ
لَعَمْرُ البُرُودِ البِيضِ في ذلك الثّرى ،
لقد أُدرِجتْ، أثناءها، النِّعَمُ الخُضرُ
عَلَيكَ، منَ اللَّهِ، السّلامُ تَحيّة ً،
ينسّمُكَ الغفْرانَ ريْحانُها النّضْرُ
وَعاهدَ ذاكَ اللّحدَ عهدُ سَحائبٍ،
إذا استعبرَتْ، في تربِه، ابتسمَ الزّهرُ
ففيهِ علاءٌ لا يُسامَى يَفاعُهُ،
وقَدْرُ شَبَابٍ ليس يَعْدِلُهُ قَدْرُ
وَأبْيَضَ في طَيّ الصّفيحِ، كأنّهُ
صفيحة ُ مأثورٍ طلاقتُهُ الأثْرُ
كأنْ لم تسرْ حمرُ المنايا، تظِلّها،
إلى مهجِ الأقيالِ، راياتُهُ الحمرُ
ولَم يَحمِ، من أنْ يُستَباحَ، حمى الهدى
فلمْ يرضِهِ إلاّ أنِ ارتجعَ الثّغرُ
ولمْ ينتجعْهُ المعتفونَ، فأقبلَتْ
عطايا، كما والى شآبِيبَهُ القَطْرُ
وَلمْ تكتَنِفْ آراءهُ ألمَعِيّة ٌ،
كأنّ نجيّ الغيبِ، في رأيهَا، جهرُ
ولمْ يتشذّرْ للأمورِ، مجلّياً
إليها، كما جَلّى من المَرْقَبِ الصّقرُ
كِلا لَقَبَيْ سُلْطانِه صَحّ فأْلُه،
فبَاكَرَهُ عَضْدٌ وَرَواحَهُ نَصْرِ
إلى أنْ دعاهُ يومُهُ، فأجابَهُ،
وقَد قدَمَ المعروفُ وَاستَمجد الذّخرُ
فأمسَى ثَبِيرٌ، قد تصَدّى لحَمْلهِ
سريرٌ، فلم يَبهَضْهُ من هَضْبه إصرِ
ألا أيّها المَوْلى الوَصولُ عَبيدَهُ،
لقد رابَنا أنْ يَتلُوَ الصّلة َ الهجرُ
نُغاديكَ، داعِينا السّلامُ، كعَهدِنا،
فما يُسمَعُ الدّاعي، وَلا يُرْفعُ السِّترُ
أعتبٌ علينا ذادَ عنْ ذلكَ الرّضَى
فنعتَبَ، أمْ بالمسمَعِ المعتَلي وقرُ؟
أمَا إنّهُ شغْلٌ فراغُكَ بعدَهُ
سينصاتُ إلاّ أنّ موعدَهُ الحشرُ
أأنْساكَ، لمّا ينْأ عهدٌ، ولوْ نأى
سجيسَ اللّيالي لم يرِمْ نفسيَ الذّكرُ
وكيفَ بنسْيانٍ، وقد ملأتْ يدي
جسامُ أيادٍ منكَ، أيْسَرُها الوفْرُ؟
لَئِنْ كنتُ لم أشكرُ لكَ المِنَنَ، التي
تَمَلّيْتُها تَترى ، لأوْبَقَني الكُفْرُ
فَهلْ عَلِمَ الشِّلْوُ المُقَدَّسُ أنني
مُسَوِّغُ حالٍ، ضَلّ في كُنهها الفكْرُ
وَأنّ مَتَابي لمُ يُضِعْهُ مُحمّدٌ،
خَليفتك، العدلُ الرّضَى ، وابنُكَ البَرُّ
هُوَ الظّافِرُ الأعْلَى ، المُؤَيَّدُ، بالذي
له، في الذي ولاّهُ، من صنعِهِ، سرّ
رأى في اختصَاصِي ما رأيتَ، وزادَني
مزِيّة َ زُلْفَى مِنْ نتائِجِها الفخرُ
وأرْغَمَ، في بِرّي، أُنوفَ عِصَابَة ٍ
لِقاؤهُمُ جَهْمٌ، وَلحظُهُمُ شَزْرُ
إذا ما استوى ، في الدَّستِ، عاقدَ حَبوَة ٍ
وقامَ سماطَا حفلِهِ، فليَ الصّدرُ
وفي نفسِهِ العلياء لي متبوّأ،
ينافسُني فيهِ السِّماكانِ والنّسرُ
يُطيلُ العِدا فيّ التّناجيَ خُفْيَة ً،
يقولون: لا تستَفتِ، قد قضيَ الأمرُ
مضَى نَفثُهُمْ، في عُقْدة ِ السّعيِ، ضَلّة ً
فعادَ عَليهِمْ غُمّة ً ذلِكَ السّحرُ
يشبّ مكاني عن توقّي مكانهمْ،
كما شبّ قبلَ اليومِ عن طوْقه عمرُو
لكَ الخيرُ، إنّ الرُّزْء كانَ غيابة ً،
طَلَعْتَ لنا فيها، كما طلعَ البدرُ
فقرّتْ عيونٌ كانَ أسخنَها البُكا؛
وَقَرّتْ قُلوبٌ كانَ زلزَلها الذّعرُ
وَلوْلاكَ أعْيَا رَأبُنَا ذَلِكَ الثّأى ،
وعزّ، فلمّا ينتعِشْ ذلكَ العثْرُ
ولمّا قدمتَ الجيشَ، بالأمس، أشرَقتْ
إليكَ، منَ الآمالِ، آفاقُها الغبرُ
فقضيتَ مِنْ فرضِ الصّلاة ِ لُبَانَة ً،
مُشَيِّعُها نُسْكٌ، وفارِطُها طُهْرُ
ومن قبلُ ما قدّمتَ مثنى نوافلٍ،
يلاقي بها من صامَ، من عوزٍ، فطرُ
ورُحتَ إلى القَصْرِ، الذي غضّ طرْفَه
بُعيْدَ التّسامي، أنْ غَدا غيرَه القصرُ
فَداما مَعاً في خَيرِ دَهْرٍ، صُرُوفُهُ
حرامٌ عليها أنْ يطورَهُما هجرُ
وَأجْمِلْ، عن الثّاوِي، الغرّاء، فإن ثَوَى
فإنّكَ لا الوَاني وَلا الضَّرعُ الغُمرُ
وما أعطتِ السّبعونَ قبلُ أولي الحِجى
من الإربِ ما أعطَتك عشروكَ والعشرُ
ألستَ الذي، إنْ ضاقَ ذرعٌ بحادثٍ،
تَبَلّجَ منهُ الوَجهُ، واتّسعَ الصّدْرُ
فلا تهضِ الدّنيا جناحَكَ بعدَهُ،
فمنكَ، لمنْ هاضَتْ نوائبُها، جبرُ
ا زِلْتَ مَوْفورَ العديدِ بِقُرْة ٍ
لَعيْنيكَ، مَشدوداً بهمْ ذلك الأزْرُ
فإنّكَ شمسٌ، في سماء رياسَة ٍ،
تطَلّعُ منهمْ، حَولها، أنجمٌ زُهرُ
شكَكْنا فلمْ نثبِتْ، أأيّامُ دهرِنا
بها وسنٌ، أمْ هزّ أعطافَها سكرُ؟
وما إنْ تغشّتْها مغازَلَة ُ الكرى ؛
وما إنْ تمشّتْ، في مفاصِلِها، خمرُ
سوى نشواتٍ، منْ سجايا مملَّك،
يصدِّقُ، في عليائِها، الخبرَ الخبرُ
أرَى الدّهرَ، إنْ يَبطِشْ فأنتِ يمينُه،
وإنْ تضحكِ الدّنيا، فأنْتَ لهَا ثغرُ
وكمْ سائِلٍ، بالغَيبِ عنك، أجَبتُه:
هُناكَ الأيادي الشّفعُ والسّؤدَدُ الوِترُ
هُناكَ التُّقى وَالعِلمُ والحِلمُ والنُّهَى
وبَذْلُ اللُّها والبأسُ والنّظمُ والنّثرُ
همامٌ، إذا لاقَى المناجزَ ردَّهُ،
وإقْبالُهُ خَطْوٌ، وَإدْبارُهُ حُضْرُ
محاسنُ، ما للرّوضِ، خامرَهُ النّدى ،
رواءٌ، إذا نصّتْ حلاها، ولا نشرُ
متى انتشقتْ لمْ تطرِ دارينُ مسكَها
حياءً، ولمْ يفخَرْ بعنبرِهِ الشِّحْرُ
عطاءٌ ولا منٌّ، وحكمٌ ولا هوى ً،
وحلمٌ ولا عجزٌ، وعزٌّ ولا كبرُ
قدِ استَوْفَتِ النّعماءُ فيكَ تمامَها
علينا، فمنّا الحمدُ للهِ والشّكْرُ
رقة احساس
07-31-2014, 05:25 PM
أسْتَوْدِعُ اللَّه مَنْ أُصْفَي الوِدَادَ لَهُ
مَحضاً، وَلامَ به الوَاشِي، فلم أُطِعِ
إلفٌ، ألذُّ غرورَ الوعدِ يصفحُ لي
عَنْهِ، وَيُقْنِعُني التّعليلُ بالخُدَعِ
تجلو المُنى شخصَهُ لي، وهو محتجبٌ
عني، فما شئتَ من مرْأًى وَمُستَمَعِ
يا بدرَ تمٍّ بدَا في أفْقِ مملكة ٍ،
فراقَ مطّلعاً منْ خيرِ مطّلعِ
أفدي بَدائعَ شَكْلٍ منكِ، مُضْمِرَة ً،
لقتلِ نفسي عمداً، أشنعَ البدعِ
تاللَّهِ، أكرَمُ ما أمضَى اليَمِينُ بهِ،
منْ دانَ في حبّهِ بالصّدقِ والورعِ
ما لذّ لي قربُ أنسٍ أنتِ نازحة ٌ
عَنْهُ، وَلا ساغَ عَيشٌ لستِ فيه معي
رقة احساس
07-31-2014, 05:25 PM
لستُ بالجاحدِ آلاءَ العللْ،
كَمْ لهَا مِنْ ألمٍ يُدْني الأمَلْ
أجْتَلي، منْ أجلِها، بدرَ العلا،
مُشرِقاً في مَنزلي، حينَ كَمَلْ
حُلّة ٌ، ألْبَسَ عَيْنَي فَخْرَهَا،
فاغْتَدَتْ ترفُلُ في أبْهَى الحلَلْ
رَفّ بِشْرُ الأُفْقِ في عَيْني لَها،
لا لأِنّ الشّمسَ حَلّتْ في الحَمَلْ
ما أبالي منْ زماني بعدَهَا،
إذْ أصحَّ النّفسَ، إنْ جسمي أعلّ
أيّهَا المَوْلى ! لَقَد حُمِّلْتُ ما
لم يدعْ، في وسعِ عبدٍ، محتملْ
وضحَ الطَّوْقُ، الذي حلّيْتَني،
فَتَراءَتْهُ نُفُوسٌ لا مُقَلْ
أنَا لو طوِّقْتُ، منهُ بدلاً،
أنجمَ الجوزاء، لم أرضَ البدلْ
كم مرادٍ ليَ، من نعمائِكُم،
وَارِفِ الظّلّ، وَكَم وِردٍ عَلَل
لا تزلْ دولتكُم مبسوطة ً،
بسطة ً، في طيّها، قبضُ الدّول
ورَأى المِعْتَضِدُ المنصورُ مَا
أنْبأتْهُ فِيكَ لَيْتَ أو لَعَلّ
فستَلْقَاهُ اللّيالي، طَلْقَة ً،
بِتَفارِيقٍ أمَانِيهِ جُمَل
رقة احساس
07-31-2014, 05:26 PM
للحُبّ، في تِلكَ القِبابِ، مَرَادُ،
لوْ ساعفَ الكلفَ المشوقَ مرادُ
ليغُرْ هواكَ، فقدْ أجدَّ حماية ً
لفتاة ِ نجدٍ، فتية ٌ أنجادُ
كمْ ذا التّجلّدُ؟ لن يساعفَك الهوَى
بالوصلِ، إلاّ أنْ يطولَ نجادُ
أعقيلَة َ السّرْبِ ! المباحَ لوردِها
صفوُ الهوَى ، إذْ حلّئ الورّادُ
ما للمصايدِ لمْ تنلْكِ بحيلة ٍ؟
إنّ الظّباء لتدرّى ، فتصادُ
إنْ يعْدُ عن سَمْراتِ جَزْعك سامرٌ
في كلّ مطّلعٍ لهمْ إرعادُ
فَبِمَا تَرَقْرَقَ للمُتَيَّمِ بَينَها
غللٌ، شفَى حرَّ الغليلِ، برادُ
أنا حِينَ أُطْرِقُ لَيسَ يَفْتأُ طارِقي
شَوْقٌ، كَما طَرَقَ السّليمَ عِدادُ
ينهَى جفاؤكِن عن زيارَتيَ، الكرَى ،
كيْلا يزورَ خيالُكِ المعتادِ
لا تقطَعي صلة َ الخيالِ تجنّباً،
إذْ فيهِ منْ عوزِ الوصالِ سدادُ
ما ضرّ أنّكِ بالسّلامِ ضنينة ٌ،
أيّامَ طيفُكِ، بالعناقِ، جوادُ
هَلاَّ حَمَلْتِ السُّقمَ عن جِسْمٍ لَهُ،
في كلّة ٍ زرّتْ عليكِ، فؤادُ
أوْ عُدْتِ من سَقَمِ الهوَى ؛ إنّ الهوَى
مِمّا يُطِيلُ ضَنى الفتى ، فيُعادُ
إيهاً! فَلَوْلا أنْ أُروعَكِ بالسَّرَى
لدَنَا وسادٌ، أوْ لطالَ سوادُ
لغشِيتُ سجفَكِ في ملاءة ِ نثرة ٍ،
فضلٍ، سوَى أنّ العطافَ نجادُ
لأميلَ في سُكرِ اللَّمى فيَبيتَ لي،
ممّا حوَى ذاكَ السّوارُ، وسادُ
فعدي المُنى ، فوعيدُ قومكِ لم يكُنْ
ليعوقَ عنْ أنْ يقتضَى الميعادُ
أصْبُو إلى وَرْدِ الخُدودِ، إذا عَدَتْ
جُرْدٌ، تُبَلّغِني جَناهُ، وِرَادُ
وأراحُ للعطرِ، السَّطوعِ أريجُهُ،
إنْ شِيبَ بالجَسدِ العَطيرِ جِسادُ
عَزْمٌ إذا قَصَدَ الحِمَى لمْ يَثْنِه
أنّ القَنَا، مِنْ دُونِها، أقْصَادُ
منْ كانَ يجهلُ ما البليدُ، فإنّهُ
مَن تَطّبيهِ، عَنِ الحُظوظِ، بِلادُ
وَفَتى الشّهامَة ِ مَنْ، إذا أمَلٌ سَمَا،
نَفَذَتْ به شُورَى ، أوِ اسْتِبْدادُ
منْ مبلغٌ عنّي الأحبّة َ، إذْ أبَتْ
ذِكْرَاهُمُ أنْ يَطْمَئِنّ مِهادُ
لا يأسَ؛ ربّ دنوّ دارٍ جامعٍ
للشّملِ، قدْ أدّى إليهِ بعادُ
إنْ أغترِبْ فمواقِعَ الكرمِ، الّذي
في الغَرْبِ شِمْتُ بُرُوقَهُ، أرْتَادُ
أو أنأَ، عنْ صيدِ الملوكِ بجانبي،
فهمُ العبيدُ مليكُهُمْ عبّادُ
المَجدُ عُذْرٌ في الفِرَاقِ لمَنْ نَأى ،
ليَرَى المَصانِعَ مِنْهُ كَيفَ تُشادُ
يا هلْ أتَى منْ ظنّ بي، فظنونُهُ
شَتّى تَرَجَّحُ بَيْنَها الأضْدَادُ
أنّي رَأيْتُ المُنْذِريْنِ، كِلَيْهِما،
في كونِ ملكٍ لم يحلْهُ فسادُ
وبصُرْتُ بالبردَينِ إرثِ محرِّقٍ،
لمْ تخلُقَا، إذْ تخلُقُ الأبرادُ
وعرفْتُ من ذي الطّوْقِ عمرٍو ثأرَهُ
لجَذِيمَة َ الوَضّاحِ، حينَ يُكادُ
وأتَى بيَ النّعمانَ يومَ نعيمِهِ،
نجمٌ تلقّى سعدَهُ الميلادُ
قَد أُلّفَتْ أشْتاتُهُمْ في وَاحِدٍ،
إلاّ يكنْهُمْ أمّة ً، فيكَادُ
فكأنّني طالعْتُهُمْ بوفادة ٍ،
لمْ يستطِعْهَا عروة ُ الوفّادُ
في قَصْرِ مَلْكٍ كالسّدِيرِ، أوِ الذي
ناطَتْ بهِ شُرُفاتِهَا سِنْدادُ
تتوهّمُ الشّهْبَاءَ فيهِ كتيبة ً
بِفِنَاءٍ، اليَحْمُومُ فيهِ جَوادُ
يَختالُ، مِنْ سَيرِ الأشاهِبِ وَسطَه،
بِيضٌ، كمُرْهَفَة ِ السّيوفِ، جِعادُ
في آلِ عبّادٍ حططْتُ، فأعصَمتْ
هِمَمي، بحَيْثُ أنافَتِ الأطْوَادُ
أهلُ المناذرَة ِ، الذينَ همُ الرُّبَى
فَوْقَ المُلُوكِ، إذِ المُلُوكُ وِهادُ
قَوْمٌ إذا عَدّتْ مَعَدٌّ عَقِيلَة ً،
ماءَ السّماء، فهمْ لهَا أوْلادُ
بيتٌ تودّ الشُّهْبُ، في أفلاكِها،
لوْ أنّهَا، لبنائِهِ، أوْتَادُ
مَمْدُودَة ٌ، بلُهَى النّدى ، أطنابهُ،
مَرْفُوعة ٌ، بالبِيضِ، منهُ عِمادُ
مُتَقادِمٌ إلاّ تكُنْ شَمْسُ الضّحَى
لِدَة ً لَهُ، فَنُجومُها أرْآدُ
نِيطَتْ بِعَبّادٍ لآلىء ُ مَجْدِهِمْ،
فَتلألأتْ، في تُومِها، الأفْرادُ
ملكٌ إذا افتنّتْ صفاتُ جلالِهِ،
فتَقاصرَتْ عَنْ بَعضِها الأعْدادُ
نَسِيَتْ زَبِيدٌ عَمْرَها، بل أعرَضَتْ
عنْ وصفِ كعبٍ بالسّماحِ إيادُ
فضحَ الدُّهاة َ، فَلَوْ تَقَدّمَ عَهْدُهُ
لعنَا المغيرَة ُ، أوْ أقرّ زيادُ
لا يأمنُ الأعداءُ رجمَ ظنونهِ؛
إنّ الغيوبَ وراءهَا إمدادُ
مَلِكٌ، إذا ما اخْتالَ غُرّة ُ فَيْلَقٍ،
قدْ أمطيَتْ، عقبانَهُ، الآسادُ
أسدٌ، فرائسُها الفوارسُ في الوغَى ،
لكِنْ بَرَاثِنُها، هُناكَ، صِعادُ
خِلْتُ اللّواء غَمامَة ً في ظِلّها
قَمَرٌ، بِغُرّتِهِ السّنَا الوَقَادُ
شَيْحانُ مُنْغَمِسُ السّنانِ من العِدا
في النّقعِ، حيثُ تغلغلُ الأحقادُ
تشكو إليهِ الشّمسُ نقعَ كتيبة ٍ،
ما زالَ مِنْهُ، لِعَيْنِها، إرْمادُ
جيشٌ، إذا ما الأفْقُ سافَرَ طيرُهُ
معهُ، ففي ذممِ الصّوارِم زادُ
مُستطرِفٌ للمَجدِ، لم يَكُ حَسبُهُ
مَجْدٌ، يَدورُ مَعَ الزّمانِ، تِلادُ
ما كانَ مِنهُ إلى رَفاهَة ِ راحة ٍ،
حتى يخلِّدَ، مثلَهُ، إخلادُ
أرِجُ النّدِيّ، مَتى تَفُزْ بِجَوارِهِ،
يطبِ الحديثُ ويعبقِ الإنشادُ
لوْ أنّ خاطرَهُ الجميعَ مفرَّقٌ
في الخَلْقِ، أوشَكَ أن يُحسّ جمادُ
نفْسِي فداؤكَ، أيّهَا الملكُ الذي
زُهْرُ النّجُومِ، لوَجْهِهِ، حُسّادُ
تَبدُو عَليكَ، من الوَسامَة ِ، حُلَّة ٌ
يهفُو إليهَا، بالنّفوسِ، ودادُ
لمْ يَشْفِ مِنكَ العَينَ أوّلُ نظرَة ٍ
لوْلا المَهابَة ُ رَاجَعَتْ تَزْدادُ
ما كانَ مِنْ خَلَلٍ، فأنتَ سِدادُهُ
في الدّهرِ، أوْ أوَدٍ، فأنْتَ سَدادُ
الدّينُ وَجْهٌ، أنتَ فيهِ غُرَّة ٌ،
والملكُ جفنٌ، أنْتَ فيهِ سوادُ
لله منكَ يدٌ علَتْ، تولي بِهَا
صَفداً فيُحْمَدُ، أو يُفَكّ صِفادُ
لَوْ أنّ أفْواهَ المُلُوكِ تَوافَقَتْ
فِيهَا، لَوافَقَ حَظَّهَا الإسْعادُ
نَفعَ العُداة َ اليأسُ مِنْكَ، لأنّهُ
بردَتْ عليهِ منهُمُ الأكبادُ
ينصاعُ من جارَاكَ مقبوضَ الخُطا
فكأنّمَا عضّتْ بهِ الأقيادُ
قدْ قلْتُ للتّالي ثناءكَ سورَة ً،
ما للوَرى ، في نَصّهَا، إلْحادُ
أعِدِ الحَدِيثَ عَنِ السّيَادَة ِ، إنّهُ
لَيْسَ الحديثُ يُمَلّ حِينَ يُعادُ
كَرَمٌ، كماء المُزْنِ رَاقَ، خِلالَهُ،
أدبٌ، كروضِ الحزنِ باتَ يجادُ
ومحاسنٌ، زهرَ الزّمانُ بزهرِهَا،
فكأنّما أيّامُهُ أعْيَادُ
يا أيّهَا المَلِكُ الّذِي، في ظِلّهِ،
ريضَ الزّمانُ، فذلّ منْهُ قيادُ
يا خيرَ معتضدٍ بمنْ أقدارُهُ،
في كُلّ مُعْضِلَة ٍ، لَهُ أعْضَادُ
لَما وَرَدْتُ، بِوِرْدِ حَضرَتكَ، المُنى ،
فهقَتْ لديّ جمامُهَا الأعدَادُ
فاستقبلَتْني الشّمْسُ تبسُطُ راحة ً
للبحرِ، منْ نفحاتِها، استمدادُ
فَلِئنْ فَخَرْتُ، بما بَلَغتُ، لقَلّ لي
ألاّ يكونَ مِنْ النّجُومِ عَتادُ
مهما امتدحتُ سواكَ، قبلُ، فإنّما
مدحي، إلى مدْحي، لكَ استطرادُ
يَغشَى المَيادِينَ الفَوارِسُ، حِقْبَة ً،
كيما يعلّمَها، النّزالَ، طرادُ
فلأسحبَنْ ذيلَ المُنى في ساحة ٍ،
إلاّ أُوَفَّ بِها المُنى ، فأُزادُ
وليستفيدَنّ السّناءَ، معَ الغِنى ،
عَبْدٌ يُفيدِ النُّصْحَ، حينَ يُفَادُ
ولأنْتَ أنفسُ شيمَة ً من أنْ يُرَى ،
لنفيسِ أعْلاقي لديْكَ، كسادُ
هيهاتَ قد ضمِنَ الصّباحُ لمنْ سرَى
أنْ يَسْتَتِبّ، لسعَيهِ، الإحْمادُ
لا تَعْدَمَنّ، من الحُظُوظِ، ذخيرَة ً
تَبْقَى ، فلا يَتْلُو البَقَاءَ نَفَادُ
رقة احساس
07-31-2014, 05:27 PM
لقدْ سرّنا أنّ النّعِيّ مُوكَّلٌ
بِطاغِيَة ٍ قد حُمّ منهُ حِمَامُ
تجانبَ صوبُ المُزْنِ عن ذلكَ الصّدى
ومَرّ عليهِ الغَيْثُ وَهوَ جَهامُ
رقة احساس
07-31-2014, 05:28 PM
لَوْ تُرِكْنَا بِأنْ نَعُودَكَ عُدْنَا،
وَقَضَيْنَا الذي عَلَيْنَا، وَزِدْنَا
غيرَ أنّ الهوى استطارَ حديثاً،
فانتحتْنَا العيونُ لمّا حسدْنَا
فَلَوَ أنّ النّفُوسَ تُقْبلُ مِنّا،
لَسَمَحْنَا بِهَا، فِداءً، وَجُدْنَا
رقة احساس
07-31-2014, 05:28 PM
هذا الصّباحُ، على سرَاكِ، رقيبَا،
فَصلِي بِفَرْعِكَ لَيْلَكِ الغِرْبِيبَا
ولدَيْكِ، أمثالَ النّجومِ، قلائدٌ،
ألِفَتْ سَمَاءكِ لَبّة ً وَتَرِيبَا
لِيَنُبْ عَنِ الجَوْزَاء قُرْطُكِ كْلّما
جَنَحَت، تُحَثّ جَنَاحَها تَغْرِيبَا
وإذا الوشاحُ تعرّضتْ أثناؤهُ،
طلعَتْ ثريّا لمْ تكنْ لتغيبَا
وَلَطَالَمَا أبْدَيْتِ، إذْ حَيّيْتِنَا،
كفّاً، هيَ الكفّ الخضيبُ، خضيبَا
أظنينَة ً ! دعوَى البراءة ِ شأنُهَا،
أنتِ العدوّ، فلمْ دعيتِ حبيبَا؟
ما بَالُ خَدّكِ لا يَزَالُ مُضَرَّجاً
بدمٍ، ولحظُكِ لا يزالُ مريبَا؟
لوْ شئتِ، ما عذّبتِ مهجة َ عاشقٍ
مُسْتَعْذِبٍ، في حُبّكِ، التّعْذِيبَا
وَلَزْرْتِهِ، بَلْ عُدْتِهِ، إنّ الهَوى
مرضٌ، يكونُ لهُ الوصالُ طبيبَا
مَا الهجرُ إلاّ البينُ، لولا أنّهُ
لَمْ يَشْحُ فَاهُ بِهِ الغُرَابُ نَعِيبَا
ولقدْ قضى فيكِ التّجلّدُ نحبَهُ،
فَثَوَى وَأعْقَبَ زَفْرَة ً وَنَحِيبَا
وأرى دموعَ العينِ ليسَ لفيضِهَا
غَيْضٌ، إذا ما القَلبُ كانَ قَلِيبَا
مَا لي وللأيّامِ، لجّ معَ الصِّبَا
عدوانُهَا، فكَسَا العذارَ مشيبَا
محقتْ هلالَ السّنّ، قبلَ تمامِهِ؛
وذوَى بهَا غصنُ الشّبابِ رطيبَا
لألمّ بي مَا لوْ ألَمّ بشاهقٍ،
لانْهَالَ جَانِبُهُ، فَصَارَ كَثِيبَا
فَلَئِنْ تَسُمْني الحَادِثَاتُ، فقد أرَى
للجفنِ، في العضبِ الطّريرِ، ندوبَا
وَلَئِنْ عَجِبْتُ لأنْ أُضَامَ، وَجَهوَرٌ
نِعْمَ النّصِيرُ، لَقَدْ رَأيتُ عَجيبَا
مَنْ لا تُعَدّي النّائِبَاتُ لجَارِهِ
زَحْفَاً، وَلا تَمْشِي الضَّرَاء دَبِيبَا
ملكٌ أطاعَ اللهَ منهُ موفَّقٌ؛
مَا زَالَ أوّاباً إلَيْهِ مُنِيبَا
يأتي رضاهُ معادياً وموالياً،
ويكونُ فيهِ معاقباً ومثيبَا
مُتَمَرِّسٌ بالدّهْرِ، يَقْعُدُ صَرْفُهُ
إنْ قامَ، في نادي الخطوبِ، خطيبَا
لا يوسمُ الرّأيُ الفطيرُ بهِ، وَلا
يعتادُ إرسالَ الكلامِ قضيبَا
تأبَى ضرائبُهُ الضُّروبَ نفاسة ً
منْ انْ تقيسَ بهِ النّفوسُ ضريبَا
بَسّامُ ثَغرِ البِشْرِ، إنْ عَقَدَ الحُبَا،
فرأيْتَ وضّاحاً، هناكَ، مهيبَا
مَلأ النّواظِرَ صَامِتاً، وَلَرُبَّمَا
ملأ المَسَامِعَ سَائلاً ومُجِيبَا
عِقْدٌ، تألّفَ في نِظَامِ رِيَاسة ٍ،
نَسَقَ اللآلىء َ مُنْجِباً وَنَجِيبَا
يَغْشَى التّجارِبَ كَهلُهُمْ، مُستغنياً
بقَرِيحَة ٍ، هِيَ حَسْبُهُ تَجْرِيبَا
وإذا دعوْتَ وليدَهُمْ لعظيمة ٍ،
لَبّاكَ رَقْراقَ السّمَاحِ، أدِيبَا
هممٌ تنافسُها النّجومُ، وقد تلا،
في سؤدَدٍ منْهَا، العقيبُ عقيبَا
ومحاسنٌ تندى رقائقُ ذكرِها،
فتكادُ توهِمُكَ المديحَ نسيبَا
كالآسِ أخضرَ نضرة ً، والوردِ أحمرَ
بهجة ً، والمِسْكِ أذفرَ طيبَا
وإذا تفنّنَ، في اللّسانِ، ثناؤُهُ،
فَافْتَنّ، لَمْ يَكُنِ المُرَادُ غَرِيبَا
غَالى بمَا فيهِ، فغيرُ مواقعٍ
سَرَفاً، وَلا مُتَوقِّعٍ تَكْذِيبَا
كان الوُشَاة ُ، وَقَد مُنيتُ بإفْكِهِمْ،
أسباطَ يعقوبٍ، وكنتُ الذّيبَا
وإذا المُنى ، بقبولِكَ الغضّ الجنى ،
هُزّتْ ذَوَائِبُهَا، فَلا تَثْرِيْبَا
أنا سيفك الصّدىء الذي مهما تشأ
تُعِدِ الصّقَالَ إليه والتّذْ رِيبَا
كمْ ضاقَ بي من مذهبٍ في مطلبٍ،
فثنيْتَهُ فسحَ المجالِ، رحيبَا
وزهَا جنابُ الشّكرِ حينَ مطرْتَهُ
بِسَحَائِبِ النُّعْمَى ، فَرُدّ خَصِيبَا
رقة احساس
07-31-2014, 05:29 PM
هل النّداءُ، الذي أعلنتُ، مُستَمَعُ؛
أمْ في المِئاتِ، التي قدَّمتُ، مُنتَفَعُ؟
إنّي لأعجبُ منْ حظٍّ يسوِّفُ بي،
كاليأسِ من نيلِه، أن يجذبَ الطمعُ
تأبَى السّكونَ إلى تَعلِيلِ دهرِيَ لي،
نفسٌ إذا خودعتْ لم ترضِها الخدَعُ
ليسَ الرّكونُ إلى الدّنيا دَليلَ حِجًى ،
فإنّها دُوَلٌ، أيّامُهَا مُتَعُ
تأتي الرّزايا نظاماً من حوادِثِهَا،
إذِ الفَوائِدُ، في أثْنَائِهَا، لُمَعُ
أهلُ النّباهة ِ أمثالي لدهرِهمُ،
بقَصرِهمْ، دون غاياتِ المُنى ، وَلَعُ
لولا بنو جهورٍ ما أشرقَتْ همَمي،
كمِثْلِ بِيضِ اللّيالي، دُونَها الدُّرَعُ
همُ الملوكُ، ملوكُ الأرضِ دونهمُ،
غِيدُ السّوالِفِ، في أجيادِها تَلَعُ
من الوَرَى ، إنْ يَفوقوهمْ، فلا عجبٌ،
كذلكَ الشّهرُ، منْ أيّامِهِ، الجمعُ
قومٌ، متى تحتفلْ في وصفِ سؤدَدِهم
لا يأخذِ الوصفُ إلاّ بعضَ ما يدَعُ
تَجَهَّم الدّهرُ، فانصَاتَتْ لهُمْ غُرَرٌ،
ماءُ الطّلاقة ِ، في أسرارِها، دفعُ
باهتْ وجوهُهُمُ الأعراضَ من كرمٍ؛
فكلّما راقَ مرأى ً طابَ مستمعُ
سروٌ، تزاحمُ، في نظمِ المديح لهُ،
محاسِنُ الشِّعرِ، حتى بَينها قُرَعُ
أبو الوليدِ قدِ استوفَى مناقبِهُمْ،
فللتّفاريقِ منْهَا فيهِ مجتمعُ
هوَ الكريمُ، الذي سنّ الكرامُ لهُ
زُهْرَ المَساعي، فلَمْ تَستهوِه البِدَعُ
من عترة ٍ أوهمَتْهُ، في تعاقُبِها،
أنّ المكارمَ، إيصاءً بها، شرعُ
مهذَّبٌ أخلصَتْهُ أوّليّتُهُ،
كالسّيفِ بالغَ في إخلاصِهِ الصَّنَعُ
إنّ السّيوفَ، إذا ما طابَ جَوْهرُها،
في أوِّل الطّبعِ، لم يعلَقْ بها طبعُ
جذلانُ يستضْحكُ الأيّامَ عن شيمٍ،
كالرّوْضِ تَضْحَكُ منه في الرُّبى قِطَعُ
كالبارِدِ العَذْبِ، لذّتْ، من مَوارِدِه
لشاربٍ غبَّ تبريحِ الصّدى ، جرعُ
قلْ للوزيرِ، الذي تأميلُهُ وزرِي،
إنْ ضاقَ مضطربٌ، أوْ هالَ مطّلعُ
أصخْ لهمسِ عتابٍ، تحتَهُ مقة ٌ،
وَكلّفِ النّفْسَ منها فوقَ ما تَسَعُ
ما للمتَابِ، الذي أحصفتَ عقدَتَهُ،
قد خامرَ القلبَ، من تضْييعه، جزعُ؟
لي، في الموالاة ِ، أتباعٌ يسرّهُمُ
أنى لهُمْ، في الذي نِجزَى به، تَبَعُ
ألستُ أهلَ اختصاصٍ منكَ، يلبسُني
جَمالَ سِيماهُ؟ أمْ ما فيّ مُصْطَنَعُ؟
لم أوتِ في الحالِ، من سعيي لديك، ونى ً
بلْ بالجدودِ تطيرُ الحالُ أوْ تَقعُ
لا تستجِزْ وَضْعَ قدرِي بعد رَفْعِكَهُ،
فاللَّهُ لا يَرْفَعُ القَدر الذي تَضَعُ!
تقدّمَتْ لكَ نعمى ، رادَها أملي،
في جانِبٍ، هوَ للإنْسانِ مُنتَجَعُ
ما زالَ يونقُ شكرِي في مواقِعِها
كالمُزْنِ تونِقُ، في آثارِهِ، التُّرَعُ
شكرٌ، يروقُ ويرضي طيبُ طعمته،
في طَيّهِ نَفَحاتٌ، بَينَها خِلَعُ
ظنّ العِدا، إذْ أغبّتْ، أنّها انقطعتْ؛
هَيهاتَ ليسَ لِمدّ البَحرِ مُنقطَعُ
لا بأسَ بالأمرِ، إنْ ساءتْ مبادئُهُ
نفسَ الشّفيقِن إذا ما سرّتِ الرُّجَعُ
إنّ الأُلَى كنتُ، من قبل افتضاحِهمِ،
مثلَ الشّجا في لهاهُم، ليس يُنتَزَعُ
لم أحظَ، إذْ همْ عِداً، بادٍ نِفاقُهمُ،
إلاّ كما كنتُ أحظَى ، إذْ همُ شيعُ
ما غاظهمْ غيرُ ما سيّرْتُ من مدَحٍ،
في صَائِكِ المِسكِ من أنفاسِها فَنَعُ
كَمْ غُرَّة ٍ لي تَلَقّتْها قُلُوبُهُمُ؛
كمَا تلقّى شهابَ الموقِدِ الشّمَعُ
إذا تأمّلتَ حُبْي، غِبَّ غَشّهِمِ،
لم يَخفَ من فَلَقِ الإصْباحِ مُنصَدِعُ
تلكَ العرانينُ، لم يصلُحْ لها شممٌ،
فكانَ أهونَ ما نِيلَتْ بهِ الجدَعُ
أوْدَعتَ نُعماكَ منهمْ شرَّ مُغتَرَسٍ،
لَن يَكرُمَ الغَرْسُ حتى تكرُم البُقعُ
لقد جَزَتهُمْ جَوازِي الدّهرِ عن مِننٍ
عفَتْ، فلم يثنهمْ، عن غمطها، ورعُ
لا زالَ جدُّكَ بالأعداءِ يصرعُهُمْ؛
إنْ كانَ بينَ جدودِ النّاسِ مصطرعُ
رقة احساس
07-31-2014, 05:29 PM
ولمّا التقينَا للوداعِ غديّة ً،
وَقد خَفَفَتْ، في ساحة ِ القصرِ، رايَاتُ
وقرّنَتِ الجردُ العتاقُ، وصفّقَتْ
طبولٌ، ولاحتْ للفراقِ علاماتُ
بَكَيْنا دَماً، حتى كأنّ عُيونَنا،
لجَرْيِ الدّموعِ الحُمرِ، فيها جَراحاتُ
وكنّا نرجّي الأوْبَ، بعدَ ثلاثة ٍ؛
فكيفَ، وقد كانتْ عليهَا زياداتُ !
رقة احساس
07-31-2014, 05:30 PM
أقدَمْ، كما قَدِمَ الرّبيعُ الباكرُ،
واطْلُعْ، كما طَلعَ الصّباحُ الزّاهِرُ
قسماً، لقد وفّى المُنى ، ونفى الأسَى ،
مَنْ أقْدَمَ البُشرَى بِأنّكَ صَادِرُ
ليُسَرّ مُكْتَئِبٌ، وَيُغْفَى ساهِرٌ،
ويراحَ مرتقبٌ، ويوفيَ ناذرُ
قَفَلٌ وإبْلالٌ، عَقِيبَ مُطِيفَة ٍ
غشيَتْ، كمَا غشيَ السّبيلَ العابرُ
إنْ أعنَتَ الجسمَ المكرَّمَ وعكُها؛
فلَرُبّما وُعِكَ الهِزَبْرُ الخَادِرُ
ما كانَ إلاّ كانجلاء غيابة ٍ،
لبِسَ، الفِرِنْدَ بها، الحُسامُ الباترُ
فلتغْدُ ألسنة ُ الأنامِ، ودأبُهَا
شكرٌ، يجاذبُهُ الخطيبَ الشّاعرُ
إن كان أسعدَ، من وصولكَ، طالعٌ،
فكذاكَ أيمنَ، من قُفُولِكَ، طائرُ
أضْحَى الزّمانُ، نَهارُهُ كَافُورَة ٌ،
وَاللّيلُ مِسْكٌ، منْ خِلالِكَ، عاطرُ
قَد كانَ هجري الشّعرَ، قبلُ، صَريمة ً،
حَذَرِي، لذلكَ النّقدِ فيها، عاذِرُ
حتى إذا آنسْتُ أوْبَكَ بارئاً،
صفَتِ القريحة ُ واستنارَ الخاطرُ
عيٌّ، قلبْتَ إلى البلاغة ِ عيَّهُ؛
لولا تقاكَ لقلتُ: إنّكَ ساحرُ
لقّحتَ ذهني، فاجنِ غضّ ثمارِه؛
فالنّخلُ يحرزُ مجتناهُ الآبرُ
كم قد شكرْتُك، غبّ ذكرِك، فانتشَى
متذكّرٌ مني، وغرّدَ شاكرُ
يَا أيّهَا المَلِكُ، الّذِي عَلْياؤهُ
مثلٌ، تناقَلُهُ اللّيالي، سائرُ
يا منْ لبرْقِ البشرِ منهُ تهلّلٌ،
ما شِيمَ إلاّ انْهَلّ جُودٌ هَامِرُ
أنتَ ابنُ مَن مجدَ المُلوكَ، فإن يكُنْ
للمجْدِ عينٌ، فهوَ منْها ناظرُ
ملكٌ أغرُّ، ازدانَتِ الدّنيا بهِ،
أبْنَاكَ في ثبجِ المجرّة ِ قبّة ً؛
فَهَنَاكَ أنّكَ للنّجُومِ مُخاصِرُ
وَتَلَقّ، من سِيمَتك، صِدْقَ تَفاؤلي،
فهمَا المؤيَّدُ بالإلهِ الظّافرُ
رقة احساس
07-31-2014, 05:32 PM
أيّتُها النّفسُ إليهِ اذْهَبي،
فمَا لقلبيَ عنْهُ منْ مذْهَبِ
مُفَضَّضُ الثّغْرِ لَهُ نُقطَة ٌ
مِنْ عَنْبَرٍ في خَدِّهِ المُذْهَبِ
أنْسَانيَ التّوبَة َ مِنْ حُبّهِ
طلوعُهُ شمْساً منَ المغربِ
رقة احساس
07-31-2014, 05:33 PM
الدّهرُ، إنْ أمْلى ، فَصِيحٌ أعْجَمُ،
يعطي اعتبارِي ما جهِلتُ، فأعلمُ
إنّ الذي قَدَرَ الحَوادِثَ قدْرَهَا،
ساوَى لَدَيْهِ الشّهْدَ مِنْها العَلْقَمُ
ولقد نظرْتُ، فلا اغترابٌ يقتضي
كدَرَ المآلِ، ولا تَوَقّ يَعْصِمُ
كم قاعدٍ يَحظى ، فتُعجِبُ حالُهُ،
من جاهدٍ يَصِلُ الدّؤوبَ، فيُحرَمُ
وأرَى المساعيَ كالسّيوفِ تبادَرَتْ
شأوَ المَضاء، فمُنْثَنٍ وَمُصَمِّمُ
ولكمْ تسامى ، بالرّفيعِ نصابُهُ،
خطرٌ، فناصبَهُ الوضيعُ الألأمُ
وأشدُّ فَاجِعَة ِ الدّواهِي مُحْسِنٌ
يسعى ، ليعلِقَهُ الجريمة َ مجرِمُ
تَلَقى الحسودَ أصمَّ عن جَرْسِ الوفا،
ولَقد يُصِيخُ، إلى الرُّقاة ِ، الأرْقَمُ
قُلْ للبُغاة ِ المُنْبضِينَ قِسِيَّهُمْ:
سَتَرَوْنَ مَنْ تُصْمِيهِ تلكَ الأسهُمُ
أسررْتُمُ، فرأى ، نجيَّ عيوبكُمْ،
شَيحانُ، مَدّلُولٌ عليها، مُلهَمُ
وعبَأتُمُ للفِسْقِ ظُفْرَ سِعايَة ٍ
لم يعدُكُمْ أنْ ردَ، وهوَ مقلَّمُ
ونبذْتُمُ التّقْوَى وراء ظهورِكُمْ،
فغدا، بغيضَكُمُ، التّقيُّ الأكرَمُ
ما كانَ حِلْمُ مُحمّدٍ لِيُحِيلَهُ
عن عهدِهِ دغِلَ الضّميرِ، مذمَّمُ
مَلِكٌ تَطَلّعَ للنّواظِرِ غُرَّة ً،
زهراءَ، يبديهَا الزّمانُ الأدْهَمُ
يَغْشَى النّواظِرَ من جَهِيرِ رُوائهِ،
خَلقٌ، يُرَى ملءَ الصّدورِ، مُطَهَّمُ
وسنَا جبينٍ يستطيرُ شعاعُهُ،
يُغني، عن القَمَرَينِ، مَن يَتَوَسّمُ
صلْتٌ،تودُّ الشّمسُ لوْ صيغتْ لهُ
تاجاً، ترصِّعُ جانبَيْهِ الأنْجُمُ
فضَحَتْ مَحاسِنُهُ الرّياضَ بكَى الحَيا
وهناً عليهَا، فاغتدَتْ تتبسّمُ
بالقَدْرِ يَبْعُدُ، والتّواضُعِ يَدني،
وَالبِشْرِ يَشْمِسُ، وَالنّدى يَتَغَيّمُ
جذلانُ، في يومِ الوغَى ، متطلِّقٌ
وَجْهاً إلَيْهَا، والرّدَى مُتَجَهِّمُ
بأسٌ، كمَا صالَ الهِزَبْرُ، إزَاءَهُ
جودٌ، كما جاشَ الخضمُّ الخضرِمُ
نفسِي فداؤكَ، أيّها الملكُ، الذي
كلُّ المُلوكِ لَهُ، العَلاءَ، تُسَلِّمُ
سدتَ الجميعَ، فليسَ منهمْ منكرٌ،
أنْ صِرْتَ فَذَّهُمُ الذي لا يُتْأمُ
لا غَرْوَ، أُمُّ المَجدِ، في بِكْرِ الحِجى
من أن يُضافَ إلَيكَ صِنوٌ، أعقَمُ
فاحسِمْ دواعيَ كُلّ شَرّ دُونَهُ؛
فالدّاءُ يسرِي، إنْ عدا، لا يحسَمُ
كم سقطِ زندٍ قد نما، حتى غدا
بركانَ نارٍ، كلَّ شيءٍ تحطِمُ
وكذلكَ السّيلُ الجحافُ، فإنّما
أُولاهُ طَلٌّ، ثُمّ وَبْلٌ يَثْجُمُ
وَالمالُ يُخرِجُ أهْلَهُ عَنْ حَدّهمْ؛
وافهَمْ فإنّكَ بالبواطنِ أفهَمُ
واذكرْ صنيعَ أبيكَ، أوّلَ أمرِهِ،
في كلّ متّهمٍ، فإنّكَ تعلمُ
لم يبقِ منهُمْ منْ توقّعَ شرَّهُ،
فصفَتْ لهُ الدّنيا، ولذّ المطعمُ
فعلامَ تنكُلُ عنْ صنيعٍ مثلِهِ؛
ولأنتَ أمضَى في الخطوبِ، وأشهَمُ
وَجَنابُكَ الثَّبْتُ، الذي لا يَنْثَني؛
وحسامُكَ العضْبُ، الذي لا يكهمُ
والحالُ أوسعُ، والعوالي جمّة ٌ؛
وَالمَجدُ أشمَخُ، وَالصّرِيمَة ُ أصرَمُ
لا تتركَنْ للنّاسِ موضعَ شبهة ٍ،
وَاحْزُمْ، فمِثلُكَ في العَظائمِ أحزَمُ
قَدْ قالَ شاعرُ كِندَة ٍ، فِيما مَضى ،
بيتَاً على مرّ اللّيالي يعلَمُ:
لا يَسْلَمُ الشّرفُ الرّفيعُ منَ الأذَى
حتّى يراقَ على جوانبِهِ الدّمُ
فرقٌ عوَتْ، فزأرْتَ زأرَة َ زاجرٍ،
راعَ الكليبَ بها السَّبنتى الضّيغَمُ
يا ليتَ شعرِي ! هل يعودُ سفيهُهم،
أمْ قد حَماهُ النّبحَ، ذاك، المِكْعَمْ؟
لي منكَ، فليذُبِ الحسودُ تلظيّاً،
لطفُ المكانة ِ، والمحلُّ الأكرَمُ
وَشُفُوفُ حَظٍّ، لَيس يفْتأُ يُجْتَلى
غَضَّ الشّبابِ، وَكُلُّ حظٍّ يَهرَمُ
لم تُلفَ صَاغِيتي، لدَيكَ، مُضاعَة ً،
كلاّ ولا خفيَ اصطناعي الأقدَمُ
بلْ أوْسَعَتْ حفظاً، وصدقَ رعاية ٍ،
ذِمَمٌ مُوَثَّقَة ُ العُرا، لا تُفْصَمْ
فليخرِقَنّ الأرضَ شكرٌ منجدٌ
مني، تَنَاقَلُهُ المَحافِلُ، مُتْهِمْ
عَطِرٌ، هوَ المِسكُ السَّطوعُ، يطيبُ في
شَمّ العُقُولِ أرِيجُهُ المُتَنَسَّمُ
وإذا غُصُونُ المَكْرُماتِ تَهَدّلَتْ،
كانَ، الثّناءَ، هَدِيلُهَا المُتَرنِّمُ
الفخرُ ثغرٌ، عن حفاظِكَ، باسمٌ؛
والمجدُ بُرْدٌ، من وَفائِكَ، مُعَلَمُ
فاسلَمْ مَدَى الدّنيا، فأنْتَ جَمالُها،
وَتَسوّغِ النُّعْمَى ، فإنّكَ مُنْعِمُ
رقة احساس
07-31-2014, 05:34 PM
إنْ ساء فِعْلُكِ بِي، فَما ذَنبي أنا؟
حسبُ المتيَّمِ أنّهُ قدْ أحسنَا
لم أسلُ حتى كانَ عذرُكِ، في الذي
أبديْتِهِ، أخفَى ، وعذرِيَ أبيَنَا
ولقد شكوتُكِ، بالضّميرِ، إلى الهوَى ،
وَدَعَوْتُ، مِنْ حَنَقٍ، عليكِ فأمّنا
مَنّيتُ نَفسي، من وَفائِكِ، ضَلّة ً،
وَلَقَدْ تَغُرّ المَرْءَ بَارِقَة ُ المُنَى
رقة احساس
07-31-2014, 05:35 PM
إليكِ، منَ الأنامِ، غدا ارتياحي،
وأنتِ، على الزّمانِ، مدى اقتراحي
وما اعترضتْ همومُ النّفسِ إلاّ،
وَمِنْ ذُكْرَاكِ، رَيْحاني وَرَاحي
فديْتُكِ، إنّ صبرِي عنكِ صبرِي،
لدى عطشِي، على الماء القراحِ
وَلي أملٌ، لَوِ الوَاشُونَ كَفُّوا،
لأطْلَعَ غَرْسُهُ ثَمَرَ النّجَاحِ
وأعجبُ كيفَ يغلبُني عدوٌّ،
رضَاكِ عليهِ منْ أمضَى سلاحِ !
وَلمَّا أنْ جَلَتْكِ ليَ، اخْتِلاساً،
أكُفُّ الدّهْرِ للحَيْنِ المُتَاحِ
رأيْتُ الشّمسَ تطلعُ منْ نقابٍ،
وغصنَ البانِ يرفُلُ في وشاحِ
فَلَوْ أسْتطيعُ طِرْتُ إلَيكِ شَوْقاً،
وكيفَ يطيرُ مقصوصُ الجناحِ؟
عَلَى حَالَيْ وِصَالٍ وَاجْتِنَابٍ؛
وَفي يَوْمَيْ دُنُوٍّ وَانْتِزَاحِ
وحسبيَ أنْ تطالعَكِ الأماني
بأُفْقِكِ، في مَسَاءٍ أوْ صَبَاحِ
فُؤادي، مِن أسى ً بكِ، غيرُ خالٍ،
وقلبي، عن هوى ً لكِ، غيرُ صاحِ
وأنْ تهدِي السّلامَ إليَ غبّاً،
ولَوْ في بعضِ أنفاسِ الرّياحِ
رقة احساس
07-31-2014, 05:35 PM
أهْدي إليّ بَقِيّة َ المِسْوَاكِ،
لا تظهرِي بخلاً بعودِ أراكِ
فَلَعَلّ نَفْسِي، أنْ يُنَفَّسَ ساعَة ً
عَنْهَا، بِتَقْبِيلِ المُقَبِّلِ فَاكِ
يا كوكباً، بارَى سناه سناءه،
تزهى القصورُ بهِ على الأفلاكِ
قرّتْ وفازَتْ، بالخطيرِ من المُنى ،
عينٌ تقلِّبُ لحظَها، فترَاكِ
رقة احساس
07-31-2014, 05:36 PM
لمّا اتصلْتِ اتّصالَ الخلبِ بالكبدِ،
ثمّ امتَزَجتِ امتِزاجِ الرّوحِ بالجسدِ
ساء الوُشاة َ مكاني منكِ، وَاتّقدَتْ،
في صدرِ كلّ عدوٍّ، جمرة ُ الحسدِ
فليسخطِ الناسُ، لا أهدِ الرّضَى لهمُ،
وَلا يَضِعْ لَكِ عَهدٌ، آخرَ الأبَدِ
لوِ استطعتُ، إذا ما كنتِ غائبة ً،
غضضْتُ طرفي، فلم أنظرْ إلى أحدِ
رقة احساس
07-31-2014, 05:37 PM
يا نَاسِياً لي، على عِرْفَانِهِ، تَلَفي،
ذِكْرُكَ منيَ، بالأنفاسِ، مَوْصُولُ
وقاطعاً صلتي، من غيرِ ما سببٍ،
تاللَّهِ! إنّكَ، عن رُوحي، لَمسؤولُ
ما شئتَ فاصنَعهُ، كلٌّ منكَ مُحْتَمَلٌ،
والذّنبُ مغتفرٌ، والعذرُ مقبولُ
لو كنتَ حظّيَ، لم أطلبْ بهِ بدلاً،
أوْ نِلْتُ منكَ الرّضَا، لم يبقَ مأمُولِ
العنودالشمريه
08-03-2014, 02:41 AM
يعطيك العافيه ياغاليه
كوني بخير
vBulletin® v3.8.9, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd by