دلع نجد
10-09-2014, 11:42 AM
ماذا بعد الحج ..؟؟
http://images.alwatanvoice.com/news/large/9998422812.jpg
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمدَ لله نحمَدُه ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يُضلل فلا هادي له .
وأشهد أنّ لا إله إلاّ اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسولُه.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران : 102]
وبعد : أخي الحاج الكريم ثبتني الله وإياك على الحق ، بعد أن منَّ الله عليك بنعمة حج بيته الكريم.
وأنت تودع البيتالحرام، ما الذي استشعرته وأنت تتهيأ لمغادرة تلك الربوعالطاهرة؟
لا شكّ أن وداع تلك المعالم الطاهرة شديدعلى النفس، وخاصة تلكالنفوس التي أخلصت لمولاها تعالى وهي تؤدي مناسكالحج.
تذكر وأنت تودع البيت المعظم أنك كنت في أيام طاعات ومواسمقربات وماأسعدها من لحظات،ولكن أخي هل تنقطع الطاعات إذا رجعت إلى وطنك.
افتحصفحة جديدة في حياتك، لتنال صفات أهل الحج المبرور ، فقد قالالحسن البصري رحمه الله: "الحجالمبرور هو أن يرجع صاحبه زاهداً في الدنيا راغباً فيالآخرة".
وقال بعضهم: من علامات الحج المبرور إنذلك يظهر بآخره فإن رجع خيراً مما كانعرف أنه مبرور.
واعلم أخي الحاج إن دوامك على الطاعات هو مفتاح فلاحك يوم العرض الأكبر .
حيث سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي العملأحبإلى الله؟ قال: "أدومه وإن قلّ".رواه مسلم.
وكانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إذا عملت العمل لزمته.
فمن علاماتالصلاح المداومة على الطاعات وإن قلّت، وهي عليك أنتشبث على عمل صالح فتلزمه وتداوم عليه، ولا تستحقر ذلك عسى الله تعالى أن يكتب لك حسنالختام، ويحفظ لك بركة حجك.
والنفس بطبعها تحب الكسل والراحة، فلاتعطهامناها حتى لا يجد الشيطان إليك سبيلاً ، قال الحسن البصري:إذا نظر إليك الشيطان فرآك مداوماً فيطاعة الله فبغاك وبغاك فرآك مداوماً ملّك ورفضك، وإذا كنت مرة هكذا ومرةهكذا طمعفيك.
ولابدّ لك من الصبر على الطاعات وأنت تواصل مشوار حياتك الجديدة ، واصبر أيضاً عن المعاصي، فإن الصبر على الطاعات وعن المعاصي من أرفع درجات الصبر ، قال ميمون بن مهران: الصبر صبرانفالصبر على المصيبة حسن، وأفضل منه الصبر عن المعصية.
وعن الحريث بن قيس قال: إذا أردت أمراً من الخير فلا تؤخره للغد، وإذا كنت في أمر الدنيا فتوخ، وإذا كنت فيالصلاة فقال لك الشيطان أنك ترائى،فزدها طولاً.
فالمبادرة المبادرة ولا تقولن سوف أو سأفعل.
وجاهد نفسك، ولا تضعف كما جاهدتها أيام كنت بتلك الأماكن الطاهرة،
قال الله تعالى: ((وَالَّذيِنَ جَاهَدُوا فينَا لَنَهْدينَّهُمْ سُبُلَنَاوَإنِّاللهَلَمَعَ المُحْسنينَ))العنكبوت.
وقال تعالى: ((فَأَمَّا مَن طَغَىَ وَآثَرَ الحَيَاَةَ الدُنيَا (38) فَإنَالجَحيمَ هي المَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْخَاف مَقَامَ رَبّه وَنَهَى النَّفْسَعَنِ الَّهَوَى (40) فَإنَّ الجَنَّة هيَالمَأْوَى)). النازعات.
ولا يفوتنك أنتكثر من دعاء الله تعالى أن يعينك على الثبات فيالطاعات، فأكثر أخي من الابتهال والتوجهإلى الله، أن يسدد خطواتك وأنت تسلك سبيلدينه الحق، وقد كان النبي الأكرميكثر من سؤالربه أن يثبته على دينه، سئلت أم سلمة رضي الله عنها عن أكثر دعائهفقالت: "كان أكثردعائه: يا مقلب القلوبثبت قلبي على دينك،فقيل لهفي ذلك؟فقال: إنه ليس آدمي إلا قلبه بين أصبعين منأصابع الله، فمنشاء أقام، ومن شاء أزاغ".سلسلة الأحاديث الصحيحة2091.
وفي رواية كانيقول"يا مثبت القلوبثبت قلوبنا على دينك". صحيح ابنماجه الألباني.
وإياك أن تنظر إلىنفسك نظرة أهل الغرور، الذين إذاعملوا القليل منالطاعات، رأوا أنفسهم كأنهم أفضل أهلالأرض.
ولكن أخي انظر إلى نفسك دائماً بعينالتقصير،فإنكمهما عملت من الصالحات فلن تؤدي شكر الله تعالى في أقل نعمه عليك، وإذا أردتأخي أن تعرفحال الصالحين بعد فعلهم للصالحات فتأمل معي هذه المواقف لتعلم أنعباد اللهالمخلصين يقرون دائماً بالتقصير.
فهذا رسولنا يعلمنا كيف تكون عبادة الله فكانيقوم من الليلحتى تتفطر قدماه، فإذا سألوه قالأفلا أكون عبداًشكوراً؟. رواهالبخاري.
وقالوالله إنّي لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر منسبعينمرّة.رواهالبخاري.
أرأيت أخي إذا كان النبي وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وهو يقوم بعبادة مولاه تعالى بهذه الصورة، أيحق لواحد بعد هذا أن يقول: إني عبدت الله حقالعبادة؟!!.
وهذا الصديق أبوبكر بعد توليهالخلافة خطب خطبتهالمشهورة أيها الناس قد وليت عليكم ولستبخيركم. قال الحسن البصريبلى والله إنه لخيرهم، ولكن المؤمن يهضمنفسه.
ويحكي لنا محمد بن عطاء قال: كنت جالساً مع أبي بكر فرأى طائراًفقال: طوبى لك يا طائر تأكل في هذا الشجر ثم تبعر ثم لا تكون شيئاً وليس عليك حساب،وددت أني مكانك. فقلتله: أتقول هذا وأنت صديق رسولالله؟
وهذا الفاروق عمر بنالخطابيقوللو نادى منادٍ يوم القيامة: أيها الناسأدخلوا الجنة إلا واحداً لظننت أني ذلكالواحد.
أخي: أهضم نفسك حقهاتستقم لك، وإن نظرت إليها بنظرة الكمال، قصّرت بك، حتىيدخلك النقص في أداءالواجبات.
أخي الحاج أختي الحاجة.. إياكم أن تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعدتعبها وكدها وسهرها الليالي الطوال، فاحذروا أن تنقضوا العهد، وتخلفوا الوعد؛ وذاكبأنْ تعصوا الله وتقارفوا الذنوب، بعد أن أكرمك بقربه وزيارة بيته، وأداء فرضه،فتزل قدمٌ بعد ثوبتها والعياذ بالله
قال الفضيل بن عياض رحمه الله لبعض منحجّ:يا هذا؛ إنَّ الله تعالى يختم على عمل الحاجّ بطابعمن نور؛ فإياك أن تفك ذلك الختم بمعصية الله عزوجل
واعلم أنّ المعاصي تُنغِّص الحياةوتكدِّرها، وتُقسي القلب وتشتته، وتُذهب بهاء الوجه ونوره، وتمحق بركة العمروالرزق، وتفقد صاحبها لذة الطاعة والأُنس بالله
قال ابن الجوزي رحمه الله على العاقل أن يحذرَ مغبّةالمعاصي، فإنّ نارها تحت الرماد صيدالخاطر .
والحذر الحذر من ذنوب الخلوات فإنها مصيرها شؤم، قال ابنرجب الحنبلي رحمه اللهخاتمة السوء؛ تكون بسببدسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليهاالناس
وحتى نحفظ حجنا مبروراً، وسعينا مشكوراً؛ لا بد من المحافظةعلى الفرائض والواجبات، وترك المعاصي والذنوب، وحفظ اللسان من الغيبة والنّميمةوالكذب، والمجادلة والمخاصمة، وغضّ البصر عن الحرام، فليس كل من حجّ حجّ، ولا كل مناعتمر اعتمر، فكم من أناس ليس لهم نصيب من حجّهم وعمرتهم سوى اسم حاج أو معتمر، ومنتأمل أحوال القوم أيقن ذلك
قال مجاهد لعبد الله بن عمر رحمه الله وقد دخلت القوافل ما أكثر الحاج!فقال ما أقلهم! ولكن قلما أكثرالركب . وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله عنددفع النّاس من عرفةليس السابق اليومَ من سبق به بعيره؛ إنماالسابق من غـفر له. أي: إنّ الأمر ليس بالكثرة؛ ولكنبالقـبُول .
وبهذا تم والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأرجو الله أن تكونوا قد انتفعتم به، وأن تعملوا به.وأن يعم به النفع .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد إن لا إله ألا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
http://images.alwatanvoice.com/news/large/9998422812.jpg
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمدَ لله نحمَدُه ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يُضلل فلا هادي له .
وأشهد أنّ لا إله إلاّ اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسولُه.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران : 102]
وبعد : أخي الحاج الكريم ثبتني الله وإياك على الحق ، بعد أن منَّ الله عليك بنعمة حج بيته الكريم.
وأنت تودع البيتالحرام، ما الذي استشعرته وأنت تتهيأ لمغادرة تلك الربوعالطاهرة؟
لا شكّ أن وداع تلك المعالم الطاهرة شديدعلى النفس، وخاصة تلكالنفوس التي أخلصت لمولاها تعالى وهي تؤدي مناسكالحج.
تذكر وأنت تودع البيت المعظم أنك كنت في أيام طاعات ومواسمقربات وماأسعدها من لحظات،ولكن أخي هل تنقطع الطاعات إذا رجعت إلى وطنك.
افتحصفحة جديدة في حياتك، لتنال صفات أهل الحج المبرور ، فقد قالالحسن البصري رحمه الله: "الحجالمبرور هو أن يرجع صاحبه زاهداً في الدنيا راغباً فيالآخرة".
وقال بعضهم: من علامات الحج المبرور إنذلك يظهر بآخره فإن رجع خيراً مما كانعرف أنه مبرور.
واعلم أخي الحاج إن دوامك على الطاعات هو مفتاح فلاحك يوم العرض الأكبر .
حيث سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي العملأحبإلى الله؟ قال: "أدومه وإن قلّ".رواه مسلم.
وكانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إذا عملت العمل لزمته.
فمن علاماتالصلاح المداومة على الطاعات وإن قلّت، وهي عليك أنتشبث على عمل صالح فتلزمه وتداوم عليه، ولا تستحقر ذلك عسى الله تعالى أن يكتب لك حسنالختام، ويحفظ لك بركة حجك.
والنفس بطبعها تحب الكسل والراحة، فلاتعطهامناها حتى لا يجد الشيطان إليك سبيلاً ، قال الحسن البصري:إذا نظر إليك الشيطان فرآك مداوماً فيطاعة الله فبغاك وبغاك فرآك مداوماً ملّك ورفضك، وإذا كنت مرة هكذا ومرةهكذا طمعفيك.
ولابدّ لك من الصبر على الطاعات وأنت تواصل مشوار حياتك الجديدة ، واصبر أيضاً عن المعاصي، فإن الصبر على الطاعات وعن المعاصي من أرفع درجات الصبر ، قال ميمون بن مهران: الصبر صبرانفالصبر على المصيبة حسن، وأفضل منه الصبر عن المعصية.
وعن الحريث بن قيس قال: إذا أردت أمراً من الخير فلا تؤخره للغد، وإذا كنت في أمر الدنيا فتوخ، وإذا كنت فيالصلاة فقال لك الشيطان أنك ترائى،فزدها طولاً.
فالمبادرة المبادرة ولا تقولن سوف أو سأفعل.
وجاهد نفسك، ولا تضعف كما جاهدتها أيام كنت بتلك الأماكن الطاهرة،
قال الله تعالى: ((وَالَّذيِنَ جَاهَدُوا فينَا لَنَهْدينَّهُمْ سُبُلَنَاوَإنِّاللهَلَمَعَ المُحْسنينَ))العنكبوت.
وقال تعالى: ((فَأَمَّا مَن طَغَىَ وَآثَرَ الحَيَاَةَ الدُنيَا (38) فَإنَالجَحيمَ هي المَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْخَاف مَقَامَ رَبّه وَنَهَى النَّفْسَعَنِ الَّهَوَى (40) فَإنَّ الجَنَّة هيَالمَأْوَى)). النازعات.
ولا يفوتنك أنتكثر من دعاء الله تعالى أن يعينك على الثبات فيالطاعات، فأكثر أخي من الابتهال والتوجهإلى الله، أن يسدد خطواتك وأنت تسلك سبيلدينه الحق، وقد كان النبي الأكرميكثر من سؤالربه أن يثبته على دينه، سئلت أم سلمة رضي الله عنها عن أكثر دعائهفقالت: "كان أكثردعائه: يا مقلب القلوبثبت قلبي على دينك،فقيل لهفي ذلك؟فقال: إنه ليس آدمي إلا قلبه بين أصبعين منأصابع الله، فمنشاء أقام، ومن شاء أزاغ".سلسلة الأحاديث الصحيحة2091.
وفي رواية كانيقول"يا مثبت القلوبثبت قلوبنا على دينك". صحيح ابنماجه الألباني.
وإياك أن تنظر إلىنفسك نظرة أهل الغرور، الذين إذاعملوا القليل منالطاعات، رأوا أنفسهم كأنهم أفضل أهلالأرض.
ولكن أخي انظر إلى نفسك دائماً بعينالتقصير،فإنكمهما عملت من الصالحات فلن تؤدي شكر الله تعالى في أقل نعمه عليك، وإذا أردتأخي أن تعرفحال الصالحين بعد فعلهم للصالحات فتأمل معي هذه المواقف لتعلم أنعباد اللهالمخلصين يقرون دائماً بالتقصير.
فهذا رسولنا يعلمنا كيف تكون عبادة الله فكانيقوم من الليلحتى تتفطر قدماه، فإذا سألوه قالأفلا أكون عبداًشكوراً؟. رواهالبخاري.
وقالوالله إنّي لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر منسبعينمرّة.رواهالبخاري.
أرأيت أخي إذا كان النبي وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وهو يقوم بعبادة مولاه تعالى بهذه الصورة، أيحق لواحد بعد هذا أن يقول: إني عبدت الله حقالعبادة؟!!.
وهذا الصديق أبوبكر بعد توليهالخلافة خطب خطبتهالمشهورة أيها الناس قد وليت عليكم ولستبخيركم. قال الحسن البصريبلى والله إنه لخيرهم، ولكن المؤمن يهضمنفسه.
ويحكي لنا محمد بن عطاء قال: كنت جالساً مع أبي بكر فرأى طائراًفقال: طوبى لك يا طائر تأكل في هذا الشجر ثم تبعر ثم لا تكون شيئاً وليس عليك حساب،وددت أني مكانك. فقلتله: أتقول هذا وأنت صديق رسولالله؟
وهذا الفاروق عمر بنالخطابيقوللو نادى منادٍ يوم القيامة: أيها الناسأدخلوا الجنة إلا واحداً لظننت أني ذلكالواحد.
أخي: أهضم نفسك حقهاتستقم لك، وإن نظرت إليها بنظرة الكمال، قصّرت بك، حتىيدخلك النقص في أداءالواجبات.
أخي الحاج أختي الحاجة.. إياكم أن تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعدتعبها وكدها وسهرها الليالي الطوال، فاحذروا أن تنقضوا العهد، وتخلفوا الوعد؛ وذاكبأنْ تعصوا الله وتقارفوا الذنوب، بعد أن أكرمك بقربه وزيارة بيته، وأداء فرضه،فتزل قدمٌ بعد ثوبتها والعياذ بالله
قال الفضيل بن عياض رحمه الله لبعض منحجّ:يا هذا؛ إنَّ الله تعالى يختم على عمل الحاجّ بطابعمن نور؛ فإياك أن تفك ذلك الختم بمعصية الله عزوجل
واعلم أنّ المعاصي تُنغِّص الحياةوتكدِّرها، وتُقسي القلب وتشتته، وتُذهب بهاء الوجه ونوره، وتمحق بركة العمروالرزق، وتفقد صاحبها لذة الطاعة والأُنس بالله
قال ابن الجوزي رحمه الله على العاقل أن يحذرَ مغبّةالمعاصي، فإنّ نارها تحت الرماد صيدالخاطر .
والحذر الحذر من ذنوب الخلوات فإنها مصيرها شؤم، قال ابنرجب الحنبلي رحمه اللهخاتمة السوء؛ تكون بسببدسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليهاالناس
وحتى نحفظ حجنا مبروراً، وسعينا مشكوراً؛ لا بد من المحافظةعلى الفرائض والواجبات، وترك المعاصي والذنوب، وحفظ اللسان من الغيبة والنّميمةوالكذب، والمجادلة والمخاصمة، وغضّ البصر عن الحرام، فليس كل من حجّ حجّ، ولا كل مناعتمر اعتمر، فكم من أناس ليس لهم نصيب من حجّهم وعمرتهم سوى اسم حاج أو معتمر، ومنتأمل أحوال القوم أيقن ذلك
قال مجاهد لعبد الله بن عمر رحمه الله وقد دخلت القوافل ما أكثر الحاج!فقال ما أقلهم! ولكن قلما أكثرالركب . وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله عنددفع النّاس من عرفةليس السابق اليومَ من سبق به بعيره؛ إنماالسابق من غـفر له. أي: إنّ الأمر ليس بالكثرة؛ ولكنبالقـبُول .
وبهذا تم والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأرجو الله أن تكونوا قد انتفعتم به، وأن تعملوا به.وأن يعم به النفع .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد إن لا إله ألا أنت أستغفرك وأتوب إليك .