عاشقة الفردوس
10-30-2014, 11:24 PM
وصايا لقمان في القران
الوصية الأولى:لا تشرك بالله
جاء في الوصية الأولى (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَأبُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّه).. البيان الذي علَّمه الله الإنسان، ميزة بالغة الأهمية عندما توظف أصلح توظيف. فاللغة عاملٌ حيادي. والبشرية بالبيان، والحوار، والسؤال، والجواب، والتعليق، والاستيضاح.. تربية وتهذياً وتعليماً وإعلاماً ترقى إلى الواحد الديَّان، أو تهوي إلى أسفل سافليين: (إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لا يَرَى بِهَا بَأْسًا يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ)[2]. ثم ذكر تعالى بعض نصائح لقمان لابنه: (إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ، وَإِنَّ وَلَدَ الرَّجُلِ مِنْ كَسْبِهِ) [3]، وقال المعصوم صل الله عليه وسلم: (إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ: إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)[4].
الوصية الثانية: الإحسان للوالدين
ـ المصاحبة بالمعروف وفي المعروف وللمعروف.. مبدأ ومقياس أساس يزن علاقات وتفاعلات الأسر والأقرآن والأوطان والبشرية جمعاء، ويحل تلك المعضلة المتعلقة بشأنهم جميعاً. وفي حياة المؤمن عقائد وقضايا ومبادئ ليست خاضعةً للمساومة. كما أنه استنادا إلى إيمانهم بأن البشرية المتحدة في أصل واحد..المختلفة أجناسا وألوانا ولغاتا، المتفرقة شعوبا وقبائل، الغاية من جعلكم هكذا ليست التنازع والتناحر، بل التعارف والتآلف:\" يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ\" (الحجرات: 13). فالتنوع يدعو إلى التعاون والتكامل وفق معيار: التقوى والعمل الصالح، وهما أعمال كسبية (وليست وراثية / عنصرية) يتسابق ويتصالح عليهما البشر.. خدمة لمجتمعاتهم وإنسانيتهم.
ـ (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَأبَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).. القدوة، والقيادة، والتواصل، و\" الإنابة لله تعالي\".. سبيل واضح مستقيم، لم ينقطع من لدن أبو البشر \"آدم\"، وحتي رسولنا محمد صلي الله عليه وسلم ومن سار علي هديه واتبع سبيله. فالاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة وأمهات المؤمنين والصالحين والصالحات، والمصلحين والمصلحات، وسائر القدوات وإظهار التأسي والفخر بهم، واحترامهم وتقديرهم يملأ \"الحاجة للقدوة\"، ويسد \"قابليات شديدة للاستهواء بنماذج سلبية\"، ويحقق جدارة الانتماء، يقول الله عز وجل:\" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا\" (الأحزاب:21). إنه لا بدّ من مرجعية وطريق صحيحة: (دينك، دينك، إنه لحمك ودمك، خذ عن الذين استقاموا، ولا تأخذ عن الذين مالوا)[8].
الوصية الثالثة: اعلم أن الله مُطلع على جميع أمورك
ـ (يَأبُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُنْ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَأوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّه إِنَّ اللَّه لَطِيفٌ خَبِيرٌ).. \"محاسبة النفس\" علي الصغير والكبير، و\"مراقبة\" الحسيب السميع البصير سبحانه وتعالي \"كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك\"[9]. الشيء الذي ينبغي أن يُخاف منه هو أكل حقوق الآخرين، والطغيان عليهم. إن الخصائص التي خصَّ الله الإنسان بها خصائص حياديَّة يمكن أن تستخدم في الحق، ويمكن أن تستخدم في الباطل. فحينما يعلم المرء أن الله أعطاه هذه الحواس والقدرات والمهارات وسيحاسبه عليها فسيوظَّفها التوظيف الأمثل للحق وبالحق، ولتعمير الأكوان لا تدميرها. ثم \"تقويم الآداء\" وتفعيل المسئولية/ الحقوق والواجبات الذاتية الفردية، والتي تتبلور جميعها وتتكامل لتشكل المسئولية المجتمعية. ثم لا ينفع الإنسان/ القادة/ المجتمعات/ البشرية غير الصدق. فكل شيء لا يخفي علي الله تعالي.
الوصية الرابعة:الحرص على إقامة الصلاة
ـ (يَأبُنَيَّ أَقِمْ الصَّلَاةَ).. بعد أن انتهى من التوحيد انتقل للأعمال وبدأ بأهمها إقامة الصلاة. فهي الوسيلة الأساسية لصيروة استكمال \"الصلة، والتواصل، والتعرف\" علي الخالق سبحانه وتعالي، ثم تربية للنفس والمجتمع، ومن ثم إلزامهما بالصراط المستقيم، وآداء الحقوق والمواثيق جميعها. كما تجتمع في الصلاة كل العبادات من طهارة وزكاة (الزكاة مال، والوقت مال) وقيام وتفكر ودعاء، والمداومة على الصلاة من أكبر أسباب الرزق. وصلواتنا وعباداتنا (تغلب عليها العمل والصفة الجماعية، و\"روح الفريق\")، وأعمارنا موقوتة بأوقاتها، في ذلك حسن \"إدارة للأوقات\". لذا كانت التربية الخلقية والقيمية جوهر الإسلام وغايته: فعن مَالِك أَنَّهُ قَدْ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّةِ صَلَّى اللَّة عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:\"بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ حُسْنَ الْأَخْلَاقِ\"، وعن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال:َ قَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: \"إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ\"[10].
الوصية الخامسة:الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
(وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَأبَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).. أمر بكل خير وفضيلة، ونهي عن كل شر ورذيلة.. أمر بالمعروف، ونهي عن منكر..يسبقهما معرفة بالمعروف والمنكر و\"فقههما\"، ثم رقابة وحسبة واحتساب، ورفق بالمدعوين، و\"نقد بناء\"، ووقوف علي \"ثغور\" الصلاح والإصلاح، بلا خمول أو كسل أو سلبية أو تهاون أو تهويل، فكيف ـ إذن ـ يستشري الفساد والإفساد..الفردي والأسري والمجتمعي والوطني والاقتصادي والإنساني؟.
الوصية السادسة:الصبر على المصائب
ـ (إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)..الفضائل ثمار من الله سبحانه على قدر علو الهمة، والعزم والإرادة، والرأي والمشورة. ماأجملها وأقومها من قيم / مهارات/ أدب نفسي/ سبل لتنمية بشرية إيمانية حقيقية. يقول الشاعر: إن كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الراي أن تترددا. ويقول آخر: إن كنت ذا رأي فكن ذا مشورة فإن فساد الرأي أن تستبدا.
الوصية السابعة:التواضع وعدم الكبر
ـ (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّه لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ، وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ).. ثم الأدب مع الناس، فلا تمل وجهك عنهم تكبراً عليهم، قال القرطبي: أي لا تمل خدك للناس كبراً عليهم وإِعجاباً، وتحقيراً لهم، وهو قول ابن عباس. ولا تمش متبختراً متكبراً. وتوسَّط في مشيتك واعتدل فيها بين الاِسراع والبطء، واخفض من صوتك فلا ترفعه عالياً فإِنه قبيح لا يجمل بالعاقل تواضع وعدم خيلاء، ثقة وحسن هندام، تبسم واعتدال، وطموح لمواجهة التحديات، وتحمل المسؤوليات، وحسن إدارة للأوقات وللنفقات، وبراعة إنصات، وبلاغة خطاب، بلا خجل ولا انطواء، ولا عصبية أو حدة طباع، ولا رد علي السيئة بالسيئة.. أليست أنموذجاً رائعاً يُحتذي لما يسمي (مهارات واللسان والعين والأذن، و\"لغة\" الجسد Body language الخ). ومحاربة لسلوكيات وتصرفات وعادات سلبية (تخلية وتحلية).
الوصية الثامنة:إخفاض الصوت في الحديث
- إنها \"البيئة الإيمانية\" التي تؤثر تأثيرا إيجابياً في التربية/ التعليم / التدريب..عقيدة وعبادة وسلوكا، فـ\"كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو ينصرانه أو يمجّسانه\"[11]. إن \"المشاركة الفعالة\" في تقوية الإيمان من خلال المصاحبة والاصطحاب لأداء الصلاة والفرائض الدينية، وتنمية \"الوازع الديني والخلقي\"، والتزام الصحبة الصالحة، ومد جسور التواصل مع أهل الخبرة والصلاح في المحيط الأسري وخارجه، وتكثيف جرعات الثقافة الإسلامية.. وتبقي أسس وفن الحياة قوامها: إشعار بأهمية حسن الخلق، وبالأمان، والحب، والعدل، والاستقلالية، والحزم.. أمان في المنزل، أمان علي المستقبل، أمان من مخاوف تفكك الأسر. ويبقي أنه كلما زاد التعبير عن مشاعر الحب والمودة والاحترام زادت فرص التفاهم، والعدل، والنجاح والتوفيق. - قد يتم فقدان كل شيء في ثانيةٍ واحدة، فالبطولة ليس أن يعيش الأفراد/ الشعوب في الدنيا مرفوعي المَقَام، ولا كثيري المال؛ بل البطولة أن نلقى الله عزَّ وجل وهو راضٍ عنا. أن نعرفه في الدنيا كي نسعد بهذه المعرفة في الآخرة. ياله من أنموذج رائع \"للتنمية البشرية\" الحقيقية.. تنمية تُعمر الكوان وتُدخل الجنان.
الوصية الأولى:لا تشرك بالله
جاء في الوصية الأولى (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَأبُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّه).. البيان الذي علَّمه الله الإنسان، ميزة بالغة الأهمية عندما توظف أصلح توظيف. فاللغة عاملٌ حيادي. والبشرية بالبيان، والحوار، والسؤال، والجواب، والتعليق، والاستيضاح.. تربية وتهذياً وتعليماً وإعلاماً ترقى إلى الواحد الديَّان، أو تهوي إلى أسفل سافليين: (إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لا يَرَى بِهَا بَأْسًا يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ)[2]. ثم ذكر تعالى بعض نصائح لقمان لابنه: (إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ، وَإِنَّ وَلَدَ الرَّجُلِ مِنْ كَسْبِهِ) [3]، وقال المعصوم صل الله عليه وسلم: (إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ: إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)[4].
الوصية الثانية: الإحسان للوالدين
ـ المصاحبة بالمعروف وفي المعروف وللمعروف.. مبدأ ومقياس أساس يزن علاقات وتفاعلات الأسر والأقرآن والأوطان والبشرية جمعاء، ويحل تلك المعضلة المتعلقة بشأنهم جميعاً. وفي حياة المؤمن عقائد وقضايا ومبادئ ليست خاضعةً للمساومة. كما أنه استنادا إلى إيمانهم بأن البشرية المتحدة في أصل واحد..المختلفة أجناسا وألوانا ولغاتا، المتفرقة شعوبا وقبائل، الغاية من جعلكم هكذا ليست التنازع والتناحر، بل التعارف والتآلف:\" يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ\" (الحجرات: 13). فالتنوع يدعو إلى التعاون والتكامل وفق معيار: التقوى والعمل الصالح، وهما أعمال كسبية (وليست وراثية / عنصرية) يتسابق ويتصالح عليهما البشر.. خدمة لمجتمعاتهم وإنسانيتهم.
ـ (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَأبَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).. القدوة، والقيادة، والتواصل، و\" الإنابة لله تعالي\".. سبيل واضح مستقيم، لم ينقطع من لدن أبو البشر \"آدم\"، وحتي رسولنا محمد صلي الله عليه وسلم ومن سار علي هديه واتبع سبيله. فالاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة وأمهات المؤمنين والصالحين والصالحات، والمصلحين والمصلحات، وسائر القدوات وإظهار التأسي والفخر بهم، واحترامهم وتقديرهم يملأ \"الحاجة للقدوة\"، ويسد \"قابليات شديدة للاستهواء بنماذج سلبية\"، ويحقق جدارة الانتماء، يقول الله عز وجل:\" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا\" (الأحزاب:21). إنه لا بدّ من مرجعية وطريق صحيحة: (دينك، دينك، إنه لحمك ودمك، خذ عن الذين استقاموا، ولا تأخذ عن الذين مالوا)[8].
الوصية الثالثة: اعلم أن الله مُطلع على جميع أمورك
ـ (يَأبُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُنْ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَأوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّه إِنَّ اللَّه لَطِيفٌ خَبِيرٌ).. \"محاسبة النفس\" علي الصغير والكبير، و\"مراقبة\" الحسيب السميع البصير سبحانه وتعالي \"كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك\"[9]. الشيء الذي ينبغي أن يُخاف منه هو أكل حقوق الآخرين، والطغيان عليهم. إن الخصائص التي خصَّ الله الإنسان بها خصائص حياديَّة يمكن أن تستخدم في الحق، ويمكن أن تستخدم في الباطل. فحينما يعلم المرء أن الله أعطاه هذه الحواس والقدرات والمهارات وسيحاسبه عليها فسيوظَّفها التوظيف الأمثل للحق وبالحق، ولتعمير الأكوان لا تدميرها. ثم \"تقويم الآداء\" وتفعيل المسئولية/ الحقوق والواجبات الذاتية الفردية، والتي تتبلور جميعها وتتكامل لتشكل المسئولية المجتمعية. ثم لا ينفع الإنسان/ القادة/ المجتمعات/ البشرية غير الصدق. فكل شيء لا يخفي علي الله تعالي.
الوصية الرابعة:الحرص على إقامة الصلاة
ـ (يَأبُنَيَّ أَقِمْ الصَّلَاةَ).. بعد أن انتهى من التوحيد انتقل للأعمال وبدأ بأهمها إقامة الصلاة. فهي الوسيلة الأساسية لصيروة استكمال \"الصلة، والتواصل، والتعرف\" علي الخالق سبحانه وتعالي، ثم تربية للنفس والمجتمع، ومن ثم إلزامهما بالصراط المستقيم، وآداء الحقوق والمواثيق جميعها. كما تجتمع في الصلاة كل العبادات من طهارة وزكاة (الزكاة مال، والوقت مال) وقيام وتفكر ودعاء، والمداومة على الصلاة من أكبر أسباب الرزق. وصلواتنا وعباداتنا (تغلب عليها العمل والصفة الجماعية، و\"روح الفريق\")، وأعمارنا موقوتة بأوقاتها، في ذلك حسن \"إدارة للأوقات\". لذا كانت التربية الخلقية والقيمية جوهر الإسلام وغايته: فعن مَالِك أَنَّهُ قَدْ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّةِ صَلَّى اللَّة عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:\"بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ حُسْنَ الْأَخْلَاقِ\"، وعن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال:َ قَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: \"إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ\"[10].
الوصية الخامسة:الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
(وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَأبَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).. أمر بكل خير وفضيلة، ونهي عن كل شر ورذيلة.. أمر بالمعروف، ونهي عن منكر..يسبقهما معرفة بالمعروف والمنكر و\"فقههما\"، ثم رقابة وحسبة واحتساب، ورفق بالمدعوين، و\"نقد بناء\"، ووقوف علي \"ثغور\" الصلاح والإصلاح، بلا خمول أو كسل أو سلبية أو تهاون أو تهويل، فكيف ـ إذن ـ يستشري الفساد والإفساد..الفردي والأسري والمجتمعي والوطني والاقتصادي والإنساني؟.
الوصية السادسة:الصبر على المصائب
ـ (إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)..الفضائل ثمار من الله سبحانه على قدر علو الهمة، والعزم والإرادة، والرأي والمشورة. ماأجملها وأقومها من قيم / مهارات/ أدب نفسي/ سبل لتنمية بشرية إيمانية حقيقية. يقول الشاعر: إن كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الراي أن تترددا. ويقول آخر: إن كنت ذا رأي فكن ذا مشورة فإن فساد الرأي أن تستبدا.
الوصية السابعة:التواضع وعدم الكبر
ـ (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّه لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ، وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ).. ثم الأدب مع الناس، فلا تمل وجهك عنهم تكبراً عليهم، قال القرطبي: أي لا تمل خدك للناس كبراً عليهم وإِعجاباً، وتحقيراً لهم، وهو قول ابن عباس. ولا تمش متبختراً متكبراً. وتوسَّط في مشيتك واعتدل فيها بين الاِسراع والبطء، واخفض من صوتك فلا ترفعه عالياً فإِنه قبيح لا يجمل بالعاقل تواضع وعدم خيلاء، ثقة وحسن هندام، تبسم واعتدال، وطموح لمواجهة التحديات، وتحمل المسؤوليات، وحسن إدارة للأوقات وللنفقات، وبراعة إنصات، وبلاغة خطاب، بلا خجل ولا انطواء، ولا عصبية أو حدة طباع، ولا رد علي السيئة بالسيئة.. أليست أنموذجاً رائعاً يُحتذي لما يسمي (مهارات واللسان والعين والأذن، و\"لغة\" الجسد Body language الخ). ومحاربة لسلوكيات وتصرفات وعادات سلبية (تخلية وتحلية).
الوصية الثامنة:إخفاض الصوت في الحديث
- إنها \"البيئة الإيمانية\" التي تؤثر تأثيرا إيجابياً في التربية/ التعليم / التدريب..عقيدة وعبادة وسلوكا، فـ\"كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو ينصرانه أو يمجّسانه\"[11]. إن \"المشاركة الفعالة\" في تقوية الإيمان من خلال المصاحبة والاصطحاب لأداء الصلاة والفرائض الدينية، وتنمية \"الوازع الديني والخلقي\"، والتزام الصحبة الصالحة، ومد جسور التواصل مع أهل الخبرة والصلاح في المحيط الأسري وخارجه، وتكثيف جرعات الثقافة الإسلامية.. وتبقي أسس وفن الحياة قوامها: إشعار بأهمية حسن الخلق، وبالأمان، والحب، والعدل، والاستقلالية، والحزم.. أمان في المنزل، أمان علي المستقبل، أمان من مخاوف تفكك الأسر. ويبقي أنه كلما زاد التعبير عن مشاعر الحب والمودة والاحترام زادت فرص التفاهم، والعدل، والنجاح والتوفيق. - قد يتم فقدان كل شيء في ثانيةٍ واحدة، فالبطولة ليس أن يعيش الأفراد/ الشعوب في الدنيا مرفوعي المَقَام، ولا كثيري المال؛ بل البطولة أن نلقى الله عزَّ وجل وهو راضٍ عنا. أن نعرفه في الدنيا كي نسعد بهذه المعرفة في الآخرة. ياله من أنموذج رائع \"للتنمية البشرية\" الحقيقية.. تنمية تُعمر الكوان وتُدخل الجنان.