عاشقة الفردوس
06-20-2015, 09:55 PM
الأمـة بـغير « عـلـم » أمـة جاهلة
و لكنها قد تكون على جهلها وافية الخلق و الشعور
و الأمـة بـغير « صـنـاعـة » أمـة تعوزها أداة العمل
و لكنها على هذا قد تكون صحيحة الحس .. صحيحة التفكير
و الأمـة بـغير « تـعـبـيـر » أمـة مهزولة أو مشرفة على الموت
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
و كذلك تكون الأمـم التي خلت من [ الـفـنـون ]
لأن [ الـفـنـون ] هـي تـعـبـيـر الأمـم عـن الـحـيـاة
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
ولا أكتمك - يا صاح - أن الاختيار بين هذه المقاصد الثلاثة خليق أن يعنت المختار ؛ لأن - الفن و العلم و الصناعة - ليست بديلاً من بديل ، و ليست قريناً يقاس إلى قرين ، و ما أعطي الإنسان التعبير ؛ ليبادل بينه و بين الصناعات
فإنما ( التعبير ) جزء من حياة الإنسان ، و ( العلم ) حالة من حالاته ، و ( الصناعة ) أداة من أدواته .. ولا محل للمفاضلة بين جزء لا ينفصل مـن النفس الإنسانية ، و حالة من حالاتها التي قد تنفصل عنها .. ولا محل للمفاضلة بين هاتين و بين " عصا " يحملها المرء في يده ، أو " فأس " يضرب بها الأرض أو " مطية " يركبها ، أو شيء من هذه الأشياء المصنوعة على الإجمال
و ما ظنك برجل يقول لك :
" تعال يا فلان ! إنك حي تعبر عن سرورك و ألمك "
و تقول : " إني أحب و إني أبغض ، و إني أرجو و إني أخاف ، و إني أبتهج لتلك الروضة ، و أنقبض لتلك المتاهة ، و أعجب بهذا البطل الجسور ، و أهيم بذلك الوجه الصبوح "
تعال يا فلان ! إنك تستطيع أن تقول هذا فلا تقله
و خذ فـي مكانه العلم أو خذ فـي مكانه عشر سيارات و بضع طيارات ، و مصنعاً للحديد و منسجاً للحرير
ما قولك في هذا الرجل يا صاح ! هل تراه قد عرض عليك الخيار في أمر يصلح للخيار ؟ وهل تراك قادراً على أن تجيبه ، ولو طاب لك أن تأخذ البدل المعروض ، و تعطيه التعبير المزهود فيه ؟
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
ذلك هو شأن الذين يفاضلون بين الفنون و العلوم و الصناعات
يخيرون الناس فـي غير موضع للخيار ، و يسألونهم عن الأسعار فـي غير موضع للبيع و الشراء
أما إن كان المقصد من هذه التسعيرة تقويم القيم و العلم بأقدارها ، فليعلموا إذن ما شاءوا أن يعلموه .. ليعلموا أن للأصبع قيمة ، و أن للمصباح قيمة ، و أن للسيف قيمة و أن للرغيف قيمة .. و لكن المبادلة بينها لا تقبل في سوق الاختيار ، و ليس في سوق البيوع الجبرية مجال للإيجاب و القبول !
•~•~••~•~••~•~••~•~••~•~••~•~••~•~••~•~•
و لكنها قد تكون على جهلها وافية الخلق و الشعور
و الأمـة بـغير « صـنـاعـة » أمـة تعوزها أداة العمل
و لكنها على هذا قد تكون صحيحة الحس .. صحيحة التفكير
و الأمـة بـغير « تـعـبـيـر » أمـة مهزولة أو مشرفة على الموت
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
و كذلك تكون الأمـم التي خلت من [ الـفـنـون ]
لأن [ الـفـنـون ] هـي تـعـبـيـر الأمـم عـن الـحـيـاة
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
ولا أكتمك - يا صاح - أن الاختيار بين هذه المقاصد الثلاثة خليق أن يعنت المختار ؛ لأن - الفن و العلم و الصناعة - ليست بديلاً من بديل ، و ليست قريناً يقاس إلى قرين ، و ما أعطي الإنسان التعبير ؛ ليبادل بينه و بين الصناعات
فإنما ( التعبير ) جزء من حياة الإنسان ، و ( العلم ) حالة من حالاته ، و ( الصناعة ) أداة من أدواته .. ولا محل للمفاضلة بين جزء لا ينفصل مـن النفس الإنسانية ، و حالة من حالاتها التي قد تنفصل عنها .. ولا محل للمفاضلة بين هاتين و بين " عصا " يحملها المرء في يده ، أو " فأس " يضرب بها الأرض أو " مطية " يركبها ، أو شيء من هذه الأشياء المصنوعة على الإجمال
و ما ظنك برجل يقول لك :
" تعال يا فلان ! إنك حي تعبر عن سرورك و ألمك "
و تقول : " إني أحب و إني أبغض ، و إني أرجو و إني أخاف ، و إني أبتهج لتلك الروضة ، و أنقبض لتلك المتاهة ، و أعجب بهذا البطل الجسور ، و أهيم بذلك الوجه الصبوح "
تعال يا فلان ! إنك تستطيع أن تقول هذا فلا تقله
و خذ فـي مكانه العلم أو خذ فـي مكانه عشر سيارات و بضع طيارات ، و مصنعاً للحديد و منسجاً للحرير
ما قولك في هذا الرجل يا صاح ! هل تراه قد عرض عليك الخيار في أمر يصلح للخيار ؟ وهل تراك قادراً على أن تجيبه ، ولو طاب لك أن تأخذ البدل المعروض ، و تعطيه التعبير المزهود فيه ؟
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
ذلك هو شأن الذين يفاضلون بين الفنون و العلوم و الصناعات
يخيرون الناس فـي غير موضع للخيار ، و يسألونهم عن الأسعار فـي غير موضع للبيع و الشراء
أما إن كان المقصد من هذه التسعيرة تقويم القيم و العلم بأقدارها ، فليعلموا إذن ما شاءوا أن يعلموه .. ليعلموا أن للأصبع قيمة ، و أن للمصباح قيمة ، و أن للسيف قيمة و أن للرغيف قيمة .. و لكن المبادلة بينها لا تقبل في سوق الاختيار ، و ليس في سوق البيوع الجبرية مجال للإيجاب و القبول !
•~•~••~•~••~•~••~•~••~•~••~•~••~•~••~•~•