عاشقة الفردوس
06-23-2015, 11:50 PM
رمضان احد الشهور التي تزداد فيه أعمال البر والتقوى فتكثر الصدقات ويتسابق الصائمون لإخراج زكاة أموالهم خاصة الميسورين من رجال الأعمال، والمتأمل في ذلك يجد أن إقبال المسلمين على أداء الزكاة يكثر في الشهر الفضيل بينما يقل أو يختفي بقية أشهر العام، الأمر الذي يعاني منه الفقير حتى يصل به الأمر إلى التسول بحثا عن المأكل والمشرب, بسبب عدم توزيع الأغنياء لأموالهم على مدار العام كاملاً؛ لظنهم أن إخراجها في الشهر الكريم له أجر أفضل من بقية الشهور.
علماء الدين أكدوا أن تزايد أعمال الخير والبر والتقوى من أفضل الأعمال في رمضان، وقالوا إن تقاعس الدعاة في بيان فضل دفع الزكاة في مواعيدها سواء في رمضان أو غيره السبب وراء سعي البعض إلى تأخير زكاته إلى رمضان.. مؤكدين أنه لا يجوز تأخير دفع الزكاة عن مواعيدها لأي حال من الأحوال، فإن وجبت في شهر ربيع أو محرم أو صفر فلا يجوز تأخيرها طالما جاء أجل استحقاقها.
الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق يؤكد ذلك ويقول إن المولى، عز وجل، فضل بعض الأيام على بعض، كما فضل بعض الشهور على بعض، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم عن رمضان «يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم.. شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل صيامه فريضة وقيامه تطوعاً.. إلى آخر الحديث».
وذكر فيه فضل الأعمال الصالحة منها الزكاة، لكن هذا ليس معناه تأخير حقوق المعوزين على مدار السنة لجعلها في شهر واحد، بدعوى أن الصدقة في رمضان أفضل من الصدقة في غيره لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه «شهر المواساة» وكان صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في هذا الشهر وكان أجود بالخير من الريح المرسلة..
وقال عليه الصلاة والسلام «من فطّر فيه صائماً كان كفارة لذنوبه وعتقا لرقبته من النار، وكان له من الأجر مثل الصائم من غير أن ينقص من أجره شيء»، وهذا أكبر دليل على فضل الصدقة في شهر رمضان، لكن لا يوجد أي نص شرعي يبيح تأخير الزكاة لمنحها في رمضان إلا إذا كانت تستحق في هذا الشهر كعدم وجود فقراء حين تمام الحول وعدم القدرة على إيصال الزكاة إليهم أو لغيبة المال ونحو ذلك، أما تأخيرها من أجل رمضان فلا يجوز مطلقاً إلا إذا كانت المدة يسيرة كأن يكون موعد إخراجها في أواخر شهر شعبان فلا بأس بتأخيرها.
وفي السياق نفسه يرى هاشم أنه لا مانع من تأخيرها إذا كان مخرجها يترقب عودة المستحقين إذا كانوا على سفر ويعلم ظروفهم تماماً أو أن يكون قد قام بترتيب توصيلها بشكل شهري كراتب، لكنه إذا أخرها متعمداً فيكون من العاصين حتى لو أنها في ليلة القدر.
مأساة الفقراء
أما الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة الإسلامية، فتؤكد أن عددا كبيرا من المسلمين يقع في الخطأ حينما يرجئ سداد الزكاة ليلحق برمضان رغم أن موعد استحقاقها يكون في غير هذا الشهر لذلك يقع الفقراء في مأساة كبيرة، حينما تغلق عليهم أبواب الزكاة والصدقة لينتظروا شهر الخير الذي يتبرع فيه الكثيرون فيصابون بالتخمة ولا يطلبون الرزق بالجلوس في المنازل انتظارا لأموال الزكاة؛ لذلك يعتبر من الخطأ تأجيل الزكاة وتأخيرها عن موعد استحقاقها.
نصير طالبت منظمات المجتمع المدني بدراسة أوضاع الفقراء والمحتاجين في مصر، كذلك المؤسسات الخاصة برعاية الأيتام والأرامل التي هي في حاجة مستمرة للإنفاق على مدار العام سواء في حالات الشدة أو الرخاء حتى يكون العام بأكمله فرصة لتصحيح أوضاعها المالية ولا يكون الاقتصار على شهر واحد فقط.
كما طلبت في الوقت نفس من رجال الأعمال والميسورين أن يقدموا ما يزيد على حاجتهم للفقراء على مدار العام سواء عن طريق مباشر أو من خلال الجمعيات حتى يتسنى لهؤلاء الانتقال من حالات الفقر الشديد إلى حالات عدم الحاجة أو مد الأيدي للغير حفظاً لماء وجوههم.
مواعيدها المستحقة
بينما اعترض الدكتور محمد رأفت عثمان، أستاذ الفقه المقارن وعميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، قائلا إنه لا بد أن تدفع الزكاة في مواعيدها المستحقة تماماً ولا يجوز تأخيرها بأي حال من الأحوال؛ بحجة أن الزكاة في شهر رمضان أو أواخر رمضان أفضل.
كما لا يجوز تأخيرها إلى بعد الحول مع القدرة على إخراجها لقوله تعالى «وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين». لأن الإنسان إذا تأخر لا يدري ما يعرض له فقد يموت ويبقى دين الزكاة في ذمته؛ لأن إبراء الذمة واجب إذ إن حاجة الفقراء قد تعلقت به، فإن أخرها بعد الحول أصبح الفقراء في حاجة ضرورية لها ولا يجدون ما يكفي حاجاتهم، وأن من وجبت عليه زكاة وأخرها بغير عذر مشروع أثم لورود الأدلة من الكتاب والسنة بالمبادرة بإخراج الزكاة في مواقيتها.
عثمان يرى أن الميسورين الذين يكرسون جهدهم في أعمال الخير في شهر رمضان فقط ويتركون باقي العام دون أن يدفعوا فيه صدقة أو زكاة للفقراء يحدثون خللا في المنظومة الاقتصادية والاجتماعية للفقراء الذين يترقبون طوال العام انتظارا للحصول على الزكاة من الأغنياء إلا أنهم يواجهون شبح التأجيل لشهر معين، في حين الأشهر كلها لله، وعمل الخير مطلوب في العام كله.
وليس مقتصراً على رمضان، ومن الحكمة أن يوزع الناس أعمالهم طوال العام كله.. لكنه في الوقت نفسه أثنى عثمان على أعمال الخير في ذلك الشهر وما يقوم به الناس من تبرعات للمستشفيات ودور الأيتام الذين هم في احتياج دائم لمثل هذه الصدقات على مدار العام، وطالب الميسورين ورجال الأعمال الذين تجب عليهم الزكاة بألا يكون هذا الشهر استثناء عن بقية الشهور، وأن يكون العام بأكمله رمضان فلا تنقطع فيه الصدقات أو أعمال البر والتقوى.
أما بخصوص قيام البعض بتأخير الزكاة لمصلحة الفقراء فكما يقول أستاذ الفقه، لا بأس به إذا كان لا يضرهم.. إضافة إلى تعارض بعض الأسباب التي تجعل خروج الزكاة في غير رمضان حتى لو كانت تستحق في رمضان أفضل، وذلك في حال حدوث كارثة أو مجاعة في أي بلد من بلاد المسلمين.. ولكن يتعرض الفقراء لمواقف صعبة للغاية تتمثل في انصراف الأغنياء عنهم بعد رمضان فلا يجدون من يعطيهم في غير رمضان.
أما عن زكاة الزروع والثمار فيجب ألا تؤخر حتى لو كان رمضان على بعد أيام لقوله تعالى «وآتوا حقه يوم حصاده»، لأن الخير ينبغي أن يبادر به فالتسويف غير محمود لكون الموت لا يؤمَن، لذلك لا يجوز تأخير إخراج الزكاة بأي حال من الأحوال لكن يجوز إخراجها قبل انتهاء الحول بشرط أن تؤدى قبل مواعيدها بحولين فأقل، لقول علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم «تعجل من العباس صدقة سنتين» رواه أبوعبيد القاسم بن سلام، وأن العباس سأل النبي في تعجيل صدقته قبل أن تحل فرخص له ذلك..
وقال ابن عباس «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن.. وكان رسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة» رواه البخاري، ويراد من هذا الحديث استحباب إكثار الجود في رمضان.
وفي النهاية أكد عثمان أن من كانت زكاته بعد رمضان لكنه أخرجها في رمضان متعجلاً ليدرك فضيلة الزكاة في رمضان فلا بأس به، أما إذا كانت زكاته تجب قبل رمضان كشهر رجب فأخرها حتى يخرجها في رمضان فهذا لا يجوز.
علماء الدين أكدوا أن تزايد أعمال الخير والبر والتقوى من أفضل الأعمال في رمضان، وقالوا إن تقاعس الدعاة في بيان فضل دفع الزكاة في مواعيدها سواء في رمضان أو غيره السبب وراء سعي البعض إلى تأخير زكاته إلى رمضان.. مؤكدين أنه لا يجوز تأخير دفع الزكاة عن مواعيدها لأي حال من الأحوال، فإن وجبت في شهر ربيع أو محرم أو صفر فلا يجوز تأخيرها طالما جاء أجل استحقاقها.
الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق يؤكد ذلك ويقول إن المولى، عز وجل، فضل بعض الأيام على بعض، كما فضل بعض الشهور على بعض، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم عن رمضان «يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم.. شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل صيامه فريضة وقيامه تطوعاً.. إلى آخر الحديث».
وذكر فيه فضل الأعمال الصالحة منها الزكاة، لكن هذا ليس معناه تأخير حقوق المعوزين على مدار السنة لجعلها في شهر واحد، بدعوى أن الصدقة في رمضان أفضل من الصدقة في غيره لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه «شهر المواساة» وكان صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في هذا الشهر وكان أجود بالخير من الريح المرسلة..
وقال عليه الصلاة والسلام «من فطّر فيه صائماً كان كفارة لذنوبه وعتقا لرقبته من النار، وكان له من الأجر مثل الصائم من غير أن ينقص من أجره شيء»، وهذا أكبر دليل على فضل الصدقة في شهر رمضان، لكن لا يوجد أي نص شرعي يبيح تأخير الزكاة لمنحها في رمضان إلا إذا كانت تستحق في هذا الشهر كعدم وجود فقراء حين تمام الحول وعدم القدرة على إيصال الزكاة إليهم أو لغيبة المال ونحو ذلك، أما تأخيرها من أجل رمضان فلا يجوز مطلقاً إلا إذا كانت المدة يسيرة كأن يكون موعد إخراجها في أواخر شهر شعبان فلا بأس بتأخيرها.
وفي السياق نفسه يرى هاشم أنه لا مانع من تأخيرها إذا كان مخرجها يترقب عودة المستحقين إذا كانوا على سفر ويعلم ظروفهم تماماً أو أن يكون قد قام بترتيب توصيلها بشكل شهري كراتب، لكنه إذا أخرها متعمداً فيكون من العاصين حتى لو أنها في ليلة القدر.
مأساة الفقراء
أما الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة الإسلامية، فتؤكد أن عددا كبيرا من المسلمين يقع في الخطأ حينما يرجئ سداد الزكاة ليلحق برمضان رغم أن موعد استحقاقها يكون في غير هذا الشهر لذلك يقع الفقراء في مأساة كبيرة، حينما تغلق عليهم أبواب الزكاة والصدقة لينتظروا شهر الخير الذي يتبرع فيه الكثيرون فيصابون بالتخمة ولا يطلبون الرزق بالجلوس في المنازل انتظارا لأموال الزكاة؛ لذلك يعتبر من الخطأ تأجيل الزكاة وتأخيرها عن موعد استحقاقها.
نصير طالبت منظمات المجتمع المدني بدراسة أوضاع الفقراء والمحتاجين في مصر، كذلك المؤسسات الخاصة برعاية الأيتام والأرامل التي هي في حاجة مستمرة للإنفاق على مدار العام سواء في حالات الشدة أو الرخاء حتى يكون العام بأكمله فرصة لتصحيح أوضاعها المالية ولا يكون الاقتصار على شهر واحد فقط.
كما طلبت في الوقت نفس من رجال الأعمال والميسورين أن يقدموا ما يزيد على حاجتهم للفقراء على مدار العام سواء عن طريق مباشر أو من خلال الجمعيات حتى يتسنى لهؤلاء الانتقال من حالات الفقر الشديد إلى حالات عدم الحاجة أو مد الأيدي للغير حفظاً لماء وجوههم.
مواعيدها المستحقة
بينما اعترض الدكتور محمد رأفت عثمان، أستاذ الفقه المقارن وعميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، قائلا إنه لا بد أن تدفع الزكاة في مواعيدها المستحقة تماماً ولا يجوز تأخيرها بأي حال من الأحوال؛ بحجة أن الزكاة في شهر رمضان أو أواخر رمضان أفضل.
كما لا يجوز تأخيرها إلى بعد الحول مع القدرة على إخراجها لقوله تعالى «وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين». لأن الإنسان إذا تأخر لا يدري ما يعرض له فقد يموت ويبقى دين الزكاة في ذمته؛ لأن إبراء الذمة واجب إذ إن حاجة الفقراء قد تعلقت به، فإن أخرها بعد الحول أصبح الفقراء في حاجة ضرورية لها ولا يجدون ما يكفي حاجاتهم، وأن من وجبت عليه زكاة وأخرها بغير عذر مشروع أثم لورود الأدلة من الكتاب والسنة بالمبادرة بإخراج الزكاة في مواقيتها.
عثمان يرى أن الميسورين الذين يكرسون جهدهم في أعمال الخير في شهر رمضان فقط ويتركون باقي العام دون أن يدفعوا فيه صدقة أو زكاة للفقراء يحدثون خللا في المنظومة الاقتصادية والاجتماعية للفقراء الذين يترقبون طوال العام انتظارا للحصول على الزكاة من الأغنياء إلا أنهم يواجهون شبح التأجيل لشهر معين، في حين الأشهر كلها لله، وعمل الخير مطلوب في العام كله.
وليس مقتصراً على رمضان، ومن الحكمة أن يوزع الناس أعمالهم طوال العام كله.. لكنه في الوقت نفسه أثنى عثمان على أعمال الخير في ذلك الشهر وما يقوم به الناس من تبرعات للمستشفيات ودور الأيتام الذين هم في احتياج دائم لمثل هذه الصدقات على مدار العام، وطالب الميسورين ورجال الأعمال الذين تجب عليهم الزكاة بألا يكون هذا الشهر استثناء عن بقية الشهور، وأن يكون العام بأكمله رمضان فلا تنقطع فيه الصدقات أو أعمال البر والتقوى.
أما بخصوص قيام البعض بتأخير الزكاة لمصلحة الفقراء فكما يقول أستاذ الفقه، لا بأس به إذا كان لا يضرهم.. إضافة إلى تعارض بعض الأسباب التي تجعل خروج الزكاة في غير رمضان حتى لو كانت تستحق في رمضان أفضل، وذلك في حال حدوث كارثة أو مجاعة في أي بلد من بلاد المسلمين.. ولكن يتعرض الفقراء لمواقف صعبة للغاية تتمثل في انصراف الأغنياء عنهم بعد رمضان فلا يجدون من يعطيهم في غير رمضان.
أما عن زكاة الزروع والثمار فيجب ألا تؤخر حتى لو كان رمضان على بعد أيام لقوله تعالى «وآتوا حقه يوم حصاده»، لأن الخير ينبغي أن يبادر به فالتسويف غير محمود لكون الموت لا يؤمَن، لذلك لا يجوز تأخير إخراج الزكاة بأي حال من الأحوال لكن يجوز إخراجها قبل انتهاء الحول بشرط أن تؤدى قبل مواعيدها بحولين فأقل، لقول علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم «تعجل من العباس صدقة سنتين» رواه أبوعبيد القاسم بن سلام، وأن العباس سأل النبي في تعجيل صدقته قبل أن تحل فرخص له ذلك..
وقال ابن عباس «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن.. وكان رسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة» رواه البخاري، ويراد من هذا الحديث استحباب إكثار الجود في رمضان.
وفي النهاية أكد عثمان أن من كانت زكاته بعد رمضان لكنه أخرجها في رمضان متعجلاً ليدرك فضيلة الزكاة في رمضان فلا بأس به، أما إذا كانت زكاته تجب قبل رمضان كشهر رجب فأخرها حتى يخرجها في رمضان فهذا لا يجوز.