المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجنة تتزين فأين المشمرون ؟


عاشقة الفردوس
06-23-2015, 11:58 PM
جاء في صحيح مسلم عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ : خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصَرْمٍ ، وَوَلَّتْ مسرعة ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ يَتَصَابُّهَا صَاحِبُهَا ، وَإِنَّكُمْ مُنْتَقِلُونَ مِنْهَا إِلَى دَارٍ لَا زَوَالَ لَهَا ، فَانْتَقِلُوا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ ، فَإِنَّهُ قَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الْحَجَرَ يُلْقَى مِنْ شَفَةِ جَهَنَّمَ فَيَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ عَامًا لَا يُدْرِكُ لَهَا قَعْرًا ، وَ ـ وَاللَّهِ ـ لَتُمْلَأَنَّ .أَفَعَجِبْتُمْ وَلَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهَا يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظٌ مِنْ الزِّحَامِ وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الشَّجَرِ حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا فَالْتَقَطْتُ بُرْدَةً فَشَقَقْتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ فَاتَّزَرْتُ بِنِصْفِهَا وَاتَّزَرَ سَعْدٌ بِنِصْفِهَا فَمَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا أَصْبَحَ أَمِيرًا عَلَى مِصْرٍ مِنْ الْأَمْصَارِ) .
ما هو الحافز والثمن الذي دفع الصحابة إلى الصبر على طاعة الله وطلب مرضاته؟ ما الذي جعلهم يثبتون على دين الله وقد لاقوا من أقوامهم شتى أنواع العذاب والحرمان؟ وما الذي يدفع المسلم في كل زمان ومكان إلى أن يبذل من وقته وجهده وماله وربما حياته من أجل تعاليم دينه وتوجيهات نبيه محمد صلى الله عليه وسلم؟ .. إن الحافز والثمن هو الجنة وما الدنيا وما فيها إلا زاد وطريقٌ إلى الجنة قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ } (التوبة: 111) وفهم الصحابة ذلك من أول يومٍ عرفوا هذا الدين والتزموا تعاليمه وأدركوا أن ثمن الأعمال والصبر والبذل والعطاء والإلتزام بالإسلام وعبودية الرحمن ليس الدنيا وأموالها ومناصبها فهذا عبد الله بن رواحة رضي الله عنه يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية: اشترط لربك ولنفسك ما شئت. فقال: ((أَشترطُ لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم))، قال عبدالله: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: ((الجنة)). قالوا: ربح البيع، ولا نقيل ولا نستقيل) (أحمد في المسند)) (4/120) و(تفسير الطبري)) (14/499 - شاكر) .. وذكر المولى سبحانه وتعالى الجنة في كتابه في كثير من السور والآيات ودل عليها ورغب فيها وسماها دار السلام لا خوف فيها ولا جوع ولا تعب ولا نصب ولا موت ولا شقاء قال تعالى( واللهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" (يونس، الآية 25) ودعا ليها رسول صلى الله عليه وسلم ورغب فيها وذكرها لأصحابها في جميع الأحداث والمواقف حتى لا ينشغلوا بهذه الدنيا عن الآخرة وحتى ترتفع الهمم وتشتد العزائم للأعمال الصالحة التي تقرب العباد من ربهم قال رسول صلى الله عليه وسلم(لبنة ذهب ولبنة فضة ، وملاطها المسك ، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، وترابها الزعفران ، من يدخلها ينعم لا يبأس ، ويخلد لا يموت ، لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه . ( صحيح مسند أحمد(2/305) ... وفي رمضان يدعوكم رب العزة إلى السباق نحو الجنة فيقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ،يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ ".(رواه مسلم في صحيحه (1152)... بل إن الجنة تتزين للصائمين وتفتح أبوابها قال صلى الله عليه وسلم-: (قد جاءكم رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغـلق فيه أبواب الجحـيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِم خيرها فقد حُرِم) ( الألباني صحيح الترغيب (999): "صحيح لغيره".] ويقول عليه الصلاة والسلام:( إذا كان أول ليلة من شهر رمضان , صُفّدت الشياطين ومردة الجنّ , وأغلقت أبواب النار , فلم يفتح منها باب , وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب , وينادي منادٍ : يا باغي الخير أقبل , و يا باغي الشرِ أقصر . ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ) [ رواه الترمذي وابن ماجه وحسَنه الألباني).. وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لِلَّهِ عُتَقَاءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ لِكُلِّ عَبْدٍ مِنْهُمْ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ ) (رواه أحمد . صححه الألباني في صحيح الجامع / (2169) .. والأعمال التي تقرب إلى الجنة وخاصة في هذا الشهر كثيرة فالصيام والقيام والقرآن والإنفاق وافطار الصائمين وصلة الأرحام وحسن الخلق وحفظ اللسان وغيرها من الأعمال تقود العبد إلى جنة عرضها السموات والأرض .. يقول ابن القيم ( ما تزينت الجنة لأمة كما تزينت لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم لا تجد لها عاشقا .. ) فتزينوا للجنة بأعمالكم الصالحة كما تتزين هي لكم واسألوا الله من فضله والحمد لله رب العالمين.

العنودالشمريه
06-25-2015, 03:31 PM
جزاك الله خير

عاشقة الفردوس
06-25-2015, 10:04 PM
جزاك الله خير
غاليتي العنود
واياكِ بارك الله فيكِ وحفظك الله من كل سوء

مها يوسف
06-15-2016, 02:02 PM
غاليتي غاليتي عاشقة الفردوس
شكرا لك على الموضوع القيم
الف شكر

عبدالله احمد
06-15-2016, 06:12 PM
بارك الله بك وجزاك ربي كل خير

منتهى
06-15-2016, 06:16 PM
بارك الله فيك


وجزاك خيرا

علي علي
06-15-2016, 07:06 PM
جزاك الله كل خير

هيام
06-16-2016, 05:14 PM
جزاك الله خير