المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قال الإمــام ابن القيم رحمه اللــه:


عاشقة الفردوس
06-29-2015, 04:13 PM
قال الإمــام ابن القيم رحمه اللــه:

وكيف يقدر قدر دار غرسهــا الله بيده و جعلهــا مقراً لأحبــابه، و ملأهــا من رحمته و كــرامته و رضــوانه، و وصف نعيمــهــا بالفــوز العظــيم، و ملكهــا بالملك الكبير، و أودعهــا جميع الخير بحذافيره، و طهرهــا من كل عيب وآفــة و نــقــص.

فإن سألت: عن أرضــهــا وتربتــهــا، فهي المسك و الزعــفــران.
وإن سألت: عن سقفــهــا، فهو عرش الرحــمــن.

وإن سألت: عن ملاطــهــا، فهو المسك الأذفــر.
وإن سألت: عن حصبــائــهــا، فهو اللؤلؤ و الجوهر.

وإن سألت: عن بنــائــهــا، فلبنة من فضة و لبنة من ذهب، لا من الحطب و الخشب.
وإن سألت: عن أشجــارهــا، فما فيها شجرة إلا و ساقــهــا من ذهب.

وإن سألت: عن ثمــرهــا، فأمثــال القــلال، ألين من الزبد و أحــلــى من العسل.
و إن سألت: عن ورقــهــا، فأحسن ما يكــون من رقــائق الحلل.

و إن سألت: عن أنهــارهــا، فأنهــارهــا من لبن لم يتغير طعمه، و أنــهــار من خمر لذة للشــاربين، و أنهــار من عسل مصفّـى.

وإن سألت: عن طــعــامهم، ففــاكهة مما يتخيرون، و لحم طير مما يشتــهــون.
وإن سألت: عن شــرابهم، فالتسنيم و الزنجبيل والكــافــور.

وإن سألت: عن آنيتهم، فآنية الذهب و الفضة في صــفـــاء القــوارير.
وإن سألت: عن سعت أبوابــهــا، فبين المصــراعين مسيرة أربعين من الأعــوام، و ليأتين عليه يوم و هو كــظــيــظ من الزحــام.

وإن سألت: عن تصفيق الريــاح لأشجــارها، فإنها تستفز بالطرب من يسمــعــهــا.
و إن سألت: عن ظلهــا ففيــهــا شجرة واحدة يسير الــراكب المجد السريع في ظلّــهــا مئة عــام لا يقطعها.

و إن سألت: عن خــيــامــهــا و قبابــهــا، فالخيمة من درة مجــوفة طولــهــا ســتّــون ميلاً من تلك الخــيــام.
و إن سألت: عن علالــيــهــا وجــواسقــهــا فهي غرف من فوقهــا غرف مبنية، تجري من تحتها الأنــهــار.

و إن سألت: عن إرتفــاعــهــا، فــانظر إلى الكوكب الطــالع، أو الغــارب في الأفق الذي لا تكــاد تنــاله الأبصــار.
و إن سألت: عن لبــاس أهلها، فهو الحرير و الذهب.

و إن سألت: عن فرشــهــا، فبطــائنــهــا من استبرق مفــروشة في أعلى الرتب.
و إن سألت: عن أرائكــهــا، فهي الأسرة عليها البشخانات، وهي الحـجــال مزررة بأزرار الذهب، فما لها من فــروج و لا خــلال.

و إن سألت: عن أسنــانهم، فأبنــاء ثلاثة و ثلاثين، على صورة آدم عليه السلام، أبي البشر.
و إن سألت: عن وجـــوه أهلها و حسنهم، فعــلــى صــورة القمر.

و إن سألت: عن سمــاعهم، فغنــاء أزواجهم من الحور العين، و أعلى منه سمــاع أصــوات المــلائكة والنبيين، وأعلى منهما سمــاع خطــاب رب العالمين.
و إن سألت: عن مطــأيــاهم التي يتــزاورون عليها، فنجــائب أنشــأها اللــه مما شــاء، تسير بهم حيث شــاؤوا من الجنــان.

و إن سألت: عن حليهم وشــارتهم، فأســاور الذهب و اللؤلؤ على الرؤوس مــلابس التيــجــان.
و إن سألت: عن غلمــانهم، فولــدان مخلّــدون، كأنهم لؤلؤ مكنــون.

وإن سألت: عن عرائسهم و أزواجهم، فهن الكــواعب الأتــراب، اللائــي جرى في أعضــائهن ماء الشبــاب، فللورد و التفــاح ما لبسته
الخــدود، و للرمــان ما تضمنته النــهـــود، وللؤلؤ المنــظــوم ما حوته الثــغـــور، وللدقة و اللطــافة ما دارت عليه الخــصــور.

هيام
06-16-2016, 07:00 AM
جزاك الله خيراً وبارك في جهودك

منتهى
06-19-2016, 12:08 PM
طرح راقي يستحق المشاهدة


يعطيك العافية

الملكية
06-20-2016, 08:11 AM
جزاك ربي الجنة وبارك الله فيك
دمت بكًل خير