المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوم العيد ويوم القيامة


عاشقة الفردوس
07-15-2015, 08:22 PM
يوم العيد ويوم القيامة

رأيتُ الناس يوم العيد فشبَّهتُ الحال بالقيامة؛ فإنهم لما انتبهوا من نومهم خرجوا إلى عيدهم كخروج الموتى من قبورهم إلى حشرهم؛ فمنهم من زينته الغاية ومركبه النهاية[1]، ومنهم المتوسط، ومنهم المرذول، وعلى هذا أحوال الناس يوم القيامة، قال تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إلى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} [مريم: 85] أي: ركبانًا، {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إلى جَهَنَّمَ وِرْدًا} [مريم: 86] أي: عطاشًا. وقال عليه الصلاة والسلام: "يحشرون ركبانًا ومشاة وعلى وجوههم"[2].

ومن الناس من يُداس في زحمة العيد، وكذلك الظَّلَمة يطأهم الناس بأقدامهم في القيامة. ومن الناس يوم العيد الغنيّ المتصدق، كذلك يوم القيامة أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة. ومنهم الفقير السائل الذي يطلب أن يُعطى، كذلك يوم الجزاء: "أعددت شفاعتي لأهل الكبائر"[3]. ومنهم من لا يُعطف عليه {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ} [الشعراء: 100، 101].

والأعلام منشورة في العيد، كذلك أعلام المتقين في القيامة. والبوق[4] يُضرب، كذلك يُخبر بحال العبد فيقال: يا أهل الموقف، إن فلانًا قد سعد سعادة لا شقاوة بعدها، وإن فلانًا قد شقي شقاوة لا سعادة بعدها.

ثم يرجعون من العيد بالخواصّ إلى باب الحجرة ويُخبرون بامتثال الأوامر: {أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة: 11]، فيخرج التوقيع إليهم {وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا} [الإنسان: 22].

ومن هو دونهم يختلف حاله؛ فمنهم من يرجع إلى بيت عامر: {بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة: 24]، ومنهم متوسط، ومنهم من يعود إلى بيت قفرٍ. فاعتبروا يا أولي الألباب.

المصدر: كتاب (صيد الخاطر) لابن الجوزي.

العنودالشمريه
06-10-2016, 02:21 PM
شكرًا لك كوني بخير

علي علي
06-11-2016, 05:05 PM
شكراً بارك الله بك ورمضان مبارك

عبدالله احمد
06-11-2016, 05:37 PM
بارك الله بك وجزاكم الله الخير