الملكية
12-15-2015, 02:47 AM
الذين اشتغلوا بمهمة الدعوة إلى الله وهذه الرسالة جعل الله لهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم نبراس الهدى وميزان التقى ؛ عينهم على رسول الله فيزنون كل حركاتهم وسكناتهم وأقوالهم وأفعالهم بحركات وسكنات وأقوال وأفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} الأحزاب21
ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أن كلفه الله بدعوة الله؟ وقد جعل كله لله؟ ومن الممكن أن يتساءل البعض الذين يشغلون بعض وقتهم لله: لماذا عندي مشاكل في الدنيا؟ لماذا عندي متــاعب في الأرزاق؟ لماذا أشتكي من الهمــوم والغمــوم؟
وقد حسم الإمام أبو العزائم رضي الله عنه هذه القضية وقال لمن حوله من الدعاة : " من أعطىالكل أخذ الكل " أي على قدر عطائك يكون غطائك من الله ، فإذا كنت تعطي جزءاً بسيطاً منك فلماذا تريد غطاءاً من الله؟ لكن من ألجأ ظهره إلى الله وليس له إلا مولاه فإن هذا يتكفَّل به الله
فسيدنا رسول الله منذ كلَّفه ربه ماذا فعل؟ وأين نحن منه؟ فالواحد لو صعد على المنبر وجهزوا له الميكروفونات والمراوح والتكييفات وجاء الناس ليسمعوه ، يريد من الناس بعد ذلك أن يعظموه ويشكروه ، ويثنوا عليه ويكون كبيراً في نظر هؤلاء القوم ، هل رسول الله كان على ذلك؟ أبداً
فعندما كُلّف بالرسالة أول شيء عمله دعا أهل بيته أولاً ، زوجته ومن كان يعيش معه _ وكان سيدنا علي يعيش معه وكذلك زيد بن حارثة _ جمعهم كلهم وعرض عليهم الرسالة إلى أن آمنوا به كلهم وصلَّوا ورائه وبعد أن آمن به هؤلاء إنتقل من الدار إلى خارج الأسوار ولذلك قال لنا صلى اللهعليه وسلم : {ابدأ بنفسك ثم بمن تعول}{1}
وهذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد أن فرغ من أهل بيته ، بدأ بالعشيرة أتى بسيدنا علي وسأله : كم عدد بني هاشم؟ قال : أربعون رجلاً ، فقال : ادعهم إلى الطعام ، وطلب من زوجته أن تصنع لهم طعاماً يكفي الأربعين رجلاً ، من أين؟ هكذا دعوة الله ورسوله
فمن يتعرض لدعوة الله ورسوله ويريد أن ينال هذا المنى ، يفتح بيته ويطعم الواردين لكي يرضي رب العالمين ، لكن سأدعو في المساجد وباب البيت مغلق بالضبة والمفتاح لا ينفع ذلك؟ فقد قال اللهلموسى وهارون: {وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ} يونس87
فمن الممكن مثلاً أن يفتح الواحد بيته ويطالب الواردين - إن لم يكن بلسان القال فبلسان الحال - كأن يقول: المصاريف كثيرة والضيوف كثير ويأكلون ويشربون الكثير وكأنه يريد أن يأتي كل واحد منهم بشيء في هذه الحالة يكون قد طلب فيسقط في العطب
لأن المؤمن لا يطلب إلا من مولاه: {إذا سألت فاسأل الله} ، وقال له : " إذا سألت " إذا سأل ، لماذا؟ لأنه يعرف أنه صاحب مقام أكمل ، يعلم أن مولاه يجيبه بغير سؤال ، فإذا سأل فإنما ليسكِّن القلب ولكنه غير محتاج للسؤال لأنه يعلم انه سيكفيه كل أمر وكل شأن
فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد أن أكلوا عرض عليهم الدعوة ، فقالوا ننظر في أمرنا ، ودعاهم إلى الطعام مرة ثانية ، ثم دعاهم للمرة الثالثة ، ثلاث مرات ولما لم يستجيبوا له ماذا فعل سيدنا رسول الله؟ ولم يكن في هذا الوقت مساجد؟ عرض نفسه على الناس
كلما رأى جماعة حول الكـعبة يذهب إليهم ويجالسهم ويعرض عليهم دعوة الله وهؤلاء أهل مكة أما الجماعات الأخرى التى تأتي من خارج مكة وتذهب إلى الأسواق فيذهب رسول الله إليهم في الأسواق ويعرض نفسه عليهم لكي يبين لهم دعوة الله ، ماذا يريد رسول الله من وراء ذلك؟ {قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} الأنعام90
وذلك لكي يعلم من هم على مثل حالتي ويظنون أنهم على شيء أو فعلوا شيئاً ، فأين نحن من دعوة رسول الله ما الذي فعلناه؟ كما ترون الآن فنحن قاعدون في مراوح وميكرفونات وأناس مستمعين ومؤمنين بالفعل ، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكلم المتعجرفين والأشداء الغلاظ في الردود وفي الصدود وفي البعد عن الواحـد المعبود ، لكنه صلى الله عليه وسلم ذهب إليهم ومعه رحمة الله: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} آل عمران159
حتى من كان يسبُّه أو يشتمه أو يعترض عليه كان يعذره ، لماذا؟ لأنه يراه في وسط هذه الأحوال الكفرية وهذه الأعمال الشركية ، له العذر لأنه ما زال يحتاج إلى مـداواة لكي يخرج من هذه الأحوال إلى نور الهداية وإلى نور الإيمان وإلى طاعة الحنان المنان عز وجل ، فكان صلى الله عليه وسلم يأخذهم باللين
دعا أهل مكة ثم ذهب بعد ذلك إلى أهل الطائف ولما وجد أهل مكة عندهم صدود وكذلك أهل الطائف عندهم صدود ماذا فعل؟ رجع لنفسه ، كيف؟ وهذا هو حال الدعاة ، قال لا بد وأن يكون فيَّ عيبٌ يمنع أولئك الناس من الاجتماع عليَّ؟ ماذا فيَّ يمنعهم من الإقتداء بي؟
فعلَّمنا صلى الله عليه و سلم أن الداعي يدعو الخلق إلى الله وإذا وجد إعراضاً أو صدوداً يُرْجِعُ ذلك لنفسه ولا ينسب السبب إلى ربه أو إلى خلق الله ولكن ينسب السبب إلى نفسه كما قال في الدعاء :" ضعف قوتي ، وقلة حيلتي " أي أنا ضعيفٌ وقليل الحيلة ورجع على نفسه.
ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أن كلفه الله بدعوة الله؟ وقد جعل كله لله؟ ومن الممكن أن يتساءل البعض الذين يشغلون بعض وقتهم لله: لماذا عندي مشاكل في الدنيا؟ لماذا عندي متــاعب في الأرزاق؟ لماذا أشتكي من الهمــوم والغمــوم؟
وقد حسم الإمام أبو العزائم رضي الله عنه هذه القضية وقال لمن حوله من الدعاة : " من أعطىالكل أخذ الكل " أي على قدر عطائك يكون غطائك من الله ، فإذا كنت تعطي جزءاً بسيطاً منك فلماذا تريد غطاءاً من الله؟ لكن من ألجأ ظهره إلى الله وليس له إلا مولاه فإن هذا يتكفَّل به الله
فسيدنا رسول الله منذ كلَّفه ربه ماذا فعل؟ وأين نحن منه؟ فالواحد لو صعد على المنبر وجهزوا له الميكروفونات والمراوح والتكييفات وجاء الناس ليسمعوه ، يريد من الناس بعد ذلك أن يعظموه ويشكروه ، ويثنوا عليه ويكون كبيراً في نظر هؤلاء القوم ، هل رسول الله كان على ذلك؟ أبداً
فعندما كُلّف بالرسالة أول شيء عمله دعا أهل بيته أولاً ، زوجته ومن كان يعيش معه _ وكان سيدنا علي يعيش معه وكذلك زيد بن حارثة _ جمعهم كلهم وعرض عليهم الرسالة إلى أن آمنوا به كلهم وصلَّوا ورائه وبعد أن آمن به هؤلاء إنتقل من الدار إلى خارج الأسوار ولذلك قال لنا صلى اللهعليه وسلم : {ابدأ بنفسك ثم بمن تعول}{1}
وهذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد أن فرغ من أهل بيته ، بدأ بالعشيرة أتى بسيدنا علي وسأله : كم عدد بني هاشم؟ قال : أربعون رجلاً ، فقال : ادعهم إلى الطعام ، وطلب من زوجته أن تصنع لهم طعاماً يكفي الأربعين رجلاً ، من أين؟ هكذا دعوة الله ورسوله
فمن يتعرض لدعوة الله ورسوله ويريد أن ينال هذا المنى ، يفتح بيته ويطعم الواردين لكي يرضي رب العالمين ، لكن سأدعو في المساجد وباب البيت مغلق بالضبة والمفتاح لا ينفع ذلك؟ فقد قال اللهلموسى وهارون: {وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ} يونس87
فمن الممكن مثلاً أن يفتح الواحد بيته ويطالب الواردين - إن لم يكن بلسان القال فبلسان الحال - كأن يقول: المصاريف كثيرة والضيوف كثير ويأكلون ويشربون الكثير وكأنه يريد أن يأتي كل واحد منهم بشيء في هذه الحالة يكون قد طلب فيسقط في العطب
لأن المؤمن لا يطلب إلا من مولاه: {إذا سألت فاسأل الله} ، وقال له : " إذا سألت " إذا سأل ، لماذا؟ لأنه يعرف أنه صاحب مقام أكمل ، يعلم أن مولاه يجيبه بغير سؤال ، فإذا سأل فإنما ليسكِّن القلب ولكنه غير محتاج للسؤال لأنه يعلم انه سيكفيه كل أمر وكل شأن
فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد أن أكلوا عرض عليهم الدعوة ، فقالوا ننظر في أمرنا ، ودعاهم إلى الطعام مرة ثانية ، ثم دعاهم للمرة الثالثة ، ثلاث مرات ولما لم يستجيبوا له ماذا فعل سيدنا رسول الله؟ ولم يكن في هذا الوقت مساجد؟ عرض نفسه على الناس
كلما رأى جماعة حول الكـعبة يذهب إليهم ويجالسهم ويعرض عليهم دعوة الله وهؤلاء أهل مكة أما الجماعات الأخرى التى تأتي من خارج مكة وتذهب إلى الأسواق فيذهب رسول الله إليهم في الأسواق ويعرض نفسه عليهم لكي يبين لهم دعوة الله ، ماذا يريد رسول الله من وراء ذلك؟ {قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} الأنعام90
وذلك لكي يعلم من هم على مثل حالتي ويظنون أنهم على شيء أو فعلوا شيئاً ، فأين نحن من دعوة رسول الله ما الذي فعلناه؟ كما ترون الآن فنحن قاعدون في مراوح وميكرفونات وأناس مستمعين ومؤمنين بالفعل ، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكلم المتعجرفين والأشداء الغلاظ في الردود وفي الصدود وفي البعد عن الواحـد المعبود ، لكنه صلى الله عليه وسلم ذهب إليهم ومعه رحمة الله: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} آل عمران159
حتى من كان يسبُّه أو يشتمه أو يعترض عليه كان يعذره ، لماذا؟ لأنه يراه في وسط هذه الأحوال الكفرية وهذه الأعمال الشركية ، له العذر لأنه ما زال يحتاج إلى مـداواة لكي يخرج من هذه الأحوال إلى نور الهداية وإلى نور الإيمان وإلى طاعة الحنان المنان عز وجل ، فكان صلى الله عليه وسلم يأخذهم باللين
دعا أهل مكة ثم ذهب بعد ذلك إلى أهل الطائف ولما وجد أهل مكة عندهم صدود وكذلك أهل الطائف عندهم صدود ماذا فعل؟ رجع لنفسه ، كيف؟ وهذا هو حال الدعاة ، قال لا بد وأن يكون فيَّ عيبٌ يمنع أولئك الناس من الاجتماع عليَّ؟ ماذا فيَّ يمنعهم من الإقتداء بي؟
فعلَّمنا صلى الله عليه و سلم أن الداعي يدعو الخلق إلى الله وإذا وجد إعراضاً أو صدوداً يُرْجِعُ ذلك لنفسه ولا ينسب السبب إلى ربه أو إلى خلق الله ولكن ينسب السبب إلى نفسه كما قال في الدعاء :" ضعف قوتي ، وقلة حيلتي " أي أنا ضعيفٌ وقليل الحيلة ورجع على نفسه.