الملكية
01-18-2016, 09:35 AM
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعافيني وإياك من أمراض القلوب.
أحسنتِ السؤال.
كيف تنكسر النفس لله؟ كيف تترك العلو وحظها؟ كيف تتواضع لله فيرفعها في عافية منه وفضل؟ كيف تترك التيه والعجب الذي يعربد فيها فيفسد عليها دينها وآخرتها؟ نعم سأطيل بيد أن مع الإطالة تقصير... فعذرا وغفرا.
علام يغرك ثناء الناس إن أحسنت إليهم بطيب الكلمات؟! نعم؛ الصادق لا يحتاج إلى نصيحة بأسلوب معين؛ بل يقبل النصح في الحق من أي شخص وبأي طريقة ..فمن أثنى عليك لأن أسلوبك "أحسن" إنما أثنى بهوى وصاحب الهوى وأسير الإحسان مجروحة شهادته. فعلام يغرك ثناؤه؟!
هل عرفت قدر الله؟ وأن القلوب بين يديه يقلبها كيف شاء؟ إن شاء جعل لمن شاء في قلوب العباد نصيبا.. وإن شاء أوغر صدورهم حتى يكون مثل سم الخياط ضيقا.
يغشانا التيه فلا نرى لغيرنا فضل رغم أن لكل فولة كيال! فلكل أسلوب أناس يسكنون إليه، يعجبهم ويطلبونه.. ولولا اختلاف الأذواق لبارت السلع.
هل قرأت قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً* انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُبِيناً} [النساء:49-50]. ليقشعر بدنك وليرتجف قلبك.. من ذا الذي ضمن القبول عند الله وحسن الخاتمة فيرى لنفسه على الناس فضلا؟!
يا نفس لعلهم هم المقبولون عند الرحمن فمن لي بضامن للجنة والغفران؟
ماذا أفعل؟! راقبي نفسك.. فكلما راودتك بكلمة في حق أخواتك ازجريها زجرا غير رفيق واستعيذي بالله من شر نفسك ومن سيئات أعمالك ومن الشيطان الرجيم. ثم ارفعي كفيك إلى الرحمن واسألي الله لنفسك من خيري الدنيا والآخرة حتى تشبع ثم أفيضي على أخواتك بأسمائهن مثل ذلك حتى ينشرح صدرك انشراحا يغيظ الشيطان. ثم لا تؤنبي نفسك بعدها لحظة؛ بل كلما عاد الهاجس فعودي حتى يموت أو تموتي!
راقبي نفسك ولسانك لا يتكلم عن أخواتك إلا بخير ويذب عنهم بقوة لا بتخاذل فمن اغتابهم أو بهتهم عندك فكأنما لطمك وأذاك أنت فنحن جسد واحد؛ وإن بدر من إحداهن خطأ فإسرار النصح والتماس العذر وصون القلب واللسان عنهن بشهود تقصير نفسك وتعظيم حق أخواتك وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ» (رواه مسلم).
من أحب الله حقا أحب أن يطاع الرب في الأرض؛ فسعادتنا بنجاح الدعاة وتعددهم وقبول الناس لهم تابع لحب الله؛ إذ لو أننا فقط الناجحون في الدعوة لكان هذا نصرا شخصيا ضيقا يضيق له صدر المؤمن كأنما يصعد في السماء لأن الدعوة تكليف ثقيل. فنستفيد من أسلوب الدعاة ونفيدهم بحب وود وأخوة حقيقية لأن الهدف ليس مجدا خاصا بل هو مجد عام لنصرة دين الله ورفعته وبلاغ رسالته؛ ومن أبى منهم الاستفادة التمسنا له العذر ولم نتهمه بالغواية ودعونا له وسألنا الله له الهداية.
فلنقبل على أنفسنا وننشغل بها وبصلاحها فإن الطريق طويل وخبايا القلوب كثير. اللهم أصلح قلوبنا وأعمالنا واغفر لنا واسترنا برحمتك ومغفرتك.
هذا غيض من فيض وكتاب الله وسنة رسوله زاجرة للنفس عن هواها وما تركته مما كان ينبغي قوله كثير
ولكني أختم بقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَاكُمْ لَكُمْ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ»(رواه الترمذي).
أحسنتِ السؤال.
كيف تنكسر النفس لله؟ كيف تترك العلو وحظها؟ كيف تتواضع لله فيرفعها في عافية منه وفضل؟ كيف تترك التيه والعجب الذي يعربد فيها فيفسد عليها دينها وآخرتها؟ نعم سأطيل بيد أن مع الإطالة تقصير... فعذرا وغفرا.
علام يغرك ثناء الناس إن أحسنت إليهم بطيب الكلمات؟! نعم؛ الصادق لا يحتاج إلى نصيحة بأسلوب معين؛ بل يقبل النصح في الحق من أي شخص وبأي طريقة ..فمن أثنى عليك لأن أسلوبك "أحسن" إنما أثنى بهوى وصاحب الهوى وأسير الإحسان مجروحة شهادته. فعلام يغرك ثناؤه؟!
هل عرفت قدر الله؟ وأن القلوب بين يديه يقلبها كيف شاء؟ إن شاء جعل لمن شاء في قلوب العباد نصيبا.. وإن شاء أوغر صدورهم حتى يكون مثل سم الخياط ضيقا.
يغشانا التيه فلا نرى لغيرنا فضل رغم أن لكل فولة كيال! فلكل أسلوب أناس يسكنون إليه، يعجبهم ويطلبونه.. ولولا اختلاف الأذواق لبارت السلع.
هل قرأت قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً* انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُبِيناً} [النساء:49-50]. ليقشعر بدنك وليرتجف قلبك.. من ذا الذي ضمن القبول عند الله وحسن الخاتمة فيرى لنفسه على الناس فضلا؟!
يا نفس لعلهم هم المقبولون عند الرحمن فمن لي بضامن للجنة والغفران؟
ماذا أفعل؟! راقبي نفسك.. فكلما راودتك بكلمة في حق أخواتك ازجريها زجرا غير رفيق واستعيذي بالله من شر نفسك ومن سيئات أعمالك ومن الشيطان الرجيم. ثم ارفعي كفيك إلى الرحمن واسألي الله لنفسك من خيري الدنيا والآخرة حتى تشبع ثم أفيضي على أخواتك بأسمائهن مثل ذلك حتى ينشرح صدرك انشراحا يغيظ الشيطان. ثم لا تؤنبي نفسك بعدها لحظة؛ بل كلما عاد الهاجس فعودي حتى يموت أو تموتي!
راقبي نفسك ولسانك لا يتكلم عن أخواتك إلا بخير ويذب عنهم بقوة لا بتخاذل فمن اغتابهم أو بهتهم عندك فكأنما لطمك وأذاك أنت فنحن جسد واحد؛ وإن بدر من إحداهن خطأ فإسرار النصح والتماس العذر وصون القلب واللسان عنهن بشهود تقصير نفسك وتعظيم حق أخواتك وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ» (رواه مسلم).
من أحب الله حقا أحب أن يطاع الرب في الأرض؛ فسعادتنا بنجاح الدعاة وتعددهم وقبول الناس لهم تابع لحب الله؛ إذ لو أننا فقط الناجحون في الدعوة لكان هذا نصرا شخصيا ضيقا يضيق له صدر المؤمن كأنما يصعد في السماء لأن الدعوة تكليف ثقيل. فنستفيد من أسلوب الدعاة ونفيدهم بحب وود وأخوة حقيقية لأن الهدف ليس مجدا خاصا بل هو مجد عام لنصرة دين الله ورفعته وبلاغ رسالته؛ ومن أبى منهم الاستفادة التمسنا له العذر ولم نتهمه بالغواية ودعونا له وسألنا الله له الهداية.
فلنقبل على أنفسنا وننشغل بها وبصلاحها فإن الطريق طويل وخبايا القلوب كثير. اللهم أصلح قلوبنا وأعمالنا واغفر لنا واسترنا برحمتك ومغفرتك.
هذا غيض من فيض وكتاب الله وسنة رسوله زاجرة للنفس عن هواها وما تركته مما كان ينبغي قوله كثير
ولكني أختم بقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَاكُمْ لَكُمْ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ»(رواه الترمذي).