المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منهج راسخ وبصيرة ثاقبه


الملكية
06-15-2016, 03:31 PM
منهج راسخ وبصيرة ثاقبه
أشد الناس تأثرا بالأحزان .. أنقاهم قلوبا ...


فكيف إن كان مع نقاوة القلب بحرا واسعا من العلاقات التي لا تربطك بأناس عاديين ...



بل بصفوة البشر ... من يتفطر قلب الأرض والسماء على فراقهم ؛


لرقيهم في سلم الكمال البشري .. أدباً وصدقاً وكرماً وتضحيةً وعطاءا وبطولةً وهمةً وفداءا ....



من يا ترى على هذه الأرض قد اجتمعت له تلك الخصال كما اجتمعت في سيرة رسولنا محمد عليه



الصلاة والسلام ... فكم هي الأيام العصيبة التي عاشها مطاردا محاصرا غريبا جائعا يرى فيها الأشلاء



والدماء وفي سمعه أصوات أنين الأحبة وتوجعهم ..




كم مرة قد ذرفت دموع قلبه على أحب الناس إليه



ينعاهم وهم أمام ناظريه مضرَّجون بدمائهم ...



وكم لاقى من ضغوطات نفسية تنوء عن حملها الجبال



الرواسي .. تفكر وتأمل ..




ومع كل هذا .... ومع كل هذا نجد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ....


أكثر رجال هذه الأرض إيجابية على الإطلاق بلا منازع ...




عمل دؤوب ... في السراء والضراء ...


تصور منهجي حيوي راسخ لا يعرف الجمود ولا التقوقع ولا الذوبان تحت أي ظرف ...



بصيرة ثاقبة للتقدم والتطلع للمستقبل المشرق ..



بصيرة ثاقبة لا تحجبها أبدا غمامات الحزن والقتل والأشلاء والدماء ....


فكانت أيام عمره هو ومن رباهم تنقضي لتقرب معالم الفجر الجديد أكثر وأكثر حتى اكتمل وأشرق





فعلا وجاء نصر الله والفتح ودخل الناس في دين الله أفواجا ....





سبحان من علمه ورباه واختاره لرسالته .... تعلمك سيرته ...

كيف تحفر في الصخر تحت القصف وأزيز الرصاص لتصنع مجد أمتك ...

تعلمك سيرته ... كيف أن فكرة اليأس مرفوضة في حياة المسلم طالما أن في الجسد بقية قليلة من

روح .. تعلمك سيرته ... كيف تصوغ الجمال في الأوقات الحرجة ...

كأن تغرس الشتلة التي بيدك ولو لم

يتبق لانتهاء الدنيا بما فيها سوى لحظات .. تعلمك سيرته ...

كيف تكون إنسانا متوزانا في الظرف الصعب .... فتحزن وتبكي ...

وترضى وتعطي وتواسي وتبتسم وتنهض وتقود أمتك بلا ضجر إلى فجرها الجديد من بين مخاض

عسير شديد فياض بالمحن والزلازل واللأواء