أســـــراب البـــــــوح

[ضياء شمس الأصيل]

...


سواد

------
------

خذ عني حاضرك وامض
خذ عني تشوهاتك وامض
خذ كل ماتبقى لنا ...حتى الخيام خذها
دعني مع الريح نصارع بعضنا
وانتظر في الغد على قناة الأخبار من تبقى
وامض
حيث قاطرات الريح العتيقة والمسامير الصدئة
وامش بك
حيث البدايات العالقة
وامض حيث سوادك الأبدي

/
/
/


كل حرف هنا بتوقيت مشاعرهم الأدبية

[ضياء شمس الأصيل]

...


أفكّر في الذين تتساقط على رؤوسهم القنابل والثلوج
أفكّر فينا نحن الذين نتجمل ببياض الثلج

أفكر فينا حين يزلزلنا
ا
ل
ض
م
ي
ر

هذا الشامي العابر
الذي يقتله برد الزمان
بيده حقائب الأمكنة
العابر الذي يمزقه هول الشتات

أيها السواد
خذ كل ماتبقى لنا ...حتى الخيام خذها
ودعني مع الريح نصارع بعضنا

/
/
/

[ضياء شمس الأصيل]

...

و...اختلط صوتي بأصوات القنابل
واضمحل جسدي مع الدخان
هل رأيتموني حين مددت يدي للمساعدة؟
لن ترونني...
لأن
الجثث كانت رفيقتي
كنا نحترق على درجات متفاوتة من العذاب
كنا صامدون
كنا مهيأون للاحتراق

ذاك صديقي منذ الطفولة يقول لي قبل أن يحترق كليا
" إن حالفك الحظ ونجوت بلّغ أمي السلام
قبّل جبينها بدلا مني
كن ولدها الناجي من بين ركام خبث الاتفاقات
كن مستقبلي المظلم ...."

أيها السواد
خذ كل ماتبقى لنا ...حتى الخيام خذها
ودعني مع الريح نصارع بعضنا

/
/
/

[ضياء شمس الأصيل]

...


إن سقطت دموعكم
فأنتم خير من تبقى على الأرض

لا تكترثوا لسقوطي
أنا المحترق اخاف سقوط عواصمكم
وإن سقطتم

أيها السواد
خذ كل ماتبقى لنا ...حتى الخيام خذها
ودعني مع الريح نصارع بعضنا




/
/
/

[ضياء شمس الأصيل]

...


و للـــسواد بقية


...

[ضياء شمس الأصيل]

...


https://www.youtube.com/watch?v=MjHXpv0EB6E

نِحْلِمْ وانا صـاحِي يا صندوق عجبْ
يا جْناحِي يا جْناحي والريشاتْ ذهَبْ
بَكِّي، والاّ فَرّحْ داوِينِي والاّ اجْرحْ
غِيرْ خَلِّينِي نسْرَحْ نسْرحْ كِيفْما نْحِبّ
*
نِتْفَكَّرْ بِالسِرْقَة، مِنْ عْيُون الشِيبْ
كِيفْ كَانْ عُمْرِي وَرْقَة، تُرْقُصْ عَ الأغصانْ
وَانَا صْغِيرْ، وْنِدْهِشْ، قُدَّامْ كُلّ عْجِيبْ
قَدَّاش تْوَحَّشْتِكْ، يَا دَهْشِة زْمَانْ
نْطُلّ عْلَى صنْدوقْ، مِنْ شبّاكْ مْدَوَّرْ
أَكْبَرْ مِنِّي وْأَكْبَرْ، مِ العَالَمْ لِكْبِيرْ
يَا صنْدوقْ عْجَبْ، فُوق اللِي نِتْصَوَّرْ
اِسْرَحْ خَلِّي نِسْرَحْ، بِجْناحِكْ وِنْطِيرْ
لْتَوَّة عُمْرِي لَحْظَة \ مَا بِينْ زُوز أَفْلامْ
لاَ مْحَصِّل اليَقْظةْ \ وْلاَ مْحَصِّلْ لِمْنَامْ...

*
نْشُوفْ شْوَارِعْ تُحْضُنْ، تَحْت جْنَاح الظلْمَة
غُنَّايَات جْدِيدَة، مْعَ حْكَايَات زْمَانْ
يُفْطُنْ بِيهَا القَلْـبْ، اللِي جَرْحِتُّو الكِلْمَةْ
تُهْرُبْ مِنْ خَزْرِتْنَا، لِشْقُوق البِيبَانْ
ونِتْخَمَّرْ في لَحْظَة، نْشُوفْ اِسْمِي وْعُنْوانِي
بِينْ "زُورْبَا" اليُونَانِي، وْ "عَنْتَرْ بِنْ شَدَّادْ"
نْشُوفْ رُوحِي "زُورُو"، وِ بْسِيفِي وحْصَانِي
نْرَجَّعْ وَرْد بْلاَدِي، لْخُدِّين البْلاَدْ
ونْقُولْ لِلتَخْمِيرَة \ كِي تْفِيقْ وتْفَيَّقْنِي
سَرْقِتْنِي تَصْوِيرَة \ وِنْحِبّهَا تَسْرَقْنِي...

*
نِتْفَكَّرْ بِالسِرْقَة، مِنْ عْيُون الوَقْتْ
كِيفْ كَانْ عُمْرِي وَرْقَـة، تْغَنِّي مْعَ النسْمَاتْ
وَانَا صْغِيرْ، وْنِحْلِمْ، ومَازالْ عِنْدِي وَقْتْ
بَاشْ نُقْتُل الوَقْتْ، عْلَى كْرَاسِي الصَالاَتْ
نْطُلّ مْنِ الشبَّاكْ، ونُهْربْ للِأَفْلاَمْ
مْنِ الزَنْقَة، والفَلْقَة، وعْذَابَاتْ ايَّامِي
ونسْأَلْ طُول الوَقْتْ، مِنْ هَاك الأيَّامْ
عْلاَشْ كِي تِشْعِلْ صَالَة، تِتْحْرَقْ أَفْلاَمِي؟
وْعَ الرَغْم مْنِ الزَنْقَةْ \ نُخْزُرْ مِ الشبّاكْ
ونِكْتِب عْلَى الورْقة \ يَا عُمْرِي، مَا احْلاكْ...

*
لْتَوّة يَا صنْدوقْ، كِي نُخْزُرْ قُدَّامِي
ونلْقَى الدنْيا قْفَصْ، مَاشِي عْلَى قُدّامْ
نْحَاوِلْ مِنْ شبّاكِكْ، نْطَيّرْ أَحْلامِي
حَتّى وانت اليُومْ، أَصْغَرْ مِ الأحْلامْ
ونُحْضُن التَصْوِيرَة، في البَرْد، وفي الظلْمَة
ونْقُولِلْهَا: اِسْقِي، الروح اللِي تْبَقَّاتْ
مُمْكِنْ يِمْحِي الوَقْتْ، الخطْوَة، ويِمْحِي الكلْمَة
ومُمْكِنْ يِمْحِي الوقْتْ، البَنْيَة، مَهْمَا عْلاَتْ
ومُمْكِنْ يِمْحِي الوَعْدْ... وَحَّدْهَا التَصْوِيرَة
تبْقَى لَحْظَةْ، بَعْدْ...اللَحْظَة الأخِيرَة...

[ضياء شمس الأصيل]

...
سواد (2)
----------
----------

هذا الظل الراسخ على الأرض
عن ترابه من دلّه؟
هذا المشوه الواقف
من ظله؟
هذا الوطن الشريد
من خلّه؟
...

[ضياء شمس الأصيل]

...


وهذا الشيب البازغ
ما عمره؟

كانت عجائز الحي تقول:
"أن القرية كان يسكنها عفريتا أصفرا
تزوج عفريتة رمادية
فأنجبا دما أحمرا

كنا نزرع رمادا لتثمر الأرض حبا أزرقا
كنا نحتفل بميلاد الألوان
كان كلامنا ...سرّنا أخضرا

وكان السواد...وكان..."

أيها السواد
خذ كل ماتبقى لنا ...حتى الخيام خذها
ودعني مع الريح نصارع بعضنا

...