المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رواية ليلة غاب فيها القمر


الوطن
12-16-2017, 09:07 PM
رواية ليلة غاب فيها القمر



ليلة غاب فيها القمر
الحلقة 1و2
اليوم عيد ميلاد امل تعد لها زوجة عمها كعكة عيد ميلادها مثلما اعتادت كل عام من يوم ان اتت اليها فامل كانت ابنتها الوحيدة التى طالما تمنتها
و اليوم مميز بالنسبة لها وكذلك لامل ولعمها عادت امل من البحث عن عمل كالمعتاد واذ بها تجد زوجة عمها خديجة تجهز لها المفاجاة
امل : اه يا ماما خديجة تعبت كتير و بردوا زى كل مرة قالولى حانشوف و نتصل بيكى (بضيق) هو انا عارفة امتى بس حاتقبل فى وظيفة يعنى
خديجة : (تقبلها فى جبينها و بحنان) معلش يا حبيبتى سبيها على ربنا لسه مالكيش نصيب و بعدين انتى عايزة تشتغلى و تسبينى لوحدى فى البيت يعنى (و تبتسم )
امل : لا يا ماما خديجة مش كده بس اهو اساعد بابا محمود شوية
يخرج عمها محمود من الغرفة و يعلق على حديثهم
محمود : لا يا ستى ما حدش طلب منك مساعدة هو انا كبرت و لا ايه يا بنت انتى و لا خلاص انتى شايفة نفسك كبرتى ومش حاقدر يعنى اصرف عليكى( و يعمل نفسه زعلان )
امل : ( تسرع اليه و تضمه ) لالا يابابا محمود ما قصدتش كده خالص بس انا كنت ..
محمود : (يقاطعها) خلاص بلاش كلام بقى و روحى يلا غيرى هدومك بسرعة و حضرى مع خديجة الغدا
امل : (بابتسامة) بس كده حاضر بسرعة
خديجة :( تقاطعها بتوتر ) لالالا انا حاحضره لوحدى ما تتعبيش نفسك انتى (و تشير الى محمود ليوافقها)
محمود : اه خلاص يا بنتى روحى غيرى هدومك انتى (يصمت قليلا)..... و خديجة حاتحضر الغدا
امل تعرف بان شئ ما يحدث
امل : بقى كده طيب (و تجرى على المطبخ تجد كعكة عيد الميلاد و باقى الحلويات لازالت على الطاولة) اه علشان كده
تجد خلفها خديجة و محمود يقبلوها و الاثنان معا كل سنة و انتى طيبة يا بنتى و تحتضنهم
امل : (تدمع عيناها ) ربنا يخليكم ليا يارب و ما يحرمنيش منكم ابدا انا حاروح اغير و اجى نحضر الغدا ماما خديجة
تدخل امل الى غرفتها و تفتح البوم الصور الخاص بها و عائلتها فلقد توفي والدها قبل ان تولد و حين توفت والدتها كان عمرها عشر سنوات ووقتها اخذها عمها لتقيم عنده ومن وقتها اصبح عمها وزوجته بمثابة امها و ابوها اغلقت البوم الصور و بدلت ثيابها و قبل ان تخرج من غرفتها القت نظرة اخيرة على صور والدها ووالدتها
امل : ربنا يرحمكم و يغفرلكم
بعد الغدا اكملت امل مع خديجة اعدادات حفل عيد الميلاد و فجاة دق جرس الباب و اذ بها منى صديقة امل المقربة منذ ان كانت صغيرة فهما معا منذ المدرسة استمرت تلك الصداقة لسنوات و هما معا فى كل شئ على الرغم من فرق المستوى الاجتماعى فمنى عائلتها مستواها الاجتماعى اعلى من امل و لكن ذلك لم يكن ابدا عقبة بينهما لانها صداقة حقيقية تلك التى بينهم
منى : (تقدم هدية الى امل) كل سنة و انتى طيبة و كل سنة و انتى معايا (تشدها من خدها) يا حبيبتى انتى يا صاحبتى كنتى عايزة تعملى عيد ميلادك وما تقوليليش
امل : (بمرح تنزل يدها) انتى عرفتى منين صح ان فيه عيد ميلاد
منى : يا سلام ياختى( و تحضن خديجة) طنط حبيبتى كلمتنى طبعا علشان نعملك مفاجاة بس زى كل سنة شكلك عرفتى و بوظتى المفاجاة مش كده يا طنط
خديجة : اه يا منى يا بنتى البنت دى ما نعرفش نخبى عليها حاجة ابدا
يعدوا الحفلة التى تضم امل و عمها وزوجته وصديقتها هم الثلاثة كل ما لديها بالحياة
منى : (و هى تقف مقابله لامل امام كعكة عيد الميلاد) اتمنى امنية بسرعة قبل ما تطفى الشمع يلا
امل :( تنظر اليهم )اتمنى طبعا انكم تفضلوا جنبى على طول
تطفئ الشمع بعد اكل الكعكة تعود منى الى منزلها
مر الاسبوع التالى لعيد الميلاد ما بين بحث امل عن العمل و ما بين المقابلات التى تؤديها و فى يوم كانت امل تتحدث فى الهاتف مع منى صديقتها اذ فجأة دق جرس الباب و اذ بصاحب البيت اتى ليسال عن عمها محمود
صاحب البيت : مساء الخير استاذ محمود هنا
امل : (انتهت المكالمة) لا حضرتك هو فى الشغل فيه حاجة
صاحب البيت : طيب هو حايكون موجود على الساعة 7 بليل كده
امل : ان شاء الله ايوه حايكون وصل
صاحب البيت : خلاص حامر عليه بامر الله سلام عليكم
امل : و عليكم السلام و رحمته و بركاته
خديجة التى كانت فى المطبخ تخرج على صوت امل و قفل الباب
خديجة : امل حبيبتى فيه ايه مين يا بنتى اللى جه محمود
امل : لا يا ماما خديجة ده صاحب البيت كان عايز بابا محمود و قال حايعدى عليه بليل على الساعة 7 كده
خديجة : خير يارب عايز ايه الراجل ده ما بيجيش من وراه خير ربنا يستر
امل: ان شاء الله خير يا ماما خديجة
خديجة : يارب يا بنتى ال ياخبر بفلوس يلا حاروح اكمل الغدا زمان محمود على مجى
امل : طيب و انا جايه معاكى اساعدك و بعدين اكمل الرواية اللى بقراها
خديجة : تانى يا امل الروايات البوليسية و الرعب دى حاتاكل دماغك هو ياتقريها يا تتفرجى عليها افلام يا بنتى ما تقرى حاجة تفيدك احسن
امل : يا ماما خديجة دى بردوا مفيدة بتورينا الناس عاملة ازاى و ازاى ممكن اتصرف لو حصلى موقف زى ده (بضيق) و بعدين مهو مافيش شغل ودى هى الحاجة اللى بتسلينى
خديجة : يا بنتى مهو الى اقصده اه اتسلى بس بلاش منه الرعب والبوليسى ده فايدة ايه بس يابنتى اللى فيه (و هنا ظهر على امل علامات الضيق فبادرت خديجة التى تحبها جدا ) خلاص يابنتى حاقولك ايه ماتزعليش اقرى اللى تحبيه مهو من و انتى صغيرة و الروايات دى اكلت دماغك المهم انك بخير (و تربط على كتف امل) يلا احسن كده مش حانلحق نخلص الغدا
فى المساء ياتى صاحب البيت مرة اخرى و يكون محمود قد علم بزيارته فى الصباح
صاحب البيت : مساء الخير يا استاذ محمود اخبارك و صحتك يارب تكون بخير
محمود : اهلن و سهلا الحمد لله بخير اتفضل يا استاذ فضل خير ان شاء الله
فضل : خير بس بصراحة كده الايجار مبقاش يعمل حاجة و انتى شايف العماير اللى جنبنا كلها بقت ابراج و انا اتعرض عليا كذا مرة انى اشارك مقاول ورفضت علشانكم يعنى
محمود : (يقاطعه) الله يرحمه والدك كان راجل مافيش منه و ماكنش حايرضيه الكلام ده بس الامر لله
فضل : الله يرحمه و يغفرله بقى الزمن ده راح خلاص و بعدين ماتزعلش منى بقى يا استاذ محمود ربنا يديك الصحة بس بعد عمر طويل الشقة حاترجعلى يعنى ماتزعلش منى بس امل بنت اخوك مش بنتك ومش من حقها تعد فى الشقة
محمود : (بضيق و انفعال من كلامه) لا حول و لا قوة الا بالله يعنى خلاص موتنى يا فضل و طردت البنت من الشقة كمان على العموم يا سيدى لو امر الله جه عليا فيه مراتى و لا دى كمان مش من حقها قولى عايز زيادة اد ايه و حادفعها
فضل : (بخبث) لا يا استاذ محمود استغفر الله ربنا يديك الصحة بس كان قصدى ...... المهم ما تزعلش منى انا بس حازود 50 جنيه على الايجار العيشة بقت غالية يلا حاروح انا بقى علشان اكلم بقيت السكان بالاذن
محمود : اتفضل (و يهبد الباب وراءه) استغفر الله العظيم فيه ناس جشعة للدرجة دى
تاتى خديجة على صوته
خديجة : فيه ايه يا محمود
محمود : بانفعال الراجل قليل الضمير لا حول الله يارب
خديجة : هدى نفسك بس يا خويا و قولى حصل ايه انا عارفة ده مابيجيش من وراه خير ابدا لا حول و لا قوة الا بالله اهدى شوية ده احنا مالناش غيرك
محمود : اقولك ايه بس يا خديجة الراجل جاى يزود الايجار لا وكمان بيهدد انه بعد موتى حايطرد امل من الشفة ال ايه يا ستى مش بنتى لا وكمان بيقولى انه ماهدش البيت وطلعه برج علشانا لا اله الا الله مش عايز يقول انه ماعملش كده علشان يستغلنا كل شوية الله يرحمه ابوه بالذمة فيه ناس كده
خديجة : الراجل قليل الضمير لا حول و لا قوة الا بالله اهدى بس يا محمود ربنا يخليك لينا و ما يحرمناش منك ابدا كلمتين فارغين وراحوا لحالهم ماتعكرش دمك هو يعنى حد عارف عمره ده بس قالك الكلمتين دول علشان ما تتكلمش معاه فى الزيادة و لا تاخد و لا تدى روق دمك امال حاروح اعملك كوباية لمون تهدى اعصابك
محمود : لا انا مش عايز حاجة انا حادخل اتوضا و اصلى ركعتين لله
خديجة : ادخل ربنا يقدم اللى فيه الخير و يجازى اللى كان السبب
امل : (تخرج) ماما خديجة فيه ايه ماله بابا محمود متعصب اوى كده ليه
خديجة : حاقولك ايه يابنتى الله ينتقم منه صاحب البيت قولتيلك مابيجيش من وراه خير نهايته ما تشغليش دماغك انت بس وروحى كملى اللى كنتى بتعمليه و انا حاروح اشوف محمود ربنا يستر (تقولها بهمس)
بعد هذا اليوم اصبحت امل تفكر اكثر فى مدى حاجتها لتعمل و اصبحت مستعدة لتقبل فرصة ولو اقل مما كانت تطمح اليه قهى خريجة الحقوق التى دخلتها للتنسيق لا لحبها لها ولكنها استطاعت ان تنجح فيها لحب عمها و دعمه لها و ايضا لتراه سعيدا و الان عليها ان تتنازل و تختبر هذا العالم وحدها فهى هذه البنت المنغلقة على نفسها و التى لم يغيرها دخول الجامعة فقد كانت لا تتحدث الى احد من اصدقائها الشباب الا عند الضرورة ولم تكون لها صديقات سوى منى فهى الوحيدة المقربة اما الباقيات فهن زميلات دراسة ليس الا
بعد عدة ايام وجدت امل وظيفة كعاملة ريسبشن فى احد المعامل ووافقت لقرب العمل من المنزل على الرغم من اجره الزهيد و لكنها ستوفر ايضا نفقات المواصلات اذ ان المسافة قريبة و يمكنها ان تمشيها
بعد اسبوع من العمل اتت منى الى بيت امل
امل : (تفتح الباب) ازيك منى وحشتينى (تعانقها)
منى : (بعدما دخلوا غرفة امل) مالك فيه ايه صوتك مش عاجبنى بقاله يومين ايه اللى حصل
امل : اقولك ايه بس يا منى الشغل معلش مقصره معاكى انا اليومين دول
منى : سيبك يا بنتى انا مش بعاتبك بس بجد انتى كويسة لالا انتى مش طبيعية حاتخبى عليا
امل : بصراحة يا منى الشغل مش مرتاحه فيه وكمان فيه حد عمال يضايقنى
منى : لالا مين ده وازاى بيضايقك يعنى مش فاهمة
امل : اقولك ايه بس ابن الدكتور كل يوم يجيلى و ينطلى ال ايه بيسال عن والده و بيضايقنى كتير و بيدخل فى كل حاجة بحجة انه بيعرفنى الشغل بس انا ....... و تصمت
منى : لا يا امل لوالوضع فضل على كده قولى لابوه
امل: مهو انا انهاردة قولتله فى وسط الكلام كده ان مافيش داعى ان ابنه يجى علشان انا خلاص فهمت كل حاجة عن الشغل
منى : كويس وكان رده ايه
امل : مش عارفة بقى ايه اللى حايحصل نهايته خلينا فيكى احكيلى عملتى ايه
منى : سيبك منى انا تمام لا ماعنديش جديد انتى بس حاتعمليه ايه انا راى سيبى الشغل ده
امل : حاشوف حاعمل ايه
مر اسبوع اخر على عمل امل وكان فى بداية الاسبوع اصبح ابن الدكتور لا ياتى الى العمل فاحست بالارتياح و عندما اتى اخر الاسبوع عاد مرة اخرى ياتى اليها وفى ذلك اليوم كانت امل عائدة الى البيت عندما اتى اتصال الى خديجة من والدها ليخبرها بانه مريض جدا وان تاتى لتراه

الوطن
12-16-2017, 09:08 PM
ليلة غاب فيها القمر
الحلقة 3
عندما اقفلت خدييجة الهاتف كانت امل تدخل الى البيت ووجدت بان خديجة تبكى و لما عرفت امل بالامر اقترحت على خديجة ان تتصل بمحمود و فعلا اتصلت خديجة بمحمود الذى اخذ اجازة من العمل ليومان و اتى الى البيت سريعا
عندما اقفلت خديجة الهاتف كانت امل تدخل الى البيت ووجدت بان خديجة تبكى و لما عرفت امل بالامر اقترحت على خديجة ان تتصل بمحمود و فعلا اتصلت خديجة بمحمود الذى اخذ اجازة من العمل ليومان و اتى الى البيت سريعا
فى الصياح ارادت خديجة ان تاخذ معها امل او ان تذهب وحدها وان تترك امل مع محمود فلم يكن قلبها مطمئن لتبقى وحدها و عندما اتصلت امل بالدكتور قال انها لا تستطيع ان تاخذ اجازة الان و امام عملها الذى وجدته بصعوبة ارادت امل ان تطمئن خديجة
امل : ماتقلقيش ماما خديجة منى حاتيجى تعد معايا اليومين دول و بعدين انا مش حاقدر اسيب الشغل ده انتى عارفة ماما خديجة انا لقيته بعد اد ايه (و تعانقها) و بعدين ماتقلقيش عليا حاكون كويسة (و ترسم ابتسامة على وجهها بجهد ) انتوا بس خلوا بالكم من بعض و سلميلى على جدى ان شاء الله حايكون بخير
فى اليوم التالى عندما ذهبت امل الى عملها ظلت صورة عمها وزوجته و هى تودعهم تتردد على عقلها و كلما حاولت ان تثنيها عن تفكيرها تعود اليها و حتى مضايقات ابن الدكتور لها هذا اليوم لم تحس بها من كثرة تفكيرها المشوش و هنا اتصلت منى بها و مرت عليها فى العمل ليذهبوا معا الى بيت امل اذ انهما اتفقا على ان تقيم منى معها حتى عودة محمود و خديجة
عندما وصلت خديجة كان والدها مريض و لكن حالته استقرت نسبيا و على اخر اليوم كانت قد استقرت حالته اكثر فى هذا الوقت كانت امل قلقة كثيرا و لم تستطع النوم و كذلك منى عندما اتى اليها هذا الاتصال
امل : (بلهفة و قلق) الو مين معايا
خديجة : بنتى حبيبتى عاملة ايه يا امل
امل : (بارتياح) ماما خديجة عاملة ايه و اخبار جدى طمنينى
خديجة : (احست بالقلق فى صوت امل فحاولت ان تضحك ضحكة مصطنعة لتطمئنها) الحمد لله يا حبيبتى هو بخير دلوئتى احسن كتير الحمد لله انتى بخير يا بنتى طمنينى
امل : (ارتاحت لصوتها) ايوه يا ماما خديجة مش تقلقى عليا سلميلى على بابا محمود كتير و خلى بالك منه و من جدى
خديجة : ان شاء الله يا حبيبتى خلى بالك من نفسك يا امل مش حانتاخر ان شاء الله سلميلى على منى سلام يا حبيبتى
امل : حاضر منى كمان بتسلم عليك سلام ماما خديجة
اغلقت الهاتف و ارتاحت امل بعد تلك المكالمة و ذهبت للنوم هى و منى وفى الليل افاقت منى على صرخت اذ ان امل حلمت بكابوس
منى : بسم الله الرحمن الرحيم امل حبيبتى انتى بخير
امل : انا بخير منى نامى انتى مش تقلقى انا حاعد استنى الفجر و اصلى نامى انتى منى
منى : انام ايه يا بنتى انا اصلا ما عنديش و لا شغل و لا حاجة المهم انتى مالك من امبارح ومن وقت ما راح عمى و طنط و انتى مش طبيعية
امل : ماخبيش عليكى منى قلبى مش مطمن ربنا يستر
منى : (تضحك) هههههه لالا بس ده علشان هما اول مرة يسبوكى و يسافروا يابنتى انتى كبيرة دلوئتى مش النونو الصغير
امل : (تبتسم) يمكن عندك حق طيب يا ستى تعالى ننام و كده كده انا بظبط المنبه خلينا نصحى و نصلى سوا تصبحى على خير
منى : اوك و انتى من اهله
عندما اقفلت خديجة الهاتف احست بالقلق على امل لذلك تحدثت الى محمود
خديجة : محمود ابويا و الحمد لله بقى بخير دلوئتى ايه رايك اذا رجعنا لامل بصراحة انا قلبى مش مطمن و قلقانه عليها روح احجزلنا خلينا نرجع للبيت و بنتنا
محمود : لا اله الا الله فيه ايه بس يا خديجة و بعدين لو قلقانه عليها خلينا للصبح الصباح رباح بقى و اهو زى ما بيقولوا الصبح له عنين ليه بس الشحطته ده بالليالى يا ستى
خديجة : حاتفرق معاك ايه نهار من ليل يعنى و بعدين كده حانوصل على الصبح و اشوفها و يطمن قلبى قبل ما تروح شغلها يلا يا محمود ربنا يهديك روح احجزلنا بقى خلينى اطمن قلبى مش مطمنة
محمود : لا حول و لا قوة الا بالله حاضر يا ستى حاروح احجز و انتى جهزى نفسك
لم يكن قد حان بعد الوقت لتستعد فيه امل لعملها عندما رن جرس الهاتف ردت امل سريعا


أضافة تقييم إلى نبضة انيقة أعطي نبضة انيقة مخالفة تقرير بمشاركة سيئة

الوطن
12-16-2017, 09:08 PM
ليلة غاب فيها القمر
الحلقة 4
لم يكن قد حان بعد الوقت لتستعد فيه امل لعملها عندما رن جرس الهاتف ردت امل سريعا
امل : الو مين معايا بابا محمود ده انتى .
الصوت : (مقاطعا) صباح الخير حضرتك تعرفى استاذ محمود .......
صرخت امل صرخة جعلت منى تاتى اليها سريعا عندما اتت منى كانت سماعة الهاتف ملقاه على الارض و لم تدرى ماذا حدث
فى المساء كان البيت يخيم عليه الحزن و الاسى امل و منى ووالدة منى يلبسون الاسود و كذلك باقى من فى البيت و صوت القرءان و لم يكن من اتى ليعزى امل بالكثير فهى فى الاخر لم تكن تعرف الكثير من الناس و محمود وزوجته كانوا يعيشون بحالهم و لا يتدخلون مع الكثير حتى ياتو ليعزوا فيهم
بعدما ذهب المعزون جلست امل تحاول ان تفهم ما حدث اذ كانت بحالة صدمة بدات تسترجع عندما اتى اليها الاتصال قيل لها بان الاتوبيس الذى كان به عمها و زوجته عمل حادث و انهم ماتوا مع من مات فى تلك الحادثة و عرفت بعدها من اهل خديجة انها كانت قلقة كثيرا عليها و لهذا لم تنتظر للصباح
الان و لم يبقى لها احد فلقد مات والدها ووالدتها الذين تعرفهم فماذا ستفعل و من تبقى لها فهى لم تتصور يوما انهم سيتركونها و يرحلوا و فى هذا الوقت و هى فى تفكيرها اتى احد اخر ليعزى امل و كانت والدة منى قد انصرفت و تركت منى مع امل اذ انها ستبقى معها فى تلك الظروف فلم يتبقى احد لامل سواها
فضل : البقاء لله يا بنتى العمر الطويل ليكى
امل : البقاء لله وحده يا استاذ فضل متشكرة
لم يمشى فضل كباقى من اتى ليعزى و لكنه جلس معهم فتضايقت منى
منى : شكرا يا استاذ بس امل محتاجة ترتاح يعنى معلش انت عارف اليوم كان طويل و ربنا ما يقدر عليك
فضل : ( بخبث ) انا عارف يا بنتى ربنا يجعلها اخر الاحزان بس بصراحة فيه حاجة كده هو انا عارف ان ده مش وقته بس الحق حق يا بنتى
امل : فيه ايه استاذ فضل اللى عايز تقوله قوله و خلصنى
فضل : (بخبث) ابدا يا بنتى بس استاذ محمود و الست خديجة الله يرحمهم هو يعنى بخصوص الشقة الصراحة انا حاديكى شهر تانى غير باقى الشهر ده طبعا الاستاذ محمود الله يرحمه دفعلى ايجاره لحد ما ترتبى امورك و تفضيلى الشقة انما لو عايزة تاجريها مفروش ما عنديش مانع و حايبقى الايجاز زى مهو معروف يعنى مش حاطلب كتير و اهو اللى نعرفه احسن من اللى مانعرفهوش
كانت منى و امل تسمعا الكلام و هما مصدومتين مما يقال و الاكثر صدمة كانت منى اذ ان صدمة الوفاة جعلت امل لا يفرق معها شئ اخر
منى : (بصدمة) حضرك بتقول ايه شهر ايجار ايه و شهر تانى ايه اللى حاتسبهولها ده و مفروش ايه ده ابوها
فضل : (مقاطعا) لا يا انسة ده عمها و الشقة دى ايجار قديم و مش من حقها انا بس علشان العشرة بقولك ادامك شهرين يا امل و بعديها تخليلى الشقة سلام عليكم
منى : (بانفعال) هو الراجل ده ماعندوش ضمير و لا اى دم ايه اللى بيقوله ده و دلوئتى هو احنا فى ايه و لا ايه يعنى ياربى هو موت و خراب ديار كمان
امل : (تتذكر كلام خديجة عن فضل ده راجل ما بيجيش من وراه خير ) خلاص يا منى الامر لله حاعمل ايه يعنى خلينا ننام دلوئتى لانى تعبانه اوى و كويس ان الدكتور عرف و ادانى يومين اجازة لانى بجد محتاجة ارتاح
منى : تعالى يا حبيبتى( و تمسك بامل) عندك حق يلا تعالى غيرى هدومك و نامى شوية
امل : (تنتظر نوم منى و تدخل غرفة محمود و خديجة تبكى بشدة ) خلاص مابقاش ليا حد الاول بابا وماما و دلوئتى انتوا يا بابا محمود و ماما خديجة كمان خلاص ما بقاش ليا حد يدافع عنى و يهتم بيا (و هى ممسكة بصورتهم تبكى و تمر بيدها على الصورة) كنتوا ليا بابا و ماما و عمركم ما حسستونى انى مش بنتكم دلوئتى ماليش حد غير ربنا و من بعده منى كان عندك حق ماما خديجة الراجل صاحب البيت ده ما عندوش ضمير تعرفى ادانى شهرين بس مهلة علشان اخلى البيت كان عندك حق ده راجل ما بيجيش من وراه خير ابدا
تاتى منى على صوت بكاء مكتوم و ترى ان حجرة محمود و خديجة بابها مفتوح تقف على الباب و تجد امل ممسكة بالصورة و تبكى
منى : (بشفقة) لا حول و لا قوة الا الله يا بنتى احنا قولنا ايه يعنى انتى تنيمينى و تيجى هنا ادعيلهم حبيبتى بدل العياط ده يا بنتى ادعيلهم احسن (تمسك بها) تعالى يا حبيبتى نامى شوية و هدى نفسك
امل : انام ايه بس يا منى انا مش عارفة اعمل ايه وصاحب البيت ده كمان و انا لازم امشى من هنا حاعمل ايه انا و حاروح فين بس( تبكى بشدة)
منى : اهدى بس يا حبيبتى اقولك تعالى نامى دلوئتى و سبيها على ربنا ان شاء الله خير بكره ربنا يحلها( دخلوا غرفة امل و هناك تركتها على السرير) خليكى هنا و ارتاحى و انا حاجبلك كوباية لبن علشان تعرفى تنامى
فى نهاية الاسبوع كان على امل الرجوع الى عملها و منى ايضا لم تكن قد زارت اهلها من وقت الحادث و اتفقا على ان امل عليها العودة الى العمل لتخرج من تلك الحالة و ايضا لتذهب منى الى منزلها لتطمئن على اهلها و تجلب لها بعض الاغراض
اتفقت منى و عائلتها ان تظل مع امل حتى تعلم ما ستصنع و حتى تتحسن نفسيتها وتنتقل من تلك الشقة
حاولت امل ان تتاقلم مع الوضع الجديد و لكنها وجدت ان مضايقات ابن الدكتور قد زادت وكيف لا وهى الان وحيدة لا احد لها ليقف وراءها و يدافع عنها ان هو تطاول عليها وامام ذلك لم تكمل اليوم بل ذهبت الى البيت و عندها وجدت منى امامها
منى : باندهاش خير يا بنتى لسه بدرى على معادك انتى تعبانه
امل : بانفعال لا بس الوقح ده انا .........تصمت قليلا
منى : تفهم انه قد ضايقها مرة اخرى اوك خلاص تعالى اعدى هنا واهدى بس و انا حاجبلك حاجة تشربيها انا مش قولتلك تسيبى الشغل ده و هى تعطى لها العصير
امل : شكلى حاعمل كده بس انا محتاجة لفلوس دلوئتى يا منى انا لوحدى ومش عارفة حاعمل ايه ومش عارفة ازاى حانقل و كمان ...... تبكى ده فاكر علشان بقيت لوحدى ممكن يضايقنى و انا مش حاقدر اتكلم
منى : اهدى بس و بطلى عياط ان شاء الله خير ماتفكريش فى حاجة لا فى البيت و لا فى الفلوس اما عن الوقح ده سيبى الشغل احسن و بعدين فيه موضوع انا عايزة اتكلم معاكى فيه
امل : موضوع ايه يا منى
منى : طيب يا ستى انتى مش حاينفع تخدى معاكى كل الحاجات اللى فى البيت ده وبعدين انتى لازم تنقلى من هنا ماتفهمنيش غلط يا امل بس الايجار ف المنطقة ده غالى جدا عليكى ومش حاتقدرى تدفعيه كل شهر يعنى ....... و تصمت
امل : انا عارفة يا منى انك لازم تروحى لبيتك و اهلك و انتى اعده هنا معايا من مدة و اكيد عمو و طنط اضايقوا من الموضوع ده .....
منى : تقاطعها بانفعال انتى بتستهبلى صح انا مش قصدت كده خالص و بعدين انتى مش بس صاحبتى انتى صاحبتى و اختى كمان و تعانقها
امل : ربنا يخليكى ليا يا منى و ما يحرمنيش منك ابدا انا خلاص مابقاش ليا حد دلوئتى غيرك بعد ربنا
منى : طيب يا ستى خلينا بس نتكلم بالعقل شوية بالنسبة لشغلك ده انتى فضلك ايام و تكملى الشهر يعنى ممكن تخدى مرتبك و تسيبيه و تدورى على حاجة احسن و بالنسبة للبيت لازم تشوفى الحاجات اللى حاتحتاجيها بس و تتصرفى فى الباقى و بالنسبة للشقة بابا حايساعدنا انه يشوف سمسار كويس يلاقى شقة ايجار فى مكان كويس ومش غالى لانك حاتعيشى لوحدك ولازم المكان يكون الناس اللى فيه كويسة
امل : مش عارفة اشكرك ازاى منى و اشكريلى عمى كتير

الوطن
12-16-2017, 09:09 PM
ليلة غاب فيها القمر
الحلقة 5
انهت امل الشهر الاول من المهلة المحددة لها كما انها قد تركت العمل و حزنها وما حدث جانبا اذ ان لابد لها من تنظيم امورها فالان معها بعض الدعم من صديقتها اما فيما بعد فلن يكون معها احد و عليها ان تستفاد من ذلك الوقت و لكل هذا بدات ترتيب الاغراض التى ستحتاجها فلقد تركت محتويات غرفتها بالكامل و بعض الاغراض البسيطة التى ستحتاجها فى الشقة الاخرى و بدات تبيع باقى الاغراض بالكثير من الحسرة و المرارة ولكن عليها ذلك
استفاقت امل على صوت من يحمل الاغراض
الرجل : ده كان اخر حاجة حضرتك محتاجة حاجة تانية
امل : لا متشكرة اوى و تخرج بعض النقود اتفضل
الرجل : يرفض المال لا يا انسة الاستاذ رحمى ادنا حسابنا كامل عن اذنك
امل : شكرا اتفضل تغلق الباب و تتذكر عمو رحمى وطنط ومنى هما كل حاجة فاضلة ليا دلوئتى ازاى اشكر والدك يا منى على كل حاجة عملهالى تاخذ شنطها لغرفتها و تتذكر كيف انها باعت كل شئ و ان رحمى والد منى هو من ساعدها لتجد تلك الشقة قى حى ليس ماهولا كثيرا بالسكان ولكن العمارة جيدة صحيح ليست جديدة ولكن يوجد بها اسنسير و ايضا الاهالى هنا معتادون على سكن طالبات الجامعة فى الحى فهو امان رن جرس الهاتف
امل : منى عاملة ايه
منى : طمنينى عليكى اخبارك ايه ليه بس رفضتى انى اجى معاكى انهاردة يابنتى انا ......
امل : انا بخير مش تقلقى بعدين عمو رحمى ماسبنيش وكل حاجة اتنقلت و بس فاضل حاجات بسيطة يعنى ترتيب الشقة و دى حاتسلى عليها لحد لما الاقى شغل
منى : طيب طمنينى المكان كويس يعنى الجيران و الناس هناك حد ضايقك و الشقة كويسة
امل : استنى ايه كل ده ايوه يا منى مش تقلقى الناس هنا كويسين و الشقة كما كويسة اوى بس لازم الاقى شغل بسرعة ان شاء الله حادور على شغل من بكرة
منى : خلاص يا حبيبتى ربنا يوفقك طيب لو عرفتى تعدى عليا فى العيادة
امل : مش عارفة عندى هنا حاجات كتير محتاجة تترتب المهم انا بخير اطمنى
بدات امل الترتيب ووجدت انها ينقصها بعض الاشياء فقررت النزول لشرائها فلقد رات بعض المحلات على اول الشارع و فعلا نزلت لاحد المحلات القريبة
امل : مساء الخير ياترى عند حضرتك الحاجات الموجودة هنا وتعطيه لسته بالاشياء المحتاجة لها
صاحب المحل : ايوه ثوانى و حايجهزها لحضرتك هو الانسة ساكنة جديدة عندنا هنا معلش يا بنتى اصلى اول مرة اشوفك
امل : ايوه لا و لا يهم حضرتك انا ساكنة فى العمارة اللى فى اخر الشارع و تشير الى مكان سكنها
صاحب المحل : بفضول اه بس ياترى ساكنة فى اى شقة ده العمارة معظمها ساكنة
امل : بتردد هو ليه حضرتك بتسال يعنى .....
صاحب المحل : يفهم خوفها فيقول مطمئننا لها ابدا يا بنتى ماتخافيش انا بس عايز اطمن عليكى اصل فى العمارة اللى اصادكم البرج الجديد ده ساكن غريب او المجنون زى ما الكل هنا بيسميه
امل : باندهاش و توتر مجنون هنا .....
صاحب المحل : يضحك هههههه ماتقلقي يا بنتى احنا بس اللى مسمينه كده ده جه سكن عندنا من يجى سنة ونص كده بس تصرفاته دايما غريبة و الناس اللى بتجيله اغرب هو فى حاله صحيح ما بيكلمش حد و لا حد بيكلمه الا على الاد بس هو من الاخر عقله مش مظبوط
كان فى ذلك الوقت ما طلبته قد جهز فدفعت الحساب واخذت الطلبات و غادرت تكرر معها هذا الكلام بعد ذلك بايام عندما ذهبت الى محل اخر لتشترى بعض الطلبات للمطبخ و لكنها تلك المرة قد عرفت ان ذلك الساكن غريب الاطوار يسكن فى العمارة المقابلة لها وفى الشقة المقابلة لشقتها ايضا

الوطن
12-16-2017, 09:10 PM
ليلة غاب فيها القمر
الحلقة 6
فى ذلك اليوم لم تهتم امل كما من قبل بما قيل بل عادت الى شقتها لتتصل بالارقام التى وجدتها فى اعلانات العمل ووجدت انه يوجد مقابلة باحدى الاعلانات اليوم وقررت الذهاب و عندما جاءت لتخرج ذهبت لتقفل البلكون و هنا رات ان البلكون فى العمارة المقابلة مفتوحة لاول مرة تراها مفتوحة فهى هنا منذ اسبوع و لم تراها مفتوحة ابدا بعدت عنها تلك الافكار و اوصت الباب و نزلت
ذهبت الى المقابلة و طوال ذلك الوقت كان التفكير فى ذلك الساكن يعود اليها و بعدما انهت المقابلة وجدت نفسها فى الطريق الى العيادة حيث تعمل منى
منى : امل وحشتينى وتعانقها الدكتور حايتاخر انهاردة عنده عمليات كويس انك جيتى هاه احكيلى بقى انتى عاملة ايه طمنينى
امل : بخير الحمد لله كنت فى مقابلة بس ما اظنش اتقبل و بالنسبة للشقة فاضل حاجات بسيطة و انهى ترتيبها
منى : وجدت ان صديقتها شاردة الذهن بس كده يعنى مافيش حاجة تانية
امل : لا ابدا بس ..... تصمت قليلا و تحكى لها ما سمعته عن ذلك الساكن الغريب
منى : بقلق طيب هو كلمك يعنى ضايقك او ......
امل : تقاطعها لالالا يا بنتى انا بس على الكلام اللى سمعته ده مش مرتاحة مجنون ساكن فى الشقة اللى ادامى
منى : تضحك عاليا ههههههه و هو انتى مالك وماله بس يابنتى هو فى حاله و انتى فى حالك و بعدين انتى عارفة الناس و كلامها لالا ما تقلقيش اممممم خلينا فى المهم انا بكرة ان شاء الله حاخد اذن من بابا و اعدى عليكى حاه حاتغدينى ايه بقى
عندما عادت امل الى بيتها فكرت ان تنظم باقى الترتيبات الباقية حتى تجد منى ان البيت منظم و حتى تطمئن على صديقتها اكثر وفكرت ان تعلق الستائر و عندما بدات بتعليق ستائرها الشيفون لمحت احدا كانه كان يقف و دخل مسرعا فى البلكون المقابل و لكنها لم تتاكد من ذلك اذ ان البلكون بل و الشقة كلها مظلمة تماما الا من ضوء خافت جدا ياتى من داخل الشقة , حاولت ان تبعد عنها الافكار ولكنا لم تستطع فانهت تعليق الستائر و انتابها الخوف وقررت ان تكمل غدا
دخلت امل غرفتها تلك الليلة و لم تعلم حقا ما هذا الخوف الغريب الذى يتملكها كلما هى فكرت فى ذالك الساكن الغريب اخذت احدى قصص الرعب التى تقراها وظلت تقرا الى ان نامت و فى الصباح استيقظت على صوت الهاتف اذ انها منى اتصلت لتعرف منها العنوان بالتفصيل
قامت لترتب ما بقى بالمنزل و اعدت لها و لصديقتها الغداء و بعدما ذهبت منى جلست كعادتها تتفرج على احد الافلام البوليسية عندها انطفأ النور فجأة اذ ان الكهرباء قد انقطعت عن الحى باكمله ورات ضوء القمر فخرجت الى البلكون لتقف فيه فهى لا تخشى الظلام ولكن تلك الشقة لازالت جديدة عليها عندما خرجت لم تنظر الى البلكون المقابل فى البداية و لكنها عندما جاءت لتدخل وقعت عينها على البلكون و هنا راته واقف لاول مرة ترى هذا الساكن المجنون كما يقال عنه كان طويل مفتول العضلات هذا كل ما استطاعت ان تعرفه له من وصف اذ ان الظلام حالك و لم تستطع تفسير اى ملامح اخرى له فهو يبدو فى هذا الظلام كظل فقط او كشبح لانسان فاجأها و افجعها منظره هكذا و دخلت مسرعة و اقفلت الستائر و فى ذلك الوقت اتت الكهرباء دخلت امل الى غرفتها و اقفلت بابها و لم تعرف ماذا تفعل اذ ان منظره هكذا افجعها و ارادت ان تعرف اكثر عن هذا الساكن على الرغم من خوفها الشديد الا ان تلك الفكرة ظلت متعلقة بذهنها ففى الصباح نزلت لاحد المحلات القريبة و التى كانت قد سمعت منهم فى البداية عن هذا الساكن بحجة ان تشترى بعض الاشياء و لكن السبب الرئيسى كانت لتعرف عنه اكثر و دار هذا الحوار
امل : صباح الخير يا عمو معلش كنت عايزة اسال حضرتك عن محل قريب ممكن الاقى فيه الحاجات اللى محتاجاها حضرتك عارف انى سكنت هنا جديد
صاحب المحل : بترحاب طبعا يا بنتى بس طمنينى الاول انتى مرتاح فى الشقة و لا حد لا قدر الله مضايقك
امل : لا الحمد لله يا عمى الشقة كويسة بس بصراحة انا قلقانه من موضوع الساكن المجنون ده و خصوصا ان شقته ادام شقتى
صاحب المحل : يا خبر و غير ملامح وجهه لالا يا بنتى ما تقلقيش المهم بس خليكى فى حالك و ما تقلقيش منه
امل : لالا بجد انا خايفة و فكرت اسيب الشقة طمنى يا عمى يعنى هو مجنون بجد
صاحب المحل : لا يا بنتى زى ما قولتلك هو بس بعض تصرفاته مش سليمة يعنى احيانا بيكون عنده ناس بتصوت و كمان هو مش بيخرج من بيته كتير و ساعات كتير بيكون قافل الشبابيك بالاسبوع و هو بيكون جوه فى الاول فكرناه بيسافر بس عرفنا لما مرة اعد اسبوع قافل شبابيك و بلكون ووقتها سمعنا صوت صريخ من شقته و لما جرينا على الشقة فتحلنا لا و كمان قالنا مالكمش دعوة شقتى و انا حر فيها و منعنا اننا ندخل هو راجل واحد بس اللى كان مسموحله يدخل شقته و كان بيعد دايما معاه الاستاذ فكرى بس هو عزل من كام شهر كده
امل : عزل فين و ليه ده الوحيد اللى كان بيعد معاه ؟ يعنى الاستاذ فكرى ده كان رايه انه مجنون
صاحب المحل : استاذ فكرى كان ديما يدافع عنه و يقولنا ال ايه اننا مش فهمينه كويس و انه راجل كويس بس احنا نسيبه فى حاله
امل : رن جرس هاتفها و كانت منى فاعتذرت امل للرجل ورحلت و عندما صعدت الى شقتها اخبرت منى التى طلبت الى امل ان تقابلها فى العيادة على الفور و الحت كثيرا
عندما ذهبت امل الى منى فى العيادة حكت لها بالتفصيل عما جرى معها عندما انقطعت الكهرباء و مع صاحب المحل و ايضا عن رغبتها فى معرفة ما وراء هذا الساكن على رغم خوفها منه
منى : انتى اللى مجنونة و حاتجننى معاكى و انتى مالك و ماله بس يا بنتى طيب لو خايفة كده اكلملك بابا يدورلك على شقة تانية
امل: لالالا مش للدرجة ده و بعدين انتى نسيتى ان عمى رحمى دفعلى اجرة شهرين بدل شهر غير التامين انا مش عارفة ارد جمايله ازاى بجد
منى : بطلى عباطه هو مش زى عمى محمود الله يرحمه و طنط و بعدين بابا عارف ان الشغل مش بسهولة و انتى اللى رفضتى انه يتوصطلك فى شغل
امل : يا منى كفاية اللى عمى عمله معايا لحد كده و بعدين على اد ما انا خايفة بس كمان انا عايزة اعرف هو الساكن ده ماله حاسة انه وراه حاجة غريبة
منى : الله يرحمك طنط خديجة كان عندها حق الروايات اللى بتقريها اكلت دماغك خلاص يا بنتى تعرفى ايه بس خليكى فى حالك احسن انا قولتلك و انتى حرة
امل : طيب حاضر حاقفل بابى عليا و ماليش دعوة بيه اسيبك انا بقى علشان عندى مقابلة الصبح سلام و تعانقها
منى : سلام حبيبتى امل خليكى فى حالك و ابعدى عن المجنون ده
امل : ان شاء الله
عندما عادت امل الى منزلها كانت تفكر فى كلام منى و لكن هل حقا ستترك هذا الساكن و هو يبدو كاحد ابطال الروايات التى تقراها كانت تفكر فى ذلك عندما خرجت الى البلكون و هى تتامل فى السماء و تنظر الى النجوم كانت ليلة ليس بها قمر مظلمة الا من بعض النجوم الصغيرة التى لا تكفى اضاءتها لابضاح شئ عندما رفعت وجهها مقابلة لبلكون هذا الساكن الغريب اشاحت بوجهها على الفور اذ ان هذا الضوء الصارخ قد اذى عينها كان واقفا هناك فى البلكون استطاعت ان تبين ملامحه انه اسمر البشرة طويل و مفتول العضلات له ملامح جادة ينظر اليها و كانه يحذر و هذا الضوء الصارخ فوق البلكون الذى ينعكس على بصر كل من ينظر الى شقته فلا يستطيع تمييز الا القليل منها فقد كانت الحجرة التى فيها البلكون بها اضاءة خافته جدا و حيطانها ذات الالوان الباهته كل ذلك القى فى نفس امل الرعب اشاحت بوجهها عنه و اقفلت البلكون فى وجهه و دخلت غرفتها تغطت و ادخلت راسها فى الغطاء متلمسه الامان
امل : لنفسها هل حقا ما اقراه فى الروايات يحدث فى الواقع و هل انا فى واحدة من تلك القصص

الوطن
12-16-2017, 09:10 PM
ليلة غاب فيها القمر
الحلقة 7
عندما جاء الصباح استيقظت امل على صوت المنبه كالمعتاد و لكنها اليوم اغلقته و حاولت ان تعود للنوم اذ انها بالامس لم تستطع ان تنام الا بعد وقت طويل اغلقت عينها مرة اخرى و لكن الافكار كانت اسرع الى عقلها و تذكرت صورة هذا الساكن الغريب و هنا قامت مفزوعة من الفراش و هنا فقط تذكرت ان لديها موعد لمقابلة عمل و عليها الاستعداد بسرعة
بعدما استعدت فجأة وقفت امام الباب فقد تذكرت صورته امام عينها مرة اخرى و عينه و هو ينظر لها محذرا و لكنها ايضا لازالت فى حاجة الى العمل و بسرعة حتى تستطع ان تنتقل من هنا باسرع وقت حاولت ان تتمالك اعصابها و قررت النزول
انتهت المقابلة سريعا و لم تعرف ككل مرة هل ستقبل ام لا فتلك المرة ارادت ان تقبل فى العمل و هى تخرج من باب الشركة رن هاتفها
امل : الو منى اخبارك
منى : كويسة حبيبتى امل انتى بخير
امل : ايوه يا بنتى بخير الحمد لله
منى : مش عارفة حاسة انك تعبانه او قلقانه من حاجة حسيت كده و قولت اتصل اطمن عليكى
امل : تفكر اكيد حست باللى حصل امبارح يا حبيبتى يا صاحبتى بس لا مش حاقلقك تذكرت ان منى لازالت على الخط فردت لالا منى انا بخير ماتقلقيش عليا و اصتنعت ضحكة حتى تطمئن منى
منى : تعرف جيدا امل و لم ترتاح حتى مع تلك الضحكة امل حبيبتى انتى عارفة انا بخاف عليكى اد ايه و غلاوتك عندى ابعدى عن الراجل ده سبيه فى حاله انا ........
امل : مقاطعه لها انا خلاص سمعت كلامك ما تقلقيش انا مش عايزة اعرف عنه حاجة و لا اى حاجة هو فى حالة و انا يسبنى فى حالى
منى : تلك الجملة قلقتها يسبك فى حالك تقصدى ايه انتى قابلتيه ضايقك قوليلى
امل : لالالا ما تقلقيش و هى تتذكر وجهه و نظر التحذير فى عينه انا بس اقصد هو فى حاله و انا فى حالى
انهت المكالمة و هى كانت قد قررت ان تتركه بحاله فعلا فبعد ما حدث بالامس و هى اصبحت تخافه اكثر و اكثر خوقها اكثر من فضولها الان لا و لن تهتم ما الذى وراءه فقط ليبقى بعيدا عنها
ذهبت امل لبيتها ومارست حياتها بشكل طبيعى و لم تعد تهتم بامر هذا الساكن حتى البلكون اصبحت تفتحها من وراء الستائر بل انها فى ايام لا تفتحها و انما تكتفى بباقى الشبابيك التى توجد فى المنزل وبعد عدة ايام كانت فيها احيانا تذهب الى منى فى العيادة التى بدورها قد اطمئنت الى ان فضول صديقتها تجاه هذا الرجل قد تلاشى كانت منى تعلم ان تلاشى هذا الفضول وراءه شئ و ايضا هى تعرف جيدا ان كلامها لم يقنع امل
اعتادت امل على تلك الحياة فى الشقة الجديدة و استقرت و نست هذا الساكن و ما يخبأه
كانت امل عائدة يوما ما من مقابلة عمل كعادتها و قد قاربت على العمارة التى تسكن بها عندما لمحت من بعيد هذا الساكن الغريب يخرج من محل فى اول الشارع كانت ستمشى فى طريقها لولا انها لمحت معه شئ يلمع فى ضوء الشمس لم تتمالك نفسها من الفضول تلك المرة بل اختبأت فى العمارة التى تقف بجوارها و بدات تراقبه دققت النظر نعم انه هو و لكن ما هذا الشئ اللامع فى يده لم تنتظر طويلا اذ انها عرفت و تاكدت من توتره عندما بدا ينظر هنا و هناك لا احد فى الطريق و هنا رفع طرف قميصه و ادخل هذا الشئ به
وضعت يدها سريعا على فمها لتمنع شهقة من ان تخرج تجمدت مكانها الى ان ذهب و بعدها بدقائق ذهبت الى حيث تسكن كانت تجر نفسها جر الى ان وصلت و ارتمت على السرير اغلقت كل شئ و بدات تتذكر

الوطن
12-16-2017, 09:11 PM
الحلقة 8

وضعت يدها سريعا على فمها لتمنع شهقة من ان تخرج تجمدت مكانها الى ان ذهب و بعدها بدقائق ذهبت الى حيث تسكن كانت تجر نفسها جر الى ان وصلت و ارتمت على السرير اغلقت كل شئ و بدات تتذكر
امل : بانفعال كان هو انا متاكدة و كانت فى ايده ايوه انا متاكدة سكين اكيد مش بيشتريها علشان المطبخ و الا ما كنش خباها كده و كمان ده كان بيتلفت وراه معاتبه نفسها انا ايه اللى خلانى بس استنى و اراقبه ليه ما طلعتش على شقتى
ظلت هكذا لعدة ساعات و بعدما اسدل الليل ظلاله على المكان خرجت و تعمدت ان تجعل الاضاءة خفيفة جدا حتى لا يرى احد ما تفعل و مشت بجانب الحائط و ازاحت طرف الستارة ببطء و امعنت النظر فى البداية لم ترى شئ و كان ضوء البلكون تلك المرة مغلق و الغرفة التى بها البلكون لم يكن بها اضاءة بل ياتى لها الضوء من الغرفة الاخرى فيظهر من بغرفة البلكون و كانه ظل
بعد وقت ليس بقصير بدات ترى امل فى هذا الظلام شخص يقف فى الغرفة امامها كان يبدوا اكثر كخيال لشخص و فجاة ظهر معه شخص اخر وبدا لها و كانهم يتجادلون امعنت امل النظر و هنا تبين معها انهم رجلان احدهما هذا المجنون و الاخر رجل اقصر و انحف منه و بعد ثوانى من المجادلة كانت امل ستدخل الى غرفتها ولكنها وقفت فى مكانها عندما رات الساكن ياخذ يد الرجل من وراءه و يربطها فيشل حركته و بعدها اختفى و اتى و كان الرجل الاخر يتلفت حوله و يحاول فك يديه عندما اتى الساكن الغريب و معه شئ فى يده و عندما كان يقلبه بدا يلمع فى هذا الضوء الخافت امعنت امل النظر و هنا تبين لها ان السكين فى يده ايقنت امل ماذا سيحدث و هنا نزلت على الارض خائفة فقد علمت انه قتل الرجل و بعض لحظات تمالكت فيها نفسها و استعادت تنفسها وقفت مرة اخرى و ازاحت الستار و هنا رات هذا المجنون و كان وحده بالغرفة راته و هو يفتح شباك الغرفة المطل على الناحية الاخرى و كان هذا المكان المطل عليه هو مكان مهجور و هو اشبه بمكب للنفايات حيث ان نفايات الحى ترمى هناك و استنجت امل ان هذا الشباك لم يفتح منذ زمن اذ انه لم يكن من السهولة فتحه و بدا يظهر الساكن و فى يده كيس بدا يلقى بمحتوياته فى هذا المكان و هو ينظر اذ يوجد احد ام لا هنا نزلت امل على الارض و مشت على ركبتها حتى عدت تلك الحجرة التى بها البلكون و بعدها دخلت حجرتها مسرعة و اقفلت الباب
قضت امل تلك الليلة و هى ترتعب من الخوف و لم تكن تدرى ما تفعل فهذا الساكن المجنون ليس بمجنون حقا بل انه قاتل ايضا ماذا ستفعل و من تخبر ؟ مر الليل و اتى الصباح و لكنه تلك الليلة لم ياتى سريعا كما اعتادته و لكنها احست ان ما مر من وقت كان اشبه بالشهور لا بالساعات رن المنبه و كان لديها مقابلة عمل كالمعتاد لم ترد ان تنزل ذالك اليوم فقد كانت خائفة كثيرا و لكنها اذا ارادت النجاة بنفسها من هذا القاتل فعليها ان تعمل و سريعا جدا تلك المرة نزلت من البيت و هى حابست الانفاس تتلفت خلفها و تخشى ان تقابله و ارتاحت كثيرا عندما وجدت الشارع شبه خالى ذهبت الى مقابلة العمل و كانت تريد ان تذهب لمنى لولا انها تذكرت ان منى ليس لديها عمل اليوم و هى ايضا لا تريد ان تحكى اى شئ حتى لا تخيفها و قررت امام هذا العودة الى المنزل و لكنها لم تقرر ماذا ستفعل بشان هذا القاتل عند رجوعها الى البيت كانت هادئة و قد قاربت على عمارتها عندما راته فجاة يظهر لها
الساكن : ينظر لها بنظرة غير مفهومة هو انتى بقى اللى سكنتى فى العمارة و الشقة اللى قدامى ياريت تخليكى فى حالك
امل : بدات ترتعب و خاصتا انها رات بقعة دم على قميصه و ثبتت عينها عليها انا انا ....
الساكن : لاحظ توترها و عينها على بقعة الدم اتسعت عينه و بنبرة تحذير بقولك خليكى فى حالك انا شفتك قبل كده و انتى بتراقبينى احسنلك اهتمى بحياتك احسن
امل : بكثير من الخوف انا ماعرفش حاجة انا عايزة اطلع على شقتى و ذهبت من امامه مسرعة طلعت على السلالم و اغلقت الباب عليها باحكام

الوطن
12-16-2017, 09:12 PM
الحلقة 9
عندما دخلت امل شقتها كانت خائفة كثيرا وضعت اشياء كثيرة خلف الباب خوفا من ان ياتى اليها و جلست على الاريكة تنظر الى الباب و بدات تفكر
امل: و هى تنظر الى الباب هو شفنى يعنى هو شفنى امبارح و عارف انى عرفت عن جريمته اكيد حايحاول يقتلى و كمان انا عينى ما قدرتش اشيلها من على بقعة الدم ...... بتوتر بقعة الدم اكيد دى من دم الراجل اللى قتله امبارح هو كان بتخلص من الجثة ...... بفزع دى اكيد نهايتى
انتبهت فجأة الى البلكون كان الزجاج مفتوح فقامت بسرعة و اوصدته و قفلت كذلك كل الشبابيك دخلت حجرتها و حاولت ان تفكر فى اى شئ اخر ولكنها لم تفلح فى ذلك فتفكيرها فى القاتل هو كل ما كان يشغل بالها ظلت هكذا لوقت طويل و عندما حاولت تنام لم تستطع ايضا و لذلك اخذت بعض المسكنات لتجعلها تنام و لتوقف هذا الصداع الذى اصابها من كثرة التفكير
فى الصباح ايقظها جرس التليفون الذى خافت منه فى البداية و لكنها ردت عندما رن اكثر من مرة فقامت وردت و هنا ابلغتها احدى الشركات انها تم اختيارها للوظيفة و ان تاتى اليوم لتستلم عملها لم ترد النزول و لكن تلك الفرصة التى طالما انتظرتها فلن تضيعها الان خاصتا و هى فى تلك الشقة التى تتمنى ان تتركها اليوم قبل الغد حاولت ان تهدا و بدات تقرا بعض ايات القرءان و تلفتت خلفها و لم تجده فى الشارع عندما عادت الى بيتها كانت قد هدات بعض الشئ فالعمل كان له تاثيره من ان يشتت انتباهها و خيل اليها بان كل ذلك هى من تخيلته فقط و انه فقط كان يحذر ليس الا
كانت الليلة احد ليالى الشتاء الباردة و السماء مليئة بسحاب كثيف و اوشكت ان تمطر و ضوء الشارع خافت كانت الساعة السابعة و النصف فى ذلك الوقت عندما عادت من عملها لم يبق على عمارتها سوى القليل عندما احست بخطوات تتبعها و لم تاتى اليها الجراة لتستدير و تعرف من وراءها قالت فى نفسها انها تتخيل ذلك و لكن الخطوات كانت حقيقية فارادت ان تعرف هل من خلفها يتبعها ام انه احد يمشى فى الشارع فقط فاسرعت خطواتها ووجدت ان الخطوات وراءها تسرع ايضا و هنا وقفت قليلا و انحنت كانها تربط حذاءها عندها سمعت توقف الخطوات وراءها بقليل و هنا بدات تجرى و كانت شقتها بعد عمارتين ركبت الاسنسير و تركت بابه مفتوح و فتحت شقتها و دخلت مسرعة ارادت ان تغلق عليها الباب بالمفتاح و هنا
سمعت خطوات خارج الباب عندما جاءت لتقفل الباب بالمفتاح وقع منها من كثرة خوفها و سمعت الخطوات توقفت و بدا الطرق على الباب و بقوة و سمعت صوت رجل بالخارج افتحى
بعدت عن الباب فى رعب دخلت حجرتها اغلقت الباب و جرت الكرسى وراءه جلست على السرير تسد اذنيها بيدها حتى لا تسمع الصوت ظلت هكذا الى ان اختفى الطرق كانت تبكى بشدة و هى مصدومة

الوطن
12-16-2017, 09:12 PM
الحلقة الاخيرة
امل : لا انا مش بتخيل هو فعلا عايز يقتلنى انا ......بفزع كان هو انا شفت خياله لما جيت اركب الاسنسير كنت المفروض امشى من هنا بس حاروه فين بليل كده و الدنيا برد هنا سمعت دوى صرخت و لكن كان صوت الرعد و بعدها ضرب البرق شباك غرفتها و هذا ما ارعبها اكثر اخذت الهاتف من حقيبتها حاولت ان تتصل ولكن بمن اوقعت الهاتف و ظلت هكذا الى ان انتبهت على صوت اهو الاذان ؟
استراحت كثيرا جرت نفسها توضأت و قامت لتصلى الفجر كان عليها بعد ساعات قليلة ان تذهب لعملها و ان تقرر ستنزل ام لا
امل : تفكر انزل بس ممكن يكون مستنينى تحت طيب و لو غبت عن الشغل ده تانى يوم حاطرد اكيد و كمان اذا نزلت ممكن انجى بنفسى انا حانزل و ان شاء الله خير حاكلم منى و اقولها انى حافضل عندها يومين كده و كمان اخلى عمى يساعدنى علشان اغير الشقة حاقوله مش مستريحة اكيد حاقدر اشوف حل ابلغ عنه اى حاجة بس المهم انى انزل واذا فضلت هنا اكيد حايرجع مرة تانية و جايز المرة ده يكون معاه حاجة يفتح الباب بيها لالا انا لازم انزل
جهزت نفسها و كانت قد قررت ان لا تعود مرة اخرى ذهبت لتاخذ الاسنسير ووجدته متوقف فكرت كان بالامس يعمل قررت ان تنزل على السلالم فلم يكن هناك وقت لتفكر فقد تاخرت على عملها
كان للعمارة مدخلان الاسنسير يطل على المدخلان اما السلالم فتطل على مدخل واحد فقط يسبقه ممر صغير ثم يوجد السلالم بعد ذلك و على هذا اذا دخلت من المدخل الاخر لن ترى السلالم كانت شقة امل فى الدور السادس عندما وصلت اخيرا كانت منهكة جدا بدات تاخد انفاسها و هى تعبر الممر الصغير الموصل الى مدخل العمارة انقطعت انفاسها تماما و احست كان روحها تخرج و ان الدم قد هرب من عروقها فقد كان امامها يقف ليسد عنها المدخل
لا مخرج الان فهى لا تستطيع الوصول للمدخل الاخرى
امل : تفكر هو اللى وقف الاسنسير تاكدت عندما نظرت حولها ووجدت ان باب المصعد مفتوح هو اللى فتحه حاولت تستجمع نفسها تصعد الى شقتها او تدفعه ولكنها استسلمت فقد عرفت ان هذه نهايتها
اقترب منها حاولت ان تصرخ او تدقعه و لكن رعبها قد سد حنجرتها امسك بيدها وبدا يسحبها لتمشى معه للخارج من كثرة رعبها استسلمت و قررت ان تلك نهايتها بدأ يمشى بها و لكنه بدا يبعد عن الحى الذى يسكنا به و هنا استجمعت شجاعنها لتحاول فى محاولة اخيرة ان تفلت يدها منه و تجرى ولكنه كان اقوى منها بكثير فقد احكم قبضته عليها تلك المرة حتى ادمعت عينها من كثرة الالم عندما ترك يدها كانت يدها قد بدى عليها اثار هذا الالم افاقت على حديثه
الرجل : كم مرة قلت لكى ان تتتركنى و شئونى و ان لا تتدخلى فيما لا يعنيكى
امل : و عينها دامعة انا انا .......
الرجل : مقاطعا خليكى فى حالك احسن ليه بتدخلى فى حياة غيرك ليه بتراقبينى عايزة منى ايه
امل: ردت سريعا تلك المرة ممكن ما تقتلنيش بصوت مرتجف قالتها
الرجل : اكمل كلامه غير واعى لما قالت حذرتك اكتر من مرة و اخرها امبارح مشيت وراكى و طلعت لحد شقتك علشان احذرك لاخر مرة انما ....
امل : يعنى خلاص انت ناوى تقتلنى بجد انا ......
الرجل : انتى مجنونة .... يصمت قليلا اذ بدا يفهم قتل ... قتل مين
امل : انت ناوى تقتلنى علشان عرفت سرك و شفتك و انت بتقتل الراجل انا الشاهدة الوحيدة عليك علشان كده عايز تقتلنى
الرجل : لم يستطع ان يمسك اعصابه و نفسه تلك المرة و بدا يتعصب و عندما اتى ليمسك بها راى مدى خوفها و رعشة يدها و تلك الدموع فى عينها فجلس مرة اخرى و ابتسم
امل : انت عايز تدمر اعصابى الاول و بعدها تقتلنى صح
الرجل : اقتل ايه انتى و ضحك تلك المرة عاليا انتى مفكرانى مين سفاح مثلا
امل : الناس هنا كلها بيقولوا عنك
الرجل : مقاطعا مجنون عارف و علشان كده خبيت عليهم انا مين لانى مش ناقص وجع دماغ و مقتصر من اى حد و مابكلمش حد الا للضرورة و عندما راى رعبها المتزايد عرف انها تتحدث بجد لا تمزح و هنا اراد ان يكشف هذا الغموض و ان يسايرها فيما تعتقد طيب لو انا عايز اقتلك حاجيبك هنا بصى حواليكى كده
امل : تنظر حولها و ترى انهم فى احدى الكافتريات التى راتها كثيرا و هى بجانب الحى الذى يسكنا به لم تفهم فى البداية و فى سذاجة بدات تسال انت مين ؟ و جبتنى هنا ليه ؟ و حاتقتلنى زى ما قتلت الراجل اللى كان بتتخانق معاه بالسكينة ؟
الرجل : لا اله الا الله لالا انا عايز اعرف انتى جايبة حس الجريمة العالى ده منين و راجل مين ده يتذكر اه فهمت السكين طيب يعنى حضرتك مرقبانى من البداية على كده من يوم ما اشتريت السكين و طبعا شفتى اللى حصل يومها بليل يرجع شعره بيده يالله فكرتنى قاتل طبعا و تانى يوم لما شفتى القميص قولتى اكيد ده دم الراجل هههههههه لالا انتى بتتفرجى على افلام بوليسية ورعب كتير جدا للحد اللى وصلك فيها خيالك انك تتصورى ده كله
امل : يعنى ايه انت اكيد قتلته انا شفتك بترمى حاجته من الشباك و السكينه و كمان بقعة الدم انت قاتل
الرجل : بس بس احنا فى مكان عام بلاش جنان انا مش قاتل و اسف للوهم اللى انتى تخيلتيه و على اثره مرعوبة للدرجة ده بس ده بردوا من فضولك انا حاريحك انا طبيب... اه تصورى طبيب نفسى و كل اللى شفتيه ده علاج بالايحاء لاحد المرضى المصاب بالارتياب بس حبيت اصورله انه فعلا حايتقتل علشان الموضوع ده سببله مشاكل كتير فى شغله و ده كل الحكاية و هو يخرج بطاقته و ده بطاقتى كمان علشان تصدقى
امل : بعدما تهدا طيب بس ازاى يعنى ..... الناس مفكرينك مجنون و الاصوات و الظلمة و الشكل المخيف لبيتك ده كله
الرجل : اولا انا مش عرفتك بنفسى انا وجيه و اسف على رعبك مرة تانية استنى نطلب عصير و احكيلك على الموضوع و فعلا طلبا العصير و بدا يسرد لها وجيه عن انه كان ساكن بحى اخر و ان الناس كانت تشكك بعقله و كانوا يتحاشون الكلام معه و عندما انتقل الى تلك الشقة و عندما عرف بان الناس يسمونه المجنون كان عليه ان يخفى عمله على الناس حتى لا يصاب بصداع السخرية منهم و حتى لا يقع فى مشاكل اخرى مع مرضاه و لم يكن يتحدثه مع احد سوى الاستاذ فكرى فقد كان يفهمه جيدا
امل : معقوله يعنى انا كل ده كنت متوهمه ده انا امبارح ما نمتش و كنت مرعوبة بقالى كام يوم و عقلى صورلى انك بتطاردنى علشان تقتلنى
وجيه : هههههه لو عايزة افحصك انا ماعنديش مانع و الجلسة الاولى مجانا يا ستى بس من فضلك حاولى تقللى فضولك بعد كده المرة دى جت سليمة يا عالم المرة الجاية و كمان ياريت ما تقوليش لحد على اللى حصل ده
امل : ضحكت عاليا و عندما نظرة فى الساعة وجدت بان الوقت قد تاخر و انها لابد و ان تاخد اليوم اجازة
عادت الى شقتها وارتاحت و فتحت البلكون فهى قد استراحت اخيرا و بدات تتذكر قول خديجة القصص دى اكلت دماغك ضحكت على نفسها و لكنها كانت ترى ان وجيه غلطان فى وجهة نظره من ان يخفى عمله عن الجميع و ان يظل هكذا فى غموض و كان الفضول يشتعل بداخلها لتعرف لماذا اتى فى هذا المكان ؟ ومن هو فى الاساس ؟
و هذا ما سنعرفه فى الجزء التانى
استنونى فى الجزء التانى ماساتى فى حب المجنون