إسماعيل العبدول
05-05-2010, 07:06 AM
كنت قبل مضي أكثر من عامين من الزمن قد كتبت مقالا بعنوان ( الخليج العربي إلى أين ) وعلى الرغم من إن كاتب المقال هو شاعر بسيط...ويدرك القليل من شؤون السياسة في المنطقة..والقليل من أشياء أخرى..شاعر همه الدفاع عن عروبته..إلا إن ذلك المقال لم يلقى آذانا..تفكر على الأقل في فحوى محتواه...( لأن الكاتب غير مشهور ) (وغير معروف) وقد يكون لا يملك الكثير من المال...!! ليجعل الآخرين يفكرون في فحوى مقالة هذا الشاعر البسيط....
والآن فقط...ولأن إحدى الشبكات الإيرانية قد كشف أمرها بالكويت...فربما سيجد العرب..بأن عشرات الشبكات قد انتشرت
وقد اكتملت معظم أعمال توزيعاتها.وجهوزيتها التعبوية..فهل سيساعد كشف ما انكشف حتى الآن..بالوصول أل الخلايا النائمة
وهو أمر بالغ التعقيد..لأن تنظيم مثل تلك الشبكات..لن يتم تنظيمه من نفس المصادر المكتشفة..؟؟
لا نقول سوى حفظ الله عروبتنا..وأراضينا...وليفطر الصائمون....
وهنا المقال الذي كان قد نشر قبل اكثر من عامين...( حين كانت الأمور تحاكي المبتدأ )
الخليج العربي إلى أين...؟؟
قد يبدو هذا الموضوع اكبر قليلا من أن يخوض بهي شاعر بسيط لا يكاد يرى
لأنه ليس من تلك الفئة من السياسيين المحنكين المعروف عنهم , بأن كل كلمة ينطقون بهيا ، تؤخذ بالحسبان ،وإن كانت لأجل مصالح خاصة
والذين لا يزالون لمثل هذا التنبيه نائمون..أو إنهم لم يروا ما بدء الناس العادين برؤيته..
فعندما نقول خليج //نا العربي إلى أين..فأننا حتما نعني بتلك الكلمة حريتها منذ ألوف السنين ..حيث كان اسمه العربي البحر المر ..وهو يمثل عروبتنا ، بداوتنا،أصالتنا،ثرواتنا، حضارتنا ، تأريخنا..لنتساءل ..إلى أين
فمع التوجه النووي الإيراني..والاندفاع بتوجهاتها بتلك القوة والسرعة
وإن كان ذلك الاندفاع..لحماية إيران من الهيمنة الأمريكية أم لا..أو كان لذلك بالفعل أسباب سلمية أم لا...أو اقتصادية
لأن ذلك سيكون حتما من المؤثرات الإستراتيجية المنحنية بالمنطقة كلها
إلى التخوفات من المجهول وإلى صور من تلك الصور المدمرة لمستقبل الشعوب في المنطقة ..إن كان ذلك من خلال حيازة إيران للسلاح النووي..أو تأثيراتها المستقبلية على المنطقة.. أو جر المنطقة اضطراريا للتسابق النووي ،من خلال البحث عن التوازن ، أو ردود الفعل الغربية التي
تحاول منع ذلك بأي صورة من الصور..حتى لو أدى ذلك إلى توجيه ضربة محدودة أو غير محدودة ، للجم هذا التطور المؤدي إلى الامتلاك النووي والذي ينتقل بنا وبالمنطقة ، إلى مرحلة جديدة من الأزمات التي قد لا تحتملها منطقة الشرق الأوسط..لأنها حتما ستدخل الدول الشرق أوسطية المنزوعة السلاح النووي..أو الغير قادرة على إنتاجه..إلى تحالفات دفاعية
مع دول نووية قادرة على الردع..وذلك بدوره سيؤدي حتما إلى استحواذ الدول الكبرى على الدول الصغيرة بصورة اكبر من سلطاتها الحالية وعبوديتها لتلك الدول، تحت شعارات عدة ، مثل حمايتها من الهيمنة الإيرانية.. وصورة مسبقة لتلك الهينة موجودة فعلا ، إذ لا يمكن دحضها..وهي احتلال الجزر الإماراتية ، العربية الأصل والمرجع الطم بين وأبو موسى.....وبالتالي ستدفع إيران الكثير من الدول إلى الارتماء أكثر بأحضان الدول الكبرى ..وهذا الدفع هو هوية المرور نحو العبودية المطلقة..
ليأتنا هنا ، سؤال تفرضه علينا عروبتنا..لتأخذ منه إيران العبرة..أو قد يكون من الماضي أحيانا ، درسا لحالات أخرى مشابهة ..قد تندفع لها المنطقة مستقبلا
والسؤال المهم هو..
إلى أين أوصل النظام العراقي البائد ،دولة الكويت ومعظم دول الخليج من خلال غزوه لدولة شقيقه..وتهديد دول أخرى عربية...
لم يعد أي عربي لا يدرك بأن الخليج ومن خلال أخطاء قاتلة لنظام أهوج قد خسر الكثير لكي يحمي كياناته، حتى بات الغرب يسيطر بطرق أو بأخرى
وبمسميات عديدة، عسكرية أو غير عسكرية يسيطر أو يؤثر على أهم مقدرات الأمة..التي كان يفترض بأي عربي حمايتها والعمل قدر الإمكان من تخفيف أو رفع الهيمنة عنها وتطويرها باستمرار نحو الأفضل لرخاء أبناء شعوبها..
ولكي تكون مقدرات الأمة وثرواتها بعيدة عن تأثيرات الهيمنة لأي كان..
فما الذي ستوصلنا إليه إيران هذه المرة..ومع كل الاحترام للجمهورية الإسلامية ، إلا أن هذا الموضوع وتطوراته السلبية قد بدء ينحني بنا إلى
مسارات أخرى مقلقة جدا..خاصة من خلال بعض الخطوات التي قد تلجأ إليها إيران..في مرحلة ما قبل التفاقم..أو ما قبل الانفجار..وهي مرحلة تحضيرية
قد تبدؤها قبل مرحلة الانفجار..أو تكون كما هو مفترض، قد بدأتها الآن
مثل...
1/ البدء بإعطاء الأوامر لرجالات حزب الله الإيراني وجهات أخرى مرتبطة
أيدلوجيا بالجمهورية الإسلامية ، بالتدرب للقيام بأعمال عسكرية
وأعمال حرب عصابات ضد مصالح غربية ونفطية في بعض دول الخليج من الدول التي لا تستطيع منع القوات الغربية من الانطلاق من أراضيها أو مياهها الإقليمية.... وتعريف تلك المجموعات بمهماتها المحددة ونشرها
بشكل غير محسوس..
2/ صدور الأوامر السرية لأفواج بطاريات الصواريخ بعيدة المدى بالحصول باستمرار على أحدث الإحداثيات لأهم المواقع النفطية والإستراتيجية الموجودة في دول الخليج
تكثيف التغلغل ألاستخباري الإيراني بدول الخليج بنسبة قد تزيد عن 30 إلى 35 بالمائة..
زيادة نسبة القوات السرية المهاجمة لقوات التحالف المتواجدة في العراق والخليج ، وأفغانستان..وتمويلها وتسليحها لأشغال وتحطيم القوة الغربية المتواجدة هناك..
تكثيف وتحديث..وتوجيه أفضل وحدات المدفعية والصواريخ البحرية إلى مناطق متقدمة في مضيق هرمز..لإغلاقه بوجه كل ما يمر إن كان ذلك بواخر تجارية أو نفطية..
3/ إحداث مفاجأة هامة ليكون تأثيرها مفجع دوليا وذلك بتدمير حاملات طائرات في مياه خليجية أو دوليه..بأسلحة تم تطويرها لهذا الغرض
أ/ توزيع طيارين انتحاريين وغواصين انتحاريين لتنفيذ مهام محددة
ضمن الفقرة 3
4/ تفاعيل كل الشبكات المخابراتية .وشبكات النقل ألمعلوماتي العاملة في العالم وفي الشرق الأوسط ، والخليج تحديدا..لتوجيهها لمهمات محددة تساعد بالنجاح للأهداف الإستراتيجية في المواجهة.. لتسهيل عمل مهمات المجموعات السرية الضاربة..وللوصل لأفضل النتائج بأقصر الأوقات،
وقد تكون هنالك الكثير من المؤشرات ، مما لا نود الخوض فيها الآن..ومما نتصور بأنه قد بدء التحضير لها فعلا ، منذ فترة قد تكون سبقت فترة النزاع النووي الأمريكي الإيراني...
وهنا يكمن السؤال الأهم .. وهو
هل مرد ذلك ، لحلم الهيمنة.. ذلك الحلم الإيراني الذي قد يصل عمره إلى مئات أو ألوف السنين...
أم هو فعلا ذلك الواجب لمواجهة الاستكبار العالمي الذي سيدفع بالمنطقة ودولها ، إلى أحضان الاستكبار بشكل كامل وشامل..
ويؤدي إلى سلب كل قدراتها وثرواتها منها..بحجة تمويل حرب الدفاع عنها وحمايتها من الهيمنة الإيرانية ..أو...أو...الخ
حيث تكون فرضية النصر الإيراني الكامل على الغرب وإخراجه من المنطقة كلها هي فرضية غير معقولة.. والمقارنة بالقوة لن تكون حتما لصالح الجمهورية الإسلامية..إذا قورنت من تلك النافذة ..حتى لو أصبحت إيران دولة نووية...
وقد يستخدم الغرب فيها بعض الأسلحة التكتيكية النووية..إذا اضطر لذلك..أو إذا رأى بأنه سيفقد أهم منبع اقتصادي يؤدي بفقدانه إلى فقدان منشئه الاقتصادي..
فما رأيكم بذلك
لأنني اعتقد بأن من حق الشعراء أو أي فرد من الشعب أيضا ، أن يخوضوا بالسياسة..فتلك ليست حصرا على الفئة السياسية فقط..لأن الأوطان وكل ما وهبه الله لنا..هو لنا جميعا...ولكل أن يدلي بدلوه..
لأننا ليس من حقنا كأبناء وطن وأمة أن نقول، كذاك القائل
خربت عمرت ..طلعت نزلت..حيد عن ظهري بسيطة
2
وعلى ما يبدو ، فأن الأحداث الاحتوائية في منطقة الخليج العربي قد بدأت تتسارع، لتتمحور نحو الانفجار بأي لحظة
وربما دون أي اهتمام يذكر من دول المنطقة، التي قد يشعر البعض فيها بأنه لا حول له ولا قوة ، وبالتالي لن يستطيع أن يؤثر بأي شكل كان على مجريات المعارك إن حدثت ، أو في حال اندلعت العمليات العسكرية..أو لأنه يجد بأن تلك الحرب ليست حربه ..حتى وإن حدثت على أرضه ، وحتى إن آثرت على اقتصاده..أو أن حطمت بنيته التحتية نتيجة للأعمال العسكرية آو القصف الصاروخي الإيراني..أو...أو...الخ
فالرئيس الأمريكي على ما يبدو عازم على توجيه ضربة ما ..للجمهورية الإسلامية ، قبل مغادرته البيت الأبيض ، مدعوما بقوة وتشجيع من الصهيونية العالمية، ومن صقور المحافظين الجدد في البيت الأبيض ، بعد آن نجح نائب الرئيس (دك شيني ) وبعض الصقور من الحد من قدرات التأثير التي تتمتع بهيا وزيرة الخارجية الأمريكية كودي ،على الرئيس فيما يختص بالسياسة الخارجية 0في تتركز فكرتها بإتباع قدر اكبر من سياسة التهدئة ، حتى يحين ما هو أفضل من الخيار العسكري..للخروج بأقل الخسائر، لكن للصقور حساباتهم ،لأنهم كانوا قد توصلوا إلى الاستنتاج ، بأن توجيه مثل تلك الضربة ستعوض الحزب الجمهوري بمئات آلاف الأصوات التي كان الحزب قد فقدها لمصلحة الحزب الديمقراطي ، بعد الحرب على العراق، وبعد أن بات الشعب الأمريكي مقتنع بأن الرئيس بوش قد ساهم بشكل فعال بزيادة الإرهاب ، من خلال خططه المعلنة للحرب على الإرهاب. والتي فقدت على آثرها الولايات المتحدة، مئات مليارات الدولارات من نقود دافعي الضرائب..وآلاف أرواح الجنود ، دون إحراز أي تقدم ودون إحراز أي نتائج ملموسة في مجال الحرب على الإرهاب. ففي مجال الحرب على العراق..فقد أرسى بوش ،الموت والقتل والتدمير كبديل عن الديمقراطية الأمريكية المعلنة ، والاحتلال بدلا من التحرير المعلن سابقا ،ونهب البترول وثروات العراق بدلا عن خطط الأعمار المزعومة ، وبعد آن تم مسبقا ، افتضاح كل أكاذيب ومسببات الحرب على العراق..من خلال لعبة الاتهامات وتخويف العالم من الخطر العراقي المحتمل..ومثلما أتخافت الولايات المتحدة بعض دولنا الخليجية ، حين أخبرتها بأن القوات العراقية ستجتاح الدول الخليجية ضمن خطتها غير المعلنة، وأنها ستتقدم باتجاه دولهم
بعد اجتياح البلد الشقيق الكويت ، في حين لم يتساءل أحدهم عن كيفية اجتياح دول الخليج ..والقوة التي اجتاحت دولة الكويت حيينها لن يزيد مجمل قواتها عن 49500 جندي بكافة تشكيلاتها..!! ودون أي حشود حدودية أخرى في قطاع البصرة الممتد حتى منطقة صفوان
وها نحن كعرب ننظر بصمت مرة أخرى ،وكأن على رؤوسنا الطير ،ونحن نرى كيف تعود السياسة الأمريكية إلى نفس خانة الغباء الأولى ، لنردد قول الشاعر ( إن الغباء اجل من أن لا يرى...عجبا أتخفى في الهشيم النار )
وها هي الولايات المتحدة قد أعادت نفس اللعبة السابقة ، ودون أي تجديد في خطط اللعب الذي سبق له آن انكشف ، أثناء لعبة الادعاءات ولعبة الحرب على العراق، وهذه المرة لأن صقور البيت الأبيض ، تعتقد بأن توجيه ضربة عنيفة إلى إيران ، ستحول ملايين الأصوات ، لمصلحة الحزب الجمهوري في الانتخابات القادمة، وتؤدي في الوقت نفسه إلى توحيد المحافظين داخليا
والتفاف الشعب الأمريكي حول الرئيس ، (هذا الرئيس لم يجلب أي سلم للشعب الأمريكي ) وبتأييد منقطع النظير من كافة الفئات والقوى المؤيدة لإسرائيل ولأسباب ومبررات قد باتت واضحة للجميع ..
فتهديد احمدي نجاة من خلال خطبه الأخيرة بتدمير إسرائيل..إضافة إلى الخطأ الخطابي الذي لا ضرورة عربية آو إسلامية له
وهو نفي محرقة اله لوكست..حيث أن الموضوع ..لم ولن يعنينا لا من قريب ولا من بعيد كعرب أو كمسلمين..لأنه بكل الأحوال يعني إسرائيل وأوربا
وتلك مواضيع خطرة ، تعطي المبرر ضمن المنظور الغربي الصهيوني الأوربي للقيام بضربة وقائية ، وتكفي حتما لتكتسب أي ضربة أمريكية لإيران ، الدرجة القطعية في الولايات المتحدة ..لأن تدمير إسرائيل هو خط احمر..لن يحتمله الغرب الذي انشأ إسرائيل.. ولن تحتمله الصهيونية العالمية المسيطرة على الغرب ..
وبما أن التصور الغربي بأن إيران تريد إنتاج أسلحة ذرية لهذا الغرض ، وبما إنها قد أصبحت فعليا تمتلك التقنية والقدرة الصاروخية التي ستصل بتلك الرؤوس إلى الأهداف المرجوة ، من حيث المسافة وقدرة التدمير..
ودون الأخذ بالحسبان ملكية إسرائيل لما يزيد عن مائتي رأس نووي
( أي إنها تستطيع الدفاع عن نفسها وتستطيع آن تدمر أكثر من دولة في حال تعرضها لخطر نووي) فأن الضربة قد أصبحت مسألة وقت ليس إلا...
والدراسات تشير، بأن المحافظين في الجمهورية الإسلامية ، قد ساهموا بتوتر الأوضاع التي أوصلت المسألة ، إلى الحد الذي قد وصلت إليه من تأزم .. فلإيران قد ارتكبت نفس الأخطاء التي ارتكبها النظام العراقي السابق ..حين انشأ مفاعل تموز..الذي دمرته إسرائيل حيينها بموافقة أمريكية ومباركة غير أمريكية..!!
وإيران وانطلاقا من دراسات إستراتيجية وافية للتواجد الأمريكي في الخليج ، والانشغال في المستنقع العراقي، والوضع الميئوس منه هناك..والحالة النفسية والمعنوية للجنود ، ووضع للقوات العسكرية المحرج..وانسحاب شركاء الغنيمة بعد فاقت الخسائر الغنائم
وكل تلك الفواصل مجتمعة هي ما يحدد النصر آو الهزيمة في أي معركة
بحيث إنها وفي أحيان كثيرة تفوق قوة السلاح مهما كان متطورا..
توصلت الجمهورية الإسلامية من خلال دراساتها واستنتاجاتها
بأن الولايات المتحدة قد تكون مؤهلة لتوجيه ضربة جوية آو صاروخية إلى إيران..ولكنها وهي غير مؤهلة للزج بقوات عسكرية لمحاربة النظام الإيراني
ومثل تلك الضربات ، تستطيع إيران احتمالها دون أي اضطرار لتقديم تنازلات ، حيث آن مثل تلك الضربات لا يمكن آن تكون مؤدية لأي حسم استراتيجي ..مهما استمرت
ولكن مثل تلك الضربات ستكون مبررا كافيا دوليا على الأقل ..للرد على كافة مناطق المصالح الأمريكية وبشتى الوسائل، وعلى كل وكافة المواقع والقواعد التي تشمل التواجد الأمريكي في الخليج العربي بحرا وبرا ليشمل ذلك الإمدادات النفطية والقواعد الأمريكية في المنطقة وأماكن معينة لن يكون من السهل على الولايات المتحدة احتساب نتائجها بصورة صحيحة
فإيران ليست من الدول البعيدة التي يصعب عليها إحداث خرق معين في دول الخليج..فذلك الخرق موجود أصلا في اغلب دول الخليج..
ووضع إيران ضمن معادلة الدول المعادية لدول الخليج العربية
لن يكون بمنطقه جديا ، آو مفيدا ، حيث آن عوامل تاريخية وجغرافية
ودينية قد حكمته طوال حقبة مضت..
فإيران ستخوض حروب لن تكون في اغلبها نظامية آو رسمية
بل حروب عصابات منظمة ومتطورة تكون مؤثرة ومقلقة جدا تقضي حتما على أي نوع من أنواع الاستثمارات الأجنبية آو السياحية في دول الخليج..
بل قد توقف أي نمو اقتصادي في دول الخليج لسنوات طويلة
وستكون للبعض فرصة سانحة من خلال كل تلك الفوضى آن تتخلص من بعض المسئولين ..ممن تراهم معادين لها ،آو معادين لنهجها ، من خلال عمليات انتحارية آو تفجيرات آو اغتيالات
لأن إيران ستكون قد مدت يد العون كأحد عوامل الوصول لأهدافها المبتغاة لكل من يقاتل العدو/فيشمل العون ، المادي /والمعنوي/ وال مخابراتي وربما العسكري ..لكل الجهات التي سترغب في قتال الولايات المتحدة،
لأحداث التحول المطلوب في التأثير الفعلي والإستراتيجي على التواجد الأمريكي في المنطقة..
وبشكل يؤدي مع استمراره لخروج القوات الأمريكية،أو تحييد تأثيرها في المنطقة ، حتى وإن كان ذلك ، بشكل جزئي ونتيجة لعدم الاستقرار
فالقناعة الإيرانية بأن الولايات المتحدة لن تستطيع تجيش أي جيش لغزو إيران.. وهي قناعة واقعية تحكمها الظروف على ارض الواقع ..
وإن هي فكرت بذلك فقد تحتاج حتميا إلى إحضار جنود ومعدات قد تزيد أضعافا مضاعفة عن ما هو موجود في العراق..فضلا عن آن قواتها المتواجدة في العراق في مثل تلك الحالة ، ستكون معرضة إلى خطر غير طبيعي..وربما خطر الانهيار الكامل بوقوع آلاف القتلى والجرحى والأسرى ، نتيجة التغلغل الإيراني الكثيف بين اغلب فئات الشعب العراقي
لأنه في مثل تلك الحالة سنرى انتهاء الحالة الطائفية ،إن أصبح الهدف واحدا
ولن يكون غريبا أبدا في يكون جزء ممن يقاتل أمريكا ..هم من آتت بهم أمريكا على دباباتها في بداية الغزو ، ونتيجة لحتمية إمكانية اتساع المقاومة ، بحيث تشمل سوريا وفئات هي في الوقت الحالي محسوبة بأنها تلتزم الحياد..في أنحاء عديدة من العالم العربي
إن الانتشار الإيراني داخل دول الخليج ومنذ القدم ..هو من حيث السعة والعمق، بحيث يتجاوز الوضع الشعبي آو التجاري آو المعيشي الاعتيادي..
فالخليج يقع ضمن أي الأعمال المضادة في المنطقة..ولم يهمل شيء ضمن حساباتها..وفي أي أعمال عسكرية ومستقبلية في المنطقة فأنها ستمارس كل ما تريده..و تحت مسمى الدفاع عن النفس..وذلك من حقها
ولكن حتى الآن
لم نجد من يفكر آو ينظر للموضوع بمثل هذا العمق..لاستخلاص النتائج
فربما نستطيع آن نمنع مكروه قد يقع
لماذا...؟؟
لأننا تعودنا آن نتلقى الصفعات ..لكي نؤكد إحساسنا بالألم..
والآن فقط...ولأن إحدى الشبكات الإيرانية قد كشف أمرها بالكويت...فربما سيجد العرب..بأن عشرات الشبكات قد انتشرت
وقد اكتملت معظم أعمال توزيعاتها.وجهوزيتها التعبوية..فهل سيساعد كشف ما انكشف حتى الآن..بالوصول أل الخلايا النائمة
وهو أمر بالغ التعقيد..لأن تنظيم مثل تلك الشبكات..لن يتم تنظيمه من نفس المصادر المكتشفة..؟؟
لا نقول سوى حفظ الله عروبتنا..وأراضينا...وليفطر الصائمون....
وهنا المقال الذي كان قد نشر قبل اكثر من عامين...( حين كانت الأمور تحاكي المبتدأ )
الخليج العربي إلى أين...؟؟
قد يبدو هذا الموضوع اكبر قليلا من أن يخوض بهي شاعر بسيط لا يكاد يرى
لأنه ليس من تلك الفئة من السياسيين المحنكين المعروف عنهم , بأن كل كلمة ينطقون بهيا ، تؤخذ بالحسبان ،وإن كانت لأجل مصالح خاصة
والذين لا يزالون لمثل هذا التنبيه نائمون..أو إنهم لم يروا ما بدء الناس العادين برؤيته..
فعندما نقول خليج //نا العربي إلى أين..فأننا حتما نعني بتلك الكلمة حريتها منذ ألوف السنين ..حيث كان اسمه العربي البحر المر ..وهو يمثل عروبتنا ، بداوتنا،أصالتنا،ثرواتنا، حضارتنا ، تأريخنا..لنتساءل ..إلى أين
فمع التوجه النووي الإيراني..والاندفاع بتوجهاتها بتلك القوة والسرعة
وإن كان ذلك الاندفاع..لحماية إيران من الهيمنة الأمريكية أم لا..أو كان لذلك بالفعل أسباب سلمية أم لا...أو اقتصادية
لأن ذلك سيكون حتما من المؤثرات الإستراتيجية المنحنية بالمنطقة كلها
إلى التخوفات من المجهول وإلى صور من تلك الصور المدمرة لمستقبل الشعوب في المنطقة ..إن كان ذلك من خلال حيازة إيران للسلاح النووي..أو تأثيراتها المستقبلية على المنطقة.. أو جر المنطقة اضطراريا للتسابق النووي ،من خلال البحث عن التوازن ، أو ردود الفعل الغربية التي
تحاول منع ذلك بأي صورة من الصور..حتى لو أدى ذلك إلى توجيه ضربة محدودة أو غير محدودة ، للجم هذا التطور المؤدي إلى الامتلاك النووي والذي ينتقل بنا وبالمنطقة ، إلى مرحلة جديدة من الأزمات التي قد لا تحتملها منطقة الشرق الأوسط..لأنها حتما ستدخل الدول الشرق أوسطية المنزوعة السلاح النووي..أو الغير قادرة على إنتاجه..إلى تحالفات دفاعية
مع دول نووية قادرة على الردع..وذلك بدوره سيؤدي حتما إلى استحواذ الدول الكبرى على الدول الصغيرة بصورة اكبر من سلطاتها الحالية وعبوديتها لتلك الدول، تحت شعارات عدة ، مثل حمايتها من الهيمنة الإيرانية.. وصورة مسبقة لتلك الهينة موجودة فعلا ، إذ لا يمكن دحضها..وهي احتلال الجزر الإماراتية ، العربية الأصل والمرجع الطم بين وأبو موسى.....وبالتالي ستدفع إيران الكثير من الدول إلى الارتماء أكثر بأحضان الدول الكبرى ..وهذا الدفع هو هوية المرور نحو العبودية المطلقة..
ليأتنا هنا ، سؤال تفرضه علينا عروبتنا..لتأخذ منه إيران العبرة..أو قد يكون من الماضي أحيانا ، درسا لحالات أخرى مشابهة ..قد تندفع لها المنطقة مستقبلا
والسؤال المهم هو..
إلى أين أوصل النظام العراقي البائد ،دولة الكويت ومعظم دول الخليج من خلال غزوه لدولة شقيقه..وتهديد دول أخرى عربية...
لم يعد أي عربي لا يدرك بأن الخليج ومن خلال أخطاء قاتلة لنظام أهوج قد خسر الكثير لكي يحمي كياناته، حتى بات الغرب يسيطر بطرق أو بأخرى
وبمسميات عديدة، عسكرية أو غير عسكرية يسيطر أو يؤثر على أهم مقدرات الأمة..التي كان يفترض بأي عربي حمايتها والعمل قدر الإمكان من تخفيف أو رفع الهيمنة عنها وتطويرها باستمرار نحو الأفضل لرخاء أبناء شعوبها..
ولكي تكون مقدرات الأمة وثرواتها بعيدة عن تأثيرات الهيمنة لأي كان..
فما الذي ستوصلنا إليه إيران هذه المرة..ومع كل الاحترام للجمهورية الإسلامية ، إلا أن هذا الموضوع وتطوراته السلبية قد بدء ينحني بنا إلى
مسارات أخرى مقلقة جدا..خاصة من خلال بعض الخطوات التي قد تلجأ إليها إيران..في مرحلة ما قبل التفاقم..أو ما قبل الانفجار..وهي مرحلة تحضيرية
قد تبدؤها قبل مرحلة الانفجار..أو تكون كما هو مفترض، قد بدأتها الآن
مثل...
1/ البدء بإعطاء الأوامر لرجالات حزب الله الإيراني وجهات أخرى مرتبطة
أيدلوجيا بالجمهورية الإسلامية ، بالتدرب للقيام بأعمال عسكرية
وأعمال حرب عصابات ضد مصالح غربية ونفطية في بعض دول الخليج من الدول التي لا تستطيع منع القوات الغربية من الانطلاق من أراضيها أو مياهها الإقليمية.... وتعريف تلك المجموعات بمهماتها المحددة ونشرها
بشكل غير محسوس..
2/ صدور الأوامر السرية لأفواج بطاريات الصواريخ بعيدة المدى بالحصول باستمرار على أحدث الإحداثيات لأهم المواقع النفطية والإستراتيجية الموجودة في دول الخليج
تكثيف التغلغل ألاستخباري الإيراني بدول الخليج بنسبة قد تزيد عن 30 إلى 35 بالمائة..
زيادة نسبة القوات السرية المهاجمة لقوات التحالف المتواجدة في العراق والخليج ، وأفغانستان..وتمويلها وتسليحها لأشغال وتحطيم القوة الغربية المتواجدة هناك..
تكثيف وتحديث..وتوجيه أفضل وحدات المدفعية والصواريخ البحرية إلى مناطق متقدمة في مضيق هرمز..لإغلاقه بوجه كل ما يمر إن كان ذلك بواخر تجارية أو نفطية..
3/ إحداث مفاجأة هامة ليكون تأثيرها مفجع دوليا وذلك بتدمير حاملات طائرات في مياه خليجية أو دوليه..بأسلحة تم تطويرها لهذا الغرض
أ/ توزيع طيارين انتحاريين وغواصين انتحاريين لتنفيذ مهام محددة
ضمن الفقرة 3
4/ تفاعيل كل الشبكات المخابراتية .وشبكات النقل ألمعلوماتي العاملة في العالم وفي الشرق الأوسط ، والخليج تحديدا..لتوجيهها لمهمات محددة تساعد بالنجاح للأهداف الإستراتيجية في المواجهة.. لتسهيل عمل مهمات المجموعات السرية الضاربة..وللوصل لأفضل النتائج بأقصر الأوقات،
وقد تكون هنالك الكثير من المؤشرات ، مما لا نود الخوض فيها الآن..ومما نتصور بأنه قد بدء التحضير لها فعلا ، منذ فترة قد تكون سبقت فترة النزاع النووي الأمريكي الإيراني...
وهنا يكمن السؤال الأهم .. وهو
هل مرد ذلك ، لحلم الهيمنة.. ذلك الحلم الإيراني الذي قد يصل عمره إلى مئات أو ألوف السنين...
أم هو فعلا ذلك الواجب لمواجهة الاستكبار العالمي الذي سيدفع بالمنطقة ودولها ، إلى أحضان الاستكبار بشكل كامل وشامل..
ويؤدي إلى سلب كل قدراتها وثرواتها منها..بحجة تمويل حرب الدفاع عنها وحمايتها من الهيمنة الإيرانية ..أو...أو...الخ
حيث تكون فرضية النصر الإيراني الكامل على الغرب وإخراجه من المنطقة كلها هي فرضية غير معقولة.. والمقارنة بالقوة لن تكون حتما لصالح الجمهورية الإسلامية..إذا قورنت من تلك النافذة ..حتى لو أصبحت إيران دولة نووية...
وقد يستخدم الغرب فيها بعض الأسلحة التكتيكية النووية..إذا اضطر لذلك..أو إذا رأى بأنه سيفقد أهم منبع اقتصادي يؤدي بفقدانه إلى فقدان منشئه الاقتصادي..
فما رأيكم بذلك
لأنني اعتقد بأن من حق الشعراء أو أي فرد من الشعب أيضا ، أن يخوضوا بالسياسة..فتلك ليست حصرا على الفئة السياسية فقط..لأن الأوطان وكل ما وهبه الله لنا..هو لنا جميعا...ولكل أن يدلي بدلوه..
لأننا ليس من حقنا كأبناء وطن وأمة أن نقول، كذاك القائل
خربت عمرت ..طلعت نزلت..حيد عن ظهري بسيطة
2
وعلى ما يبدو ، فأن الأحداث الاحتوائية في منطقة الخليج العربي قد بدأت تتسارع، لتتمحور نحو الانفجار بأي لحظة
وربما دون أي اهتمام يذكر من دول المنطقة، التي قد يشعر البعض فيها بأنه لا حول له ولا قوة ، وبالتالي لن يستطيع أن يؤثر بأي شكل كان على مجريات المعارك إن حدثت ، أو في حال اندلعت العمليات العسكرية..أو لأنه يجد بأن تلك الحرب ليست حربه ..حتى وإن حدثت على أرضه ، وحتى إن آثرت على اقتصاده..أو أن حطمت بنيته التحتية نتيجة للأعمال العسكرية آو القصف الصاروخي الإيراني..أو...أو...الخ
فالرئيس الأمريكي على ما يبدو عازم على توجيه ضربة ما ..للجمهورية الإسلامية ، قبل مغادرته البيت الأبيض ، مدعوما بقوة وتشجيع من الصهيونية العالمية، ومن صقور المحافظين الجدد في البيت الأبيض ، بعد آن نجح نائب الرئيس (دك شيني ) وبعض الصقور من الحد من قدرات التأثير التي تتمتع بهيا وزيرة الخارجية الأمريكية كودي ،على الرئيس فيما يختص بالسياسة الخارجية 0في تتركز فكرتها بإتباع قدر اكبر من سياسة التهدئة ، حتى يحين ما هو أفضل من الخيار العسكري..للخروج بأقل الخسائر، لكن للصقور حساباتهم ،لأنهم كانوا قد توصلوا إلى الاستنتاج ، بأن توجيه مثل تلك الضربة ستعوض الحزب الجمهوري بمئات آلاف الأصوات التي كان الحزب قد فقدها لمصلحة الحزب الديمقراطي ، بعد الحرب على العراق، وبعد أن بات الشعب الأمريكي مقتنع بأن الرئيس بوش قد ساهم بشكل فعال بزيادة الإرهاب ، من خلال خططه المعلنة للحرب على الإرهاب. والتي فقدت على آثرها الولايات المتحدة، مئات مليارات الدولارات من نقود دافعي الضرائب..وآلاف أرواح الجنود ، دون إحراز أي تقدم ودون إحراز أي نتائج ملموسة في مجال الحرب على الإرهاب. ففي مجال الحرب على العراق..فقد أرسى بوش ،الموت والقتل والتدمير كبديل عن الديمقراطية الأمريكية المعلنة ، والاحتلال بدلا من التحرير المعلن سابقا ،ونهب البترول وثروات العراق بدلا عن خطط الأعمار المزعومة ، وبعد آن تم مسبقا ، افتضاح كل أكاذيب ومسببات الحرب على العراق..من خلال لعبة الاتهامات وتخويف العالم من الخطر العراقي المحتمل..ومثلما أتخافت الولايات المتحدة بعض دولنا الخليجية ، حين أخبرتها بأن القوات العراقية ستجتاح الدول الخليجية ضمن خطتها غير المعلنة، وأنها ستتقدم باتجاه دولهم
بعد اجتياح البلد الشقيق الكويت ، في حين لم يتساءل أحدهم عن كيفية اجتياح دول الخليج ..والقوة التي اجتاحت دولة الكويت حيينها لن يزيد مجمل قواتها عن 49500 جندي بكافة تشكيلاتها..!! ودون أي حشود حدودية أخرى في قطاع البصرة الممتد حتى منطقة صفوان
وها نحن كعرب ننظر بصمت مرة أخرى ،وكأن على رؤوسنا الطير ،ونحن نرى كيف تعود السياسة الأمريكية إلى نفس خانة الغباء الأولى ، لنردد قول الشاعر ( إن الغباء اجل من أن لا يرى...عجبا أتخفى في الهشيم النار )
وها هي الولايات المتحدة قد أعادت نفس اللعبة السابقة ، ودون أي تجديد في خطط اللعب الذي سبق له آن انكشف ، أثناء لعبة الادعاءات ولعبة الحرب على العراق، وهذه المرة لأن صقور البيت الأبيض ، تعتقد بأن توجيه ضربة عنيفة إلى إيران ، ستحول ملايين الأصوات ، لمصلحة الحزب الجمهوري في الانتخابات القادمة، وتؤدي في الوقت نفسه إلى توحيد المحافظين داخليا
والتفاف الشعب الأمريكي حول الرئيس ، (هذا الرئيس لم يجلب أي سلم للشعب الأمريكي ) وبتأييد منقطع النظير من كافة الفئات والقوى المؤيدة لإسرائيل ولأسباب ومبررات قد باتت واضحة للجميع ..
فتهديد احمدي نجاة من خلال خطبه الأخيرة بتدمير إسرائيل..إضافة إلى الخطأ الخطابي الذي لا ضرورة عربية آو إسلامية له
وهو نفي محرقة اله لوكست..حيث أن الموضوع ..لم ولن يعنينا لا من قريب ولا من بعيد كعرب أو كمسلمين..لأنه بكل الأحوال يعني إسرائيل وأوربا
وتلك مواضيع خطرة ، تعطي المبرر ضمن المنظور الغربي الصهيوني الأوربي للقيام بضربة وقائية ، وتكفي حتما لتكتسب أي ضربة أمريكية لإيران ، الدرجة القطعية في الولايات المتحدة ..لأن تدمير إسرائيل هو خط احمر..لن يحتمله الغرب الذي انشأ إسرائيل.. ولن تحتمله الصهيونية العالمية المسيطرة على الغرب ..
وبما أن التصور الغربي بأن إيران تريد إنتاج أسلحة ذرية لهذا الغرض ، وبما إنها قد أصبحت فعليا تمتلك التقنية والقدرة الصاروخية التي ستصل بتلك الرؤوس إلى الأهداف المرجوة ، من حيث المسافة وقدرة التدمير..
ودون الأخذ بالحسبان ملكية إسرائيل لما يزيد عن مائتي رأس نووي
( أي إنها تستطيع الدفاع عن نفسها وتستطيع آن تدمر أكثر من دولة في حال تعرضها لخطر نووي) فأن الضربة قد أصبحت مسألة وقت ليس إلا...
والدراسات تشير، بأن المحافظين في الجمهورية الإسلامية ، قد ساهموا بتوتر الأوضاع التي أوصلت المسألة ، إلى الحد الذي قد وصلت إليه من تأزم .. فلإيران قد ارتكبت نفس الأخطاء التي ارتكبها النظام العراقي السابق ..حين انشأ مفاعل تموز..الذي دمرته إسرائيل حيينها بموافقة أمريكية ومباركة غير أمريكية..!!
وإيران وانطلاقا من دراسات إستراتيجية وافية للتواجد الأمريكي في الخليج ، والانشغال في المستنقع العراقي، والوضع الميئوس منه هناك..والحالة النفسية والمعنوية للجنود ، ووضع للقوات العسكرية المحرج..وانسحاب شركاء الغنيمة بعد فاقت الخسائر الغنائم
وكل تلك الفواصل مجتمعة هي ما يحدد النصر آو الهزيمة في أي معركة
بحيث إنها وفي أحيان كثيرة تفوق قوة السلاح مهما كان متطورا..
توصلت الجمهورية الإسلامية من خلال دراساتها واستنتاجاتها
بأن الولايات المتحدة قد تكون مؤهلة لتوجيه ضربة جوية آو صاروخية إلى إيران..ولكنها وهي غير مؤهلة للزج بقوات عسكرية لمحاربة النظام الإيراني
ومثل تلك الضربات ، تستطيع إيران احتمالها دون أي اضطرار لتقديم تنازلات ، حيث آن مثل تلك الضربات لا يمكن آن تكون مؤدية لأي حسم استراتيجي ..مهما استمرت
ولكن مثل تلك الضربات ستكون مبررا كافيا دوليا على الأقل ..للرد على كافة مناطق المصالح الأمريكية وبشتى الوسائل، وعلى كل وكافة المواقع والقواعد التي تشمل التواجد الأمريكي في الخليج العربي بحرا وبرا ليشمل ذلك الإمدادات النفطية والقواعد الأمريكية في المنطقة وأماكن معينة لن يكون من السهل على الولايات المتحدة احتساب نتائجها بصورة صحيحة
فإيران ليست من الدول البعيدة التي يصعب عليها إحداث خرق معين في دول الخليج..فذلك الخرق موجود أصلا في اغلب دول الخليج..
ووضع إيران ضمن معادلة الدول المعادية لدول الخليج العربية
لن يكون بمنطقه جديا ، آو مفيدا ، حيث آن عوامل تاريخية وجغرافية
ودينية قد حكمته طوال حقبة مضت..
فإيران ستخوض حروب لن تكون في اغلبها نظامية آو رسمية
بل حروب عصابات منظمة ومتطورة تكون مؤثرة ومقلقة جدا تقضي حتما على أي نوع من أنواع الاستثمارات الأجنبية آو السياحية في دول الخليج..
بل قد توقف أي نمو اقتصادي في دول الخليج لسنوات طويلة
وستكون للبعض فرصة سانحة من خلال كل تلك الفوضى آن تتخلص من بعض المسئولين ..ممن تراهم معادين لها ،آو معادين لنهجها ، من خلال عمليات انتحارية آو تفجيرات آو اغتيالات
لأن إيران ستكون قد مدت يد العون كأحد عوامل الوصول لأهدافها المبتغاة لكل من يقاتل العدو/فيشمل العون ، المادي /والمعنوي/ وال مخابراتي وربما العسكري ..لكل الجهات التي سترغب في قتال الولايات المتحدة،
لأحداث التحول المطلوب في التأثير الفعلي والإستراتيجي على التواجد الأمريكي في المنطقة..
وبشكل يؤدي مع استمراره لخروج القوات الأمريكية،أو تحييد تأثيرها في المنطقة ، حتى وإن كان ذلك ، بشكل جزئي ونتيجة لعدم الاستقرار
فالقناعة الإيرانية بأن الولايات المتحدة لن تستطيع تجيش أي جيش لغزو إيران.. وهي قناعة واقعية تحكمها الظروف على ارض الواقع ..
وإن هي فكرت بذلك فقد تحتاج حتميا إلى إحضار جنود ومعدات قد تزيد أضعافا مضاعفة عن ما هو موجود في العراق..فضلا عن آن قواتها المتواجدة في العراق في مثل تلك الحالة ، ستكون معرضة إلى خطر غير طبيعي..وربما خطر الانهيار الكامل بوقوع آلاف القتلى والجرحى والأسرى ، نتيجة التغلغل الإيراني الكثيف بين اغلب فئات الشعب العراقي
لأنه في مثل تلك الحالة سنرى انتهاء الحالة الطائفية ،إن أصبح الهدف واحدا
ولن يكون غريبا أبدا في يكون جزء ممن يقاتل أمريكا ..هم من آتت بهم أمريكا على دباباتها في بداية الغزو ، ونتيجة لحتمية إمكانية اتساع المقاومة ، بحيث تشمل سوريا وفئات هي في الوقت الحالي محسوبة بأنها تلتزم الحياد..في أنحاء عديدة من العالم العربي
إن الانتشار الإيراني داخل دول الخليج ومنذ القدم ..هو من حيث السعة والعمق، بحيث يتجاوز الوضع الشعبي آو التجاري آو المعيشي الاعتيادي..
فالخليج يقع ضمن أي الأعمال المضادة في المنطقة..ولم يهمل شيء ضمن حساباتها..وفي أي أعمال عسكرية ومستقبلية في المنطقة فأنها ستمارس كل ما تريده..و تحت مسمى الدفاع عن النفس..وذلك من حقها
ولكن حتى الآن
لم نجد من يفكر آو ينظر للموضوع بمثل هذا العمق..لاستخلاص النتائج
فربما نستطيع آن نمنع مكروه قد يقع
لماذا...؟؟
لأننا تعودنا آن نتلقى الصفعات ..لكي نؤكد إحساسنا بالألم..