حمزة الدبعي
05-07-2010, 02:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
حياكم الباري ، وأرضاكم ورضي عني و عنكم ، أهلاً بأهل الخير ومحبوه، أهلاً بالذين قال الله فيهم :
( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ )
فها أنتم ممن شرح الله نفوسهم لطاعته
وحبه وذكره وقراءة المواضيع التي تقربنا إليه سبحانه وقد فضلنا ربي على من قال فيهم :
( وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ )
فهؤلاء هم أصحاب القلوب الميتة ، التي لا تطيق حب الله فتتسلى بحب من سواه ، فكثيراً
مانراهم ونجالسهم، فحين تمسك بالريموت كنترول وتتنقل بين القنوات وترى محاضرة وتريد
سماعها ، تجد البعض يطلب بأن تغير القناة ، أو يقوم ويتركك هو يدعي حب الله ولكنه لا يأنس
بذكره !
وبمجرد وضعك لبرنامج أو مسلسل تراه يستبشر ويفرح !
وحين تدعوه لحضور محاضرة يتشاغل وينشغل، وكأن هذا الأمر ليس من الأولويات بل من
الكماليات وأمور الدنيا هي من الأولويات !
أيها الأحبة الفضلاء : موضوعي هذا كتبته من أجل أن أذكر نفسي وإياكم بالفضل الذي رزقنا إياه
ربي كرماً منه وإحسانا ، فقربنا إليه وجعلنا نأنس بذكره وطاعته وعبادته، فل نستزيد من الأعمال
الصالحة ، ومنها الدعوة إلى الله، فالأنترنت منبر عظيم للدعوة فإن كان لخطباء المنابر والدعاة نصيب
من الدعوة إلى الله في المساجد والبرامج التي يقدمونها ويتابعها الآلاف وفازوا بالأجر
فلا نفرط ، وليكن لنا نصيب كما ناهم الحظ بشرف الدعوة إلى الله ، وإن كانت تعيقك الكتابة لعدم
إجادتك فلا تفوت الخير على نفسك، وبلغ بما سمعت وقرأت بنقل كل ما أعجبك ،واستحضر أن كل
من قرأ وعمل بموضوعك، فلك مثل أجره هنا سزداد حماسك وستعلو همتك وهذا سبيل وباب عظيم
من الإستزادة في عمل الصالحات لأن فيه فضلين فضل الأجر الذي قمت به واجر آخر لمن قرأ وتعلم
ماقمت بتبليغه من الدعوة ، وبذلك سيكون سبيلٌ لتقريبنا إلى الله جل جلاله ..
ولعلنا نتامل هذا الحديث القدسي : (يقول الله عز وجل: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي،
ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، ومن تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً، ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة).
إذن بما أن ربي أنعم علينا بطاعته وحبه فل نقترب أكثر ليقربنا منه أكثر وننال مرتبة الإحسان فهي
أعلى مراتب الإيمان جعلني الله وإياكم منهم .
تنبيه مهم : ليس كل من أنس لفعل الخيرات هو مخلص !
فالبعض يحب الخير وفعله لهوى في نفسه ويكره الحرام لهواه أي لأنه لا يحب الكذب أو ماعداها من
المحرمات ، أو يحب فعل الطاعة ليذكر عند الناس ويمدح ،ولذا أقول :
لأفكر أنا وأنتم في نفسنا ولنسأل هل هذا العمل وحبي لأعمال الخير ، أهي خالصة لوجه ربي !
أي افعها فقط لطلب رضا الرب ودخول جنة عرضها السموات والأرض !
لنتسائل ... ولنتسائل .. ولنكثر السؤال ... قبل كل عمل نفعله لنتذوق حلاوة الإخلاص ..
تفسير ابن السعدي لهذه الآية :
قال تعالى- : ( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ) الأنعام/125 .
يقول تعالى : مبينا لعباده علامة سعادة العبد وهدايته ، وعلامة شقاوته وضلاله- : إن من انشرح
صدره للإسلام ، أي: اتسع وانفسح ، فاستنار بنور الإيمان ، وحيي بضوء اليقين، فاطمأنت بذلك
نفسه، وأحب الخير، وطوعت له نفسه فعله، متلذذا به غير مستثقل، فإن هذا علامة على أن الله
قد هداه ، ومَنَّ عليه بالتوفيق وسلوك أقوم الطريق.
وإن علامة من يريد الله أن يضله ، أن يجعل صدره ضيقا حرجا . أي : في غاية الضيق عن الإيمان
والعلم واليقين، قد انغمس قلبه في الشبهات والشهوات، فلا يصل إليه خير، لا ينشرح قلبه لفعل
الخير ، كأنه من ضيقه وشدته يكاد يصعد في السماء ، أي: كأنه يكلف الصعود إلى السماء، الذي لا حيلة له فيه.
وهذا سببه ، عدم إيمانهم ، هو الذي أوجب أن يجعل الله الرجس عليهم ، لأنهم سدوا على
أنفسهم باب الرحمة والإحسان ، وهذا ميزان لا يعول ، وطريق لا يتغير ، فإن من أعطى واتقى ،
وصدق بالحسنى : يسره الله لليسرى ، ومن بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسييسره
للعسرى " انتهى . "تفسير السعدي
حياكم الباري ، وأرضاكم ورضي عني و عنكم ، أهلاً بأهل الخير ومحبوه، أهلاً بالذين قال الله فيهم :
( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ )
فها أنتم ممن شرح الله نفوسهم لطاعته
وحبه وذكره وقراءة المواضيع التي تقربنا إليه سبحانه وقد فضلنا ربي على من قال فيهم :
( وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ )
فهؤلاء هم أصحاب القلوب الميتة ، التي لا تطيق حب الله فتتسلى بحب من سواه ، فكثيراً
مانراهم ونجالسهم، فحين تمسك بالريموت كنترول وتتنقل بين القنوات وترى محاضرة وتريد
سماعها ، تجد البعض يطلب بأن تغير القناة ، أو يقوم ويتركك هو يدعي حب الله ولكنه لا يأنس
بذكره !
وبمجرد وضعك لبرنامج أو مسلسل تراه يستبشر ويفرح !
وحين تدعوه لحضور محاضرة يتشاغل وينشغل، وكأن هذا الأمر ليس من الأولويات بل من
الكماليات وأمور الدنيا هي من الأولويات !
أيها الأحبة الفضلاء : موضوعي هذا كتبته من أجل أن أذكر نفسي وإياكم بالفضل الذي رزقنا إياه
ربي كرماً منه وإحسانا ، فقربنا إليه وجعلنا نأنس بذكره وطاعته وعبادته، فل نستزيد من الأعمال
الصالحة ، ومنها الدعوة إلى الله، فالأنترنت منبر عظيم للدعوة فإن كان لخطباء المنابر والدعاة نصيب
من الدعوة إلى الله في المساجد والبرامج التي يقدمونها ويتابعها الآلاف وفازوا بالأجر
فلا نفرط ، وليكن لنا نصيب كما ناهم الحظ بشرف الدعوة إلى الله ، وإن كانت تعيقك الكتابة لعدم
إجادتك فلا تفوت الخير على نفسك، وبلغ بما سمعت وقرأت بنقل كل ما أعجبك ،واستحضر أن كل
من قرأ وعمل بموضوعك، فلك مثل أجره هنا سزداد حماسك وستعلو همتك وهذا سبيل وباب عظيم
من الإستزادة في عمل الصالحات لأن فيه فضلين فضل الأجر الذي قمت به واجر آخر لمن قرأ وتعلم
ماقمت بتبليغه من الدعوة ، وبذلك سيكون سبيلٌ لتقريبنا إلى الله جل جلاله ..
ولعلنا نتامل هذا الحديث القدسي : (يقول الله عز وجل: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي،
ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، ومن تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً، ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة).
إذن بما أن ربي أنعم علينا بطاعته وحبه فل نقترب أكثر ليقربنا منه أكثر وننال مرتبة الإحسان فهي
أعلى مراتب الإيمان جعلني الله وإياكم منهم .
تنبيه مهم : ليس كل من أنس لفعل الخيرات هو مخلص !
فالبعض يحب الخير وفعله لهوى في نفسه ويكره الحرام لهواه أي لأنه لا يحب الكذب أو ماعداها من
المحرمات ، أو يحب فعل الطاعة ليذكر عند الناس ويمدح ،ولذا أقول :
لأفكر أنا وأنتم في نفسنا ولنسأل هل هذا العمل وحبي لأعمال الخير ، أهي خالصة لوجه ربي !
أي افعها فقط لطلب رضا الرب ودخول جنة عرضها السموات والأرض !
لنتسائل ... ولنتسائل .. ولنكثر السؤال ... قبل كل عمل نفعله لنتذوق حلاوة الإخلاص ..
تفسير ابن السعدي لهذه الآية :
قال تعالى- : ( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ) الأنعام/125 .
يقول تعالى : مبينا لعباده علامة سعادة العبد وهدايته ، وعلامة شقاوته وضلاله- : إن من انشرح
صدره للإسلام ، أي: اتسع وانفسح ، فاستنار بنور الإيمان ، وحيي بضوء اليقين، فاطمأنت بذلك
نفسه، وأحب الخير، وطوعت له نفسه فعله، متلذذا به غير مستثقل، فإن هذا علامة على أن الله
قد هداه ، ومَنَّ عليه بالتوفيق وسلوك أقوم الطريق.
وإن علامة من يريد الله أن يضله ، أن يجعل صدره ضيقا حرجا . أي : في غاية الضيق عن الإيمان
والعلم واليقين، قد انغمس قلبه في الشبهات والشهوات، فلا يصل إليه خير، لا ينشرح قلبه لفعل
الخير ، كأنه من ضيقه وشدته يكاد يصعد في السماء ، أي: كأنه يكلف الصعود إلى السماء، الذي لا حيلة له فيه.
وهذا سببه ، عدم إيمانهم ، هو الذي أوجب أن يجعل الله الرجس عليهم ، لأنهم سدوا على
أنفسهم باب الرحمة والإحسان ، وهذا ميزان لا يعول ، وطريق لا يتغير ، فإن من أعطى واتقى ،
وصدق بالحسنى : يسره الله لليسرى ، ومن بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسييسره
للعسرى " انتهى . "تفسير السعدي