مها يوسف
05-16-2010, 04:44 AM
قال الله عزّ وجلّ : " إنّ الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إنّ الله نعمّا يعظكم به إنّ الله كان سميعاً بصيراً ." سورة النساء /58/ .
هذه الآية الكريمة تضمنت أمرين عظيمين . لهما شأن، وأي شأن في حياة الأمة المسلمة هما:أداء الأمانة إلى صاحبها .والحكم بالعدل لدى الفصل في خصومات الناس . ومن الثابت يقيناً فيما نرى أن الأمانة إذا انتشرت في الأمة ، انتشرت معها الثقة بين أبنائها
وأن العدل إذا بسط سلطانه وأخذ كل ذي حق حقه علا نجم الحق وأسفر وجهه .وعلى قاعدة العدل والأمانة يشاد بنيان المجتمع الصالح. ويمضي عبر مسيرة الحياة بأبنائه متضمناً سر استمراره آلا وهو :امتثال الأمر الرباني تحت سلطان الإيمان بالله ، واليقين أن كلامه حق وصدق،جاء لخير الإنسان وسعادته ورعاية مصالحه ديناً ودنيا . والآية جاءت بأمرين: أولهما، عام ينتظم الأمة كلها على اختلاف شرائحها ومواقع أبنائها . وثانيهما ، خاص بالقضاة الذين أنيطت بهم مسؤولية الحكم العادل ، لدى التصدي للفصل في قضايا الناس المتفرعة فروعاً كثيرةً ، تغطي معظم جوانب الحياة الاجتماعية ، خصومات تجارية أو جزائية أو جنائية أو شرعية . وغيرها تنفيذاً للشرائع والقوانين ورعايةً للأنظمة السائدة ، ونريد بها هنا ما استمد من الشريعة الإسلامية قرآناً وسنة ، وما اتفق معها مما جاءت به القوانين الوضعية . أما ما خالف الشريعة الإسلامية من القوانين في أي جانب كان فهذا ندعوا إلى صياغته من جديد بما يتلاءم مع شريعة الحق والهدى. لكن ما تبعات ضياع الأمانة وإماتة العدل في الأمة ؟ فإذا ضاعت الأمانة ، ضاع معها الإيمان وانهار صرح الثقة ، ووقع الناس في العنت .عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له ." حديث صحيح كما في الجامع الصغير للسيوطي ج 2 ص 626 رقم الحديث 9704.
فالأمر إذاً ينطوي على خطر يمس العقيدة ، ولعلك تعلم أن الخيانة أخت الكفر . ومن تضييع الأمانة ، إنكار دين لأخيك ، استقر في الذمة بدليل خطي ، أو إقامة شهود ثقات. وجحود الودائع أياً كانت مالاً أو متاعاً مما يوغر الصدور ويؤجج نار الانتقام فيضيع الأمن وتحل المخاوف. والتفريط في شيء من أوامر الله تعالى ، كصلاة فريضة ، أو إفطار في رمضان بلا رخصة ، أو منع زكاة أو ترك حج مع القدرة ، أو إتباع الهوى في التعامل مع أحكام الشرع فما وافق هواك ، قبلته وما خالف هواك رفضته . كل ذلك تضييع للأمانة فاحذره . وأحفظ نفسك من الانزلاق من العبادة إلى الجحود .وإذا مات العدل وشيعناه إلى عالم القبور هنا الخطر المحدق الذي يشمل الأمة كلها ، يسود الظلم ، وتضيع الحقوق وتنتشر الخصومات ، وتكثر الجرائم ، وينفرط عقد الأمة. ناهيك عن فقدان الثقة وفك الرابطة بين الشعب والحاكم . مما ينذر بالتمرد ، فالنفوس تتطلع إلى العدل وتنشد مواقعه وتجل القاضي العادل في حكمه ، ومثله الأب العادل في بيته ، والموظف الذي يسلك منهج العدل في معاملة مراجعيه وخدمتهم ، وكذلك المعلم مع طلابه.والعدل عبادة، لكنه قمة لها وعلم شامخ .يقول ابن كثير: " وفي الحديث :"إن الله مع الحاكم مالم يجر ، فإذا جار ، وكله إلى نفسه ." وفي الأثر : " عدل يوم كعبادة أربعين سنة ." تفسير ابن كثير ج1 ص 516 . والذي أراه أن العدل أفضل العبادة وأعلاها بعد إقامة الفريضة المكتوبة . عدل شامل يغطي كل جوانب الحياة.
هذه الآية الكريمة تضمنت أمرين عظيمين . لهما شأن، وأي شأن في حياة الأمة المسلمة هما:أداء الأمانة إلى صاحبها .والحكم بالعدل لدى الفصل في خصومات الناس . ومن الثابت يقيناً فيما نرى أن الأمانة إذا انتشرت في الأمة ، انتشرت معها الثقة بين أبنائها
وأن العدل إذا بسط سلطانه وأخذ كل ذي حق حقه علا نجم الحق وأسفر وجهه .وعلى قاعدة العدل والأمانة يشاد بنيان المجتمع الصالح. ويمضي عبر مسيرة الحياة بأبنائه متضمناً سر استمراره آلا وهو :امتثال الأمر الرباني تحت سلطان الإيمان بالله ، واليقين أن كلامه حق وصدق،جاء لخير الإنسان وسعادته ورعاية مصالحه ديناً ودنيا . والآية جاءت بأمرين: أولهما، عام ينتظم الأمة كلها على اختلاف شرائحها ومواقع أبنائها . وثانيهما ، خاص بالقضاة الذين أنيطت بهم مسؤولية الحكم العادل ، لدى التصدي للفصل في قضايا الناس المتفرعة فروعاً كثيرةً ، تغطي معظم جوانب الحياة الاجتماعية ، خصومات تجارية أو جزائية أو جنائية أو شرعية . وغيرها تنفيذاً للشرائع والقوانين ورعايةً للأنظمة السائدة ، ونريد بها هنا ما استمد من الشريعة الإسلامية قرآناً وسنة ، وما اتفق معها مما جاءت به القوانين الوضعية . أما ما خالف الشريعة الإسلامية من القوانين في أي جانب كان فهذا ندعوا إلى صياغته من جديد بما يتلاءم مع شريعة الحق والهدى. لكن ما تبعات ضياع الأمانة وإماتة العدل في الأمة ؟ فإذا ضاعت الأمانة ، ضاع معها الإيمان وانهار صرح الثقة ، ووقع الناس في العنت .عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له ." حديث صحيح كما في الجامع الصغير للسيوطي ج 2 ص 626 رقم الحديث 9704.
فالأمر إذاً ينطوي على خطر يمس العقيدة ، ولعلك تعلم أن الخيانة أخت الكفر . ومن تضييع الأمانة ، إنكار دين لأخيك ، استقر في الذمة بدليل خطي ، أو إقامة شهود ثقات. وجحود الودائع أياً كانت مالاً أو متاعاً مما يوغر الصدور ويؤجج نار الانتقام فيضيع الأمن وتحل المخاوف. والتفريط في شيء من أوامر الله تعالى ، كصلاة فريضة ، أو إفطار في رمضان بلا رخصة ، أو منع زكاة أو ترك حج مع القدرة ، أو إتباع الهوى في التعامل مع أحكام الشرع فما وافق هواك ، قبلته وما خالف هواك رفضته . كل ذلك تضييع للأمانة فاحذره . وأحفظ نفسك من الانزلاق من العبادة إلى الجحود .وإذا مات العدل وشيعناه إلى عالم القبور هنا الخطر المحدق الذي يشمل الأمة كلها ، يسود الظلم ، وتضيع الحقوق وتنتشر الخصومات ، وتكثر الجرائم ، وينفرط عقد الأمة. ناهيك عن فقدان الثقة وفك الرابطة بين الشعب والحاكم . مما ينذر بالتمرد ، فالنفوس تتطلع إلى العدل وتنشد مواقعه وتجل القاضي العادل في حكمه ، ومثله الأب العادل في بيته ، والموظف الذي يسلك منهج العدل في معاملة مراجعيه وخدمتهم ، وكذلك المعلم مع طلابه.والعدل عبادة، لكنه قمة لها وعلم شامخ .يقول ابن كثير: " وفي الحديث :"إن الله مع الحاكم مالم يجر ، فإذا جار ، وكله إلى نفسه ." وفي الأثر : " عدل يوم كعبادة أربعين سنة ." تفسير ابن كثير ج1 ص 516 . والذي أراه أن العدل أفضل العبادة وأعلاها بعد إقامة الفريضة المكتوبة . عدل شامل يغطي كل جوانب الحياة.