علي دغيم
05-29-2010, 08:08 AM
الوقتُ قد تأخرَ جداً ..
بلا جدوى أحاولُ ترتيبَ أموري المضطربة ...
الأوراقُ المبعثرة هنا وهناك ... أدعها إلى وقتٍ آخرَ أعيد ترتيبها .
عيوني لا تكادُ ترى أمامها من عجلتي ...
- أسألُ بغضبٍ عن قميصي الوردي ... والبدلة السوداء التي اشتريتها منذ أيام استعداداً لهذا اللقاء في هذا اليوم .
يأتي صوت ُ زوجتي الهادئ :
- إنها معلَّقة في خزانتك يا حبيبي لأنك لم تلبسها بعد منذ أن اشتريتها .
- أدمدم : حبيبي !!!
وتتناثر كلمات اللعنة والغضب , لتملأ الغرفة .
تهدّئ زوجتي من حالتي قائلةً :
- ( طيب انتظر حتى تتغدى لقد حضَّرتُ لك الأكلة التي تحبها ... )
- ( ماني رايد اتسمم شي) , وتتطاير كلمات اللعنة والسب من جديد لتسكتَ صوت زوجتي .
حركاتي في الغرفة مضطربة ...
- أين هي ...؟ أين هي ....؟ أصرخ بغضب : أين هي ؟
يأتي الصوت الهادئ كعادته : علام تسأل يا حبيبي ؟
- أدمدم : حبيبي !!! العلبة أين هي ؟
- أنت لم تحضر معك بالأمس علبة , تجيب والبسمة تطفح على وجهها .
أتذكر أن هذه العلبة خبأتها عنها في خزانتي ولم أخبرها بها , أتناولها وأخرج بسرعة وأنا أدمدم :
- عسى ألا أتأخر عنها فهي عصبية جداً وستمضي إذا تأخرت لو ثواني ...
أخرج مسرعاً وأطرق الباب خلفي , صوت الباب يُسكتُ صوت زوجتي :
- مع السلامة حبيبي ... مع السلامة حبيبي .... مع السـ..
أركضُ مسرعاً ...
تتعثر قدماي ...
تسقط العلبة من يدي ..
أنثني لأتناولها ... يا للعجب !!!
ما هذا ...؟!!
الوقتُ مازال في منتصف النهار ..
السماءُ خالية من الغيوم ...
الشمس ترسل أشعتها بقوة ... أين هو ؟!!
أتلفت حولي ... لا أجدُ ظلِّي ...
أمشي ....
أقف .. لا يوجد لي ظل ....
ما الأمر ؟
أين ذهب ؟
للتو كان ملازمي , ماذا حدث ..؟!
أنظرُ للمارين , كلّ واحد ٍ يتبعه ظلَّه , إلا أنا ..
الأشجار على جانبي الطريق ...
إشارة المرور ....
حتى صندوق الزبالة , كلّها يلازمها ظلها , إلا أنا !!!
يتسرب إلى داخلي أنه حلم .
لكنها الحقيقة , أنا لستُ في حلم ..
الحدث أنساني موعدي .
أرجع أدراجي أبحثُ عنه ...
أصل إلى مدخل العمارة , فأرى ظلي جالساً يبكي , وهو يحتضن يدي زوجتي , ويمسح الدموع عن خديها .
المنظر أدهشني .
دنوت منه أسأل :
- ما بك جالساً هنا , وانفصلتَ عنّي ؟!
- ماذا تفعل هنا ؟!
- وكيف حصل هذا ؟!
( يُطرق ظلي بحسرة وحزن ... ولا يجيب ... )
- أكرر الأسئلة .
لكنْ لا من جواب .
فجأةً ....
بدأ الظل يتلاشى شيئاً فشيئاً حتى غاب مرةً أخرى , وغابت صورة زوجتي معه ...
أتلفت حولي ...
من جديد ٍ ليس له أثر , وأنا وحدي ..!
أصعدُ الدرجَ إلى شقتي .
أفتح الباب بسرعة .
فأرى زوجتي جالسة على الطعام , وهي تردد بمرح :
- ألم تشبع يا حبيبي ....
- أعرفك تحب هذه الأكلة جيداً .
- سأحضِّر لك الشاي حتى تنهي طعامك ...!
أتأمل المشهد مثل الأهبل !!!
أمسح عيوني .. وأنظر ... لا أحد في البيت سوى زوجتي .
الموقف أذهلني .
أتفاجأ .
تسقط العلبة من يدي .
أنثني لأتناولها , فينثني معي ظلي , أمشي فيرافقني , أتلفت حولي , فيفعلُ مثل فعلي .
أقف مذهولاً
ويقف ظلّي مذهولاً معي .
************
علي دغيم
بلا جدوى أحاولُ ترتيبَ أموري المضطربة ...
الأوراقُ المبعثرة هنا وهناك ... أدعها إلى وقتٍ آخرَ أعيد ترتيبها .
عيوني لا تكادُ ترى أمامها من عجلتي ...
- أسألُ بغضبٍ عن قميصي الوردي ... والبدلة السوداء التي اشتريتها منذ أيام استعداداً لهذا اللقاء في هذا اليوم .
يأتي صوت ُ زوجتي الهادئ :
- إنها معلَّقة في خزانتك يا حبيبي لأنك لم تلبسها بعد منذ أن اشتريتها .
- أدمدم : حبيبي !!!
وتتناثر كلمات اللعنة والغضب , لتملأ الغرفة .
تهدّئ زوجتي من حالتي قائلةً :
- ( طيب انتظر حتى تتغدى لقد حضَّرتُ لك الأكلة التي تحبها ... )
- ( ماني رايد اتسمم شي) , وتتطاير كلمات اللعنة والسب من جديد لتسكتَ صوت زوجتي .
حركاتي في الغرفة مضطربة ...
- أين هي ...؟ أين هي ....؟ أصرخ بغضب : أين هي ؟
يأتي الصوت الهادئ كعادته : علام تسأل يا حبيبي ؟
- أدمدم : حبيبي !!! العلبة أين هي ؟
- أنت لم تحضر معك بالأمس علبة , تجيب والبسمة تطفح على وجهها .
أتذكر أن هذه العلبة خبأتها عنها في خزانتي ولم أخبرها بها , أتناولها وأخرج بسرعة وأنا أدمدم :
- عسى ألا أتأخر عنها فهي عصبية جداً وستمضي إذا تأخرت لو ثواني ...
أخرج مسرعاً وأطرق الباب خلفي , صوت الباب يُسكتُ صوت زوجتي :
- مع السلامة حبيبي ... مع السلامة حبيبي .... مع السـ..
أركضُ مسرعاً ...
تتعثر قدماي ...
تسقط العلبة من يدي ..
أنثني لأتناولها ... يا للعجب !!!
ما هذا ...؟!!
الوقتُ مازال في منتصف النهار ..
السماءُ خالية من الغيوم ...
الشمس ترسل أشعتها بقوة ... أين هو ؟!!
أتلفت حولي ... لا أجدُ ظلِّي ...
أمشي ....
أقف .. لا يوجد لي ظل ....
ما الأمر ؟
أين ذهب ؟
للتو كان ملازمي , ماذا حدث ..؟!
أنظرُ للمارين , كلّ واحد ٍ يتبعه ظلَّه , إلا أنا ..
الأشجار على جانبي الطريق ...
إشارة المرور ....
حتى صندوق الزبالة , كلّها يلازمها ظلها , إلا أنا !!!
يتسرب إلى داخلي أنه حلم .
لكنها الحقيقة , أنا لستُ في حلم ..
الحدث أنساني موعدي .
أرجع أدراجي أبحثُ عنه ...
أصل إلى مدخل العمارة , فأرى ظلي جالساً يبكي , وهو يحتضن يدي زوجتي , ويمسح الدموع عن خديها .
المنظر أدهشني .
دنوت منه أسأل :
- ما بك جالساً هنا , وانفصلتَ عنّي ؟!
- ماذا تفعل هنا ؟!
- وكيف حصل هذا ؟!
( يُطرق ظلي بحسرة وحزن ... ولا يجيب ... )
- أكرر الأسئلة .
لكنْ لا من جواب .
فجأةً ....
بدأ الظل يتلاشى شيئاً فشيئاً حتى غاب مرةً أخرى , وغابت صورة زوجتي معه ...
أتلفت حولي ...
من جديد ٍ ليس له أثر , وأنا وحدي ..!
أصعدُ الدرجَ إلى شقتي .
أفتح الباب بسرعة .
فأرى زوجتي جالسة على الطعام , وهي تردد بمرح :
- ألم تشبع يا حبيبي ....
- أعرفك تحب هذه الأكلة جيداً .
- سأحضِّر لك الشاي حتى تنهي طعامك ...!
أتأمل المشهد مثل الأهبل !!!
أمسح عيوني .. وأنظر ... لا أحد في البيت سوى زوجتي .
الموقف أذهلني .
أتفاجأ .
تسقط العلبة من يدي .
أنثني لأتناولها , فينثني معي ظلي , أمشي فيرافقني , أتلفت حولي , فيفعلُ مثل فعلي .
أقف مذهولاً
ويقف ظلّي مذهولاً معي .
************
علي دغيم