علي دغيم
06-08-2010, 05:05 AM
عذراً
عذراً هناء :
كانتْ سماءُ أفكاري مكتظةً بالغيومِ , وريحُ غضبي شديدةٌ , ونارٌ تثورُ في داخلي وتعصف .
عذراً هناء:
فالوقتُ احترقَ ضياعاً ؛ كشمعةِ فرحي , والأحداثُ كانَتْ ضدين لا يلتقيان تصارعان وجهي الأعزل .
عذراً هناء:
فمساحةُ فكري تقلَّصتْ , وميزانُ حلمي اضطرب , وتصاويري شوَّهتها ريشةُ الأيام ؛ فغدا كلُّ ما فيها ظلاً ووهماً .
عذراً لأنِّي ؛ تجرَّعتُ كأسَ العجَلةِ وأنا غيرُ عطشانٍ , ونمتُ مُكرَهاً على سريرٍ من الأحلامِ المُزيَّفة .
عذراً لأني ؛ صدَّقتُ أكاذيبَ الدَّجالين , وآمنتُ بوعودٍ قد قُطِعَتْ لغيري , ولبستُ ثياباً مُعارة لم تأتِ على مقاسي . عذراً لأني ؛ صفَّقتُ بصمتٍ عندَ كلِّ خطابٍ لصاحبِ الجلالة . عذراً لأني؛ غنّيتُ لحناً حزيناً عندما غطته من الحزنِ كلالة .
عذراً لأني ؛ لم أُحسن الخديعة , ولم أُحسن المماطلة حتى دفنتُ روحي بقلبٍ آخر
عذراً لأني ؛ قطعتُ لكِ عهوداً ومواثيقاً لم يكن عليها سوى ربي شهيد .
عذراً لأني ؛ أمضيتُ معك دقائق العمرِ تحتَ شلالٍ من الخير جادتْ به السماء . كان يوماً أحلى من اللقاء, وكان مطراً كالهدايا , وكنَّا ........
عذراً لأني ؛ حلمتُ بحلمٍ أكبر من حياتي , فأبحرتُ في عينيكِ ولم أعلمُ أنَّ شِبَاكاً من الحرمان قد نُصبَتْ لي.
عذراً لأني ؛ آمنتُ بالوعودِ البرَّاقة, وعهودِ الجليد . وقاومتُ بيدَينِ من الياسمين ضدَّ الحديد .
عذراً هناء ؛ فالحديقةُ العامة تشهدُ عليَّ بأنِّي كنتُ صادق الهوى والغرام , وتشهدُ عليَّ دقائقُ ذلك اليوم بحبٍ عميقٍ سرى تحتَ جلدكِ وغذَّى شرايينكِ , واستقرَّ في قلبكِ . كلُّ شجرةٍ فيها أظلّتنا تشهدُ أنَّا كنَّا صادِقَين , كلُّ مقعدٍ فيها يشهدُ أنَّا كنَّا وفيين ...
أتذكرين ؟!
الطفلُ بائع ( المسكة) ؛ يشهدُ أننا لم نكن مُخادِعَين , فهل يا ترى كلُّ أولئك كاذبون .؟!
عذراً لأني ؛ لم أُحسنُ الخديعةَ , وكنتُ صريحاً في دنيا من المكر والخداع .
عذراً لأني ؛ وقَّعتُ على صكِّ التنازلِ عن جنَّتي بنارٍ من العذاب .
عذراً هناء ؛ ولكن ... :
هل كان بوسعي أن أبقى الملك المنتظر وأنتِ الأميرةُ الحسناءُ , ونحنُ منفيان عن مملكة الضياع ؟!!!
****
تبوك 20/11/1428هـ
عذراً هناء :
كانتْ سماءُ أفكاري مكتظةً بالغيومِ , وريحُ غضبي شديدةٌ , ونارٌ تثورُ في داخلي وتعصف .
عذراً هناء:
فالوقتُ احترقَ ضياعاً ؛ كشمعةِ فرحي , والأحداثُ كانَتْ ضدين لا يلتقيان تصارعان وجهي الأعزل .
عذراً هناء:
فمساحةُ فكري تقلَّصتْ , وميزانُ حلمي اضطرب , وتصاويري شوَّهتها ريشةُ الأيام ؛ فغدا كلُّ ما فيها ظلاً ووهماً .
عذراً لأنِّي ؛ تجرَّعتُ كأسَ العجَلةِ وأنا غيرُ عطشانٍ , ونمتُ مُكرَهاً على سريرٍ من الأحلامِ المُزيَّفة .
عذراً لأني ؛ صدَّقتُ أكاذيبَ الدَّجالين , وآمنتُ بوعودٍ قد قُطِعَتْ لغيري , ولبستُ ثياباً مُعارة لم تأتِ على مقاسي . عذراً لأني ؛ صفَّقتُ بصمتٍ عندَ كلِّ خطابٍ لصاحبِ الجلالة . عذراً لأني؛ غنّيتُ لحناً حزيناً عندما غطته من الحزنِ كلالة .
عذراً لأني ؛ لم أُحسن الخديعة , ولم أُحسن المماطلة حتى دفنتُ روحي بقلبٍ آخر
عذراً لأني ؛ قطعتُ لكِ عهوداً ومواثيقاً لم يكن عليها سوى ربي شهيد .
عذراً لأني ؛ أمضيتُ معك دقائق العمرِ تحتَ شلالٍ من الخير جادتْ به السماء . كان يوماً أحلى من اللقاء, وكان مطراً كالهدايا , وكنَّا ........
عذراً لأني ؛ حلمتُ بحلمٍ أكبر من حياتي , فأبحرتُ في عينيكِ ولم أعلمُ أنَّ شِبَاكاً من الحرمان قد نُصبَتْ لي.
عذراً لأني ؛ آمنتُ بالوعودِ البرَّاقة, وعهودِ الجليد . وقاومتُ بيدَينِ من الياسمين ضدَّ الحديد .
عذراً هناء ؛ فالحديقةُ العامة تشهدُ عليَّ بأنِّي كنتُ صادق الهوى والغرام , وتشهدُ عليَّ دقائقُ ذلك اليوم بحبٍ عميقٍ سرى تحتَ جلدكِ وغذَّى شرايينكِ , واستقرَّ في قلبكِ . كلُّ شجرةٍ فيها أظلّتنا تشهدُ أنَّا كنَّا صادِقَين , كلُّ مقعدٍ فيها يشهدُ أنَّا كنَّا وفيين ...
أتذكرين ؟!
الطفلُ بائع ( المسكة) ؛ يشهدُ أننا لم نكن مُخادِعَين , فهل يا ترى كلُّ أولئك كاذبون .؟!
عذراً لأني ؛ لم أُحسنُ الخديعةَ , وكنتُ صريحاً في دنيا من المكر والخداع .
عذراً لأني ؛ وقَّعتُ على صكِّ التنازلِ عن جنَّتي بنارٍ من العذاب .
عذراً هناء ؛ ولكن ... :
هل كان بوسعي أن أبقى الملك المنتظر وأنتِ الأميرةُ الحسناءُ , ونحنُ منفيان عن مملكة الضياع ؟!!!
****
تبوك 20/11/1428هـ