المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأديبة الكاتبة العذبة أحلام مستغانمي


فتون عنفوان الضاد
06-08-2010, 02:29 PM
http://www.adab.com/photos/521.jpg

ولدت في ( 13 أبريل 1953 ) كاتبة جزائرية.
من مواليد تونس ،ترجع أصولها إلى مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري حيث ولد أبوها محمد الشريف
كان والدها مشاركا في الثورة الجزائرية،ّ عرف السجون الفرنسية, بسبب مشاركته في مظاهرات 8 ماي 1945
وبعد أن أطلق سراحه سنة 1947 كان قد فقد عمله بالبلدية, ومع ذلك فإنه يعتبر محظوظاً
إذ لم يلق حتفه مع من مات آنذاك ( 45 ألف شهيد سقطوا خلال تلك المظاهرات)
وأصبح ملاحقًا من قبل الشرطة الفرنسية, بسبب نشاطه السياسي بعد حلّ حزب الشعب الجزائري.
الذي أدّى إلى ولادة حزب جبهة التحرير الوطني FLN .

عملت في الإذاعة الوطنية مما خلق لها شهرة كشاعرة،
إنتقلت إلى فرنسا في سبعينات القرن الماضي ، حيث تزوجت من صحفي لبناني،
وفي الثمانينات نالت شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون.
تقطن حاليا في بيروت. وهي حائزة على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998 عن روايتها ذاكرة الجسد.

مؤلفاتها

* على مرفأ الأيام عام 1973.
* كتابة في لحظة عري عام 1976.
* ذاكرة الجسد عام 1993.
* فوضى الحواس 1997.
* عابر سرير 2003.

فتون عنفوان الضاد
06-08-2010, 03:47 PM
.
على مرفأ الأيام عام 1973 0هنا (http://www.gihane.com/vb/uploaded/ahlam_marfa2.pdf)


http://www.mosteghanemi.net/images/oeuvres/photo12.jpg (http://www.mosteghanemi.net/pdf/pdf7.pdf)
هنا (http://www.mosteghanemi.net/pdf/pdf7.pdf)


http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/75/75778.gif

لتحميل الرواية إضغط هنا (http://alalmarfaa.com/vb/books/thakrtaljasad.doc)


http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/75/75779.gif


لتحميل الرواية إضغط هنا (http://alalmarfaa.com/vb/books/fawdaalhwas.doc)


http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/106/106012.gif


لتحميل الرواية إضغط هنا (http://alalmarfaa.com/vb/books/aabersarer.doc)

فتون عنفوان الضاد
06-10-2010, 11:56 AM
لفرط ما كتبتني

كتبتني
باليد التي أزهرت في ربيعك
بالقُبلات التي كنتَ صيفها
بالورق اليابس الذي بعثره خريفك
بالثلج الذي
صوبَكَ سرتُ على ناره حافية
...
بالأثواب التي تنتظر مواعيدها
بالمواعيد التي تنتظر عشّاقها
بالعشّاق الذين أضاعوا حقائب الصبر
بالطائرات التي لا توقيت لإقلاعها
بالمطارات التي كنتَ أبجديّة بواباتها
بالبوابات التي تُفضي جميعها إليك
...
بوحشة الأعياد كتبتني
بشرائط الهدايا
بشوق الأرصفة لخطانا
بلهفة تذاكر السفر
بثقل حقائب الأمل
بمباهج صباحات الفنادق
بحميميّة عشاء في بيتنا
بلهفة مفتاح
بصبر طاولة
بتواطؤ أريكة
بطمأنينة ليلٍ يحرس غفوة قَدَرِنا
بشهقة باب ينغلق على فرحتنا
...
كتبتني.. بمقصلة صمتك
بالدُّموع الْمُنهمِرة على قرميد بيتك
بأزهار الانتظار التي ذَوَت في بستان صبري
بمعول شكوكك.. بمنجل غيرتك
بالسنابل التي
تناثرت حبّاتها في زوابع خلافاتنا
بأوراق الورد التي تطايرت من مزهرياتنا
بشراسة القُبَل التي تفضُّ اشتباكاتنا
...
بِمَا أخذتَ.. بِمَا لم تأخُذ
بِمَا تركتَ لي من عمرٍ لأخذِهِ
بِمَا وهبتَ.. بما نهبتَ
بِمَا نسيتَ.. بِمَا لم أنسَ
بِمَا نسيتُ..
بِمَا مازال في نسياني يُذكِّرني بكَ
بِمَا أعطيتك ولم تأبه
بِمَا أعطيتني فقتلتني
بِمَا شئت به قتلي
فمتَّ بــه!

فتون عنفوان الضاد
06-10-2010, 11:58 AM
بطاقات معايدة.. إليك
- غيرة
أغــار من الأشياء التي
يصنع حضوركَ عيدها كلّ يوم
لأنها على بساطتها
تملك حقّ مُقاربتك
وعلى قرابتي بك
لا أملك سوى حقّ اشتياقك
ما نفع عيد..
لا ينفضح فيه الحبُّ بكَ؟
أخاف وشاية فتنتك
بجبن أُنثى لن أُعايدك
أُفضّل مكر الاحتفاء بأشيائك
ككل عيد سأكتفي بمعايدة مكتبك..
مقعد سيارتك
طاولة سفرتك
مناشف حمّامك
شفرة حلاقتك
شراشف نومك
أريكة صالونك
منفضة تركت عليها رماد غليونك
ربطة عنق خلعتها لتوّك
قميص معلّق على مشجب تردّدك
صابونة مازالت عليها رغوة استحمامك
فنجان ارتشفت فيه
قهوتك الصباحيّة
جرائد مثنية صفحاتها.. حسب اهتمامك
ثياب رياضية علِق بها عرقك
حذاء انتعلته منذ ثلاث سنوات
لعشائنا الأوّل..
***
- طلب
لا أتوقّع منك بطاقة
مثلك لا يكتب لي.. بل يكتبني
ابعث لي إذن عباءتك
لتعايدني عنك..
ابعث لي صوتك.. خبث ابتسامتك
مكيدة رائحتك.. لتنوب عنك.
***
- بهجة الآخرين
انتهى العام مرتين
الثانية.. لأنك لن تحضر
ناب عنك حزن يُبالغ في الفرح
غياب يُزايد ضوءاً على الحاضرين
كلّ نهاية سنة
يعقد الفرح قرانه على الشتاء
يختبرني العيد بغيابك
أمازلت داخلي تنهطل
كلّما لحظة ميلاد السنة
تراشق عشّاق العالم
بالأوراق الملوّنة.. والقُبل
وانشغلت شفتاك عني بالْمُجاملات..
لمرّة تعال..
تفادياً لآثام نِفاق آخر ليلة..
في السنة!





0

فتون عنفوان الضاد
06-10-2010, 12:01 PM
تحدي
لأني رفضت الدروب القصيرة
وأعلنت رغم الجميع التحدّي
وأنّي سأمضي
لأعماق بحر بدون قرار
لعلني يوماً
أحطّم عاجية الشهريار
أحرّر من قبضتيه الجواري
لعلّي يا موطني رغم قهرك
أعود بلؤلؤة من بحاري
...
لأنّي صرخت أريد الحياة
لأنّي وقفت أمام الغزاة
قراصنة البحر ثارت عليّ
تحاصر كل سبيل إليّ
تمزق كلّ شراع لدي
...
لأنّي جهلت دروب النفاق
وأهملت عند إبتداء الطريق
سبيل التجارة بإسم القيم
وكنت أناشد أعلى القمم
يحاصرني كلّ يوم قزم
لأغدو شراعاً بدون هويّة
...
لأنّ الكواليس تغتال صوتي
وأنّي أنادي بدون صدى
لأنّي...
ولكنني رغم كلّ إغترابي
سأبقى على مهرة من عذابي
وأزرع في العمر ضوء الشباب
وعند بداية كلّ إحتراق
أموت أنا ويظلّ الحريق

فتون عنفوان الضاد
06-11-2010, 08:48 AM
حان لهذا القلب أن ينسحب
أخذنا موعداً
في حيّ نتعرّف عليه لأوّل مرّة
جلسنا حول طاولة مستطيلة
لأوّل مرّة
ألقينا نظرة على قائمة الأطباق
ونظرة على قائمة المشروبات
ودون أن نُلقي نظرة على بعضنا
طلبنا بدل الشاي شيئاً من النسيان
وكطبق أساسي كثيراً من الكذب.
...
وضعنا قليلاً من الثلج في كأس حُبنا
وضعنا قليلاً من التهذيب في كلماتنا
وضعنا جنوننا في جيوبنا
وشوقنا في حقيبة يدنا
لبسنا البدلة التي ليست لها ذكرى
وعلّقنا الماضي مع معطفنا على المشجب
فمرَّ الحبُّ بمحاذاتنا من دون أن يتعرّف علينا
...
تحدثنا في الأشياء التي لا تعنينا
تحدّثنا كثيراً في كل شيء وفي اللاّشيء
تناقشنا في السياسة والأدب
وفي الحرّية والدِّين.. وفي الأنظمة العربيّة
اختلفنا في أُمور لا تعنينا
ثمّ اتفقنا على أمور لا تعنينا
فهل كان مهماً أن نتفق على كلِّ شيء
نحنُ الذين لم نتناقش قبل اليوم في شيء
يوم كان الحبُّ مَذهَبَنَا الوحيد الْمُشترك؟
...
اختلفنا بتطرُّف
لنُثبت أننا لم نعد نسخة طبق الأصل
عن بعضنا
تناقشنا بصوتٍ عالٍ
حتى نُغطِّي على صمت قلبنا
الذي عوّدناه على الهَمْس
نظرنا إلى ساعتنا كثيراً
نسينا أنْ ننظر إلى بعضنا بعض الشيء
اعتذرنـــــا
لأننا أخذنا من وقت بعضنا الكثير
ثـمَّ عُدنــا وجاملنا بعضنا البعض
بوقت إضافيٍّ للكذب.
...
لم نعد واحداً.. صرنا اثنين
على طرف طاولة مستطيلة كنّا مُتقابلين
عندما استدار الجرح
أصبحنا نتجنّب الطاولات المستديرة.
"الحبُّ أن يتجاور اثنان لينظرا في الاتجاه نفسه
.. لا أن يتقابلا لينظرا إلى بعضها البعض"
...
تسرد عليّ همومك الواحد تلو الآخر
أفهم أنني ما عدتُ همّك الأوّل
أُحدّثك عن مشاريعي
تفهم أنّك غادرت مُفكّرتي
تقول إنك ذهبت إلى ذلك المطعم الذي..
لا أسألك مع مَن
أقول إنني سأُسافر قريباً
لا تسألني إلى أين
...
فليكـــن..
كان الحبّ غائباً عن عشائنا الأخير
نــــاب عنــه الكـــذب
تحوّل إلى نــادل يُلبِّي طلباتنا على عَجَل
كي نُغادر المكان بعطب أقل
في ذلك المساء
كانت وجبة الحبّ باردة مثل حسائنا
مالحة كمذاق دمعنا
والذكرى كانت مشروباً مُحرّماً
نرتشفه بين الحين والآخر.. خطأً
...
عندما تُرفع طاولة الحبّ
كم يبدو الجلوس أمامها أمراً سخيفاً
وكم يبدو العشّاق أغبياء
فلِمَ البقاء
كثير علينا كل هذا الكَذب
ارفع طاولتك أيّها الحبّ حان لهذا القلب أن ينسحب



*

فتون عنفوان الضاد
06-11-2010, 08:51 AM
على مشجب انتظارك
حين تغضب
تعلق ضحكتك على المشجب
تترك للهاتف مكر صمتك..
وتنسحب
وتغتالني في غيبتك أسئلتي
أبحث في جيوب معطفك
عن مفاتيح لوعتي
أود أن أعرف.. أتفكر فيَ؟
أيحدث ولو لغفوة
أن تلامسني أحلامك قبل النوم؟
أن تبكيني ليلا وسادتك؟
***
حين.. أمام حماقاتي الصغيرة
تفقد كلماتك أناقتها
ويخلع وجهك ضحكته
لا أدري عن أي ذنب أعتذر
وكيف في جمل قصيرة
أرتب حقائب الكذب
أمام رجل لا يتعب
من شمشمة الكلمات
***
..على صحوة غيرتك تأتي
بثقة غجري اعتاد سرقة
الخيول
أراك تسرق فرحتي
تطفئ أعقاب سجائرك
على جسد الأمنيات
تحرق خلفك كل الحقول
وتمضي
تاركاً بيننا جثة الصمت
***
حين يستجوبني حبك
على كرسي الشكوك
عنوة يطالبني بالمثول
يأخذ مني اعترافاً بجرائم لم
أرتكبها
كمحقق لا يثق في ما أقول. .
يفتش في حقيبة قلبي عن رجل
يقلب دفاتر هواتفي. .
يتجسس على صمتي بين الجُمل
ماذا أفعل؟
أنا التي أعرف تاريخ إرهابك العاطفي
أأهرب؟
أم أنتظر؟
***
أنت الذي بمنتهى الإجرام..
منتهى الأدب
تغير أرقام قلبك
إثر انقطاع هاتفي
كما تغير الزواحف جلودها
كما تغير امرأة جواربها
عسى تجن امرأة بك.. أو تنتحر
***
منذ الأزل
تموت النساء عند باب قلبك
في ظروف غامضة
فبجثثهن تختبر فحولتك
وبها تسدد أحزانك الباهظة

فتون عنفوان الضاد
06-11-2010, 08:54 AM
واللّه غيرك قلبي ما حسد
في الذكرى الأُولى لغياب المغفور له الشيخ زايـد
***
في العَشْرِ الأواخِر نذكُركْ
يُهادِنُنَا الحزنُ بعدكَ
ثمّ يُباغتُنا رمضانْ
فنفتقدُكْ
كما العيدُ يفتقِدُ لأحد
...
كم أحسُدُكْ
واللّه غيرك قلبي ما حسَدْ
مكفّناً بالدَّعواتِ
ما أخفّ نعشَكَ
زايدَ الحسناتِ
زاهدَ الكَفَن
كفّك الجودُ
أَنَّى مضيتَ تسبِقُك
...
أرتابُ في موتك
وبالحياة تدينُ لكَ هذي الحياة
لكأنكَ النّبع الذي
من قبله لم يوجدِ الخيرُ
ولا الماء وُجد
...
تباركت يدُكَ التي
ليسَ عليْها دمُ أحَد
مِن غَيْثها
نخلُ العروبةِ يَرتوِي
كالأولياءْ
ما خَاب مَن نادَاكَ
لا عند ثَراكَ ضاعَ قصدْ
...
بكَ تستجيرُ جِنينُ من أهوالِهَا
فيردُّ من مثواهُ قلبُكَ
هذي يدي
تَبْنِي بيوتَكِ
لا تنادي يا جِنينُ على أحد
...
مَن غيرُكَ صاحَ بهم
"لا نَفطَ أغلَى مِن دمٍ
كيف يهُونُ دمُ العرب!"
أنت الذي ما جِئتَ تنهبُ
بل تَهَبْ
لا بات تحت خيمتِك
على ظلمٍ بريءٌ
(ولا جُناةَ عنهُمُ عَفوْتَ من دونِ سبب!)
...
كم أذكُرك
واللّه كمْ
..إذا بنا خطبٌ ألمّ
مَنْ غيرُ قلبك نسندُ القلب إليه
ولا سواكَ لخيمةِ العُربِ وتدْ

فتون عنفوان الضاد
06-12-2010, 09:55 AM
كلمات.. قطف سيفك بهجتها
رجل لم يدرِ كيف يردُّ
على قُبلة
تركها أحمر شفاهي
على مرآتـــه
فكتب بشفرة الحلاقــة
على قلبي:
“أُحبُّـــك”
***
حتماً.. رحيلك مراوغة
على طاولات الكسل الصيفية
أنتظرك بفرحتي
كباقة لعبّاد الشمس
في مزهرية
لكن.. فراشة الوقت
على وشك أن تطير
***
لا تكن آخر الواصلين
أحدهم سيجيء
سيجيء ويذهب بي
بعد أن يخلع باب
انتظاري لك
***
خطاي لا بوصلة لها سواك
تُكرِّر الحماقات إيّـاهــــا
تنحرف بين صوبك
عائدة إلى جادة الخطأ
ما من عاشق تعلّم من أخطائه
***
كلمات مُدماة
قطف سيفك بهجتها
لن ترى حبرها الْمُراق
***
غافلة عن خنجرك
ينبهني الحبر حيناً
إلى طعنتك
سأضع شفاه رجل غيرك
ورقاً نشّافاً
يمتص نزيفي بعدك
***
كما نحن
تشظّى عشقنا الآسر
وانكسر إبريق
كنا تدفّقنا فيه
منسكبين أحدنا في الآخر
***
لا تدع جثمانك بيني وبينهم
كلُّ مَن صادفني
وقف يُصلِّي عليك صلاة الغائب
ما ظننتني
سأنفضح بموتك إلى هذا الحد




0

فتون عنفوان الضاد
06-12-2010, 09:58 AM
أن أكون في كلِّ التراويح.. روحَك

ما طلبتُ من اللّهِ
في ليلةِ القدر
سوى أن تكون قَدَري وستري
سقفي وجُدران عُمري
وحلالي ساعةَ الحشرِ
**
يا وسيمَ التُّقَى
أَتَّقي بالصلاةِ حُسنكْ
وبالدعاءِ ألتمسُ قُربكْ
أُلامسُ بالسجودِ سجاداً
عليه ركعتَ طويلاً
عساني أُوافق وجهك
**
مباركةٌ قدماك
بكَ تتباهَى المساجد
وبقامتك تستوي الصفوف
هناك في غربة الإيمان
حيثُ على حذر
يُرفع الأذان
**
ما أسعدني بك
مُتربِّعاً على عرش البهاء
مُترفِّعاً.. مُتمنعاً عصيَّ الانحناء
مُقبلاً على الحبّ كناسك
كأنّ مهري صلاتُك
**
يا لكثرتكْ
كازدحام المؤمن بالذكرِ
في شهر الصيام
مزدحماً قلبي بكْ
**
كيف لــي
أن أكون في كلّ التراويح روحَكْ
كي في قيامك وسجودك
تدعُو ألاَّ أكون لغيرك.





0

فتون عنفوان الضاد
06-12-2010, 10:01 AM
هودج الوعد الذي قد يحملُك
مُفرطاً في الحُسنِ تمشي
نعلُكَ قلبي
كأنْ لا قلب لكْ
فتنةٌ بكَ تشي
كلُّ مَن صادف عينيكَ
هَلَكْ
**
يا لحُسنك
حرِّضَ الحُزنَ عليّ
كمْ نساءٌ
فاتهنَّ غبارُ خيلكْ
مِتنَ من قبل بُلوغ شفتيكْ
**
كيف لي
أن أكون غِمداً لسيفكَ
هودج الوعد الذي
قد يحملُكْ
فرساً تصهل في مربط قلبِكْ
أنثى ريح الركبِ
أنَّـى وجهتُكْ
**
قل يا رجل
إلى أيَّة غيمةٍ
تنتمي شفتاكْ
كي أُسافِر في حقائب مطرك
وأحطَّ
حيثُ تهطُلْ
**
مُقبل أنتَ
وعمري مُدبرٌ
طاعنٌ في الوهم قلبي
قبلك ما عشق





0

فتون عنفوان الضاد
06-12-2010, 10:04 AM
بلا قلب بلا عمر
وأحيا خلف ذكرانا
أنا أجري
ولا أدري
بأنّ الحبّ يا حبّي
بلا قلب... بلا عمر!
أحنّ إليك
في الإيمان في الكفر
أحنّ إليك
من ذعري
أحنّ إليك
رغم الله والعصر
لأنّك مثليَ تحيى
بلا قلب... بلا عمر!






0

فتون عنفوان الضاد
06-12-2010, 10:06 AM
الرسالة الثانية
لا حلم يا حبيب
لا شمس مُذ رحلتَ لا سلام
لا موعداً يزهو به الغمام
لا قبلة يسرقها الحمام
فكيف يا حبيب
من بعد ما بذّرت في قلوبنا الهناء
بذّرتنا هباء
سرقت من عيوننا الضياء
وأنت في حياتنا أساور الربيع
لكنّنا
من يوم أن رحلت دون ماء
نخاف يا ربيع
نخاف إن نسيت أن نضيع...




0

فتون عنفوان الضاد
06-12-2010, 10:08 AM
حتى أنت
وتبقى تناشدني كي أبوح
لماذا بعينيّ يغفو الوجود
وذاك الشرود
تراه ارتعاشة حبّ كبير؟
وينتحر اللحن في أضلعي
وأبكي
وتبكي القوافي معي
وأبقى أمامك دون دموع
أفتشُّ عن فارس ليس يأتي
...
ويعصف بي الصمت في شفتيك
وذاك البرود
يمزّق أعصابي المنهكة
فيا أسفي يا صديقي الأخير
ظللت بعيداً عن المعركة
ولم تغف يوماً بجفن الضياع
ولم تغتسل مرّة يا صيديقي
بطوفان نوح
فماذا عساي أبوح؟




0

فتون عنفوان الضاد
06-12-2010, 10:10 AM
مذكّرات
المذكّرة الأولى:
...
قال لي يوماً صديق
"قد تأكّدت أخيراً دون رَيبةْ
أن ما من شاعر يولد إلا
يوم مأساة غرام.. بعد خيبةْ"
وتوقفت أمام القول حيرى
أصحيحاً صار عمري اليوم عام؟
***
المذكّرة الثانية:
...
اليوم في حقيبتي مجموعة البريد
رسائل أزهو بها
بلونها، بخطّها، بنوعها الفريد
فواحد بنيّة المراسلة
وواحد يهوى هنا المغازلة
وثالث يحتال كي يراني
لأنّه من همستي أصبح لا ينام!!
***
المذكّرة الثالثة:
...
وساءلني "القمر الأحمر"
تراه يعود
وردّدت الطير عند الغروب
بأنّ هزار الربوع اختفى
***
المذكّرة الرابعة:
...
الريح والثلوج والأمطار
تعرّت الأشجار
واختفت الطيور والأطغال
لكنني سآتي يا حبيبتي
فحبك معطفي الوحيد
***
المذكّرة الخامسة:
...
قُتلت مرتين
هناك في المغاره
لأنني رفضت أن أموت كلّ يوم
في عشّ عنكبوت
***
المذكّرة السادسة:
...
"الكل أقسم أن ينام"
يا أنت يا مدن المدافن قد سئت من النيام
فأنا أجوب بحيرتي كالطيف حي الميّتين
وإلى متى
سأظلّ أبحث في انتظار
وجه يطل من النيام



0

فتون عنفوان الضاد
06-12-2010, 10:12 AM
سفينتي
ما زلت يا رفيقتي
أصارع المياه
منهوكة سفينتي
لكنها
بقوة الإله
ستقطع البحار
وتهزم المؤامرة
أشرعتي ممزقة
ليس لها جناح
تسخر منها العاصفة
تهزّها الرياح
لأنّها أشرعة
نشيدها جراح
لأنّها حديثة
لا تعرف الكفاح
...
بحارتي
على السطوح الباهتة
يصارعون قوة الدوار
ويقطعون أبحراً
ليس لها قرار
ويبحثون
في الدروب المقفرة عن جوهرة
يضمها محار
يسائلون أنجماً
بعيدة المدار
عن لؤلؤة
أضاعها بحّار
تهزّ كفّ بحرنا
تغيّر الأقدار!!



0

فتون عنفوان الضاد
06-13-2010, 11:05 AM
إلى الفارس الجبان
لو أنّني وقفت عند بابكم
ألقيت وجهي القديم عن سمائي
ودسته لأنّه أصبح لا يليق
لأنّه من صدقه لم يبق لي صديق
وأنني مثل الألوف "الشاطرة"
أصبح لي قناع
لكنت شاعرة
لو أنني أحترف الخطابة
ألقيت في محفكلم أطروحة النفاق
صيّرت من أكواخكم لمعبدي قبابا
وأرضكم سحابا
صيّرت من حصانكم
ذاك الجبان فارساً في ساحة السباق
...
لو أنني قبلت أن أموت بالمجان
مقابل ابتسامة رضيت أن أهان
لجئت كي أدفن قبل موتي
في مكتب وأدتُ فيه صوتي



0

فتون عنفوان الضاد
06-13-2010, 11:07 AM
تأشيرة خروج..مرفوضة

أنا هنا
تلوكني محطة القطار
يقهقه الهجير ساخراً
ويختفي القطار
للمرّة المليون
حقائبي تضيع في الزحام
دفاتري تدوسها الأقدام
لا وجه للذين يكتبون
لا عمر للذين يرفضون
لا لون.. لا عيون.. لا جواز!
...
أنا هنا
لن أبرح الميدان
تفضّلوا.. تفضّلوا
يا معشر الفرسان
يا سادتي الشجعان
أنا هنا
مراكبي تطاول الزمن
فالشعر في مسيرتي طوفان
والحب كانطلاقتي إنسان
وقلبكم يا سادتي
مشوّه الجذور
لا يعرف الأحزان
أنا هنا
أنا هنا
جبال كبرياء
تمشّط القدر
وتمسّح الغبار عن أساور النهار
فيزهر المطر
في شاطئ غريب
وهكذا يا شاعري الحبيب
نظلّ في بحارنا زوارق انتظار
تنام في أعماقها براءة الصغار
لنزرع الشموس من جديد
هناك في "بيارة" تلوح من بعيد



0

فتون عنفوان الضاد
06-13-2010, 11:09 AM
من وحي الذي قال كلمتين ثم سقط

من وحي الذي قال كلمتين:
باسم "ابي اياد".. ثم سقط!
***
مشلولة رجلاه
وكلّ ما لديه من أشعار
أحرقها التتار
رأيته يبحث في الوجوه
تجرّه عربة المعتوه
وفجأة تلعثمت بالحزن شفتاه
وقال كلمتين...
"الحق كلمتان"
ثم سقط!




0

فتون عنفوان الضاد
06-13-2010, 11:14 AM
حكاية
كقطة طيّبة أجلس قرب النار
أسمع ما تقصّه الجدّة للصغار
عن فارس أوقع في غرامه الأميرة
وجاءها في ليلة..
واختفت الأميرة
من يومها تعوّدت أن تطهو الطعام
تعوّدت أن تسكن المدائن الحقيرة
وتجمع الأحطاب في الشتاء
من يومها
تخلّت الأميرة الصغيرة
عن كلّ كبرياء
لفارس علّمها الحياة كامرأة
...
وألف قصّة
ويرقد الصغار
لكنني أعود من جديد
أحلم بالمدائن البعيدة
بالدار.. بالأحطاب.. بالأطفال
بامرأة تسهر في انتظار
فارسها الوحيد





0

فتون عنفوان الضاد
06-13-2010, 11:17 AM
إلى هواة مصارعة الثيران

عندما يقع النبي شهيداً على تراب الحرف
تمطر السماء لعنات على كل من هتف "كوريدا".
...
كان ثوراً
دخل الملعب يوماً
وعلى الأبواب ما زالت دماء الأولين
كان لا شكّ صغيراً
ليس يدري ما الجماهير
ولا ذاك الرداء الأحمر القاني المثير
واستدار الغرّ للقوم لعلّ
بين هاتيك الوجوه
قد يرى وجه صديق
أو عسى بين ركام الزيف
قد يبدو بريق
لم يجد غير مناديل تلوّح بوفاته
قبّعات القوم
تهتزّ على رجع لهاثه
و "كوريدا" صرخة من كلّ ثغر
تتحدّى أمنياته
...
وأخيراً صفّق الجمهور هلّل
فعلى صدر حكايا الساحة الحمراء
قد زادت ضحيّة

فتون عنفوان الضاد
06-18-2010, 12:52 PM
مسيرة الأقزام
ما أتفه الحياة
اذ يحمل الأحياء ميتاً .. أعظم من مساحة الوجود!
...
للمرة العشرين بعد الألف
أصلب في الظهيرة
وتخرج الأقزام في مدينتي
تحمل فوق رأسها
ضفيرة.. ضفيرة
تهتف في جنازتي
لتدفن الشاعرة الصغيرة
ولتقطع الضفيرة الأخيرة
...
للمرة العشرين بعد الألف
أموت قبل موتي
في موطن المدافن الكبيرة



0

فتون عنفوان الضاد
06-18-2010, 12:57 PM
مواسم لاعلاقة لها بالفصول

هُنالك مواسم للبكاء الذي لا دموع له ..
هُنالك مواسم للكلام الذي لا صوت له ..
هُنالك مواسم للحزن الذي لا مبرر له ..
هُناك مواسم للمفكرات الفارغة ..
والأيام المتشابهة البيضاء ..
هُنالك أسابيع للترقب وليالٍ للأرق ..
وساعات طويلة للضجر ..
هُنالك مواسم للحماقات .. وأخرى للندم ..
ومواسم للعشق .. وأخرى للألم ..
هُنالك مواسم .. لاعلاقة لها بالفصول ..
**
**
هُنالك مواسم للرسائل التي لن تُكتب ..
للهاتف الذي لا يدق ..
للاعترافات التي لن تقال ..
للعمر الذي لا بد أن ننفقه في لحظة رهان ..
هُنالك رهان نلعب فيه قلبنا على طاولة القمار ..
هُنالك لاعبون رائعون يمارسون الخسارة بتفوق ..
**
**
هُنالك بدايات السنة أشبه بالنهايات ..
هُنالك نهايات أسبوع أطول من كل الأسابيع ..
هُنالك صباحات رمادية لأيام لا علاقة لها بالخريف ..
هُنالك عواصف عشقيه لا تترك لنا من جوار
وذاكرة مفروشة لا تصلح للإيجار ..
**
**
هُنالك قطارات ستسافر من دوننا ..
وطائرات لن تأخذنا أبعد من أنفسنا ..
هُنالك في أعماقنا ركن لا يتوقف فيه المطر ..
هُنالك أمطار لا تسقي سوى الدفاتر..
هُنالك قصائد لن يوقعها الشعراء ..
هُنالك ملهمون يوقعون حياة شاعر ..
هُنالك كتابات أروع من كاتبها ..
هُنالك قصص حب أجمل من أصحابها ..
هُنالك عشاق أخطئوا طريقهم للحب ..
هُنالك حب أخطأ في اختيار عشاقه ..
**
**
هُنالك زمن لم يخلق للعشق ..
هُنالك عُشاق لم يخلقوا لهذا الزمن ..
هُنالك حُب خلق للبقاء ..
هُنالك حُب لا يبقي على شيء ..
هُنالك حُب في شراسة الكراهية ..
هُنالك كراهية لا يضاهيها حب ..
هُنالك نسيان أكثر حضوراً من الذاكرة ..
هُنالك كذب أصدق من الصدق ..
**
**
هُنالك أنا
هُنالك أنت
هُنالك مواعيد وهمية أكثر متعة من كل المواعيد..
هُنالك مشاريع حب أجمل من قصة حب ..
هُنالك فراق أشهى من ألف لقاء ..
هُنالك خلافات أجمل من أي صلح ..
هُنالك لحظات تمر عمراً ..
هُنالك عمر يحتضر في لحظة ..
هُنالك أنا .. وهنالك أنت ..
هُنالك دائماً مستحيل ما يولد مع كل حب



0

فتون عنفوان الضاد
06-18-2010, 01:00 PM
رسائل

إلى الفدائي الذي منحني كلّ الأسماء...
إلا إسمه!
***
من أين عاد وجهك إليّ هذا المساء؟
كيف أطلّ وسط هذا الحزن الخريفي
أكتب إليك وخلف شباكي تبكي السماء. وفي ذاكرتي صور كثيرة لنا في
كل المواسم.
تصوّرت قبل اليوم أنني قد أستقبل الفصول معك.
يبدو أنني سأظلّ أستقبلها وحدي.
لا زلت أجوب شوارع التاريخ
أبحث عن وجهي الضائع الملامح في وجوه السواح والغرباء
في وجوه الثوار والزعماء.
ذاكرتي عشرات الرجال من كل قارات العالم.
جسدي لم تبق عليه مساحة صغيرة لم تتمرغ عليها شفاه رجل.
تغرّبت بعدك كثيراً
في غربتي الكبرى يحدث أن أجمع أحزاني على كفيك وانتظر المعجزة.
يحدث أن أسرق منك قبلة وأنا أسير في المدن البعيدة مع غيرك.
يحدث أن أتسلل معك نحو عنب الخليل.. أن أزحف معك على الأرض الطيبة.
وأسقط إلى جوارك متعبة.
أيمكن لقلبك أن يحملني عندما يجب أن يخف الحمل!
أيمكن أن نحقق هناك كل الأحلام التي لم تكتمل؟
كم كنت حزينة بعدك
ولكن صورتك وحدها سافرت وعادت معي
صورتك وحدها نامت معي في فنادق العالم
وشفتاك وحدهما اللتان أرتعش لهما جسدي
ذات مرة أتاني صوتك من بعيد
كنت سائحة غريبة في بلد غريب
حاولت أن أراك كما أردتك أن تكون
وكانت سماء حيفا ماطرة.. ولم أكن هناك
فحسدتك.
أيلول 1973
***
كبر الحزن أيها الرفيق
في هذه المدينة لا يأتي الصيف أبداً
الرياح لا تفارق السماء
وأنا متعبة
عندما تغلق كل الأبواب
أرتدي أحلى فساتيني وأجلس لأكتب إليك
أيلول 1973
***
تتحدث اليوم آخر الأخبار عن الكيلومتر 101
يتحدّثون طويلاً عن رقم لم يكن في ذاكرة الشهداء
لأن الماء يغلي في درجة المئة وأنا أصبحت أغلي بدرجة المئة وواحد.
سأخلع أحلى فساتيني وأكتب إليك عارية
سعداء أولئك الذين ماتوا وهم يعتقدون أنهم تجاوزوا المئة وواحد ومنحونا
رقماً مطلقاً
سأكتب شيئاً عظيماً هذا المساء
ظروفي تساعد على الجنون
أكتوبر 1973
***
لا زلت أشتري الجريدة كل صباح بحكم العادة
لا زالت القاهرة تتردّد وبغداد ترفض ودمشق تقاوم وعمّان تتفرّج
وبيروت ترقص
ولا زلت أكتب إليك عارية
أكتوبر 1973
***
هذا المساء وأنا أغادر الجامعة، جرّتني مظاهرة طلابية إلى شارع
العربي بن مهيدي.
كنت في حاجة إلى أن أصرخ.. حتى يغمى عليّ
تذكرت أحد الأحلام، تمنيت لو نزل لحظتها مئة مليون عربي إلى
الشوارع، لو زحف ملايين الشباب نحو كراسي الخونة.
لو أنّ القصور العربيّة نُسفت في لحظة واحدة
لو أن التاريخ بدأ من شارع الشهداء
لو مثلهم قلنا (لا)
ولكن.. كنت فقط أهتف مع الشباب
(بالروح .. بالدم.. حنكمل المشوار)
وكنت أبكي
أكتوبر
***
يخال لي أن الحرب انتهت
رغم أن عناوين الجرائد لا تزال تحافظ على حجمها الكبير
ولونها الأحمر
أنا لا أنتظر شيئاً على الاطلاق
نوفمبر
***
أصبح الآن مؤكداً أن الحرب انتهت
لقد تبادلنا الأسرى والموتى والفرح والتعازي والشتائم
والشعارات والتهم..
وكثرت الأوسمة على الصدور
ديسمبر
***
أسأل نفسي هذا الصباح أين يمكن أن تكون..
كلما تذكرت آخر لقاء لنا شعرت بالخوف عليك
أعيد قراءة رسالتك الوحيدة
أتوقف عند الجملة الأولى (أنت مفاجأة جميلة، شعرك الأسود بقدر حقدي
التاريخي يشكّل هالة قدسيّة على ملامحك الأبديّة).
ربما كان هذا أجمل ما قلت لي
وبعدها .. لا شيء
قلت انك تدمن احتساء الصمت والدخان والنبيذ
فهمت أنّك قد لا تكتب إليّ بعد الآن من الجزائر
آخر مرة التقينا فيها كانت رأس السنة الماضية
جلسنا في مقهى نتحدّث عن الحب.. والحرب والزواج..
كنت أحبّك.. وكنت حزينة ككل بداية سنة
تمنيت لو انتميت إليك
كان عمري عشرين سنة
خفت ألا أنتمي لشيء بعدك
كنت تمثل عندي قمة الرفض والثورة، وكان يمكن أن تكون بداية شيء
رائع في حياتي
ولكن خرجنا
كنت تقول: "أنا أيضاً.. أشعر هنا أنني لا أنتمي لشيء لهذا يجب أن
أرحل".
سألتك:
- أيّ الفترات كنت فيها أكثر سعادة؟
قلت:
- عندما كنت أحمل شيئاً آخر غير الجرائد!..
- وماذا صنعت؟
- حاولت أن أهب هوية للأطفال الذين ولدوا غرباء عن العالم.
وخرجنا.
التقينا بصديق أخبرنا أنّ أحدهم قد انتحر بالأمس.
عمّ الصمت.
كان المنتحر رسّاماً مغربياً حاول أن يوقّع على لوحة حياته توقيعاً حزيناً،
فانتحر.
كان طيباً.
ما كانت له من هواية عدا التنفّس.
كانوا يعرفون خطورة التنفس عندما يبدأ هواية ويتحول فجأة إلى مبدأ.
كانوا يعرفون ذلك، فألقوا بالغازات السامة، ملأوا بها سماء البلد الطيب
وهاجر الفنان يبحث عن أوكسجين.
جاءنا.. ولكنه ما استطاع الحياة بعيداً عن السماء الأولى.
فقد اكتشف فجأة أنه نسي رئتيه هناك
فانتحر.
كان الناس يمرون أمامي مسرعين
بعضهم يجوب الشوارع بلا هدف. وكنت أسير بينهم.
أبحث في ملامحهم عن شيء، ربما عن ملامح الشاب المغربي.
تساءلت وأنا أراهم: أيستحق هؤلاء أن يموت أحد من أجل قضاياهم؟!
مات الفنان! (فتاة ببنطلون ضيّق تنتظر قادماً لا يأتي)
أحقاً مات! (عجوز تسأل بائع الخضر.. إذا كانت أزمة البصل قد
حلّت).
قلت ذلك لصديق، فأجابني: يجب أن نحلّ قضايا الجماهير أولاً. أن
نجعلها تشبع، تحتمي بسقف، وتلبس، وتحلم. وعندها فقط يصبح بإمكانها
أن تفكر في القضايا الكبرى.
لا يمكن أن تسألي إنساناً يكاد يغطيه الطوفان:
لماذا لا يحتمي بمظلّة عند سقوط المطر؟ لنخرجه أولاً من الطوفان!
عدت إلى الجامعة وأنا أحاول أن أتخيّل كميّة المياه الهائلة التي تغرقنا
يومياً.
قلت لي قبل أن نفترق "اليوم أصبح كل أصدقائي بين شهداء ومساجين
ومنتحرين، وحدي رفضتني السجون وكلما كان لي موعد مع الموت لم
يحضر".
سألتني فجأة..
- أتحبين الموت؟
قلت:
- لا أعتقد.. لكنني لا أخافه
علّقتَ:
- لن تكوني فدائية حتى تحبينه
وافترقنا.
مرّ عام على ذلك اللقاء. ذلك الفراق.
ولا زلت أسأل عنك الرفاق. ربما لأقول لك فقط، أنني بدأت أحبّه.
لا زالت صديقاتي في الجامعة يسألنني عنك
قلت لاحداهن، أنك فدائي ولم تحضر إلى الجزائر كي تقيم بيننا.
ضحكت، لأنّها لم تتصوّر فدائياً في وسامتك. ربّما لم تصدقني.
أظنّها تأثّرت بـ (جمهورية) أفلاطون.. فهي ترى أنّ الحرب خلقت
لتخلّص البشرية من القبيحين والمرضى وضعاف البنيّة.
نجحت في إقناعها بأنّ شي غيفارا أيضاً كان وسيماً، وأنّه لو عمل في
السينما لحطم أسطورة عمر الشريف.
وأنّ ليلى خالد لم تكن أقلّ جاذبية من جورجينا رزق.
ولكنها قامت بثلاث عمليّات لتشويه وجهها، كي تتمكن من مواصلة
مهمتا، أي شجاعة هذه!.. لا أذكر أن امرأة عبر التاريخ شوّهت وجهها
قصداً، كي تخدم قضيّة. لا جان دارك ولا جميلة ولا أنجيلا، غير أنني
أذكر مبالغ خيالية كانت تدفعها ماري أنطوانيت من أجل ثوب سهرة
جديد. وأرقاماً أكثر جنوناً تدفعها مدام أوناسيس أرملة كينيدي سابقاً
وأرملة أوناسيس حديثاً كي تظل أنيقة وتبقى بشرتها ناعمة ويبدو فمها
أقل إتساعاً. ومبالغ أخرى لا تقل جنوناً تدفعها أميرات عربيات وزوجات
حكّام من أجل حفنة لؤلؤ نادر أو قارورة عطرٍ فريد.
ألا ترى أنّه أصبح ضروري أن أحبّ الموت!


0

فتون عنفوان الضاد
06-18-2010, 01:03 PM
قبل أن يسقط الرمز

تصوّرت وأنا أطأ تلك الأرض العربية.. للمرة الثانية. أنني تركت
أفكاري المضادة عند الجمارك. وكآلاف السواح سآخذ حمام شمس،
وأحتسي كثيراً من الشاي وأعود بحقائب مملوءة عباءات.
ولكنني وجدت نفسي كالمرة الأولى، عاجزة عن أن أكون مجرد سائحة.
خاصة وأنني في هذه المرة سأقضي أياماً في ضيافة العائلة المالكة.
أي مغامرة كانت أن أتخلى مرة واحدة عن كل ما أؤمن به.
أن أتناول غذائي وخلفي زنجيان بقفازات بيضاء يحرمانني حتى لذة تقطيع الخبز بيدي.
أن آخذ حمام شمس في شاطئ خاص، يراقبه ما يقارب الخمسة عشر
حارساً، وكأنني جاكلين في الجزيرة التي أهداها إيّاها زوجها الراحل
أوناسيس.
أن أستمع إلى أي أغنية أريدها بصوت المغني نفسه وبإبداع أو بتصنّع
أكثر.
كان عمري عشرين سنة، وكنت أرى وجودي في ذلك القصر محض
فضول طفولي.
كنت في أعماقي أحتقر كل الفنانين الذين التقيت بهم في تلك الظروف.
تناقشت بعدها مع أحدهم. كان يعتقد انه (ملتزم).
قال مبرراً وجوده هناك "ما رأيك بعبد الحليم؟ إنه في هذه اللحظة يغني
في القصر الآخر!".
قلت "قد أغفر لعبد الحليم لأنه ليس من هذا البلد.. هو لا يغادر القصر
ليرى الشعب.. ثم أنه ملتزم أولاً برد جميل الملك! أما أنت فتعرف شعبك
أكثر منّا وتعرف ما يريد".
كان هذا أول نقاش لي. سألني آخر بعدها.. ما الذي يزعجني في هذا
البلد الرائع؟ قلت "ربما أفكاري.. أنا لست ملكية!".
أجاب بهدوء "لا تنزعجي كثيراً إذن.. فلكل بلاد ملكها. كلّ من لا يمكن
توجيه الإنتقاد إليه.. هو ملك".
كان على صواب.. لكنني لم أستسلم.
قال أخيراً "هذه مشاكل ستحلّ بتحرير أرضنا"، قلت" بل بتحرير الإنسان
أولا".
تذكرت فجأة عندما منذ عام، كنت أمرّ بمدينة في ذلك البلد المجاور، وإذ
بسيارة تتوقف، وجموح الفلاحين يسرعون نحوها ليلثموا يد رجل ينزل
منها ويمدّ يده نحوهم بكل برودة وتجاهل..
قبلها كنت أتحدث كثيراً عن الثورة.
يومها ما كان بإمكاني تغيير شيء في ذلك الموقف، فأفكاري لن تمنح
رغيفاً لفقير. ولا هي سترد الكرامة لرجل مهان. ما عاد يكفي أن نثور..
يجب أولاً أن نخلق الإنسان الذي يحمي الثورة.
قررت أخيراً أن أصمت.
ولكن بدأ صراع جديد عندما طالبني أحدهم في سهرة أن (أنشد) شعراً.
وسرعان ما أصبح الأمر مطلباً جماعياً يقتضيه السمر.
قلت جادة: "لا أكتب شعراً يليق بهذه المناسبات"
أحتجّ البعض مطالباً بأية قصيدة حب.
قلت أنني لم أكتب شعراً في الحب.
طالبوني بإرتجال قصيدة "عنهم".. ضحكت.
آخر قصيدة كتبتها، كان موضوعها الجنود الذين ارسلوا إلى الحدود
لأسباب غير حربية.
لو قرأتها عليهم ماذا كان يمكن أن يحدث!
لا شيء ربما..
لن أموت ولن أسجن، فقط سيظنون أنني جننت لأنتقد حاكماً في قصره.
أخيراً قرأت عليهم قصيدة رمزية، فهمها كل واحد كما أراد.
أدركت يومها أن الرمزية خيانة لأنها جبن. أضفت إسمي إلى قائمة
المبدعين الذين أحتقرهم. وكان عليّ أن أرحل قبل أن ينكشف الرمز!


0

فتون عنفوان الضاد
06-18-2010, 01:05 PM
أرفض معادلة العصر
صوت آخر..
رفض آخر..
موت آخر..
زادت قائمة الشهداء شهيداً
وأنا أراقب هذا الصوت - الرفض - الموت
معكم حتى الموت
معكم
إني واضعة تحت تصرفكم
القائمة المعروفة والقائمة السريّة
للشهداء
واضعة تحت تصرفكم
مكتبتي التاريخية.. وخارطة الجوع العربيّة
فلأمنح فرصة تحويل العالم
في لحظة هدم وبناء
جئت
وجاءت ذاكرة الوطن المكبوت
بين المنشورات السريّة والمحارم الورقيّة
لا زلت أطالب منذ أتيت العالم
بتحرير المراحيض العمومية من الشعارات
الثورة تعني منشوراً
والحبّ يساوي (كلينكس)
أرفض معادلة العصر!


0

ذكرى الغالي
04-23-2011, 04:22 PM
http://kll2.com/upfiles/2BV52033.gif (http://kll2.com/)