المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الساعة الحادية عشرة


علي دغيم
06-10-2010, 07:48 PM
الساعة الحادية عشر ة


الساعة الحادية عشرة ...
ونام الضجيج في قلوب الناس ...
وهدأ كلُّ واحدٍ في مخدعه , وقد التحفَ أمانيه , وغاصَ في أحلامه , ولا تكادُ ترى أحدٌ في بلدتي الهادئة , أو في حارتنا التي تعيشُ في شبه عزلة , ويندر أن يمر بها غريبٌ .
الجوُ باردٌ ...
الريح التي تزمر منذ أيامٍ تكسر صمتَ الليلِ البريء الودود ... وتدب الرعب في قلبي
السماءُ سوداء ... مثل أحلامي المخنوقة .
النجوم غارت خلف غيومٍ داكنة من القطيعة !
ولم يبقَ في الكون بارقةُ أملٍ إلا ذلك البدر الذي اختفى خلف ستائرها وأرسل من بين خيوطها بقايا من النور أجبرتني على السهر طوال الليل . أتقلب بين القلق المرير الذي تركه أولئك اللئام يأكل رأسي , وبين الصبر الجميل الذي كنتُ أزرعه تحت جلدي, عساني ألا أكون من سيبدأ طعنات الغدر في الآخر .
عدتُ إلى البيت بعد سهرةٍ قصيرة عند أحد رفاقي وفي يدي قطعة حلوى اشتريتها لحبيبتي كي تتلذذ بها في آخر الليل , وتزيل مرارة الحرمان الذي وضعنا فيه ...
كان الدرب خالياً من الحياة .
الشتاء يجبر الناس على الخلودِ إلى النوم باكراً .
لم يكن في الوجود ما هو حي ٌ إلاصوت الرعد , وحبات الأمل التي تناثرت في سماء أيامي الداكنة .
دخلتُ الحارة البيت الكبير لقلبي ...
هادئة جميلة ...
وهي الوحيدة في الوجود التي لا يغادرها القمر مهما كانت الظروف .
وصلتُ إلى منزلي في أخر الحارة ...
الباب كان مقفلاً كأيِ طريقٍ أمامي في تلك الأيام ....
الكهرباء كعادتها في أعطالٍ دائمة ...
وضعتُ قطعة الحلوى داخل روحي ودفنتها بين طيَّات القميص , واخترت الجدار الأقصر من جدران منزلي لأتسلق عليه وأدخل البيت .
نظرتُ حولي الناس كلهم في زنزانة , والسواد مخيمٌ في الوجود , ولا يوجد شيءٌ طليقٌ إلا ستارتها التي تلعب الريح بها , ووجها الغائب الحاضر الذي دل شباك غرفتها المفتوح على ذلك .
أدخل الغرفة ...
وأضغط زر الكهرباء ... بلا جدوى كعادتها الكهرباء معطلة ....
أتحسس الطريق في الغرفة كي أجد لي مكان أستلقي فيه بين أخوتي الخمسة ...
الظلام المخيف خيَّم فوق صدري ...
الوسواس والأحداث التي مرَّت عليَّ في النهار تعود تضجرني من جديد وتنغِّص عليَّ النوم .
أفكِّر وأخطط , وأقرر وأتراجع , وأحزم و أتردد , ولا أستطيع الخلود للنوم ولا الثبات على رأي , لأن كلَّ ما حولي مضطرب ومجبرني على ألا أتسرع .
أحاول النوم , وأجبر نفسي عليه ؛ لكنني لا أستطيع .
الوقت مازال مبكراً ...
الساعة التاسعة , ولا أجد ما يشعل وحدتي بأيِ شيءٍ يكسر هذا الصمت .
أخرج من الغرفة بعدما أشعلني الضجر , أتمشى في أرض دارنا , والبرد يسلخ جلدي , والريح تصفع وجهي, أخرج من البيت ....
لاجدوى ...
لا من أحدٍ غيري ....
ولا شيء يجعلني مجبراً على السهر إلى الساعة الحادية عشرة إلا شباكها المفتوح , وستائرها التي تعبق بالحياة .
الساعة العاشرة , وأنا مشتتٌ بين الغرفة , وأرض الدار , والشارع الجميل ...
فجأةً ...
هالةً من الضياء ... كسرت السواد في الدنيا , وأسكتت الريح ... وغدا الجو مثيراً رائعاً .
خرجت مسرعة ....
لكنَّها لمحتني بين أكداس الظلام , أتقلب ...!
ابتسامتها المعتادة نوَّرت الدنيا ...
وحركتها الخفيفة حملت فؤادي معها ...
ويدها التي لوَّحت لي بالسلام ميثاق حبٍ صادقٍ منها ....
أما صوتها فكان غائب داخل قلبي , كي لا ينغِّص أحدٌ علينا هذا اللقاء ...
عادت مسرعةً إلى البيت بعدما أعطتني إشارةً منها بالانتظار دقيقة واحدة ...
دخلتُ البيت كي أحضر قطعة الحلوى , ودخلت غرفتها , ولا أدري ماذا ستحضر !
وما هي إلا دقائق ...
خرجت مسرعة ... وثوبها الأزرق الجميل يتلألأ مثل بحرٍ من الخير ...
رمت بقطعة ورقٍ إلى أرض الشارع , احتضنها فؤادي بعدما ناولتها يدي المرتجفة من الخوف قطعة الحلوى , ثمَّ عادت إلى غرفتها , ورجعتُ أنا إلى البيت , وأنا أفتح الورقة التي أتتني منها.
الكهرباء مازالت معطلة ...
لكنَّ حروف الرسالة كانت تتلألأ وسط الظلام ...
قرأتُ فيها :
( حبيبي ......
اليوم كنت مشغولة كثير ... وأجلت دروسي إلى المساء ...
وأنا جالسة الآن أكتب وظائفي , وأذاكر من أجل الامتحان , أما وعدتني أنك مهتم بالدراسة أكتر مني ؟ وتركتُ لك شباكي مفتوحاً بالرغم من البرد الشديد , حتى تعلم أني مازلتُ متذكرةً موعد الحادية عشرة .
حبيبي .....
اعذرني على الخط المضطرب لأن الكهرباء معطلة , لكن انتظرني على الموعد , وحتى تصبح الساعة الحادية عشرة أكون قد أنهيت كل دروسي .
حبيبتك ........ )
قرأت هذه الحروف ولا أعرف منبع العطر الذي فاح من أين .... ؟
ولا أعرف النور الذي سطع من أين ....
ولا أعرف سر الفرحة التي غمرتني ...
بالرغم من أن الحروف كانت عادية , لكنها كانت مفروشة بالاحترام والدلال , وأنعشت روحي.
مضت الساعة العاشرة طويلة, وأنا أنتظر الموعد الجميل ...
الساعة الحادية عشرة ...
والأمل المنشود يتلألأ خلف الستارة ...
خرجت من الغرفة ... وكانت تنتظرني , بنفس الشوق الذي كنت أنتظرها به ...
التقينا ...
الصمتُ هو حديثنا المعتاد ...
يدها في يدي سبيكة عطرٍ محلاةً بالذهب .
ورائحة ( مطري اليدين ) تفوح كعطر ِ الجنة !
خاتمها الصغير في إصبعها , عانى ما عانى من ضغطات يدي فوقه , ولقاءٌ قصيرٌ جداً , كان كافياً لأن نكون أسعد إنسانين على وجه الكرة الأرضية .. !
هممت ُ بالانصراف , تبسمت من صميم قلبها وقالت :
( قرص الشعيبيات طيب كتير يسلمو إديك )
الفرحة غمرتني عقب هذه الكلمات العذبة .
ودعتها على أمل اللقاء بها في الحادية عشرة من اليوم التالي , وخرجت ترافقني هالة السحر , ويقابا صوتها حتى وصلت الغرفة .
هدأت نفسي التي أتعبها أولئك اللئام بتحدياتهم لي بأنهم لن يعطوني إياها , وستبقى حسرة في داخلي ..
عدتُ إلى فراشي ....
والفكر هناك ... معها ....
رائحة يديَّ تنعشان روحي ...
أحضن يديَ بأنفاسي , وأتجه إلى الشباك الذي أطلُّ منه إلى غرفتها ... وأغفو في هناء ...!
*******
جرجناز 10/2/ 2004م

فتون عنفوان الضاد
06-11-2010, 08:31 AM
الله الله عليك يا علي
موعد الحادية عشر كان موعد عشق
انبلاج نور من وسط العتمة
ودفء من صقيع البرد
اللغة هنا فاقت كل شيء
والموعد كان أكثر الأحداث روعة

علي بن دغيم
متابعة لك حتى مالا نهاية
أعشق نزف الحرف بأي لغة
واصل الإبداع
فناهك من ينتظره دوما


جنائن ورد

نجوم المخيني
06-11-2010, 09:39 AM
القدير


علي دغيم


تنتظم الحروف في صفوفٍ موحده منحنيه الي


جواهرك الادبيه لتطلق الصفقات من شدة الاعجاب ببوحك



بانتظار روعه احساسك


كل الود

علي دغيم
06-11-2010, 07:45 PM
لحن الوفاء

كلما عدت إلى ما أنشر وأراك بين أهداب حروفي
أشعر بيغبطة تحمل كل حرف من حروفك تصافحني

دمت متاااابعة متألقة

وكاااتبة مبدعة

علي دغيم
06-11-2010, 07:46 PM
نجوم المخيني

لك مني الود كله

والشكر الجزيل

على مرورك البهي

حنين
06-11-2010, 07:55 PM
علي بن دغيم

الله الله عليكـ

ابدعت وخالقي

سلمت يمينك وسلم هالفكر وهالنزف


لا حرمنا ابداعك

ودي

علي دغيم
06-11-2010, 08:02 PM
حنين

حرفك وسامٌ لي

ومرورك عطرٌ لحروفي

وشهادتك وسام فخر لي

لا حرمت وجودك بين حروفي

أشكرك ألفا

اميرة الاحساس
06-11-2010, 09:07 PM
علي بن دغيم

فكر رااقي ونزف مميز

سلمت وسلم قلمكـ الراائع

ودي

علي دغيم
06-12-2010, 04:59 AM
أميرة الإحساس وسلمت أنت على مرورك العطر