علي دغيم
06-11-2010, 08:10 PM
إذا أتعبكَ البقاءُ..
فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ..
وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني..
فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ..
فأنتَ في حياتيَ الهواءُ..
وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ..
ضغطتْ على يدي بشدة ...
تسرَّبَتْ من خلالها روحها في مساماتِ جلدي .
دنَتْ مني .
أودعَتْ أحرَّ الزفراتِ وأعمقها أمام وجهي .
لم تتكلمْ ولا كلمة ...
لكنَّ شفتيها قالَتْ بصمتٍ ... أحلى وأبلغ كلام .
كلامٌ تكون الغصةُ أفصحَ حرفٍ فيه والدموعُ جملُه البليغة .
أشدُدُ قبضتي على يدِها بيدي اليمنى , بينما تتحسسُ يدي اليسرى وجهها الخجول , فأداعبُ الأنفَ تارةً , وأغمضُ العينين اللتين تقتلاني بذبولهما .... أتحسسُ شفتيها الرقيقتين .
وتارةً أخرى تتمددُ يدي على ظهرها كأنها تقيسُ مساحته بالميلات ....
يخيلُ إليَّ أنَّ الصباحَ غدا ليلاً هادئاً , والناسُ نيامٌ ولا يوجدُ أحدٌ سوانا .....
حديثُ صمتِنا يعبقُ المكان بدفءٍ وحنانٍ .
تسللتْ يدي إلى خصلةٍ من شعرها الذي ضمَّهُ شالٌ وردي اللون جميل , وقد جاد لي بخصلة خرنوبية ....
أدنو منها ....
أحاولُ إذابةَ هذه الخصلة بشفتيَّ الملتهبتين اللتينِ تجمَّع فيها لهيب روحي كلّه .
أقتربُ منها ...
ألتصقُ بذراعها وأرمي بأثقال رأسي على كتفِها , أشتمُ منها رائحةً ما عهدتها رائحةَ عطرٍ أبداً , رائحةً تميزها عن سواها من البشرِ.
تخصّها وحدَها .
أزدادُ التصاقاً بها ....
أضمُها بعنفٍ .... تتداخلُ أضلاعي في أضلاعها , وتتغلغلُ روحي في ذاتِها ....
تحاولُ إبعادي .... وتقولُ : هذا كثيرٌ ....
يخيلُ إليَّ عندما نطقَتْ بهذه الكلماتِ أنّي أريدُ التقاطَ هذه الكلماتِ التي تناثرَتْ أمام وجهينا .... مذعورةً .... حائرةً ....
أحاولُ التقاطها بشفتي فهي تقطرُ كالعسل .
دفءُ المكان يغمرنا ...
يدي تتلذذ بدفء يدها ... وسعادة تغمرُ المكان , والدقيقة تعادل عام....
لا أحدٌ سوانا ...
لا من كلام سوى حديثِ هوانا ذاك النغم الخافت الحزين .
فجأةً !
يُفتحُ البابُ , يفترقُ جسدانا كأنَّ جناً قد مسهما ....
يخرجُ أخوها الصغيرُ طالباً منها أن تضعَ له الطعام ....
بعضُ الكلامِ الحلوِ منها وضحكةٌ مصطنعةٌ يدخلُ أخوها إلى البيت .... كان أخوها إنذاراً لقدوم غيره ...
أعيدُ يدي إلى يدها الدافئة ... علَّها تغمرُني بالحنانِ قبلَ رحيلي ... سألْتُها إن كانتْ تريدُ شيئاً قبلَ رحيلي ...
قالَتْ : أريدُ طلباً واحداً , قالت وهي تدرك صعوبة ما طلبت .
وعدتها بما تريدُ .
قالت بصوتٍ متقطع : ل ا ت س ا ف ر
سقطَتْ يدي من يدها .
خرجتُ خارجَ الغرفة .
كانتْ هذه اللحظة حتفاً للقاء جادَ علينا بأفانينَ السعادة .
خرجتُ مسرعاً ...
شيءٌ جميل ٌ .... وخطبٌ عظيمٌ ورائي ....
أختلسُ النظرَ إلى ورائي .... فأرى عيونها ترعاني حتى غبتُ وغابت عني .........
******
جرجناز 2/8/2005م
فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ..
وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني..
فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ..
فأنتَ في حياتيَ الهواءُ..
وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ..
ضغطتْ على يدي بشدة ...
تسرَّبَتْ من خلالها روحها في مساماتِ جلدي .
دنَتْ مني .
أودعَتْ أحرَّ الزفراتِ وأعمقها أمام وجهي .
لم تتكلمْ ولا كلمة ...
لكنَّ شفتيها قالَتْ بصمتٍ ... أحلى وأبلغ كلام .
كلامٌ تكون الغصةُ أفصحَ حرفٍ فيه والدموعُ جملُه البليغة .
أشدُدُ قبضتي على يدِها بيدي اليمنى , بينما تتحسسُ يدي اليسرى وجهها الخجول , فأداعبُ الأنفَ تارةً , وأغمضُ العينين اللتين تقتلاني بذبولهما .... أتحسسُ شفتيها الرقيقتين .
وتارةً أخرى تتمددُ يدي على ظهرها كأنها تقيسُ مساحته بالميلات ....
يخيلُ إليَّ أنَّ الصباحَ غدا ليلاً هادئاً , والناسُ نيامٌ ولا يوجدُ أحدٌ سوانا .....
حديثُ صمتِنا يعبقُ المكان بدفءٍ وحنانٍ .
تسللتْ يدي إلى خصلةٍ من شعرها الذي ضمَّهُ شالٌ وردي اللون جميل , وقد جاد لي بخصلة خرنوبية ....
أدنو منها ....
أحاولُ إذابةَ هذه الخصلة بشفتيَّ الملتهبتين اللتينِ تجمَّع فيها لهيب روحي كلّه .
أقتربُ منها ...
ألتصقُ بذراعها وأرمي بأثقال رأسي على كتفِها , أشتمُ منها رائحةً ما عهدتها رائحةَ عطرٍ أبداً , رائحةً تميزها عن سواها من البشرِ.
تخصّها وحدَها .
أزدادُ التصاقاً بها ....
أضمُها بعنفٍ .... تتداخلُ أضلاعي في أضلاعها , وتتغلغلُ روحي في ذاتِها ....
تحاولُ إبعادي .... وتقولُ : هذا كثيرٌ ....
يخيلُ إليَّ عندما نطقَتْ بهذه الكلماتِ أنّي أريدُ التقاطَ هذه الكلماتِ التي تناثرَتْ أمام وجهينا .... مذعورةً .... حائرةً ....
أحاولُ التقاطها بشفتي فهي تقطرُ كالعسل .
دفءُ المكان يغمرنا ...
يدي تتلذذ بدفء يدها ... وسعادة تغمرُ المكان , والدقيقة تعادل عام....
لا أحدٌ سوانا ...
لا من كلام سوى حديثِ هوانا ذاك النغم الخافت الحزين .
فجأةً !
يُفتحُ البابُ , يفترقُ جسدانا كأنَّ جناً قد مسهما ....
يخرجُ أخوها الصغيرُ طالباً منها أن تضعَ له الطعام ....
بعضُ الكلامِ الحلوِ منها وضحكةٌ مصطنعةٌ يدخلُ أخوها إلى البيت .... كان أخوها إنذاراً لقدوم غيره ...
أعيدُ يدي إلى يدها الدافئة ... علَّها تغمرُني بالحنانِ قبلَ رحيلي ... سألْتُها إن كانتْ تريدُ شيئاً قبلَ رحيلي ...
قالَتْ : أريدُ طلباً واحداً , قالت وهي تدرك صعوبة ما طلبت .
وعدتها بما تريدُ .
قالت بصوتٍ متقطع : ل ا ت س ا ف ر
سقطَتْ يدي من يدها .
خرجتُ خارجَ الغرفة .
كانتْ هذه اللحظة حتفاً للقاء جادَ علينا بأفانينَ السعادة .
خرجتُ مسرعاً ...
شيءٌ جميل ٌ .... وخطبٌ عظيمٌ ورائي ....
أختلسُ النظرَ إلى ورائي .... فأرى عيونها ترعاني حتى غبتُ وغابت عني .........
******
جرجناز 2/8/2005م