المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر خليل مطران


سمر محمد
12-13-2010, 05:48 AM
شاعر لبناني شهير عرف بغوصه في المعاني وجمعه بين الثقافة العربية والأجنبية، كما كان من كبار الكتاب عمل بالتاريخ والترجمة، يشبّه بالأخطل بين حافظ وشوقي، كما شبهه المنفلوطي بابن الرومي، عرف مطران بغزارة علمه وإلمامه بالأدب الفرنسي والعربي، هذا بالإضافة لرقة طبعه ومسالمته وهو الشيء الذي انعكس على أشعاره، أُطلق عليه لقب شاعر القطرين ويقصد بهما مصر ولبنان، وبعد وفاة حافظ وشوقي أطلقوا عليه لقب شاعر " الأقطار العربية".
دعا مطران إلى التجديد في الأدب والشعر العربي فكان احد الرواد الذين اخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والبدوية إلى أغراض حديثة تتناسب مع العصر، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبير، كما ادخل الشعر القصصي والتصويري للأدب العربي.
حياته
هو خليل بن عبده بن يوسف مطران ولد في الأول من يوليو عام 1871م في بعلبك بلبنان، وتلقى تعليمه بالمدرسة البطريريكية ببيروت، تلقى توجيهاته في البيان العربي على يد أستاذاه الأخوان خليل وإبراهيم اليازجي، كما أطلع على أشعار فكتور هوغو وغيره من أدباء ومفكري أوروبا، هاجر مطران إلى باريس وهناك انكب على دراسة الأدب الغربي.
كان مطران صاحب حس وطني فقد شارك في بعض الحركات الوطنية التي أسهمت في تحرير الوطن العربي، ومن باريس انتقل مطران إلى محطة أخرى في حياته فانتقل إلى مصر، حيث عمل كمحرر بجريدة الأهرام لعدد من السنوات، ثم قام بإنشاء "المجلة المصرية" ومن بعدها جريدة "الجوانب المصرية" اليومية والتي عمل فيها على مناصرة مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمر إصدارها على مدار أربع سنوات، وقام بترجمة عدة كتب.

سمر محمد
12-13-2010, 05:51 AM
دَعَوْتُمُونِي وَبِي مَا بِي مِنَ الْوَصَبِ
دَعَوْتُمُونِي وَبِي مَا بِي مِنَ الْوَصَبِ=وَهلْ دَعَا وَاجِبٌ قَبْلاً وَلَمْ أَجِبِ
فَإِنْ أَقْصُرْ وَأَرْجُ الْيَوْمَ مَعْذَرَةً=فَالْوِدُّ يَحْفُزُنِي والجِهْدُ يَقْعُدُ بِي
يَا عُصْبَةَ الْخَيْرِ مَا زِلْتُمْ كَعَهْدِكُمُ=تَقْضُونَ حَقَّ أَولى الإِحْسَانِ عَنْ كَثَبِ
اليومَ يُكَرَّمُ حُرٌّ شَدَّ إزْرَكُمُ=بِمَا ابْتَغَيْتُمْ لِنِفْعِ الْنَّاسِ مِنْ أَرَبِ
إِنَّ الضِّعَافَ أَمَانَاتٌ يُوَكِّلُنَا=بِهَا القَضَاءُ ومَنْ يَرْأَفُ بِهِمْ يَثِبِ
نَجِيْبُ أَدْرَكْتَ أَوْجاً لَيْسَ يُدْرِكُهُ=غَيْرُ الْفُحُول مِنَ الصُيَّابَةِ النُجُبِ
أَلَمْ تَكُنْ فِي ثِقَاتِ الطُّبِّ مَفْخَرَةً=لِمِصْرَ بَيْنَ ثِقَاتِ الْعَجْمِ وَالعَرَبِ
لاَ بِدْعَ أَنْ تَرْفَعَ الأَوْطَانُ قَدْرَ فَتىً=أَفْعَالُهُ بِالنَّدَى مَوْصُولَةُ السَّبَبِ
يَزْهُو النَّبُوغُ بِمَا حَقَّقْتَ مِنْ أَمَلٍ=قَبْلَ الأَوَانِ وَمَا آثِلْتَ مِنْ حَسَبِ
وَمَا تَبَوَّأْتَ مِنْ عَلْيَاءَ مَنْزِلَةٍ=زَادَتْ سَنَى الشَّرَفِ الوَضَّاحِ وَالنَّسَبِ
هَذِي الْفَضَائِلُ مَهْمَا تَخْفِهَا دِعَةً=يَشِفُّ عَنْهَا حِجَابُ اللُّطْفِ وَالأَدَبِ
تَكَامَلَتْ بِخَلاَلٍ مِنْكَ طَارِفَةً=إِلَى شَمَائِلَ عَنْ جَدٍّ سَمَا وَأبِ
فَاهْنَأْ بِإِنْعَامِ فَارُوقَ الْعَظِيمِ وَمَا=أَحْرَاكَ بِالمَنْصِبِ العَالِي وَبِاللَّقَبِ
وَأهْنَأْ بِتَكْرُمَةٍ مِنْ رَأْسِ دولتهِ=وَمِنْ صَحَابَتهِ الأَشْهَادِ وَالغِيَبِ
وَمِنْ شُيوخٍ وَنُوَّابٍ نِظَامُهُمْ=حَوْلَ الْمَلِيكِ نِظَامُ الشَّمْسِ وَالشُّهُبِ
وَاهْنَأْ بِطِيبِ تَحِيَّاتِ الأُوْلى وَفَدُوا=إِلَيْكَ مِنْ سَرَوَاتِ الأُمَّةِ النُّخُبِ
تَمَثَّلَتْ مِصْرُ فِيهِمْ وَهْيَ مُوحِيَةٌ=مَا يُطْرِبُ الْحَفْلَ مِنْ شِعْرٍ وَمِنْ خُطَبِ
نِعْمَ الْجَزَاءُ لِمَنْ وَفَّوا بِلاَدَهُمُ=حُقُوقَهَا بِالحِجَى وَالصِّدْقِ وَالدَّأَبِ
دَامَتْ مَرَاقِيكَ فِي يُمْنٍ تُهَيِّئُهُ=لَكَ السُّعُودُ وَفِي أَمْنٍ مِنَ النُّوَبِ

سمر محمد
12-13-2010, 05:52 AM
جَمَعَ الكِفَاءُ إِمَارَةَ الأَنْسَابِ
جَمَعَ الكِفَاءُ إِمَارَةَ الأَنْسَابِ=فِي خُطْبَةِ وإِمَارَةَ الأَحْسَابِ
أَرَأَيْتَ كَيْفَ تَوَاشُجُ الأَعْرَاقِ فِي=رَوْضِ العُلَى وَتَوَاثُقُ الأَسْبَابِ
هَذَا مَقَامُ التَّهِنئَآتِ فَقِفْ لَدَى=أَسْمَى أَميرٍ فِي أَجَلِّ جَنَابِ
وَابرُزْ إِليْهِ مِنَ الزِّحَامِ وَحَيِّهِ=بِتَحِيَّةِ الإِكْبَارِ وَالإِعْجَابِ
عُمَرٌ وَيَدْرِي الشَّرْقُ مَنْ عُمَر وَمَا=هُوَ فِي أَعِزَّتِهِ وَفِي الأَقْطَابِ
تَاهَتْ عَلَى الأَمْصَارِ مِصْرُ بِجَاهِهِ=وَالحُقْبُ تَاهَ بِهِ عَلَى الأَحْقَابِ
قَيْلٌ لَهُ التَّبرِيزُ فِي أَهْلِ النَّدَى=وَلَهُ التَّقَدُّمُ فِي أُولي الأَلْبَابِ
وَلَهُ مَواهِبُهُ العِدَادُ فَجَلَّ مَنْ=أَعْطَاهُ مَا أعْطَى بِغَيْرِ حِسَابِ
زِيدَتْ بِهِ شَرَفاً مَكَانَةُ آلِهِ=وَمَكَانَةُ العُلَمَاءِ وَالكُتَّابِ
فِي نَجْلِهِ لاَحَتْ مَخَايِلُ نُبْلِهِ=مَوْسُومَةً بِوِسَامِهِ الخَلاَّبِ
أخَذَ الفَضَائِلَ عَنْ أَبِيهِ فَجِئْنَ فِي=صُوَرٍ مُجدَّدَةِ وَحُسْنٍ رَابِي
يَا ابنَ الَّذي تَنْمِي عُلاَهُ أُسْرَةٌ=هِيَ مَحْتِدُ الأَمْجَادِ وَالصُّيَّابِ
أقْرَرْتَ عَينَ العَصْرِ حِينَ أَرَيْتَهُ=حِلمَ الكُهُولِ وَأَنْتَ غَضُّ إِهَابِ
للهِ في الخَفِرَاتِ مَنْ آثَرْتَهَا=فَظَفِرْتَ بالأَسْنَى مِنَ الآرَابِ
وَجَلاَ الهَوَى وَالرَّأْيُ في إِيثَارِهَا=عَنْ صَبْوَةٍ لَمْ تَعْدُ حَدَّ صَوَابِ
بَرَزَتْ وَلَمْ يَكُ نَائِياً عَن بَابِهَا=في مَدْرَجِ العَلْيَاءِ أَرْفَعُ بَابِ
وَمِنَ العَنَايَةِ فَارَقَتْ خَدْراً إلى=خِدْرِ الرِّعَايَةِ في أَعَزِّ رِحَابِ
سِبْطٌ لِشِيْرِينَ الكَبِير وَلَمْ يَزَلْ=مُتَمَثِّلاً بِحِلاَهُ في الأَعْقَابِ
رَبُّوا كَما رَبَّى وصَانُوا وُلْدَهُمْ=أدَباً كَمَا هُو صَانَهُمْ مِنْ عَابِ
فِي الإِخْوَةِ الغُرِّ الثَّلاَثَةِ هَلْ تَرَى=إِلاَّ جَمَالَ خَلاَئِقٍ أَتْرَابِ
سِرُّ السَّعَادَةِ في تَعَدُّدِ مُنْجِبٍ=بِصِفَاتِهِ في وُلْدِهِ الأَنْجَابِ
فَلْتَهْنِيءِ البَيْتَيْنِ آَصِرَةٌ زَكَتْ=بِطَرَائِفِ الأَخْلاَقِ وَالآدَابِ
عُقِدَتْ بِهَا صِلَةُ المَفَاخِرِ وَالعُلَى=للأُسْرَتَيْنِ وَخُلِّدَتْ بِكِتَابِ

سمر محمد
12-13-2010, 05:53 AM
بَكَيْتُ عَلى شَحَادَةَ يَوْمَ وَلَّى
بَكَيْتُ عَلى شَحَادَةَ يَوْمَ وَلَّى=فَيَا لِلْخُطَبِ فِي الحُرِّ الأَرِيبِ
وَفِي الذَهْنِ الأَدِيبِ إِذَا اسْتُمِدَّتْ=مَعَارِفُهُ وَفِي اللَّسُنِ الخَطيبِ
مِنْ النَّفَرِ الأُوْلَى عَاشَوا كِرَاماً=وَبَرُّوا فِي الشَّهَادَةِ وَالمَغِيبِ
وَرَبُّوا مَنْ نَمَوْهُ عَلَى خَصَالِ=غُوَالٍ فِي النَّجِيبَةِ وَالنَّجيبِ

سمر محمد
12-13-2010, 05:54 AM
أَيُّ بُشْرَى حَمَّلْتُموهَا الْكِتَابَا
أَيُّ بُشْرَى حَمَّلْتُموهَا الْكِتَابَا=جَاءَنِي دَاعِياً فَكُنْتُ الجَّوَابَا
شَرْفاً لِلْنُّبُوغِ حَيْثُ يَحْيَا=كَيْفَ وهْوُ النُّبُوغُ حُرّاً لُبَابَا
إِنَّكُمْ يُوْمُ تُكَرِّمُونَ حُسَيْناً=تُكَرِّمُونَ الأَخْلاَقَ وَالآدَابَا
فِي هُمَامٍ جَازَ الكُهُولَةَ عَقْلاً=وَاخْتِبَاراً وَمَا تَخَطَّى الشَّبَابَا
يُحْكِمُ الرَّأْيَ في تَصَرُّفِهِ غَيْرِ=مُبَالٍ لُوْ سِيمَ فِيهِ العَذَابَا
مَانَهَاهُ الضَّميرُ إِلاَّ تَنَاهَى=أَوْ دَعَاهُ الحِفَاظُ إِلاَّ أَجَابَا
َأوْدَعَتْ مِصْرُ سِرَّهَا فِيهِ فَانْظُرْ=كَيْفَ حَازَ الوَدَادَ وَالإِعْجَابَا
وَقَلِيلٌ فِي الصَّادِقِينَ الَّذِي=يَسْتَكْثِرُ الأَصْدِقَاءَ وَالأَصْحَابَا
فَإِذَا مَا خَلاَ إلى مَنْ يُوَالي=شَقَّ عَنْ أَلْطَفِ الخِصَالِ الحِجَابَا
يَمْلأُ الْمَجْلِسَ احْتِشَاماً وَظَرْفاً=وَوِقاراً وَرِقَّةً وَدُعَابَا
فَطِنٌ يَشْرَحُ الصُّدُورَ بِمَا يُهْدِي=إِلَيْهَا ويَفْتُنُ الأَلْبَابَا
بِأَحَادِيثَ لاَ يَزُدْنَكَ إِلاَّ=ظَمَأً أَوْ نزاد مِنَهَا شَرَابَا
أَيُّ أُنْسٍ فِي كُلٍّ نَفْسٍ إِذَا=خَالَطَهَا كَانَ فِعْلُهُ خَلاَّبَا
لَيْسَ بُدْعاً وَذَاكَ وَصْفُ حُسَيْنٍ=أَنْ يُغَنَّى بِذِكرِهِ إِطْنَابَا
ويَحْيَا في كُلِّ قَوْمٍ وَيَلْقَى=حَيْثُ حَلَّ التَّأْهِيلَ وَالتِّرْحَابَا
أَيُّهَا العَارِفُونَ فَضْلَ أَخِيكُمْ=ذَلِكَ الْفَضْلُ هَلْ يُوَفَّى ثَوَابَا
تَرَكَ الْمَنْصِبَ الرَّفيعَ لأَمْرٍ=عَزَّ إِلاَّ عَلَى الْفُحُولِ طِلاَبَا
وَمَضَى مُطْلَقَ اليَدَيْنِ يُعَانِي=غَمَرَاتِ مَنْ خَاسَ فِيهُنَّ خَابَا
وَحُسَيْنُ أَذَكَى فُؤاداً وَأَدْرَى=بِالْعُلَى أَنَّهَا تُنَالُ غَلاَبَا
وَحُسَيْنُ لَوْ شَامَ بِالظَّنِّ بَرْقاً=فِيهِ خَيْرٌ لِمَصْرَ طَالَ السَّحَابَا
وَحُسَيْنُ أَمْضَى وَأَبْصَرَ بِالْعُقْبَى=فَإِنْ يَخْطُ لَمْ يُبَالِ الصِّعَابَا
حَيْثُمَا تَصَدَّى لِشَأْنٍ سَلْ بِهِ=مِنْ كِبَارِ الشُّؤُونِ تَسْمَعْ عُجَابَا
مَنْ يَكُنْ ذَاكَ عَزْمُهُ لَيْسَ غَرواً=أَنْ يَقُودَ الطَّليعَةَ الأَنْجَابَا
وَيَكُونُ المِثَالُ فِيمَا تَوَلَّى=تُبَّعاً أَوْ تَخَيُّراً وَانْتِدَابَا
سَبَبٌ خَدْمَةُ الْحُكُومَةِ إِلاَّ=أَنَّ لِلْجَاهِ دُونَهَا أَسْبَابَا

سمر محمد
12-13-2010, 05:57 AM
حَيِّ الأَمِيرَةَ رَبَّةَ النَّسَبِ
حَيِّ الأَمِيرَةَ رَبَّةَ النَّسَبِ=حَيِّ الأَمِيرَةَ رَبَّةَ الْحَسَبِ
حَيِّ الَّتي انْتَظَمَتْ فَوَاصِلُهَا=فِي الْبِرِّ شَمْلَ الْعَجْمِ وَالْعَرَبِ
حَيِّ الَّتي أخَذَتْ مَنَاقِبُهَا=عَنْ خَيْرِ وَالِدَةٍ وَخَيْرِ أَبِ
وَأَعَزِّ جِدٍّ شَادَ مَمْلَكةٌ=سَامَى بِهَا العُلْيَا مِنَ الشُّهُبِ
يَا مَنْ هَوَاهَا مَجْدُ أُمَّتِهَا=مَهْمَا يُجَشِّمُهَا مِنَ الْنَّصَبِ
مَا يَبْلَغُ الْمَدَّاحُ مِنْ شِيَمٍ=أَكْمَلْتِهَا بِالْعِلْمِ وَالأدَبِ
جَاوَزْتِ آَمَالَ العُفَاةِ بِمَا=تَسْدِينَهُمْ مِنْ غَيْرِ مَا طَلَبَ
فَإِلَيْكِ شُكْرُهُمْ وَأَجْمَلُهُ=طَيِّ القُلُوبِ وَلَيْسَ فِي الكُتُبِ
وَإِلَيْكِ أَدْعِيَةُ النُّفُوسِ بِأَنْ=تَحْيِي مُعْظَّمَةً مَدَى الحُقُبِ
وَبِأَنْ تُثَابِي عَنْ نَدَاكِ وَمَنْ=يَقْرِضْ جَمِيلاً رَبَّهُ يَثِبِ

سمر محمد
12-13-2010, 05:59 AM
مَكَانُ الْعُلَى مِنْ رَاغِبَ بنِ عَطِيَّةٍ
مَكَانُ الْعُلَى مِنْ رَاغِبَ بنِ عَطِيَّةٍ=قَدِيمٌ غَنِيٌّ عَنْ جَدِبدِ الْرَّغَائِبِ
بَنَاهُ فَأَعْلَى بِالْفَضَائِلِ وَالنَّدَى=وَزَانَفَأَغْلَى بِالنُّهَى وَالمَنَاقِبِ
تَلَقَّى وِسَامَ الْمَجْدِ وَالْخَلْقُ مُجْمَعٌ=عَلَى أَنَّهُ أَهْلٌ لأَسْمَى الْمَرَاتِبِ
أَرَقُّ امْرُيءٍ لِلْشَّاهِدِينَ رِعَايَةً=وَأَوْفَى امرِيءٍ حِفَظاً لِغَيْبَةِ غَائِبِ
مَتَى تَلْقَهُ تَلْقَ السَّمَاحَةَ وَالتُّقَى=بِبَرْدى نَقَيِّ الذِّيْلِ عفِّ الْمَآرِبِ
وَمَنْ فِي رِجَالِ الْيَوْمِ كَابْنِ عَطِيَّةٍ=قِيَاماً بِحَقٍّ أَوْ نُهُوضاً لِوَاجِبِ
هَنِيئاً لَهُ الإِقْبَالُ وَالسَّعْدُ وَالرِّضَى=وَكُلُّ نَوَالٍ سَابِغٍ مُتَعَاقَبِ
بِتَشْرِيفِهَ تَشْرِيفُ عَصْرٍ وَأُمَّةٍ=وَإِيفَاءُ مَفْرُوضٍ لأَكْرَمِ نَائِبِ
بِهِ أَحْرَزَتْ مِصْرُ عَتِيدَ فِخَارِهَا=وَتَارِيخُهَا بَاهَى بِعَلْيَاءِ رَاغِبِ

سمر محمد
12-13-2010, 06:04 AM
أَلْتَوْأَمَانِ اللَّذَانِ كَانَا
أَلْتَوْأَمَانِ اللَّذَانِ كَانَا=كِلاَهُمَا زِينَةَ الشَّبَابِ
عَاشَا وَمَاتَا مَعَاً فَبَتَا=أَعْلَى مِثَالٍ لِلإِصْطِحَابِ
إِذَا تَوَلَّى جَبْرِيلُ وَلَّى=مِيكَالُ يَقْفُوهُ فِي الرِّكَابِ
تَبْكي الْمَعَالِي مُؤَرِّخَاتٍ=غِيَابَ بَدْرَيْنِ بِالتُّرَابِ

سمر محمد
12-14-2010, 08:52 AM
أَرَنَّ سَهْمُ الرَّدَى إِرْنَانَ مُنْتَحِبِ
أَرَنَّ سَهْمُ الرَّدَى إِرْنَانَ مُنْتَحِبِ=وَسَالَ بِالدَّمْعِ وَجْهُ السَّيْفِ ذِي الشُّطَبِ
أَبالحَدِيدِ أَسىً مِنْ أَنْ يُفَارِقَهُ=فِي كُلِّ حَلْبَةِ فَخْرٍ خَيْرُ مُصْطَحِبِ
مَاذَا شَجَا ظَبْيُ عَسْفَانٍ بِمَرْتَعِهِ=وَرَاعَ لَيْثَ الشَّرَى فِي غِيلِهِ الأَشِبِ
دَهَى العُرُوبَة خَطْبٌ فَتَّ سَاعِدَهَا=مِنْ حَيْثُ لاَ يُتَّقَى بِالبَيْضِ واليَلَبِ
مَضَى الحُسَيْنُ مُفَدِّيَها وَمُنْقِذُهَا=فَأَيُّ قَلْبٍ لِهَذَا البَيْنِ لَمْ يَذُبِ
أَأُغْضِيْتَ عَنْ حِمَاها عَيْنُ كَالِئِهَا=وَلَمْ تَنَمْ عَنْ حِمَاهَا أَعْيُنُ النُّوَبِ
كَلاَّ وَذِكْرَاهُ مَا دَامَتْ مُؤَجَّجَةً=نَارَ الحِمِيَّةِ فِي صُيَّابِهَا النُّخَبِ
وَمَا أَهَابَتْ بِجُنْدِ اللهِ فَاصْطَدَمَتْ=كَتَائِبُ الغِيَرِ الدَّهْمَاءِ بِالشُّهُبِ
إِنْ يَحْتَجِبْ لَكَ وَجْهٌ يَا حُسَيْنُ فَقَدْ=تَرَكْتَ لِلرَّأْيِ وَجْهاً غَيْرَ مُحْتَجِبِ
إِلَيْهِ مَرْجِعُهَا فِي كُلِّ مُعْضِلَةٍ=فَلَسْتَ عَنْ أَمْرِهَا المَشْهُودِ فِي الغَيْبِ
أَجْدَرْ بِهَا أَنْ تَظَلَّ الدَّهْرَ وَاعِيَةً=ذِكْرَى أَعزَّ مَلِيكٍ أَوْ أَبَرِّ أَبِ
حَرَّرْتَهَا وَأَذَقْتَ البَأْسَ مُورِدَهَا=بِبَأْسِهِ المُتَمَادِي مَوْرِدَ العَطَبِ
يَفِيضُ بِالصَّابِ قِرْطَاسٌ أَخُطُّ بِهِ=مِنَ المَظَالِمِ مَا سِيمَتْ مَدَى حِقَبِ
فَمَنْ يَكُنْ نَاسِياً أَوْ جَاهِلاً لِيَسَلْ=عَنْهُمْ أُولِي اذِكْرِ أَوْ يَرْجِعْ إِلَى الكُتُبِ
أَيَّامَ أَصْبَحَ سِتْرُ الضَّادِ مُنْتَهِكَاً=مُهَلْهِلاً وَحِمَاهَا مَرْتَعَ الجُنُبِ
وَشَمْلُهَا فِي بَوَادٍ بَادَ آهِلُهَا=وَفِي الحَوَاضِرِ شَمْلاً جِدَّ مُنْشَعِبِ
تَقْذَى عُيُونُ الأُولَى يَغْشَوْنَ أَرْبُعَهَا=بِكُلِّ عَارِي الشَّوَى فِي مَسْكَنٍ خَرِبِ
تَأذَّنَتْ بِانْقِرَاضٍ بَعْدَ مَنْعَتِهَا=وَنُفِّرَتْ عَنْ حِيَاضِ العِلمِ وَالأَدَبِ
لاَ تَسْطَعُ الشَّمْسُ إِلاَّ خَلْفَ غَاشِيَةٍ=مِنَ الأسَى بمُحْيّا كَاسِفٍ شَحِبِ
وَلاَ يَسِيْلُ أَصِيلٌ فِي سَحَائِبِهِ=إِلاَّ بِدَمْعٍ صَبِيبٍ أَوْ دَمٍ سَرِبِ
يَا مُنْقِذاً جَاءَ بَعْدَ الأَلْفِ مِنْ حِجَجٍ=يُعِيدُ مَا فَاتَ مِنْ مَجْدٍ وَمِنْ حَسَبِ
هَلْ ضَمَّ غَيْرُ الرَّسُولِ المُصْطَفَى قِدَماً=تلكَ العَزَائِمَ والآمَالَ مِنْ شَعَبِ
أَمْرٌ يَضِيقُ بِهِ الذَرْعُ انْتَدَبْتَ لَهُ=وَأَنْتَ إِنْ ضَاقَ ذَرْعٌ خَيْرُ مُنْتَدِبِ
صَرَّفْتَ رَأْيَكَ فِيهِ فَاضْطَلَعْتَ بِهِ=مُؤَيَّدَ الرَّأْيِ بِالأَرْمَاحِ والقُضُبِ
فِي كُلِّ مُرْعِدَة بَأْساً وَمُبْرِقَةٍ=مِنَا الجَحَافِلِ بَيْنَ الوَرْيِ واللَّجَبِ
عَادَتْ بِهَا كُلُّ آبِي الضَّيْمِ نَخْوَتُهُ=مِنْ حَيْثُ أُبْطِلَ سِحْرُ الخَوْفِ وَالرُّعُبِ
فَكَانَ بَعْثٌ قُلُوبُ الأُمَّةِ ارْتَقَصَتْ=لَهُ وَأَعْطَافُهَا اهْتَزَّتْ مِنَ الطَّرَبِ
وَبَشَّرَتْ آيَةٌ لِلحَقِّ ظَاهِرَةٌ=بِوَحْدَةٍ لِخُصُومِ الحَقِّ لَمْ تَطِبِ
بَدَتْ عَلَى غَيْرِ مَا رَامُوَا بَوَادِرُهَا=وَخَالَفَ الجِدُّ مَا خَالُوهُ لِلَّعِبِ
فَأَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ فِي السِّلْم وَاعْتَزَمُوا=نَقْضاً لِمَا أَبْرَمُوا فِي سَاحَةِ الرَّهَبِ
وَأَضْمَرُوا لَكَ عُدْوَاناً وَجَدْتَ بِهِ=فِي الأَمْنِ مَا لَمْ تَجِدْ فِي الحَرْبِ مِنْ حَرَبِ
أَيْنَ الَّذِي سَجَّلُوهُ فِي رَسَائِلِهِمْ=وَرَدَّدُوهُ مِنَ الأَيمَانِ فِي الخُطَبِ
لَوْلاَ مَعُونَةُ ذَاكَ الحِلفِ لاَنْقَلَبوا=دُونَ الَّذِي أَمَّلُوهُ شَرَّ مُنْقَلَبِ
نَصَرْتَهُمْ صَادِقَاً فِيما وَعَدْتَ ولَمْ=تَخَلْ مَوَاعِيدَهُمْ ضَرْباً مِنَ الكَذِبِ
مَا كَانَ هَمُّكَ مُلْكاً تَسْتقِلُّ بِهِ=وَالجّدُّ فِي صَعَدٍ والمَجْدُ فِي صَبَبِ
بَلْ نُصْرَةَ العُرْبِ فِي حَقٍ أُقِرَّ لَهُمْ=تُؤَيِّدُ الشَّرْعَ فِيهِ حُجَّةُ الغَلَبِ
فَمَا أَلَوْتَ لِذَاكَ الحَقِّ عَنْ طَلَبٍ=وَكَيْفَ يُدْرَكُ مَطْلُوبٌ بِلاَ طَلَبِ
قَاسُوا الحُسَيْنَ إِلى غَيْرِ الحُسَيْنِ فَلَمْ=تَصْدُقْ فِرَاسَتُهُمْ فِيهِ وَلَمْ تُصِبِ
شَتانَ فِيمَنْ تَوَلَّى أَمْرَ أُمَّتِهِ=مَا بَيْنَ مُعْتَقِبٍ أَوْ غَيْرِ مُعْتَقِبِ
ظَنُّوهُ بِالتَّاجِ يَرْضَى غَيْرَ مُكْتَرِثٍ=لِمَا عَدَاهُ فَأَلْقَى التَّاجَ وَهْوَ أَبِي
سَجِيَّةُ العَرَبِيِّ الهَاشِمِيِّ لَهَا=مَعْنَى وَرَاءَ مَعَانِي الجَاهِ وَالرُّتَبِ
أَيْنَ الكُنُوزُ الَّتِي خَالُوهُ يَحْمِلُهَا=وأَيْنَ مَا أَثْقَلَ الأَسْفَاطَ مِنْ ذَهَبِ
تَبَيَّنُوا اليَوْمَ مَا كَانَتْ خَبِيئَتُهُ=مَنْ عِفّةٍ وَوَفَاءٍ لاَ مِنْ النَّشَبِ
تِلكَ الفَضَائِلُ مَا كانَتْ لِمُكْتَسِبٍ=كَابي الضَّمِيرِ وَمَا كانت لِمُغْتَصِبِ
لِلْخَصْمِ فِي ثَلبِهَا عذْرُ الحَنِيقِ عَلَى=مَنْ حَالَ بَيْنَ يَدِ السَّلاَّبِ والسَّلَبِ
مَا عُذْرُ طَائِفَةٍ مِنْ قَوْمِهِ أُخِذَتْ=بِمَا أَثَارَ العِدَى مِنْ ذَلِكَ الشَّغَبِ
زَايَلتَ بَيْتَاً عَتِيقاً أَنْتَ سَادِنُهُ=بِالإِرْثِ مِنْ عَهْدِ إِبْرَاهِيمَ والنَّسَبِ
إِلى صَفَاةٍ عَلَى الدَّأْمَاءِ قَدْ رَسَخَتْ=وَلَمْ تُسِغْهَا لَهَاةُ البَحْرِ ذِي العُبُبِ
تَشَبَّهَتْ رَوْضُهَا بِالرَّوْضِ وائْتَنَسَتْ=مِنْهَا القُرَى بِدِعَابِ الأَخْضَرِ الصَّحِبِ
حَلَلتَ فِيهَا وَمَا بِالزَّادِ مِنْ سَعَةٍ=وَعِشْتَ بَيْنَ رُبَاهَا عَيْشَ مُغْتَرِبِ
فَكُنْتَ ِي النَّفْيِ والأَرْدَانُ طَاهِرَةٌ=مَا لَمْ تَكُنْ فِي ثِيَابِ العِزَّةِ القُشُبِ
صَبَرْتَ صَبْرَ كَرِيمٍ غَيْرِ مُبْتَئِسٍ=وَلاَ مَلُولٍ وَلاَ شَاكٍ عَلَى وَصَبِ
حَتى حُمِلْتَ وَقَدْ حُمَّ القَضَاءُ إِلى=دَارٍ مِنَ المَسْجِدِ الأَقْصَى على كَثَبِ
كَأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى أَنْ تُجَاوِرَهُ=حَتّى تَقَرَّ بِهِ فِي مُزْدَجَى القُرَبِ
يَرْعَى مَزَارَكَ بِالرُّوحِ الأَمِينِ وَلاَ=تَنْأَى بِهِ السُّبْلُ عَنْ أَعْقَابِكَ النُّجُبِ
وَيَجْمَعُ البِرُّ حُفَّاظَ المَآثِرِ مِنْ=شَتَّى العَشَائِرِ حَوْلَ الوَالِدِ الحَدِبِ
مَنْ كَانَ يَدْرِي وَقَدْ نَاطَ الرَّجَاءُ بِهِ=صِيَانَةَ الحَرَمِ الثَّانِي فَلَمْ يَخِبِ
إِنَّ المَآبَ إِلَيْهِ وَالثَّوَابَ بِهِ=هَلْ قَدَّمَ الخَيْرَ مَخْلُوقٌ وَلَمْ يُثَبِ
أَبْنَاءَ يَعْرُبَ هَذِي سِيرَةٌ بَرَزَتْ=لَكُمْ حَقَائِقُهَا الكُبْرَى مِنَ الحُجُبِ
كِتَابُ تَفْدِيَةٍ أَوْعَتْ صَحَائِفُهُ=أَدْعَى الفُصُولِ إِلى الإِعْجَابِ وَالعَجَبِ
إِنَّ الأُولَى اسْتُشْهِدُوا فِي اللهِ أَوْ قُتِلُوا=فِيمَا غَلَوْا فِيهِ لِلأَوْطَانِ مِنْ أَرَبِ
لَهُمْ حَيَاةٌ وَمَا إِنْ تَشْعُرُونَ بِهَا=إِلاَّ وَقَدْ نَاجَوْا الأَرْوَاحَ في الكُرَبِ
كَرَامَةُ ابْنِ عَلِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَكُمْ=آثَارُهُ عِظَةً مَوْصُولَةَ السَّبَبِ
تَعَلَّمُوا الصِّدْقَ مِنْهُ وَالوَفَاءَ عَلَى=مَا يُعْقِبَانِ مِنَ الحِرْمَانِ وَالنَّصَبِ
تَعَلَّمُوا نَضْحَةُ عَنْ ذُخرِ أُمَّتِهِ=بِحَزْمِ مُقْتَصِدٍ للهِ مُرْتَقِبِ
تعَلَّمُوا الذَّوْدَ عَنْ حَقٍّ تَطِيبُ لَهُ=عَنْ كُلَّ مَا هُوَ غَالٍ نَفْسَ مُحْتَسِبِ
تَعَلَّمُوا قُوَّةَ الإِيمَانِ فِي دَأَبٍ=فَإِنَّمَا قُوَّةُ الإِيمَانِ بِالدَّأَبِ
تَعَلَّمُوا الصَّبْرَ أَوْ تُقْضَى لُبَانَتُكُمْ=وَالعَزْمُ فِي بَدْئِهَا كَالعَزْمِ فِي العَقِبِ
تَعَلَّمُوا أَنَّ هذا العُمْرَ مَرْحَلَةٌ=لاَ تُرْتَقَى هَضْبَةٌ فِيهَابِلاَ تَعَبِ
تَعَلَّمُوا أَنَّ مِنْ حِذْقِ الرُّمَاةِ بِهَا=لِيُدْرِكُوا النَّصْرَ أَنْ يَجْثُوا عَلَى الرُّكَبِ
سَجَا الحُسَيْنُ وَقَدْ وَرَّى مُسَاجِلَهُ=حَتّى يَئِينَ أَوَانُ الصَّائِدِ الدَّرِبِ
فَإِنْ ضَحَا ظِلُّهُ فَالرُّوحُ مُرْصَدَةٌ=لِلْمَوْقِفِ الفَصْلِ مَنْ يَهْتِفْ بِهَا تُجِبِ
عَزَاءَكُمْ يَا بَنِيهِ الصِّيدِ مِنْ مَلِكٍ=مُسَدَّدِ الرًّأْيِ إِنْ يَمْنَعْ وَإِنْ يَهَبِ
وَمِنْ أَبِيٍّ تَوَلَّى عَنْ أَرِيكَتِهِ=بِلاَ شَجىً إِذْ تَوَلاَّهَا بِلاَ رَغَبِ
لَهُ مِنَ الشِّيَمِ الغَرَّاءِ مَمْلَكَةٌ=إِنْ كَانَ ذَا لَقَبٍ أَوْ غَيْرَ ذِي لَقَبِ
وَمِنْ أَمِيرٍ بَنَاهَا دَوْلَةً أُنُفاً=قَامَتْ عَلَى أَثَرٍ مِنْ مَجْدِهَا تَرِبِ
فِي العِلْمِ وَالأَدَبِ العَالِي يَكَادُ إِذَا=سَاقَ الأَحَادِيثَ يَسْقِيكَ ابنَةَ العِنَبِ
وَمِنْ فَتىً أَلمَعِيٍّ كُلُّ مَحْمَدَةٍ=جَارَى السَّوَابِقَ فِيهَا فَازَ بِالقَصَبِ
مَاضٍ بِفِطْرَتِهِ فِي نَهْجِ عِتْرَتِهِ=عَفِّ اللِّسَانِ نَقِيِّ النَّفْسِ مِنْ رِيَبِ
مَنْ عَدَّكُمْ عَدَّ فِي إِثْرِ مُنْجِبِكًمْ=خُطَى كِبَاراً مَدَاهَا غَيْرُ مُقْتَضَبِ
دَعُوا الأَسى وَاسْمَعُوا صَوتاً يُهِيبُ بِكُم=مَاتَ الحُسَيْنُ فَعَاشَتْ أُمَّةُ العَرَبِ

سمر محمد
12-14-2010, 08:53 AM
أَتْتْنَا الْهَدِيَّةُ مُخْتَالَةً
أَتْتْنَا الْهَدِيَّةُ مُخْتَالَةً=وَكَانَتْ لِمِثْلي عِزَّ الطَّلَبْ
تَخَيَّرَهَا الياسُ مِنْ كَرْمِهِ=وَمِنْ خَيْرِ صُنْفٍ لأَحْلَى العِنَبْ
كَانَتْ دَلِيلاً عَلَى ذَوْقِهِ=وَعِلْمٍ بِمَا لِلْمُحِبِّ وَجَبْ
وَلاَ بِدْعَ فَالياسُ مِنْ دُوْحَةٍ=يَغْنَى بِأَنْسَابِهَا وَالحَسَبْ
وَكَانَتْ بِشُهْرَتِهَا كَوْكَباً=يُنِيرُ الدَّيَاجِي ويَنْفِي الْكَرَبْ
وَكَانَتْ مِثَالاً لأَهْلِ التُّقى=وَعِنْوَانَ نُبْلٍ لِكُلِّ العَرَبْ
وَقَدْ تَابَعَ إِلْيَاسُ مِنْهَاجَهَا=وَنَالَ مِنْ الجَّاهِ كُلَّ الأَرَبْ
فَإِمَّا سَمِعْتَ حَدِيثاً لُهُ=فَأَنْتَ سَمِيعُ حَدِيثٍ عُجَبْ
كَأَنَّكَ تَسْمَعُ أُغْنِيَةً=تُهَيِّجُ لِلْنَّفْسِ رَوحَ الطَّرَبْ
وَشَخْصٌ كَهَذَا جَدِيرٌ بِأَنْ=يَنَالَ مَعِ الْمَالِ أَعْلى الرُّتَبْ

سمر محمد
12-14-2010, 08:54 AM
جَاءَتِ المَنْجَةُ البَدِيعَةُ مِنْ أَثْمَارِ
جَاءَتِ المَنْجَةُ البَدِيعَةُ مِنْ أَثْمَارِ=بُسْتَانِكَ الخَصِيبِ الْعَجِيبِ
شَهْوَةُ النَّفْسِ مَا بِهَا مِنَ رِوَاءِ=وَغِذَاءٍ وَمِنْ شَرَابٍ وَطِيبِ
وَهَبَتْنِي أَسنَى الهِبَاتِ مُلُوكٌ=فَتَقَبَّلْتُهَا وَقَلْبِي أَبِيْ
وَتَلَقَّيْتُ مِنْكَ أَزْهَدَ شَيءٍ=فَإِذَا الكَهْلُ مِنْ سُرورٍ صَبِيْ
لُوْ تَصِّحُ النُّقُودُ حُلْيَ صُدُورٍ=لَمْ يَدَعْ حَمْلَ مَا مُنْحِتُ نَبِيْ

سمر محمد
12-14-2010, 08:55 AM
بُورِكْتَ يَا فَارُوقُ مِنْ فَاتِحٍ
بُورِكْتَ يَا فَارُوقُ مِنْ فَاتِحٍ=وَأَيُّ فَتْحٍ مِثْلُ كَسْبِ الْقُلُوبْ
جَدُّكَ بِالرَّأْيِ غَزَا أَمَّةً=قَدْ عَجَزَتْ عَنْهَا سُيوفُ الْحُرُوبْ
شَهِدْتَ مِنْ تَارِيخِهِ قِصَّةً=رَوَائِعُ التَّمْثِيلِ فِيهَا ضُرُوبْ
وَأَنْتَ مَرْجُوٌ لِيَوْمٍ بِهِ=يَسْمُو بِهِ شَعْبُكَ أَرْقَى الشُّعُوبْ
لِيُوَلِّكَ الْرَّحْمَنُ مِنْ عِزَّةٍ=فِي المُلْكِ مَالاَ تَعْتَريهِ الخُطُوبْ

سمر محمد
12-14-2010, 08:56 AM
حَرْبٌ وَهَذِي بَعْدَهَا حَرْبُ
حَرْبٌ وَهَذِي بَعْدَهَا حَرْبُ=لاَ يَنْتَهِي فِي الْعَالَمِ الْكَرْبُ
قَدْ عَادَ أَدْنَى مَا نُحَاذِرُهُ=فِي المُلَّمَاتِ الطَّعْنُ وَالضَّرْبُ
يَا لَيْتَ شِعْرِي مَا يَكُوْنُ غَداً=مِنْ حَالِ هَذَا الْخَلْقِ يَا رَبُّ
الظِّلُّ يَسْدُرُ فِي غِوَايَتِهِ=لاَ يُرْعَوِي عَجُمٌ وَلاَ عَرَبُ
أَمْ يَغْتَدَونَ وَهُمْ سَوَاسِيَةٌ=لاَ الشَّرْقُ مَظْلُومٌ وَلاَ الْغَرْبُ

سمر محمد
12-14-2010, 08:57 AM
مَا لِلمَلِيكِ مُؤَرَّقاً يَتَقَلَّبُ
مَا لِلمَلِيكِ مُؤَرَّقاً يَتَقَلَّبُ=هَلْ يَحْمِلُ الْهَمَّ السَّرِيرُ المُذْهَبُ
أَنْتَ الرَّجَاءُ فَأَيَّ شَيْءٍ تَرْتَجِي=وَالرَّوْعُ أَنْتَ فَأَيَّ شَيْءٍ تَرْهَبُ
وَالمُلكُ جِسْمٌ أَنْتَ فِيهِ هَامَةٌ=وَيَدَاكَ مَشْرِقُ شَمْسِهِ وَالمَغْرِبِ
إِني مُنِيتُ بأُمَّةٍ مَخْمُورَةٍ=مِنْ ذُلِّهَا وَلَهَا الْقَنَاعَةُ مَشْرَبُ
لاَ ظُلْمَ يَغْضِبُهُمْ وَلَوْ أَوْدَى بِهِمْ=أَتَعِزُّ شَأْناً أُمَّةٌ لاَ تَغْضَبُ
إِنْ يَبْكِ ثَاكِلُ وُلْدِهِ وَزَجَرْتَهُ=عَنْ نَحْبِهِ أَلْفَيْتَهُ لاَ يَنْحَبُ
وَإذَا نَهَيْتَ عَنِ الْوُرُودِ عِطَاشَهُمْ=وَتَحَرَّقَتْ أَكْبَادُهُمْ لَمْ يَشْرَبُوا
وَإِذَا أَذَبْتَ الشَّحْمَ مِنْ أَجْسَامِهِمْ=تَعَباً فَإِنَّ نُفُوسَهُمْ لاَ تَتْعَبُ
أَعْيَانِيَ التَّفْكِيرُ في أَدْوَائِهِمْ=مِمَّا عَصِينَ وَحِرْتُ كَيْفَ أَطَبِبُ
إنَّ الْجَمَادَ أَبَرُّ مِنْ أَرْوَاحِهِمْ=بهِمُ وَأَمْتَنُ في الدِّفَاعِ وَأَصْلَبُ
فَلأَبْنِيَنَّ لَهْمْ جِدَاراً ثَابِتاً=كَالأَرْضِ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَخَرَّبُ
تَقَعُ الدُّهُورُ وَكُلُّ جَيْشٍ ظَافِرٍ=مِنْ دُونِهِ وَثَبَاتُهُ مُتَغَلِّبُ
وَتَهُزُّ مَنْكِبَهُ الصَّوَاعِقُ حَيْثُمَا=شَاءَتْ وَلاَ يَهْتَزُّ مِنْهُ المَنْكِبُ
وَيَعَضُّهُ نَابُ الصَّوَاعِقِ مُحْرِقاً=فَيَرُدُّهُ كِسَراً وَلاَ يَتَثَقَّبُ
وَيَمِيدُ ظَهْرُ الأَرْضِ تَحْتَ رِكَابِهِ=وَرِكَابُهُ فِي المَتْنِ لاَ تَتَنَكَّبُ
وَلأَجْعَلَنَّ بِهِ البِلاَدَ مَنِيعَةً=يَرْتَدُّ عَنْهَا الطَّامِعُ المُتَوَثِّبُ
وَلأَدُعُوَنَّ مَمَالِكِي وَشُعُوبَهَا=بِاسْمِي فَيُجْمَعُ شَمْلُهَا المُتَشَعَّبُ
وَلأَمْحُوَنَّ رُسُومَ أَسْلاَفِي بِهَا=فَيَبِيتُ مَاضِي الصِّينِ وَهْوَ مُحَجَّبُ
وَيُظَنُّ عَهَدِي بَدْءَ عَهْدِ وُجَودِهَا=فَيَتِمُّ لِي الفَخْرُ الَّذِي أَتَطَلَّبُ
يَا أَيُّهَا المَلِكُ الَّذِي حَسَنَاتُهُ=فَوْقَ الَّذِي نُثْنِي عَلَيْهِ وَنُطْنِبُ
كَمْ غَزْوَةٍ لَكَ في عِدَاكِ عَجِيبَةٍ=لاَ شَيْءَ غَيْرَ نَدَاكَ مِنْهَا أَعْجَبُ
كَمْ رَحْمَةٍ قَلَّدْتَ أَقْواماً بِهَا=أعْنَاقَهُمْ وَالسَّيْفُ يُوشِكُ يَسْلُبُ
كَمْ مِنَّةٍ لَكَ فِي الْعِبَادِ جَمِيلَةٍ=كَالشَّمْسِ تُنْمِي رَوْضَةً وَتُذَهِّبُ
هَذِي كَوَافِلُ حُسْنِ ذِكْرِكَ في الْوَرَى=وَأَبَرُّ مَا يَبْقَى الْفَعَالُ الطَّيِّبُ
يَكْفِيكَ فَخْراً أَنَّ أَعْظَمَ أُمَّةٍ=تَنْضَمُّ في مُلكٍ إلى اسْمِكَ يُنْسَبُ
فَعَلاَمَ أَنْتَ تُزِيلُ ذِكْرَ مُلُوكِهَا=وَأُولَئِكَ الْعُظَمَاءُ مَوْتَي غُيَّبُ
إِنْ تَمْحُ مِنْ أَسْفَارِهِمْ أَخْبَارَهُمْ=فَالصَّخْرُ يُنْحَتُ وَالمَنَاحِتُ تُكْتَبُ
وَلَيَعْلَمَنَّ النَّاسُ بَعْدَكَ أَمْرَهُمْ=فَتُلاَمُ مَا طَالَ المَدَى وتُؤَنَّبُ
خَدَعَتْكَ كَاذِبَةُ المُنَى بَوعُودِهَا=وَالحُرُّ يُخْدَعُ وَالأَمَانِي تَكْذِبُ
وَإِذَا نَظَرْتَ إلىَ الْحَقِيقَةِ صَادِقاً=فَالذِّكْرُ لَيْسَ يُعِيدُ عُمْراً يَذْهَبُ
أَمَّا الْجِدَارُ فَلَو رَفَعْتَ بِنَاءَهُ=حَتَّى اسْتّقَرَّ عَلَى ذُرَاهُ الكَوْكَبُ
وَلَو الْجِبَالُ جُعِلْنَ بَعْضَ حِجَارِهِ=وَلُحِمْنَ حَتَّى المَاءُ لاَ يَتَسَرَّبُ
فَلَيُحْدِثّنَّ النَّاسُ مَا هُوَ فَوْقَهُ=عِظَماً وَإتْقَاناً وَمَا هُوَ أَغْرَبُ
وَلَتُصْنَعَنَّ نَوَاسَفٌ تُثْفَى الرُّبَى=بِدُخَانِهَا مَنْثُورَةً تَتَلَهَّبُ
وَلَتَنْفُذَنَّ إِلَى بَكِينَ خَلاَئِقٌ=بَيْضَاءُ تَغْنَمُ مَا تَشَاءُ وَتَنْهَبُ
تَأْتِي بِهَا فَوْقَ الْبِحَارِ سَفَائِنٌ=كَالْجِنِّ في جِدِّ الْعَوَاصِفِ تَلْعَبُ
مَاذَا يُفِيدُ السُّورُ حَوْلَ دِيَارِهِمْ=وَقُلُوبُهُمْ فِيهَا ضِعَافٌ هُرَّبُ
فَأَبَرُّ مِنْ تَضْيِيقِ دُنْيَاهُمْ بِهِ=أَنْ تَرْحُبَ الدُّنْيَا بِهِمْ مَا تَرْحُبُ
أَلأَمْنُ قَتَّالُ الشَّجَاعَةِ فِيهِمُ=وَحَيَاتُهَا فِيهِمْ مَخَاوِفُ تُرْقَبُ
لاَ يَعْصِمُ الأُمَمَ الضَّعِيفَةَ فِطْرَةً=إِلاَّ فَضَائِلُ بِالتَّجَارِبِ تُكْسَبُ
فَتَكُونُ حَائِطَهَا المَنِيعَ عَلَى الْعِدَى=وَتَكُونُ قُوَّتَهَا الَّتِي لاَ تُغْلَبُ

سمر محمد
12-14-2010, 08:58 AM
سما مرامي وشطت
سما مرامي وشطت=آمالي الوثابه
فخانني بعد همي=والهمة الغلابه
من كل ذات غراس=فتانةٍ خلابه
عن كل بنت ربيع=بحسنها تنتابه
براقبة عن ذكاء=ضحاكة عن نجابه
فواحة عن خصال=ذكية مستطابه
نقية لم تطالع=بأعين مرتابه
للمجتلي هي روض=وللشجى صحابه
أنيبها في وفاء=عنى أعز إنابه
هي أميرة فضلٍ=مصونةٍ وهابه
أسدت إلي جميلاً=وما قضيت نصابه
فظلت في الزهر أبغي=تلك التي لا تشابه
حتى إذا طال كدي=ولم أفز بالطلابه
رجعت أسأل وهمي=تحقيقها بالكتابه
فيا أخي كن رسولي=ذاك الذي فاتح بابه
وأحمل إليه الوكى=إذا بلغت رحابه
تمل الهدية رسماً=تثيب بعض الإثابه

سمر محمد
12-14-2010, 08:59 AM
أَشْعَرْتِنِي بِجَفَاءٍ
أَشْعَرْتِنِي بِجَفَاءٍ=وَمَا سَمِعْتُ بِعَتْبِ
يَا أَعْدَلَ النَّاسِ هَلاَّ=أَخْبَرْتِنِي مَا ذَنْبِي
وَلَيْسَ لِي فِيكِ ذَنْبٌ=إِلاَّ وَلاَئِي وَحُبِّي
إِنِّي عَلَى الْعَهْدِ بَاقٍ=إِنْ جِدْتِ أَوْ لاَ بِقُرْبِ
لأكْثَرِ النِّسْوَةِ مِمَّنْ نَرَى=خَيْرُ نِقَابٍ هُوَ تَرْكُ النِّقَابْ
قَدْ تَعْذَرُ الْحَسْنَاءُ إِنْ تُحْتَجَبْ=وَغَيْرُهَا مَا عَذْرُهَا فِي الحِجَابْ
حَبَّذَا مُوْلِدُ مَنْ أَنْجَبْتَهُ=كَانَ مِنْ حَظَّ النَّدَى أَنْ يُنْجَبَا
بَشَّرَتْهُ هِلَّةٌ صَادِقَةٌ=بِعُلَى يَكْمَلُ فِيَهَا كَوكَبَا
وَبِعُمْرٍ فِي مَدَى تَارِيخِهِ=يَغْنَمُ الْعَيْشَ رَقِيقاً طَيِّبَا

سمر محمد
12-14-2010, 09:00 AM
أَمُشَيِّعٌ أَنَا كُلَّ يَوْمٍ ذَاهِباً
أَمُشَيِّعٌ أَنَا كُلَّ يَوْمٍ ذَاهِباً=وَمُشَيِّعٌ في الإِثْرِ قَلْباً ذَائِبا
يَا صَاحِبِي أَخْلَفْتَ لِي أُمْنِيَّةً=كَانَتْ دُعَائي لا عَدِمْتُكَ صَاحِبا
أَقْوَتْ مَعَاهِدُنَا وَكَانَتْ بِالهَوَى=مَعْمُورَةً فَإِخَالُهُنَّ خَرَائِبَا
وَأَرَى وُجُوهَ الشَّاهِدِينَ كَأَنَّهَا=تَتَفَقَّدُ الوَجْهَ المُنِيرَ الغَائِبَا
كُنْتَ الأَخَ المَحْبُوبَ وَالإِلْفَ الَّذِي=لَمْ يَنْسَ مُفْتَرِضاً وَيُهْمِلَ وَاجِبَا
إنْ كَانَ فِي عَيْشِي وَقَدْ فَارَقْتَهُ=طِيبٌ فَلَيْسَ العَيْشَ بَعْدَكَ طَائِبَا
إِنَّ الَّذِي كَابَدْتَ فِيهِ مُحَاذِراً=وَمُصَابِراً لَمْ يَبْقَ فيهِ رَاغِبَا
تَوْفِيقُ أَخْطَأَكَ الَّذِي تُدْعَى بِهِ=وَالمَوْتُ لاَ يَرْعَى لِحَيٍّ جَانِبَا
أَيْنَ الكَلاَمُ الحُلوُ تُسْقَاهُ المُنَى=كَالشُّهْدِ مَهْمَا يَخْتَلِفْنَ مَشَارِبَا
أَيْنَ الأَحَادِيث اللِطَافُ وَكُلُّهَا=سِيَرٌ مُلِئْنَ طَرَائِفاً وَغَرَائِبَا
أَيْنَ المَلِيْحُ بِخُلْقِهِ وَبِخَلْقَهِ=أَلطَّاهِرُ الشِّيَمِ النَّقِيُّ مَآرِبَا
سَامِي الشَّمَائِلِ فِطْرَةً لَمْ يَتَّخِذْ=مِنْ غَيْرِهِنَّ مَرَاتِباً وَمَنَاصِبَا
يُجْنَى عَلَيْهِ فَمَا تَرَاهُ حَاقِداً=أَوْ يُسْتَفَزُّ فَمَا تَرَاهُ غَاضِبَا
وَيَظَلُّ بَسَّاماً مَا هُوَ وَجْهَهُ=بَلْ قَلْبُهُ وَسِوَاهُ يَبْسِمُ كَاذِبَا
أَخْلاَقُ إِنْسَانٍ بِمَعْنَاهُ الَّذِي=صَقَلَتْهُ أَحْقَابٌ فَتَمَّ مَنَاقِبَا
أَحَسِيبُ إِنْ تُسْلَبْ أَخَاكَ فَإِنَّنِي=شَاكٍ كَمَا تَشْكُو الزَّمَانَ السَّالِبا
قَدْ كُنْتَ أُسْتَاذِي فَهَلْ أَنَا وَاجِدٌ=قَوْلاً يُثَبِّتُ مِنْكَ قَلْباً وَاجِبا
يَكْفِي عَزَاءً تَرْكُهُ الدُّنْيَا وَقَدْ=مُلِئَتْ أَسىً وَفَوَاجِعاً وَنَوَائِبا
فَليَلْقَ عِنْدَ إِلهِهِ مَا لَمْ يَكُنْ=لِيُنَالَ فِيهَا مِنْ مُنَىً وَرَغَائِبَا

سمر محمد
12-14-2010, 09:00 AM
أَرْزَ الْجَنُوبِ اسْلَمْ عَزيزَ الْجَانِبِ
أَرْزَ الْجَنُوبِ اسْلَمْ عَزيزَ الْجَانِبِ=وَالْقَ الدُّهُورَ وَأَنْتَ أَبْقَى صَاحِبِ
اللهُ في أدْوَاحِكَ النُّضْرِ الَّتِي=تَرِدُ المَعِينَ مِنْ الْجَمَادِ النَّاضِبِ
أَوْ تُرْضِعُ الأَثْدَاءَ مِمَّا أَقْبَلَتْ=تُرْوِي الْعِطَاشَ بِهِ صُدُورُ سَحَائِبِ
أَلتَّاجُ فَوْقَ التَّاجِ مِنْ أَغْصَانِهَا=حَتَّى تُرَصِّعَهُ الْعُلَى بِكَوَاكِبِ
وَالنُّوْرُ في أَوْرَاقِهَا مُتَنَخِّلٌ=يَصْفُوا ذَرُوراً في عُيُونِ الرَّاقِبِ
َأرْزٌ تَرَاهُ كَبَاذِخِ الأَبْرَاجِ إِنْ=تَنْظُرُ إِلَيْهِ مِنْ مَدىً مُتَقَارِبِ
وَإِذَا بَعُدْتَ رَأَيْتَ شَامَاتٍ عَلَى=خَدٍّ كُمَيْتٍ لُوْنُهُ أَوْ شَاحِبِ
أعْزِزْ بِهِ وَبِجِيْرَةٍ حَفُّوا بِهِ=سُمَحَاءَ أَهْلٍ مَفَاخِرٍ وَمَنَاقِبِ
هُمْ بِالحَمِيِّةِ خَيْرُ مَنْ يَرْجُو الحِمَى=لِسَدَادِ خَلاَّتٍ وَدَرْءٍ نَوَائِبِ
بَسَلاَءُ إِنْ تَدْعُ الحَفِيظَةُ لَمْ تَجِدْ=في القَوْمِ غَيْرَ الشِّمَّرِيِّ الوَاثِبِ
صُوَّامُ أَلْسِنَةٍ عَنِ القَوْلِ الخَنَى=قَوَّامُ أَفْئِدَةٍ لِفِعْلِ الوَاجِبِ
قَاضُونَ لِلْحَاجَاتِ بَادٍ بِشْرُهُمْ=في وَجْهِ مُرْتَادِ النَّدَى وَالطَّالِبِ
إِنْ َأزْمَعُوا لَمْ يَرْجِعُوا أَوْ صَمَّمُوا=بَلَغُوا النَّجَاحَ وَمَا لَوَوْا بِمَصَاعِبِ
أَحْسَابُهُمْ مَوْفُورَةٌ آيَاتُهَا=في كُلِّ مَعْنىً فَوْقَ عَدِّ الحَاسِبِ
مَنْ مِثْلُهُمْ جَاهاً وَكَاتِبُهُمْ إِذَا=مَا نَافَسُوا الدُّنْيَا كَهَذَا الكَاتِبِ
وَشَبَابُهُمْ هُمْ هُؤْلاَءِ وَكُلُّهُمْ=سَامِي السَّجِيَّةِ ذُو ذَكَاءٍ ثَاقِبِ
وَشُيُوخُهُمْ هُمْ هُؤْلاَءِ وَجُوهُمُ=بِيضُ الصَّحائِفِ لَم تُشَبْ بشَوَائِبِ
إِنِّي صَدَقْتُهُمُ المَديحَ بِمَا بِهِمْ=وَأقُولُ شَرُّ الشِّعْرِ شِعْرُ الْكَاذِبِ
وعَلَى التَّخَالُفِ مِلَّةً لَيْسُوا سِوَى=أهْلِينَ فِي نَظَرِ الْحِمَى وَأَقَارِبِ
لُبْنَانُ قَلْبٌ فِيِهِ أَشْرَفُ وَحْدَةٍ=وَطَنِيَّةٍ بَيْنَ اخْتِلاَفِ مَذَاهِبِ
يَا رَبَّةَ الْقَصْرِ الَّذِي نَهَضَتْ بِهِ=عَلْيَاءُ تَنْمِيَها أَعَزُّ مَنَاسِبِ
هَذِي إِلَيْكَ تَحِيَّةٌ مِنْ شَاعِرٍ=لِعُلاَكَ بِالأَدَبِ الأَتَمِّ مُخَاطِبِ
يُثْنِي عَلَيْكِ وَيَحْفَظُ الذِّكْرَى لِمَا=أَسْدَيْتِ بَاقِيَ دَهْرِهِ المُتَعَاقِبِ
مِنْ زَائِرٍ لمحَ التُّقَى مُتَجَلِّياً=كَالنُّورِ مِنْ سِتْرِ الْجَلاَلِ الْحَاجِبِ

سمر محمد
12-14-2010, 09:01 AM
أَبْكِيكَ يَا زَيْنَ الشَّبَابِ
أَبْكِيكَ يَا زَيْنَ الشَّبَابِ=يَا كَوْكَباً فِي التُّرْبِ غَابْ
تَوْفِيقُ إِنْ تَذْهَبْ فَكمُلُّ=مُزْمِعٌ هَذَا الذَِهَابْ
أَسْفٌ عَظِيمٌ لِلأحِبَّةِ=أَنْ تَبَينَ بِلاَ مَآبْ
بَعْدَ القُصُورِ البَاذِخَاتِ=أَبَاتَ مَأْوَاكَ التُّرَابْ
وَمِنَ الثَّرَاءِ وَمِنْ مَفَا=خِرِهِ انْتَهَيْتَ إلى تَبَابْ
تِلْكَ الفَجِيعَةُ حَوَّلَتْ=أَمْنَ النُّفُوسِ إِلَى اضْطِرَابْ
لَمْ تُرْوَ مِنْ قِدَمٍ وَلَمْ=تَقْصَصْ حَدٍِيثاً فِي كِتَابْ
وَارَحْمَتَا لَكَ مِنْ قَتِيلٍ=لَمْ يَزَلْ غَضَّ الإِهَابْ
فَتَكَ الذِئَابُ بِهِ=وَبَعْضُ النَّاسِ شَرٌّ من ذِئَابْ
مَا ذَنْبُهُ إِلاَّ السَّمَاحُ الْمَحْضُ=والأَدَبُ اللُّبَابْ
نَزَلُوا حِمَاهُ وَكَانَ أَمْنَعَ=فِي حِمَاهُ مِنْ عِقَابْ
وَرَمَوْا فَمَا أَلْقَى الشِّهَابَ=مِنَ العَنَانِ سِوَى شِهَابْ
مَا كَانَ أَغْنَاهُمْ وَذَاكَ=البَابُ لِلإحْسَانِ بَابْ
لَوْ أَنَّهُمُ لاَقَوْا ذَوِي الحَاجَاتِ=فِي تِلْكَ الرِّحَابْ
فِي حِكْمَة الدُّنْيَا وَفِي تَصْرِيفِهَا=العَجَبُ العُجَابْ
قَدْ يَظْفَرُ الجانُونَ فِيهَا=بِالكَرَامَةِ وَالثُّوَابْ
وَعَلَى رُؤُوسِ الخَائِفِنَ=اللهَ قدْ يَقَعُ العَقَابْ
دُنْيَا تُخَالِفُ كُلَّ تَقْدِيرٍ=وَتَخْلِطُ فِي الحِسَابْ
فِي زُهْرِهَا الغَرَّارِ لِلْسَّارِي=وَفِي الوَرْدِ السَّرَابْ
فَتَظَلُّ كُلُّ حَقِيقَةٍ=فِيهَا مَحَلاً لاِرْتِيَابْ
ما كُنْتَ يَا تَوْفِيقُ إِلاَّ=مَنْ تَفَدِّيهِ الصِّحَابْ
لِشَمَائِلَ مَمْلُؤَةٍ أُنْساً=وَأَخْلاَقَ عِذَابْ
وَصَفَاءَ طَبْعٍ لَمْ يُكَدِّرْهُ=الزَّمَانُ وَلَوْ أَرَابْ
وَمُروءَةً فِي كُلِّ حَادِثَةٍ=لَها دَاعٍ مُجَابْ
لَكِنْ وَكَمْ لَكِنْ تُقَالُ=إِذَا كَبَا بِالجَدِّ كَابْ
حِكْمُ الَّذي بَرَأَ البَرِيَّةِ=لاَ سُؤَالَ وَلاَ عِتَابْ
وَهُوَ الَّذِي تَعْتَاضُ بِالنَّعْمَى=لَدَيْهِ مِنُ العَذَابْ
وَعَلَيْهِ تَحْقِيقُ الرَّجَاء=فَمَنْ رَجَا إِلاَّهُ خَابْ
إِدْوَرَدُ عِشْ مُتَوَافِرَ الآلاَءِ=مَرْفُوعَ الجَنَابْ
فِي غِبْطَةٍ تَصْفُو وَبِالْغَيْرِ=المُلِمَّةِ لاَ تُثَابْ
لاَ بِدْعَ إِنْ وَاسَاكَ أَهْلُ=القُطْرِ فِي ذَاكَ المُصَابْ
فَلأَنْتَ ذَاكَ الفَرْعُ مِنْ=أَصْلٍ زَكَا فِيهِ وَطَابْ
مِنْ أُسْرَةٍ طَهُرَتْ=خَلاَئِقُهَا وَلَمْ تُوصَمْ بِعَابْ
ضُرِبَتْ بِسَهْمٍ فِي العُلَى=فَأصَابَ مِنْهَا مَا أَصَابْ
وَلأَنْتَ خَيْرُ بَقِيَّةٍ=منْهَا تُرْجَى أَوْ تُهَابْ
زَانَتْكَ آدَابٌ رَقِيقَاتٌ=وَأَخْلاقٌ صِلابْ
لُطْفٌ وَظُرْفٌ فِي الحَدِيْثِ=وَفِي السُّؤَالِ وَفِي الجَوَابْ
عَزْمٌ يَفِّلُ مَكَارهَ الدُّنْيَا=وَيَهْزَأُ بِالصِّعَابْ
رَأْيٌ إِذَا أَبْدَيْتَهُ فِي مَعْضِلٍ=فَصْلُ الخِطَابْ
مَجْدٌ أَبَى شَرَفاً وَجُوداً=أَنْ يُشَبَّهُ بِالسَّحَابْ
يَا مَنْ نُعَزِّيهِ وَيَدْرِي=فَوْقَ مَا نَدْرِي الصَّوَابْ
وَعْدُ المُهَيْمِنِ بِالسَّعَادَةِ=لَيْسَ بِالْوَعْدِ الكِذَابْ
فَلِمَنْ تَوَلَّى رَحْمَةً=في خِلْدِهِ وَلَكَ احْتِسَابْ

سمر محمد
12-14-2010, 09:02 AM
دخلت الثماني والثلاثين همتي
دخلت الثماني والثلاثين همتي=على غير ودي والفؤاد كئيب
ولي أملٌ في ذمة الدهر مخلف=وجاه بأيدي النائبات سليب
سوى أن لي وداً نفيساً بذلته=وأوفاه لي حر الضمير أريب
فتى لا يجول النور جولة فكره=وليس يداني الشرق فيه غروب
أفديه ما تفدي الخلائق شمسها=إلا وهي أبصار لهم وقلوب
إذا ما انقضى عهد الشباب فوده=سرور تبقى في الحياة وطيب

سمر محمد
12-14-2010, 09:03 AM
يَا مَنْ حَمِدْتُ بِهِ اخْتِيَارِي
يَا مَنْ حَمِدْتُ بِهِ اخْتِيَا=رِي في اَخْتِبَارِي للِصِّحَابِ
زَهِيَ الشَّبَابُ بِأَنْ يُعَرِّ=بَ عَنْهُمُ زَيْنُ الشَّبَابِ
وَبِأَنْ يَنُوبَ مُحَمَّدٌ=عَنْ جِيلِهِ أَسْمَى مَنَابِ
نَجْلُ الْكَرِيمِ ابنِ الْكَرِي=مِ أَوِ السَّحَابُ ابْنُ السَّحَابِ
مَحْمُودٌ ابْنُ مُحَمَّدٍ=رَجُلِ المُلِمَّاتِ الصِّعَابِ
مَنْ كَانَ أَصْفَى أَصْفِيَا=ئِي فِي المُقَامِ وَالاغْتَرَابِ
بَشْرَاكِ مَصْرُ وَأَيُّ بَشْ=رَى بِالْفَتَى السِّمْحِ الْجَنَابِ
بِالْكَاتِبِ الحر الْجَرِي=ءِ وَبِالمُحَامِي لاَ المُحَابِي
سَتَرَيْنَ تَحْقِيقَ الجَلاَ=ئِلِ مَنْ رَغَائِبِكِ الرِّغَابِ
أَلْعَقْلُ وَالْجَاهُ الْعَرِي=ضُ وَعِزَّةُ الشَّرَفِ اللُّبَابِ
لَمْ تَجْتَمِعْ إِلاَّ وَقَدْ=قَرُبَ الْبَعِيدُ مِنَ الطِّلاَبِ

سمر محمد
12-14-2010, 09:04 AM
بُيوتُ الْعِلْمِ مَهْمَا تَلْتَمِسْنِي
بُيوتُ الْعِلْمِ مَهْمَا تَلْتَمِسْنِي=لِنُصْرَتِهَا تَجِدْ مِنِّي مُجِيبَا
فَكَيْفَ بِمَعْهَدٍ يَرْعَاهُ رُشْدِي=وَيولِيهِ عِنَايَتَهُ ضُرُوبَا
بِحِكْمَةِ مَنْ يُعِدُّ لِمِصْرَ هَاماً=وَمَنْ يَبْنِي لَعَزَّتِهَا قُلُوبَا
جَزَى الرُّحْمَنُ بِالْحُسْنَى حُسَيْناً=رَئِيسَ الدَّوْلَةِ اللَّبِقَ اللَّبِيبَا
وَكَانَ لَهُ وَذَاكَ دُعَاءُ مِصْرٍ=عَلَى آيَاتِ هِمَّتِهِ مُثِيبَا
فَقَدْ شَهِدَتْ فِعَالَكَ يَا فَتَاهَا=وَكَانَ أَقلُّ مَا شَهِدَتْ عَجِيبَا
أَمَا اسْتَنْفَدْتَ فِيهَا كُلَّ فَضْلٍ=فَدَعْ لِسَواكَ مِنْ فَضْلٍ نَصِيبَا
وَأْنْتَ أَيَا حَبِيبَ الْمَجْدِ يَا مَنْ=يَظَلُّ لِكُلِّ مَحْمَدَةٍ حَبِيبا
كَآلِكَ لَمْ تَزَلْ في كُلِّ جُلىَّ=تَسُدُّ الثَّلْمَ أَو تُسْدِي الرَّغِيبا
إِذَا رُمْتَ الْبَعِيدَ فَذَاكَ دَانٍ=وَإِن فَاقَ السُّهَى وَبَدَا مُرِيبَا
غَرِيبُ الْدَّارِ طَلاَّبٌ غَرِيباً=وتَبْلُغُهُ فَمَا يُلْفَى غَرِيبا
سِوَاكَ يَخِيبُ فِيمَا يَبْتَغِيهِ=وَيَأْبَى مَا تُرَجِّي أَنْ يَخِيبَا
رَعَاكَ اللهُ من نَجْمٍ بَهِيجٍ=بطلعِتَه وصانَكَ أَنْ تَغِيبَا
إِذَا اسْتَسْقَاهُ مَنْ يَشْكُو ظَمَاءً=فَذَاكَ النَّوْءُ يُوشِكُ أَن يَصُوبَا
فَمَا مِنْ دَارِ عِلْمٍ لَمْ تَحِدْهُ=سِحَابَاً كَاثَرَ القَطْرَ الصَّبِيبا
وَمَا مِنْ دَارِ بِرٍّ لَمْ تَجِدْهُ=إلى دَاعيَه لِلْحُسْنَى قَرِيبا
وَمَا مِنْ دَارِ بِرءٍ لَمْ تَجِدْهُ=إِذَا اعْتَلَّتْ لَعُلَّتِهَا طَبِيبَا
أَلاَ يَا عَائِداً بِاليُمْنِ يَرْجُو=لَهُ في قَوْمِهِ نُعْمَى وَطِيبَا
حَمِدْنا العُوْدَ بَعْدَ الْنَأْيِ فَاهْنَأْ=وَحُلَّ مِنَ الْحِمَى صدراً رَحِيبَا

سمر محمد
12-14-2010, 09:05 AM
حُورِيَّةٌ لاَحَتْ لَنَا تَنْثَنِي
حُورِيَّةٌ لاَحَتْ لَنَا تَنْثَنِي=كَالغُصْنِ حَيَّاهُ الصِّبَا حِينَ هَبْ
مَرَّتْ فَمَا فِي الْحَيِّ إِلاَّ فَتَىً=فُؤَادُهُ فِيإِثْرِهَا قَدْ ذَهَبْ
شُعَاعُ عَيْنَيْهَا إِذَا مَا رَنَتْ=يُوقِعُ فِي الأًنْفُسِ مِنْهَا الرَّهَبْ
وَالْوجْهُ كَالْجَنَّةِ حُسْناً فَإِنْ=ظَنَنْتَ عَدْناً قَدْ تَرَاءَتْ فَهَبْ
وَالشَّعْرُ مَنْضُودٌ عَلَى رَأْسِهَا=كَالْعَسْجَدِ الْحُرِّ زَهَا وَالتَهَبْ
يُشْبِهُ فَوَّارَةَ نُورٍ لَهَا=أَشِعَّةٌ مَوَّاجَةٌ بِالصَّهَبْ
وَرُبَّ رَاءٍ فَيْضُهُ=فَأَكْبَرَ الْوَاهِبَ فِيما وَهَبْ
وَصَاحَ مَذْهُولاً أَلاَ فَانْظُرُوا=فِي هَذِهِ الأَزْمَةِ هَذَا الذَّهَبْ
اعْجَبْ بِهِ كَنْزاً عَلَى ذُرْوَةٍ=إِذَا سَمَا الْطَّرْفُ إِلَيْهِ انْتَهَبْ

سمر محمد
12-14-2010, 09:06 AM
عَزّ المَعَالِي مَاتَ يُوسُفُ سَابَا
عَزّ المَعَالِي مَاتَ يُوسُفُ سَابَا=عَزِّ الْفَضَائِلَ فِيهِ وَالآدَابَا
عَزِّ الإِمَارَة وَالوِزَارَةَ وَالنَّدَى=وَالبأْسَ وَالأَنْسَابَ وَالأَحْسَابَا
وَإِلَى جَمِيعِ الشَّرْقِ فَانْعِ مُهَذَّباً=فِقْدَانُهُ فِي الشَّرْقِ عَمَّ مُصَابَا
مَا حَالُ مِصْرَ وَدُوْنَ يُوسُفَ قَدْ جَرَى=حُكْمُ القَضَاءِ فَقَطَّعَ الأَسْبَابَا
خَطْبٌ عَلَى التَّعْدَادِ فِي أَمْثَالِهِ=رَاعَ النُّفُوسَ وَحَيَّرَ الأَلْبَابَا
فَكأَنَّ مَا يُرْدِيهِ فِي بَطْنِ الثَّرَى=يَرْمِيهِ مِنْ كَبِدَ السَّماءِ شِهَابا
مَاتَ الَّذِي مُلِئَتْ صَحَائِفُ عُمْرِهِ=آياً تَضَمَّنَهَا الفَخَارُ كِتَابَا
وَبِهَا سَمَا أَوْجَ المَرَاتبِ وَاقْتَنَى=أَسْنَى السِّمَاتِ وأَحْرَزِ الأَلْقَابَا
وَلِيَ الوِزَارَةَ لَمْ يَخَلْهُ حِينَما=لَبَّى عَلَى الآسَادِ يَدْخُلُ غَابَا
وَرَآهُ كَمْ رُؤيَا كَذُوبٌ نَاهِجاً=نهْجاً يُفِيدُ الجِيلَ وَالأَعْقَابَا
حَتّى إِذَا كَشَفَتْ لَهُ عَمَّا بِهَا=لَمْ يُرْضِهِ فَخْرٌ تَبَطَّنَ عَابا
وَلِيَ الإِدَارَةَ رَائِضاً عِلاَّتِهَا=يَتَدَارَكُ التَّحْسِينَ بَاباً بَابَا
مَهْمَا يُلاَقِ مِنَ الصِّعَابِ يَكُدَّ فِي=طَلَبِ النَّجَاحِ وَلاَ يُبَالِ صِعَابَا
يُفِي جَزَاءَ المُسْتَحِقِّ وَيَصٍطَفِي=أَدْعَى الأُمورِ إِلَى الصَّلاَحِ عِقَابَا
فَغَدَا البَرِيدُ بِمِصْرَ وَهْوَ وَلِيُّهُ=عَجَباً لِمَنْ عََفَ النَّظيْرَ عُجَابا
أَسَفاً عَلى ذَاكَ الَّذِي عَنْ قَوْمِهِ=فِي كُلِّ مَحْمَدَةٍ أُنِيبَ وَنَابَا
قَدْ كَانَ فِي الظُّلُمَاتِ كَوْكَبَ عِزِّهِمْ=فَالْيَوْمَ كَوْكَبُ عِزِّهِمْ قَدْ غَابَا
إِنَّ الشُّيُوخَ إِذَا بَكَوْهُ فَرُزْءُهُ=أَبْكَى كُهُولاً بَعْدَهُ وَشَبَابَا
صَرْفُ الزَّمَانِ وَقَدْ رَمَاهُ رَمَى بِهِ=قَلْبَ المُرُوْءَةِ وَالنَّدَى فَأصَابَا
لَمَّا نَعَوْهُ نَعَوْا هُمَاماً مَاجِداً=مَلأ النُّهَى بِصِفَاتِهِ إِعْجَابا
وَكَأَنَّ أَلْسِنَةً مِنَ البَرْقِ الَّذِي=يَنْعَى مَدَدْنَ إِلَى القُلُوبِ حِرَابَا
كَيْفَ الضَّميرُ العَبْقَرِيُّ مُشَارِفاً=هَذَا الوُجُودَ جَلاَ أَكَانَ ضَبَابَا
كَيفَ البِنَاءُ كَذَلِكَ الْجِسْمُ الَّذِي=عَمَرَتْهُ تلكَ الرُّوحُ بَاتَ يَبَابَا
ذَاكَ التَّلَفُّتُ وَهْوَ مِن صَيَدِ امْرئٍ=مَا هَانَ يَومَ كَرِيهَةٍ أَو هَابَا
ذَاكَ المُحَيَّا مُشْرِقَاً فِي لِحْيَةٍ=زَانَ السَّوَادَ بِهَا بَيَضٌ شَابَا
تِلكَ اللِّحَاظُ سَدِيدَةٌ فَإِذَا نَبَتْ=فَلَعَلَّهَا تَجِدُ المُرِيبَ فَتَابَى
تِلْكَ الشَّمَائِلُ وَالمَعَارِفُ وَالنُّهَى=وَالحُسْنُ وَالحُسْنَى أَصِرْنَ تُرَابا
لَمْ يَرضَ سَابَا أَنْ يَكُونَ لَهْ عِدَىً=وَاسْتَكْثَرَ الإِخْوَانَ وَالأَحْبَابَا
مَا قَالَ فَاحِشَةٌ وَلَمْ يَهْمُمْ بِهَا=يَوْمَاً وَلَم يُلْمِمْ بِأَمْرٍ رَابَا
وَلَقَدْ أَقُولُ وَلاَ أُبَالِغُ إِنَّهُ=مَا عِيبَ فِي حَالٍ وَلا هُوَ عَابَا
فَاظْنُنْ بِعَال مَنْصِباً وَوَظِيفَةً=مَا اغْتَابَهُ الحُسَّادُ أَوْ مَا اغْتَابَا
مَنْ لَمْ يُفَرِّطْ في حِسَابِ ضمِيرِهِ=لَم يَخْشَ يَوماً لِلعِبَادِ حِسَابا
أَعَرَفْتَ حُرَّاً غَيْرَ سَابَا لَمْ يَجِئْ=قَوْلاً وَفِعلاً مَا يُثِيرُ عِتَابَا
إِنْ مَرَّ وِرْدُ الدَّهْرِ ظَلَّ حَدِيثُهُ=عَذْبَاً وَإِنْ خَبُثَتْ أُنَاسٌ طَابَا
سَمْحٌ إِلَى الإِتْلاَفِ إِنْ يَتَقَاضَهُ=ذَاكَ الوَفَاءُ وَلَمْ يَظُنَّ ثَوَابَا
مَا أَمَّ مَشْرَعَ جَاهِهِ أَوْ مَالِهِ=قَمِنٌ بِتَحْقِيقِ الرَّجَاءِ فَخَابَا
مُتَنَزَّهٌ عَالي الجَنَابِ وَقَلَّ مَنْ=جَمَعَ التَّنَزُّهَ وَالعُلُوَّ جَنَابَا
يُتَوَسَّمُ الإِخْلاَصُ فِي أَعْمَالِهِ=حَتَّى لَيُوشِكَ أَنْ يَشِفَّ حِجَابَا
لَمْ يَدْعُهُ دَاعٍ لأمْرٍ وَاجِبٍ=إِلاَّ تَشَمَّرَ مُسْرِعاً وَأَجَابَا
بِالجِدِّ يَكْسِبُ فِي النُّفُوسِ مَهَابَةٌ=وَيُقِلُّ مَا شَاءَ الكَمَالُ دِعَابَا
يَدَعُ القُشُورَ لِكُلِّ دِي لَهوٍ بِهَا=ويَرَى الأُمُورَ حَقِيقَةٌ وَلُبَابَا
لاَ يَعْرِفُ الدَّعْوَى وَلاَ يُرْضِي امْرَأً=كَذِباً وَيَفْعَلُ مَا اسْتَطَاعَ صَوَابا
وَيَرَى مِنَ المُزْرِي تَكَلُّفَ سَيِّدٍ=فِي يَوْمِ صِدْقٍ أَنْ يَقُولَ كِذَابا
يَوْمَا سَابَا مَا فَعَلْتَ بِأُمَّةٍ=ثَكِلَتْهُ دَعْ أَهْلَيْهِ وَالأَصْحَابَا
أَلْقُطْرُ مُهْتَزُّ الجَوَانِبِ لَوْعَةٌ=والنِّيْلُ لَوْ يَعْلُو لَسَالَ سَحَابَا
وَالوَافِدُونَ يُشَيِّعُونَ عَزِيزَهُمْ=حَشْدٌ بِهِ الطُّرُقَاتُ ضِقْنَ رِحَابَا
فَكَأَنَّ حَوْلَ النَّعْشِ بَحْراً مَائِجاً=وَكَأَنَّهُ فُلْكٌ يَشُقُّ عُبَابَا
مَا مِنْ أَمِيرٍ أَوْ رَفِيعِ مَكَانَةٍ=إِلا بَكَاهُ بِحَرِّ قَلْبٍ ذَابَا
لِله يَا حُلْوَ الصَّدَاقَةِ كَمْ سَقَتْ=هّذِي النَّوَى فِيكَ الأَحِبَّةِ صَابا
أَليَوْمَ عَدْنُ اسْتَأْنَسَتْ مِنْ وَحْشَةٍ=بِأَبَرِّ مُبْتَكِرٍ إِلَيهَا آبَا
إِنْ قُلْتُ لاَ تَبْعَدْ فَإِنَّكَ بَيْنَََََنَا=هَلْ مَائِتٌ مَنْ يُخْلِفُ الأَنْجَابَا

سمر محمد
12-14-2010, 09:06 AM
يَدُ الأَمِيرِ وَقَدْ أَوْلاَكَ نِعْمَتَهُ
يَدُ الأَمِيرِ وَقَدْ أَوْلاَكَ نِعْمَتَهُ=عِنْدَ الفَضَائِلِ وَالأَخْلاَقِ وَالأَدَبِ
زَكَّى لَدَى الْخَافِقَيْنِ العَارِفَيْنِ بِهِ=مَكَانَ فَضْلِكَ بَيْنَ الْجِلَّةِ النُّخَبِ
وَكَانَ َأجْمَلَ مِصْدَاقٍ لِحَمْدِهَما=إِيَّاكَ مَا نِلْتَ مِنْ مُمْتَازَةِ الرُّتَبِ
يَا سَاهِرَ اللَّيْلِ وَالْمِشْكَاةُ في يَدِهِ=مُسْتَطْلِعاً مَا انْطَوَى في ظُلْمَةِ الْحِقَبِ
يَظَلُّ يَرْجِعُ َأدْرَاجَ العُصُورِ إلى أَقْ=صَى الدُّهُورِ وَيُنْضِي مُسْبَلَ الْحُجُبِ
يَجْلُو لَنَا مَا تَوَارَى مِنْ مَفَاخِرِنَا=ويَجْمَعُ المَجْدَ أَشْتَاتَاً مِنَ الكُتُبِ
فِي كُلِّ عَامٍ لَهُ بَحْثٌ يُجَدِّدُهُ=مُقَوَّماً في قِوَامٍ غَيْرِ مُضْطَرِبِ
يُعِيدُ عَهْداً قَدِيماً مَنْ تَصَفَّحَهُ=رَأَى الْبَعِيدَ مِنَ الأَحْدَاثِ عَنْ كَثَبِ
وَيُوشِكُ المَرْءُ إِذْ يَتْلُو صَحَائِفَهُ=أَنْ يُبْصِرَ الْغَيْبَ حَيّاً غَيْرَ مُنْتَقِبِ
ويَعْرِفُ الْحَالَ مِمَّا قَبلَهُ فَيَرَى=لِكُلِّ طَارِئَةٍ عُوْداً إلى سَبَبِ
أَحْسَنْتَ أَحْسَنْتَ يَا أُسْتَاذَ كُلِّ فُتىً=عَفِّ السُّهَادِ شَرِيفَ الْهَمِّ وَالطَّلَبِ
عَلَّمْتَنَا كَيْفَ تَكْفِي المَرْءَ هَمَّتُهُ=لِيَبْلُغَ الْغَايَةَ الْعُلْيَا مِنَ الأَدَبِ
جَدَّدْتَ قِسْماً مِنَ التَّارِيخَ دَارِسَةً=آثَارُهُ في بِنَاءِ جَامِعٍ عَجَبِ
مُتَمَّمٍ يَمْلأُ الأَلْبَابَ رَوْنَقُه=ثَبْتِ الأَسَاسِ لَهُ تَاجٌ مِنَ الشُّهُبِ
وَافِي الْجَلاَلَةِ إِلاَّ أَنْ يَرَى هَنَةً=فِي بَعْضِ أَجْزَائِهِ تَعْنِيتُ مُرْتَقِبِ
لاً حُسْنَ يَسْلَمُ مِنْ نَقْصٍ وَأَحْسَبَهُ=إِنْ فَاتَهُ النَّقْصَ لَمْ يَجْمُلْ وَلَمْ يَطِبِ
هَلْ بَعْدَ رَائِعَةِ الأَهْرَامِ رَائِعَةٌ=فَمَنْ يَعِبْهَا لِبَعْضِ الشَّيْءِ فَلْيَعِبِ
هَذَا الَّذِي لَمْ يَجِئْهُ سَابِقُوكَ فَكُنْ=رَغْمَ الزَّمَانِ أَبَا التَّارِيخِ في الْعَرَبِ

سمر محمد
12-14-2010, 09:07 AM
نُهَنِيءُ أُسْتَاذَنَا عَادِلاً
نُهَنِيءُ أُسْتَاذَنَا عَادِلاً=ونَقْضِي بإِكْرَامِهِ مَا وَجَبْ
وَنَعْرِفُ مِنْ حَقِّهِ فَوْقَ مَا=تَسَامَى إِلَيْهِ الْمُنَى وَالخُطُبْ
وَكَيْفَ يُكَافِيءُ حُسْنُ الثَّنَاءِ=فَرْطَ الْعَنَاءِ وجَهْدَ النَّصِبْ
لَهُ اللهُ مِنْ عَالِمٍ عَامِلٍ=أَصَبْنَا لَدَيْهِ وَفَاءَ الطَّلَبْ
فَتَي هِمَّةٍ شَيْخُ عِلْمٍ وَحِلْمٍِ=طَوِيلُ الأَنَاةِ مَتِينُ السَّبَبْ
يُنَشِّيءُ نَابِتَةً حُرَّةً=لِمِصْرَ وَيَبْنِي الرِّجَالَ النُّخَبْ
وَيَلْقِي الدُّرُوسَ بِأَيِّ مَعَانٍ=تُنِيرُ العُقُولَ وَلَفْظٍ يُحَبْ
تَفَرَّدَ بَيْنَ بَني عَصْرِهِ=بِفَضْلٍ أَعَزَّ لِسَانَ الْعَرَبْ
وكَانَ كَفِيّاً بِمَنْظُومِهِ=وَمَنْثُورِهِ لِفُحولِ الأَدَبْ
فَجَاءَ بَدِيعَ الزَّمَانِ وَحَسْبَ=الْبَدِيعُ إِذَا مَا إِلَيْهِ انْتَسَبْ

سمر محمد
12-14-2010, 09:08 AM
إِذَا الرُّتْبَةُ الْعُليَا أَتَتْكَ إِثَابَةً
إِذَا الرُّتْبَةُ الْعُليَا أَتَتْكَ إِثَابَةً=وَفَارُوقُ عَالِي الرَّأْسِ حِينَ يَثِيبُ
فَفِي الْحَقِّ أَنْ تَزهو بِهَا مِثْلُ زَهْوِهَا=بِأَنَّكَ مَرْعِيُّ الْمَقَامِ حَبِيبُ

سمر محمد
12-14-2010, 09:09 AM
النَّجْمُ فِي عَلْيَائِهِ خَافِقٌ
النَّجْمُ فِي عَلْيَائِهِ خَافِقٌ=وَالنَّوْطُ في صَدْرِكَ لاَ يَضْطَرِبْ
قُرَّ وَقَدْ طَالَتْ عَلَيْهِ النَّوَى=كَمَا يُلاَقِي أَهْلَهُ الْمُغْتَرِبْ
لَوْ أُعْطِيَ الْمَرءُ عَلَى قَدْرِهِ=لَكَانَ مَا تُوْهَبُ مِمَّا تَهِبْ

سمر محمد
12-14-2010, 09:10 AM
كَانَ الخَميسُ وَكُلَّ ظَني
كَانَ الخَميسُ وَكُلَّ ظَني=أَنَّنِي في الأَرْبَعَاءْ
فَحُرِمْتُ رَؤْيَةَ مَنْ أَوَدُّ=ورَاحَ ميَعادِي هَبَاءْ
عُذْراً أَخِي فَإِذَا قَبِلْتَ=وَأَنْتَ خَيْرُ الأَصْفِياءْ
لَمْ يُرْضِ نَفْسِي أَنَّهَا=قَدْ أخْطَأَتْ ذَاكَ الخَطَاءْ
هَلْ فَرْحَةٌ فِي العُمْرِ أَشْهَى=مِن لِقَاءِ الأَوْفِياءْ
عُوقِبْتُ عَنْ سَهْوِي وَقَدْ=يَقْسُو عِقَابُ الأَبْرِيَاءْ

سمر محمد
12-14-2010, 09:11 AM
عِظمٌ لَمْ تَسَعْهُ دَارُ الفَنَاءِ
عِظمٌ لَمْ تَسَعْهُ دَارُ الفَنَاءِ=فَلْتَسَعْهُ في اللهِ دَارُ الْبَقَاءِ
يا أَمِيراً إلىَ ذُرَى العِزَّةِ القَعْ=سَاءِ أعْلًى مَكَانَةَ الأُمَرَاءِ
لَمْ تَكْنْ بِالضَّعِيفِ يَوْمَ أُصِبْ=تَ الأَمْرَ وَالأَمْرُ مَطْمَعُ الأَقْوِيَاءِ
فَتَنَكَّبْتَ عَنْهُ أَقْدَرَ مَا كُنْ=تَ عَلَى الاضْطِلاَعِ بِالأَعْبَاءِ
إِنَّمَا آثَرَتْ لَكَ النَّفْسُ حالاً=هِيَ أَسْمَى مَنَازِلِ النُّزَهَاءِ
عُدْتَ عُطْلاً وَلَيْسَ في النَّاسِ أَحْ=لَى جَبْهَةً مِنْكَ بَعْدَ ذَاكَ الإِبَاءِ
فجِعتْ مِصْرُ فِيكَ فَجْعَةَ أُمٍّ=فِي الأَعَزِّ الأغْلَى مِنَ الأَبْنَاءِ
في جوَادٍ جَارَى أَبَاهُ وضما جَا=رَاهُ إِلاَّهُ بِالنَّدَى وَالسَّخَاءِ
أَوْرَدَ الفَضْل كُلَّ صَادٍ وَخَ=صَّ الجزْل مِنُه بِالعِلمِ وَالعُلَمَاءِ
أَرْيَحِيٌّ يَهْتزُّ لِلعَمَلِ الطَّيِّ=بِ مِنْ نَفْسِهِ بِلاَ إِغْرَاءِ
إِنَّمَا يَبْتَغِي رِضَاهَا وَمَايُعْنَ=ى بِشُكْرٍ مِنْ غَيْرِهَا وَثَنَاءِ
كَلِفٌ بِالجَمِيلِ يُسْدِيِهِ عَفْواً=مُتَجَافٍ مَوَاطِنَ الإِيذاءِ
لاَزَمٌ حَد رَبهِ غَيْرَ نَاسٍ=في مَقَامٍ مَا حُقَّ لِلْعَليَاءِ
كُلَّ شَأْنٍ يَسُوسُهُ يَبْلُغُ الغَا=يَةَ فِيهِ مِنْ هِمَّةٍ وَمَضَاءِ
ويَرَى الفَخْرَ أَنْ يَكُونَ طَلِيقاً=مِنْ قُيُودِ الظَّوَاهِرِ الْجَوْفَاءِ
كَانَ وَهْوَ الكَرِيمُ جِدَّ ضَنِينٍ=بِالإِذَاعَاتِ عَنْهُ وَالأَنْبَاءِ
فإِذَا مَا أُمِيطتِ الحُجْبُ عَنْ تِل=كَ المَسَاعِي الجِسَامِ وَالآلاَءِ
أَسْفَرَتْ بَيْنَ رُوْعَةٍ وَجَلاَلٍ=عَنْ كُنُوزٍ مَجْلُوَّةٍ مِنْ خَفَاءِ
كَانَ ذَاكَ الجَافِي العَبُوسُ المُحَيَّا=في المُعاطَاةِ أَسْمَحَ السُّمَحَاءِ
دونَ مَا تُنْكِرُ المَخَايِلُ فِيهِ=غُرَرٌ مِنْ شَمَائِلٍ حَسْنَاءِ
مِنْ حَياءٍ يُخَالُ كِبْراً وَمَا الكِبْ=رُ بِهِ غَيْرُ صُورَةٍ لِلحَيَاءِ
وَوفَاءٍ لِلآلِ وَالصَّحْبِ وَالأوْ=طَانِ في حِينِ عَزَّ أَهْلُ الوَفَاءِ
وَكَمَالٍ في الدِّينِ مِنْهُ وَفي الدُّنْ=يَا تَسَامَى بِهِ عَنِ النُّظَرَاءِ
يذْكُرُ الله في النَّعِيمِ وَلاَ يَنْ=سَاهُ إِنْ طَافَ طَائِفٌ مِنْ شَقَاءِ
فَهْوَ حَقُّ الصَّبُورِ في عَنَتِ الدَّهْ=رِ وَحَقُّ الشَّكُورِ في النَّعْمَاءِ
لمْ يَرَ النَّاسُ قَبْلَهُ في مُصَابٍ=مِثْلَ ذَاكَ الإِزْرَاءِ بِالأَرْزَاءِ
بُتِرتْ سَاقُهُ وَلَمْ يَسْمَعِ العُ=وَّادُ مِنْهُ تَنَفُّسَ الصُّعداءِ
جَلَدٌ لاَ يَكُونُ خَلَّةَ رِعْدِي=د وَلَمْ يُؤْتَهُ سِوَى البُؤَسَاءِ
كَيْفَ يَشْكُو ذَاكَ الَّذِي شَكَتِ الآسَا=دُ مِنْهُ في كُلِّ غِيلٍ نَاءِ
والذِي كَانَ بِاقْتِناصِ ضَوَارِي ال=غَابِ يُقْرِي الكِلاَب ذات الضَّرَاءِ
والَّذِي زَانَ قَصْرَهُ بِقِطَافٍ=مِنْ رُؤُوسِ الأيَائِلِ العَفْرَاءِ
أشْرفُ اللَّهْوِ لَهْوُهُ بِرِكُوبِ ال=هُوْلِ بَيْنَ المَجَاهِلِ الوَعْثَاءِ
بَاحِثاً عَنْ قَدِيمِهَا مُسْتَفِيداً=عِبَراً مِنْ تَبَدُّلِ الأَشْيَاءِ
سِيَرُ الأَوَّلِينَ كَانَتْ لَهُ شُغُ=لاً فَأَحْيَي دُرُوسَهَا مِنْ عَفَاءِ
وَتَوَلَّى تَنْقِيحَ مَا أَخْطَأَتْهُ=أُمَمٌ مِنْ حَقَائِقِ الصَّحْرَاءِ
فَإِذَا عُدَّ في بَلاَءٍ فَخَارٌ=لَمْ يُجَاوِزْ فخَارَ ذَاكَ البَلاَءِ
إنَّنِي آسِفٌ لِمِصْرَ وَمَا يَنْ=تَابُهَا في رِجَالِهَا العُظَمَاءِ
كَانَ مِمَّنْ بَنَوْا عُلاَهَا فَرِيعَتْ=بِانْقِضَاضِ البِنَاءِ بَعْدَ البِنَاءِ
لَمْ يُخَيِّبُ مَا دَامَ حَيّاً لَهَا سُؤْ=لاً وَكَائِنْ أَجَابَ قَبْلَ الدُّعَاءِ
فَإِذَا مَا بَكَى أَعِزَّتُهَا يَأْ=ساً فَمَنْ لِلعُفَاةِ بِالتَّأْسَاءِ
قَدْ حَسِبْنَا القَضَاءَ حِينَ عَفَا عَنْهُ=رَثَى لِلضِّعَافِ وَالفُقَراءِ
غَيْرَ أَنَّ الرَّجَاءَ مُدَّ لَهُمْ فِي=هِ قَلِيلاً قَبْلَ انْقِطَاعِ الرَّجَاءِ
وَيْحَهُمْ مَا مَصِيرُهُمْ فَهُمُ اليَوْ=مَ وَلاَ عُوْنَ غَيْرُ لُطْفِ القَضَاءِ
أَيُّهَا الرَّاجِلُ الجَلِيلُ الَّذِي أَقْ=ضِيهِ نَزْراً مِنْ حَقِّهِ بِرِثَائِي
لَمْ يَكُنْ بَيْنَنَا إلى أنْ دَعَاكَ اللَّ=هُ إِلاَّ تَعَارُفُ الأَسْمَاءِ
زَالَ بِالأَمْسِ مَا عَرَاكَ فأَبْدَيْ=تُ سُرُورِي مُهَنِّئاً بِالشِّفَاءِ
وَأَنَا اليَوْمَ جَازِعٌ جَزَعَ الأَدْ=نَيْنَ مِنْ أُسْرَةٍ وَمِنْ خُلَصَاءِ
ذَاكَ حَقٌّ لِكُلِّ مَنْ نَفَعَ النَّا=سَ عَلَى الأَقْرِبَاءِ وَالبُعَدَاءِ
رَضِيَ الله عَنْكَ فَاذْهَبْ حَمِيداً=وَالقَ خَيْراً وَفُزْ بِأَوْفَى جَزَاءِ
نَعْمَةَ اللهِ يَا سَلِيلَةَ بَيْتٍ=رَاسِخٍ فَوْقَ هَامَةٍ الْجَوْزَاءِ
لَكِ مِنْ عَقْلِكِ الكَبِيرِ وَمِنْ ذِكْ=رَى الفَقِيدِ الخَطِيرِ خَيْرُ عَزَاءِ
أَنْتِ مَنْ أَنْتِ في مَكَانِكِ مِنْ وَا=لٍ وَمِنْ إِخْوَةٍ وَمِنْ آبَاءِ
وَسَتَهْدِينَ هَدْيَ أُمِّكِ في أَقْ=وَمِ نَهْجٍ لِفُضْلَيَاتِ النِّسَاءِ
عَجَباً أَتُوحِشُنِي وَأَنْتَ إِزَائِي=وَضِيَاءُ وَجْهكَ مَالِئُ سَوْدَائِي
لَكِنَّهُ حَقٌّ وَإِنْ أَبَتِ المُنَى=أَنَّا تَفَرَّقْنَا لِغَيْرِ لِقَاءِ
جَرَحُوا صَمِيمَ القَلبِ حِينَ تَحَمَّلُوا=اللهَ فِي جُرْحٍ بِغَيْرِ شِفاءِ
أَلطَّيِّبُ المَحْمُودُ مِنْ عُمْرِي مَضَى=وَالْمُفْتَدَى بالروحِ مِنْ خُلَصَائِي
لاَ بَلْ هُمَا مِنِّي جَنَاحاً طَائِرٍ=رُمِيَا وَلَمْ يَكُ نَافِعِي إِخْطَائِي
أَلصَّاحِبَانِ الأَكْرَمَانِ تَوَلَّيَا=فَعَلاَمَ بَعْدَ الصَّاحِبَيْنَ ثَوَائِي
لَمْ يَتْرُكَا بِرَدَاهُمَا غَيْرَ الشجَى=لأَخِيهِمَا مَا دَامَ في الأَحْيَاءِ
وَحِيالِيَ الخُلْطَاءُ إِلاّ أَنَّنِي=مُتَغَرِبٌ بِالعَهْدِ في خُلَطَائِي
أَيُرَادُ لِي مِنْ فَضْلِ مَا مَجُدَا بِهِ=إِرْثٌ إِذَنْ جَهِلَ الزَّمَانُ وَفَائِي
إِنْ نَحْيَ بِالذِّكْرَى فَلاَ تَبْدِيلَ في=صِفَةٍ وَلاَ تَغْيِيرَ في الأَسْمَاءِ
يَا صَاحِبَيَّ غَدَوْتُ مُنْذُ نَأَيْتُمَا=أَجِدُ الحَيَاةُ ثَقِيلَةَ الأَعْبَاءِ
لا لَيلَ عَافِيَةٍ هَجِعْتُ بِهِ وَلاَ=يَوْمٌ نَشِطْتُ بِهِ مِنَ الإِعْيَاءِ
أَنَا وَاحِدٌ في الجَازِعِينَ عَلَيْكُمَا=وَكَأَنَّمَا ذَاكَ البَلاءُ بَلاَئِي
فَإِذا بَدَا لَكُمَا قُصُورِي فَاعْذِرَا=أَوْ شَفَّعَا لي مُسْلَفَاتِ وَلاَئِي
مَهْلاً أَمِيرَ الشِّعْرِ غَيْرَ مُدَافَعٍ=وَمُعَزِّ دَوْلَتِهِ بِغَيْرِ مِرَاءِ
كَمْ أُمَّةٍ كَانَتْ عَلَى قَدْرِ الهَوَى=تَرْجُوكَ مَا شَاءَتْ لِطُولِ بَقَاءِ
مُتَمَكِّناً مِنْ نَفْسِهَا إِيمَانُهَا=إِنْ لَمْ تَكُنْ مِمَّنْ حَيُوا لِفَنَاءِ
فَإِذا المَنَايَا لَمْ تَزَلْ حَرْبَ المُنَى=وَإِذَا الرَّزِيئَةُ فَوقَ كُلِّ عَزَاءِ
في مِصْرَ بَلْ في الشَّرْقِ مِنْهَا لَوْعَةٌ=سَدَّتْ عَلَى السُّلوَانِ كُلَّ فَضَاءِ
أَتَرَى مَوَيْجَاتِ الأَثِيرِ كَأَنَّهَا=حَسْرَى بِمَا تُزْجِي مِنَ الأَنْبَاءِ
بَعَثَ الشَّرَارُ بِهَا ثِقَالاً لَوْ بَدَا=مَا حُمِّلَتْ لَبَدَتْ نَطِافَ دِمَاءِ
جَزَعُ الكِنَانَةِ كَادَ لاَ يَعْدُو وَأَسَى=أُمِّ القُرَى وَمنَاحَةَ الفَيْحَاءِ
وَبِحَضْرَمَوْتَ عَلَى تَنَائِي دَارِهَا=شَكْوَى كَشَكْوَى تُونُسَ الخَضْرَاءِ
بِالأَمْسِ كَانَ هَوَاكَ يَجْمَعُ شَمْلَهَا=في فُرقَةِ النَّزَعَاتِ وَالأَهْوَاءِ
وَاليَوْمَ فَتَّ رَدَاكَ في أَعْضَادِهَا=مَا أَجْلَبَ البَأْسَاءَ لِلبَأْسَاءِ
أَفْدِحْ بِمَا يَلْقَاهُ آلُكَ إِنْ يَكُنْ=جَزَعُ الأَبَاعِدِ جَلَّ عَنْ تَأْسَاءِ
حُرِمُوا أَباً بَرًّا نَمَوْا وَتَرَعْرَعُوا=مِنْ جَاهِهِ في أَسْمَحِ الأَفْيَاءِ
وَكَفَقْدِهِمْ فَقْدَ الغَرانِيقُ العُلَى=عَلَمَ الهُدَى لِلفِتْيَةِ النُّجَبَاءِ
وَكَرُزْئِهِمْ رُزِئَ الرِّجَالُ مُرَحِّباً=عَفَّ اللِّسَانِ مُهَذَبَ الإِيمَاءِ
يَتَنَاوَلُونَ مِنَ الصَّحَائِفِ وَحْيَهُ=فَتَكُونُ كُلُّ صَحِيفَةٍ كَلِوَاءِ
مَا عِشْتَ فِيهِمْ ظَلْتَ بُلْبُلَ أَيْكِهِمْ=في الأَمْنِ وَالرِّئْبَالَ في الَّلأْوَاءِ
لَكَ جَوُّكَ الرَّحْبُ الَّذِي تَخْلُو بِهِ=مُتَفَرِّداً وَالنَّاسُ في أَجْوَاءِ
عَذَلُوكَ في ذَاكَ التَّعَزُّلِ ضِلَّةً=إنَّ التَّعَزُّلَ شِيمَة النُّزَهَاءِ
مَا كَانَ شُغْلُكَ لَوْ درَوْا إِلاَّ بِهِمْ=لَكِنْ كَرِهْتَ مَشَاغِلَ السُّفَهَاءِ
وَلَعَلَّ أعْطَفَهُمْ عَلَيْهِمْ مَنْ دَنَا=بِالنَّفْعِ مِنْهُمْ وَهْوَ عَنْهُمْ نَاءِ
أَحْلَلْتَ نَفْسَكَ عِنْدَ نَفْسَكَ ذُرْوَةً=تَأْبَى عَلَيْهَا الخَسْفَ كُلَّ إِبَاءِ
فَرَعَيْتَ نَعْمَتَكَ الَّتِي أَثَّلْتَهَا=وَرَعَيْتَ فِيهَا جَانِبَ الفُقَرَاءِ
تَقْنِي حَيَاءَكَ عَالِماً عَنْ خِبْرًةٍ=إِنَّ الخَصَاصَةَ آفَةُ الأُدَباءِ
وَتَرَى الزَّكَاةَ لِذِي الثَّرَاءِ مَبَرَّةً=مِنْهُ بِهِ وَوَسِيلَةً لِزَكاءِ
كَمْ مِنْ يَدٍ أَسْدَيْتَهَا وَكَسَوْتَهَا=مُتَأَنِّقاً لُطْفَ اليَدِّ البَيْضَاءِ
عَصْرٌ تَقَضَّى كُنْتَ مِلْءَ عُيُونِهِ=في أَرْبَعِينَ بِمَا أفَدْتَ مِلاءِ
يَجْلُو نُبُوغُكَ كُلَّ يُوْمِ آيَةً=عَذْرَاءَ مِنْ آيَاتِهِ الغَرَّاءِ
كَالشَّمْسِ مَا آبَتْ أَتَتْ بِمُجَدَّدٍ=مُتَنَوَّعٍ مِنْ زِينَةٍ وَضِيَاءِ
هِبَةٌ بِهَا ضَنَّ الزَّمَانُ فَلَمْ تُتَحْ=إِلاَّ لأَفْذَاذِ مِنَ النُّبَغَاءِ
يَأْتُونَ في الْفَتَرَاتِ بُوعِدَ بَيْنَهَا=لِتَهَيُّؤِ الأَسْبَابِ في الأَثْنَاءِ
كَالأَنْبِيَاءِ وَمَنْ تَأَثَّرَ إِثْرَهُمْ=مِنْ عِلْيَةِ العُلَمَاءِ وَالحُكَمَاءِ
رَفَعَتْكَ بِالذِّكْرَى إلى أَعْلَى الذُّرَى=في الخُلْدِ بَيْنَ أُولَئِكَ العُظَمَاءِ
مَنْ مُسْعِدِي في وَصْفِهَا أَوْ مُصْعِدِي=دَرَجَاتِ تِلْكَ العِزَّةِ القَعْسَاءِ
وَمُطَوِّعٌ لِي مِنْ بَيَانِيَ مَا عَصَى=فأَقُولَ فِيكَ كَمَا تُحِبُّ رِثَائِي
لي فِيكَ مِنْ غُرَرِ المَدِيحِ شَوَاردٌ=أَدَّتْ حُقُوقَ عُلاَكَ كُلَّ أَدَاءِ
وَوَفَتْ قَوَافِيهَا بِمَا أَمْلَى عَلَى=قَلَمِي خُلُوصُ تَجِلَّتِي وَإِخَائِي
مَاذَا دَهَانِي اليَوْمَ حَتَّى لاَ أَرَى=إِلاَّ مَكَانَ تَفَجُّعِي وَبُكَائِي
شَوقِي لاَ تَبْعَدْ وَإنْ تَكُ نِيَّةٌ=سَتَطُولُ وَحْشَتُهَا عَلَى الرُّقَبَاءِ
تَاللهِ شَمْسُكَ لَنْ تَغِيبَ وَإِنَّهَا=لَتُنِيرُ في الإِصْبَاحِ وَالإِمْسَاءِ
هِيَ في الخَوَاطِرِ وَالسَّرَائِرِ تَنْجَلي=أَبَداً وَتَغْمُرُهُنَّ بِالَّلأْلاَءِ
وَالذُّخْرُ أَبْقَى الذُّخْرِ مَا خَلَّفْتَهُ=مِنْ فَاخِرِ الآثَارِ لِلأَبْنَاءِ
هُوَ حَاجَةُ الأَوْطَانِ مَا دَالَتْ بِهَا=دُوَلٌ مِنَ السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ
سَيُعَادُ ثُمَّ يُعَادُ مَا طَالَ المَدَى=وَيَظَلُّ خَيْرَ مَآثِرِ الآباءِ
يَكْفِي بَيَانَكَ أَنْ بَلَغْتَ مُوَفَّقاً=فِيهِ أَعَزَّ مَبَالِغِ القُدَمَاءِ
بَوَّأْتَ مِصْرَ بِهِ مَكَاناً نَافَسَتْ=فِيهِ مَكَانَ دِمَشقَ والزَّوْرَاءِ
وَرَدَدْتَ مَوْقِفَهَا الأخِيرَ مُقَدَّماً=في المَجْدِ بَيْنَ مَوَاقِفِ النُّظَرَاءِ
لَكَ في قَريضِكَ خُطَّةٌ آثَرْتَهَا=عَزَّتْ عَلَى الفُصَحَاءِ وَالبُلَغَاءِ
مِنْ أَيِّ بَحْرٍ دُرُّةُ مُتَصَيَّدٌ=وَسَنَاهُ مِنْ تَنْزِيلِ أَيِّ سَمِاءِ
ظَهَرَتْ شَمَائِلُ مِصْرُ فِيهِ بِمَا بِهَا=مِنْ رِقَّةٍ وَنُعُومَةٍ وَنَقَاءِ
ترْخِيمُهَا في لَحْنَهِ مُتَسَامَحٌ=وَنَعِيمُهَا في وَشْيِهِ مُتَرَاءِ
شِعْرٌ سَرَى مَسْرَى النَّسِيمِ بِلُطْفِهِ=وَصَفَا بِرَوْعَتِهِ صَفَاءَ المَاءِ
تَرِدُ العُيُونُ عُيُونَهُ مَشْتَفَّةً=وَيُصِيبُ فِيهِ السَّمْعُ رِيَّ ظِمَاءِ
وَيَكَادُ يُلمَسُ فِيهِ مَشْهُودُ الرُّؤى=وَيُحَسُّ هَمْسُ الظَّنِّ في الحَوْبَاءِ
في الجَوِّ يُؤْنِسُ مَنْ يُحَلِّقُ طَائِراً=وَالدَّوِّ يُؤْنِسُ رَاكِبَ الوَجْنَاءِ
عَجباً لِمَا صرَّفْتَ فِيهِ فُنُونَهُ=مِنْ فِطْنَةٍ خَلاَّبَةٍ وَذَكَاءِ
فَلِكُلِّ لَفْظٍ رَوْنَقٌ مُتَجَدِّدٌ=وَلِكُلِّ قَافِيَةٍ جَدِيدُ رُوَاءِ
يُجْلَى الْجَمَالُ بِهِ كَأَبْدَعِ مَا انْجَلَتْ=صُوَرٌ حِسَانٌ في حِسَانِ مَرَائِي
وَلَرُبَّمَا رَاعَ الحَقِيقَةَ رَسْمُهَا=فِيهِ فَمَا اعْتَصَمَتْ مِنَ الخُيَلاَءِ
حَيَّاكَ رَبُّكَ في الَّذِينَ سَمَوْا إلَى=أَمَلٍ فأَبْلَوْا فيهِ خَيْرَ بَلاَءِ
مِنْ مُلْهَمٍ أَدَّى أَمَانَةَ وَحْيِهِ=بِعَزِيمَةٍ غَلاَّبةٍ وَمَضَاءِ
مُتَجَشِّمٍ بِالصَّبْرِ دُونَ أَدَائِهَا=مَا سِيمَ مِنْ عَنَتٍ وَفَرطِ عَنَاءِ
لِلْعَبْقَرِيِّةِ قُوَّةٌ عُلوِيَّةٌ=في نَجْوَةٍ مِنْ نَفْسِهِ عَصْمَاءِ
كَمْ أخَرَجَتْ لأُولى البَصَائِرِ حِكْمَةً=مِمَّا أَلَمَّ بِهِ مِنَ الأَرْزَاءِ
حَتَّى إِذَا اشْتَعَلَ المَشِيبُ بِرَأْسِهِ=مَا زَادَ جَذْوَتَهَا سِوَى إِذْكَاءِ
فَالدَّاءُ يُنْحِلُ جِسْمَهُ وَنَشَاطُهَا=بِسُطُوعِهِ يُخْفِي نَشَاطَ الدَّاءِ
جِسْمٌ يُقَوِّضُهُ السَّقَامُ وَهَمُّسهَا=مُتَعَلِّقٌ بِالخَلْقِ وَالإِنْشَاءِ
عَجَباً لِعَامَيْهِ اللذَيْنِ قَضَاهُمَا=في الكَدِّ قَبْلَ الضَّجْعَةِ النَّكْرَاءِ
عَامَا نِزَاعٍ لَمْ تُهَادِنُ فِيهِمَا=نُذُرُ الرَّدَى وَشَوَاغِلُ البُرَحَاءِ
حَفَلاَ بِمَا لَمْ يَتَّسِعْ عُمْرٌ لَهُ=مِنْ بَاهِرِ الإِبْدَاعِ وَالإِبْدَاءِ
فَتْحٌ يَلي فَتْحاً وَصَرْحٌ بَاذِخٌ=في إِثْرِهِ صَرْحٌ وَطِيدُ بِنَاءِ
هَذا إلى فِطَنٍ يُقَصِّرُ دُونَهَا=مَجْهُودُ طَائِفَةٍ مِنَ الفُطَنَاءِ
مِنْ تُحْفَةٍ مَنْظُومَةٍ لِفُكَاهَةٍ=أَوْ طُرْفَةٍ مَنْظُومَةٍ لِغِنَاءِ
أَوْ سِيرَةٍ سِيقَتْ مَسَاقَ رِوَايَةٍ=لِمَوَاقِفِ التَّمِثيلِ وَالإلقَاءِ
تَجْرِي وَقَائِعُهَا فَتَجْلُو لِلنُّهَى=مِنْهَا مَغَازِيَ كُنَّ طَيَّ خَفَاءِ
فَإِذا الحَيَاةُ عُهِيدُهَا وَعِتِيدُهَا=مَزْجٌ كمزج المَاءِ وَالصَّهْبَاءِ
تَطْفُو حَقَائِقُهَا عَلَى أَوْهَامِهَا=وَتَسُوغُ خَالِصَةً مِنَ الأَقْذاءِ
يَا مَنْ صَحِبْتُ العُمْرَ أَشْهَدُ مَا نحا=في الشِّعْرِ مِنْ مُتَبَايِنِ الأَنْحَاءِ
إِنِّي لَيَحْضُرُنِي بِجُمْلَةِ حَالِهِ=مَاضِيكَ فِيهِ كَأَنَّهُ تِلقَائِي
مِنْ بَدْئِهِ وَحَجَاكَ يِفْتَحُ فُتْحَهُ=لِلحِقبَةِ الأدَبِيَّةِ الزَّهْرَاءِ
حَتَّى الخِتَامِ وَمِنْ مَفَاخِرِ مَجْدِهِ=مَا لَمْ يُتَحْ لِسِوَاكَ في الشُّعَرَاءِ
فَأَرَى مِثَالاً رَائِعاً في صُوَرَةٍ=لِلنِّيل تُمْلأُ مِنْهُ عَيْنُ الرَّائِي
أَلنِّيلُ يَجْرِي في عَقِيقٍ دَافِقٍ=مِنْ حَيْثُ يَنْبُعُ في الرُّبَى الشَّمَّاءِ
يَسْقِي سُهُولَ الرِّيفِ بَعْدَ حُزُونِهِ=وَيُدِيلُ عُمْرَاناً مِنَ الإقْوَاءِ
مَا يَعْتَرِضْهُ مِنَ الحَوَاجِزِ يَعْدُهُ=وَيَعُدْ إلىَ الإِرْوَاءِ وَالإِحيَاءِ
حَتَّى إِذا رَدَّ الفَيَافِيَ جَنَّةً=فِيمَا عَلاَ وَدَنَا مِنَ الأَرْجَاءِ
أَوْفَى عَلَى السَّدِّ الأَخِيرِ وَدُونَهُ=قُرْبَ المَصِيرِ إلىَ مُحِيطِ عَفَاءِ
فَطَغَى وَشَارَفَ مِنْ خِلاَفِ زَاخِراً=كَالبَحْرِ ذِي الإِزْبَادِ وَالإِرْغَاءِ
ثُمَّ ارْتَمَى بِفُيُوضِهِ مِنْ حَالِقٍ=في المَهْبِطِ الصَّادِي مِنَ الْجَرْعَاءِ
فَتَحَدَّرَتْ وَكَأَنَّ مُنْهَمِرَاتِهَا=خُصَلٌ مِنَ الأَنُوَارِ وَالأَنْدَاءِ
مَسْمُوعَةُ الإِيقَاعِ في أَقْصَى مَدًى=جَذْلَى بِمَا تُهْدِي مِنَ الآلاَءِ
إِنْ أَخْطَأَتْ قُطْراً مَوَاقِعُ غَيْثِهَا=أَحْظَتْهُ بِاللَّمَحَاتِ وَالأَصْدَاءِ
للهِ دَرُّ قَرِيحةٍ كانَتْ لَهَا=هَذِي النِّهَايَةُ مِنْ سَنىً وَسَنَاءِ
رَفَعَتْكَ مِنْ عَلْيَاءَ فانِيَةٍ إلىَ=مَا لَيْسَ بِالفَانِي مِنَ العَلياءِ

سمر محمد
12-14-2010, 09:12 AM
يَا فَتَى الفِتْيَانِ أَحْسَنْتَ البَلاَءْ
يَا فَتَى الفِتْيَانِ أَحْسَنْتَ البَلاَءْ=فِي المُبَارَاةِ وَحَقَّقْتَ الرَّجَاءْ
وَأَرَيْتَ الغَرْبَ مَا بِالشَّرْقِ مِنْ=قَدْرَةٍ يُبرِزُهَا حَينَ يَشَاءْ
فَخَلِيقٌ بِكَ أَنْ تُجْزَى كَمَا=جُزِيَ الأَبْطَالُ عِنْدَ القُدَمَاءْ
مِصْرُ مَا زَالَتْ عَلَى العَهْدِ حِمىً=لِلْحُمَاةِ الصَّادقِينَ الأُوْفِياءْ
لِشَبَابٍ كُلَّمَا نَادَاهُمُ=وَاجِبٌ لَبَّوا مِنَ الفَوْرِ النِّدَاءْ
لاَ يَضِنُّونَ بِمَجْهُودَاتِهِمْ=وَقَدِيماً لَمْ يَضِنُّوا بِالدِّمَاءْ
وَلَهُمْ فِي الذَّوْدِ عَنْ أَوْطَانِهِمْ=وَقَفَاتُ الصَّابرِينَ البُسَلاءْ
لَمْ تَفِتْهُمْ وَالْمَنَايَا دُونَهَا=نُصْرَةُ الحَقِّ بِعَزْمٍ وَإبَاءْ
أَثْبَتُوا أَنَّهُمُ إِنْ دُرِّبوا=صَالِحَ التَّدْرِيبِ جَدَّ الأَقْوِيَاءْ
فِي الرِّيَاضَاتِ لَهُمْ تَبْرِيزُهُمْ=فَإذَا اعْتَزُّوا فَلَيْسُوا أَدْعِيَاءْ
لَمْ تَنَلْ مِنْهُمْ مَنَالاً فِرَقٌ=غَلَبُوا فِيهَا قُرُومَ الغُرَبَاءْ
وَلَهُمْ مَا شَهِدَ الْخَلْقُ بِهِ=مِنْ ذَكَاءٍ وَثَبَاتٍ وَمَضَاءْ
لَيْسَ بِدْعاً مِنْهُمُ أَنْ يَحْتَفُوا=بِالَّذِي شَرَّفَهُمْ خَيْرَ احْتِفَاءْ
لِنَصِيرِ شَرَفٍ زَادَ اسْمُهُ=بِعَزِيزِ النَّصْرِ نُبْلاً وَازْدِهَاءْ
وَمَجَالاَتِ العُلَى شَتَّى فَفِي=كُلِّهَا مِصْرُ تُحَيِّي النُّبَهَاءْ
أَيُّهَا الحَامِلُ أَثْقالاً بِهَا=كُلُّ صِنْدِيدٍ شَدِيدِ الأَيْدِ نَاءْ
لَيْتَ لي مِنْ فَضْلِ مَا أُوتِيتَهُ=هِمَّةً تَحْمِلُ أَثْقَالَ الْبَقَاءْ
دَامَ رَبُّ العَرْشِ فِي أَعْلَى الذُّرُى=راسِخَ السُّدَّةِ خَفَّاقَ الْلِّوَاءْ
تَفْتَدِي الأَنْسَابُ مِنْهُ حَسَباً=نِيطَ مِنْ شَعْبِ بِأَسْبَابِ الوَلاءْ

سمر محمد
12-14-2010, 09:13 AM
مَضَيْتِ وَكُنْتِ دُنْيَاكِ رُوحاً
مَضَيْتِ وَكُنْتِ دُنْيَاكِ رُوحاً=مُعَذَّبَةً وَمَوْطِنُهَا السَّمَاءُ
وَكُنْتِ مِنَ الودَادِ مَكَانَ أُخْتي=وَكَانَ مُقَدَّساً ذَاكَ الإِخَاءُ
نُعَزِّي عَنْكِ أَبْنَاءً كِرَاماً=وَهُمْ لِقُلُوبِنَا عُنْكِ الْعَزَاءُ

سمر محمد
12-14-2010, 09:14 AM
جَمَعْتَ إلى البَأْسِ لِينّ الطِّبَاعِ
جَمَعْتَ إلى البَأْسِ لِينّ الطِّبَاعِ=وَفي السَّيْفِ لِينٌ وَفِيهِ المَضَاءْ
فَكُنْ قَائِداً أَوْ فَكُنْ شَاعِراً=فَحَدُّكَ فِي حَالَتَيْهِ سَوَاءْ

سمر محمد
12-14-2010, 09:15 AM
بَرَزَتْ فِي غِلاَلَةٍ بِيْضَاءِ
بَرَزَتْ فِي غِلاَلَةٍ بِيْضَاءِ=ذَاتُ نَسْجٍ مُفَوَّقٍ بِالضِّياءِ
حَوْلَهَا مِنْ لَدَاتِهَا أَيُّ سربٍ=فِي نِظَامِ مِنْ آنسَاتِ الظِّبَاءِ
تَرْتَقِي عَرَشَ سَعْدِهَا وَإلَيْهِ=تَتَخَطَّى مَعَارِجَ العَلْيَاءِ
يَا فَتَاةً تَفَرَّدَتْ بِجَمَالِ الخَلْقِ=وَالخُلْقِ وَاكتِمَالِ الذَّكَاءِ
وَكَفَاهَا مِنْ عِزَّةٍ أَنْ نَمَّاهَا=أَنْبَلُ الأُمَهَاتِ وَالآبَاءِ
لَكِ مِنْ صَفْوَةِ الشَّبَابِ خَطِيبٌ=نَابِهُ القَدْرِ ذُو حِجىً وَإِبَاءِ
حَظُّ هَذَا القِرَانِ مِنْ نِعَمِ اللهِ=وَحَظُّ القِرَانِ للأَكُفَّاءِ
فَاشْرِبَاهَا صَهْبَاءَ مِنْ عَهْدِ قَانَا=بُرِّئَتْ مِنْ مَكَارِهِ الصَّهْبَاءِ
إِنَّ رُوْحَيْكُمَا تَنَاشَدَتَا في الغَيْبِ=حَتَّى اطْمَأَنَّتَا بِاللِّقَاءِ
لِلْمُحِبِّينَ غَايَةٌ وَاَبْلَغَاهَا=هِيَ أَسْمَى رَغَائِبِ الأَحْيَاءِ

سمر محمد
12-14-2010, 09:16 AM
أَيَا مَنْ عِشْتِ عَيْشاً كُنْتِ فِيهِ
أَيَا مَنْ عِشْتِ عَيْشاً كُنْتِ فِيهِ=مِثَالاً لِلْفَضَائِلِ قَدْ تَرَاءَى
لِئَنْ أُوْدِعْتِ لَحْداً أرَّخُوهُ=لَقَدْ أَبْلَغْتِ بِالرُّوحِ السَّمَاءَ

سمر محمد
12-14-2010, 09:17 AM
قَبَسٌ بَدَا مِنْ جَانِبِ الصَّحْرَاءِ
قَبَسٌ بَدَا مِنْ جَانِبِ الصَّحْرَاءِ=هَلْ عَادَ عَهْدُ الْوَحْيِ فِي سِيناءِ
أَرْنُو إِلى الطُّورِ الأَشَمِّ فَأَجْتَلِي=إيماضَ بَرْقٍ وَاضِحَ الإِيمَاءِ
حَيْثُ الْغَمَامَةُ وَالْكَلِيمُ مَرَوَّعٌ=أَرْسَتْ وَقُوراً أَيَّمَا إِرْسَاءِ
دَكْنَاءُ مُثْقَلَةُ الْجَوَانِبِ رَهْبَةً=مَكْظُومَةُ النِّيرَانِ فِي الأَحْشَاءِ
حَتَّى تَكَلَّمَ رَبُّهَا فَتَمَزَّقَتْ=بَيْنَ الصَّوَاعِبِ فِي سَنىً وَسَنَاءِ
وَتَنَزَّلَتْ أَحْكَامُهُ فِي لَوْحِهَا=مَكْتُوبَةً آيَاتُهَا بِضِيَاءِ
أَتْرَى الْعِنَايَةَ بَعْدَ لأْيٍ هَيَّأَتْ=للشَّرْقِ مَنْجَاةً مِنَ الْغَمَّاءِ
فَأُتِيحَ فِي لَوْحِ الْوَصَايَا جَانِبٌ=خَالٍ لَمُؤْتَنَفِ مِنَ الإِيصَاءِ
وَتَخَلَّفَتْ بَيْنَ الرِّمَالِ مَظِنَّةٌ=لِتَفَجُّرٍ فِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ
قَدْ آنَ لِلْعَاشِينَ فِي ظَلْمَائِهِمْ=حِقْباً خُرُوجُهُمُ مِنَ الظَّلْمَاءِ
إِنَّي لِمَيْمُونُ النَّقِيبَةِ مُلْهَمٌ=إِبْرَاءُ زَمْنَاهُمْ وَرِيُّ ظِمَاءِ
إِنْ لَمْ يَقُدْهُمْ قَائِدٌ ذُو مِرَّةٍ=وَالبَأْسُ قَدْ يُنْجِي مِنَ البْأْسَاءِ
هَلْ مِنْ بَشِيرٍ أَوْ نَذِيرٍ قادِرٍ=مُتَبَيِّنٍ مِنْهُمْ مَكَانَ الدَّاءِ
يَهْدِيهُمُ سُبُلَ الرُّقِيِّ مُلاَئِماً=لِزَمانِهِمْ وَطَرائِقَ الْعَلْيَاء
أَلشَّاعِرِيَّةُ لاَ تَزَالُ كَعَهْدِها=بَعْدَ النُّبُوَّةِ مَهْبِطَ الإِيحَاءِ
وَالصَّوْتُ إِنْ تَدْعُ الْحَقِيقَةُ صَوْتُهَا=وَالنُّورُ نُورُ خَيَالِهَا الْوَضَّاء
يَا شَيْخَ سِينَاءَ الَّتي بُعِثَ الْهُدَى=مِنْ تِيهِهَا فِي آيَةٍ غَرَّاءِ
سَنَرَى وَأَنْتَ مُعَرِّبٌ عَنْ حَقِّهَا=كَيْفَ الموَاتُ يَفُوزُ بِالأَحْيَاءِ
هَذِي النِّيَابَةُ شَرَّفَتْكَ وَشَرَّفَتْ=بِكَ فِي الْبِلاَدِ مكَانَةَ الأُدَبَاءِ
قَأَهْنَأْ بِمَنْصِبِهَا الرَّفِيعِ وَإِنْ تَكُنْ=أَعْبَاؤُهَا مِنْ أَفْدَحِ الأَعْبَاءِ
حَسْبُ القَرِيضِ زِرَايَةً فَاثْأَرْ لَهُ=وَارْفَعْ بِنَاءَكَ فَوْقَ كُلِّ بِنَاءِ
وَأَرِ الأُلى جَارُوا عَلَى أَرْبَابِهِ=آفَاتِ تِلْكَ الخُطَّةِ العَوْجَاءِ
إِنَّ التَّوَاكُلَ وَالتَّخَاذُلَ وَالقِلَى=لأَقَلُّ مَا جَلَبَتْ مِنَ الأَرْزَاءِ
وَتَنَزُّلِ الأَقْوَامِ عَنْ أَخْطَارِهَا=وَتَعَسُّفِ الحُكِّامِ وَالكُبَرَاءِ
أَبْنَاءُ يَعْرُبَ فِي أَسىً مِنْ حِقْبَةٍ=شَقِيتَ بِهَا الآدابُ جِدَّ شَقَاءِ
جَنَفَ البُغَاةُ بِهَا عَلَى أَهْلِ النُّهَى=وَاسْتُعْبِدَ العُلَمَاءُ لِلْجُهَلاَءِ
وَتَخَيَّلَ السَّادَاتُ فِي أَقْوَامِهِمْ=شُعَرَاءَهَا ضَرْباً مِنَ الأُجرَاءِ
وَهُمُ الَّذِينَ تَنَاشَدُوا أَقْوَالَهُمْ=لِلْفَخْرِ آوِنَةً وَلِلتَّأْسَاءِ
وَبِفَضْلِهِمْ غُذِيَتْ غِرَاثُ عُقُولِهِمْ=مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ أَلَذَّ غِذَاءِ
وَبِنفحَةٍ مِنْهُمْ غَدَتْ أَسْمَاؤُهُمْ=مِنْ خَالِدَاتِ الذِّكْرِ فِي الأَسْمَاءِ
أصْلِحْ بِهِمْ رَأْيَ الأُولَى خَالُوهُمُ=آلاتِ تَهْنِئَةٍ لَهُمْ وَعَزَاءِ
وَلْتَشْهَدِ الأَوْطَانُ مَا حَسَنَاتُهُمْ=فِي المَنَصِبِ الْعَالِي وَفِي الإِثْرَاءِ
وَلْتَعْلَمِ الأَيَّامُ مَا هُوَ شأْنُهُمْ=فِي كُلِّ مَوْقِفِ عِزَّةٍ وَإِبَاءِ
يَا بَاعِثَ المَجْدِ الْقَدِيمِ بِشِعْرِه=وَمُجَدِّدَ الْعَرَبِيَّةِ الْعَربَاء
أَنْتَ الأَمِيرُ وَمَنْ يَكُنْهُ بِالْحِجَى=فَلَهُ بِهِ تِيهٌ عَلَى الأُمَرَاءِ
أَلْيَوْمَ عِيدُكَ وَهْوَ عِيدٌ شَامِلٌ=لِلضَّادِ فِي مُتَبَايَنِ الأَرْجَاءِ
فِي مِصْرَ يُنْشِدُ مِنْ بَنِيها مُنْشِدٌ=وَصَدَاهُ فِي الْبَحْرَيْنِ وَالزَّوْرَاءِ
عِيدٌ بِهِ اتَّحَدَتْ قُلُوبُ شُعُوبِهَا=وَلَقَدْ تَكُونُ كَثِيرَةُ الأَهْواءِ
كَمْ رِيمَ تَجْدِيدٌ لِغَابِرِ مَجْدِهَا=فَجَنَى عَلَيْهَ تَشَعُّبُ الآرَاءِ
مَا أَبْهَجَ الشَّمْسَ الَّتِي لاَحَتْ لَهَا=بَعْدَ الْقُنُوطِ وَطَالَعَتْ بِرجَاءِ
أَلشِّعْرُ أَدْنَى غَايَةً لَمْ يَسْتَطِعْ=إِدْنَاءَهَا عَزْمٌ وَحُسْنُ بَلاَءِ
مَا السِّحْرُ إِلاَّ شِعْرُ أَحْمَدَ مَالِكاً=مِنْهَا الْقِيَادَ بِلُطْفِ الاسْتِهْوَاءِ
قَدْ هَيَّأَتْ آيَاتُهُ لِوُفُودِهَا=فِي مِصْرَ عَنْ أُمَمٍ أَحَبَّ لِقَاءِ
لاَ يُوقِظَ الأَقْوَامَ إِلاَّ مُنْشِدٌ=غَردٌ يُنَبِّهُ نَائِمَ الأَصْدَاءِ
كَلاًّ وَلَيْسَ لَهَا فَخَارٌ خَالِصٌ=كَفَخَارِهَا بِنَوَابِغِ الشُّعَرَاءِ
يا مِصْرُ بَاهِي كُلَّ مِصْرٍ بِالأولَى=أَنْجَبْتِ مِنْ أَبْنَائِكِ الْعُظَمَاءِ
حَفَلُوا لأَحْمَدَ حَفْلَةً مَيْمُونَةً=لَمْ تَأْتِ في نَبَإٍ مِنَ الأَنْبَاءِ
مَا أَحْمَدٌ إلاَّ لِوَاءُ بِلاَدِهِ=فِي الشَّرْقِ يَخْفُقُ فَوْقَ كُلِّ لِوَاءِ
عَلَمٌ بِهِ الوَادِي أَنَافَ عَلَى ذُرىً=شُمِّ الْجِبَالِ بِذُرْوَةٍ شَمَّاءِ
بَسَمَتْ ذُؤَابَتُهُ وَمَا زَانَ الرُّبَى=فِي هَامَهَا كَالحِلْيَةِ الْبَيْضَاءِ
هَلْ فِي لِدَاتٍ أَبِي عَلِيٍّ نِدُّهُ=إِنْ يَصْدُرَا عَنْ هِمَّةٍ وَمَضَاءِ
أَوْ شَاعِرٍ كَأَبِي حُسَيْنٍ آخِذٍ=مِنْ كُلِّ حَالٍ مَأْخَذَ الْحُكَمَاءِ
فَهِمَ الحَيَاةَ عَلَى حَقِيقَةِ أَمْرِهَا=فأَحَبَّهَا مَوْفُورَةَ النَّعْمَاءِ
يَجْنِي دَوَانِيهَا وَلاَ يَثْنِيهِ مَا=دُونَ القَواصِي مِنْ شَدِيدِ عَنَاءِ
يقْضِي مُنَاهُ أَنَاقَةً فِي عيْشِهِ=وَيَفِيَ بِحَقِّ المَجْدِ أَيَّ وَفَاءِ
عَظُمَتْ مَوَاهِبُهُ وَأَحْرَزَ مَا اشْتَهَى=مِنْ فِطْنَةٍ خَلاَّبَةٍ وَذَكَاءِ
إِنْ تَلْقَهُ تَلْقَ النُّبُوغَ مُمَثَّلاً=فِي صُورَةِ لَمَّاحَةِ اللَّأْلاَءِ
طُبِعَتْ مِنَ الحُسْنِ العَتِيقِ بِطَابَعٍ=وَضَّاحِ آيَاتٍ بَدِيعِ رُوَاءِ
زَانَ الخَيَالُ جَمَالَهَا بِسِمَاتِهِ=وَأَعَارَهَا قَسَمَاتِهِ لِبَقَاءِ
واليَوْمَ إِذْ وَلَّى الصَّبَا لَمْ يَبْقَ مِنْ=أَثَرٍ عَلَيْهَا عَالِقٍ بَفَنَاءِ
لاَ شَيءَ أَرْوَعُ إِذْ تَكُونُ جَلِيسَهُ=مِنْ ذلِكَ الرَّجُلِ القَرِيبِ النَّائِي
أَبَداً يُقَلَّبُ نَاظِرَيْهِ وَفِيهِمَا=تَقْلِيبُ أَمْوَاجٍ مِنَ الأَضْوَاءِ
يرَنْو إِلى العَلْيا بِسَامي طَرْفِهِ=وَيُلاَحِظُ الدُّنْيَا بِلاَ إِزْرَاءِ
يُغْضِي سَمَاحاً عنْ كَثِيرٍ جَفْنُهُ=وَضَمِيرُهُ أَدْنَى إِلى الإِغْضَاءِ
فَإِذَا تُحَدِّثُهُ فَإِنَّ لَصَوْتَهَ=لَحْناً رَخِيمَ الْوَقْعِ في الْحَوْبَاءِ
فِي نُطْقِهِ الدُّرُّ النَفِيسُ وَإِنَّمَا=تَصْطَادُهُ الأَسْمَاعُ بِالإِصْغَاءِ
لَكِنَّ ذَاكَ الصَّوْتَ مِنْ خَفْضٍ بِهِ=يَسْمُو الْحِفَاظُ بِهِ إِلى الْجَوْزَاءِ
أَعْظِمْ بِشَوْقِي ذَائِداً عَنْ قَوْمِهِ=وَبِلاَدِهِ فِي الأَزْمَةِ النَّكْرَاءِ
لَتَكَادُ تَسْمَعُ مِنْ صَريرِ يَرَاعِهِ=زأْراً كَزَأْرِ الأُسْدِ فِي الْهَيْجَاءِ
وَتَرَى كَأّزْنِدَةٍ يَطِيرُ شَرَارُهَا=مُتَدَارِكاً فِي الأَحْرُفِ السَّوْدَاءِ
وَتُحِسُّ نَزْفَ حُشَاشَةٍ مَكْلُومَةٍ=بِمَقَاطِرِ الْياقُوتَةِ الحُمْرَاءِ
فِي كُلِّ فَنٍ مِنْ فُنُونِ قَرِيضِهِ=مَا زَالَ فَوْقَ مَطَامِعِ النُّظَرَاءِ
أَمَّا جَزَالَتُهُ فَغَايَةُ مَا انْتَهَتْ=شَرَفاً إِليْهِ جَزَالَةُ الفُصَحَاءِ
وَتَكَادُ رِقَّتُهُ تَسِيلُ بِلَفْظِهِ=فِي المُهْجَةِ الظَّمْأَى مَسِيلَ المَاءِ
لَوْلاَ الْجَديدُ مِنَ الْحَلَى فِي نَظْمِهِ=لَمْ تَعْزُهُ إِلاَّ إِلى الْقُدَمَاءِ
نَاهِيكَ بِالْوَشْيِ الأَنِيقِ وَقَدْ زَهَا=مَا شَاءَ فِي الدِّيبَاجَةِ الْحَسْنَاءِ
يَسْرِي نَسِمُ اللُّطْفِ فِي زِينَاتِهَا=مَسْرَى الصِّبَا فِي الرَّوْضَةِ الْغَنَّاءِ
هَتَكَتْ قَريحَتُهُ السُّجُوفَ وَأَقْبَلَتْ=تَسْبِي خَبَايَا النَّفْسِ كلَّ سِبَاءِ
فَإِذَا النَّوَاظِرُ بَيْنَ مُبْتَكرَاتِهِ=تُغْزَى بِكُلِّ حَيِية عَذْرَاءِ
فِي شدْوِهِ وَنُوَاحِهِ رَجْعٌ لِمَا=طَوِيَتْ عَلَيْهِ سَرَائِرُ الأَحْيَاءِ
هَلْ فِي السَّمَاعِ لِبَث آلامِ الْجَوَى=كَنُوَاحِهِ وَكَشَدْوِهِ بِغِنَاءِ
يشْجِي قَدِيمُ كَلاَمِهِ كَجَدِيدهِ=وَأَرَى الْقَدِيمَ يَزِيدُ فِي الإِشْجَاءِ
فَمِنَ الْكَلاَمِ مُعَتَّقٌ إِنْ ذُقْتَهُ=ألْفَيْتَهُ كَمُعَتَّقِ الصَّهْبَاءِ
مَلأَتْ شَوَارِدُهُ الْحَوَاضِرَ حِكْمَةً=وَغَزَتْ نُجُوعَ الْجَهْلِ فِي البَيْدَاءِ
وَتُرَى الدَّرَارِي فِي بُحُورِ عَرُوضَهِ=وَكَأّنَّهُنَّ دَنَتْ بِهِنَّ مَرَائِي
كَمْ فِي مَوَاقِفِهِ وَفِي نَزَعَاتِهِ=مِنْ مُرْقِصَاتِ الْفَنِّ وَالإِنْشَاءِ
كَمْ فِي سَوَانِحِهِ وَفِي خَطَرَاتِهِ=مِنْ مُعْجِزَاتِ الْخَلْقِ وَالإِبْدَاءِ
رَسَمَ النُّبُوغُ لَهُ بِمُخْتَلِفَاتِهَا=صُوَراً جَلاَئِلَ فِي عُيُون الرَّائِي
أَلمَمْتُ مِنْ شَوْقِي بِنَحُوٍ وَاحِدٍ=وَجَلاَلُهُ مُتَعَدِّدُ الأَنْحَاءِ
مَلأَتْ مَحَاسِنُهَا قُلُوبَ وَلاَتِهِ=وَتَثَبَّتَتْ فِي أَنْفْسِ الأَعْدَاءِ
لِلهِ شَوْقِي سَاجِياً أَوْ ثَائِراً=كَاللَّيْثِ وَالْبُرْكَانِ وَالدَّأْمَاءِ
لِلهِ شَوْقِي فِي طَرَائِقِ أَخْذِهِ=بِطَرَائِفِ الأَحْوَالِ وَالأَشْيَاءِ
فِي لَهْوِهِ وَسُرُورِهِ فِي زُهْوِهِ=وَغُرُورِهِ فِي الْبَثِّ وَالإِشْكَاءِ
فِي حُبِّهِ للِنِّيلِ وَهْوَ عِبَادَةٌ=للِرَازِقِ الْعُوَّادِ بِالآلاَءِ
فِي بِرِّهِ بِبِلاَدِهِ وَهِيَامِهِ=بِجَمَالِ تَلْكَ الْجَنَّةِ الْفَيْحَاءِ
فِي وَصْفَهِ النْعَمَ التِي خصت بِهَا=مِن حُسْنِ مُرْتَبُعٍ وَطِيبِ هَوَاءِ
فِي ذِكْرِهِ مُتَبَاهِياً آثَارَهَا=وَمَآثِرَ الأَجْدَادِ وَالآباءِ
فِي فَخْرِهِ بِنُهُوضِهَا حَيْثُ الرَّدَى=يَهْوِي بِهَامِ شَبَابِهَا النُّبَهَاءِ
فِي شُكْرِهِ لِلْمَانِعِينَ حِياَضَهَا=وَحُمَاةِ بَيْضَتِهَا مِنَ الشُّهَدَاءِ
فِي حَثَّهِ أَعْوَانَ وَحْدَتِهَا عَلَى=وُدٍّ يُؤَلِّفُ شَمْلَهُمْ وَإِخَاءِ
مَتَثَبِّتِينَ مِنَ الْبِنَاءِ برُكْنِهِ=لِتَمَاسُكِ الأَعْضَادِ وَالأَجْزَاءِ
فِي نُصْحِهِ بِالعِلْمِ وَهْوَ لأَهْلِهِ=حِرْزٌ مِنَ الإِيهَانِ وَالإِيهَاءِ
فِي وَصْفِهِ الآيَاتِ مِمَّا أبْدَعَتْ=أُممٌ يَقِظْنَ وَنَحْنُ فِي إِغْفَاءِ
وَصْفٌ تَفَنَّنَ فِيهِ يُغْرِي قَوْمَهُ=بِالأَخْذِ عَنْهَا أشْرَفَ الإِغْراءِ
لَمْ يُبْقِ مِنْ عَجَبٍ عُجَابٍ خَافِياً=فِي بَطْنِ أَرْضٍ أَوْ بِظَهْرِ سَمَاءِ
هَذَا إِلى مَا لاَ يُحِيطُ بِوَصْفِهِ=فِكْرِي وَدُونَ أَقَلَّهِ إِطْرَائِي
بَلَغتْ خِلاَلُ الْعَبْقَرِيَّةِ تِمَّهَا=فِيهِ وَجَازَتْ شَأْوَ كُلِّ ثَنَاءِ
فَإذَا عَيِيتُ وَلَمْ أَقُمْ بِحُقُوقِهَا=فَلَقَدْ يَقُومُ الْعُذْرُ بالإِبْلاءِ
مَاذَا عَلَى مُتَنَكِّبٍ عَنْ غَايَةٍ=وَالشَّوْطُ لِلأَنْدادِ والأَكْفَاءِ
أًعَلِمْتَ مَا مِنّي هَوَاهُ وَإِنَّهُ=لَنَسِيجُ عُمْرٍ صَدَاقَةٍ وَفِدَاءِ
أَيْ حَافِظَ الْعَهْدِ الَّذِي أَدْعُو وَمَا=أَخْشَى لَدَيْهِ أَنْ يَخِيبَ دُعَائِي
أَدْرِكْ أَخاكَ وَأَوْلِهِ نَصْراً بِمَا=يَنْبُو بِهِ إِلاَّكَ فِي الْبُلَغَاءِ
جل المَقَامُ وقَدْ كَبَتْ بِي هِمَّتي=فَأَقِلْ جَزَاكَ اللهُ خَيْرَ جَزَاءِ
يَأْبَى عَلَيْكَ النُّبْلُ إِلاَّ أَنْ تُرَى=فِي أَوَّلِ الْوَافِينَ لِلزُّمَلاَءِ
وَالشَّرْقُ عَالِي الرَّأْسِ مَوْفُوُرُ الرِّضَى=بِرِعَايَةِ النُّبَغَاءِ لِلنُّبَغَاءِ
يَا مَنْ صَفَا لِي وُدُّهُ وَصَفَا لَهُ=وُدِّي عَلَى السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ
فَأَعَزَّنِي يَوْمَ الْحِفَاظِ وَلاَؤُه=وَأَعَزَّهُ يَوْمَ الْحِفَاظِ وَلاَئِي
وَعَرَفْتُ فِي نَادِي الْبَيَانِ مَكَانَهُ=وَمَكَانُهُ الأَسْنَى بِغَيْرِ مِرَاءِ
يَهْنِيكَ هَذَا الْعِيدُ دُمْ مُسْتَقْبِلاً=أَمْثَالَهُ فِي صِحَّةِ وَصَفَاءِ

سمر محمد
12-14-2010, 09:18 AM
يَا عَزِيزَيْنَا اللَّذَيْنِ اقْتَرَنَا
يَا عَزِيزَيْنَا اللَّذَيْنِ اقْتَرَنَا=لِيَكُنْ عَيْشُكُمَا عَيْشَ صَفَاءْ
خَيْرَ مَا يَدْعُو الْمُحِبُّونَ بِهِ=لَكُمَا نَسْلَ كَرِيمٍ وَرِفَاءْ
أَنَّ أَدْلِينَ عَرُوسٌ كَمُلَتْ=بِمَعَانٍ خَيْرِ مَا فيها الوَفَاءْ
وَدِمِتْرِي ذُو خِصَالٍ يُزْدَهَى=بِحِلاَهَا الصَّادِقُونَ الشُّرَفَاءْ