مها يوسف
12-27-2010, 11:09 AM
غابة الأرز والتزلج في لبنان
التزلّج في الأرز
قد يفوق مركز التزلّج في الأرز سائر مراكز التزلّج في
لبنان (http://www.3iny3ink.com/forum/t76971.html)بروعة مشاهدة ونوعية ثلجه. وتنتظم مسارب التزلّج على منحدرات مدرج طبيعي يحتفظ بثلوجه طيلة نحو خمسة أشهر، بين كانون الأول (ديسمبر) ونيسان (أبريل) من كل عام
وتعود بدايات رياضة التزلّج على الثلج في الأرز إلى أيام الانتداب، عندما أقام الجيش الفرنسي مدرسة تزلّج على مقربة من أحمة الأرز، ما تزال منشآتها قائمة وهي اليوم تابعة للجيش اللبناني. وفي المركز خمسة مصاعد تؤمن وصول المتزلجين إلى أعالي المسارب، بالإضافة إلى بعض المصاعد والمسارب المخصصة للأطفال. ومن الممكن الحصول على معدات التزلّج من المحلات المخصصة لذلك في المركز، ناهيك عن المدربين المحترفين
والمركز مجهّز بعدد من الفنادق والمطاعم ومحلات بيع المأكولات السريعة، بالإضافة إلى ما تقدمه المنشآت المماثلة في بلدة "بشري" التي لا تبعد عن المركز أكثر من ربع ساعة
http://www.habeeb.com/images/lebanon.faraya.005.snow.skiing.jpg
http://www.lebanon.ms/vb/imagehosting/15744ce2790885b6b.jpg
http://aljazeeratalk.net/upload/1/1175568380.jpg
http://www.al-hakawati.net/arabic/civilizations/images/lebanonsouth8.jpg
http://www.aawsat.com/2009/02/25/images/travel1.508508.jpg
منذ القدم والأرز ولبنان توأمان. وما زالت غابة أشجار الأرز الألفية تشكل إحدى أبرز المناطق السياحية اللبنانية. ويمكن بلوغ منطقة الأرز انطلاقاً من البقاع أو من الساحل. فالطريق الأولى تنطلق من بلدة "دير الأحمر" الواقعة عند السفوح الشرقية من سلسلة جبال
لبنان (http://www.3iny3ink.com/forum/t76971.html)الغربية، فتتسلق منعطفاتها المشرفة على سهل البقاع. وكلما اقتربت الطريق من القمة، ازداد الهواء نقاء والجو انتعاشاً وأصبح بالإمكان مشاهدة بعض المثلجات الصغيرة التي بقيت صامدة في وجه حرارة الصيف. ومع بلوغ القمة ينفتح أمام الناظر مشهد رائع يمتد ليشمل غابة الأرز ومحطة التزلج وليغوص في أعماق "وادي قاديشا" ويصل إلى البحر. غير أن هذه الطريق الجميلة تبقى مقفلة في فصل الشتاء بسبب تراكم الثلوج عليها
أما الطريق الأخرى، وهي الأقصر، فتنطلق من "شكا" إلى "بشري"، ومنها تتشعب إلى طريقين يوصلان كلاهما إلى بقعة الأرز التي لا تبعد عن "بشري" أكثر من سبعة كيلومترات. فالأولى، وهي طريق قديمة، تمتاز بتعرجاتها الضيقة، تسمح للزائر ببلوغ "مغارة قاديشا" وهو في طريقه إلى الأرز. أما الأخرى، فهي أكثر حداثة وتجهيزاً بحيث أنها تبقى سالكة في أيام الشتاء. وأيا كانت الطريق، فسينعم الزائر بالمناظر الخلابة، لا سيما عندما يبدأ الضباب بالتوغل في أحشاء الوديان
بالوصول إلى "الأرز" تطالعك الفنادق والمطاعم والملاهي التي تؤلف مركز استجمام يعمل على مدار السنة، ويلجأ إليه الهاربون من الحر والرطوبة صيفاً والراغبون في التزلج على الثلج شتاء. ولا تبعد غابة الأرز أكثر من كيلومتر واحد عن هذا المركز، عبر طريق تقوم على جانبيها المطاعم الصغيرة ودكاكين التذكارات
وتؤدي هذه الطريق عينها إلى مركز التزلج الذي يبلغ ارتفاعه 2،066 متراً فوق السطح البحر، ومن بعده إلى البقاع
الأرز في التاريخ
لقد فعل التاريخ فعله في أرزلبنان (http://www.3iny3ink.com/forum/t76971.html)ولم يترك فيه إلا غابة صغيرة يمكن اعتبارها بمثابة ذخيرة متبقية من الغابات القديمة التي كانت تغطي الجبل والتي كانت تتألف بغالبيتها من الأرز والسرو والصنوبر والسنديان
لعب الأرز دوراً بارزاً في ثقافة الشرق الأدنى القديم، كما في تجارته وطقوسه الدينية، بحيث ورد ذكره في التوراة وفي نصوص قديمة أخرى. وقد بدأ استثمار أخشاب الأرز بشكل مكثّف منذ الألف الثالث ق.م. عندما أخذت مدن الساحل الكنعاني تصدره إلى مصر. وكان هذا الخشب بشكل جزءاً رئيسياً من الجزية التي كانت المدن-الدويلات الكنعانية-الفينيقية تدفعه عبر العصور المتعاقبة إلى غزاتها الأشوريين والبابليين والفرس. وكان الفينيقيون يصنعون منه سفنهم، كما أن سليمان طلب من حيرام الصوري تزويده بكميات منه لبناء قصره وهيكله. وفي إحدى الكتابات التي خلّفها، يفاخر الملك الأشوري "سنحاريب" (715-681 ق.م.) بأنه توغل في أعالي جباللبنان (http://www.3iny3ink.com/forum/t76971.html)وقطع بيديه أجمل أرزاته وسرواته وأعظمها. وكذلك فعل من بعده الملك البابلي "نابو قد نصر" (605-562 ق.م.) وكان القدماء يرغبون في الأرز بسبب عبيره ومتانته وطول جذوعه، فيستعملون خشبه في بناء السفن كما في سقف القصور والمعابد، ناهيك عن استعمال زيته في طقوس التحنيط وصمغه كمادة عازلة
وفي غضون القرن الثاني م.، عمد الامبراطور الروماني "هادريانوس" (117-138م.) إلى اتخاذ تدابير في شأنها حماية عدد من أصناف الأشجار التي كانت تنمو في جبال لبنان. وقد أوكل إلى عدد من فرق المساحة بمسح الأحراج والغابات بهدف تحديد الأصناف التي كان قطعها ممنوعاً والتي كانت تُعتبر بمثابة محمية امبراطورية، وهي الأرز والصنوبر والعرعر والسنديان. وما تزال صخور جباللبنان (http://www.3iny3ink.com/forum/t76971.html)تحمل ما يزيد عن مئتي كتابة من تلك الكتابات المرموقة التي كان من شأنها تذكير حطابي تلك الأيام بواجباتهم. ومن المؤسف حقاً أن يعمد بعض القرويين والرعاة والحطابين إلى تدمير هذه الرُقُم أو تشويهها أو نسفها ظناً منهم بأنها إشارات تدلّ على كنوز دفينة
منطقة الأرز
تذخر منطقة الأرز بمواقع طبيعية وتاريخية مثيرة للاهتمام. وقد لا يلزم الزائر أكثر من نصف ساعة لينتقل من علوّ 3000 متر إلى ما دون 1000 متر حيث يبلغ أعماق وادي قاديشا. وتعجّ المنطقة بالأنهر والينابيع والشلالات والأشكال الطبيعية الأخرى إلى جانب الكنائس والأديار والصوامع الصخرية، ناهيك عن القرى المضيافة
تسلّق أعلى قمم لبنان
يمكن بلوغ "القرنة السوداء" التي يصل ارتفاعها إلى 3088 م. فوق سطح البحر سيراً على الأقدام انطلاقاً من مركز التزلج في الأرز. وبعد السير نحو ساعتين بمحاذاة خط المصعد الكهربائي، يطالعك كوخ صغير يمكنك أن تنطلق منه باتجاه الشمال لتصل بعد نحو ساعة إلى القمة عبر درب تواكبها بعض المثلجات الصغيرة التي ما زالت تحتفظ بثلوج الشتاء السابق
أما الطريق الأسهل لبلوغ القمة، فهي التي يمكن سلوكها بواسطة سيارات مجهزة بأربعة دواليب دافعة انطلاقاً من "ضهر القضيب"، وهي النقطة الأعلى على الطريق المؤدية من الأرز إلى بلدة "اليمونة" البقاعية
ومن القمة، عند الموضع المشار إليه بمثلث معدني، يمكن مشاهدة الساحل اللبناني بطوله، وقد يمتد النظر في بعض الأوقات التي يكون فيها الجو مؤاتياً ليصل إلى جزيرة قبرص
التزلّج في الأرز
قد يفوق مركز التزلّج في الأرز سائر مراكز التزلّج في
لبنان (http://www.3iny3ink.com/forum/t76971.html)بروعة مشاهدة ونوعية ثلجه. وتنتظم مسارب التزلّج على منحدرات مدرج طبيعي يحتفظ بثلوجه طيلة نحو خمسة أشهر، بين كانون الأول (ديسمبر) ونيسان (أبريل) من كل عام
وتعود بدايات رياضة التزلّج على الثلج في الأرز إلى أيام الانتداب، عندما أقام الجيش الفرنسي مدرسة تزلّج على مقربة من أحمة الأرز، ما تزال منشآتها قائمة وهي اليوم تابعة للجيش اللبناني. وفي المركز خمسة مصاعد تؤمن وصول المتزلجين إلى أعالي المسارب، بالإضافة إلى بعض المصاعد والمسارب المخصصة للأطفال. ومن الممكن الحصول على معدات التزلّج من المحلات المخصصة لذلك في المركز، ناهيك عن المدربين المحترفين
والمركز مجهّز بعدد من الفنادق والمطاعم ومحلات بيع المأكولات السريعة، بالإضافة إلى ما تقدمه المنشآت المماثلة في بلدة "بشري" التي لا تبعد عن المركز أكثر من ربع ساعة
http://www.habeeb.com/images/lebanon.faraya.005.snow.skiing.jpg
http://www.lebanon.ms/vb/imagehosting/15744ce2790885b6b.jpg
http://aljazeeratalk.net/upload/1/1175568380.jpg
http://www.al-hakawati.net/arabic/civilizations/images/lebanonsouth8.jpg
http://www.aawsat.com/2009/02/25/images/travel1.508508.jpg
منذ القدم والأرز ولبنان توأمان. وما زالت غابة أشجار الأرز الألفية تشكل إحدى أبرز المناطق السياحية اللبنانية. ويمكن بلوغ منطقة الأرز انطلاقاً من البقاع أو من الساحل. فالطريق الأولى تنطلق من بلدة "دير الأحمر" الواقعة عند السفوح الشرقية من سلسلة جبال
لبنان (http://www.3iny3ink.com/forum/t76971.html)الغربية، فتتسلق منعطفاتها المشرفة على سهل البقاع. وكلما اقتربت الطريق من القمة، ازداد الهواء نقاء والجو انتعاشاً وأصبح بالإمكان مشاهدة بعض المثلجات الصغيرة التي بقيت صامدة في وجه حرارة الصيف. ومع بلوغ القمة ينفتح أمام الناظر مشهد رائع يمتد ليشمل غابة الأرز ومحطة التزلج وليغوص في أعماق "وادي قاديشا" ويصل إلى البحر. غير أن هذه الطريق الجميلة تبقى مقفلة في فصل الشتاء بسبب تراكم الثلوج عليها
أما الطريق الأخرى، وهي الأقصر، فتنطلق من "شكا" إلى "بشري"، ومنها تتشعب إلى طريقين يوصلان كلاهما إلى بقعة الأرز التي لا تبعد عن "بشري" أكثر من سبعة كيلومترات. فالأولى، وهي طريق قديمة، تمتاز بتعرجاتها الضيقة، تسمح للزائر ببلوغ "مغارة قاديشا" وهو في طريقه إلى الأرز. أما الأخرى، فهي أكثر حداثة وتجهيزاً بحيث أنها تبقى سالكة في أيام الشتاء. وأيا كانت الطريق، فسينعم الزائر بالمناظر الخلابة، لا سيما عندما يبدأ الضباب بالتوغل في أحشاء الوديان
بالوصول إلى "الأرز" تطالعك الفنادق والمطاعم والملاهي التي تؤلف مركز استجمام يعمل على مدار السنة، ويلجأ إليه الهاربون من الحر والرطوبة صيفاً والراغبون في التزلج على الثلج شتاء. ولا تبعد غابة الأرز أكثر من كيلومتر واحد عن هذا المركز، عبر طريق تقوم على جانبيها المطاعم الصغيرة ودكاكين التذكارات
وتؤدي هذه الطريق عينها إلى مركز التزلج الذي يبلغ ارتفاعه 2،066 متراً فوق السطح البحر، ومن بعده إلى البقاع
الأرز في التاريخ
لقد فعل التاريخ فعله في أرزلبنان (http://www.3iny3ink.com/forum/t76971.html)ولم يترك فيه إلا غابة صغيرة يمكن اعتبارها بمثابة ذخيرة متبقية من الغابات القديمة التي كانت تغطي الجبل والتي كانت تتألف بغالبيتها من الأرز والسرو والصنوبر والسنديان
لعب الأرز دوراً بارزاً في ثقافة الشرق الأدنى القديم، كما في تجارته وطقوسه الدينية، بحيث ورد ذكره في التوراة وفي نصوص قديمة أخرى. وقد بدأ استثمار أخشاب الأرز بشكل مكثّف منذ الألف الثالث ق.م. عندما أخذت مدن الساحل الكنعاني تصدره إلى مصر. وكان هذا الخشب بشكل جزءاً رئيسياً من الجزية التي كانت المدن-الدويلات الكنعانية-الفينيقية تدفعه عبر العصور المتعاقبة إلى غزاتها الأشوريين والبابليين والفرس. وكان الفينيقيون يصنعون منه سفنهم، كما أن سليمان طلب من حيرام الصوري تزويده بكميات منه لبناء قصره وهيكله. وفي إحدى الكتابات التي خلّفها، يفاخر الملك الأشوري "سنحاريب" (715-681 ق.م.) بأنه توغل في أعالي جباللبنان (http://www.3iny3ink.com/forum/t76971.html)وقطع بيديه أجمل أرزاته وسرواته وأعظمها. وكذلك فعل من بعده الملك البابلي "نابو قد نصر" (605-562 ق.م.) وكان القدماء يرغبون في الأرز بسبب عبيره ومتانته وطول جذوعه، فيستعملون خشبه في بناء السفن كما في سقف القصور والمعابد، ناهيك عن استعمال زيته في طقوس التحنيط وصمغه كمادة عازلة
وفي غضون القرن الثاني م.، عمد الامبراطور الروماني "هادريانوس" (117-138م.) إلى اتخاذ تدابير في شأنها حماية عدد من أصناف الأشجار التي كانت تنمو في جبال لبنان. وقد أوكل إلى عدد من فرق المساحة بمسح الأحراج والغابات بهدف تحديد الأصناف التي كان قطعها ممنوعاً والتي كانت تُعتبر بمثابة محمية امبراطورية، وهي الأرز والصنوبر والعرعر والسنديان. وما تزال صخور جباللبنان (http://www.3iny3ink.com/forum/t76971.html)تحمل ما يزيد عن مئتي كتابة من تلك الكتابات المرموقة التي كان من شأنها تذكير حطابي تلك الأيام بواجباتهم. ومن المؤسف حقاً أن يعمد بعض القرويين والرعاة والحطابين إلى تدمير هذه الرُقُم أو تشويهها أو نسفها ظناً منهم بأنها إشارات تدلّ على كنوز دفينة
منطقة الأرز
تذخر منطقة الأرز بمواقع طبيعية وتاريخية مثيرة للاهتمام. وقد لا يلزم الزائر أكثر من نصف ساعة لينتقل من علوّ 3000 متر إلى ما دون 1000 متر حيث يبلغ أعماق وادي قاديشا. وتعجّ المنطقة بالأنهر والينابيع والشلالات والأشكال الطبيعية الأخرى إلى جانب الكنائس والأديار والصوامع الصخرية، ناهيك عن القرى المضيافة
تسلّق أعلى قمم لبنان
يمكن بلوغ "القرنة السوداء" التي يصل ارتفاعها إلى 3088 م. فوق سطح البحر سيراً على الأقدام انطلاقاً من مركز التزلج في الأرز. وبعد السير نحو ساعتين بمحاذاة خط المصعد الكهربائي، يطالعك كوخ صغير يمكنك أن تنطلق منه باتجاه الشمال لتصل بعد نحو ساعة إلى القمة عبر درب تواكبها بعض المثلجات الصغيرة التي ما زالت تحتفظ بثلوج الشتاء السابق
أما الطريق الأسهل لبلوغ القمة، فهي التي يمكن سلوكها بواسطة سيارات مجهزة بأربعة دواليب دافعة انطلاقاً من "ضهر القضيب"، وهي النقطة الأعلى على الطريق المؤدية من الأرز إلى بلدة "اليمونة" البقاعية
ومن القمة، عند الموضع المشار إليه بمثلث معدني، يمكن مشاهدة الساحل اللبناني بطوله، وقد يمتد النظر في بعض الأوقات التي يكون فيها الجو مؤاتياً ليصل إلى جزيرة قبرص