محمود فالح مهيدات
02-15-2011, 11:15 AM
سفينةُ الدِّينِ
حَمْدًا لكَ اللّــه تعظيمــاً وتنزيهَــا = يا مالـكَ المُلـكِ والدُّنيـا ومَا فيهَـا
اللّـــهُ أبْــدَعَ للأكــوانِ صُنعتَهَـا = سبعـاً شِــدَاداً إلـهُ الكونِ بانيهَـا
والأرضَ أسكن فيهـا الإنسَ تعمـرَهَـا = بالحقِّ قـد قال : إني جاعــلٌ فيهَـا
الجِـنُّ والإنسُ والأملاكُ مــا خُلِقَـتْ = إلاّ لتعبدَ ربَّ الكــــونِ باريهـــا
يا مَـنْ خَلقْـتَ مـن الصلصالِ نطفتَنـا = أخرجتَنا مِنْ تُــرابِ الأرضِ نبنيهـا
أوجدتَ آدمَ فــي العليـاءِ مِـنْ قِـدَمٍ = أسكنتَه الأرضَ يبنـي أمــةً فيهَـا
واختـرتَ مكـــةَ للإسلامِ مفخــرةً = ودعـوةَ الحقِّ إبراهيم يُعليهَــــا
ربّــاه أرسِــلْ إليهـمْ مِنهُـمُ رَجُـلاً = يتلـو عليهـمْ مِـن الآياتِ يُزْجِيهَـا
أجابَ مــولاه دعــواه وقَـدْ حَمَلَـتْ = أمُّ النبـيِّ، وربُّ العرشِ راعيهَـــا
رَأتْ ضِيـــاءً يعــمُّ الشـامَ قاطبـةً = وربُّهَا مِـنْ عَظيـمِ الشـأْنِ يُعطيهَـا
هـذا الأشـيرمُ يغــزو البيتَ منتهكـاً = ليهدِمَ البيـتَ هدْماً، خـابَ غازيهَـا
وشيبـةُ الحمــدِ بابَ البيـتِ مبتهِـلاً = للبيـتِ ربٌّ، وربُّ الــدارِ يحميهَـا
فأرسلَ اللّـهُ طيـراً فـــي مخالبِهَـا = حجارةُ المـوتِ فـوق الجنْـدِ ترميهَا
حتــى غـــدوا كهشيـمِ القشِّ تأكُله = كلُّ الــدوابِ، ودودُ الأرضِ يُفنيهَـا
فـي يومِ مولـدهِ الآفـاقُ قَـدْ سَطَعَـتْ = بنورِ أحمــدَ والإيمـــانُ يُزجِيهَـا
قصـورُ بُصـرى أضاءتْ يـومَ مولـدِهِ = فمولدُ النُّــورِ تِيـــهٌ، زادَه تِيهَـا
وانقضَّ عَـرْشُ أنوشــروانَ مُنكسـراً = والنارُ تخبـو ونُـورُ الحـقِّ يُطْفِيهَـا
خَـرَّتْ لمولـــدِهِ الأوثــانُ كافئـةً = وجوهَهَا وتـــرابُ الأرضِ يُحثِيهَـا
والجِــنُّ في الأفْـقِ قَدْ صُـدَّتْ مُصَفَّدةٌ = ثواقِـبُ النَّجْـمِ ترمي الجِـنَّ تَصْلِيهَا
واختـرْتَ يا ربِّ للمولـــودِ كوكبـةً = أسـماؤهنَّ بكلِّ الخيـرِ تشبيهَـــا
الأمُّ آمنـــةٌ والأمـــنُ شيمتُهَــا = أمُّ النبيِّ وربُّ البيـــتِ يُجزيهَــا
هَــذي الشفـاءُ بكـلِّ الفخـرِ قابلـةٌ = ذي أمُّ أيمنَ كـلُّ الأمــنِ يأتيهَــا
حليمـــةُ السَّعْـدِ والأشواقُ تغمرُهَـا = لترضعَ الطفـلَ والإرضـاعُ يكفيهَـا
باركْــتَ ربِّــــيَ آلَ البيتِ كلَّهـُمُ = مِنِّي المَحبَّــةُ والأشـواقُ أهديهَـا
إلـى الحَبيـبِ إمَـامِ الرُسْــلِ قاطبـةٍ = يَا فَخْرَ طَيْبَـــةَ والأمجَـادُ تأتِيهَـا
شَــبَّ الرَّضِيـعُ لِحُـبِّ الخَيْـرِ مُلتَزِماً = وَيمْقُـتُ الخَمْرَ، والأوثــانَ لاغِيهَـا
يَرْعَـى الشِّياهَ وَرَعْـيُ الشَّاءِ مَكْرُمَـةٌ = مَـا مِنْ نَبِيٍّ وإلاّ الشَّـاءَ راعِيهَــا
نَسْطَاسُ يَعْجَـبُ أنَّ الغَيْـــمَ واقِفَـةٌ = فَـوْقَ الحَبيبِ ورَبُّ المُـزْنِ مُجْرِيهَـا
هُـوَ الأميـنُ وكُـلُّ الصِّـدْقِ شِيمتُـهُ = يَسْـمو عَنِ الفُحْشِ تَمْجيداً وتنزيهَـا
فـي الأربعيــنَ أتاهُ الوَحْيُ يُكْرِمُــهُ = قَـدْ نالَ مِـنْ ربِّنَا أمْـراً وتوجيهَـا
أبْلِـغْ بَني قَومِكَ الإسْـلامَ واصْدَعْ بِـهِ = فَدَعْـوَةُ اللّـهِ حَـقٌّ فَــازَ داعِيهَـا
مَـنْ يَقْصـدِ اللّهَ والإسـلامُ شِـرْعَتُـهُ = يَـزدادُ عِـزَّاً، هِيَ الخَيْراتُ يَجْنِيهَـا
إذْ يَسْكنُ الخُلْـدَ والرِّضْـوانُ حَارسُهَـا = فِيهَا مِنَ الخَيْـرِ والإحْسَـانِ ما فِيهَـا
وحُورُهَــا العِيــنُ والوِلْدانُ طائفـةٌ = تَسْقِي العِبَـادَ شَـراباً سَائغَـاً فِيهَـا
أنهَـــارُهَا عَسَـلٌ والخَمْـرُ صَافيـةٌ = يا أمَّةَ المُصطفـى القـرآنُ يَشْفِيهَـا
ومَـنْ تنكَّبَ دَرْبَ الحقِّ إنَّ لَـــــهُ = نَـاراً سَعيراً بِحُكْـمِ العَـدْلِ يَصْليهَـا
فَــراحَ يدعــو بِعَــزْمٍ لا تلينُ لَـهُ = أيُّ قَناةٍ، فَهَـبَّ الكُــــلُّ يَفديهَـا
وَنَظَّـــــمَ الدِّيـنَ والدنيا، أبَانَ لنـا = كُلَّ الأمورِ، أمـورَ الخيــرِ نأتيهَـا
لقَـدْ أبانَ لكُـــــلِّ النـاسِ دينَهُـمُ = أركانُـهُ الخَمْـسُ للدنيــا يُجلِّيهَـا:
اللَّـهُ فَــرْدٌ إلـــهٌ لا شــريكَ لـهُ = مُحمَّــدٌ عَبْـدُهُ، والرُّسْـلَ يُنهِيهَـا
صَلُّوا وصوموا وحُجُّوا البيتَ واعتمروا = أموالُنــا فـي سبيـل اللّـهِ نُؤْتيهَا
شريعــــةُ اللّـهِ والرحمنُ حافظُهَـا = شريعـةُ اللّـهِ ربُّ العَـرْشِ حَاميهَـا
ثارتْ قريــشُ عِنـاداً فـي تَطَرُّفِهَـا = فَعَذَّبـوا كـلَّ مَـنْ لبَّـى النِّدا فيهَـا
هَــذا أبوجَهْـلِ رأسُ الكُفْـرِ مُنبريـاً = يُعَـذِّبُ القَـوْمَ بالنيـــرانِ يَكْويهَـا
فَصَبْــرُ ياسـرَ صَبْــرٌ لا مَثيلَ لـهُ = هَـذي سُميَّةُ ليـسَ المَـوْتُ يَثنيهَـا
سُميَّـــةٌ صَخْـــرَةٌ كـأداءُ قاسيـةٌ = قَـدْ أسْلَمَـتْ روحَهَـا للّهِ باريهَــا
بِـلالُ يصْـرَخُ فــي الأوغادِ يُعلنُهَـا = اللهُ أكْبَــرُ قلبـي عَامِـرٌ فِيهَـــا
أسْـرى بهِ اللهُ للأقصـى وقَـدْ جُمِعَـتْ = الأنبيـاءُ وذِكْـــرُ اللَّــهِ حَاديهَـا
صلَّـى بِهِـمْ أحمَـدٌ والكُـلُّ في جَـذَلٍٍّ = ورايـةُ اللّهِ فـي المِحْـرابِ يُعْليهَـا
يا بَهْجَـةَ المُلْتقـى والقدسُ فـي فَـرَحٍ = اللّـــهُ أكْبـرُ إذْ تلقـى مُحِبِّيهَــا
قَـدْ جَــاءَ أحمـــدُ بالقرآنِ تَذكِـرَةً = أهـــدى لأمَّتِـهِ خَمْسَـاً تُصَلِّيهَـا
فأقْبَلَـتْ يَثْـربُ الفيحـاءُ فــي شَمَـمٍ = تلقـى النبـيَّ ونادي السَّعْـدِ ناديهَـا
فأُرْسِيَـــتْ دولـةُ الإسْـلامِ شامخـةٌ = مُحَمَّـدٌ رأسُهَـــا بالعَـدْلِ بانيهَـا
زكَّـــــاهُ ربُّـهُ بالإسْـلامِ أكْرَمَـهُ = زكَّاهُ كلَّــهُ، فـي القـرآنِ يَحْكِيهَـا
يا أهْـلَ مكَّـــةَ إنَّ العِيــرَ مُقبلـةٌ = محمَّــدٌ خـارجٌ للعِيــرِ يَبْغِيهَــا
فأجْمَعُــوا أمْرَهُــمْ نَصْـراً لعيرِهِـمُ = وعَـادَتْ العِيـرُ مَـا فِيهَا ومَنْ فِيهَـا
أبَتْ زَعامَتُهُـــــمْ إلاَّ المَسِيـرَ إلى = بَـدْرٍ لنَحْـرٍ وخَمْـرٍ خَـابَ سَاقِيهَـا
فكانتْ الغــزوةُ الكُبـرى وقـدْ أنْجبَتْ = نَصْـراً عَزيـزاً كتابُ اللَّـهِ يُعْلِيهَـا
إذْ أبْـرَقَ المصطفـــى للَّـهِ مُبتهـلاً = هــذي العُصَابَةُ يا ربَّــاهُ نَجِّيهَـا
فأرْسَـــلَ اللَّــهُ جبرائيـلَ مُصْطَحِباً = ألفاً كِرامـاً، جنـودُ البغـيِ يُفنيهَـا
وابنُ الحُمـامِ يــذدُّ الخصـمَ مقتحمـاً = وعجوةُ القوتِ في الرَّمْضَاءِ يَرْميهَـا
يلقــى الحِمَامَ بِعَـزْمِ اللَّيـثِ مُبْتَهِجَـاً = يَشْري الجِنَانَ مِـنَ الرَّحْمَـنِ يَبْغِيهَـا
ومُهْجِعٌ مُقْبِـلٌ لِلْمَـوْتِ يطلُبُـــــهُ = وَعَوْفُ عَفْرَاءَ سَـاحَ المَجْـدِ يأتيهَـا
فثبَّــتَ اللَّـــهُ للإســلامِ مَوقِفَـهُ = يـا قلعةَ المَجْدِ والإسْـلامُ يُنْشِيهَـا!
وبَـدَّدَ الَّلـهُ جَمْـعَ الكُفْـرِ كُلَّهُــــمُ = عَادَتْ قريشٌ ونـارُ الحُـزْنِ تَكْوِيهَـا
وقَـدْ تَوَالَـتْ علـى الإسـلامِ أمْجَـادُهُ = نَصْـرٌ يُزيِّـنُ هَـامَـاتٍ ويُعْليهَــا
حتى أتـى الفتـحُ، فتحٌ لا مثيـلَ لــه = بـلا قِتَالٍ، جُـذورُ الحُبِ نُرْسِيـهَـا
وأصْبَحَــتْ مَكَّـةُ الإسـلامِ سـامقـةً = تزهو بأحمـد، ديـن الّلـه يحميهـا
وأورقــت نخلــة الإسـلام سامقـة = تُؤْتِي مِـنَ الأُكْـلِ والأمْصَارُ تَجْنِيهَـا
واخْضَـرَّتْ البِيــدُ والصَّحْراءُ باسـمةٌ = بِدِينِ أحمـدَ والخيـراتُ تأتِيهَــــا
وَرفْــرَفَتْ رايةُ التوْحِيـدِ شــامخـةً = فـوقَ الوجودِ ودِينُ الحَـقِّ مُعْلِيهَـا
تَبَــدَّدَتْ دولـةُ الرُّومَانِ وانْـدَثَـرَتْ = وبَـادَتِ الفُـرْسُ كِسْرى سَيِّـدٌ فيهَـا
فخالــدٌ يقهـــرُ الرومانَ منتصـراً = يـا خالدَ الذِّكْرِ مَنْ لِلعُـرْب يُحْيِيهَـا!
والثقفــيُّ يَجُـوبُ السِّنْـدَ فـِي هِمَّـةٍ = وخَاضَ عُقْبَةُ فِـي الأمْواجِ سَاقَيْهَــا
وطَــارقٌ دوَّخَ الإســبانَ وانتَصَـرَتْ = جُنْدُ السَّماءِ، قُـوى الإفْـرَنْجِ يُفنيهَـا
بيبـرسُ يزأرُ والإســلامُ فـي خَطَـرٍ = وجَـذوةُ الدِّينِ عِنْدَ النَّـاسِ يُذْكِيهَـا
صَـلاحُ ينهـضُ باسـمِ اللَّـهِ يُعلنُهَـا = حَرْباً ضَروساً قُـوى الصُّلْبانِ يُهْفِيهَا
حتـى أعَـادَ لِجُنْــدِ اللَّــهِ قُدْسَهُـمُ = وقَدْ بَدَتْ بَسْمَـةٌ قَـدْ كـانَ يُخْفيهَـا
واليـومَ ماذا دهاتا؟ نحـنُ فـي خَبَـلٍ = بيـتُ القداســةِ ذلٌّ رابـضٌ فيهَـا
هيَّــا بنـي العُـرْبِ والإسلامِ إنَّ لنَـا = أزكى حَياةٍ بِبَـذْلِ الـرُّوحِ نَشْـريهَـا
سَـفينــةُ الـدِّينِ والإسـلامُ يَعْمُرُهَـا = مُحَمَّـدُ قائــــدٌ والَّلـه مُجْريهَـا
سَفينـــةُ الدِّيـنِ والقـرآنُ رايتُهَـا = سَفينةُ الدِّيـنِ عَيْـنُ اللهِ تُرْسِـيهَـا
سَـفينــةُ الدِّيـنِ والإيمـانُ زينتُهَـا = هَـذي العقيـــدةُ بالأرواحِ نَفْدِيهَـا
.... محمود فالح مهيدات ...
حَمْدًا لكَ اللّــه تعظيمــاً وتنزيهَــا = يا مالـكَ المُلـكِ والدُّنيـا ومَا فيهَـا
اللّـــهُ أبْــدَعَ للأكــوانِ صُنعتَهَـا = سبعـاً شِــدَاداً إلـهُ الكونِ بانيهَـا
والأرضَ أسكن فيهـا الإنسَ تعمـرَهَـا = بالحقِّ قـد قال : إني جاعــلٌ فيهَـا
الجِـنُّ والإنسُ والأملاكُ مــا خُلِقَـتْ = إلاّ لتعبدَ ربَّ الكــــونِ باريهـــا
يا مَـنْ خَلقْـتَ مـن الصلصالِ نطفتَنـا = أخرجتَنا مِنْ تُــرابِ الأرضِ نبنيهـا
أوجدتَ آدمَ فــي العليـاءِ مِـنْ قِـدَمٍ = أسكنتَه الأرضَ يبنـي أمــةً فيهَـا
واختـرتَ مكـــةَ للإسلامِ مفخــرةً = ودعـوةَ الحقِّ إبراهيم يُعليهَــــا
ربّــاه أرسِــلْ إليهـمْ مِنهُـمُ رَجُـلاً = يتلـو عليهـمْ مِـن الآياتِ يُزْجِيهَـا
أجابَ مــولاه دعــواه وقَـدْ حَمَلَـتْ = أمُّ النبـيِّ، وربُّ العرشِ راعيهَـــا
رَأتْ ضِيـــاءً يعــمُّ الشـامَ قاطبـةً = وربُّهَا مِـنْ عَظيـمِ الشـأْنِ يُعطيهَـا
هـذا الأشـيرمُ يغــزو البيتَ منتهكـاً = ليهدِمَ البيـتَ هدْماً، خـابَ غازيهَـا
وشيبـةُ الحمــدِ بابَ البيـتِ مبتهِـلاً = للبيـتِ ربٌّ، وربُّ الــدارِ يحميهَـا
فأرسلَ اللّـهُ طيـراً فـــي مخالبِهَـا = حجارةُ المـوتِ فـوق الجنْـدِ ترميهَا
حتــى غـــدوا كهشيـمِ القشِّ تأكُله = كلُّ الــدوابِ، ودودُ الأرضِ يُفنيهَـا
فـي يومِ مولـدهِ الآفـاقُ قَـدْ سَطَعَـتْ = بنورِ أحمــدَ والإيمـــانُ يُزجِيهَـا
قصـورُ بُصـرى أضاءتْ يـومَ مولـدِهِ = فمولدُ النُّــورِ تِيـــهٌ، زادَه تِيهَـا
وانقضَّ عَـرْشُ أنوشــروانَ مُنكسـراً = والنارُ تخبـو ونُـورُ الحـقِّ يُطْفِيهَـا
خَـرَّتْ لمولـــدِهِ الأوثــانُ كافئـةً = وجوهَهَا وتـــرابُ الأرضِ يُحثِيهَـا
والجِــنُّ في الأفْـقِ قَدْ صُـدَّتْ مُصَفَّدةٌ = ثواقِـبُ النَّجْـمِ ترمي الجِـنَّ تَصْلِيهَا
واختـرْتَ يا ربِّ للمولـــودِ كوكبـةً = أسـماؤهنَّ بكلِّ الخيـرِ تشبيهَـــا
الأمُّ آمنـــةٌ والأمـــنُ شيمتُهَــا = أمُّ النبيِّ وربُّ البيـــتِ يُجزيهَــا
هَــذي الشفـاءُ بكـلِّ الفخـرِ قابلـةٌ = ذي أمُّ أيمنَ كـلُّ الأمــنِ يأتيهَــا
حليمـــةُ السَّعْـدِ والأشواقُ تغمرُهَـا = لترضعَ الطفـلَ والإرضـاعُ يكفيهَـا
باركْــتَ ربِّــــيَ آلَ البيتِ كلَّهـُمُ = مِنِّي المَحبَّــةُ والأشـواقُ أهديهَـا
إلـى الحَبيـبِ إمَـامِ الرُسْــلِ قاطبـةٍ = يَا فَخْرَ طَيْبَـــةَ والأمجَـادُ تأتِيهَـا
شَــبَّ الرَّضِيـعُ لِحُـبِّ الخَيْـرِ مُلتَزِماً = وَيمْقُـتُ الخَمْرَ، والأوثــانَ لاغِيهَـا
يَرْعَـى الشِّياهَ وَرَعْـيُ الشَّاءِ مَكْرُمَـةٌ = مَـا مِنْ نَبِيٍّ وإلاّ الشَّـاءَ راعِيهَــا
نَسْطَاسُ يَعْجَـبُ أنَّ الغَيْـــمَ واقِفَـةٌ = فَـوْقَ الحَبيبِ ورَبُّ المُـزْنِ مُجْرِيهَـا
هُـوَ الأميـنُ وكُـلُّ الصِّـدْقِ شِيمتُـهُ = يَسْـمو عَنِ الفُحْشِ تَمْجيداً وتنزيهَـا
فـي الأربعيــنَ أتاهُ الوَحْيُ يُكْرِمُــهُ = قَـدْ نالَ مِـنْ ربِّنَا أمْـراً وتوجيهَـا
أبْلِـغْ بَني قَومِكَ الإسْـلامَ واصْدَعْ بِـهِ = فَدَعْـوَةُ اللّـهِ حَـقٌّ فَــازَ داعِيهَـا
مَـنْ يَقْصـدِ اللّهَ والإسـلامُ شِـرْعَتُـهُ = يَـزدادُ عِـزَّاً، هِيَ الخَيْراتُ يَجْنِيهَـا
إذْ يَسْكنُ الخُلْـدَ والرِّضْـوانُ حَارسُهَـا = فِيهَا مِنَ الخَيْـرِ والإحْسَـانِ ما فِيهَـا
وحُورُهَــا العِيــنُ والوِلْدانُ طائفـةٌ = تَسْقِي العِبَـادَ شَـراباً سَائغَـاً فِيهَـا
أنهَـــارُهَا عَسَـلٌ والخَمْـرُ صَافيـةٌ = يا أمَّةَ المُصطفـى القـرآنُ يَشْفِيهَـا
ومَـنْ تنكَّبَ دَرْبَ الحقِّ إنَّ لَـــــهُ = نَـاراً سَعيراً بِحُكْـمِ العَـدْلِ يَصْليهَـا
فَــراحَ يدعــو بِعَــزْمٍ لا تلينُ لَـهُ = أيُّ قَناةٍ، فَهَـبَّ الكُــــلُّ يَفديهَـا
وَنَظَّـــــمَ الدِّيـنَ والدنيا، أبَانَ لنـا = كُلَّ الأمورِ، أمـورَ الخيــرِ نأتيهَـا
لقَـدْ أبانَ لكُـــــلِّ النـاسِ دينَهُـمُ = أركانُـهُ الخَمْـسُ للدنيــا يُجلِّيهَـا:
اللَّـهُ فَــرْدٌ إلـــهٌ لا شــريكَ لـهُ = مُحمَّــدٌ عَبْـدُهُ، والرُّسْـلَ يُنهِيهَـا
صَلُّوا وصوموا وحُجُّوا البيتَ واعتمروا = أموالُنــا فـي سبيـل اللّـهِ نُؤْتيهَا
شريعــــةُ اللّـهِ والرحمنُ حافظُهَـا = شريعـةُ اللّـهِ ربُّ العَـرْشِ حَاميهَـا
ثارتْ قريــشُ عِنـاداً فـي تَطَرُّفِهَـا = فَعَذَّبـوا كـلَّ مَـنْ لبَّـى النِّدا فيهَـا
هَــذا أبوجَهْـلِ رأسُ الكُفْـرِ مُنبريـاً = يُعَـذِّبُ القَـوْمَ بالنيـــرانِ يَكْويهَـا
فَصَبْــرُ ياسـرَ صَبْــرٌ لا مَثيلَ لـهُ = هَـذي سُميَّةُ ليـسَ المَـوْتُ يَثنيهَـا
سُميَّـــةٌ صَخْـــرَةٌ كـأداءُ قاسيـةٌ = قَـدْ أسْلَمَـتْ روحَهَـا للّهِ باريهَــا
بِـلالُ يصْـرَخُ فــي الأوغادِ يُعلنُهَـا = اللهُ أكْبَــرُ قلبـي عَامِـرٌ فِيهَـــا
أسْـرى بهِ اللهُ للأقصـى وقَـدْ جُمِعَـتْ = الأنبيـاءُ وذِكْـــرُ اللَّــهِ حَاديهَـا
صلَّـى بِهِـمْ أحمَـدٌ والكُـلُّ في جَـذَلٍٍّ = ورايـةُ اللّهِ فـي المِحْـرابِ يُعْليهَـا
يا بَهْجَـةَ المُلْتقـى والقدسُ فـي فَـرَحٍ = اللّـــهُ أكْبـرُ إذْ تلقـى مُحِبِّيهَــا
قَـدْ جَــاءَ أحمـــدُ بالقرآنِ تَذكِـرَةً = أهـــدى لأمَّتِـهِ خَمْسَـاً تُصَلِّيهَـا
فأقْبَلَـتْ يَثْـربُ الفيحـاءُ فــي شَمَـمٍ = تلقـى النبـيَّ ونادي السَّعْـدِ ناديهَـا
فأُرْسِيَـــتْ دولـةُ الإسْـلامِ شامخـةٌ = مُحَمَّـدٌ رأسُهَـــا بالعَـدْلِ بانيهَـا
زكَّـــــاهُ ربُّـهُ بالإسْـلامِ أكْرَمَـهُ = زكَّاهُ كلَّــهُ، فـي القـرآنِ يَحْكِيهَـا
يا أهْـلَ مكَّـــةَ إنَّ العِيــرَ مُقبلـةٌ = محمَّــدٌ خـارجٌ للعِيــرِ يَبْغِيهَــا
فأجْمَعُــوا أمْرَهُــمْ نَصْـراً لعيرِهِـمُ = وعَـادَتْ العِيـرُ مَـا فِيهَا ومَنْ فِيهَـا
أبَتْ زَعامَتُهُـــــمْ إلاَّ المَسِيـرَ إلى = بَـدْرٍ لنَحْـرٍ وخَمْـرٍ خَـابَ سَاقِيهَـا
فكانتْ الغــزوةُ الكُبـرى وقـدْ أنْجبَتْ = نَصْـراً عَزيـزاً كتابُ اللَّـهِ يُعْلِيهَـا
إذْ أبْـرَقَ المصطفـــى للَّـهِ مُبتهـلاً = هــذي العُصَابَةُ يا ربَّــاهُ نَجِّيهَـا
فأرْسَـــلَ اللَّــهُ جبرائيـلَ مُصْطَحِباً = ألفاً كِرامـاً، جنـودُ البغـيِ يُفنيهَـا
وابنُ الحُمـامِ يــذدُّ الخصـمَ مقتحمـاً = وعجوةُ القوتِ في الرَّمْضَاءِ يَرْميهَـا
يلقــى الحِمَامَ بِعَـزْمِ اللَّيـثِ مُبْتَهِجَـاً = يَشْري الجِنَانَ مِـنَ الرَّحْمَـنِ يَبْغِيهَـا
ومُهْجِعٌ مُقْبِـلٌ لِلْمَـوْتِ يطلُبُـــــهُ = وَعَوْفُ عَفْرَاءَ سَـاحَ المَجْـدِ يأتيهَـا
فثبَّــتَ اللَّـــهُ للإســلامِ مَوقِفَـهُ = يـا قلعةَ المَجْدِ والإسْـلامُ يُنْشِيهَـا!
وبَـدَّدَ الَّلـهُ جَمْـعَ الكُفْـرِ كُلَّهُــــمُ = عَادَتْ قريشٌ ونـارُ الحُـزْنِ تَكْوِيهَـا
وقَـدْ تَوَالَـتْ علـى الإسـلامِ أمْجَـادُهُ = نَصْـرٌ يُزيِّـنُ هَـامَـاتٍ ويُعْليهَــا
حتى أتـى الفتـحُ، فتحٌ لا مثيـلَ لــه = بـلا قِتَالٍ، جُـذورُ الحُبِ نُرْسِيـهَـا
وأصْبَحَــتْ مَكَّـةُ الإسـلامِ سـامقـةً = تزهو بأحمـد، ديـن الّلـه يحميهـا
وأورقــت نخلــة الإسـلام سامقـة = تُؤْتِي مِـنَ الأُكْـلِ والأمْصَارُ تَجْنِيهَـا
واخْضَـرَّتْ البِيــدُ والصَّحْراءُ باسـمةٌ = بِدِينِ أحمـدَ والخيـراتُ تأتِيهَــــا
وَرفْــرَفَتْ رايةُ التوْحِيـدِ شــامخـةً = فـوقَ الوجودِ ودِينُ الحَـقِّ مُعْلِيهَـا
تَبَــدَّدَتْ دولـةُ الرُّومَانِ وانْـدَثَـرَتْ = وبَـادَتِ الفُـرْسُ كِسْرى سَيِّـدٌ فيهَـا
فخالــدٌ يقهـــرُ الرومانَ منتصـراً = يـا خالدَ الذِّكْرِ مَنْ لِلعُـرْب يُحْيِيهَـا!
والثقفــيُّ يَجُـوبُ السِّنْـدَ فـِي هِمَّـةٍ = وخَاضَ عُقْبَةُ فِـي الأمْواجِ سَاقَيْهَــا
وطَــارقٌ دوَّخَ الإســبانَ وانتَصَـرَتْ = جُنْدُ السَّماءِ، قُـوى الإفْـرَنْجِ يُفنيهَـا
بيبـرسُ يزأرُ والإســلامُ فـي خَطَـرٍ = وجَـذوةُ الدِّينِ عِنْدَ النَّـاسِ يُذْكِيهَـا
صَـلاحُ ينهـضُ باسـمِ اللَّـهِ يُعلنُهَـا = حَرْباً ضَروساً قُـوى الصُّلْبانِ يُهْفِيهَا
حتـى أعَـادَ لِجُنْــدِ اللَّــهِ قُدْسَهُـمُ = وقَدْ بَدَتْ بَسْمَـةٌ قَـدْ كـانَ يُخْفيهَـا
واليـومَ ماذا دهاتا؟ نحـنُ فـي خَبَـلٍ = بيـتُ القداســةِ ذلٌّ رابـضٌ فيهَـا
هيَّــا بنـي العُـرْبِ والإسلامِ إنَّ لنَـا = أزكى حَياةٍ بِبَـذْلِ الـرُّوحِ نَشْـريهَـا
سَـفينــةُ الـدِّينِ والإسـلامُ يَعْمُرُهَـا = مُحَمَّـدُ قائــــدٌ والَّلـه مُجْريهَـا
سَفينـــةُ الدِّيـنِ والقـرآنُ رايتُهَـا = سَفينةُ الدِّيـنِ عَيْـنُ اللهِ تُرْسِـيهَـا
سَـفينــةُ الدِّيـنِ والإيمـانُ زينتُهَـا = هَـذي العقيـــدةُ بالأرواحِ نَفْدِيهَـا
.... محمود فالح مهيدات ...