متميزه بكيفي
03-11-2011, 10:56 AM
http://photos.azyya.com/store/up2/081209110952JLYm.gif (http://www.lamst-a.com/vb/showthread.php?t=56315)
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/f5/IslamSymbolAllahComp.PNG/200px-IslamSymbolAllahComp.PNG (http://www.lamst-a.com/vb/showthread.php?t=56315)
اسم عظيم من أسماء الله الحسنى ، وهو اسم ( الله ) جل جلاله وعز شأنه ، فإنه سبحانه أحق من عبد ، وأحق من ذكر ، وأجود من سئل ، وأوسع من أعطى..
الله (اسم الجلالة) وهو اسم علم للدلالة على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد، وهو الإله الواحد, الذي له الدين الخالص والذي يؤمن به أتباع أديان التوحيد على أنه الخالق والمتحكم بالكون والناس..
لفظ اسم (الله) أصله عربي، استعملها العرب قبل الإسلام والله الإله الأعلى لا شريك له الذي آمن به العرب في فترة الجاهلية قبل الإسلام، لكن بعضهم أشرك معه أشياء أو تماثيل اعتبروها آلهة، والبعض عبدوها ليتقربوا بها إلى الله، وآخرون أشركوا الأصنام في عبادته
والله تعالى هو المعبود بحقٍّ الذي تقصده كل الكائنات ، وتعنو لجلال هيبته كل المخلوقات ، فإذا خاف الإنسان التجأ إلى الله مولاه ، وإذا افتقر اتجه إلى الله جل في علاه ؛ وذلك أنَّ القلوب مفطورة على التوجه إليه ، لكنَّها في حالات الرخاء يعلوها الران ، فإذا نزلت بها نوازل القضاء اتجهت إلى الله وتركت كل ماسواه .
يمكن الاتفاق بين الناس كافة (المؤمنين منهم والملحدين) على أن يكون المنطق العلمي السليم هو السبيل الوحيد للوصول إلى حقيقة وجود الله وصفاته. فالكل يتفق على أن لكل فعل فاعل, و أن لكل شيء سبب. ولا يستثنى من ذلك شيء, فلا يأتي شيءٌ من فراغ أو من عدم، ولا يحصل شيءٌ بلا سبب أو مسبب، والأمثلة على ذلك لا تحصى، ولا يغفل عنها أحد. والكون كله بكل ما فيه من حي أو جماد، ساكن ومتحرك، وجد بعد العدم. فالمنطق والعلم يؤكدان إذاً أن هناك من أوجد الكون. وسواء كان اسمه الله أو الخالق أو المبدع أو المبدئ، فليس لذلك تأثير على الحقيقة هذه. فالكون كله، بما فيه، يدل دلالة كافية على وجود الخالق.
إنّه الله - سبحانه - الذي لا يخيب معه رجاء ، ولا يضيع عنده سعي ، ولا يرد عن بابه واقف ، عزُ كل ذليل ، و قوةُ كل ضعيف ، و مفزعُ كل ملهوف ، من تكلم سمع نطقه ، ومن سكت علم سره ، ومن عاش فعليه رزقه ، ومن مات فإليه منقلبه . لا إلـه إلا هو الرحمن الرحيم ...
الله هو الإله الواحد الأحد وهو وصف لغوي للذات الإلهية. وله أسماء تسمى أسماء الله الحسنى وهي أكثر من أن تعد أو تحصى، ومنها تسعة وتسعون اسمًا خصّها نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم بالذكر وذكرت متفرقة في القرآن والأحاديث (السنة)، ومعنى لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله. ومن أسمائه الكريم الحليم الرحمن الودود فهو يتودد لعباده وهو غني عنهم لكن رحمته وسعت كل شيء.
أسماء الله الحسنى: هي أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد لله وصفات كمال لله ونعوت جلال لله, وأفعال حكمة ورحمة ومصلحة وعدل من الله [4], يدعى الله بها، وتقتضي المدح والثناء بنفسها [5] .سمى الله بها نفسه في كتبه أو على لسان أحد من رسله أو إستأثر الله بها في علم الغيب عنده[6], لا يشبهه ولا يماثله فيها أحد [7], وهي حسنى يراد منها قصر كمال الحسن في أسماء الله [8]، لا يعلمها كاملةً وافيةً إلا الله.وهي أصل من أصول التوحيد في العقيدة الإسلامية لذلك فهي رُوح الإيمان ورَوْحه، وأصله وغايته، فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته، ازداد إيمانه وقوي يقينه [9] , والعلم بالله، وأسمائه، وصفاته أشرف العلوم عند المسلمين، وأجلها على الإطلاق لأنّ شرف العلم بشرف المعلوم، والمعلوم في هذا العلم هو الله [10] .إمتدح الله بها نفسه في القرآن فقال ?اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (8)? (سورة طه), وحث عليها الرسول محمد فقال (إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائةً إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة) [11]
وكلمة ( لا إله إلاَّ الله ) اشتملت هذا الاسم الكريم ، على اسم ( الله سبحانه وتعالى ) وتضمنت حكمة الخلق وهذه الكلمة لعظم ما تضمنته من اسمه سبحانه وما اشتملت عليه من معانٍ ، إذا وزنت لا يثقلها شيء ، وإذا فقدت فلا يقوم مقامها شيء . فقد ورد في حديث البطاقة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : " إنِّ الله سيخَّلصُ رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً كل سجل مثل مد البصر ، ثم يقول أتنكر من هذا شيئا أظلمك كتبتي الحافظون ؟ فيقول : لا يا رب . فيقول : أفلك عذر؟ فيقول : لا يا رب . فيقول : بلى إنَّ لك عندنا حسنة فإنَّه لا ظلم عليك اليوم ، فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله فيقول: احضر وزنك . فيقول :يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات . فقال : إنك لا تظلم قال فتوضع السجلات في كفه والبطاقة في كفه فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء ...
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قال موسى : يا رب علمني شيئا أذكرك به وأدعوك به .قال : قل يا موسى لا إله إلا الله.قال : يا رب كل عبادك يقول هذا .قال : قل لا إله إلا الله .قال :إنما أريد شيئا تخصني به .قال : يا موسى لو أنَّ أهل السماوات السبع والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهم لا إله إلا الله" [2].
1- إن المداومة على هذه الكلمة مع يقين القلب لمعانيها ، وتحقق الجوارح بالعمل لما تدل عليه ألفاظها ومبانيها ، يجدد ما اندرس من معالم الإيمان في القلب ، ويكسوه نوراً ، ويملؤه يقيناً ، ويفتح له من الأسرار مايعرفها كل مؤمن موحد ، ولاينكرها إلا كل جائر ملحد .كيف لا ، وهذه الكلمة هي القطب التي تدور عليه رحى الإسلام ، والأساس الذي تبنى عليه بقية الأعمال، والمفتاح التي يجوز به كل مؤمن موحد إلى الجنة دار السلام .
2- أنَّ الإيمان بالله سبب السعادة والنعيم ، قال الله جل وعلا : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ) [النحل :97] . فالروح لا تأنس ولا تفرح ، ولا يذهب بهمها وقلقها إلاَّ الإيمان بالله إنَّ الإيمان بالله هو دوحة السلام الخضراء ، التي يفيء إليها الضاحون من نفحات الحياة وزفراتها ؛ ولذا كانت الحياة بدون إيمان هجير محرقة ، أو ظلمة موحشة .
3- إنَّ كثرة المال ، وكثرة الأولاد ، وكثرة المتع ليست سبباً للسعادة ، وليست العنصر الأول فيها ، بل ربما كانت كثرة المال وبالاً على أصحابه في الدنيا قبل الآخرة ، وهكذا هو حال من جعل الدنيا أكبر همه ، ومبلغ علمه ، ومنتهى أمله دائماً معذب النفس ، متعب القلب ، مثقل الروح ، لا يغنيه قليل ، ولا يشبعه كثير .
4- إنَّ السعادة شيء داخل الإنسان ، لا يرى بالعين ، ولا يقاس بالكم ، ولا تحويه الخزائن ، ولا يشترى بالدينار ولا بالدرهم ، السعادة شيء يشعر به الإنسان بين جوانحه ، صفاء في النفس ، واطمئنان في القلب ، وانشراح في الصدر .
وقد ذكروا أن زوجاً غاضباً على زوجته ، قال لها متوعداً : والله لأشُقِينَّك .فقالت الزوجة: إنك لا تستطيع أن تشقيني كما أنك لا تملك أن تسعدني .
فقال لها : وكيف لا أستطيع ؟
فقالت: لو كانت السعاة في مال ٍ لقطعته عني ، أو في زينة أو حلي لأخذته مني ، ولكنها في شيءٍ لا تملكه أنت ، ولا الناس أجمعون . فقال لها في دهشة : وما هو ؟ فقالت : إني أجد سعادتي في إيماني ، وإيماني في قلبي ، وقلبي لا سلطان له عليه غير ربي !
هذه الحياة الحقيقية التي لا يملك بشر أن يعطيها ، ولا يملك أحد أن ينتزعها ممن أوتيها . إنها سعادة الإيمان بالله التي وجدها أحد المؤمنين وصرَّح بها قائلاً :إننا نعيش في سعادة لو علم بها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف .
وقال آخر وهو في قمة السعادة الإيمانية التي ملأت عليه أقطار نفسه : إنه لتمر علي ساعات أقول فيها :لو كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه لكانوا في عيش طيب !
وإذاكانت السعادة شجرة منبتها النفس الإنسانية ؛ فإن الإيمان بالله ، والدار الآخرة هو : ماؤها وغذاؤها ، وهواؤها وضياؤها [3] .فالإيمـان بالله عز وجل هو باب السعـادة الأعظم . ومفتاح هذا الباب أن تتعرف على الله جل جلاله وتقدست أسماؤه .
- أن ذكر الله سبحانه وتعالى سبب لطمأنينة القلب ، وانشراح الصدر ، قال الحق سبحانه : ( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) [الرعد : 28 ] وهذا مشاهد مجرب عند المؤمنين ، ولا يوجد عمل أشرح للصدر كدوام ذكر الله تعالى ، فبذكر الله سبحانه تنقشع سحب الخوف والحزن والهم ، و تزول جبال الكرب والغم .وقد قيل لرجل كان يكثر من ذكر الله عزوجل : أمجنون أنت ؟ فقال : هذا دواء الجنون !. فما على من أُثقل كاهلُه بالهموم ، وناء ليله من مقاساة الأحزان والشدائد ، إلا أن يسرع إلى مولاه ويلوذ بحماه .عن سعدرضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له » [4]. وعن بن عباس رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهن عند الكرب : « لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب العرش الكريم » [5] وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر قال : « ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث » [6] وعن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « دعوات المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلاتكلني إلى نفسي طرفة عين . وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت » [7]
- أن البعد عن الله سبب الشقاء والحيرة ... كثيرٌ هم الذين هربوا من الرق لربهم الذي خلقهم ورزقهم ، فكان الشقاء والحيرة قريناً لهم ، وقد اختلفت في التعبير عن ذلك أساليبهم ، حتى قال قائلهم : جئت لا أعلم من أين ، ولكني أتيت . ولقد أبصرت أمامي طريقاً فمشيت . وسأبقى سائراً إن شئت هذا أم أبيت . من أين جئت ، من أين أبصرت طريقي لست أدري ؟يالله لِحالِهم !! إنها حال الأشقياء البعداء المعرضين ، حالٌ تُصم السميعَ ، وتُعمي البصيَر ، ويُسأل من مثلِها العافية . وصدق الله - جل وعلا - إذ يقول : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ) .[ طه : 124 – 127]
-أن الإيمان بالله يجعل عند المؤمن ثقة بالله ، أنه يعينه ، ويكلأه ، ويحفظه ، وينصره ، وأنه سبحانه لا يخذله ، ولا يضيعه ، ولا يتركه ، ولايسلمه لعوادي الأيام ، ولا لصروف الدهر . والله عند ظن عبده به ، فالمؤمن لايخاف على رزق أن ينقطع ، ولا على أجلٍ أن ينقضي ، فالإنسان ليس هو الذي كفل نفسه إذ كان جنيناً يوصلُ اللهُ إليه ألطافه وأرزاقه وطعامه وشرابه .
سهرت عيون ونامت عيـون *** في شؤون تكون أو لا تكون .
إن رباً كفاك بالأمس ما كان *** سيكفيك في غـدٍ ما يكـون .
- فالمؤمن دائماً واثق بالله ، محسن الظن به . والله عز وجل عند ظن عبده به فليظن العبد بربه ماشاء ...
- أن اسم الله سبحانه وتعالى اسم عظيم مبارك ، لا يذكر على قليل إلاَّ كثره ، ولا على يسير إلا كثره ولا على مريض إلاَّ شفاه ... ولا مصاب إلا نفعه وعافاه بإذن الله سبحانه وتعالى.جاء عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : وجع أجده في جسدي منذ أسلمت فقال صلى الله عليه وسلم:« ضع يدك على الذي تألم من جسدك ، وقل : بسم الله . ثلاث مرات ، وقل : أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر . قال : ففعلته ، فأذهب الله عني ما أجد » [9] . وعن أبي هريرةصلى الله عليه وسلم أن رجلاً قال يارسول الله : مالقيت من عقرب لدغنتي البارحة ؟فقال صلى الله عليه وسلم : « أما لوقلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شرما خلق لم يضرك شيء » [10] .
- إن على المؤمن إذا عرف ربه بهذا الاسم واستشعر هذه المعاني ألاَّ يلتفت إلى غيره، وأن لا يرجو سواه سبحانه وتعالى ، وأن لا يخاف إلاَّ منه سبحانه وتعالى وذلك أن الإيمان بالله تعالى يعمر القلب بالثقة به سبحانه وتعالى ، ويملئه رغبة فيما عنده ، ويجعل الإنسان يهتف باسمه في صباحه ومسائه ، وبكوره وأصائله : أن يتولى أمره ، وأن يسدد خطاه ، وأن ييسر له سبيل الخلاص من عدوه الذي نزل دار أمنه وسكونه .
اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك ..
لهم اجعلنا ممن يسمعون القول ويتبعوون احسنه يارب العالمين...
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/f5/IslamSymbolAllahComp.PNG/200px-IslamSymbolAllahComp.PNG (http://www.lamst-a.com/vb/showthread.php?t=56315)
اسم عظيم من أسماء الله الحسنى ، وهو اسم ( الله ) جل جلاله وعز شأنه ، فإنه سبحانه أحق من عبد ، وأحق من ذكر ، وأجود من سئل ، وأوسع من أعطى..
الله (اسم الجلالة) وهو اسم علم للدلالة على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد، وهو الإله الواحد, الذي له الدين الخالص والذي يؤمن به أتباع أديان التوحيد على أنه الخالق والمتحكم بالكون والناس..
لفظ اسم (الله) أصله عربي، استعملها العرب قبل الإسلام والله الإله الأعلى لا شريك له الذي آمن به العرب في فترة الجاهلية قبل الإسلام، لكن بعضهم أشرك معه أشياء أو تماثيل اعتبروها آلهة، والبعض عبدوها ليتقربوا بها إلى الله، وآخرون أشركوا الأصنام في عبادته
والله تعالى هو المعبود بحقٍّ الذي تقصده كل الكائنات ، وتعنو لجلال هيبته كل المخلوقات ، فإذا خاف الإنسان التجأ إلى الله مولاه ، وإذا افتقر اتجه إلى الله جل في علاه ؛ وذلك أنَّ القلوب مفطورة على التوجه إليه ، لكنَّها في حالات الرخاء يعلوها الران ، فإذا نزلت بها نوازل القضاء اتجهت إلى الله وتركت كل ماسواه .
يمكن الاتفاق بين الناس كافة (المؤمنين منهم والملحدين) على أن يكون المنطق العلمي السليم هو السبيل الوحيد للوصول إلى حقيقة وجود الله وصفاته. فالكل يتفق على أن لكل فعل فاعل, و أن لكل شيء سبب. ولا يستثنى من ذلك شيء, فلا يأتي شيءٌ من فراغ أو من عدم، ولا يحصل شيءٌ بلا سبب أو مسبب، والأمثلة على ذلك لا تحصى، ولا يغفل عنها أحد. والكون كله بكل ما فيه من حي أو جماد، ساكن ومتحرك، وجد بعد العدم. فالمنطق والعلم يؤكدان إذاً أن هناك من أوجد الكون. وسواء كان اسمه الله أو الخالق أو المبدع أو المبدئ، فليس لذلك تأثير على الحقيقة هذه. فالكون كله، بما فيه، يدل دلالة كافية على وجود الخالق.
إنّه الله - سبحانه - الذي لا يخيب معه رجاء ، ولا يضيع عنده سعي ، ولا يرد عن بابه واقف ، عزُ كل ذليل ، و قوةُ كل ضعيف ، و مفزعُ كل ملهوف ، من تكلم سمع نطقه ، ومن سكت علم سره ، ومن عاش فعليه رزقه ، ومن مات فإليه منقلبه . لا إلـه إلا هو الرحمن الرحيم ...
الله هو الإله الواحد الأحد وهو وصف لغوي للذات الإلهية. وله أسماء تسمى أسماء الله الحسنى وهي أكثر من أن تعد أو تحصى، ومنها تسعة وتسعون اسمًا خصّها نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم بالذكر وذكرت متفرقة في القرآن والأحاديث (السنة)، ومعنى لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله. ومن أسمائه الكريم الحليم الرحمن الودود فهو يتودد لعباده وهو غني عنهم لكن رحمته وسعت كل شيء.
أسماء الله الحسنى: هي أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد لله وصفات كمال لله ونعوت جلال لله, وأفعال حكمة ورحمة ومصلحة وعدل من الله [4], يدعى الله بها، وتقتضي المدح والثناء بنفسها [5] .سمى الله بها نفسه في كتبه أو على لسان أحد من رسله أو إستأثر الله بها في علم الغيب عنده[6], لا يشبهه ولا يماثله فيها أحد [7], وهي حسنى يراد منها قصر كمال الحسن في أسماء الله [8]، لا يعلمها كاملةً وافيةً إلا الله.وهي أصل من أصول التوحيد في العقيدة الإسلامية لذلك فهي رُوح الإيمان ورَوْحه، وأصله وغايته، فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته، ازداد إيمانه وقوي يقينه [9] , والعلم بالله، وأسمائه، وصفاته أشرف العلوم عند المسلمين، وأجلها على الإطلاق لأنّ شرف العلم بشرف المعلوم، والمعلوم في هذا العلم هو الله [10] .إمتدح الله بها نفسه في القرآن فقال ?اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (8)? (سورة طه), وحث عليها الرسول محمد فقال (إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائةً إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة) [11]
وكلمة ( لا إله إلاَّ الله ) اشتملت هذا الاسم الكريم ، على اسم ( الله سبحانه وتعالى ) وتضمنت حكمة الخلق وهذه الكلمة لعظم ما تضمنته من اسمه سبحانه وما اشتملت عليه من معانٍ ، إذا وزنت لا يثقلها شيء ، وإذا فقدت فلا يقوم مقامها شيء . فقد ورد في حديث البطاقة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : " إنِّ الله سيخَّلصُ رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً كل سجل مثل مد البصر ، ثم يقول أتنكر من هذا شيئا أظلمك كتبتي الحافظون ؟ فيقول : لا يا رب . فيقول : أفلك عذر؟ فيقول : لا يا رب . فيقول : بلى إنَّ لك عندنا حسنة فإنَّه لا ظلم عليك اليوم ، فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله فيقول: احضر وزنك . فيقول :يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات . فقال : إنك لا تظلم قال فتوضع السجلات في كفه والبطاقة في كفه فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء ...
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قال موسى : يا رب علمني شيئا أذكرك به وأدعوك به .قال : قل يا موسى لا إله إلا الله.قال : يا رب كل عبادك يقول هذا .قال : قل لا إله إلا الله .قال :إنما أريد شيئا تخصني به .قال : يا موسى لو أنَّ أهل السماوات السبع والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهم لا إله إلا الله" [2].
1- إن المداومة على هذه الكلمة مع يقين القلب لمعانيها ، وتحقق الجوارح بالعمل لما تدل عليه ألفاظها ومبانيها ، يجدد ما اندرس من معالم الإيمان في القلب ، ويكسوه نوراً ، ويملؤه يقيناً ، ويفتح له من الأسرار مايعرفها كل مؤمن موحد ، ولاينكرها إلا كل جائر ملحد .كيف لا ، وهذه الكلمة هي القطب التي تدور عليه رحى الإسلام ، والأساس الذي تبنى عليه بقية الأعمال، والمفتاح التي يجوز به كل مؤمن موحد إلى الجنة دار السلام .
2- أنَّ الإيمان بالله سبب السعادة والنعيم ، قال الله جل وعلا : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ) [النحل :97] . فالروح لا تأنس ولا تفرح ، ولا يذهب بهمها وقلقها إلاَّ الإيمان بالله إنَّ الإيمان بالله هو دوحة السلام الخضراء ، التي يفيء إليها الضاحون من نفحات الحياة وزفراتها ؛ ولذا كانت الحياة بدون إيمان هجير محرقة ، أو ظلمة موحشة .
3- إنَّ كثرة المال ، وكثرة الأولاد ، وكثرة المتع ليست سبباً للسعادة ، وليست العنصر الأول فيها ، بل ربما كانت كثرة المال وبالاً على أصحابه في الدنيا قبل الآخرة ، وهكذا هو حال من جعل الدنيا أكبر همه ، ومبلغ علمه ، ومنتهى أمله دائماً معذب النفس ، متعب القلب ، مثقل الروح ، لا يغنيه قليل ، ولا يشبعه كثير .
4- إنَّ السعادة شيء داخل الإنسان ، لا يرى بالعين ، ولا يقاس بالكم ، ولا تحويه الخزائن ، ولا يشترى بالدينار ولا بالدرهم ، السعادة شيء يشعر به الإنسان بين جوانحه ، صفاء في النفس ، واطمئنان في القلب ، وانشراح في الصدر .
وقد ذكروا أن زوجاً غاضباً على زوجته ، قال لها متوعداً : والله لأشُقِينَّك .فقالت الزوجة: إنك لا تستطيع أن تشقيني كما أنك لا تملك أن تسعدني .
فقال لها : وكيف لا أستطيع ؟
فقالت: لو كانت السعاة في مال ٍ لقطعته عني ، أو في زينة أو حلي لأخذته مني ، ولكنها في شيءٍ لا تملكه أنت ، ولا الناس أجمعون . فقال لها في دهشة : وما هو ؟ فقالت : إني أجد سعادتي في إيماني ، وإيماني في قلبي ، وقلبي لا سلطان له عليه غير ربي !
هذه الحياة الحقيقية التي لا يملك بشر أن يعطيها ، ولا يملك أحد أن ينتزعها ممن أوتيها . إنها سعادة الإيمان بالله التي وجدها أحد المؤمنين وصرَّح بها قائلاً :إننا نعيش في سعادة لو علم بها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف .
وقال آخر وهو في قمة السعادة الإيمانية التي ملأت عليه أقطار نفسه : إنه لتمر علي ساعات أقول فيها :لو كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه لكانوا في عيش طيب !
وإذاكانت السعادة شجرة منبتها النفس الإنسانية ؛ فإن الإيمان بالله ، والدار الآخرة هو : ماؤها وغذاؤها ، وهواؤها وضياؤها [3] .فالإيمـان بالله عز وجل هو باب السعـادة الأعظم . ومفتاح هذا الباب أن تتعرف على الله جل جلاله وتقدست أسماؤه .
- أن ذكر الله سبحانه وتعالى سبب لطمأنينة القلب ، وانشراح الصدر ، قال الحق سبحانه : ( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) [الرعد : 28 ] وهذا مشاهد مجرب عند المؤمنين ، ولا يوجد عمل أشرح للصدر كدوام ذكر الله تعالى ، فبذكر الله سبحانه تنقشع سحب الخوف والحزن والهم ، و تزول جبال الكرب والغم .وقد قيل لرجل كان يكثر من ذكر الله عزوجل : أمجنون أنت ؟ فقال : هذا دواء الجنون !. فما على من أُثقل كاهلُه بالهموم ، وناء ليله من مقاساة الأحزان والشدائد ، إلا أن يسرع إلى مولاه ويلوذ بحماه .عن سعدرضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له » [4]. وعن بن عباس رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهن عند الكرب : « لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب العرش الكريم » [5] وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر قال : « ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث » [6] وعن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « دعوات المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلاتكلني إلى نفسي طرفة عين . وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت » [7]
- أن البعد عن الله سبب الشقاء والحيرة ... كثيرٌ هم الذين هربوا من الرق لربهم الذي خلقهم ورزقهم ، فكان الشقاء والحيرة قريناً لهم ، وقد اختلفت في التعبير عن ذلك أساليبهم ، حتى قال قائلهم : جئت لا أعلم من أين ، ولكني أتيت . ولقد أبصرت أمامي طريقاً فمشيت . وسأبقى سائراً إن شئت هذا أم أبيت . من أين جئت ، من أين أبصرت طريقي لست أدري ؟يالله لِحالِهم !! إنها حال الأشقياء البعداء المعرضين ، حالٌ تُصم السميعَ ، وتُعمي البصيَر ، ويُسأل من مثلِها العافية . وصدق الله - جل وعلا - إذ يقول : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ) .[ طه : 124 – 127]
-أن الإيمان بالله يجعل عند المؤمن ثقة بالله ، أنه يعينه ، ويكلأه ، ويحفظه ، وينصره ، وأنه سبحانه لا يخذله ، ولا يضيعه ، ولا يتركه ، ولايسلمه لعوادي الأيام ، ولا لصروف الدهر . والله عند ظن عبده به ، فالمؤمن لايخاف على رزق أن ينقطع ، ولا على أجلٍ أن ينقضي ، فالإنسان ليس هو الذي كفل نفسه إذ كان جنيناً يوصلُ اللهُ إليه ألطافه وأرزاقه وطعامه وشرابه .
سهرت عيون ونامت عيـون *** في شؤون تكون أو لا تكون .
إن رباً كفاك بالأمس ما كان *** سيكفيك في غـدٍ ما يكـون .
- فالمؤمن دائماً واثق بالله ، محسن الظن به . والله عز وجل عند ظن عبده به فليظن العبد بربه ماشاء ...
- أن اسم الله سبحانه وتعالى اسم عظيم مبارك ، لا يذكر على قليل إلاَّ كثره ، ولا على يسير إلا كثره ولا على مريض إلاَّ شفاه ... ولا مصاب إلا نفعه وعافاه بإذن الله سبحانه وتعالى.جاء عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : وجع أجده في جسدي منذ أسلمت فقال صلى الله عليه وسلم:« ضع يدك على الذي تألم من جسدك ، وقل : بسم الله . ثلاث مرات ، وقل : أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر . قال : ففعلته ، فأذهب الله عني ما أجد » [9] . وعن أبي هريرةصلى الله عليه وسلم أن رجلاً قال يارسول الله : مالقيت من عقرب لدغنتي البارحة ؟فقال صلى الله عليه وسلم : « أما لوقلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شرما خلق لم يضرك شيء » [10] .
- إن على المؤمن إذا عرف ربه بهذا الاسم واستشعر هذه المعاني ألاَّ يلتفت إلى غيره، وأن لا يرجو سواه سبحانه وتعالى ، وأن لا يخاف إلاَّ منه سبحانه وتعالى وذلك أن الإيمان بالله تعالى يعمر القلب بالثقة به سبحانه وتعالى ، ويملئه رغبة فيما عنده ، ويجعل الإنسان يهتف باسمه في صباحه ومسائه ، وبكوره وأصائله : أن يتولى أمره ، وأن يسدد خطاه ، وأن ييسر له سبيل الخلاص من عدوه الذي نزل دار أمنه وسكونه .
اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك ..
لهم اجعلنا ممن يسمعون القول ويتبعوون احسنه يارب العالمين...