المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احجزوا في قطار السيــرة - الأماكــن محــدودة


هنادي
03-18-2011, 09:26 AM
احجزوا في قطار السيــرة - الأماكــن محــدودة

سنقوم برحلة في قطار السيرة والحجز فورآ
أرجوا من كل الأعضاء المشاركه بهذه الرحلة الرائعة

أسرعــــــوا
الأماكن محدودة
بسم الله بدأنا وعلى الله ربنا توكلنا
سبحان الذي سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون
رحلتنا سوف تكون لكسب الجنة بإذن الله ولكن سوف نقف
عند محطات عديدة وبعدها نصل بالسلامة بإذن الله
سنبدأ الرحلة و لكن
بانتظار الركاب الكرام ....أسرعـــوا فالمقاعد .....محدودة
الرحلة مميزة فلا تفوتكم

ذكرى الغالي
03-18-2011, 09:39 AM
حجز أول
حي الرفقه الطيبه
الله يجزاك خير ياكل الغلا
هناااادي مشرقه أنتِ كالشمس

هنادي
03-18-2011, 09:48 AM
ذكرى الغالي
كم يسعدني ان تكوني انت الراكبه الاولى
وكم يسعدنى أن أقدم لك هدية الراكب الأول هنا
http://www.kl28.com/gallery/images/quran/thm_pic_2006-01-23_222932.jpg

الجوهره النادره
03-18-2011, 10:23 AM
جزاك الخير وبارك الله فيك
وجمعنا واياكم في جنات النعيم
وهذا حجز مقعد ورفقه صالحه في رضاء الرحمن
مشكوره عزيزتي لطرحك الاكثر من رااائع ومميز

محمد ال مهيد
03-18-2011, 10:28 AM
حجز المقعد الثالث

طرح راائع ومميز

لاهنتي

محمد

هنادي
03-18-2011, 11:14 AM
عزيزتي الجوهره

شرفتينى بالركوب معنا فى هذه الرحلة الممتعة ..
ولك منى هذه الهدية الجميلة
http://files.fatakat.com/2010/2/1265052160.gif

هنادي
03-18-2011, 11:33 AM
محمد ال مهيد
يشرفنا انضمامك لرحلتنا ..
واليك هديتك ..
http://www.alqsed.com/up/uploads/8788086a0f.bmp

محمدخير المهيدات
03-18-2011, 11:45 AM
حجز مقعد
وحيالله بالرفقه الطيبه

صقر
03-18-2011, 11:46 AM
هنادي
دائما راقية في أفكارك
احجزي لي مقعدا على الدرجة الأولى
فرحلة كــ هذه لا تفوت..
ورفقة كأنتم , ليس لها مثيل..

هنادي
03-18-2011, 11:55 AM
محمد خير المهيدات
صقر
شرفتمونا بالركوب معنا في هذه الرحله الممتعه
ولكما مني هذه الهديه الجميله
http://mooode.com/data/thumbnails/214/Scrapbook_22.jpg

هنادي
03-18-2011, 01:05 PM
ها نحن نستعد لبداية رحلتنا الشيقة
وسينطلق بنا القطار الآن الى المحطه الأولى في رحلتنا الايمانية

المحطة الأولى

وهو تعريف ما هو حب الرسول صلى الله عليه وسلم

"إن المقصود بحبه ليس فقط العاطفة المجردة، وإنما موافقة أفعالنا لما يحبه صلى الله عليه وسلم ،وكُره ما يكرهه، وعمل ما يجعله يفرح بنا يوم القيامة...ثم التحرق شوقاً للقياه، مع احتساب أننا لا نحبه إلا لله ، ‍وفي الله ،وبالله"

وخلاصة حبنا له أن يكون- صلى الله عليه وسلم- أحب إلينا من أنفسنا وأموالنا وأولادنا ؛ فقد روى البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده" ، فلما قال له عمر: "لأنت يا رسول الله أحب إليَّ من كل شيء إلا نفسي،قال له صلى الله عليه وسلم:"لا، والذي نفسي بيده،حتى أكون أحب إليك من نفسك"، فلما قال له عمر:"فإنك الآن أحب إلي من نفسي يا رسول الله" ،قال له:" الآن يا عمر" !!

سنكمل الرحلة و لكن

بانتظار الزوار الكرام ....أسرعوا فالمقاعد .....محدودة

الرحلة مميزة فلا تفوتكم .

صقر
03-18-2011, 01:10 PM
ها أنا هنا
في المقاعد الأولى
أشرب من كأس السيرة
الذي تقدمينه بيديك الكريمة
شكرا هنادي.

محمدخير المهيدات
03-18-2011, 01:11 PM
اللهم صلي على سيدنا محمد

جزاك الله كل خير

حنين
03-18-2011, 11:29 PM
هنادي
جزآك الله كل خير
ونفعنآ الله بك ..
في موآزين حسناتك يآرب

هنادي
03-19-2011, 08:30 AM
ها أنا هنا
في المقاعد الأولى
أشرب من كأس السيرة
الذي تقدمينه بيديك الكريمة
شكرا هنادي.
أسعدك الخالق صقر
متابعه واطلاله كالنور

هنادي
03-19-2011, 08:32 AM
اللهم صلي على سيدنا محمد

جزاك الله كل خير

جزيت بالمثل محمد
اطلاله كالنور
دمت ياقدير

هنادي
03-19-2011, 08:37 AM
هنادي

جزآك الله كل خير
ونفعنآ الله بك ..
في موآزين حسناتك يآرب



اللهم آمين
اسعدتي الروح بحضورك
لا حرمت

هنادي
03-19-2011, 08:40 AM
المحطة الثانية

البطاقة المحمدية

الاسم بالكامل لأبيه

محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن بن تارح بن ناحور بن ساروغ بن راعو بن فالخ بن عيبر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ بن يرد بن مهليل بن قينن بن يانش بن شيث بن آدم عليه وعلى نبينا السلام

الاسم الكامل لأمه

آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة فيجتمع نسب الرسول صلى الله عليه وسلم لأبيه و أمه عند كلاب بن مرة

تاريخ الميلاد

ليلة الإثنين 12 من ربيع الأول من عام الفيل ويوافق 20 أبريل سنة 571 م

محل الميلاد

مكة المكرمة

محل الإقامة

أول 50 سنة من حياته ص بمكة المكرمة وآخر 13 سنة بالمدينة المنورة

المهنة الرئيسية

محمد رسول الله

المهن السابقة

رعى غنم عمه أبى طالب وذهب معه فى تجارته ثم بعد ذلك تاجر للسيدة خديجة رضى الله عنها فى مالها بالشام


الزوجات

توفى صلى الله عليه وسلم عن تسع زوجات وهن عائشة و سودة وحفصة وميمونة وصفية وأم سلمة وزينب بنت جحش وجويرية بنت الحارث وأم حبيبة بالإضافة إلى مارية القبطية وكانت ملك يمينه صلى الله عليه وسلم . أما السيدة خديجة رضى الله عنها فقد توفيت بمكة قبل الهجرة بثلاث سنوات

الأبناء

عبد الله و القاسم وزينب و رقية و أم كلثوم و فاطمة الزهراء من السيدة خديجة رضى الله عنها ثم إبراهيم من السيدة مارية القبطية وجميعهم توفوا فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم عدا السيدة فاطمة الزهراء التى توفيت بعده ص بأربعة أشهر وكانت أول من لحق بالرسول صلى الله عليه وسلم من أهل البيت

تاريخ الوفاة

ليلة الإثنين 12 من ربيع الأول عن عمر يناهز 63 سنة

محل الوفاة
المدينة المنورة
موضع القبر فى بيت السيدة عائشة فى الموضع الذى قبض فيه صلى الله عليه وسلم لقول سيدنا أبى بكر رضى الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما دفن نبى إلا حيث قبض . صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم

وفي انتظاركم أحبتى في الله في المحطة الثالثة

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هنادي
03-22-2011, 03:55 AM
المحطة الثالثة
نحن الآن في صبيحة يوم الإثنين الثاني والعشرين من شهر أبريل سنة 571م بين شعاب مكة، وهاهم الباعة المتجولون يحيطون بالقطار الذي يوشك على المغادرة وكل ينادي على بضاعته.

وها هى أصواتهم تختلط بأصوات الطائفين حول الكعبة في مكة..

وقد شهدتم في هذا الصباح ميلاد الطفل اليتيم الذي ولدته آمنة بنت وهب
وهاهو جده عبد المطلب مستبشراً فرحاً بحفيده يحمله ويذهب به إلى الكعبة ويدعو له

ويقترب منا أحد باعة الصحف المتجولين حول القطار لنقرأ في الصفحة الأولى عناوين أهم الأخبار:

زلزال مدمر يضرب عاصمة الفرس وسقوط أربعة عشر شرفة من إيوان كسرى،
والنار (المقدسة) تنطفيء بعد أن استمرت متقدة باستمرار ما يزيد على خمسمائة سنة.

الزلزال يهدم جميع الكنائس القائمة حول بحيرة ساوة
وانخفاض مستوى الماء في البحيرة إلى أقل من الربع

ها هى ثويبة مولاة أبي لهب تترك رضيعيها مسروح وحمزة بن عبد المطلب
وتلحق بعبد المطلب لتأخذ منه الوليد الجديد لترضعه لأن أوان رضاعه قد حان..
وتقول لجده: ماذا ستسميه يا عبد المطلب

ها هو القطار ينطلق وقد كان آخر ما سمعنا من الحوار رد عبد المطلب على ثويبة:

اخترت له اسم محمد ليكون محموداً عند الله في السماء ومحمداً في الأرض عند خلقه ولأولمن له وليمة أدعو قريشاً كلها لتشهد الإسم وتأكل ولأختننه يوم السابع كما هى سنة جده إسماعيل وإبراهيم

قطارنا ينطلق بعيداً في اتجاه البوادي الخضراء والربوع الرملية المتوهجة... ها هم رعاة الغنم ينطلقون بها نحو المراعي.. وتختلط أصوات الثغاء مع أصوات حنين الإبل وبغام الطلا والظباء والقطار يتيه بنا نحو بوادي بني سعد...

إلى اللقاء في المحطة القادمة بإذنه تعالى

محمد ال مهيد
03-22-2011, 09:15 AM
حجز مقعد اخر

على متن هذه الرحله

تسلم يمينك هنادي

محمد

بحر التحدي
03-22-2011, 02:05 PM
الله يجزاك خير هنادي
وذكرى الغالي تقول المقعد اللي جنبها فاضي
ممكن احجز عليه لو تكرمتي


مودتي واحترامي

نـور القمــر
03-24-2011, 07:30 AM
احجز مقعد
وهل يسعدنا غير هذه الرحله
حتما لا يوجد رحلة افضل منها
دمتي بود غاليتي

غازي عبدالله الرويلي
03-24-2011, 10:23 AM
هنادي
احجز
لي عوده

هنادي
03-24-2011, 11:34 AM
محمد علي
يسعدني ان تكون على متن رحلتنا

هنادي
03-24-2011, 11:36 AM
نور القمر
كم يسعدنى تواجدك ضمن الراكبين
تحيتى لك

هنادي
03-24-2011, 11:38 AM
محمد آل مهيد...غازي الرويلي
كم يسعدنى تواجدكم فى قطار السيرة
ولننطلق سوياً الآن الى المحطة الرابعه
على بركة الله

هنادي
03-24-2011, 11:42 AM
المحطة الرابعة
محطة بني سعد بن بكر


وبينما القطار ينهب الأرض نحو ديار بني سعد بن بكر نلتفت حولنا لنتعرف على المسافرين معنا فنرى ركاباً يتأهبون للنزول في محطة بني سعد نتقدم منهم لنتعرف عليهم فيقدمون لنا أنفسهم

تتقدم منا امرأة وزوجها ويتحدث الزوج فيقول:

مرحباً بكم في ديار بني سعد. اسمي الحارث بن عبد العزى المكنى بأبي كبشة. وهذه زوجتي حليمة بنت أبي ذؤيب. وهى من نفس القبيلة.

زوجتي تعمل حاضنة في الخارج فهى متخصصة في إرضاع أطفال قريش. وقد أرضعت أولادي: عبد الله ، وأنيسة ، وحذافة أو جذامة الملقبة بالشيماء. والشيماء الآن كبيرة وقد تركناها في مكة. وبالإضافة إلى أولادي فقد أرضعت أباسفيان بن الحارث بن عبد المطلب وحمزة بن عبد المطلب.

ولكنها أرضعت طفلاً آخر هو من أعجب ما رأينا من الأطفال.

أتحبون سماع قصته: هيا يا حليمة قصي علينا قصة ذلك الطفل اليتيم الأعجوبة
واعتدلت حليمة في جلستها وأصلحت ثوبها وتهللت أسارير وجهها وهى تروي لنا قصة الصبي اليتيم.. فيبدو أنها تحب أن تحكي عن هذا الطفل.. وذهلنا ونحن نستمع إلى حكايتها.. ولم نلق بالاً لجمال الطبيعة من حولنا ولا للطافة النسيم الذي يدخل علينا من نافذة القطار في ذلك الصباح الجميل فقد كانت كلمات حليمة من أجمل ما سمعنا من كلمات وكانت قصتها تدعو للدهشة والعجب. ولولا أنها قصة حقيقية وأن حليمة لا تكذب لظننا أن هذه القصة من نسج الأساطير.

قالت حليمة:

خرجت من بلدي أبحث عن طفل أحضنه ومعي زوجي وابني الرضيع إلى مكة ومعي مجموعة من الزميلات الحاضنات من بني سعد. وكنت أركب حماراً هزيلاً ولم يكن لدينا طعام إلا شاة نحلب لبنها، ولكن ضرعها ما جاد علينا بقطرة لبن طوال الرحلة إلى مكة، وكذلك كان ثديي فارغاً من اللبن، والصغير الرضيع الذي معي لا ينام ولا يترك أحداً ينام من شدة الجوع وبكاؤه لا ينقطع. وكان حماري الهزيل لا يستطيع المشي حتى اشتكى جميع رفقائي في الرحلة أنني السبب في تأخيرهم.

ولما وصلنا مكة عرض هذا اليتيم على زميلاتي فأبين أن يأخذنه ليرضعنه لأنه يتيم وليس له أب ليدفع مصاريف الحضانة... وذهبت زميلاتي جميعهن وأخذن أطفالاً للحضانة ولم يبق أحد غيري بدون رضيع فكنت مكسوفة الخاطر. ولكنني أبيت أن أرجع دون رضيع أحضنه فصممت على أخذ اليتيم لأنني لم أجد غيره. وشاورت زوجي فوافق على الفور..

ولما أخذت اليتيم أحسست على الفور بتغيير في صدري، ونظرت فإذا ثدياي ممتلئتان لبناً، ورضع اليتيم ورضع معه صغيري حتى شبعا، ثم ناما ، ولاحظت أن اليتيم لا يرضع إلا من الثدي الذي أعطيته له أولاً ولا يقبل أن يرضع من الثدي الآخر الذي يرضع منه ابني الرضيع!!

وقام زوجي ليسقي الشاة فاكتشف أن ضرعها يكاد يلامس الأرض وأنه مليء باللبن فحلبها وشربنا حتى روينا من ذلك اللبن..

ولما ركبت الحمار في رحلة العودة إذا به ينطلق فيسبق جميع الحمير،
فتنادي علينا زميلاتنا: (يا حليمة انتظرينا قليلاً وخففي السرعة حتى نلحق بك). ولما كنت أنتظرهن ليلحقن بي كن يقلن: (يا حليمة هل أنت متأكدة أن هذا الحمار هو نفس الحمار الذي جئت به من بني سعد إلى مكة؟؟ ألم يقم أحد بتبديله في مكة؟).
(والله إن لهذا الحمار لشأناً عجيباً).

كان زوجي يردد طوال رحلة العودة إلى بني سعد: (تعلمين يا حليمة.. لقد أخذت نسمة مباركة). وكنت فرحة جداً باليتيم وأقول لزوجي: (والله إني لأرجو ذلك)..

وأعجب مافي الأمر أننا لما وصلنا ديار بني سعد حدث أمر عجيب فبلادنا جدباء لا نبات فيها ولا عشب وكانت غنمي تروح لترعى ثم تعود شبعانة ممتلئة لبناً.. وكانت أغنام زميلاتي تروح ثم تعود جياعاً وليس في ضروعها لبن. وكان الناس يقولون للرعاة: ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب، يقصدونني أنا..
ولكن القصة الأعجب هى ما لاحظته على هذا اليتيم المسكين.. فخفت عليه خوفاً شديداً فأعدته إلى أمه..

ها هو القطار قد بدأ يخفف من سرعته تمهيداً للتوقف في ديار بني سعد بن بكر.. ولكنني أعدكم بأن أحكي لكم ماذا حدث لليتيم ولماذا خفنا عليه فأعدناه إلى أمه.. تفضلوا معي إلى خيمتي..
انتظروا حليمة في المحطة التالية بعد أن ننزل في البادية ضيوفاً عليها في ديار بني سعد بن بكر
لتحكي لنا لماذا خافت على اليتيم
إلى اللقاء في المحطة القادمة بإذنه تعالى

هنادي
03-30-2011, 11:55 AM
المحطة الخامسة

هيا بنا ننزل مع حليمة بالبادية ضيوفاً عليها بخيمتها في ديار بني سعد بن بكر
قالت حليمة:

كان محمد اليتيم طوال سنتين عندي مصدراً للخير والنماء والبركة، فأغنامي كثرت وكثر لبنها، وكثر الطعام عندنا ، وكان يشب شباباً لا يشبه من هو في مثل سنه، فلما بلغ عامين وفصلته عن الرضاع، كان قد أصبح غلاماً قوياً.

وكان علىًّ أن أعيده إلى أمه فقد انتهت مدة الرضاع. ولكنني لم أكن أريد إرجاعه فقد ازداد تعلقي به وكذلك تعلق به بقيته إخوته من الرضاعة.

فذهبت به إلى مكة، حيث أمه آمنة وفي نيتي ألا أعيده إليها، فقلت لها: تعلمين يا آمنة أن الطفل في هذه الفترة من عمره يكون عرضة للأمراض وخاصة إذا بقى في مكة لأن مكة بها الأوبئة والأمراض، فلو تركته عندي في البادية حتى يكبر قليلاً... وألححت عليها حتى وافقت، ففرحت بذلك أيما فرح..

وعاد معي إلى بادية بني سعد.. ومكث معي سنة أخرى. وكان يلعب في البادية مع الغلمان حيناً ويرعى الغنم حيناً آخر،،

وفي هذه السنة حدث شيء غريب انفطر له قلبي وارتعد له فؤادي...


فقد خرج محمد يلعب مع الغلمان.. وكنت أهتم ببعض شئون بيتي.. وبعد برهة أقبل الغلمان يسعون وهم يصيحون: إن محمداً قد قتل، إن محمداً قد قتل.

فألقيت ما كنت أحمله وخرجت أجري بكل قوتي إلى حيث أشار الغلمان فوجدت محمداً مطروحاً على الأرض وآثار الماء في كل مكان حوله وبقعة من الدم مطروحة على الأرض إلى جواره ولكنه كان حياً.. وكان ينظر إلى وهو منتقع اللون يرجف فؤاده.. فأخذته وضممته إلى صدري حتى سرى عنه وسكن روعه..

وسألته ماذا بك يا حبيبي يا محمد؟ ما الذي أصابك؟:

فأجابني بكل صدق وثقة مما يقول:

بينما كنت ألعب مع الغلمان إذا بملك من السماء ينزل وله أجنحة فأخذني من بين الغلمان ثم قال لي: لا تخف. أنا جبريل. ثم أرقدني على الأرض على ظهري وشق صدري وأنا أنظر واستخرج قلبي ثم استخرج من قلبي تلك العلقة المطروحة هناك على الأرض فقال: هذا حظ الشيطان منك، وكان معه طست من ذهب فغسل قلبي في ذلك الطست، أترين هذا الماء يا أماه؟ وقلت له: من أين أتيت بالماء يا جبريل؟ فقال لي: (هذا من ماء زمزم بمكة يا محمد).. ثم لمس القلب فعاد كما كان ثم أعاده إلى مكانه في صدري. ثم صعد إلى السماء.


ولا أكتمكم أنني خفت على ابني محمد، فلم أكن أعرف ما الذي حل به.. رغم أنه قص القصة بكل براءة وصدق، وخفت أن تتكرر هذه الحادثة وهو معي فسارعت بالعودة به إلى مكة... فأعدته إليها
شكرنا حليمة السعدية على قصتها المؤثرة كما شكرناها على حسن الضيافة والكرم العربي البدوي الأصيل.. وسمعنا صافرة القطار وهو يؤذن بالإنطلاق في رحلة العودة إلى مكة لنسمع المزيد من أخبار هذا اليتيم ونرى ما الذي حل به بعد أن أعادته حليمة السعدية إلى أمه آمنة بنت وهب..

إلى اللقاء في المحطة القادمة بإذنه تعالى

الشاعرحمدالعامري
03-30-2011, 06:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هلا وغلا بهنادي والركاب الموجودين يالله انا الراكب رقم ( 6 ) توكلنا على الله انا لقيتكم في المحطة الخامسة شو اسوي ركبت تكسي ولحقتكم .

علي الهيثمي
03-31-2011, 07:05 AM
الله يعطيك العافية

عمل رائع ومأجورة عليه ان شاء الله


شكرا وبارك الله فيك

هنادي
04-01-2011, 10:25 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هلا وغلا بهنادي والركاب الموجودين يالله انا الراكب رقم ( 6 ) توكلنا على الله انا لقيتكم في المحطة الخامسة شو اسوي ركبت تكسي ولحقتكم .

اهلا بك اكثر ياحمد
اطلاله كالنور
تسعدني مرافقتك لنا هذه الرحله
دمت ياقدير

هنادي
04-01-2011, 10:29 AM
الله يعطيك العافية

عمل رائع ومأجورة عليه ان شاء الله


شكرا وبارك الله فيك

يعافيك الرحمن علي
انرت المتصفح
شكرا لك

هنادي
04-01-2011, 10:49 AM
المحطة السادسة

حينما توقف القطار في مكة المكرمة كانت في استقبالنا آمنة بنت وهب، أم اليتيم محمد..
رحبت بنا ثم قادتنا إلى بيت عبد الله بن عبد المطلب..

ودخلنا وجلسنا..

وبدأت تحدثنا فقالت:

مرحباً بك يا بيرو ومرحبا بك يا رهف .. ومرحبا بكم شغوف الحب .. وردة الليالى .. الفارسة الشقراء .. ابو ابراهيم .. رحايل .. الذوى .. فريد خالد .. ومرحبا بكل من شرفنا هنا

كيف كانت رحلتكم؟ علمت أنكم قدمتم من بادية بني سعد لزيارتنا فمرحباً بكم.

أنا آمنة أم محمد اليتيم.

هل ترغبون في سماع قصتي وقصته؟

سوف أحكي لكم بعد أن تشربوا الحليب وتأكلوا من هذا الشواء وتشربوا الثريد..

خطبني عبد المطلب لابنه عبد الله وكان يحبه حباً جماً لدرجة أنه افتداه من الذبح بمائة من الإبل وكان نذر أن يذبحه..

وكنت أشرف بنت في قريش وكان جميع فتيان قريش يطمعون في التزوج مني فأنا آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر .

وأهلي هم بنو زهرة بن كلاب.

وكانت جميع بنات قريش يطمعن في التزوج من عبد الله ولكنه لم يكن يلتفت إليهن وكانت أم قتال رقيقة بنت نوفل أخت ورقة بن نوفل ترى نوراً يسطع بين عيني عبدالله قبل أن يتزوجني فأرادت أن يكون ذلك متصلا بها لما كانت تسمع من أخيها من البشارات بوجود محمد وأنه قد أزف زمانه فعرضت نفسها عليه ليتزوجها فامتنع عليها فلما تزوجني انتقل ذلك النور إلىَّ..

وتوفي أبوه عبدالله وأنا حامل به في بطني وكان زوجي عبدالله قد خرج إلى غزة في الشام في قافلة من قوافل قريش يحملونه تجارات ففرغوا من تجارتهم ثم انصرفوا فمروا بالمدينة وزوجي يومئذ مريض فقال أتخلف عند أخوالي بني عدي بن النجار فأقام عندهم مريضاً شهرا ومضى أصحابه فأتوا إلى مكة فسألناهم عنه فقالوا خلفناه عند اخواله بني عدي بن النجار وهو مريض فبعث إليه عبد المطلب أكبر ولده الحارث فوجده قد توفي ودفن في دار النابغة فرجع إلى أبيه فأخبره فحزن عليه عبد المطلب وإخوته وأخواته حزناً شديداً فهو قد توفى وعمره يوم توفي خمس وعشرون سنة .

وكنت حزينة جداً لنبأ موته، فهو لم ير ابنه الذي في بطني والذي سيولد يتيماً.
وفي ليلة من الليالي كنت أبكي على حبيبي عبد الله حتى غلبني النوم فرأيت في النوم كأنه خرج مني نور أضاءت له قصور الشام... فقمت من النوم وأنا فرحة جداً بهذه الرؤيا.. وبينما أنا بين النوم واليقظة إذا بهاتف يهتف بي: (يا آمنة إنك قد حملت بسيد هذه الأمة فإذا وقع إلى الأرض فقولي أعيذه بالواحد، من شر كل حاسد، من كل بر عاهد، وكل عبد رائد، يذود عني ذائد، فإنه عند الحميد الماجد، حتى أراه قد أتى المشاهد..) فلما ولدته كنت أرقصه وألعبه بهذه الكلمات التي سمعتها.

وسمعت هاتفاً آخر يقول لي: (إذا ولدته فسميه محمداً فإن اسمه في التوراة أحمد يحمده أهل السماء وأهل الأرض واسمه في الإنجيل أحمد يحمده أهل السماء وأهل الأرض واسمه في القرآن محمد).

ولقد أحببته قبل أن يخرج مني لما رأيت من البركة والبشارات.

وما وجدت تلك المشقة التي تجدها المرأة الحبلى حتى وضعته وكانت ولادته بلا ألم ولا عسر.. فلما فصل مني وقع إلى الأرض معتمدا على يديه جاثيا على ركبتيه وخرج معه نور أضاءت له قصور الشام وأسواقها حتى رأيت أعناق الإبل ببصرى وكان رافعاً رأسه إلى السماء.




ولقد شهدت ولادته معي أم عثمان بن أبي العاص فاسألوها ماذا رأت؟

وكانت أم عثمان حاضرة مجلسنا فسألها محمد يوسف الفجال ماذا رأيت يومها يا أماه؟ فقالت:

(شهدت ولادة آمنة بنت وهب ليلة ولدته، فما شيء أنظره في البيت إلا نور وإني أنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول ليقعن علي).

وقاطعتها الشفاء أم عبدالرحمن بن عوف فقالت: (كنت أنا القابلة التي استقبلته حين خرج من بطن أمه، وأنا التي أخبرت به حين سقط على يدى، ونزل بالهيئة التي أخبرتكم بها آمنة وسمعت قائلاً يقول يرحمك الله ).

قالت آمنة:فلما وضعته بعثت جاريتي إلى عبدالمطلب فقالت قد ولد لك غلام فانظر إليه فلما جاءني أخبرته وحدثته بما كنت رأيت حين حملت به وما قيل لي فيه وما أمرت أن أسميه فأخذه عبدالمطلب فأدخله في جوف الكعبة وقام يدعو ويشكر الله عز وجل ويقول :



الحمد لله الذي أعطاني * هذا الغلام الطيب الأردان
قد ساد في المهد على الغلمان * أعيذه بالبيت ذي الأركان
حتــى يكــون بلغة الفتيــان * حتــــى أراه بالغ البنيــــــان
أعيــذه مــن كــل ذي شنــآن * من حاســد مضطرب العنــان
ذي همة ليس له عينان * حتى أراه رافع اللسان
أنا الآن أعتزم اصطحابكم معي إلى يثرب نزور قبر زوجي الراحل عبد الله، فهل ستأتون معي؟ ما رأيكم؟


هيا إلى القطار المتوجه إلى يثرب مصطحبين آمنة بنت وهب وهى تزور قبر زوجها عبد الله بن عبد المطلب.
صحبتكم السلامة

هنادي
04-05-2011, 09:13 AM
المحطة السابعة

كانت آمنة بنت وهب طوال الطريق إلى يثرب تحدثنا عن زوجها عبد الله...

قالت لنا آمنة:
وقالت لها بيرو:
ماذا ترك لك عبد الله يا أماه بعد موته؟

قالت آمنة:
(ترك لي خمسة من الإبل، وغنمة واحدة، كما ترك لي (أم أيمن). واسمها بركة وهى من بلاد الحبشة. أنظروا إليها هناك في تلك العربة. إنها هى حاضنة محمد. تعالى يا أم أيمن وسلمي على ضيوفنا) هذا ما تركه لي عبد الله

لقد ترك لي محمداً...

وقالت رهف بلهفة:
يكفيك يا أماه أنه ترك لك محمداً.

قالت:
بلى ورب الكعبة.

ثم قالت:
لقد رثيت عبد الله بأبيات من الشعر. هل تحفظ يا الأمل الشعر الذي رثيت به زوجي عبد الله؟

قال الأمل – في زهو – نعم أحفظه. ثم انبرى يلقي بالأبيات التي قالتها آمنة في رثاء عبد الله بن عبد المطلب:

عفا جانب البطحاء من ابن هاشم === وجاور لحداً خارجاً في الغماغم
دعته المنايا دعوة فأجابها === وما تركت في الناس مثل ابن هاشم
عشية راحوا يحملون سريره === تعاوره أصحابه في التزاحم
فإن تك غالته المنايا وريبها == فقد كان معطاء كثير التراحم
ولاحظ الأمل أن عينى أمه آمنة تدمعان.. فكف عن إلقاء الشعر ودمعت عيناه...
ونظر فإذا الجميع يبكون وهم مطرقون إلى الأرض...

وساد الصمت جنبات القطار فجأة، فلا تسمع إلا طرقات عجلاته السريعة الرتيبة على قضبان السكة الحديد...

وفجأة قطعته آمنة بقولها:
(سوف أمكث في يثرب شهراً كاملاً بجوار قبر زوجي)..

هذه هى يثرب..


هذه أسواقها

هذا هو النخل.. وبساتينها وحدائقها..

هذه منازل الأوس،،

وهؤلاء هم الخزرج..

كم أحب هذه البقاع.. كم أحب هذا التراب..

هنا يرقد زوجي..

ونادت على أم أيمن:

(يا أم أيمن.. تعالى ومحمداً.. حتى نزور زوجي..)

ائذنوا لي يا أبنائي في خلوة أنا ومحمد ابني لنجلس قليلاً بجوار قبر زوجي عبد الله.. سوف أعود إليكم بعد قليل.. سنزور أهلي من بني النجار فهم قد أعدوا لنا الضيافة حتى نستريح من عناء الرحلة..


وقضينا في يثرب شهراً ونيف. نتجول في أسواقها، وننظر إلى حصونها ونأكل من تمرها وبلحها ونشرب من مياه الآبار المنتشرة فيها.

وبينما نحن في ديار أسعد بن زرارة من بني النجار إذا بأعرابي يقدم من الأبواء فيقول:

أين الركب الذي كانوا برفقة آمنة بنت وهب وابنها اليتيم حين قدموا من مكة؟
فقلنا جميعاً بصوت واحد:
(نعم نحن أبناء صمت الليالى ، كنا معها.. )

فقال بصوت حزين:
(لقد مرضت آمنة مرضاً شديداً وألح عليها المرض، فماتت بالأبواء وهى راجعة إلى مكة.. ودفناها منذ يومين).

واختلطت أصواتنا ونحن نقول:

(وأين محمد؟)
قال الأعرابي: (لقد قفلت به حاضنته أم أيمن إلى مكة..)

(تعلمون أن عبد الله كان أحسن أولاد عبد المطلب؟ وأعفهم وأحبهم إليه؟
تعلمون أنه هو الذبيح..
لا تعلمون؟
حسناً سوف أخبركم.
إن عبد المطلب كان قد نذر أن يذبح أحد أولاده إن بلغوا عشراً.. فلما ولد له الابن العاشر أخبر أولاده بنذره فأطاعوه فكتب أسماءهم في القداح فخرج القدح على عبد الله، فأخذه عبد المطلب، وأخذ السكين ثم أقبل به إلى الكعبة ليذبحه، فمنعته قريش ولا سيما أخواله من بني مخزوم وأخوه أبوطالب، فقال عبد المطلب: فكيف أصنع بنذري؟ فأشاروا عليه أن يأتى عرافة فيسألها فأتاها فأمرت أن يضرب القداح على عبد الله وعلى عشر من الإبل فإن خرجت على عبد الله يزيد عشراً من الإبل حتى يرضى ربه، فإن خرجت على الإبل نحرها، ففعل ولكن القداح كانت تقع على عبد الله في كل مرة، حتى بلغت الإبل مائة فوقعت القرعة عليها فنحرها عبد المطلب ولم يمنع منها إنساناً ولا سبعاً..


وقالت لها بيرو:
ماذا ترك لك عبد الله يا أماه بعد موته؟

قالت آمنة:
(ترك لي خمسة من الإبل، وغنمة واحدة، كما ترك لي (أم أيمن). واسمها بركة وهى من بلاد الحبشة. أنظروا إليها هناك في تلك العربة. إنها هى حاضنة محمد. تعالى يا أم أيمن وسلمي على ضيوفنا) هذا ما تركه لي عبد الله

لقد ترك لي محمداً...

وقالت رهف بلهفة:
يكفيك يا أماه أنه ترك لك محمداً.

قالت:
بلى ورب الكعبة.

فتسابقنا إلى القطار لنطير عائدين إلى مكة وقلوبنا تتفطر على محمد.. صلوات الله وسلامه عليه


صحبتكم السلامة

هنادي
04-10-2011, 10:15 AM
المحطة الثامنة
استقبلتنا أم أيمن في محطة القطار وأخذتنا إلى بيت عبد المطلب.

قالت أم أيمن:
كانت آمنة تشتكي المرض منذ أن سمعت بوفاة زوجها عبد الله، واشتد عليها المرض وهى راجعة إلى مكة. وكان عبد المطلب قد لحق بنا في يثرب وعاد معنا إلى مكة.. وشهد وفاة آمنة ودفنها بالأبواء. ثم عاد مع محمد ومعي إلى مكة...

إن محمداً معه الآن وقد خرجا إلى الكعبة.

إنه لا يترك محمداً ولو لبرهة من الزمان، وهو يحنو عليه ويرق له.

قال نفسى فداك يا رسول الله :
وكيف ذلك يا أم أيمن؟


قالت أم أيمن:
(إنه يؤثره على أولاده.. كان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة، فكان بنوه يجلسون حول فراشه حتى يخرج إليه، لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالاً له. ولكن محمداً وهو غلام صغير السن كان يأتي حتى يجلس على ذلك الفراش، فيقوم أعمامه ليمنعوه من الجلوس على الفراش.. ولكن عبد المطلب كان يقول لهم: دعوا ابني هذا فوالله إن له لشأناً ثم يجلسه معه على فراشه ويمسح ظهره بيده ويسره ما يراه يصنع)..
وفي ليلة من الليالي المقمرة بمكة، كان عبد المطلب على فراش الموت، فنادى ابنه أبا طالب وقال له: (يابنى، إني قد حضرتني الوفاة، وإني أعهد إليك بابني محمد، لتكفله وترعاه، فعمره اليوم ثمان سنوات وشهران وعشرة أيام...)

قال أبوطالب:
(سأفعل يا أبتاه.. فمحمد هو ابني ...)..

ولما مات عبد المطلب وانتقل محمد إلى بيت عمه أبي طالب دعانا أبو طالب إلى بيته..

ولبينا الدعوة.. وكانت السنة سنة قحط وجفاف شديد..

قال أبو طالب:
أتدون يا ركاب قطر الخير أنني أحببت محمداً كما لم أحب أحداً من قبل؟

قالت رهف :
عجباً يا عماه،، وكيف ذلك؟

قال أبو طالب:
رأيت من محمد أشياء عجيبة،، إنه يفكر كما يفكر الكبار ويسلك سلوك الكبار، فهو عاقل جداً وقليل الكلام، لكنه إذا تكلم قال كلاماً فصلاً..

وقالت بيرو:
وأين محمداً الآن يا عماه؟

قال أبو طالب:
إنه خرج يرعى الغنم.. فهو يرعى الأغنام ويجد متعة شديدة في رعيها.. وهو يحمل عصا لكنه لا يضرب بها الأغنام، بل إن الأغنام لتتبعه أينما ذهب، وكأنها تحبه..

قالت رحايل:

عجباً من هذا الكلام، الأغنام تحب محمداً؟ ولماذا يا عم؟

قال أبو طالب:
سأريكم غداً أمراً عجباً من أمور محمد إذا عاد من رعى الغنم..
وقلنا جميعاً: نحن نحب والله أن نرى هذا الأمر..
وفي ليلة من الليالي المقمرة بمكة، كان عبد المطلب على فراش الموت، فنادى ابنه أبا طالب وقال له: (يابنى، إني قد حضرتني الوفاة، وإني أعهد إليك بابني محمد، لتكفله وترعاه، فعمره اليوم ثمان سنوات وشهران وعشرة أيام...)

قال أبوطالب:
(سأفعل يا أبتاه.. فمحمد هو ابني ...)..

ولما مات عبد المطلب وانتقل محمد إلى بيت عمه أبي طالب دعانا أبو طالب إلى بيته..

ولبينا الدعوة.. وكانت السنة سنة قحط وجفاف شديد..

قال أبو طالب:
أتدون يا ركاب قطر الخير أنني أحببت محمداً كما لم أحب أحداً من قبل؟

قالت رهف :
عجباً يا عماه،، وكيف ذلك؟

قال أبو طالب:
رأيت من محمد أشياء عجيبة،، إنه يفكر كما يفكر الكبار ويسلك سلوك الكبار، فهو عاقل جداً وقليل الكلام، لكنه إذا تكلم قال كلاماً فصلاً..

وقالت بيرو:
وأين محمداً الآن يا عماه؟

قال أبو طالب:
إنه خرج يرعى الغنم.. فهو يرعى الأغنام ويجد متعة شديدة في رعيها.. وهو يحمل عصا لكنه لا يضرب بها الأغنام، بل إن الأغنام لتتبعه أينما ذهب، وكأنها تحبه..

قالت رحايل:

عجباً من هذا الكلام، الأغنام تحب محمداً؟ ولماذا يا عم؟

قال أبو طالب:
سأريكم غداً أمراً عجباً من أمور محمد إذا عاد من رعى الغنم..
وقلنا جميعاً: نحن نحب والله أن نرى هذا الأمر..



وفي صباح اليوم التالي: خرجنا جميعنا مبكرين لنلقى أباطالب.. وكان محمد قد عاد بالأغنام ليلاً..

قال فريد خالد :
لقد وعدتنا يا أباطالب أن ترينا من محمد أمراً عجباً ...

قال أبوطالب:
نعم لقد كان عندي البارحة أشراف قريش ورجالها، جاءوني يشكون من قلة المطر وقحط الوادي وجدب العيال ودعوني لأستسقى لهم واليوم سوف آخذ محمداً إلى الكعبة.. فاتبعونا وانظروا بأنفسكم..

ثم نادى،، يا محمد: هلم بنا إلى الكعبة..


وخرجنا نتبعهما.. وفي الطريق لقينا جلهمة بن عرفطة فقال:
هل تريدون أباطالب؟

فقلنا:
نعم وأين هو؟

قال جلهمة:
لقد توجه صوب الكعبة ومعه غلام أقمر أنور مضيء الوجه، شديد سواد الشعر شديد بياض الأسنان مفلجهما كأنه شمس دجن، تجلت عنه سحابة قثماء، يقال له محمد، إنه هناك.. انظروا إليه.. إنه يستسقي به

ونظرنا إلى السماء فكانت صافية ولم يكن فيها سحاب ولا قزعة

ونظرنا فإذا محمد وحوله غلمان.. وأخذه أبوطالب فألصق ظهره بالكعبة..

ولمس محمداً بيده ثم رفع يده إلى السماء فقال: اللهم اسقنا بهذا الغلام. اللهم اسقنا بمحمد

ونظرنا إلى السماء مرة أخرى فإذا السحاب يقبل من هاهنا وهاهنا، وأغدق واغدودق.. ونزل المطر.. غزيراً فجرينا إلى منزل أبي طالب نحتمي به من المطر.. وانفجرت وديان مكة بالمياه.. وسمعنا خرير الماء وهو يملأ شوارع مكة.. وسمعنا صوت أبي طالب فرحاً جذلاناً يتغنى:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه === ثمال اليتامى عصمة للأرامل

قال لنا أبو طالب:
لقد اعتزمت أن أرتحل بمحمد إلى الشام متاجراً فهل تأتون معنا؟

قال شغوف الحب:
حباً وكرامة يا عماه..

إلى اللقاء في محطتنا القادمة و نحن نصحب محمداً و عمه أبا طالب في رحلتهما إلى الشام

هنادي
04-10-2011, 10:16 AM
المحطة الثامنة
استقبلتنا أم أيمن في محطة القطار وأخذتنا إلى بيت عبد المطلب.

قالت أم أيمن:
كانت آمنة تشتكي المرض منذ أن سمعت بوفاة زوجها عبد الله، واشتد عليها المرض وهى راجعة إلى مكة. وكان عبد المطلب قد لحق بنا في يثرب وعاد معنا إلى مكة.. وشهد وفاة آمنة ودفنها بالأبواء. ثم عاد مع محمد ومعي إلى مكة...

إن محمداً معه الآن وقد خرجا إلى الكعبة.

إنه لا يترك محمداً ولو لبرهة من الزمان، وهو يحنو عليه ويرق له.

قال نفسى فداك يا رسول الله :
وكيف ذلك يا أم أيمن؟


قالت أم أيمن:
(إنه يؤثره على أولاده.. كان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة، فكان بنوه يجلسون حول فراشه حتى يخرج إليه، لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالاً له. ولكن محمداً وهو غلام صغير السن كان يأتي حتى يجلس على ذلك الفراش، فيقوم أعمامه ليمنعوه من الجلوس على الفراش.. ولكن عبد المطلب كان يقول لهم: دعوا ابني هذا فوالله إن له لشأناً ثم يجلسه معه على فراشه ويمسح ظهره بيده ويسره ما يراه يصنع)..
وفي ليلة من الليالي المقمرة بمكة، كان عبد المطلب على فراش الموت، فنادى ابنه أبا طالب وقال له: (يابنى، إني قد حضرتني الوفاة، وإني أعهد إليك بابني محمد، لتكفله وترعاه، فعمره اليوم ثمان سنوات وشهران وعشرة أيام...)

قال أبوطالب:
(سأفعل يا أبتاه.. فمحمد هو ابني ...)..

ولما مات عبد المطلب وانتقل محمد إلى بيت عمه أبي طالب دعانا أبو طالب إلى بيته..

ولبينا الدعوة.. وكانت السنة سنة قحط وجفاف شديد..

قال أبو طالب:
أتدون يا ركاب قطر الخير أنني أحببت محمداً كما لم أحب أحداً من قبل؟

قالت رهف :
عجباً يا عماه،، وكيف ذلك؟

قال أبو طالب:
رأيت من محمد أشياء عجيبة،، إنه يفكر كما يفكر الكبار ويسلك سلوك الكبار، فهو عاقل جداً وقليل الكلام، لكنه إذا تكلم قال كلاماً فصلاً..

وقالت بيرو:
وأين محمداً الآن يا عماه؟

قال أبو طالب:
إنه خرج يرعى الغنم.. فهو يرعى الأغنام ويجد متعة شديدة في رعيها.. وهو يحمل عصا لكنه لا يضرب بها الأغنام، بل إن الأغنام لتتبعه أينما ذهب، وكأنها تحبه..

قالت رحايل:

عجباً من هذا الكلام، الأغنام تحب محمداً؟ ولماذا يا عم؟

قال أبو طالب:
سأريكم غداً أمراً عجباً من أمور محمد إذا عاد من رعى الغنم..
وقلنا جميعاً: نحن نحب والله أن نرى هذا الأمر..
وفي ليلة من الليالي المقمرة بمكة، كان عبد المطلب على فراش الموت، فنادى ابنه أبا طالب وقال له: (يابنى، إني قد حضرتني الوفاة، وإني أعهد إليك بابني محمد، لتكفله وترعاه، فعمره اليوم ثمان سنوات وشهران وعشرة أيام...)

قال أبوطالب:
(سأفعل يا أبتاه.. فمحمد هو ابني ...)..

ولما مات عبد المطلب وانتقل محمد إلى بيت عمه أبي طالب دعانا أبو طالب إلى بيته..

ولبينا الدعوة.. وكانت السنة سنة قحط وجفاف شديد..

قال أبو طالب:
أتدون يا ركاب قطر الخير أنني أحببت محمداً كما لم أحب أحداً من قبل؟

قالت رهف :
عجباً يا عماه،، وكيف ذلك؟

قال أبو طالب:
رأيت من محمد أشياء عجيبة،، إنه يفكر كما يفكر الكبار ويسلك سلوك الكبار، فهو عاقل جداً وقليل الكلام، لكنه إذا تكلم قال كلاماً فصلاً..

وقالت بيرو:
وأين محمداً الآن يا عماه؟

قال أبو طالب:
إنه خرج يرعى الغنم.. فهو يرعى الأغنام ويجد متعة شديدة في رعيها.. وهو يحمل عصا لكنه لا يضرب بها الأغنام، بل إن الأغنام لتتبعه أينما ذهب، وكأنها تحبه..

قالت رحايل:

عجباً من هذا الكلام، الأغنام تحب محمداً؟ ولماذا يا عم؟

قال أبو طالب:
سأريكم غداً أمراً عجباً من أمور محمد إذا عاد من رعى الغنم..
وقلنا جميعاً: نحن نحب والله أن نرى هذا الأمر..



وفي صباح اليوم التالي: خرجنا جميعنا مبكرين لنلقى أباطالب.. وكان محمد قد عاد بالأغنام ليلاً..

قال فريد خالد :
لقد وعدتنا يا أباطالب أن ترينا من محمد أمراً عجباً ...

قال أبوطالب:
نعم لقد كان عندي البارحة أشراف قريش ورجالها، جاءوني يشكون من قلة المطر وقحط الوادي وجدب العيال ودعوني لأستسقى لهم واليوم سوف آخذ محمداً إلى الكعبة.. فاتبعونا وانظروا بأنفسكم..

ثم نادى،، يا محمد: هلم بنا إلى الكعبة..


وخرجنا نتبعهما.. وفي الطريق لقينا جلهمة بن عرفطة فقال:
هل تريدون أباطالب؟

فقلنا:
نعم وأين هو؟

قال جلهمة:
لقد توجه صوب الكعبة ومعه غلام أقمر أنور مضيء الوجه، شديد سواد الشعر شديد بياض الأسنان مفلجهما كأنه شمس دجن، تجلت عنه سحابة قثماء، يقال له محمد، إنه هناك.. انظروا إليه.. إنه يستسقي به

ونظرنا إلى السماء فكانت صافية ولم يكن فيها سحاب ولا قزعة

ونظرنا فإذا محمد وحوله غلمان.. وأخذه أبوطالب فألصق ظهره بالكعبة..

ولمس محمداً بيده ثم رفع يده إلى السماء فقال: اللهم اسقنا بهذا الغلام. اللهم اسقنا بمحمد

ونظرنا إلى السماء مرة أخرى فإذا السحاب يقبل من هاهنا وهاهنا، وأغدق واغدودق.. ونزل المطر.. غزيراً فجرينا إلى منزل أبي طالب نحتمي به من المطر.. وانفجرت وديان مكة بالمياه.. وسمعنا خرير الماء وهو يملأ شوارع مكة.. وسمعنا صوت أبي طالب فرحاً جذلاناً يتغنى:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه === ثمال اليتامى عصمة للأرامل

قال لنا أبو طالب:
لقد اعتزمت أن أرتحل بمحمد إلى الشام متاجراً فهل تأتون معنا؟

قال شغوف الحب:
حباً وكرامة يا عماه..

إلى اللقاء في محطتنا القادمة و نحن نصحب محمداً و عمه أبا طالب في رحلتهما إلى الشام

صقر
04-10-2011, 10:54 AM
مازلت على متن هذه الرحلة
ممتن كثيرا لقائد المركبة الراقية هنادي
داعيا لها بالتوفيق الدائم..

هنادي
لقلبك الفرح الذي لا ينتهي

عطر الزهور
05-21-2011, 11:27 AM
هنادي
شكرا لك بارك الله بك
تحيتي

محمود خير بك
08-16-2011, 10:33 AM
بارك الله فيك اخت هنادي

وجعله اضعاف من الحسنات

نسب المصطفى
08-18-2011, 10:17 PM
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير

مها يوسف
09-24-2011, 05:36 AM
هنادي الغالية
رحلة رائعة وطيبة وموفقة برفقتك
دمت بخير وبارك الله بك يا عزيزتي

محمد ال مهيد
11-24-2011, 07:42 AM
رحله طيبه حضور اخر

محمد

زهرة البونسيانا
02-28-2012, 10:11 PM
يعطيك الف عافية
تحيتي لك

 

أحمد الشيخ
04-14-2012, 09:52 PM
رحلة طيبة
بارك الله بك

عاشقة الشعر
04-28-2012, 04:44 PM
رحلة سعيدة وموفقة
وبارك الله فيك واسعدك

جواهرالإمارات
08-25-2012, 05:20 AM
http://www.lakii.com/vb/attachments/a-37/121021d1337956550-a-jazk5.gif

لحن القصيد
08-25-2012, 06:18 AM
ربي يجزاك الجنة
طرح متميز

مهرة أصيلة
12-29-2012, 09:11 PM
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير

عاشقة الفردوس
01-19-2013, 02:02 AM
جمعنا الله واياكم على منابر من نور يوم القيامة احجز في هذه الرحلة الطيبة والممتعة

حنين علي
06-21-2013, 05:16 PM
جزاك الله خيراً

البحر الحزين
07-16-2013, 08:53 AM
جزيل الشكر لكم مجهود قيم