المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكاتبة غادة السمان


مها يوسف
03-18-2011, 10:06 PM
نبذة عن الكاتبة غادة السمان وسيرة حياتها وقصائدها المليئة بالانوثة


غادة أحمد السمان هي كاتبة وأديبة سورية ولدت في دمشق عام 1942 لأسرة شامية عريقة, ولها صلة قربى بالشاعر السوري الكبير نزار قباني. والدها الدكتور أحمد السمان حاصل على شهادة الدكتوراه من السوربون في الاقتصاد السياسي وكان رئيسا للجامعة السورية ووزيرا للتعليم في سوريا لفترة من الوقت. تأثرت كثيرا به بسبب وفاة والدتها وهي صغيرة. كان والدها محبا للعلم والأدب العالمي ومولعا بالتراث العربي في الوقت نفسه، وهذا كله منح شخصية غادة الأدبية والإنسانية أبعادا متعددة ومتنوعة. سرعان ما اصطدمت غادة بقلمها وشخصها بالمجتمع الشامي (الدمشقي) الذي كان شديد المحافظة إبان نشوئها فيه.

ابراهيم الحنيطي
03-18-2011, 10:10 PM
الفاضله مها يوسف
شرف لي ان اكون اول من قص شريط
الافتتاح
اينما يكون الابداع تكون مها يوسف
واينما تكون الانسانيه تتواجد مها يوسف
رائعه في كل حالاتك واشكرك على هذا الطرح
تستحق الاستاذه غاده السمان وانتي تستحقي
الأشاده ودي وتقديري الغيهب.

مها يوسف
03-18-2011, 10:10 PM
أصدرت مجموعتها القصصية الأولى "عيناك قدري" في العام 1962 واعتبرت يومها واحدة من الكاتبات النسويات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، مثل كوليت خوري وليلى بعلبكي، لكن غادة استمرت واستطاعت ان تقدم أدبا مختلفا ومتميزا خرجت به من الاطار الضيق لمشاكل المرأة والحركات النسوية إلى افاق اجتماعية ونفسية وإنسانية.
تخرجت من الجامعة السورية في دمشق عام 1963 حاصلة على شهادة الليسانس في الأدب الإنجليزي، حصلت على شهادة الماجستير في مسرح اللامعقول من الجامعة الأمريكية في بيروت، عملت غادة في الصحافة وبرز اسمها أكثر وصارت واحدة من أهم نجمات الصحافة هناك يوم كانت بيروت مركزا للأشعاع الثقافي. ظهر إثر ذلك في مجموعتها القصصية الثانية " لا بحر في بيروت" عام 1965.

مها يوسف
03-18-2011, 10:12 PM
ثم سافرت غادة إلى أوروبا وتنقلت بين معظم العواصم الاوربية وعملت كمراسلة صحفية لكنها عمدت أيضا إلى اكتشاف العالم وصقل شخصيتها الأدبية بالتعرف على مناهل الأدب والثقافة هناك، وظهر أثر ذلك في مجموعتها الثالثة "ليل الغرباء" عام 1966 التي أظهرت نضجا كبيرا في مسيرتها الأدبية وجعلت كبار النقاد آنذاك مثل محمود أمين العالم يعترفون بها وبتميزها.

كانت هزيمة حزيران 1967 بمثابة صدمة كبيرة لغادة السمان وجيلها، يومها كتبت مقالها الشهير "أحمل عاري إلى لندن"، كانت من القلائل الذين حذروا من استخدام مصطلح "النكسة" وأثره التخديري على الشعب العربي. لم تصدر غادة بعد الهزيمة شيئا لفترة من الوقت لكن عملها في الصحافة زادها قربا من الواقع الاجتماعي وكتبت في تلك الفترة مقالات صحفية كونت سمادا دسما لمواد أدبية ستكتبها لاحقا.

في عام 1973 أصدرت مجموعتها الرابعة "رحيل المرافئ القديمة" والتي اعتبرها البعض الأهم بين كل مجاميعها حيث قدمت بقالب أدبي بارع المأزق الذي يعيشه المثقف العربي والهوة السحيقة بين فكره وسلوكه. في أواخر عام 1974 أصدرت روايتها "بيروت 75" والتي غاصت فيها بعيدا عن القناع الجميل لسويسرا الشرق إلى حيث القاع المشوه المحتقن، وقالت على لسان عرافة من شخصيات الرواية "أرى الدم.. أرى كثيرا من الدم" وما لبثت أن نشبت الحرب الاهلية بعد بضعة أشهر من صدور الرواية.

مع روايتيها "كوابيس بيروت " 1977 و"ليلة المليار" 1986 تكرست غادة كواحدة من أهم الروائيين والرئيات العرب. ويعتبرها بعض النقاد الكاتبة العربية الأهم حتى من نجيب محفوظ.
رغم وجود الجنس في أدب غادة السمان إلا إنه يشهد لها أنه دوما في خدمة السياق الروائي والبعد الدرامي للشخصيات ولم تنزلق أبدا إلى تقديم أدب إباحي كذلك الذي صارت بعض الكاتبات يكتبنه لاحقا من أجل الشهرة والرواج. مثال على ذلك، العجز الجنسي الذي يصيب بطل "ليلة المليار" المثقف هو رمز درامي كثيف لعجز المثقفين العرب عموما في مواجهة أزمات الأنظمة وانهيار الحلم العربي الجميل.

مها يوسف
03-18-2011, 10:13 PM
تزوجت غادة في أواخر الستينات من الدكتور بشير الداعوق صاحب دار الطليعة وأنجبت ابنها الوحيد حازم الذي أسمته تيمنا باسم أحد ابطالها في مجموعة ليل الغرباء. كان زواجهما آنذاك بمثابة الصدمة أو ما سمي بلقاء الثلج والنار، لما كان يبدو من اختلاف في الطباع الشخصية، كان بشير الداعوق سليل أسرة الداعوق البيروتية العريقة بعثي الانتماء ولا يخفي ذلك وظل كذلك إلى وفاته في 2007 - أما انتماء غادة الوحيد فقد كان للحرية كما تقول دوما. لكن زواجهما استمر وقد برهنت غادة على أن المراة الكاتبة المبدعة يمكن أيضا أن تكون زوجة وفية تقف مع زوجها وهو يصارع السرطان حتى اللحظة الاخيرة من حياته. أنشئت دار نشرها الخاص بها وأعادت نشر معظم كتبها وجمعت مقالاتها الصحفية في سلسة اطلقت عليها " الاعمال غير الكاملة"- في خمسة عشر كتابا حتى الآن- ولديها تسعة كتب في النصوص الشعرية. يضم أرشيف غادة السمان غير المنشور والذي أودعته في أحد المصارف السويسرية مجاميع كثيرة من الرسائل تعد غادة بنشرها "في الوقت المناسب" ولأن غادة كانت نجمة في سماء بيروت الثقافية في عقدالستينات فإنه من المتوقع أن تؤرخ هذه الرسائل لتلك الحقبة..و من المتوقع أيضا أن تكشف عن علاقات عاطفية لم تكترث غادة لإخفائها آنذاك!!! بالذات مع ناصر الدين النشاشيبي الصحفي الفلسطيني الذي كشف عن وجود رسائل عاطفية موجهة له من غادة في أواسط الستينات. من الأسماء الأخرى المرشحة لنشر رسائلها الشاعر الراحل كمال ناصر.

مها يوسف
03-18-2011, 10:15 PM
تجمع غادة في أسلوبها الأدبي بين تيار الوعي في الكتابة ومقاطع الفيديو-تيب مع نبض شعري مميز خاص بها. صدرت عنها عدة كتب نقدية وبعدة لغات، كما ترجمت بعض اعمالها إلى سبعة عشر لغة حية وبعضها انتشر على صعيد تجاري واسع. لا تزال غادة تنتج، صدرت لها " الرواية المستحيلة: فسيفساء دمشقية" بمثابة سيرة ذاتية عام 1997، وسهرة تنكرية للموتى عام 2003 والتي عادت فيها للتنبوء بأن الأوضاع في لبنان معرضة للانفجار.

عام 1993 أحدثت غادة ضجة كبرى في الأوساط الأدبية والسياسية عندما نشرت مجموعة رسائل عاطفية كتبها لها غسان كنفاني في الستينات من القرن العشرين، حيث جمعتهما علاقة عاطفية لم تكن سرا آنذاك. واتهمت بسبب ذلك أن نشرها هذا هو جزء من المؤامرة على القضية الفلسطينية التي كانت تواجه مأزق أوسلو وقت النشر. تعيش غادة السمان في باريس منذ اواسط الثمانينات. ولا تزال تكتب أسبوعيا في إحدى المجلات العربية الصادرة في لندن. ترفض تماما إجراء أي حوار تلفزيوني بعد أن تعهدت لنفسها بذلك في السبعينات عندما أجرت حوارا تلفزيونيا في القاهرة واكتشفت أن المذيعة المحاورة لم تقرأ أيا من أعمالها. ينبغي التفريق بين غادة السمان وبين شاعرة سورية تحمل نفس الاسم وحاولت استغلال ذلك للترويج لنفسها وصار شائعا أن يكتب اسم الثانية "غادا فؤاد السمان" للتمييز.

مها يوسف
03-18-2011, 10:16 PM
أشهد بفرح عرفته



متوحشة و حزينة

مثل درب جبلية تفضي الى البحر

تشتعل الغابات على طرفيها

و يهب رمادها على ريعان الموج البعيد ...

متوحشة و حزينة غادرتك ..

ولست مدينا لي

بغير فرح عرفته معك ...

***

مرصودة لحزن كبير ؟

لم أجهل هذا في أي يوم ...

سأذهب وحيدة الى الليل الأخير ؟

كنت دوما موقنة من ذلك ...

سأمضي الى البحر كأنني ساستحم

لكنني وحدي أعرف أنني ذاهبة الى القاع

لأبحر وحيدة في المياه المظلمة

وسأقفز اليها من منارة القارات

المتوجة بالأضواء ...

بينما الموت يراودني عن نفسي ...

واستسلم لحبه

مها يوسف
03-18-2011, 10:17 PM
اشهد برجل على صهوة رسالة.


ذلك الرجل

الذي استطاع اقتحام مملكتي

على صهوة رسالة .. أحببته...

***

خارق العذوبة و الكبرياء

نقاء صحاري طهرتها الشمس

طوال عصور من اللهيب ..

ايها القادم من مسقط رأس أجدادي

و مسقط قلبي ..

أطلق سراحي من حريتي ..

خذني اليك

أجهز علي بحبك ..

هل ترضى بأن تموت امرأة مثلي

بغير خنجر العشق المستحيل ..؟

***

اني أحرضك على قتلي ..

فليجلبوا حروفي بعد مصرعي

كأحد الشهود على براءتك

من هدر دمي

على أرصفة الغربة ...

مها يوسف
03-18-2011, 10:18 PM
أشهد بالهذيان


ضبطت نفسي متلبسة بحبك

مثل لصة صغيرة

تسرق رغيف حنان ..

***

وسط موقد الحمى

رأيت جنوني بك يتلهب

و انتظاري لهبوب رياحك

لا ينتهي ..

***

ضبطت نفسي متلبسة بالهذيان

أمام الأقمار الاصطناعية

ووهم حضورك ..

بينما كنت أنت مشغولا

بقطف رأس امرأة أخرى ..

لم أشعر بالغيرة

بقدر ما وعيت عظمة حماقتي !


21/1/1985

مها يوسف
03-18-2011, 10:21 PM
أشهد بأصابع الأشجار



ها هو نهر الزمن يجرفك ...

و الأشجار تلوح

بأذرعها الشبحية الرياحية

"وداعا"مرسومة بالأخضر...

و العصافير تعول بمناقيرها المكسورة ...

و أنا أتامل المياه تغمر وجهك

الذي كان يوما منارتي ...

و لا أقول شيئا ...لكنني أتثائب

***

لقد ألفت هذا المشهد

و كنت أعرف منذ البداية

أنني وجدتك لأضيعك

و أحببتك لأفقدك

فقد التقينا مصادفة

و أنت ذاهب الى فرحتك بمجدك ...

و أنا راجعة من ضجري بكل ما يفرحك الآن ...

و كنا سهمين متعاكسي الاتجاه

و كان لا مفر من الوداع كما اللقاء ...

***

أودعك بغصة صغيرة ..

فلحظة عبر كل منا صاحبه

أضاءت الدنيا كلها لبرهة

كما البرق المفاجىء في سماء صيفية ...

و شاهدت حقيقتي الهشة ..

و حقيقتك الهزلية

و لكن أمطر الحب دفئا ...

و في الاعصار امتزجنا

و توهمت العناصر أن لا فراق لنا ...

جميل أننا التقينا

و مريح أننا افترقنا ...و دخلنا في التثاؤب...

.......

30/10/1985

مها يوسف
03-18-2011, 10:22 PM
أشهد بالحبّ



أشهد عكس الريح

على زمن عدواني عكس القلب...

و أشهد بالمحبة

على كوكب في مدارات الكراهية ...

و أقف بالرفض

أمام مستنقع الرمال المتحركة الشاسع

بين عدن و طنجة ...

و أعلن أن "لا"

لن نركع للبشاعة

و لن نرضى برؤية الحصان العربي الجميل

بعيدا عن براري الضوء

في اسطبل التدجين ...

أشهد عكس الريح

على زمن بشع

كوجه قواد عجوز عبثا تجمله أقلام التزوير

و أشهد بالحب

على أحزان الرماح المكسورة ...

.......

2/12/1986

مها يوسف
03-18-2011, 10:24 PM
أشهد أن زمنك سيأتي ...


أسبح عكس التيار

خارج قطيع الأسماك المذعورة لأعود اليك ..

و ها أنا من جديد هناك

في بيروت المكفنة بفلاشات عدسات التصوير

و روائح احراق النفايات و الجثث

و ظلال الحرائق على أعمدة البكاء

كمدينة ضربها الطاعون

طالعة من أساطير اللعنة

و أكمام العصور المنقرضة ...

***

حتى النوافذ تنكرت لنا

و لم نعد نرى عبرها

و لكن يرانا المسلحون من الخارج بوضوح

و نحن نلملم أطراف الحذر

و نأوي كالجراذين الى أوكارنا في الدهاليز

حين يرفع القصف عقيرته بالنباح الأسود...

***

اقترفت خطيئة فتح نافذة للتجسس على الشمس

شاهدت الرجل المسلح يختال في الأرض مرحا

على جثث الشوارع الخاوية ...

ذراعه بندقية

لم تعرف طلقاتها غير قلوب الأبرياء و الأطفال ...

شاهدت أوراق الأشجار تموت و تتساقط حين مر

و الأزهار تذبل فجأة

و الألوان تهرب من المرئيات

مثل صورة تلفزيونية ملونة

تستحيل بيضاء و سوداء ..

و العصافير تطلق صيحات الذعر

و هي تفر من دربه ...

و السيارات تنقلب على ظهرها

كالصراصير المعدنية الميتة ...

و المسلح يمشي

تتصاعد أبخرة الكبريت الخانقة من أنفاسه

الحوامض الكاوية تتفجر من موضع قدميه...

عند المنعطف التقى بالمسلح ضبع مخيف...

فانضم اليه بعدما تعانقا بحرارة...

أغلقت النافذة

أحصيت أعضائي..

تلمست بطاقة سفري...

***

ولم تعد الغابات ملعبنا و الشطآن الليلية

ها نحن محشوران داخل بكاء الأطفال في الملجأ

و الفئران تقرض أطرافنا و بطاقات هويتنا و أحلامنا...

و نحيب خافت لمشلولة يصم اذاننا كالقصف..

ولد صغير يسأل بالحاح مخبول كلما سقطت قذيفة

" ماذا يحدث " ؟

من يجرؤ على أن يقول له

أنهم يحاولون اقتسام الجوهرة المسروقة النادرة

منذ ثلاثة عشر عاما و يفشلون ؟...

من يجرؤ على أن يشهد عكس الريح ؟

***

عبثا يسطون على دفء القلب

اني أتذكر ...

أحارب الجدران بنوافذ الحلم ..

ذلك الصباح منذ ألف عام

وجدتك مرميا على الشاطىء أمامي

شهيا و دافئا كعشبة بحر استوائية

لكنني أعدتك الى الموج..

شكوت لي الملمس البارد لعرائس المحيطات

و أهديتني مركبك

فصنعت منه سرير عرس

عبثا يحوله ضباع الليل و دبابيره

الى تابوت ..

***

هذا ليس زمنك

أيها المرهف شفافية و عذوبة

هذا زمن اعدام العصافير

و الأطفال و الفراشات و النجوم ...

و أنت تدفق الحنان صوب كائنات الله كلها ...

هذا ليس زمنك

لكنني أشهد عكس الريح

على أن حبك وحده سيبقى

و أزهارك الربيعية اتية من ميتاتنا العديدة...

لتنمو كنباتات الأساطير

فوق القبور المنبوشة

و أشلاء المخطوفين..

و شفاه شققها الأنين...

و سأظل أحبك عكس الريح

ريثما يطلق الموت سراحي

......

مها يوسف
03-18-2011, 10:28 PM
أشهد على عصيان



أشهد على عصيان

.

... و لن أغفر لك

فقد تآمرت علي مع أعماقي ..

و منعت التجول في شوارع عمري..

و أعلنت الأحكام العرفية في شبكتي العصبية ...

و ها أنا أسيرتك !

أركض في دورتك الدموية مكبلة بالسلاسل

كجدتي الملكة زنوبيا في شوراع روما ...

***

... و لن أغفر لك

و سأعاقبك عقابا لن تنساه :

سأحبك ! ...

....

25/9/1985

مها يوسف
03-18-2011, 10:31 PM
أشهد على جنوني



أفتتح الحب بك و الفرح

و أتوجك

في مملكة الذاكرة أميراً

يرفل في حرمانه ..

رعيته من العشاق و الأزهار و العصافير

و القواقع التي تغلي حياة سرية

داخل أصدافها القاسية البكماء

على شطآن حارة لبحار منسية ...

***

أفتتح الضوء بك

و أشهد بانهيارات أكواخ وطني ...

و شظايا زمني

و بليالي الغربة في فنادق القطارات

أشهد بالتشرد

و عزف المتوحدين في المحطات

أشهد بالقتل و الدمع الأسود بالكحل ...

اشهد بالبوم اللطيف و بحبري

و أوراقي و خواتمي و غيتاري

***

أشهد بالنوم على بركان

و بممحاة النسيان

أشهد بالبجع و الغزال و القارات و العناصر

أشهد بالعاصفة تطاردني

و بالشراسة المائية المعدنية الحجرية تحاصرني ..

***

أشهد بدمي و دمك و سلالات الأسرار

و مواقد العشاق في البراري

أشهد بالبحر

و النجوم في ليلة صحراوية صافية

أشهد بالشاي البارد في مطارات الوحشة

أشهد بكل ما أحببته أو كرهته

بكل ما طعنني و طعنته

أشهد أنني أحبك

***

أشهد بسكين البوصلة و ليلة الشمس

أشهد ب" نعم " و "لأ " و بالعودة الى التفاحة

أشهد بفجر القلب العاري و المرايا المكسورة

بوداعات مكهربة بعناق اللغم بمباهج السم ...

أشهد بنزوات مطلقة السراح

حتى جنون الصحو

***

أشهد بالعصافير تطير من عينيك

الى قلبي

أشهد بقهوة الصباح معك

ذات فجر غابر في " الحي اللاتيني "

أشهد بالثلج

فوق تلة " مونتمارتر " و سلالمها

أشهد بأصابع الرسامين

الملطخة بالأصباغ و النيكوتين

و هم يرسموننا معا في ساحة " التيرتر "

أشهد أنني أحببتك مرة .... و ما زلت ..

***

و اذا أنكرت حبي لك

تشهد أهدابي على نظرة عيني

المشتعلة حتى واحتك

و اذا تنصلت منك

تشهد يدي اليمنى على اليسرى

و أظافري على رسائل جنوني بك

و تشهد أنفاسي ضد رئتي ..

و تمضي دورتي الدموية عكس السير

ضد قلبي

و تشهد روحي ضد جسدي

و تشهد صورتي في مراياك

ضد وجهي ...

و تشهد الأقمار الطبيعية و الاصطناعية

ضد صوتي

***

و حتى يوم أهجرك – أو تهجرني –

لن أملك

الا التفاتة صبابة صوب زمنك ...

لأشهد أنني أحببتك مرة ... و ما زلت

....

26/9/1985

مها يوسف
03-18-2011, 10:32 PM
عاشقة الممحاة



أقضي ليلي وأنا أكتب إليك رسائل حب

ثم أقضي نهاري التالي ,

وأنا أمحو كل كلمة على حدة !

فعيناك بوصلتان ذهبيتنان

تشيران دوماً صوب ... بحار الفراق !

مها يوسف
03-18-2011, 10:34 PM
أشهد بأعمدة النسيان السبعة


فتحت باب الأمواج

و سبحت صوبك

و مررت بالمحيطات السبعة لأهوالك

المفروشة بجثث عرائس البحر الجميلات

اللواتي أحببنك قبلي ...

و حين وصلت الى جزيرتك

وجدتها سرابية و مكهربة ...

و تحول صوتي الى فقاعات ...

و جسدك الى أعشاب بحرية قاتمة

التفت حولي كقيد ..

***

فتحت باب التراب

و زحفت اليك في سراديب الحمى

عبر القارات السبع لبراكينك ...

فملأت حنجرتي المشتعلة حبا

برماد شهيتك

لإذلالي و امتلاكي ...

***

و باسم " الحب "

حاولت أن تحيط عنقي بشريط هاتف

و تربطني الى ساق السرير

ككلب صغير

يقطن الانتظار

و يهذ بذيله مرحبا بك باستمرار

***

و حين فتحت باب الفضاء

و هربت الى كوكب حريتي و صدقي

رميتني بالغرور

و اليوم أحمل غروري وردة صفراء

و أغرسها في شعري

ليضيء بها طيراني

الى أعمدة العبث السبعة

***

لكنني أعترف بصدق حزين :

لقد أحببتك حقا ذات يوم

ولولا عكاز الأبجدية لانكسرت أمامك !

.....

31/12/1985

مها يوسف
03-18-2011, 10:35 PM
إمرأة البحر



رسم لي بالطبشور دائرة على الجدار

وقال لي : قفي داخلها ...

فانطلقت هاربة

إلى شوارع البحر.

* * *

غاضباً لحق بي

غاضباً زقزق في وجهي ، وقرّعني

وقال ان القضية جادة

وان "البث مباشر"

ويجب أن أعود معه إلى (الاستديو)

لأقف وسط دائرة الطباشير

وتحت دائرة الضوء

* * *

مسكينة ومبتلة

كمتسول شتائي

حاولت أن أقول له

انني انا أيضاً جادة ! ..

ولكنني (أبداً أبداً)

لن أتركه يسجنني

داخل دائرة مرسومة بالطباشير

على جدار ما .. أرض ما .. مسرح ما ..

لن أتركه يسجنني ،

لا باسمه ، ولا باسم الحب ، ولا باسم الشهرة ،

ولا باسم أحد .

* * *

آه خذ قلبي ، واقضمه كتفاحة

ولكن لا تسجنني داخل دائرة مغلقة ! ...

* * *

ها أنا ألحظ للمرة الاولى ، وبرعب

ان الحرف الأول من اسمك

هو جزء من دائرة

فلا تتابع رسمها حولي !

* * *

الساعة مستديرة

لكن رمل الزمن

صحارى من الأسرار

تسخر من الاشكال الهندسية .

وأنا أكره الدائرة ،

واكره المربع والمثلث

وسأخرج في مظاهرة ضد المستطيل ومتوازي الأضلاع

وكل ما هو مغلق كالسجن ! ...

وحدها النقطة المتحركة أحبها

اما الخطان المتوازيات

فيثيران حزني لركضهما إلى الأبد دونما لقاء

ودون أن يتبدل شيء ... بينهما ... وفيهما ...

* * *

إلى شاطئ البحر أهرب منك

وأقف وحيدة

وبطبشورة الحرية

ارسم دائرة غير مغلقة ،

مفتوحة من طرفيها باتجاه البحر والافق

وأقفز داخلها ،

وأركض منها إلى البحر ..

البحر .. البحر ... البحر ...

مها يوسف
03-18-2011, 10:36 PM
نوارس الورق الأبيض


حينما استحضرك

واكتب عنك،

يتحول القلم في يدي

الى وردة حمراء,,,

لم يكن بوسع مجنونة مثلي

ترتدي هدوءها بكل أناقة...

- وتغلق الأزرار اللؤلؤية لثوب اتزانها البارد

على تيه غجرية عارية القدمين-،

لم يكن بوسع حمقاء مثلي

إلا أن تحب شاعرا مبدعا متوحشا مثلك..

طفولي الأنانية، غزير الخيانات والأكاذيب مثلك..!

حينما أسطر اسمك،

تفاجئني أوراقي تحت يدي

وماء البحر يسيل منها

والنوارس البيض تطير فوقها..

.. وحينما ا كتب عنك

تشب النار في ممحاتي

ويهطل المطر من طاولتي

وتنبت الأزهار الربيعية على قش سلة مهملاتي

وتطير منها الفراشات الملونة ، والعصافير

وحين أمزق ما كتبت

تصير بقايا أوراقي وفتافيتها

قطعا من المرايا الفضية،

كقمر وقع وانكسر على طاولتي..

علمني كيف أكتب عنك

أو، كيف أنساك...!

مها يوسف
03-18-2011, 10:38 PM
أميرة في قصرك الثلجي


أين أنت أيها الاحمق الغالي ؟

ضيعتني لأنك أردت امتلاكي ! ....

* * *

ضيعتَ قدرتنا المتناغمة على الطيران معاً

وعلى الإقلاع في الغواصة الصفراء ...

* * *

أين أنت ؟

ولماذا جعلت من نفسك خصماً لحريتي ،

واضطررتني لاجتزازك من تربة عمري ؟

* * *

ذات يوم ،

جعلتك عطائي المقطر الحميم ...

كنت تفجري الأصيل في غاب الحب ،

دونما سقوط في وحل التفاصيل التقليدية التافهة ..

* * *

ذات يوم ،

كنتُ مخلوقاً كونياً متفتحاً

كلوحة من الضوء الحي ...

يهديك كل ما منحته الطبيعة من توق وجنون ،

دونما مناقصات رسمية ،

أو مزادات علنية ،

وخارج الإطارات كلها ...

* * *

لماذا أيها الأحمق الغالي

كسرت اللوحة ،

واستحضرت خبراء الإطارات ؟

* * *

أنصتُ إلى اللحن نفسه

وأتذكرك ...

يوم كان رأسي

طافياً فوق صدرك

وكانت اللحظة ، لحظة خلود صغيرة

وفي لحظات الخلود الصغيرة تلك

لا نعي معنى عبارة "ذكرى" ..

كما لا يعي الطفل لحظة ولادته ،

موته المحتوم ذات يوم ...

* * *

حاولت ان تجعل مني

أميرة في قصرك الثلجي

لكنني فضلت أن أبقى

صعلوكة في براري حريتي ...

* * *

آه أتذكرك ،

أتذكرك بحنين متقشف ...

لقد تدحرجت الأيام كالكرة في ملعب الرياح

منذ تلك اللحظة السعيدة الحزينة ...

لحظة ودعتك

وواعدتك كاذبة على اللقاء

وكنت أعرف انني أهجرك .

* * *

لقد تدفق الزمن كالنهر

وضيعتُ طريق العودة إليك

ولكنني ، ما زلت أحبك بصدق ،

وما زلت أرفضك بصدق ...

* * *

لأعترف !

أحببتك أكثر من أي مخلوق آخر ...

وأحسست بالغربة معك ،

أكثر مما أحسستها مع أي مخلوق آخر ! ...

معك لم أحس بالأمان ، ولا الألفة ،

معك كان ذلك الجنون النابض الأرعن

النوم المتوقد .. استسلام اللذة الذليل ...

آه اين أنت ؟

وما جدوى أن أعرف ،

إن كنتُ سأهرب إلى الجهة الأخرى

من الكرة الأرضية ؟ ...

* * *

وهل أنت سعيد ؟

أنا لا .

سعيدة بانتقامي منك فقط .

* * *

وهل أنت عاشق ؟

أنا لا .

منذ هجرتك ،

عرفت لحظات من التحدي الحار

على تخوم الشهوة ...

* * *

وهل أنت غريب ؟

أنا نعم .

أكرر : غريبة كنت معك ،

وغريبة بدونك ،

وغريبة بك إلى الأبد .

مها يوسف
03-18-2011, 10:42 PM
أشهد فراشة ليلية


هذه السماء المعدنية الباريسية

تكاد تقددني

بردها انياب كلاب مسعورة

و شمسها بلا حنان

و انا ملاح يكاد ملح الغربة يحرقه

***

خذني بين ذراعيك يا وطني

قبل ان يفوت الاوان

لا لا تاخذني اليك

دعني اتابع اشتعالي

فقد اضيء قليلا

مثل فراشة ليلية

في حقولك اللامنسية

***

لا اريد ان اموت على رصيفك

ببلادة ورقة خريف مستسلمة

فارتكني احترق في وهج الغربة

و احتفظ بظلي على جدارك الصلد

تذكار حب !

مها يوسف
03-18-2011, 10:43 PM
أشهد على جنون مدينة


شاهدت امراة عمياء

تزين شجرة ميلاد

فتتدلى منها افاعي ...

***

شاهدت بابا نويل

يساق الى الجندية مرغما

و يعبئون جعبته بالمتفجرات ..

أي جنون يجتاح هذه المدينة ؟

***

شاهدت مسلحا مقنعا

يمزق زينات العيد ..

و يلصق اوراق النعوات

على الابواب كلها

و يختم عيون الاطفال

بالشمع الاسود

و يأمرنا بأن نقبل سلاحه

و نلعق حذائه ..

و نتوجه ملكا في شوراع القمامة و الجثث..

أي جنون يجتاح هذه المدينة ؟...

مها يوسف
03-18-2011, 10:45 PM
أشهد بليل المحطات


كنت افكر بعلاقة انسانية حقيقية

نحياها معا

في دهاليز احزاننا و خيباتنا

و نواجه بها الموت و الحزن و المجهول ...

و نتبادل خلع الاقنعة و الحب

في ليل المحطات الموحشة الماطرة

الملقبة بأيامنا ....

***

و كنت أنت تفكر بشيء اخر ...

و تخطط لاستعراض راقص

نقدمه للآخرين

على مسارح الفضول المتبادل و الثرثرة ...

***

.. و كنت أفكر بك توأما لعذابي ..

و كنت تجد اننا نصلح معا

لتكوين زوجي فكاهي استعراضي جديد..

***

كان حبي لك صادقا كالاحتضار

و كان حبك لي زبديا كالفقاعات ...

جئتك من باب الأعماق البحرية

فأخذتني الى كواليس الثرثرة الاستعراضية ..

***

اردتك السر

و اردتني النصر ...

مجرد نصر اضافي اخر

لشهريار المترع بالضجر ...

----

12/3/1985

مها يوسف
03-18-2011, 10:46 PM
أشهد على ضيف غريب الأطوار


امام ذلك الصديق الصامت

تشاجرنا

قلت لي انني ابريق عتيق

و قلت لك انك جورب مثقوب ..رث كالزمن

و هو صامت ..

اكدت له انني كاذبة كقديسة

اكدت له انك بروليتاري مزور

كالانابيب الباهظة التلوين

في جدران " البوبور "

و هو صامت

***

و ضربتك بطابات التنس الصفر

فأهلت على رأسي كتبي ..و اورارقي ...

و حين طعنتني ببطاقة سفرك

لوحت لك بعلم النسيان و اللامبالاه ..

و هو صامت ..

***

و تناثر ريشي و ريشك في فضاء الغرفة

و انت تقسم بالليمون انك ستتفرغ لكراهيتي

و انا اقسم بالكحل على الكيد لك بالتعاويذ

و هو صامت ..

لعنت لك ....و شتمت ....و الافعى معا

ثم لا اذكر كيف ...تعانقنا فجأة

و تصالحنا و هو صامت

و رقصنا حتى مطلع الفجر

و غنينا احلى اناشيدنا في تمجيد التفاحة

و لم نكلم بعدها ذلك الصديق ابدا ...

***

جبنا غريب الاطوار

ممتلىء السرة بالرمل

كالطفل الناجي من قارة ابتلعها البحر للتو

مدهش

كضحكة عجوز قادمة من اعماق القلب ..

ناشز

كقبعة رياش ملونة على رأس راهبة ...

قد اهمسك بفتور

او اكتبك بالجنون و الشوق خاتمة العشاق

او اناديك مقتولة بكراهيتي لك

و بحبي في آن

ثمة شيء من الهذيان بيننا

اغلق حبي على نسيانك

فتلود النوافذ المشرعة من الجدران

و تظل تركض ظلالك في عروقي

ركض النار في الغابات

و اكره و احب انسيابك المتوحش

في انهار شرايني و رمالي المتحركة ..

كأنك كائنات السر و الطحالب السأم معا

و لا شفاء منك الا بتلك الممحاه السحرية

الملقبة بالنسيان

و لكنها لا تباع الا في دكان الموت ..

فمن يشتري لي ؟

أم ان النسيان هو الهدية المستحيلة ؟...

***

حبك ضيف لا يطاق ..

يأتي حين لا اكون مستعدة لاستقباله ...

يدخل من النافذة و يحتل فراشي

يرفع قدميه الموحلتين فوق وسادتي الحريرية ...

ينفث دخان غليونه داخل رئتي

يرد على هاتفي و يطرد اصدقائي ..

يتناول دفتر مفكرتي

ليشطب ما يشاء من مواعيدي ...

***

يملي علي تسريحة شعري

ولون ثيابي و اقراطي

و نبرة ضحكتي و ايقاع مشيتي

و صابون حمامي و نبضي ...

يأمرني بشراء شمعة سوداء

ووردة حمراء

و يرمي باوراقي

كي ينضد احذيته في مكانها

و يفهمني منذ البداية

انه لن يقيم معي ابدا

لكنه يرفض اطلاعي على مواعيد طائراته

و جدول اعماله و بوصلاته السرية ...

اثور عليه و لكنه يرسم لي

جداول مواعيد نومي و صحوي ..

و يكتب لي احلامي التي ساراها و كوابيسي

استسلم منهكة

و اصير دمية بين يديه

و انهض ليلا و انا اهذي باسمه

فاجد النوافذ مشرعة

و جلالته رحل

مها يوسف
03-18-2011, 10:47 PM
أشهد بنخلة عربية



حنجرتي محشوة برمال عصور

من صحاري الصمت

لكنني أصرخ رعدا : أحبك !

***

لا تخرج من دمي

طموحي اليك شاسع و متجدد

و مع حبك

القناعة كنز لا يفنى ...

***

حينما اسمع صوتك

اغادر به الجرح و السرداب و الحرب

لأعود الى اصولي جنية مباهج

و نغطي همساتنا بقناع الضحك

بينما يتجسس علينا

جواسيس الأقمار الاصطناعية ...

ثم يعلو المد و يفيض الوجد بحرا

فنصمت

لحظة صمت متوحشة الأشواق

كعناق صحراوي مشبوب

في ليل الدفء و الظلمة ...

***

لحظة صمت تعلو فيها حكايا الف ليلة و ليلة

و صرخات قيس و انتحاب ليلى

و هذيان كثير و عزة

و ضحكات الغدير و السراب و الواحة ...

لحظة صمت من الكهارب

و السيالات الروحية المتبادلة

و نتفاهم بما وراء اللغة

و الكمبيوتر " الجاسوس " المسكين

لا يلتقط من تلك الآكوان المشبوبة

و هو يرصدنا

غير لحظة صمت خاوية ...

***

أحببتك رجلا لكل النساء

للدورة الدموية لاجيال من العشاق

و سعدت بك فاشتعلت حبا

اغمر به حتى عابري السبيل

و كدت اتوه عنك

و اشرد من بين اصابعك ..الى غيوم الضوء ...

***

رحابتك تطلقني الى المدى

صباح الليل يا سيدي

و كل صباح لا يشرق صوتك فيه

ليل منفى كئيب

يصير فيه الاسبوع

سبعة قرون ...

***

بين ثلوج الغربة

نمت بذرة حبك

فكانت نخلة عربية ...

مها يوسف
03-18-2011, 10:50 PM
أشهد على شاعر آخر أحببته



منذ ألف عام ...

شاعر يموت في فندق بحري

و صبية تتسكع امام الباب

على رصيف الاحلام تنتظر مركبا تجهله

سيرسو حاملا حبيبها المجهول

دون ان تحين منها التفاتة الى نافذة المحتضر ..

و مر الف عام

كبرت الصبية و صارت " انا "

و اكتشفت حين تعلمت القراءة جيدا

ان الشاعر الذي ابحر به الموت ذلك الزمان

كان الرجل الذي احبت

و كان اسمه بدر شاكر السياب

***

لقد وقع خطأ بسيط :

قرأت حروفه بعدما رحل به المركب

ووعيت انه الرجل الذي كنت انتظر

و لكن بعدما مضى !..

اهذا قدر الفنان ؟

خطأ صغير في التوقيت

مع القراء و الزمان ؟...

و هل سيبكيني حبيبي الحقيقي

على باب الفندق

و لكن بعد رحيلي على ذلك المركب

بعد ذلك بسنوات طويلة ..!

مها يوسف
03-18-2011, 10:52 PM
أشهد على شهريار



أرتدي قناع الصمت ..

و عباءة الريح الغامضة ..

ووشاح شهرزاد ...

و أثرثر

كي لا أقول شيئا ...

***

شهريار لم يألف الحوار مع نسائه

الا عبر سيافه

و صدقي سيخيفك ...

***

لذا أحدثك ساعات

و كل ما كنت أود قوله

تكفيه ثانية وهاجة

كومضة برق

أهمس فيها بأسى :

أحبك أيها الشقي ...!!!

مها يوسف
03-18-2011, 10:53 PM
أشهد على حماقة جميلة


كنت منفية الى حبك الطلسم

داخل الاختناق

و ها أنا اليوم

مطلقة السراح من وهم اسطورتك

كأية فراشة جشعة

تطارد أزهارها و شموسها ....

***

كان أطرف ما في حبي

لصورتك النجمية الموشومة في وهمي

أنه يمكن أن أمر بك في الشارع

و أراك ولا أعرفك

و أظل أبحث عنك

داخل صورتك في الصحف ...

و أناديك ....!

سعود بن محمد
03-18-2011, 10:53 PM
شكرا للابداع
شكرا للتميز
شكرا للرقي

طرحت موضوع من عدة صفحات ومشاركات للشاعر نزار قباني
يسعدني ان اضعها مجددا في مشاعرهم



يعطيك الف الف الف عافيه برغم اني قرات لها كثيرا لكن هنا وجدت معلومات قيمة


شكرا من الاعماق



سعود بن محمد


::

مها يوسف
03-18-2011, 10:55 PM
أشهد بأجنحة نسائك



خلف جفون حبنا

أية أسرار تختبئ ...؟

أية ستائر تنسدل ..

لتخفي خياناتنا المتبادلة ...!

***

كفك المبسوطة التي أحبها ...

لكنني لن آكل عنها قمح الاحلام ....

فقد شاهدت أجنحة النساء

اللواتي عشقنك ..تذوب كالشمع

حين تلامس الحبات شفاههن ....

***

الدخول الى قلبي عسير يا سيدي

لأن الخروج منه مستحيل ....!

مها يوسف
03-18-2011, 10:56 PM
أشهد بالضوء والنار



لا تحزني من اجلي يا دمشق ....

لقد عرفت الضوء و الحب و الفرح

و انا أرحل من كوكب الى آخر ...

و من جرح الى آخر ....

و من حريق الى زلزال الى انهيار

الى رحلة صيد في قاع البحار .....

***

احزني من اجل الذين يرحلون

من الولادة الى الموت

دون ملامسة الضوء مرة

أو النار ....!

مها يوسف
03-18-2011, 10:57 PM
أشهد بلا ..


أنه عالم غريب يا حبيبي

فخبئني داخل صدفة حبك

و أحكم اغلاقها علي

كي لا أرى حمامة السلام

و قد حملت رشاشا

و انطلقت تحصد رفاق الامس !!

لا أريد ... !

مها يوسف
03-18-2011, 10:58 PM
أشهد برجل ليس لي



ألعن تلك اللحظة المباركة

حين اصطدم مركبي بجزيرتك

و تحطم

و أسعده حطامه

و عشق شطآنك .....!!

***

ألعن تلك اللحظة المباركة

و أنا أهرول كعادتي

في دروب مدينة ليست لي

لأحلم برجل ليس لي ....!

مها يوسف
03-18-2011, 10:59 PM
أشهد على مخاوفي




و لم أكن لأثق بك

اذا صافحتني

خشيت أن تسرق أصابعي ....

و اذا قبلتني

أحصيت عدد أسناني ....!!

مها يوسف
03-18-2011, 11:00 PM
اشهد بطوابع البريد


اتمزق شوقا الى سماع صوتك ...

الان

لا قبل عشر دقائق

و ربما ليس بعد ...

***

تطلع اليّ من أعماقي

مثل بركان عبثاً أطمر فوهته

و أسترها بالطحالب و الابتسامات

و طوابع البريد ...!!

***

توهمتني أحب باريس

ربما لأنني التقيتكما معاً ...

و الان و قد فقدتك

تجثم باريس على صدري

حجر قبر ...

أضواؤها و مسارحها و زينتها الساطعة

تتدلى

مثل مصباح مكسور فوق جبيني ....!!

مها يوسف
03-18-2011, 11:03 PM
أشهد بالسفن الغاربة



لماذا كلما تذكرتك

اسمع صوت السفن الغاربة

عن شواطئ أحبتها

و هي تطلق صرخات الوداع

مثل طيور استوائية

فاجأها اعصار الطوفان ...

هل يعني ذلك أنني .... أحبك .. ؟!!

مها يوسف
03-18-2011, 11:05 PM
حينما يكون قلبك فراشة ...


هبطت الطائرة في مطار لندن

وطار قلبي ليعود فورا إليك ...

هدأت محركاتها

وانفجرت في داخلي محركات الشوق تهدر ...

ولحظة وعيت كم أنا بعيدة

أدركت ربما للمرة الأولى

إلى أي مدى أحبك ..

وتدحرج رأسي في ممرات المطار

_ مثل كرة هوجاء _

يصطدم بكل الجدران ..

قيل أن أرحل قلت لنفسي :

لطيف وعذب أن اتذكرك وأن أشتاقك !

قبل أن أرحل قلت لي :

يكفينا أننا نقطن كوكبا واحدا

ويشرق علينا قمر واحد ..

أيها الشقي

أي جنون كان أن أرحل

فأنت لم تعد شوقا عذبا

لقد نبتت لذكراك في نفسي

أنياب ومخالب جارحة ...

طويلة ليالي الفراق

ممدودة على طول قارتين ...

والتنهدات تعوم في الظلمة الشبحية

مثل غريق شهقاته احتضار ...

ها أنا اتسلق شجرة الذكرى ..

واقتحم مدينة الحلم ..

وأضرم الحرائق في روتين الشرعية

لتحتلني رياحك ...

وأنطح صخرة الوضوح والمنطق

بخصب الشوق ...

في اصبعي ما يزال أثر حرق لفافتك

هاهو دليل محسوس على اننا كنا معا " حقاً "

اعلق مشنقة كلمة " حقاً "

حبنا فوق الأدلة المادية

وسابق لها كالإيمان ! ..

الجمعة الحزينة

وأنا العاشقة الحزينة

وأنت مصلوب داخل جسدي

وأمامي في المقهى ( عاشقان ) انكليزيان جداً

وأمامهما صفحة الكلمات المتقاطعة !

وكلما انتهيا من حل كلمة

يقبلها ببرود كما ينظف أسنانه

وبعينين مفتوحتين حتى آخرهما

تتأملان التلفزيون خلفها !...

يقبلها بلا نبض

ثم يعودان إلى حل أحاجي الكلمات المتقاطعة بحماس

لو مست شفتاك عنقي هكذا

لانصهرت

لخرج الضوء من اصابعي

ولفاحت من جسدي

رائحة البخور ..

لو ...

جلستي هزلية

في القطار إلى اسكوتلندا ...

وجهي عكس اتجاه السير

وعيناي مثبتتان على الجنوب

على الجبال التي نخلفها وراءنا

بينما أنا امعن ابتعاداً عنك ..

راحلة إلى الغد

وجهي إلى الماضي

عيناي على أيامنا الهاربة

وظهري للمستقبل

وقد استحلت صنما من الملح !

الكاهن الذي تصادف وجوده إلى جانبي

حذرني : ستصابين بدوار

بدلي مقعدك

أيها الكاهن : فات الأوان . فات الأوان .

التقينا بعد الأوان

وافترقنا قبل الأوان

حتى موسم الهرب فات أوانه

نحن موسم الحب المجنون

المرفوض من مواسم الشرائع ...

أتذكرك في نيو كاسل

وأضواء المدينة الصناعية الصفر

الحزينة في ليل بلا قلب

تخثرني جلطة

في عروق الليل ...

لو ينفجر هذا الليل المحتقن

لو تخرج ماكينات الدينة المرعبة

عن قوانين الفيزياء

فتبكي معي وتصنع حرير القز المبلل بالدموع

شفافا كأغلال الشهوة ...

موجع أن تنام في مدينة صناعية

حين لا يكون قلبك مضخة

حين يكون قلبك فراشة

مغروزة بدبوس إلى جدار الفراق

وعبثا تخفق أجنحتها

وأرحل ومن أقصى الشمال أناديك

والريح تسخر بي على شواطىء الأطلسي

وأنا أعاني مخاض حبك

والفجر كسر قارورته

وظل الأطلسي مظلما وعدوانيا

يتهدد بتدمير كل قوارب نجاة العشاق ..

وكل محاولات القلب للعبور

ذلك العربي الذي أسمى الأطلسي

" بحر الظلمات "

تراه كان عاشقا مثلي ؟...

آه لو تنكسر مرآة الشوق

وتتفتت صورتك فيها ...

ليستريح قلبي _ الصخرة

من كلابات الذكرى

التي تتسلقه في عتمة الليل

برشاقة السجناء الهاربين ...

آه لو يغمى على الذاكرة ..

على شواطىء " بحر الظلمات "

مها يوسف
03-18-2011, 11:07 PM
أيها البعيد كمنارة







أيها البعيد كمنارة

أيها القريب كوشم في صدري

أيها البعيد كذكرى الطفولة

أيها القريب كأنفاسي وأفكاري

أحبك

أح ب ك

وأصرخ بملء صمتي :

أحبك

وأنت وحدك ستسمعني

من خلف كل تلك الأسوار

أصرخ وأناديك بملء صمتي ...

فالمساء حين لا أسمع صوتك :

مجزرة

الليل حين لا تعلق في شبكة أحلامي :

شهقة احتضار واحدة ...

المساء

وأنت بعيد هكذا

وأنا أقف على عتبة القلق

والمسافة بيني وبين لقائك

جسر من الليل

لم يعد بوسعي

أن أطوي الليالي بدونك

لم يعد بوسعي

أن أتابع تحريض الزمن البارد

لم يبق أمامي إلا الزلزال

وحده الزلزال

قد يمزج بقايانا ورمادنا

بعد أن حرمتنا الحياة

فرحة لقاء لا متناه

في السماء

يقرع شوقي اليك طبوله

داخل رأسي دونما توقف

يهب صوتك في حقولي

كالموسيقى النائية القادمة مع الريح

نسمعها ولا نسمعها

يهب صوتك في حقولي

واتمسك بكلماتك ووعودك

مثل طفل

يتمسك بطائرته الورقية المحلقة

إلى أين ستقذفني رياحك ؟

إلى أي شاطئ مجهول ؟

لكنني كالطفل

لن أفلت الخيط

وسأظل أركض بطائرة الحلم الورقية

وسأظل ألاحق ظلال كلماتك !..

.

.

أيها الغريب !

حين أفكر بكل ما كان بيننا

أحار

هل علي أن أشكرك ؟

أم أن أغفر لك ؟ ..

مها يوسف
03-18-2011, 11:17 PM
أزهار الجنون الليلية



في المساء

يتفتح شوقي اليك

حقلا من أزهار الجنون الليلية ...

آه كل تلك الأسوار بيننا ..

آه بيني وبين وجهك

ليل طويل من الفراق ..

وريثما يطلع الصباح

ستلفني الكوابيس كالكفن ..

وسأستيقظ كالعادة على صوتي ..

وأنا أنادي اسمك ..

وتحلم بك أحلامي ! ؟

مها يوسف
03-18-2011, 11:19 PM
و أحبك أكثر من ... ذنوبي



وتقول شفتاك للفرح : كن

فيكون ! ...

ويغرد قلبي

يحلق بين أسلاك الشمس

طائرا من نار

لا يخشى الاحتراق بأتون الغبطة

حين مستني يدك

كيد نبي

تحولت اعماقي من سراديب

ودهاليز سرية الاوجاع

_ مسكونة بأشباح تشحذ أسنانها وأظافرها على جدران

الماضي البشع _

إلى نافذة ستائرها قوس _ قزح

مفتوحة للأفق والريح والمطر والمفاجأت

وأغاني جنيات الليل العاشقات !

حين يأتيني وجهك

أصير مرهفة

كرمال شاطئ تنبض ذراته

تحت جسد ليلة صيف باهتة ..

وقرعات طبول الموج

وموسيقى النجوم الخافتة ...

وأخفق لكل ما هو طيب ونبيل

في كونك المسحور

وتندف فوق أيامي

تندف مطراً مضيئاً

يغسلني بالغبطة ..

لم أكن أدري أن الزمن

يختزن لي هذه السعادة كلها

ولا أريد أن أصدق

أن سعادتي معك الآن

هي طعم في صنارة الشقاء الآتي ...

كل هذا الحب الذي تغمرني به

أمتصه بشراهة التراب الجاف

دونما عقوقه ...

وأحبك كثيرا

أكثر حرارة من البراكين الحية

أكثر عمقا من دروب الشهب

أكثر اتساعا من خيالات سجين

أحبك كثيرا ...

أحبك حتى أكثر من عدد ذنوبي !...

وكلما ابتسمت يا غريب

أمتلىء غبطة

لأنني أعرف أنك حين تبتسم

تنبت الأزهار

في قلب الصخور بالجبال

حين تبتسم

تتناسل أسماك الشوق الملونة

وتسبح داخل شراييني ...

حين تبتسم

تنمو حقول الياسمين الدمشقي

فوق أيامي المعدنية الصدئة ...

وأتكئ على الفجر

الذي ولا بد أن يطلع

وانتظرك

وحين تمخرني

ترحل بحاري مع مركبك دونما ندم

دونما ندم

قدري ؟

أبسط لك كفي

لا لتقرأ

بل لتكتب في راحتها

ما شئت من النبوءات والكلمات

وترسم فيها

ما يحلو لك من الخطوط والدروب والرموز

بوردتك

أو بسكينك !

مها يوسف
03-18-2011, 11:20 PM
و اعطنا حبنا كفاف يومنا



حين أفكر بفراقنا المحتوم

" يبكي البكاء طويلا ويشهق بالحسرة"

بالحسرة بالحسرة بالحسرة ،،،

أية قوة جهنمية تشدني اليك

وأرفض التصديق انها تنبع من خارجي

وأرفض أن يقال

انه القدر يرميني اليك ...

أنا أنقذف نحوك

كوكبي يرتطم بكوكبك

أنا اخترتك

أنـــــــا ؟

أم انني لست حرة حقاً

وخيوط لا مرئية تعبث بقدري وقدرك

وبعد أن كان قطار حياة كل منا

يمضي بهدوء على سكته

تتقاطع السكك فجأة

ونرى بوضوح

أنه لا مفر من لحظة الاصطدام

والانفجار والاحتراق والدمار

وربما دمار من حولنا

ولكن

أحبك !!

لا تحدثني عن البارحة

ولا تسلني عن الغد

وربنا أعطنا حبنا كفاف يومنا

وقل لريح الفرح أن تعصف بنا

ولصواعقه أن تضربنا

دون أن تقتلنا ..

واعطنا حبنا كفاف يومنا

وكل صباح هو يوم جديد

وليس في حبنا مسلمات ولا تقاليد

وكل يوم تختارني وحدي من بين نساء العالم

وآخذك من بين رجاله

وكل يوم تاريخ مستقل بذاته

وكل ما تملكه مني ومن نفسك

هو " اللحظة "

فلنغزها بكل حواسنا

لأن الفراق واقف خلف الباب

ويد الحزن ستقرعه ذات ليلة

سنسمعه حزينا ومهيمنا كجرس كنيسة

وستدوي أصداؤه في أرجاء روحنا المكسورة ..

مادام الفراق

ضيفنا الثقيل الذي لا مفر من حلوله

تعال

ولننس كل شيء عن كل شيء

إلا " اللحظة " ... وأنا وأنت ،،،

أيها الشفاف النابض

كلهب شمعة ...

إرم من يدك قبضة خنجرك

وخذ بيدي ..

ومد جسورك إلى لحظتي

وقل لأحلام الحب الأزلي

لا نريد غداً ولا رشاوي مستقبلية ..

نحن سكان مدن الريح والموج

كل منا جسده مدينته ...

وليحتلني جرحك

ولتنحدر دموعك من عيوني ..

إلى داخل شرايينك هاجرت

واستوطنت تحت جلدك

وصار نبضك ضربات قلبي

ولم أعد أميز بين الخيط الأبيض والأسود !

وكان جسدك بحراً

وكنت سمكة ضالة ...

ولم أكن لأعبث بك

فأنا أعرف أن من يلعب بالحب

هو كمن يلعب التنس بقنبلة يدوية ! ..

ثمينة هي لحظاتنا

كل لحظة تمضي هي شيء فريد

لن يتكرر أبداً أبداً

فأنت لن تكون قط كما كنت في أية لحظة سابقة

ولا أنا ..

كل لحظة هي بصمة أصبع

لا تتكرر ...

كل لحطة هي كائن نادر وكالحياة

يستحيل استحضاره مرتين ...

أحد مثلي يستمتع بالحب

لأنه لا أحد مثلي يعرف معنى العذاب

لقد مررت بمدينة الجنون

وأقمت بمدينة الغربة

وامتلكتني مدينة الرعب زمناً

واستطعت أن اغادرها كلها من جديد

إلى مدينة الحياة اليومية المعافاة ..

ولكنني خلفت جزءاً مني

في كل مدينة مررت بها

وحملت جزءاً منها في ذاتي

وأنت كلما احتضنتني

احتضنت الجنون والغربة والرعب

ويدهشك أن ترتعد حين تكون معي ؟..

،،،

تعال يا من اجتاحني كالانتحار

وهيمن على حواسي كساحر ..

واعطنا حبنا كفاف يومنا ...

مها يوسف
03-18-2011, 11:23 PM
شكرا للابداع
شكرا للتميز
شكرا للرقي

طرحت موضوع من عدة صفحات ومشاركات للشاعر نزار قباني
يسعدني ان اضعها مجددا في مشاعرهم



يعطيك الف الف الف عافيه برغم اني قرات لها كثيرا لكن هنا وجدت معلومات قيمة


شكرا من الاعماق



سعود بن محمد


::


الأخ العزيز سعود بن محمد
شكرا لك على مرورك وتشجيعك يا عزيزي
دمت بخير وتألق ومشكور على عطر المرور
الف شكر

مها يوسف
03-18-2011, 11:27 PM
الفاضله مها يوسف
شرف لي ان اكون اول من قص شريط
الافتتاح
اينما يكون الابداع تكون مها يوسف
واينما تكون الانسانيه تتواجد مها يوسف
رائعه في كل حالاتك واشكرك على هذا الطرح
تستحق الاستاذه غاده السمان وانتي تستحقي
الأشاده ودي وتقديري الغيهب.



الأخ العزيز ابراهيم الحنيطي
شكرا لك على مرورك وتشجيعك يا عزيزي
دمت بخير وتألق ومشكور على عطر المرور
الف شكر

مها يوسف
03-18-2011, 11:28 PM
أتذكر أيامي معك



أتذكر أيامي معك

كمن يرى الأشياء عبر نافذة قطار مسرع :

نائية وجميلة

والقبض عليها مستحيل

من وقت إلى أخر

فلنعد أطفالا

ولنحزن بلا كبرياء زائف

يوم احتضر

سافكر بتلك اللحظة المضيئة

حين وقفنا في الظلمة

على شرفة القرار

وقلت لي بحقد : أحبك

سأتذكر صوتك

وسيجيء الموت عذبا

ويضمني كرحم الفرح المنسي

وسأهمس بحقد مشابه :

آه كم أحببتك !

مها يوسف
03-18-2011, 11:29 PM
هاجسي



صرت هاجسي

اكتب عنك ولك

كي استحضرك

كساحرة محنية على قدرها

تخرج منه رأس حبيبها المقطوع

بك

اغادر تلك البئر السحيقة المعتمة

التي اقطنها

كن جناحي

لاطير من جديد

إلى الشمس والفرح ...

وصدرك

انها لنعمة انني أحيا

فقط لأكون قادرة على ان أحبك

ومن المؤسف ان اموت

وأنا قادرة على هذا الحب كله !

مها يوسف
03-18-2011, 11:30 PM
حواسي النائمة



أيقظت حواسي النائمة

وأنعشت حماسي الممطر ضجراً

وأعدت إلي الضحك

الذي عدوت خلفه طويلا في دروب العالم

ومنذ عرفتك

لم تمر لحظة لم أهتف بها باسمك

كما اتنفس

ولم تمر دقيقة لم أكن فيها ملتهبة حماسا وعملا

حتى كدت لا أجد وقتا لك

انت يا نهر الفرح

جرفتني

خذني إلى قاعك

دعني أغرق اليك ! ...

يقول غراهام غرين :

ان الفشل شكل من أشكال الموت

أقول له :

ولكن الفراق هو الموت ...

مها يوسف
03-18-2011, 11:31 PM
ذكرى لمساتنا المسروقة



أمتلك

ذكرى لمساتنا المسروقة

كأني ورثت مجرة ...

اتأمل كواكبها

وانصب خيمة الشوق

بين مداراتها .. وانتظرك

لا تقل لي بعد اليوم

أنني أعبث بك

كما القطة تعبث بفأر حميم

تشتهي تعذيبه

اكثر مما يمتعها قتله ...

ألا ترى معي

أن كلينا فريسة

والحياة هي القط الأسود الكبير

الذي قرر أن يلهو بنا

والقدر هو الشرك

الذي يتهددنا

وما دام لا محالة

فلنستمتع بسقوطنا !

مها يوسف
03-18-2011, 11:33 PM
لقد اخترقتني كالصاعقة



لا تصدق حين يقولون لك

أنك عمري

فقاعة صابون عابرة ...

لقد اخترقتني كصاعقة

وشطرتني نصفين

نصف يحبك ونصف يتعذب

لأجل النصف الذي يحبك

أقول لك نعم

وأقول لك لا

أقول لك تعال

وأقول لك اذهب

أقول لك لا ابالي

وأقولها كلها مرة واحدة في لحظة واحدة

وانت وحدك تفهم ذلك كله

ولا تجد فيه أي تناقض

وقلبك يتسع للنور والظلمة

ولكل أطياف الضوء والظل ...

لم يبق ثمة ما يقال

غير أحبك !!...

أنت

تركض كل لحظة فوق جبيني

مثل عقرب صغير أسود

آه السعني

اشتهي سمومك كلها

انزف ظلماتك داخلي

لأضيء ...

وحينما يأتيني صوتك

تمتلك جسدي رعدة خفية

كدت أنساها

آه صوتك صوتك صوتك

الهامس الحار

صوتك الشلال الذي يغسلني

وأنا اقف تحته

عارية من الماضي والمستقبل

وقد شرعت أبوابي

حتى آخرها ...

إدخل !!!

كالمخالب

تنشب كلماتك في ذاكرتي ...

كالسجناء

نلتقي وعيوننا معلقة على الزمن الهارب

_ العائم مثل طائرة ورقية

يلهو بها طفل لا مبال _

كشجرة لبلاب جهنمية

تنمو أيامنا حول أعصابي ...

وتأتيني يا حبيبي تطالعني

مهيباً لا يقاوم كسمكة القرش

وأبحث بنفسي عن أسنانك

كي أوسدها قلبي

وأنام بطمأنينة الأطفال ... والمحتضرين ..

مها يوسف
03-18-2011, 11:35 PM
صباح الحب



وتنمو بيننا يا طفل الرياح

تلك الالفة الجائعة

وذلك الشعور الكثيف الحاد

الذي لا أجد له اسماً

ومن بعض أسمائه الحب

منذ عرفتك

عادت السعادة تقطنني

لمجرد اننا نقطن كوكباً واحداً وتشرق علينا شمس واحدة

راع انني عرفتك

وأسميتك الفرح الفرح

وكل صباح انهض من رمادي

واستيقظ على صوتي وأنا اقول لك :

صباح الحب أيها الفرح ،،،

ولأني أحب

صار كل ما ألمسه بيدي

يستحيل ضوءاً

ولأني أحبك

أحب رجال العالم كله

وأحب أطفاله وأشجاره وبحاره وكائناته

وصياديه وأسماكه ومجرميه وجرحاه

وأصابع الأساتذة الملوثة بالطباشير

ونوافذ المستشفيات العارية من الستائر ...

لأني أحبك

عاد الجنون يسكنني

والفرح يشتعل

في قارات روحي المنطفئة

لأني أحبك

عادت الألوان إلى الدنيا

بعد أن كانت سوداء ورمادية

كالأفلام القديمة الصامتة والمهترئة ...

عاد الغناء إلى الحناجر والحقول

وعاد قلبي إلى الركض في الغابات

مغنياً ولاهثاً كغزال صغير متمرد ..

في شخصيتك ذات الأبعاد اللامتناهية

رجل جديد لكل يوم

ولي معك في كل يوم حب جديد

وباستمرار

أخونك معك

وأمارس لذة الخيانة بك.

كل شيء صار اسمك

صار صوتك

وحتى حينما أحاول الهرب منك

إلى براري النوم

ويتصادف أن يكون ساعدي

قرب أذني

أنصت لتكات ساعتي

فهي تردد اسمك

ثانية بثانية ..

ولم (أقع ) في الحب

لقد مشيت اليه بخطى ثابتة

مفتوحة العينين حتى أقصى مداهما

اني ( واقفة) في الحب

لا (واقعة) في الحب

أريدك

بكامل وعيي

( أو بما تبقى منه بعد أن عرفتك !)

قررت أن أحبك

فعل ارادة

لا فعل هزيمة

وها انا أجتاز نفسك المسيجة

بكل وعيي ( أو جنوني )

وأعرف سلفاً

في أي كوكب أضرم النار

وأية عاصفة أطلق من صندوق الآثام ...

وأتوق اليك

تضيع حدودي في حدودك

ونعوم معا فوق غيمة شفافة

وأناديك : يا أنا ...

وترحل داخل جسدي

كالألعاب النارية

وحين تمضي

أروح أحصي فوق جسدي

آثار لمساتك

وأعدها بفرح

كسارق يحصي غنائمه

مبارك كل جسد ضممته اليك

مباركة كل امرأة أحببتها قبلي

مباركة الشفاه التي قبلتها

والبطون التي حضنت أطفالك

مبارك كل ما تحلم به

وكل ما تنساه !

لأجلك

ينمو العشب في الجبال

لأجلك

تولد الأمواج

ويرتسم البحر على الأفق

لأجلك

يضحك الأطفال في كل القرى النائية

لأجلك

تتزين النساء

لأجلك

اخترعت القبلة !...

وأنهض من رمادي لأحبك !

كل صباح

أنهض من رمادي

لأحبك أحبك أحبك

وأصرخ في وجه شرطة

( كل الناس رجال شرطة حين يتعلق الأمر بنا)

أصرخ : صباح الحب

صباح الحب أيها الفرح ،،،

مها يوسف
03-18-2011, 11:38 PM
هاتف ليلي



آه صوتك صوتك !

يأتيني مشحوناً بحنانك

وتتفجر الحياة حتى

في سماعة الهاتف القارسة.

آه صوتك صوتك !

_ ويتوقف المساء حابساً أنفاسه _

كيف تستطيع أسلاك الهاتف الرقيقة

أن تحمل كل قوافل الحب ومواكبه وأعياده

الساعية بيني وبينك

مع كل همسة شوق ؟!

كيف تحمل أسلاك الهاتف الدقيقة

هذا الزلزال كله

وطوفان الفرح وارتعاشات اللهفة

ومطر الهمس المضيء

المتساقط في هذه الأمسية النادرة ؟!

آه صوتك صوتك !

صوتك القادم من عصور الحب المنقرضة

صوتك نسمة النقاء والمحبة

في مدينة الثرثرة وأبواق السيارات الضحكة

والنكات الثقيلة كالأسنان الاصطناعية

مدينة بطاقات الدعوات إلى الحفلات

وورقات النعوة وشركات التأمين

مدينة المقاهي والتسكع والكلاب المرفهة وزيت الشعر

والتثاؤب والشتائم وحبوب منع الحمل

والسمك المتعفن على الشاطئ ...

آه صوتك صوتك !

صوتك الليلي الهامس طوق نجاة

في مستنقع الانهيار.

آه صوتك صوتك !

مسكون باللهفة كعناق

يعلقني بين الالتهاب والجنون على أسوار قلعة الليل...

وأعاني سكرات الحياة

وأنا افتقدك

وأعاني سكرات الحياة

وأنا أحبك أكثر.

آه صوتك صوتك !

ترميه من سماعة الهاتف

على طرف ليلي الشتائي

مثل خيط من اللآليء

يقود إلى غابة ...

وأركض في الغابة

اعرف انك مختبئ خلف الأشجار

واسمع ضحكتك المتخابثة

وحين ألمس طرف وجهك

توقظني السماعة القارسة.

آه صوتك صوتك !

وأدخل من جديد مدار حبك

كيف تستطيع همساتك وحدها

ان تزرع تحت جلدي

ما لم تزرعه صرخات الرجال

الراكضين خلفي بمحاريثهم ؟!

آه صوتك صوتك !

وهذا الليل الشتائي

يصير شفافاً ورقيقاً

وفي الخارج خلف النافذة

لابد ان ضباباً مضيئاً

يتصاعد من زوايا العتمة

كما في قلبي

آه صوتك صوتك !

وكل ذلك الثراء والزخم الشاب

تطمرني به

وأشتهي أن أقطف لك

كلمات وكلمات من أشجار البلاغة

ولكن ...

كل الكلمات رثة

وحبك جديد جديد ...

الكلمات كأزياء نصف مهترئة

تخرج من صناديق اللغة المليئة بالعتق

وحبك نضر وشرس وشمسي

وعبثاً أدخل في عنقه

لجام الألفاظ المحددة !

آه صوتك صوتك !

يولد منك الفرد والضوء

والفراشات الملونة والطيور

داخل أمواج المساء الهارب

لقد احكمت على نفسي

إغلاق قوقعتي

فكيف تسلل صوتك الي

ودخل منقارك الذهبي

حتى نخاع عظامي ؟!

آه صوتك صوتك !

واتوق إلى احتضانك

لكنني مقيدة إلى كرسي الزمان والمكطان

بأسلاك هاتف

ومطعونة بسماعته !

آه صوتك صوتك !

وانصت إلى قلبي ...

يا للمعجزة : إنه يدق !

مها يوسف
03-18-2011, 11:39 PM
أشهد بمركز الدائرة



اهرول من بحر الى اخر و من طائرة الى قطار

و من رفيق الى اخر

اجمع في يدي الصغيرة مجوهرات الاحزان

ثم انثرها على الشاطىء الشاسع

و انا ارقص في مهرجان احبابي

اعبر المغاور المغطاه بازهار خرافية ووحشية الحمرة

تلتهم اللذين لم يدمغهم الحب

و اسبح في غدير تكسوه زنابق التنهدات الليلية

و اتقلب على الحرير و المخمل و الشهوات المستحيلة

و لكنني حين اصحوا

اجد نفسي وحيدة فوق ورقة بيضاء شاسعة

مثل قطرة حبر

سقطت سهوا من محبرة غامضة

***

في البدء كان حبك ؟ ...لا ....

في البدء كان الصمت الشفاف المتواطىء

في البدء كان الخريف الجارح العذوبة

في البدء كان الفراق ..ثم اخترعنا له حكاية

و سطرنا سيناريو الاشواق في دفتر الاوهام

في البدء كان الموت ..الموت

و عبثا حاربناه بالشعر و المواء الليلي المحموم

و صندوق الفرجة و عقاقير التحنيط

***

ايتها المدينة الزئبقية

اقنعيني بانني كنت حقا

عشتك حقا

و زففتك الى النسيان

ايتها المدينة المستحيلة

امنحيني شهادة ولادة

كي اقدر على الموت

***

حبنا؟

كيف أمكن لمعجزة

ان تدوم طويلا هكذا

و ان تتكرر؟

**

منذ فقدتك استعدت صحوي

و صفاء الرؤيا

الحياة ؟

عضو ميت في جسد اثيري حي لا متناه

الحياة ؟

زحف مشلول صوب الضوء

بوضوح شاهدت الكرة الارضية

تنحسر من تحتي هاربة

حين جرؤت على رفع بقية الستارة

عن المسرح ...

***

ايها الاحمق المتوحش يا قلبي

متى تبتعد عن المرض الدائري الدواري

الملقب بالحب

و تمشي بخطى ثابتة

الى مركز الدائرة الملقب

بالموت ؟

-----

31/3/1985

مها يوسف
03-18-2011, 11:43 PM
سيد الحلم الفارغ



سيد الحلم الفارغ..

ملاحٌ ماهر، بين الجزر الموحشة

يشاكس الليل الفاجر بالظلام

يضاجع الوحدة، ينهشها بنهم

ثم ينام

سيد الحلم الفارغ..

أحبّني أو هكذا.. قال

ركلني داخل مملكته المملوءة بالفزع.

جمجمتي نمطٌ يروقه

أفرغ محتواها، قريباً من هياكل الشعراء

ثم رماني

مها يوسف
03-18-2011, 11:46 PM
موسم الثلج



أمسية برتقالية

مقاعد، ووجوه، وكؤوس شراب

حرٌّ، ودخان، وهمسات عشق

تحاصر أغصان الشجر

وأسئلة قزحية باهتة تحاصرني

تزيدني رغبة لقطعة ثلج

لا للقاء جديد

...

كم صِرْتَ حميماً

حميماً

أيها الغادر

كهذه الحمى التي نزلت على جبهة كبريائي

تُرى ، متى يتساقط الثلج؟

...

شكٌ.. وشكٌ.. وشكٌ.. وشكْ

أربعة جدران

وسقف من الخيبة

ألسنتهم مدببة

أحداقك مملوءة بالثلج

آه..

يا لهذا الصقيع

...

لتحطم الموازين

ولتكسر الأبواق

وليقطع الصراط المستقيم

بما أن القيامة الآن

في موسم الثلج

مها يوسف
03-18-2011, 11:47 PM
وهكذا أتكلم أنا



1- صورة..

في كل شرفة وجه معلق

وذكريات تحتضر

2- نصيحة

عصافير تزقزق ، وفرح يطير

لمن ترش السماد؟

العروق صارت جافة

3- ولادة

الطبيب يحمل خنجره

وأنا أحمل ألمي

ترى من يتمخض أولاً؟

4- عجز

للحب كما للثورة

طعم النار

التي لا يستسيغها أحد

5- مواطنون

أحببت ولمرات ثلاث

فكان الأول خائناً

الثاني جباناً

الثالث أفعى

وكلهم ينتمي للوطن

6- جرح

دعك من الشفافية

الرصاصة لا تطهر الجرح

قبل أن تخترقه

7- يقظة

أنشد ملحمته لهز الكيان العربي

فكان الاجماع بنقل الكيان

إلى (الخصر)..

8- أمنية

ليت همتك بحجم الصوت

الذي ترفعه

6-رجاء

اذا لم يكن نسلك من سلالة النسور

فلسنا لحاجة لمزيد من النعاج

10- منفى

يهددني ببعثة إلى الجحيم

ماذا يسمي إذاً ، بقائي هنا؟

11- وعد

عندما أتجرع خمرتي

وأعلن جنوني

وأجد حبل مشنقة

يليق بكلمتي

فسأقولها

12- مسيرة

حزنت لأجلك أيها الحبيب

حين رفستك شعارات

التقدم لى الوراء

13- تشاؤم

ثمّة قلقٌ ملحٌ يدعوني للخوف

أن ترتطم حروفي نهاية المطاف

بعقول فجّة

14- اخراج

تماماً كالسقطة الكلامية

أو الغلطة المطبعية

في كل خلية لا بد من السهو

15- ثورة

في الدهر البعيد

ثمة ليل، ومشنقة، ووجه قمر

استبد الليل

واستطالت المشنقة

وسطع القمر

16- جرأة

للحقيقة والزنزانة

باب واحد

17- تقدير

أُجلّ الحمار حين ينهق

وليس عندما (يفكر)

18- مهزلة

(أنا) يا لتلك الحشرة

التي تطنُّ في عالم مليء

بلطّاشات الذباب..

19- تحذير

قبل أن تحتك بالآخرين

تذكّر أن للصوّان شراراً يتّقد

20- شرط

اذا لم تكن كلمتك لامعة كالبرق

أخاذة كالرعد

مدوية كالرصاص

أحرى بك أن تنسى كيف تنطق أصلاً

21- مزاد

لا تأمل ممن يشتري ، يبيع

أن يحفظ كرامتك في صندوق (الأمانات)

22- فوارق

الابداع عندي (حرية)

الحرية عندهم (سقوط)

23- دعوة

الورقة بيضاء

القلم جاف

هلمّ أيها الصديق بهذه السكين

طعنة.. اثنتان..

أريد اتمام القصيدة

24- نهاية

حذار

القلم طافح بالدم

الصفحة ملطخة بالقصيدة

والصديق يرفع بصماته عني

مها يوسف
03-18-2011, 11:49 PM
أنشودة الفرح



سأغسل وجهي هذا الصباح عشرات المرات

سأبتسم ابتسامة مشرقة

كالفجر الذي عرفتك فيه

سأتلو آيات التفاؤل

وأردد أغنيات الفرح

التي حفظتها عنك

سأخلع عني سواد الأيام وحزن الماضي

وأرقص على أنغام كلماتك

العازفة بأوتار قلبي

ثم أرتشف قهوتي

دون أن أضع فيها مزيداً من السكر

فعذوبة الأمس تمنحني أيّما عذوبة

وفي زحام الطريق

سأبحث عنك في كل الوجوه

وكلما افتقدتك

سأخرج صورتك من حنايا الفؤاد

وأنظر إليها بشوق كبير

ثم أدسها ثانية بين الضلوع

واذا ما سمعت صوتك هاتفاً لي

سأسعد كثيراً حتى الاضطراب

حتى تجن الدماء في العروق

وككل العذارى سيمنعني حيائي أن أقول أحبك

وأعزم في نفسي أن أقولها

فاتحة لذاك اللقاء القريب

وفي المساء عندما يجمعنا الغروب

في واحتنا الاسطورية

سأركض

فوق السهوب والتلال المرجانية

سأحل جدائلي

لتتطاير خلفي معلنة الجنون

ولمّا يدركني التعب أعود أدراجي إليك

أتمدد قرب الغدير

فوق بساط العشب اللامع

متوسدة ذراعيك الدافقتين بالحنان

كطفل صغير يأوي نهاية المطاف

إلى حضن أمه

استمع منك إلى حكايا النعناع

واحتراق الشتاء في المواقد

واذا ما غلبني النعاس

اعذرني يا حبيبي

ثم

لا تنس أن تدثرني بقبلة دافئة

مها يوسف
03-18-2011, 11:52 PM
غفوة في أحضان البحر



لومي عليك..

لومي عليك أيها البحر

للمرة العاشرة تبصقني

أتيتك راعشة منبوذة من أرجاء الكون

أحلم بدثار الموج، أو حفنة رمل حتى

أتيتك راعشة، هلعة

تطاردني أشباح عدة

لا حصر لها

ولا هوية

اه لو أتقيأ بقية عمري الساذج

شدّني إليك أيها البحر

شدّني إليك

إني تائهة

تائهة في الترهات

لن أهمر دموعي فوق شطآنك

أخشى عليك الفيضان

لن أرفض دعوتك لاحتساء الخمر

فأنا ثملة قبلاً بالحزن المعتق في شراييني

اني أتقهقر.. أتقهقر

لا أملاً أن أرجع ثانية للكون القفْر

خبئني في أعماقك

لاجئة في طيات النسيان

واحفظني أغنية عذبة

أو لؤلؤة مغمورة أضاعها الحمقى

واسمع نجواي للقمر الساطع أو للشمس الملتهبة

وودّع عني الدهر الآثم

فقد أدركتني الغفوة

مها يوسف
03-18-2011, 11:53 PM
على أطلال الذكريات



كبير أنت كالحلم الذي صار قوتي اليومي

وزجاجة خمري المعتق في قلوب العاشقين

كبير أنت كالبهجة المهاجرة

على مفارق الترهات

كالوهم الذي يسورني بفرحةٍ زئبقية

كهذا الزمان الذي أباح

كل شيء

كل شيء

إلا الحب!

...

الحب الذي صار منبوذاً

وربما جثة هامدة

على قارعة الأفئدة المتراكمة بالجليد

كبير أنت كموجات الحزن

المتلاطمة لابتلاع شطآن عمري الرملية

المتلاشية في بحور الضياع

كرصاصة تتربص..شهقة الوداع

..

ها أنا أخيراً

أغمض عيني

لأصحو على أطلال الذكريات

المسكونة بالألم

الغارقة بالوجع

والدموع والانهيار

وحنانك المُدمِرْ

مها يوسف
03-18-2011, 11:54 PM
خواطر مخطوطة


تتقاعس الكلمات في قعر المنشأ

ترتد الآهات حيث لا تدري

يتلوّن الأسى في وجهي

احباط شامل يحتل أعضائي

تصرخ مساماتي

تختنق

تحترق

تفرش شراييني أريجها الأحمر

فوق أساريري المتلفة

أضحك بصوت باك.. شاك

تتطاير بوتقة الرغبة في نفسي

شرراً

شُهباً

تشرع جهنم بالتهامي

تذيبني الحُمّى

عصيراً من الألم المتقرح

فوق شفتيّ

ترتسم ابتسامة

رمز احتضار

رمز انتظار؟

أتلقف أوجاعي

أحتضن دموعي، وأدعوك

أدعوك بكل الألم الذي يجسدني

بكل العذاب الذي يخلدني

أمثولة للحزن الأبدي

بكل آهاتي .. لوعاتي

وتتوالى .. تتوالى .. دعواتي

وبعد طول انتظار

تترنح فوق أعتاب الخيبة

بقيّتي الباقية

مها يوسف
03-18-2011, 11:56 PM
الليل يحاصر القمر



مترف أنت أيها الربيع

ومخمورة أنت يا عناقيد العنب

لتوقف أفكارك عن النمو

المرعى يعج بالصعاليك

كُفّي أيتها الغيمة عن البكاء

السحاب لا يعرف الرحمة

الحصرم والليمون .. يتنازعان على الحامض

وبينهما .. تكسرت أضلاع العريش

...

حميم أنت أيها .. الغادر

وكم أشتاقك

أيها العابث بجروحي

تناثر رصاصة في أحشائي

فالملهاة صارت ممتعة

السعادة في طريقها إلى الاحتضار

وأنت في طريقك إلى الجنون

فلتحمل معك عطر البارود

ان أحببت التبرج.. بالدم

...

العيون

مرتبطة

بأذيال

السفن

..

السفن

مرتبطة

بأذيال

الريح

..

والريح

تعربد

بلا

ضمير

...

الثعلب يستقبل القطيع

الليل يحاصر القمر

الحسناوات تستحم في بركة العسل

الخطيئة بانتظار النبيذ

فلماذا تحتفظ بلسانك؟

والحمقى تولد بـ... بلا آذان

...

الراحل داخل الصندوق

يحلم بالواحة

المودّعون خلف الأقنعة

يحلمون بالودائع

اصمت

اصمت

وان شئت فاندحر

فلا الصبر

ولا السلاح

ولا الكلمة

تعيد.. نبض القتيل (الحق)

...

كلما أصغيت إليك

أدركت مدى سذاجتي

ثم..

هلا نزعت من يديك قوس قزح

لم يعد بين جروحي

متسع لسهامك الملونة

تراجع

تراجع

لن تطأ ساحة ضياعي

قبل أن تخرج

من زنزانة غرورك

...

ثمة عجلة تدور

وقراصنتها السبعة تتربص بي

وبين دهر وآخر

أدّخر نزيفي

في بوتقة ما.

لكن

أين هي حروفي؟

ويْحي

الصفحة مملوءة بالثقوب

مها يوسف
03-18-2011, 11:59 PM
ذاكرة ايديولوجية



الديمقراطية؟ نعم... بالتأكيد.

ولكن، ماذا تفعل بمجنونة مثلي

تصوّت باستمرار لديكتاتورية حبك؟

مها يوسف
03-19-2011, 12:01 AM
كان ياما كان !..



يقولون : في الليل المنخور بالوجع

تنمو بذرة النسيان

وتصير غابة تحجب وجهك عن ذاكرتي ...

لكن وجهك

يسكن داخل جفوني

وحين أغمض عيني : أراك !..

عشنا أياما مسحورة

كمن يسبح في بحيرة من زئبق وعطور

ويركب قاربا

في انهار الألوان لقوس قزح

مبحر من الأفق إلى نجمة الرعشة ...

كان ياما كان !..

كان ياما كان !..

وكانت السعادة تصيبني بالارتباك ..

وحدها تخيفني

لأنني لم اعتدها ..

فأنا امرأة ألفت الغربة

وحفظت أرصفة الوحشة والصقيع

وأتقنت أبجدية العزلة والنسيان...

وأعرف ألف وسيلة ووسيلة

لأحتمل هجرك

أو كل الألم الممكن أن تسببه لي ...

ما لا أعرف كيف أواجهه

هو سعادتي معك ...

وحينما أصير مثل آنية كريستال شفافة

ممتلئة برحيق الغيطة

وبكل الفرح الممكن

أرتجف خوفا أمام السعادة ...

مثل طفل منحوه أرنبا أبيض

ليقبض عليه للمرة الأولى في حياته ..!

وكنت دوما أصلي :

رب ارحمني من سعادتي

أما تعاستي فأنا كفيلة بها ..

آه !..

كان ياما كان حب ...

وكنت بعد أن أفارقك مباشرة

يخترقني مقص الشوق اليك ...

وتزدحم في قلبي

كل سحب المخاوف والأحزان ..

وأشعر بأن البكاء لا يملك لي شيئا فأضحك !!

وتركض الي حروفي فأكتبها

وأستريح قليلا بعد أن أكتب ..

وأفكر بحنان

بملايين العشاق مثلي

الذين يتعذبون في هذه اللحظة بالذات

دون أن يملكوا لعذابهم شيئا

وأصلي لأجلي و لأجلهم

وأكتب لأجلي ولأجلهم ...

وأترك دموعهم تنهمر من عيني

وصرختهم تشرق من حنجرتي ...

وحكايتهم تنبت على حد قلمي .. مع حكايتي ..

وأقول عني وعنهم :

كان ياما كان حبّ ...

مها يوسف
03-19-2011, 12:03 AM
فراقكم مسمار في قلبي



عذاب أن أحيا من دونك

وسيكون عذابا أن أحيا نعم ..

يبقى أملي الوحيد

معلقا بتلك الممحاة السحرية

التي اسمها الزمن

والتي تمحو عن القلب

كل البصمات والطعنات

كلها ؟

اذكر بحزن عميق

أول مرة ضممتني اليك

وكنت ارتجف كلص جائع

وكنا راكعين على الأرض حين تعانقنا

كما لو كنا نصلي

اجل ! كنا نصلي ...

أذكر بحزن عميق

يوم صرخت في وجهي :

كيف دخلت حياتي ؟

آه أيها الغريب !

كنت أعرف منذ اللحظات الأولى

انني عابرة سبيل في عمرك

وانني لن املك

إلا الخروج من جناتك

حاملة في فمي إلى الأبد

طعم تفاحك وذكراه ...

أذكر بحزن عميق

انني أحببتك فوق طاقتك على التصديق

وحين تركتك

( آه كيف استطعت أن اتركك ! )

فرحت لانك لم تدر قط

مدى حبي

ولأنك بالتالي لن تتألم

ولن تعرف أبدا أي كوكب

نابض بالحب فارقت !..

فراقك مسمار في قلبي

واسمك نبض شراييني

وذكراك نزفي الداخلي السري

وها أنا أفتقدك

وأذوق طعم دمعي المختلس

في الليل المالح الطويل

لم يعد الفراق مخيفا

يوم صار اللقاء موجعا هكذا ...

وأيضا أتعذب

لما فعلته بك

بعد أن دفعتني إلى أن أفعله بك

لقد مات الأمل

ولذا تساوت الأشياء ...

واللقاء والفراق

كلاهما عذاب

و ( أمران أحلاهما مر ) ...

مها يوسف
03-19-2011, 12:04 AM
عينان فرنسيتان



أرفض عالمي القديم،

وأكره عالمي الجديد..

فأين المفر، لو لم تكن عيناك قدري؟

مها يوسف
03-19-2011, 12:07 AM
السقوط إلى نجمة


لا أريد أن أتسلق سلالم المجد،

أريد أن أسقط في هاويتك

لأكتشف النجوم عن قرب.

مها يوسف
03-19-2011, 12:08 AM
حبي القديم


منذ اليوم الذي عرفتك فيه،

والأسماك تطير في الفضاء

والعصافير تسبح تحت الماء

والديكة تصيح عند منتصف الليل

والبراعم تفاجئ أغصان الشتاء

والسلاحف تقفز كالأرانب

والذئب يُراقص ليلى في الغابة بحبور

والموت ينتحر ولا يموت.

منذ اليوم الذي عرفتك فيه،

وأنا أضحك وأبكي في آن.

فنصف حبك ضوء والباقي ظلام،

صيف وشتاء على سطح واحد،

وربما لذلك ما زلت أحبك..

مها يوسف
03-19-2011, 12:13 AM
الحب والتفاح


آدم تعثّر بتفاحة،

فسقط سبع سماوات إلى الأرض.

نيوتن سقطت فوق رأسه تفاحة

منحته البصر والبصيرة.

شكسبير لم يضع في التفاحة دودة،

لكنه قصى عمره يراقب تعايشها وبؤس الأكل،

وليام تيل وضع تفاحة على رأس ابنه

ورماها بالسهم فدخل التاريخ.

الأفعى تسكعت قرب تفاحة وثرثرت همساً،

فكانت الضجة الكبرى و الـ "بيغ بانغ".

أنت وأنا،

لا نزال نحاول أن نتعلم ، لا كيف نأكل التفاحة،

بل كيف لا تأكلنا التفاحة،

ولا تلدنا الأفعى،

ولا تقطن قلبينا الدودة!

هربنا من أسنان التفاحة الأولى

وها هي تفاحة خضراء أكبر أسناناً

تُدعى "الندم"،

تكاد تقضمنا كسمكة قرش.

فأين المفر من تفاحة

نموت إذا لم نلتهمها،

ونموت إذا التهمتنا؟

مها يوسف
03-19-2011, 12:15 AM
فوق شعاب الفجر



حزنٌ يطوقني

واعصار القهر يتحدى ضلوعي الملتوية

فوق شعاب الفجر

يصلبني الحنين

لألقٍ مجنون

أحاسيسي المحمومة تلتهب كبركان

انفجار رهيب

يلعلع في جمجمتي

النزف يتدفق من أحداقي

ومن حنجرتي المسحوقة

نزف الكلمات القاتم

لا توقفه ريشة، أو ورقة

نزف الكلمات القاتم

يغمرني ، يعمّدني

وفي أعماق النزف

أغوص .. ثم .. أغوص

علّها

أحزاني

تتلاشى

لكن ...

عبثاً . تتلاشى؟

غداً، سأصلب جثماني

فقد طال الاحتضار

في تلافيف الحقيقة

غداً ، سأنثر أشعاري

فوق الجبال

والجداول

والأشجار اليابسة

لتمضغي

يا ديدان الأرض الحمقى

ما شئت.. من حروفي البائسة

مها يوسف
03-19-2011, 12:17 AM
أمنية



آه

كم أشتهي

عنقود عنب

وحواراًً معتقاً

في ذهن بلا براغيث

مها يوسف
03-19-2011, 12:18 AM
مهاجران


وطني كان صحراء

واحتها البساطة والكلمة النظيفة

وطني صار مدينة

حضارتها: الحنكة والثياب والقوانين

وطني أصبح غابة

تكتظ بالثعالب والأفاعي

وطني وداعاً

حماري لا يحب الحنكة والألوان المركبة

حماري لا تحزن

سأبحث لك عن التبن في الربع الخالي من هذا الزمن

حماري لا تفزع

سنأتلف الفواجع في الأوطان المهجورة

ريثما يأتي الإعصار

حماري..

ما رأيك أن ننقل الوطن فوق ظهورنا

بدون حنكة وقوانين وثياب وثعالب وأفاعي؟

مها يوسف
03-19-2011, 12:22 AM
قسمة حسابية


لي من الإله.. البلاغة، وقول الحق

ولكم.. الطاعة العمياء

لي من الطبيعة.. الفصول الأربعة

ولكم .. ما لذ وطاب

لي من الأرض والبحار.. العمق والغنى

ولكم .. القشرة والزبد

لي من الزمن.. الوحشة، والاغتراب

ولكم.. المتاع والغرور

لي من الرفاق.. الغدر، والغدر، والغدر

ولكم.. المصالح المشتركة، والنهود، واللهاثات اللزجة

لي من الخيال.. تذوقه، وابداعه

ولكم.. السخر والحماقة

لي من الموت.. الخشوع، والحكمة

ولكم.. الجبن، والجشع

لي من الثروة ما لا يقبل القسمة على اثنين الا بالعقل

ولكم من التركات ما يقبل

التمزيق

والانشقاق بين الجميع

بالأنياب، والأظافر، وحدّ السكاكين

مها يوسف
03-19-2011, 12:23 AM
للحب.. شيء آخر



عندما تمتلك شيئاً آخر

غير ما تحفظه لأحفادك القادمين:

من حقد وغيرة وعملات صعبة

عندما تمتلك شيئاً آخر

كأن تسألني بذات شكوك الأصدقاء

من أنت؟

سأحبك أكثر، وأكثر، وأكثر

وأقول لك بصدق الاله.. لا صدق الرفاق

أنا ذاك الملاك الضائع

في زمن القراصنة

ضعيف .. ضعيف دون سقوط

أنا قطرة مطر بكر

محتبسة في كبد السماء والرفعة

والوحل يرقبها بشغف ووضاعة

أنا حمامة وديعة

ترفرف مزهوة بثوب الحرية الناصع

بعيداً..بعيداً

وعالياً..عالياً

عن دنس الصيادين

مها يوسف
03-19-2011, 12:24 AM
وذبل الورد



حدثتك ذات مرة

كنت أحلم فيها أو ربما أهذي

عن ثوب أبيض وربطة عنق فاخرة

عن درب مرصوفة بورد جميل وأنوار ساطعة

كنا سنسمع فيها قليلاً من زغاريد النسوة

وكثيراً كثيراً من الثرثرة المفجعة

حدثتك عن هذا كله

وأنا أطل بحلمي أو ربما هذياني

من شرفة مجنحة على مشهد مماثل

أَتَذْكُر حينها كيف تبسّمتَ

مهدئاً أعراض الحالة التي انتابتني من السذاجة

ترى كم من الجهد تكلفت

لهذه الابتسامة؟

مها يوسف
03-19-2011, 12:27 AM
ضبط


الثانية ليلا أو ظهراً

لا أذكر بالتحديد

قبري بلا نوافذ

وأشعة الشمس ليست من حقي

ضبطوني مع عشرة من خيرة الجلساء

(الكتب)

لفّحوني بالإشاعة

وأحالوني لمجلس تأديبي

وعند رئيس مجلس القمامة

اتهموني

بالعاهرة

أو المومس

لا أذكر بالتحديد

فقد صادروا لساني

والسؤال ، ليس من حقي

أنت أيها الحبيب

المكبل بالعجز، وثرثرة الأصدقاء

حاول أن ترسل لي ورقة وقلماً

أريد أن أقدم شكواي

إلى الله أو المتنبي

لا أعلم بالتحديد

فالشكوى أيضاً، ليست من حقي

مها يوسف
03-19-2011, 12:28 AM
مسافات


الإله واحد وقد وحدّنا

جسدين في فكر واحد

أطيل النظر فيك

وتطيل النظر إليّ

مرآتان ، وجهاً لوجه

صافيتان بلا خدوش

بلا ضباب

لامعتان رغم الغبار الذي يلف الوجود

اختصر المسافات مسافرة إليك

اللوائح كثيرة..كثيرة..كثيرة

ليتني لا أعرف القراءة

لتجاهلتها تماما..تماماً، ودونما خجل

الدرب طويل يلتهم لهاثي

اعذرني.. سأنام قليلاً

مها يوسف
03-19-2011, 12:30 AM
أغنية



حلم

تهشم

عبر الأثير

مراراً

صار مشوهاً ، كالصحو

غيوم أمطرت ، نكسة

احتمال بدون رصيد

تفاؤل

هزلي

للغاية

عنوانك المستحيل

وحفار القبور، اختطف رسائلي

مها يوسف
03-19-2011, 12:32 AM
على هامش الرؤى


رهيب أن يسوقني الفكر إلى منعطف الحياة

أن أنساب مع الرؤى

لأطل على تلال الواقع النتنة

أن تقودنا الأحلام لنيل المطالب بـ "التجنّي"

أن نبحث عن قمم السعادة

المرفوعة فوق الحطام

لنبني تطلعات جبّارة

فوق الجباه البائسة

والجثث المنهارة

والكيانات المدمرة

..

رهيب أن أصمت

في ضوضاء الظلم الحالك كالليل السرمدي

أن أصرخ في آذان الحمقى

المثقوبة عن اصرار وارادة

أن آتي من اللاشيء

وأخوض فيه

وأنتهي إليه

أن أعشق السراب

أهوى الدفء الواهم

رهيب أن أكون العاصفة

أو لا أكون

أن أصير النبتة البرية في حقل الأعشاب المرعية

أن تتبختر الانسانية فوق الألغام

أن أشهد دحر القيم وتشييع المبادئ

...

رهيب أن تتكسر القوقعة التي تستر جرأتي

أن تشاد السدود على مفارق الطرق

أن تدفن الآمال في مقابر الذات

أن نصاب بعلة الشكوى المزمنة

وأن يصبح الشفاء منها

ضرباً من ضروب.. (المحال)

مها يوسف
03-19-2011, 12:33 AM
هوامش



1

اصرار يتنازعه ثلاثة

أنا، أنت، الاله

أنا أحبك

أنت تتمادى

الإله مكتوف الأيدي...

يبتسم

2

أنا

لا أتسوّل منك، الحب

حين أُهدي كلماتي

لكني

أؤنس فيك وحشة الصمت العميق

الصارخ حتى مسمعي:

اني

أحبكِ ، أُحبكِ، أُحبكِ

3

ها أنا أحمل شعراً

أنبش الجحيم

أبحث عن قلبي المتكسر

تحت ضربات الريح، ووسوسة الشياطين

جلادي لا يرحم

ومع هذا، مازلت أحب

4

صَمْتٌ يتبعثر

وحشة تتقاسمها الأرجاء بالتساوي

اغتراب على مر الوجوه

بين الدهر والآخر

ينبثق رعب هائل

الطالع يؤكد المستحيل

اسطورة هي المناجاة

أمل يقود إلى المنفى

ثمة نافذة

حذار.. الحلم يوصل إلى الزنزانة

5

كلماتي مشدودة إليك

حيث تنتصب المقصلة

صمت مرير

أُصدر بحقها حكم الاعدام

شيء بداخلك يهدر بوضوح

بداخلك

يهدر انهياري

6

لا أدري..

من منا صار السيف؟

كلانا يدمي الآخر

الزمن وأنا نتبارز

منذ البعيد.. وربما حتى البعيد

لكننا للأسف

نسينا شرف اللعبة

7

وهكذا..

صرت أجيد الصمت

والتحديق في المستحيل

مسمرة هنا

على منعطف الذكرى

عبثاً أفلح في الوصول إلى شاطئ النسيان

لمَ تركتني هنا؟

العتمة رهيبة

وأنا

لا أتقن سوى الانتظار

والإخلاص ، لحبك.

مها يوسف
03-19-2011, 12:34 AM
حوار مع رجل لا يُحصى


أما زلتِ تحبينني؟

- لو كان حبي حنجرة لعمّ القارات نشيد الفرح لشيللر كما لحّنه

بيتهوفن، ولتنهدت رئة الليل خلسةً على أرصفة الفوضى الباهرة.

- ولكن حبكِ صار سوراً، واغتلتِ الحوار!

- كيف أحاورك والأصوات موصدة؟

أنا بحاجة للانفراد بذاكرتي، لغاية في نفس "يعقوبة". أتأمل

ذكريات السنة القادمة، والعالم المبني للمجهول، وحين تمطر

داخل محبرتي، أكتب زمننا الآتي بالأثير فوق الريح.

- هل أحببتِني ذات يوم، ذات أبدية دامت لحظة حب؟

- لا لوسامتك أحببتكَ،

لا لنهرَيْ العسل واللبن في شفتيك،

لا للجمر اللاهب في مواطئ قدميك،

لا لموسيقى "التام تام" التي تقرع طبولها داخل دورتي

الدموية حتى تمسك بيدي فأغرق في ذلك العناق الملتيس

الملّقب بالمصافحة.

أحببتكَ لأني حين أخطو إلى عينيك أمشي في غابات السر.

- ما الذي شدّكِ إليَّ؟

- أحببتُ ازدواج شخصيتك. لم تكن لتتستر على حقيقية

بدهية هي أننا جميعاً "الدكتور جيكل" و "المستر هايد" في آن

وبدرجات متفاوتة؛ ثم إنين لست أفضل منك، وفي أعماقي قبيلة

نساء يتعايشن بصعوبة!

لعلّي أحببتكَ لأنك الغموض،

لأنني لا أعرف من أنت،

أعرف من ليس أنت!

أحببتكَ لأنك الركض المستمر خلف شارات الاستفهام

المشعة،

لأنك الزلزال لا التثاؤب،

لأنك الرجل لا يُحصى،

لأن الثلج لا يستطيع أن ينسى آثار خطاك حتى بعد ذوبانه،

لأنك حقول تستعصي على الحصاد.

لقد حلّق بي حبك ذات يوم وأصبت بدوار المرتفعات.

مأساتي أنني لا أبوح بحبي إلا بعد أن ينقضي.

- هل تحقدين عليّ؟

- ها هي أيامنا تنمو وتزدهر بعد الفراق، وتتبدى مفاتنها عبر

ثياب الذكريات.

حبي لك لؤلؤة تقرّ بأنها كانت حبة رمل، قبل أن تغزل حولها

ضياءك القمري.

قبل حبك / الطعنة، كان حرفي مبة رمل في صدفة منسية

قرب قاع البحر.

النسيان خيانة عظمى!

- ألا تكرهينني؟

- ارتكبت الحياة والحرف ولم أعاقر الكراهية، لكنني أتقنت

فن اللامبالاة.

ثمة لحظات أركل فيها الكرة الأرضية بقدمي ككرة قدم ولا

أبالي. أراقبها تتدحرج على السلالم المظلمة لتدخل في مرمى

الفتور.

أقوم بدور حارس المرمى وأنا أتثاءب!

- أكرر: ألا تكرهينني أحياناً؟

- أكرهك دائماً لأنني أحبك. ففي كل حب كبير مقدار هائل

من الكراهية.

- لماذا؟

- ربما كي يقدر المرء على أن يتعايش مع نفسه ونرجسيته،

وربما من أجل بقائه، فلا حياة بلا حد أدنى من الحرص على

الذات... والحب تشجيع على نهب الحبيب لنا.

- لماذا هجرتني؟

- لأنني أحببتكَ كما أنت بكل نجومك وثقوبك، وأحببتَ

أنتَ ما سأكون عليه بعد أن تُدخِل تعديلاتك على تضاريسي

الروحية، وتُدخلني في قوالب مزاجك. لقد أحببتَ فيَّ امرأة

أخرى تريد أن تصنعها من "مواديّ الأولية" وعناصري.

لقد زرعت مخبريك في شبكتي العصبية، ووضعت عدّداً

على دقّات قلبي،

وصرت تحصي عليّ أصواتي وأمواتي ومصابيح روحي

وتذكاراتي.

- وماذا في ذلك؟ ألم تكوني حبيبتي؟

- كنتَ مثل أحمق يحاول تعليم السنونو استعمال البوصلة،

أو يحلم بلعب دور مهندس الصوت داخل صدفة بحرية،

أو دور قائد الأوركسترا لسمفونية الموج الجامح.

الحب عندك مرادف للقفص لا الأجنحة!

- وهل يدهشك ذلك؟ أنا رجل شرقي حتى رؤوس شاربيّ

وخنجري.

- لم يعد ثمة ما يدهشني، حتى إذا جاءت فراشة ولسعتني

كعقرب. كل شيء صار يبدو لي مألوفاً!

- ولكنكِ أحببتِ أبجديتكِ أكثر من حبك لي.. لماذا لا

تعترفين بذلك؟

- الكتابة طوق نجاة، وحبك بحر الأخطبوط وسمك القرش.

الكتابة مظلة، وحبك عواصف مفاجئة.

الكتابة آخر قوس قزح في جعبتي، وحبك سماء معبّدة

بالإسفلت.

- ولكنك تقترفين أحياناً كتابة ما وراء الخطوط الحمر

والأسلاك الشائكة المحرّم تجاوزها.

- ثمة فارق بين الكتابة بماء الذهب والكتابة بماء الروح!

- ألا تخافين؟

- حين سقطتُ سهواً على هذا الكوكب، اكتشفتُ أن حقوقي

لا تتعدى حق الأكل والشرب والإنجاب والموت، فقررت أن

أضيف إليها حقّي في الطيران! أكتبُ.. أكتبُ، وآخر الليل

تتحوّل الورقة البيضاء فجأة إلى حقل شاسع من الثلج وأنا أنزف

وحيدة في وسطها...

ريثما أفرك القلم السحري ويأتي جنيُّ الكتابة من القمم

ليسامرني.

- ألا تخافين الوحدة؟

- أخاف الرضوخ للخوف منها. لست مهجورة، لكنني هاجرة

لكل من حولي ريثما أجد أبحدية تقنعي.

- ألا تخافين الموت وحشةٌ؟

- لقد جرّبت الموت ولم يضايقني كثيراً. ألا ترى أنني سجينة

داخل جثتي؟

وحده الموت يطلق سراحي، صلتي بموتي شبه ودية لا تخلو

من الفضول من طرفي.

أكرر: حين أموت، أوصيك أن تكتب على قبري: "هنا ترقد

امرأة ماتت غرقاً في محبرة!".

مها يوسف
03-19-2011, 12:36 AM
رسالة حب


تريد مني أن أكتب لك رسائل الحب؟

تريد أن التصق بزمنك التصاق طابع البريد بالمغلف؟..

إليك هذه الرسالة المختزلة:

معك يا حبيبي، كنت عصفوراً خافت الصوت عشق طائرة

"كونكورد" كثيرة الضجيج ومزهوّة بعظمتها.

ولكلٍ أسلوبه في التحليق والحرية...

مها يوسف
03-19-2011, 12:37 AM
مسبح "بيسين عاليه" يغرق


أنا لم أمت بالسيف بل بغيره،

متُّ على حد فنجان قهوتك وأنت تدير فيه سكرة تذيب ولا

تذوب، و "بيسين عاليه" يغرق في ضباب النشوة البريئة.

أنا لم أمت بالسيف بل متُّ بالليل العاشق ، وخرجت من

رمادي وردة غاردينيا بيضاء في عروتك، واشتعلت حواسي

كشاشة "كومبيوتر" أمام عينيك...

لا تعامل حبنا كهاتف نقّال،

لا تعاقره على الرصيف في الزحام، لا تستعرضه في

المقهى.

ولد حبنا سراً حتى عنّا، فدعه داخل صدفته في قاع البحر،

لؤلؤو سرِّية.

مها يوسف
03-19-2011, 12:39 AM
الحب فن الفراق



سعيدة لأنك حيّ. وشهيّ ولا تزال تغوي النساء، فبيني وبينك

حب أتقن فن الابتعاد فاستمر...

أجمل ما في حبنا؟ خياناتنا المتبادلة، فهي تقرّبنا. عبرها نعي

وحشتنا في غابة المرايا والعشاق، ويركض كل منا إلى صاحبه هارباً

بطفولته وهشاشته وجرحه كولدين صديقين في ميتم العمر...

بيني وبينك "حالة حب" تتجاوز المكان والزمان ولا يكسرها

شيء، إلا الالتصاق البليد.

أيها الشقي، ليكن لقاؤنا مهرجاناً من الألعاب النارية، وليكن

فراقنا فرحة مماثلة.فشهية الطيران هي الفارق بين أجنحة "العث"

في خزائن الظلمة، وأجنحة الفراشات المحلّقة فوق الغابات

تحت الشمس.

عبثاً تمسك بي، وتغرسني بدبوس الحب على جدارك

لأبقى...

سأهرب، وسأخلّف على أصابعك غباري الذهبي الملوّن،

كأية فراشة أخرى.

لقد تعلّمت عاماً بعد آخر،

كيف أتحول من امرأة عربية، إلى رياح لا تسجنها

القضبان...

ويوم أرحل، سأهديك جناحين لتزورني في خيمتي، في

الشارع البرتقالي من الفضاء الكوني حيث الأثير المشعّ بديل عن

الغبار المنزلي...

وريثما نلتقي ثانية، لا تذكرني!...

مها يوسف
03-19-2011, 12:40 AM
أتنهدك



في المسافة بين سنغافورة وباريس، سقطت بي طائرتي فوق

طاولة كتابتك على شاطئ الروشة البيروتي واستقبلني كفك

باللوز والسكر.. وكانت تمطر.

قلت لنفسي: زيارة "ترانزيت"، لكن قلبي أعلن العصيان

وأطال البقاء، تركك تلملم بشفتيك غبار السفر عن أصافع

تشرده، مستمتعاً بالمؤقت الدائم.

تُمسك بي من جناحيّ وتغطس جسدي في ماء البحر كمن

يغطس قلماً في محبرة، فأحيا. أتنهدك. أتنفسك. بك أبداً موتاً

جديداً . بحراً جديداً. مطراً جديداً. زوبعة جديدة.

لستَ نقطة النهاية على السطر الأخير في صفحة سابقة. أنت

كلمة نادرة على سطر جديد في صفحة جديدة بيضاء.

إلبسني،

ولن تجد نفسك كملك الأسطورة عارياًَ...

مها يوسف
03-19-2011, 12:44 AM
رسالة وفاء


حين التقيتك، كنت سلحفاة تتقن الانسحاب داخل صدفتها،

وتبدع في فن الاختباء و "الكاموفلاج"

حين ودعتك كنت قد صرت سنونوة،

ستظل أجنحتها تُذَكِّرها بك دائماً...

مها يوسف
03-19-2011, 12:45 AM
الحبيب الفرنسي


لم أكن أدري أن نهر السين من الشمبانيا، قبل أن يركض بي

مركبك بين برج إيفل وقنال سان مارتان..

جئتك من بيروت بملابس الحربية المرقطة، فغَمَرْتَني

بمخمل "جنوه" ودانتيل باريس ومباهج الحي اللاتيني.

حملتني بين ذراعيك أمام كاتدرائية نوتردام فخرج أحدبها

كازيمودو رافعاً شعارات الحب، ورقصت لنا الغجرية أزميرالدا

وزفّتنا إلى الليل الباريسي...

نصب شوبان البيانو الخرافي في ساحة الأوبرا فوق منصة

الدهشة، وصار يعزف لنا بأصابع من ضوء القمر ما عزفه لجورج

صائد وهو ينزف قلبه كحساء البندورة التي كانت تعدّها وهي

تقهقه ساخرة منه،

وصرتَ أنت ترتجل قصائد الحب كما لو تقمّصك سيرانو دي

بيرجراك،

وقلت في مطلعها: من لم يذق الحب الفرنسي لا يعرف حقاً

طعم الحب!...

فالأبدية في باريس لحظة حب.

اذهب كل ليلة إلى لقائك في الحي اللاتيني والحزن من

أمامي، والحزن من ورائي،

وفي صدري يعربد تاريخ من الحروب والهزائم والانكسارات

وقرون متعاقبة من الذل،

فهل يحميني صدرك بقية الليل من الكوابيس؟

مها يوسف
03-19-2011, 12:47 AM
حنان النسيان


ما ألطف العناكب!

ما الذي كنت سأفعله بعد فراقك،

لو لم يأخذ عنكبوت النسيان بيدي

ويحيك عسله حول جرحي؟

مها يوسف
03-19-2011, 12:48 AM
حنان النسيان


ما ألطف العناكب!

ما الذي كنت سأفعله بعد فراقك،



لو لم يأخذ عنكبوحنان النسيان




ما ألطف العناكب!



ما الذي كنت سأفعله بعد فراقك،



لو لم يأخذ عنكبوت النسيان بيدي



ويحيك عسله حول جرحي؟




ت النسيان بيدي

ويحيك عسله حول جرحي؟

مها يوسف
03-19-2011, 12:49 AM
شاعر يهدي كتاباً



حين تهديني قصائدك ، أقرأ في كتاب روعتك... أتحوّل من

طيب إلى أثير، ومن امرأة إلى سحابة.

تفلت يداي الماس المتفحّم، لتقطفا النجوم لخواتمها

وقلاداتها...

في عتمة مغاور سطورك،

أحفر بمنقاري بين طيران وآخر وأجد شمسي.

مها يوسف
03-19-2011, 01:06 AM
عاشقة منفية إلى الحرية



إذا كنتَ رائد فضاء

أدعوك إلى قمري

سيستقبلك في المطار السندباد والرخ والجنّي والشاطر حسن

وبقية أصدقائي، وسيهديك علاء الدين فانوسه السحري وبساط

الريح وسأروي لك حكاية امرأة،

حاولوا قص أجنحتها، ونزفت في الظلمة سراً.

ومن يومها تعلمت التحليق مثلك... ومن يومها صار

الفضاء سجنها،

والحرية منفاها...

مها يوسف
03-19-2011, 01:07 AM
يا للزمن .. يا للمراكب..


في اليوم الأول

مرت بي الأرملة على ضفة السين

وهي تنتحب غارقة في السواد.

في اليوم الثاني

مرت بي الأرملة على ضفة السين

وهي تبتسم غارقة في السواد.

في اليوم الثالث

مرت بي الأرملة على ضفة السين

وهي تقهقه مع بحار

وترتدي الفراشات والأزهار...

تهامست العصافير عليها: يا للزمن.. يا للمراكب..

تهامست الأشرعة: يا للمطر العذب

مها يوسف
03-19-2011, 01:07 AM
الحب الدمشقي الجديد
معك، أكتشف أن الربيع لا يجيء

إلا إكراماً لسنونو واحد...

وقبلك كنت أتوهم أن السنونو لا يصنع الربيع...

معك تأملت الرماد يعود جمراً، ومياه برك المطر الموحلة في

الشوارع ترجع سحاباً،

والأنهار الموسخة قرب مصباتها تعود نقية إلى ينابيعها،

وقطرة العطر تغادر زجاجتها الكريستالية إلى وردتها الوطن /

الأم.

والزهور الذابلة في صالونات الآنية الفضية تعود براعم صغيرة

إلى حقولها،

وطيور البوم اللطيفة تتعلّم التغريد الشجي كعصافير

الحب...

معك تأملت رمل الزمن الأزرق في ساعتي الرملية

وهو يسقط من الأسفل إلى الأعلى،

وعقارب الساعة تركض إلى الوراء،

معك اكتشفت كيف يغادر القلب الحديقة الزجاجية للنباتات

السجينة ليعود غابة،

ومعك أدركت الحقيقة غير الجذّابة: ما الحب إلا للحبيب

الأخير...

تراني أحبك؟

مها يوسف
03-19-2011, 01:10 AM
بطاقة هوليوود: الثراء المدقع


لم أصدق يوماً اكذوبة الكسالى بأن المال لا يصنع السعادة

إلا في هذه المدينة...

اكتشتفتُ في هوليوود أن بوسع المرء أن يكون ثرياً وجائعاً

إلى الحب، شهيراً ويختنق - في الزحام - وحشةٌ !

معك اكتشفتُ ذات يوم حباً أطول من الزمن، وأكبر من

الفراق، وأكثر شراسة من الغياب.

معك اكتشفتُ قاعاً آخر.

لكن الرياح لم تحالف شهوات الأجنحة.

إنها تمطر في "صن ست بولفار"... حيث أطارد ظلك.

ترى أين تنتهي دموعي،

وأين يبدأ المطر؟

مها يوسف
03-19-2011, 01:10 AM
بطاقة امستردام: كآبة التحفُّظ


والتقينا في بهو الفندق آخر الليل في آخر العالم.

يا للسخرية السوداء ، في ذلك "الاحترام" المتحفظ الجاد

المتبادل بيني وبينك!

نحن اللذين غطسا مرة في البحر مسحورين بضوء الغروب

الوردي في مقهى الشاطئ بكامل أناقتهما، دون أن يخلعا

ثيابهما ، أو يُلاحظا أن ذلك حدث لهما وأنهما مبتلان، ويتبادلان

قُبلات البراءة أمام بقية الزبائن!

يا للسخرية السوداء،

في حب كان عفوياً كالريح والموج والتنهد،

وصار مع الزمن صداقة لزجة،

مثل كعك شاي بعد الظهر في فندق باريسي فخم!

من قلَّمَ أظافرنا أيها الشقي.. الزمن أم الضجر؟

وكيف رضينا بالتحوّل من فهدين في غابة ملونة ترقص في

الريح إلى كلبَيْ زينة يرتديان قميصين حاكتهما عجائز الثرثرة

والشائعات بأيدٍ مثقلة بأساور الندم والذهب؟

تصافحنا كغريبين! هل لذراعك نبضات، وهل لقلبي دقات،

وخلف "حقيقاتك" وحقيقاتي،

هل تبقّى لنا وجه تحت القناع؟

مها يوسف
03-19-2011, 01:13 AM
بطاقة من أثينا: المطالعة



أحاول عبثاً قراءة الأبجدية الإغريقية للتماثيل في المتاحف

ذات الغبار المضيء، وأتذكر كيف كنتُ أتهجَى أطلس جسدك

مغمضة العينين، وأتعلم القراءة بطريقة برايل...

أتذكر كيف علّمتني دروس الفصاحة: صوت التقاء النار

بالماء. شيء بين الصراخ والتنهد، في مهرجان الحواس.

... وكان الليل يهتدي بجسدك ، ويخترع المنارات.

معك وعيت أن المنارة عتمة عاشقة كقلبي، أضاءت

بأبجديات حبك...

معك اكتشفت المطالعة في ملكوت ظلماتك.

مها يوسف
03-19-2011, 01:13 AM
بطاقة من شتاد السويسرية



أيها البدوي الجميل الذي يتحدّاني بصدقه. أربكتني حين

كتبتَ لي رسالة الأشواق بخط يدك مذيلة بتوقيعك، مع الختم

الخاص بمكتبك إمعاناً في التحدّي، وفي الحاشية هذه العبارة:

"إذا كان يمتعك نشر هذه الرسالة، فلا تترددي، وليكن ما

يكون".

سارعت إلى إحراق رسالتك خوفاً من الإغراء.. لماذا لم

تنجني من التجربة؟

أمعن هرباً إلى الثلج. تختلط وجوه أحببتها تتطاير نحو الضوء

ثم تذوب ويبقى وجهك الصحراوي المشعّ.

ترانا سنعرف معاً تلك اللحظات الهزلية العذية الصادقة الملقبة

بالحب؟

أم سأبقى امرأة وحيدة فوق الثلج، سعيدة بحكاية حبها مع

الحب وكراهيتها للحبيب؟

مها يوسف
03-19-2011, 01:15 AM
بطاقة من باريس: الهرب



مع حبك، الهرب هو البطولة الوحيدة الممكنة !

فحبك كالطُرقُ القروية في العالم الثالث

نصفها مسدود،

والنصف الآخر يقود إلى هاوية!...

مها يوسف
03-19-2011, 01:15 AM
بطاقة من نيويورك: الفراق



لا تقل لي إننا افترقنا لأنني رحلت...

لقاؤنا صار فراقاً.

الفراق هو أن نجلس متلاصقين في "كارنيجي هول"، نصفق

لأغاني الحب، وكل منا يحتضن عود قلبه، ويتابع عليه عزفه

المنفرد، وحيداً في غرفة عمره.

الفراق هو أن نجلس إلى مائدة واحدة في الـ "غرينتش

فيلاج" ، وكل منا يهيم وحيداً في مجرّته، كوكباً تكسوه الثلوج،

مهرولاً في مدارات الظلمة الصامتة.

لم أقتل شيئاً برحيلي، كان كل شيء قد مات، فحرّرتُ به

شهادة وفاة! أنا الصرخة لا القاتل...

من القاتل؟ أنت؟ أنا؟ الآخرون؟ ما الفرق؟

جثة الحب ثقيلة، والرحيل ولادة

مها يوسف
03-19-2011, 01:20 AM
حب في غرناطة



أطرق الليل برأسه مهموماً،

فانسللت من وجومه واضرمت الحرائق في الذاكرة

عند منتصف الليل في غرناطة...

ومضيت في قطار الغجر والغيتار...

لأقطف لك ضوء القمر عن رؤوس الأشجار،

أخطّ بمائة بطاقة بريدية لعينيك...

رفيقي البوم،

أمير الطيران الليلي والدهشة والأسرار.

حين أتذكرك، يلوح ضوء آخر النفق.

بكل ذلك الحب العتيق المسوّر بالصمت،

أكتب لك بالأثير فوق الريح،

وأخطّ أعذب رسائل الحب الخفي كي أمزقها!

أسطّر أكثرها رقة،

بأصابع من الشوك لجسد من الأسلاك الشائكة.

مثلك أنا، لا أؤمن بالحب من الرسالة الأولى،

والفتوحات العاطفية على صهوة مكالمة هاتفية،

لكنني أعرف أننا التقينا منذ قرون،

في هذه التلال الغرناطية المحيطة بقصر الحمراء،

وها أنا أسري خارج الزمان

روحاً تسعى إلى أنفاسك الأليفة.

أنصت إلى ثرثرة النيلوفر والبنفسج عنا،

والماء الحيّ في نوافير "جنة العريف" يروي كالحكواتي

حكاية حبنا الأندلسية، والأشجار تنصت على زند الماء

العاري،

وأنا مزدهرة بلقائك

بعد قرون من تيهك عني بين العصور والنساء...

في أيام غابرة كان لقاؤنا الأول.

يومها كنا سادة نرفل في العزّ،

لا نتسول تأشيرات سفر على بوابات القارات العدوانية.

ها نحن نلتقي من جديد خارج الزمان والمكان.

أتأملك . عيناك سوداوان كالحبر الصيني،

أغمس فيهما أبجديتي وأخطّ لك هذه البطاقة البريدية

الغرناطية.

ويصرخ الليل: "أوليه"!

مها يوسف
03-19-2011, 01:21 AM
سحر العلاقات العسيرة


ها نحن نتلو من جديد

الأكاذيب العاطفية العتيقة كلها

ونصدّقها!

ونؤكد أننا روح في جسدين،

ونستمتع بهراء كهذا، ونخط القصائد في إثباته!

ها نحن نضحك طويلاً لنكات عادية،

ويشتعل الكون بضوء غير عادي،

حين تلتقي نظراتنا في مهرجان الأوكسحين المستعادة.

أي أحمق لا يستسلم لحبه،

بدلاً من الانكباب على دراسته علمياً وموضوعياً

بعد تشريحه في المختبر؟

وهل عليّ اعلان منع التجول داخل شراييني،

لتكف عن الركض هكذا في دورتي الدموية؟

استسلم لسقوطي معك إلى النجمة في قبة السماء،

أغطي شفتيك بأصابعي كي لا تحاول أن تفسّر أو تبرر.

كي نقبل الأشياء على علاتها.

كي نحب علاتها! كي أحب طاقتك المذهلة على خداع الذات

والصدق مع الشعر في آن،

كي تحب غدري الوقح وقدرتي على النسيان، وترضى بحبي

الوعر.

ثمة ما يجعل حبك محبرة شاسعة،

أجهل كيف أخطّ كلمة الحرية بغير حبرها!

مها يوسف
03-19-2011, 01:23 AM
جماليات الخيانة



أحب خياناتك لي، فهي تؤكد أنك حي،

عاجز عن الكذب وارتداء الأقنعة.

توجعني الأقنعة أكثر من وجعي بالخيانة!

أحبك لأنك متناقض.

لأنك أكثر من رجل واحد.

لأنك الأمزجة كلها داخل لحظة تأجج.

أحب إيذاءك البريء لي وأنيابك التي لا ترعف خبث مصّاصي

الدماء.

أحب طعناتك لأنها لم تأتِ مرة من الخلف،

ومع شاعر مبدع مثلك أنام ملء جفوني عن شواردي جنونك،

فأنت لا تزال طفلاً نقياً،

في بلاد لابسي القفازات البيض على أظافرها الخناجر.

أحبك لأنك تتسلل هارباً من مجدك.

لتعود متسولاً على أبواب الشوق.

أحبك لأنني أتسلق معك المدارات لكواكب الخرافة

والدهشة.

أحبك لأنك حين نتواصل،

أصير قادرة على فهم الحوار بين النوارس والبحر.

رجل مثلك،

لا تقدر على احتوائه عشرات النساء،

فكيف أكونهن كلهن مرة واحدة يا حبيبي؟

مها يوسف
03-19-2011, 01:24 AM
اغفر لنا فنحن لا نعلم...



كم يشبه حبنا للبنان حب الولد لأمه. لا يعرف مدى لهفته

عليها إلا حين يكاد يخسرها.

من زمان ونحن لا نجهل أن لبنان يقع على خط الزلازل

والهزّات بالمعاني كلها.

زلزال في لبنان؟ زلزال جديد هو الأعنف منذ أربعة عقود

ونيف؟ بل الزلزال في قلوبنا...

ذلك الوطن الغالي الذي احتوانا جميعاً كيفما كنا ومن أية

حانة أو مقبرة جئنا... وأياً كان المهرجان الطاووسي أو المصحّ

العقلي الذي قذف بنا إليه...

للبنان الحبيب أهمس عبر قارتين وموتين: سلمت لنا أيها

المأكول المذموم.

جئناك متعبين ثقيلي الأحمال، فأرحتنا.

أكلنا من لحمك وشربنا من دمك وعثنا فساداً في أرضك

وفخّخنا جرحك ، وآويتنا...

حماك الله من شرورنا وزلازلنا وعسى أن تغفر لنا فنحن من

فئة الذين لا يعلمون... وسلمت لنا واحة حرية تحتضن حتى

أعداءها.. سلمت أيها الوطن الجميل القتيل.. ومباركة

قيامتك كل مرة...

مها يوسف
03-19-2011, 01:26 AM
الأحد: لا أريد أن أستريح



لا أريد مجاملة الصدأ، على شفاه حنّطتها الرتابة الجافة

القحطية.

لا أريد الذهاب إلى محاضرات موبوءة بمقولات متشابهة

كالأحذية أمام مدخل معبد بوذي.

أريد أن يقترب العشب مني، وينمو فوق جلدي المقدد.

تعبتُ ممن يهيل الحزن فوقي والرمل ويحاول وأدي في تلك

القوالب الجاهزة.

لم يعد ثمة وطن أو حبيب يستطيع تعليقي على حبال الذل

والانتظار مثل ثوب نصف مهترئ غسلوه طويلاً بالمطهرات من

الحياة والحب والشوق وشهية التحليق.

لم يعد ثمة من يستطيع قصّ أجنحتي وهي تعانق الريح

كالمراكب الذاهلة في عواصف العصر، أو حرماني من رحلاتي

بين مكتبات العالم وأسرارها وحرياتها وغاباتها.

سأمضي مع المجهول حتى قاع السماء أو قمم الأعماق...

فقدري أن أكون نورساًَ يرحل بعيداً عن مهرجانات الأقنعة

والببغاوات والرياء...

وحبك يطلق سراحي من ذلك كله إلى المدى ويهمس:

أمطري حيث شئتِ، فقلبك النورس عندي !

مها يوسف
03-19-2011, 01:26 AM
يوم 32 آذار: خارج الزمان


كيف يهطل الثلج هكذا في الربيع الحار؟ يهطل من عيون

رجال الثلج، من آذانهم وشعرهم ورؤوس أصابعهم... يتناثر

من أفواههم بغزارة حين يقول لي أحدهم بصوت مثلج: أحبك.

منذ استعبدني حبك، منذ فراقنا قبل التاريخ وأنا أعيش مع

رجال الثلج وأرفض الاعتراف بذلك وأحن إلى رائحة زمنك،

البهارات والأبنوس والصندل وعطور الشرق.

يطاردني رجال الثلج في شوارع المدن الأخرى الجديدة التي

لم أطأها بعد...

أراهم على أبواب فندق مقصوص في الجليد في أقصى

الشمال... والأطفال يصنعون رجال الثلج، آه ما أقوى أصابع

الصغار والموتى وأصابع أشباح الأحباب... أهذه المراكب التي

تمخر بحاراً غامضة نائية من صنعهم؟

كأنني تعبت من قارات الثلج الرفّه، ورجال الصقيع

المهذب، والموتى بأوسمة وأضرحة فاخرة...

كأنني أفتقدك، وأفتقد...

أفتقد ماذا؟ لا أعرف الكلمة. إذا كنتَ تعرفها أترك لك فراغاً

لتكتبها هنا بخطك وحبرك "...".

أفتقدك بينما يسقط الليل فوق عنقي ببطء شفرة سوداء مسنّنة

ذات بريق يشبه أسنان الأبطال.

آه الثلج. رجال الثلج يتقنون الغزل الموارب والرثاء

الضاحك، - فكيف أستطيع أن أنساك؟

آه الثلج! لم يكن الغرب أما بالغة الحنان لقلبي، وحتى حينما

دللني ، كان "تدليله" لي مثل قبلة امرأة ثرية وحيدة لكلبها

الطريف وسط مقهى الإعلان عن الرفاهية والحساسية استدراراً

للإعجاب بها. وحتى حين غمرني الغرب بأضوائه، شعرت أنني

مثل حيوان مسكين في السيرك يعرف أن سوط مدربه يتربص به

في الظلمة، إذا لم يقم بتأدية "نمرته" المحددة في الاستعراض.

يركض بمهارة فوق البراميل. يقفز داخل الحلقات المعدنية

الملونة، كبرهان على مهارة مدرّبه، وعظمة مروّضه، ومجد

السيرك!

ها أنا اليوم مثلهم، دمية من الثلج، لكنها ما زالت تتقن فن

التحوّل إلى بومة فضولية حين يهبط الليل الكبير...

بحر التحدي
03-19-2011, 09:48 AM
الان للمرور والاطلاع وقراءة سريعة
ولكن أعدك برجوعي وقرائتي لهذه الرائعة حرف حرف
واشباع ذائقتي
مما كُتب هنا
وأتعلم من الابداع


تـقبلي شكري ياصاحبة القلب النقـــــــي

مها يوسف
03-19-2011, 05:14 PM
الان للمرور والاطلاع وقراءة سريعة
ولكن أعدك برجوعي وقرائتي لهذه الرائعة حرف حرف
واشباع ذائقتي
مما كُتب هنا
وأتعلم من الابداع


تـقبلي شكري ياصاحبة القلب النقـــــــي


الأخ العزيز والكاتب الراقي
بحر التحدي
شكرا لك على مرورك الكريم والرائع
اشكرك يا عزيزي على التشجيع
اتمنى ان تستمتع بالقصائد للكاتبة غادة السمان
دمت بخير مشكور


دمت بخير مشكور

ذكرى الغالي
01-02-2012, 01:41 PM
http://kll2.com/upfiles/yuH77071.gif (http://kll2.com/)

مها يوسف
01-06-2012, 02:46 PM
http://kll2.com/upfiles/yuh77071.gif (http://kll2.com/)




الغالية ذكرى الغالي
شكرا لك على مرورك الركريم
دمت بخير مشكورة

عاشقة الفردوس
11-30-2012, 03:03 AM
الاستاذة القديرة صاحبة الحس الادبي والشعري الغالية مها يوسف لقد اسعدني ما سردتيه عن حياة الشاعرة والكاتبة غادة السمان فهذا يعبر عن ذوقك العالي والرقيق والمشاعر المرهفة دمتي بخير غاليتي اسعدني مروري من هنا

ظلال
11-30-2012, 09:13 AM
رااائع ماوجدتة هنا
صفحة قيمة تستحق القراءة

شكرا لكِ اخت مها على مجهودك الرائع

وشكرا لكِ اخت عاشقة الفردوس على استخراجة لنا

قراءة سريعة ولي عودة بالتأكيد

مها يوسف
12-05-2012, 10:32 PM
الاستاذة القديرة صاحبة الحس الادبي والشعري الغالية مها يوسف لقد اسعدني ما سردتيه عن حياة الشاعرة والكاتبة غادة السمان فهذا يعبر عن ذوقك العالي والرقيق والمشاعر المرهفة دمتي بخير غاليتي اسعدني مروري من هنا



الاخت الكاتبة والشاعرة عاشقة الفردوس
شكرا لك على مرورك الطيب والراقي
بارك الله فيك
دمت بخير الف شكر

مها يوسف
12-05-2012, 10:33 PM
رااائع ماوجدتة هنا
صفحة قيمة تستحق القراءة

شكرا لكِ اخت مها على مجهودك الرائع

وشكرا لكِ اخت عاشقة الفردوس على استخراجة لنا

قراءة سريعة ولي عودة بالتأكيد

الاخت الشاعرة والكاتبة ظلال
شكرا لك على مرورك الطيب والجميل
بارك الله فيك
دمت بخير الف شكر