مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر العراقي الراحل محمد مهدي الجواهري
مها يوسف
03-21-2011, 07:22 PM
نبذة عن حياة الشاعر العراقي الراحل محمد مهدي الجواهري (http://www.hayah.cc/forum/t3899.html)
محمد مهدي (http://www.hayah.cc/forum/t3899.html)الجواهري
ولد الشاعر (http://www.hayah.cc/forum/t3899.html)محمد (http://www.hayah.cc/forum/t3899.html)مهدي (http://www.hayah.cc/forum/t3899.html)الجواهري (http://www.hayah.cc/forum/t3899.html)في النجف في السادس والعشرين من تموز عام
1899م ، والنجف مركز ديني وأدبي ، وللشعر فيها أسواق تتمثل في مجالسها ومحافلها ، وكان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف ، أراد لابنه الذي بدت عليه ميزات الذكاء والمقدرة على الحفظ أن يكون عالماً، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة.
- تحدّر من أسرة نجفية محافظة عريقة في العلم والأدب والشعر تُعرف بآل الجواهر ، نسبة إلى أحد أجداد الأسرة والذي يدعى الشيخ محمد (http://www.hayah.cc/forum/t3899.html)حسن صاحب الجواهر ، والذي ألّف كتاباً في الفقه واسم الكتاب "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام " . وكان لهذه الأسرة ، كما لباقي الأسر الكبيرة في النجف مجلس عامر بالأدب والأدباء يرتاده كبار الشخصيات الأدبية والعلمية .
- قرأ القرآن الكريم وهو في هذه السن المبكرة وتم له ذلك بين أقرباء والده وأصدقائه، ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة، فأخذ عن شيوخه النحو والصرف والبلاغة والفقه وما إلى ذلك مما هو معروف في منهج الدراسة آنذاك . وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان المتنبي ليبدأ الفتى بالحفظ طوال نهاره منتظراً ساعة الامتحان بفارغ الصبر ، وبعد أن ينجح في الامتحان يسمح له بالخروج فيحس انه خُلق من جديد ، وفي المساء يصاحب والده إلى مجالس الكبار .
- أظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر ، ونظم الشعر في سن مبكرة ، تأثراً ببيئته ، واستجابة لموهبة كامنة فيه .
مها يوسف
03-21-2011, 07:28 PM
كان قوي الذاكرة ، سريع الحفظ ، ويروى أنه في إحدى المرات وضعت أمامه ليرة ذهبية وطلب منه أن يبرهن عن مقدرته في الحفظ وتكون الليرة له. فغاب الفتى ثماني ساعات وحفظ قصيدة من (450) بيتاً واسمعها للحاضرين وقبض الليرة .
- كان أبوه يريده عالماً لا شاعراً ، لكن ميله للشعر غلب عليه . وفي سنة 1917، توفي والده وبعد أن انقضت أيام الحزن عاد الشاب إلى دروسه وأضاف إليها درس البيان والمنطق والفلسفة.. وقرأ كل شعر جديد سواء أكان عربياً أم مترجماً عن الغرب .
- وكان في أول حياته يرتدي العمامة لباس رجال الدين لأنه نشأ نشأةً دينيه محافظة ، واشترك بسب ذلك في ثورة العشرين عام 1920م ضد السلطات البريطانية وهو لابس العمامة ، ثم اشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما تُوج ملكاً على العراق وكان لا يزال يرتدي العمامة ، ثم ترك العمامة كما ترك الاشتغال في البلاط الفيصلي وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف إلى بغداد ، فأصدر مجموعة من الصحف منها جريدة ( الفرات ) وجريدة ( الانقلاب ) ثم جريدة ( الرأي العام ) وانتخب عدة مرات رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين .
- لم يبق من شعره الأول شيء يُذكر ، وأول قصيدة له كانت قد نشرت في شهر كانون الثاني عام 1921 ، وأخذ يوالي النشر بعدها في مختلف الجرائد والمجلات العراقية والعربية .
مها يوسف
03-21-2011, 07:34 PM
- نشر أول مجموعة له باسم " حلبة الأدب " عارض فيها عدداً من الشعراء القدامى والمعاصرين .
- سافر إلى إيران مرتين : المرة الأولى في عام 1924 ، والثانية في عام 1926 ، وكان قد أُخِذ بطبيعتها ، فنظم في ذلك عدة مقطوعات .
- ترك النجف عام 1927 ليُعَيَّن مدرّساً في المدارس الثانوية ، ولكنه فوجيء بتعيينه معلماً على الملاك الابتدائي في الكاظمية .
- أصدر في عام 1928 ديواناً أسماه " بين الشعور والعاطفة " نشر فيه ما استجد من شعره .
- استقال من البلاط سنة 1930 ، ليصدر جريدته (الفرات) ، وقد صدر منها عشرون عدداً ، ثم ألغت الحكومة امتيازها فآلمه ذلك كثيراً ، وحاول أن يعيد إصدارها ولكن بدون جدوى ، فبقي بدون عمل إلى أن عُيِّنَ معلماً في أواخر سنة 1931 في مدرسة المأمونية ، ثم نقل لإلى ديوان الوزارة رئيساً لديوان التحرير .
- في عام 1935 أصدر ديوانه الثاني بإسم " ديوان الجواهري (http://www.hayah.cc/forum/t3899.html)" .
مها يوسف
03-21-2011, 07:37 PM
في أواخر عام 1936 أصدر جريدة (الانقلاب) إثر الانقلاب العسكري الذي قاده بكر صدقي .وإذ أحس بانحراف الانقلاب عن أهدافه التي أعلن عنها بدأ يعارض سياسة الحكم فيما ينشر في هذه الجريدة ، فحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر وبإيقاف الجريدة عن الصدور شهراً .
- بعد سقوط حكومة الانقلاب غير اسم الجريدة إلى (الرأي العام) ، ولم يتح لها مواصلة الصدور ، فعطلت أكثر من مرة بسبب ما كان يكتب فيها من مقالات ناقدة للسياسات المتعاقبة .
- لما قامت حركة مارس 1941 أيّدها وبعد فشلها غادر العراق مع من غادر إلى إيران ، ثم عاد إلى العراق في العام نفسه ليستأنف إصدار جريدته (الرأي العام) .
- في عام 1944 شارك في مهرجان أبي العلاء المعري في دمشق .
- أصدر في عامي 1949 و 1950 الجزء الأول والثاني من ديوانه في طبعة جديدة ضم فيها قصائده التي نظمها في الأربعينيات والتي برز فيها شاعراً كبيراً .
- شارك في عام 1950 في المؤتمر الثقافي للجامعة العربية الذي عُقد في الاسكندرية .
- انتخب رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين ونقيباً للصحفيين
مها يوسف
03-21-2011, 07:40 PM
- واجه مضايقات مختلفة فغادر العراق عام 1961 إلى لبنان ومن هناك استقر في براغ ضيفاً على اتحاد الأدباء التشيكوسلوفاكيين .
- أقام في براغ سبع سنوات ، وصدر له فيها في عام 1965 ديوان جديد سمّاه " بريد الغربة " .
- عاد إلى العراق في عام 1968 وخصصت له حكومة الثورة راتباً تقاعدياً قدره 150 ديناراً في الشهر .
- في عام 1969 صدر له في بغداد ديوان "بريد العودة" .
- في عام 1971 أصدرت له وزارة الإعلام ديوان " أيها الأرق" .وفي العام نفسه رأس الوفد العراقي (http://www.hayah.cc/forum/t3899.html)الذي مثّل العراق في مؤتمر الأدباء العرب الثامن المنعقد في دمشق . وفي العام نفسه أصدرت له وزارة الإعلام ديوان " خلجات " .
- في عام 1973 رأس الوفد العراقي (http://www.hayah.cc/forum/t3899.html)إلى مؤتمر الأدباء التاسع الذي عقد في تونس .
- بلدان عديدة فتحت أبوابها للجواهري مثل مصر، المغرب، والأردن ، وهذا دليل على مدى الاحترام الذي حظي به ولكنه اختار دمشق واستقر فيها واطمأن إليها واستراح ونزل في ضيافة الرئيس الراحل (http://www.hayah.cc/forum/t3899.html)حافظ الأسد الذي بسط رعايته لكل الشعراء والأدباء والكتّاب
مها يوسف
03-21-2011, 07:44 PM
كرمه الرئيس الراحل (http://www.hayah.cc/forum/t3899.html)�حافظ الأسد � بمنحه أعلى وسام في البلاد ، وقصيدة الشاعر (http://www.hayah.cc/forum/t3899.html)الجواهري (http://www.hayah.cc/forum/t3899.html)(دمشق جبهة المجد � ذروة من الذرا الشعرية العالية .
- يتصف أسلوب الجواهري (http://www.hayah.cc/forum/t3899.html)بالصدق في التعبير والقوة في البيان والحرارة في الإحساس الملتحم بالصور الهادرة كالتيار في النفس ، ولكنه يبدو من خلال أفكاره متشائماً حزيناً من الحياة تغلف شعره مسحة من الكآبة والإحساس القاتم الحزين مع نفسية معقدة تنظر إلى كل أمر نظر الفيلسوف الناقد الذي لايرضيه شيء.
- وتوفي الجواهري (http://www.hayah.cc/forum/t3899.html)في السابع والعشرين من تموز 1997 ، ورحل بعد أن تمرد وتحدى ودخل معارك كبرى وخاض غمرتها واكتوى بنيرانها فكان بحق شاهد العصر الذي لم يجامل ولم يحاب أحداً .
- وقد ولد الجواهري (http://www.hayah.cc/forum/t3899.html)وتوفي في نفس الشهر، وكان الفارق يوماً واحداً مابين عيد ميلاده ووفاته. فقد ولد في السادس والعشرين من تموز عام 1899 وتوفي في السابع والعشرين من تموز 1997
نتابع مع اجمل قصائده
مها يوسف
03-21-2011, 09:15 PM
( ناجيت قبرك )
في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أَجِــدُ
أهذهِ صَخرةٌ أم هذهِ كَبِـــدُ
قدْ يقتلُ الحُزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُـدوا
عنه فكيفَ بمنْ أحبابُهُ فُقِــدوا
تَجري على رَسْلِها الدنيا ويَتْبَعُها
رأْيٌ بتعليـلِ مَجْراهـا ومُعْتَقَـدُ
أَعْيَا الفلاسفةَ الأحرارَ جَهْلُهمُ
ماذا يُخَبِّـي لهم في دَفَّتَيْـهِ غَـدُ
طالَ التَّمَحُّلُ واعتاصتْ حُلولُهمُ
ولا تَزالُ على ما كانتِ العُقَـدُ
ليتَ الحياةَ وليتَ الموتَ مَرْحَمَـة ٌ
فلا الشبابُ ابنُ عشرينٍ ولا لَبدُ
ولا الفتاةُ بريعانِ الصِّبا قُصِفَـتْ
ولا العجوزُ على الكَـفَّيْنِ تَعْتَمِـدُ
وليتَ أنَّ النسورَ اسْتُنْزِفَتْ نَصَفَاً
أعمارُهُنَّ ولم يُخْصَصْ بها أحـدُ
حُيِّيتِ (أمَّ فُـرَاتٍ) إنَّ والـدةًً
بمثلِ ما انجبتْ تُـكْنى بما تَـلِـدُ
تحيَّةً لم أجِدْ من بـثِّ لاعِجِهَـا
بُدَّاً, وإنْ قامَ سَـدّاً بيننا اللَّحـدُ
بالرُوحِ رُدَّي عليها إنّها صِلَـةٌ
بينَ المحِبينَ ماذا ينفعُ الجَـســدُ
عَزَّتْ دموعيَ لو لمْ تبعثي شَجناً
رَجعتُ منهُ لحرَّ الدمعِ أَبْـتَــرِدُ
خلعتُ ثوبَ اصطبارٍ كانَ يستُرُنـي
وبانَ كَذِبُ ادَّعائي أنني جَلِـدُ
بَكَيْتُ حتى بكا مَنْ ليسَ يعرفُني
ونُحْتُ حتىَّ حكاني طائرٌ غَــرِدُ
كما تَفجَّر عيناً ثـرةًً حَجَـــرُ
قاسٍ تفجَّرَ دمعاً قلبيَ الصَّلِــدُ
إنَّا إلى اللهِ! قولٌ يَستريحُ بــهِ
ويَستوي فيهِ مَن دانوا ومَن جَحَدُوا
مُدي إليَّ يَداً تـُمْدَدْ إليكِ يَـدُ
لا بُدَّ في العيشِ أو في الموتِ نَتَّحِـدُ
كُنَّا كشِقَّيْنِ وافى واحِـدا ً قَـدَرٌ
وأمرُ ثانيهما مِن أمـرهِ صَـدَدُ
ناجيتُ قَبْرَكِ أستوحـي غياهِبَـهُ
عنْ حالِ ضَيْفٍ عليه مُعْجَلاً يَفِـدُ
وردَّدَتْ قَفْرَة ٌ في القلب ِ قاحِـلة ٌ
صَدى الذي يَبتغي وِرْدَاً فلا يَجِـدُ
ولفَّني شَبَـحٌ ما كانَ أشبهَــهُ
بِجَعْدِ شَـعْرِكِ حولَ الوجهِ يَنْعَـقِدُ
ألقيتُ رأسـيَ في طَّياتِـهِ فَزِعَـاً
نَظِير صُنْعيَ إذ آسى وأُفْتَــأدُ
أيّامَ إنْ ضاقَ صدري أستريحُ إلـى
صَدْرٍ هو الدهـرُ ما وفّى وما يَعِدُ
لا يُوحِشُ اللهُ رَبْعَاً تَـنْزِليـنَ بـهِ
أظُنُّ قبرَكِ رَوْضَاً نورُهُ يَقِــدُ
وأنَّ رَوْحَـكِ رُوحٌ تأنَسِينَ بهـا
إذا تململَ مَيْتٌ رُوحُهُ نَـكَــدُ
كُنَّا كنَبْتَـةِ رَيْحَـانٍ تَخَطَّمَهـا
صِرٌّ فأوراقُـها مَنْزُوعَة ٌ بَــدَدُ
غَطَّى جناحاكِ أطفالي فكُنْتِ لَهُـمْ
ثَغْرَاً إذا استيقظوا , عَيْنَاً إذا رَقَدوا
شَتَّى حقوقٍ لها ضاقَ الوفاءُ بها
فهل يكـونُ وفـاءً أنّـني كَمِـدُ
لم يَلْقَ في قلبِها غِلٌّ ولا دَنَـسٌ
لهُ مَحلاً ، ولا خُبْـثٌ ولا حَسَـدُ
ولم تَكُنْ ضرَّةً غَيْرَى لجارتِـها
تُلوى لخيـرٍ يُواتيها وتُضْطَهَـدُ
ولا تَذِلُّ لِخَطْبٍ حُـمَّ نازِلُـهُ
ولا يُصَعِّـرُ منها المـالُ والوَلَـدُ
قالوا أتى البرقُ عَجلاناً فقلتُ لهـمْ
واللهِ لو كانَ خيرٌ أبْطَـأَتْ بُـرُدُ
ضاقتْ مرابِعُ لُبنان بما رَحُبَـتْ
عليَّ والتفَّتِ الآكامُ والنُجُــدُ
تلكَ التي رَقَصَتْ للعينِ بَهْجَتُـها
أيامَ كُنّـا وكانتْ عِيشَةٌ رَغَـــدُ
سوداءُ تَنْفُخُ عن ذكرى تُحَرِّقُـني
حتَّـى كأنّي على رَيْعَانِهَا حَــرِدُ
واللهِ لم يَحْلُ لي مَغْـدَىً ومُنْتَقَلٌ
لما نُـعِيتِ ولا شخصٌ ولا بَلَـدُ
أين المَفَـرُّ وما فيها يُطَارِدُنـي
والذكرياتُ ، طَرِيَّاً عُودُها، جُـدُدُ
أألظـلالُ التي كانَـتْ تُفَيِّئُنَـا
أمِ الهِضَابُ أمِ الماءُ الذي نَــرِدُ
أمْ أنتِ ماثِلَة ٌ؟ مِن ثَمَّ مُطَّـرَحٌ
لنا ومِنْ ثَـمَّ مُرْتَاحٌ ومُتَّـسَـدُ
سُرْعَانَ ما حالَتِ الرؤيا وما اختلفتْ
رُؤَىً , ولا طالَ- إلا ساعة ً- أَمَـدُ
مَرَرْتُ بالحَوْر ِ والأعراسُ تملأهُ
وعُدْتُ وهو كمَثْوَى الجانِّ ِ يَرْتَـعِدُ
مُنَىً - وأتْعِسْ بها- أن لا يكونَ على
توديعِهَا وهي في تابوتِـها رَصَدُ
لعلنِي قَـارِئٌ في حُـرِّ صَفْحَتِهَا
أيَّ العواطِفِ والأهـواءِ تَحْتَشِدُ
وسَامِعٌ لَفْظَـةً منها تُقَرِّظُـني
أمْ أنَّهَا - ومعـاذَ اللهِ - تَنْتَقِـدُ
ولاقِطٌ نَظْرَةً عَجْلَى يكـونُ بها
لي في الحَيَاةِ وما أَلْقَى بِهَا ، سَنَـدُ
مها يوسف
03-22-2011, 07:43 AM
قصيدة طرطرا السياسية النقدية الساخرة من القصائد المشهورة للشاعر المرحوم محمد مهدي الجواهري اللتي تحاكي حالةالنفاق والتهلهل السياسي في الواقع العربي
أي دبدبي تدبدبي أنا علي المغربي
أي طراطرا تطرطري تقدمي تأخري
تشيعي ، تسنني ، تهودي ، تنصري
تكردي ،تعربي ،تهاتري بالعنصرِ
تعممي تبرنطي ،تعقلي تسدري
كوني - إذا رمت العلا - من قُبُلٍ أو دُبُرِ
صالحة كصالح عامرة كالعمري
وأنت إن لم تجدي أبا حميد الأثر
ومفخرا من الجدود طيب المنحدر
ولم تري في النفس ما يغنيك أن تفتخري
شأن عصام قد كفته النفس شر مفخر
طوفي على الأعراب من بادٍ ومن محتضر
والتمسي منهم جدودا جددا وزوري
تزيدي تزبدي تعنـزي تشمري
تقلبي تقلب الدهر بشتى العبر
تصرفي كما تشائين ولا تعتذري
أي طرطرا إن كان شعب جاع أو خلق عري
أو أجمع الست الملايين على التذمر
أو كحم النساء حكم الغاصب المقتدر
أو صاح نهبا بالبلاد بائع ومشتري
أو نفذ المرسوم في محابر واسطر
أو أخذ البريء بالمجرم أخذ طرطر
أو دفع العراق للذل أو التدهور
فاحتكمي تحكمي وتحمدي وتؤجري
أي طرطرا تطرطري وهللي وكبري
وطبلي لكل ما يخزي الفتى وزمري
وسبحي بحمد مأفون وشكر أبتر
أعطي سمات فارع شمردل لبحتر
واغتصبي لضفدع سمات ليث قسور
وعطري قاذورة وبالمديح بخري
وصيري من جُعَل حديقة من زهر
وشبهي الظلام ظلما بالصباح المسفر
وألبسي الغبي والأحمق ثوب عبقر
وأفرغي على المخانيث دروع عنتر
إن قيل إن مجدهم مزيف فأنكري
أو قيل إن بطشهم من بطشة المستعمر
وإن هذا المستعير صولة الغضنفر
أهون من ذبابة في مستحم قذر
فهي تطير حرة جناحها لم يعر
أي طرطراً سيري نهجهم والأثر
واستقبلي يومك من يومهم واستدبري
وأجمعي أمرك من أمرهم تستكثري
كوني بغاثا واسلمي بالنفس ثم استنسري
أي طرطرا لا تنكري ذنبا ولا تستغفري
ولا تغطي سوءة بانت ولا تتزري
ولا تغضي الطرف عن فرط الحيا والخفر
كوني على شاكلة من أمرهم تؤمري
أي طرطرا كوني على تاريخك المحتقر
أحرص من صاحبة النحيين إن تذكري
طولي على كسرى ولا تعني بتاج قيصر
كوني على ما فيك من مساوئ لم تحصر
كوني على الأضداد في تكوينك المبعثر
شامخة شموخ قرن الثور بين البقر
أي طرطرا أقسم بالسويكة المشهر
والخرز المعقود في البطن فويق المشعر
بوجهك المعتكر وثغرك المنور
وعينك الحمراء ترمي حاسدا بالشرر
وصنوك الثور يثار غيظه بالأحمر
أقسم بالكافور لا أقصد شتم العنبر
لأنت فوق البشر فوق القضا والقدر
أي طرطرا يالك من قبرة بمعمر
خلا لك الجو وقد طاب فبيضي واصفري
ونقري من بعدهم ما شئت أن تنقري
قد غفل الصياد في لندن عنك فابشري
على هامش القصيدة
بعض شرح المفردات
تعممي = ضعي العمامة .
تبرنطي = ضعي برنيطة أي قبعة أوروبية
تعقلي = ضعي عقالا
تسدري = ضعي سدارة وهي غطاء للرأس يعتقد إنه هندي
تزبدي = كوني من قبيلة زبيد
أبتر = الخبيث من الحيات .
الشمردل = الطويل .
البحتر = القصير
استنسري = كوني نسرا
صنوك = مثيلك وشبيهك
السويكة / صاحبة النحيين = لم أتوصل الى معناهما .
مها يوسف
03-22-2011, 07:47 AM
الجواهري
القصيدة (في هجاء بوش الأب)
بم انتهى؟ وعلى من راح ينتصر
غول تصبغ منه الناب والظفر
بم انتهى؟ أبأن راحت تطارده
وسوف تدركه ، الأشباح والصور
تمدد الشوط من عمرى ليبصرنى
ما ينكر السمع، لو لم يشهد البصر
تزعم النصر غول لم يجىء خطرا
على البرية غول مثله خطر
الى يمينا بانجيل يشرعه
ألا يبقى على شىء ولا يذر
ولم يبق على شعب ، وينتصر
ولم يصابر على فرد ويندحر
نصر على من .. على بيت وربته
وصبية وعجوز هده الكبر
على الزروع؟ فلا ماء ولا شجر
على الضروع؟ فلا بس ولا ذرر
على الرضيع؟ فلا ثدى يلوذ به
ويوم أيعاد بوش يوم يحتضر
على القرى آمنات؟ أنس وحشتها
ما يسقط النور أو ما يطلع القمر؟
على الحضارة؟ ما انفكت تصب فيها
شتى الحضارات تستبقى وتختمر؟
يا مدع النصر زورا عن هزيمته
لايبدل الليل أن يستصنع القمر
بشرى العروبة !! ما فى الرافدين جنى
يقى الجياع، فلا أنثى ولا ذكر
مها يوسف
03-22-2011, 07:49 AM
القصيدة (تنويمة الجياع)
الجواهري
نامي جياعَ الشَّعْـبِ نامي...... حَرَسَتْكِ آلِهـة ُالطَّعـامِ
نامي فـإنْ لم تشبَعِـي...... مِنْ يَقْظـةٍ فمِنَ المنـامِ
نامي على زُبَدِ الوعـود...... يُدَافُ في عَسَل ِ الكلامِ
نامي تَزُرْكِ عرائسُ الأحلامِ...... فـي جُـنْحِ......الظـلامِ
تَتَنَوَّري قُـرْصَ الرغيـفِ...... كَـدَوْرةِ البدرِ التمـامِ
وَتَرَيْ زرائِبَكِ الفِسـاحَ............مُبَلَّطَـاتٍ بالرُّخَــامِ
نامي تَصِحّي! نِعْمَ نَـوْمُ............المرءِ في الكُـرَبِ الجِسَامِ
نامي على حُمَةِ القَـنَـا............نامي على حَـدِّ الحُسَـام
نامي إلى يَــوْمِ النشورِ............ويـومَ يُـؤْذََنُ بالقِيَـامِ
نامـي على المستنقعـاتِ............تَمُوجُ باللُّجَج ِ الطَّوامِي
زَخَّارة ً بـشذا الأقَـاحِ...... يَمدُّهُ نَفْـحُ الخُـزَامِ
نامي على نَغَمِ البَعُوضِ...... كـأنَّـهُ سَجْعُ الحَمَامِ
نامي على هذي الطبيعةِِ...... لم تُحَـلَّ بـه "ميامي "
نامي فقد أضفى "العَرَاءُ"...... عليكِ أثوابَ الغـرامِ
نامي على حُلُمِ الحواصدِ...... عـاريـاتٍ للحِـزَامِ
متراقِصَـاتٍ والسِّيَـاط ُ...... تَجِـدُّ عَزْفَـاً بارْتِزَامِ
وتغازلـي والنَّاعِمَـات...... الزاحفاتِ من الهـوامِ
نامي على مَهْدِ الأذى...... وتوسَّدِي خَـدَّ الرَّغَامِ
واستفرِشِي صُمَّ الحَصَى............وَتَلَحَّفي ظُلَـلَ الغَمَامِ
نامي فقـد أنـهى " مُجِيـعُ الشَّعْـبِ " أيَّـامَ الصِّيَـامِ
نامي فقـد غنَّـى " إلـهُ الحَـرْبِ" ألْـحَانَ السَّـلامِ
نامي جِيَاعَ الشَّعْبِ نامي...... الفَجْـرُ آذَنَ بانْصِرامِ
والشمسُ لنْ تُؤذيكِ بَعْدُ...... بما تَوَهَّـج من ضِـرَامِ
والنورُ لَنْ "يُعْمِي!" جُفوناً............قد جُبِلْنَ على الظلامِ
نامي كعهدِكِ بالكَرَى............ وبلُطْفِهِ من عَهْدِ "حَامِ"
نامي.. غَدٌ يسقيكِ من عَسَـلٍ وخَمْـرٍ ألْفَ جَـامِ
أجرَ الذليلِ وبردَ أفئدةٍ............ إلى العليـا ظَـوَامِي
نامي وسيري في منامِكِ............ما استطعتِ إلى الأمامِ
نامي على تلك العِظَاتِ............الغُرِّ من ذاك الإمامِ
يُوصِيكِ أن لا تطعمي............من مالِ رَبِّكِ في حُطَامِ
يُوصِيكِ أنْ تَدَعي المباهِـجَ...... واللذائـذَ لِلئـامِ
وتُعَوِّضِي عن كلِّ ذلكَ...... بالسجـودِ وبالقيـامِ
نامي على الخُطَبِ الطِّوَالِ...... من......الغطارفةِ العِظَامِ
نامي يُسَاقَطْ رِزْقُكِ الموعـودُ......فوقَـكِ بانتظـامِ
نامي على تلكَ المباهجِ...... لم تَدَعْ سَهْمَاً لِرَامِي
لم تُبْقِ من "نُقلٍ" يسرُّكِ...... لم تَجِئْهُ .. ومن إدَامِ
بَنَتِ البيوتَ وَفَجَّرَتْ...... جُرْدَ الصحارى والموامي
نامي تَطُفْ حُورُ الجِنَانِ............عليـكِ منها بالمُدَامِ
نامي على البَرَصِ المُبَيَّضِ...... من سوادِكِ والجُـذَامِ
نامي فكَفُّ اللهِ تغسـلُ...... عنكِ أدرانَ السَّقَـامِ
نامي فحِـرْزُ المؤمنينَ...... يَذُبُّ عنكِ على الدَّوَامِ
نامي فما الدُّنيا سوى "جسرٍ!" على......نَكَـدٍ مُقَـامِ
نامي ولا تتجادلـي............القولُ ما قالتْ "حَذَامِ"
نامي على المجدِ القديـمِ............وفوقَ كومٍ من عِظَامِ
تيهي بأشباهِ العصامِيّينَ!............منكِ على "عِصَـامِ"
الرافعينَ الهَامَ من جُثَثٍ............فََرَشْـتِ لَهُمْ وهَامِ
والواحمينَ ومن دمائِكِ...... يرتوي شَرَهُ الوِحَامِ
نامي فنومُكِ خَيْرُ ما...... حَمَلَ المُؤَرِّخُ من وِسَامِ
نامي جياعَ الشعبِ نامي...... بُرِّئْتِ من عَيْبٍ وذَامِ
نامي فإنَّ الوحدةَ العصماءَ...... تطلُـبُ أنْ تنـامي
نامي جِيَاعَ الشَّعْبِ نامي...... النومُ مِـن نِعَمِ السلام
تتوحَّدُ الأحزابُ فيـه...... ويُتَّقَى خَطَرُ الصِـدامِ
تَهْدَا الجموعُ بهِ وتَستغني...... الصُّفوفُ عَنِ انقسـامِ
إنَّ الحماقـةَ أنْ تَشُقِّـي...... بالنُهوضِ عصا الوئـامِ
والطَّيْشُ أن لا تَلْـجَئِي...... مِن حاكِمِيكِ إلى احتكامِ
النفسُ كالفَرَسِ الجَمُوحِ............وعَقْلُها مثلُ اللجـامِ
نامي فإنَّ صلاحَ أمرٍ...... فاسـدٍ في أن تنـامي
والعُرْوَةُ الوثقى إذا استيقَظْـتِ تُـؤذِنُ بانفصـام
نامي وإلا فالصُّفوفُ............تَؤُول منكِ إلى انقِسـامِ
نامي فنومُكِ فِتْنَـة ٌ...... إيقاظُها شـرُّ الأثامِ
هل غيرُ أنْ تَتَيَقَّظِـي...... فتُعَاوِدِي كَرَّ الخِصـامِ
نامي جياعَ الشعبِ نامي............لا تقطعي رِزْقَ الأنامِ
لا تقطعي رزقَ المُتَاجِرِ ،............والمُهَنْدِسِ ، والمُحَـامِي
نامي تُرِيحِي الحاكمينَ...... من اشتباكٍ والتحَـامِ
نامي تُوَقَّ بكِ الصَّحَافَةُ...... من شُكُـوكٍ واتِّهَـامِ
يَحْمَدْ لكِ القانـونُ صُنْعَ مُطَـاوِعٍ سَلِـسِ الخُطَامِ
خَلِّ "الهُمَامَ!" بنومِكِ...... يَتَّقِي شَـرَّ الهُمَـامِ
وتَجَنَّبِي الشُّبُهَـاتِ في وَعْـيٍ سَيُوصَـمُ باجْتِـرَامِ
نامي فجِلْدُكِ لا يُطِيقُ...... إذا صَحَا وَقْعَ السِّهَامِ
نامي وخَلِّي الناهضينَ...... لوحدِهِمْ هَدَفَ الرَّوَامِي
نامي وخَلِّي اللائمينَ...... فما يُضِيرُكِ أن تُلامِي!
نامي فجدرانُ السُّجُونِ...... تَعِـجُّ بالموتِ الزُّؤَامِ
ولأنتِ أحوجُ بعدَ أتعـابِ الرُّضُـوخِ إلى جِمَـامِ
نامي يُـرَحْ بمنامِـكِ "الزُّعَمَـاءُ!" من داءِ عُقَـام
نامي فحقُّكِ لن يَضِيعَ...... ولستِ غُفْلاً كالسَّوَامِ
إن "الرُّعَاةَ!" الساهرينَ...... سيمنعونَكِ أنْ تُضَامِي
نامي على جَـوْرٍ كما...... حُمِلَ الرَّضِيعُ على الفِطَامِ
وَقَعي على البلوى كما...... وَقَعَ "الحُسامُ!" على الحُسامِ
نامي علـى جَيْـشٍ مِنَ الآلامِ محتشـدٍ لُهَـامِ
أعطي القيادةَ للقضاءِ...... وحَكِّمِيـهِ في الزِّمَـامِ
واستسلمي للحادثاتِ...... المشفقـاتِ على النِّيَـامِ
إنَّ التيقظَ - لو علمتِ-...... طليعـةُ المـوتِ الزؤامِ
والوَعْيُ سَيْفٌ يُبْتَلَى...... يومَ التَّقَـارُعِ بانْثِلامِ
نامي شَذَاةَ الطُّهْرِ نامي............يا دُرَّةً بيـنَ الرُّكَـامِ
يا نبتةَ البلـوى ويا...... ورداً ترعرعَ في اهتضامِ
يا حُرَّةً لم تَـدْرِ ما...... معنى اضطغانٍ......وانتقامِ!
يا شُعْلَةَ النُّـورِ التي............تُعْشِي العُيُونَ بلا اضطرامِ!
سُبحانَ رَبِّكِ صُورةً............تزهو على الصُّوَرِ الوِسَامِ
إذْ تَخْتَفِينَ بلا اهتمامٍ...... أو تُسْفِرينَ بلا لِثَـامِ
إذْ تَحْمِلِينَ الشـرَّ صابـرةً مِنَ الهُـوجِ الطَّغـامِ
بُوركْتِ من "شَفْعٍ " فإنْ...... نزلَ البلاءُ فمن "تُؤَامِ"
كم تصمُدِينَ على العِتَابِ...... وتَسْخَرينَ مـن الملامِ!
سُبحانَ ربِّكِ صورةً...... هي والخطوبُ على انسجامِ
نامي جياعَ الشعبِ نامي...... النومُ أَرْعَى للذِّمَامِ
والنومُ أَدْعَى للنُزُولِ............على السَّكِينَةِ والنِّظَامِ
نامي فإنَّكِ في الشَّدائدِ............تَخْلُصِينَ من الزِّحَامِ
نامي جياعَ الشَّعْبِ لا...... تُعْنَيْ بِسَقْطٍ من كلامي
نامي فما كانَ القَصِيدُ...... سوى خُرَيْزٍ في نظامِ
نامي فقد حُبَّ العَمَاءُ...... عَنِ المساوىء والتَّعَامِي
نامي فبئسَ مَطَامِـعُ الواعِيـنَ! من سَيْـفٍ كَهَـامِ
نامي: إليـكِ تحيّتِي...... وعليكِ، نائمةً سـلامي
نامي جياعَ الشَّعْبِ نامي...... حَرَسَتْكِ آلهةُ الطعامِ
مها يوسف
03-22-2011, 07:51 AM
القصيدة (فِدَاءٌ لمثواكَ )
الجواهري
فِدَاءٌ لمثواكَ من مَضْــجَعِ...... تَنَـوَّرَ بالأبلَـجِ الأروَعِ
بأعبقَ من نَفحاتِ الجِنـانِ...... رَوْحَاً ومن مِسْكِها أَضْـوَعِ
وَرَعْيَاً ليومِكَ يومِ "الطُّفوف"...... وسَقْيَاً لأرضِكَ مِن مَصْـرَعِ
وحُزْناً عليكَ بِحَبْسِ النفوس...... على نَهْجِكَ النَّيِّـرِ المَهْيَـعِ
وصَوْنَاً لمجدِكَ مِنْ أَنْ يُذَال...... بما أنتَ تأبـاهُ مِنْ مُبْـدَعِ
فيا أيُّها الوِتْرُ في الخالدِينَ...... فَـذَّاً ، إلى الآنَ لم يُشْفَـعِ
ويا عِظَةَ......الطامحينَ......العِظامِ...... للاهينَ عن غَـدِهِمْ قُنَّـعِ
تعاليتَ من مُفْزِعٍ للحُتوفِ...... وبُـورِكَ قبـرُكَ من مَفْـزَعِ
تلوذُ الدُّهورُ......فَمِنْ......سُجَّدٍ...... على جانبيـه ومـن رُكَّـعِ
شَمَمْتُ ثراكَ فَهَبَّ النسيمُ...... نسيـمُ الكرامـةِ من بَلْقَـعِ
وعَفَّرْتُ خَدِّي بحيثُ استراحَ...... خَـدٌّ تَفَرَّى ولم يَضْـرعِ
وحيثُ سنابِكُ خيلِ الطُّغَاةِ...... جالتْ عليـهِ ولم يَخْشَـعِ
وَخِلْتُ وقد طارتِ الذكرياتُ............بِروحي إلى عالـمٍ أرْفَـعِ
وطُفْتُ بقبرِكَ طَوْفَ الخَيَالِ............بصومعـةِ المُلْهِـمِ المُبْـدِعِ
كأنَّ يداً من وراءِ الضريحِ...... حمراءَ......" مَبْتُـورَةَ الإصْبَـعِ"
تَمُدُّ إلى عالـمٍ بالخُنـوعِ............والضَّيْـمِ ذي شَرَقٍ مُتْـرَعِ
تَخَبَّطَ في غابـةٍ أطْبَقَـتْ...... على مُذْئِبٍ منـه أو مُسْبِـعِ
لِتُبْدِلَ منهُ جديـبَ الضميرِ...... بآخَـرَ مُعْشَوْشِـبٍ مُمْـرِعِ
وتدفعَ هذي النفوسَ الصغارَ...... خوفـاً إلى حَـرَمٍ أَمْنَـعِ
تعاليتَ من صاعِقٍ......يلتظي...... فَإنْ تَـدْجُ داجِيَـةٌ يَلْمَـعِ
تأرّمُ حِقداً على الصاعقاتِ...... لم تُنْءِ ضَيْـراً ولم تَنْفَـعِ
ولم تَبْذُرِ الحَبَّ إثرَ الهشيمِ............وقـد حَرَّقَتْـهُ ولم تَـزْرَعِ
ولم تُخْلِ أبراجَها في السماء............ولم تأتِ أرضـاً ولم تُدْقِـعِ
ولم تَقْطَعِ الشَّرَّ من جِذْمِـهِ............وغِـلَّ الضمائـرِ لم تَنْـزعِ
ولم تَصْدِمِ الناسَ فيما هُـمُ............عليهِ مِنَ الخُلُـقِ الأوْضَـعِ
تعاليتَ من "فَلَـكٍ" قُطْـرُهُ............يَدُورُ على المِحْـوَرِ الأوْسَـعِ
فيابنَ البتـولِ وحَسْبِي بِهَا...... ضَمَاناً على كُلِّ ما أَدَّعِـي
ويابنَ التي لم......يَضَعْ مِثْلُها...... كمِثْلِكِ حَمْـلاً ولم تُرْضِـعِ
ويابنَ البَطِيـنِ بلا بِطْنَـةٍ............ويابنَ الفتى الحاسـرِ الأنْـزَعِ
ويا غُصْنَ "هاشِـمَ" لم يَنْفَتِحْ............بأزْهَـرَ منـكَ ولم يُفْـرِعِ
ويا واصِلاً من نشيدِ الخُلود............خِتَـامَ القصيـدةِ بالمَطْلَـعِ
يَسِيرُ الوَرَى بركابِ الزمانِ............مِنْ مستقيـمٍ ومن أظْلَـعِ
وأنتَ تُسَيِّرُ رَكْبَ الخلـودِ............مـا تَسْتَجِـدّ لـهُ يَتْبَـعِ
تَمَثَّلْتُ يومَكَ في خاطـرِي...... ورَدَّدْتُ صوتَكَ في مَسْمَعِـي
وَمَحَّصْتُ أمْرَكَ لم أرْتَهِـبْ...... بِنَقْلِ " الرُّوَاةِ " ولم أُُخْـدَعِ
وقُلْتُ: لعـلَّ دَوِيَّ السنين...... بأصـداءِ حادثِـكَ المُفْجِـعِ
وَمَا رَتَّلَ المُخْلِصُونَ الدُّعَاةُ...... من " مُرْسِلِينَ " ومنْ "سُجَّـعِ"
ومِنْ "ناثراتٍ" عليكَ المساءَ...... والصُّبْحَ بالشَّعْـرِ والأدْمُـعِ
لعلَّ السياسةَ فيما جَنَـتْ...... على لاصِـقٍ بِكَ أو مُدَّعِـي
وتشريدَهَا......كُلَّ مَنْ......يَدَّلِي...... بِحَبْلٍ لأهْلِيـكَ أو مَقْطَـعِ
لعلَّ لِذاكَ و"كَوْنِ" الشَّجِيّ...... وَلُوعَاً بكُـلِّ شَـجٍ مُوْلـعِ
يداً في اصطباغِ حديثِ الحُسَيْن...... بلونٍ أُُرِيـدَ لَـهُ مُمْتِـعِ
وكانتْ وَلَمّا تَزَلْ بَـــرْزَةً............يدُ الواثِـقِ المُلْجَأ الألمعـي
صَناعَاً متى ما......تُرِدْ......خُطَّةً...... وكيفَ ومهما تُـرِدْ تَصْنَـعِ
ولما أَزَحْتُ......طِلاءَ القُرُونِ............وسِتْرَ الخِدَاعِ عَنِ المخْـدَعِ
أريدُ "الحقيقةَ" في ذاتِهَـا............بغيرِ الطبيعـةِ لم ُطْبَـعِ
وجَدْتُكَ في صورةٍ لـم أُرَعْ............بأعظـمَ منهـا ولا أرْوَعِ
وماذا! أأرْوَعُ مِنْ أنْ يَكُون............لَحْمُكَ وَقْفَاً على المِبْضَـعِ
وأنْ تَتَّقِي - دونَ ما تَرْتَئـِي-............ضميرَكَ بالأَسَـلِ الشُّـرَّعِ
وأن تُطْعِمَ الموتَ خيرَ البنينَ............مِنَ "الأَكْهَلِيـنَ" إلى الرُّضَّـعِ
وخيرَ بني "الأمِّ" مِن هاشِمٍ............وخيرَ بني " الأب " مِنْ تُبَّـعِ
وخيرَ الصِّحابِ بخيرِ الصُّدورِ............كانـوا وقـاءكُ ، والأذْرعِ
وقَدَّسْتُ ذِكراكَ لم انتحِـلْ............ثِيَـابَ التُّقَـاةِ ولم أَدَّعِ
تَقَحَّمْتَ صَدْرِي ورَيْبُ الشُّكُوكِ...... يِضِـجُّ بِجُدْرَانِـهِ الأَرْبَـعِ
وَرَانَ سَحَابٌ صَفِيقُ الحِجَاب............عَلَيَّ مِنَ القَلَـقِ المُفْـزِعِ
وَهَبَّتْ رِياحٌ من الطَّيِّبَـاتِ............و" الطَّيِّبِيـنَ " ولم يُقْشَـعِ
إذا ما تَزَحْزَحَ عَنْ مَوْضِعٍ............تَأَبَّى وعـادَ إلى مَوْضِـعِ
وجَازَ بِيَ الشَّـكُّ فيما مَعَ............" الجدودِ " إلى الشَّكِّ فيما معي
إلى أن أَقَمْتُ عَلَيْهِ الدَّلِيـلَ...... مِنْ " مبدأٍ " بِدَمٍ مُشْبَـعِ
فأسْلَمَ طَوْعَا ً إليكَ القِيَـادَ............وَأَعْطَاكَ إذْعَانَـةَ المُهْطِـعِ
فَنَوَّرْتَ ما اظْلَمَّ مِنْ فِكْرَتِي............وقَوَّمْتَ ما اعْوَجَّ من أضْلُعِـي
وآمَنْتُ إيمانَ مَنْ لا يَـرَى...... سِوَى العَقْل في الشَّكِّ مِنْ مَرْجَعِ
بأنَّ (الإباءَ) ووحيَ السَّمَاءِ............وفَيْضَ النُّبُوَّةِ ، مِـنْ مَنْبَـعِ
تَجَمَّعُ في (جوهرٍ) خالِصٍ............ تَنَزَّهَ عن ( عَرَضِ ) المَطْمَـعِ
مها يوسف
03-22-2011, 07:52 AM
قصيدة (الدم يتكلم )
الجواهري
أتمنى على الزملاء قراءتها لروعتها
قبل أن تبكي النبوغ المضاعا
سُبَّ من جرَّ هذه الأوضاعا
سُبَّ من شاء أن تموت وأمثا لك
هّماً وأن تروحوا ضَياعا
سُبَّ من شاء أن تعيش فلولُ
حيث اهلُ البلاد تقضي جياعا
دواني إن بين جنبي قلباً
يشتكي طول دهره أوجاعا
ليت أني مع السوائم في الأرض
شرودٌ يرعى القتاد آنتجاعا
لا ترى عيني الديار و تسمعُ
أذني ما لا تُطيق آستماعا
بعد(عشر) مشت بطاءً ثقالا
مثلما عاكست رياح شراعا
عرفتنا الآلامَ لوناً فلوناً
وأرتنا المماتَ ساعا فساعا
اختبرنا إنا أسأنا آختباراً
وآقتنعنا إنا أسأنا آقتناعا
وندمنا فهل نكفرُ عَّما
قد جنينا آجتراحة ً وآبتداعا
لو سألنا تلك الدماءَ لقالت
وهي تغلي حماسة ً واندفاعا
والليالي كلحاءَ لا نجمَ فيها
وتمرُّ الأيام سُوداً سِراعا
ليتكمْ طرتمُ شعاعاً جزاءً
عن نُفوس أطرتموها شعاعا
بلاماني جذابة ً قدتُموها
للمنّيات فانجذبن آنصياعا
وآدعيتم مستقبلا لو رأته
هكذا لم تُضع عليه صُواعا
ألهذا هَرقْتُموني وأضحى
ألف عرض وألف مُلك مُشاعا
أفوحدي كنتُ الشجاعة َ فيكم
أوَلا تمِلكون بعدُ شُجاعا
كلٌّ هذا المتاع َ بخساً ليأبى
الله أن تفصدوا عليه ذراعا
قلْ لمن سِلتُ قانيا تحت رجليهِ
وأقطعته القُرى والضّياعا
خبروني بأن عيشة قومي
لا تساوي حذاءك اللمٌاعا
مها يوسف
03-22-2011, 07:54 AM
وللجواهري مواقف سياسية ووطنيّة، حيث ألقى قصيدته «أخي جعفر» عند إعدام أخيه من قِبل النظام الملكي، جاء فيها:
أتعلم أم أنت لا تعلم ......... بان جراح الضحايا فمُ
فم ليس كالمدعي قولةً ......... وليس كآخر يسترحم
يصيح على المدقعين الجياع ......... اريقوا دماءكم تُطعموا
ويهتف بالنفر المهطعين ........... أهينوا لئامكم تُكرموا
أتعلم أن جراح الشهيد ...... تظل عن الثأر تستفهم
أتعلم أن جراح الشهيد ........ من الجوع تهظم ما تًلهم
تمص دماً ثم تبغي دماً ........... وتبقى تلح وتستطعم
فقل للمقيم على ذلة ....... هجيناً يسخّرُ أو يُلجم
تقحّمْ . لُعِنت ، أزيزَ الرصاص ........... وجرب من الحظ ما يُقسم
وخضها كما خاضها الأسبقون ....... وثّنِّ بما افتتح الأقدم
فإما إلى حيث تبدو الحياة ..... لعينيك مكرُمة تُغنَم
وإما إلى جدث لم يكن ......... ليفضله بيتُك المظلم
تقحّم ، لعنت ، فما ترتجي ...... من العيش عن وِرده تحرم
أأوجع من أنك المُزدرى ...... وأقتلُ من أنك المعدم
تقحم فمن ذا يخوض المنون ........ إذا عافها الأنكد الأشأم
تقحم فمن ذا يلوم البطين ..... إذا كان مثلك لا يَقحم
يقولون من هم أولاء الرعاع ......فأُفهمهم بدمٍ مَن همُ
وأفهمهم بدم أنهم ........ عبيدك إن تدعهُم يخدموا
وأنك أشرف من خيرهم ....... وكعبك من خده اكرم
أخي جعفراً يا رواءَ الربيـعِ إلى عَفِنٍ بـاردٍ يُسْلَـمُ
ويا زهرةً من رياضِ الخلـودِ تَغَوَّلها عاصـفٌ مُـرْزِمُ
ويا قَبَساً من لهيبِ الحيـاةِ خَبَا حينَ شَـبَّ له مَصْرَمُ
ويا طلعةَ البِشْرِ إذ ينجلـي ويا ضِحكةَ الفجرِ إذ يَبْسِمُ
لثمتُ جراحَـكَ في "فتحـةٍ" هي المصحفُ الطهرُ إذ يُلْثَمُ
وقبّلتُ صدرَكَ حيث الصميمُ مِنَ القلبِ مُنْخَرِقَاً يُخْرَمُ
وحيث تلوذُ طيـورُ المُنـى بهِ فهي مُفزعةٌ حُوَّمُ
وحيث استقرّت صفات الرجال وضَمَّ معادنَها مَنْجَمُ
ورَبَّتُ خـدَّاً بماء الشبـابِ يرفُّ كما نَوَّرَ البُرْعُمُ
ومَسَّحْتُ مـن خِصَـلٍ تَدَّلي عليهِ كما يفعل المُغْرَمُ
وعلّلتُ نفسي بذوبِ الصديـدِ كما عَلَّلَتْ وارداً زمزمُ
ولَقَّطتُ مـن زبَدٍ طافـحٍ بثغرِكَ شهداً هو العَلْقَمُ
وعَوَّضتَ عـن قُبلتي قُبلـةً عَصَرْتَ بها كلَّ ما يُؤْلِمُ
عَصَرْتَ بها الذكرياتِ التي تَقَضَّتْ كما يَحْلُمُ النُّوَّمُ
أخي جعفراً إنَّ رَجْعَ السنينِ بَعْدَكَ عندي صدىً مُبْهَمُ
ثلاثـونَ رُحْنَا عليها معـاً نُعَذَّبُ حيناً ونستنعِمُ
نُكافِـحُ دهـراً ويَسْتَسْلِمُ ونُغْلَبُ طَوراً ونَستَسْلِمُ
* * *
أخي جعفراً إنَّ عِلْـمَ اليقيـنِ أُنَبِّيكَ إنْ كُنْتَ تَسْتَعْلِمُ
صُرِعْتَ فحامَتْ عليكَ القلوبُ وخَفَّ لكَ الملأُ الأعظمُ
وسُدَّ الرُّواقُ فـلا مَخْـرجٌ وضاقَ الطريقُ فلا مخْرمُ
وأَبْلَغَ عنكَ الجنـوبُ الشَّمالَ وعَزَّى بكَ المُعْرِقَ المٌشْئِمُ
وشَقَّ على "الهاتفِ" الهاتفونَ وضَجَّ من الأسْطُرِ المِرْقَمُ
تعلَّمْتَ كيفَ تموتُ الرجالُ وكيف يُقَامُ لهم مَأتَمُ
وكيفَ تَجُرُّ إليكَ الجمـوعُ كما انْجَرَّ للحَرَمِ المُحْرِمُ
* * *
ضَحِكْتُ وقد هَمْهَمَ السائلونَ وشَقَّ على السَّمْعِ ما هَمْهَمُوا
يقولونَ مُتَّ وعندَ الأُسَاةِ غيرَ الذي زَعمُوا مَزْعَمُ
وأنتَ مُعَافىً كما نرتجي وأنتَ عزيزٌ كما تَعْلَمُ
ضَحِكْتُ وقلتُ هنيئاً لهـم وما لَفَّقُوا عنكَ أو رَجَّمُوا
فَهُمْ يبتغونَ دَمَاً يشتفـي به الأرْمَدُ والأجْذَمُ
دَمَاً يُكْذِبُ المخلصونَ الأُبَاةُ بهِ المارقينَ وما قَسَّمُوا
وَهُمْ يبتغـونَ دَمَاً تلتقـي عليهِ القلوبُ وتَسْتَلْئِمُ
إلى أنْ صَدَقْتَ لهمْ ظَنَّهُمْ فيا لكَ من عارِمٍ يَغْنَمُ
فَهُمْ بكَ أولى فلمَّا نَـزَلْ كجَذْرٍ على عَدَدٍ يُقْسَمُ
وَهُمْ بكَ أولى وإِنْ رُوِّعَتْ عجوزٌ على فِلْذَةٍ تَلْطِمُ
وتكفُرُ أنَّ السمـا لم تَعُدْ تُغِيثُ حَرِيباً ولا تَرْحَمُ
وأُخْتٌ تَشُقُّ عليكَ الجيوبَ فيُغْرزُ في صدرِها مِعْصَمُ
تُناشِدُ عنكَ بريقَ النجومِ لَعَلَّكَ من بينها تَنْجُمُ
وتَزْعَمُ أنَّكَ تأتي الصباحَ وقد كَذَّبَ القبرُ ما تَزْعَمُ
لِيَشْمَخْ بفَقْدِكَ أَنْفُ البلادِ وأنفي وأنْفُهُمُ مُرْغَمُ
* * *
أخي جعفراً بعهودِ الإخاءِ خالِصَةً بيننا أُقْسِمُ
وبالدمعِ بعدكَ لا ينثني وبالحُزْنِ بَعْدَكَ لا يُهْزَمُ
وبالبيتِ تَغْمُرُهُ وحشـةٌ كقبرِكَ يسألُ هل تقدُمُ
وبالصَّحْبِ والأهلِ يستغربونَ لأنَّكَ منحرفٌ عَنْهُمُ
يميناً لتَنْهَشُني الذكريـاتُ عليكَ كما ينهُشُ الأرقَمُ
إذا عادني شَبَحٌ مُفْـرِحٌ تَصَدّى له شَبَحٌ مُؤْلِمُ
وأنِّيَ عودٌ بكَفِّ الريـاحِ يَسْألُ منها متى يُقْصَمُ
* * *
أخي جعفراً وشجونُ الأسى ستَصْرِمُ حَبْلِي ولا تُصْرَمُ
أزِحْ عن حشاكَ غُثَاءَ الضميرِ ولا تَكْتُمنّي فلا أكْتُمُ
فإنْ كانَ عندَكَ من مَعْتَـبٍ فعندي أضعافَهُ مَنْدَمُ
وإِنْ كُنْتَ فيما أمْتُحِنَّا بهِ وما مَسَّنا قَدَرٌ مُحْكَمُ
تُخَرِّجُ عُذْرَاً يُسَلِّي أخَـاً فأنتَ المُدِلُّ بهِ والمُنْعِمُ
عُصَارَةُ عُمْرٍ بشَتَّى الصنُوفِ مَلِيءٌ كما شُحِنَ المُعْجَمُ
بهِ ما أُطيقُ دفاعاً بهِ وما هو لي مُخْرِسٌ مُلْجِمُ
أَسَالَتْ ثراكَ دموعُ الشبابِ ونَوَّرَ منكَ الضَّرِيحَ الدَّمُ
مها يوسف
03-22-2011, 07:55 AM
القصيدة (بغداد)
الجواهري
لا درّ درّك من ربوع ديار
قرْبُ المزار بها كُبعْد مزار
يهفو الدّوار برأس من يشتاقها
ويصابُ وهو يخافها بدوار
لكأن طَيفكِ إذ يطوف بجنةٍ
غّناء يمسخها بسوح قفار
لا درّ درّكِ عرية غطى بها
من لعنة التاريخ شرُّ دثار
واستامها فلك النحوس وشوّهت
مما يدوّرُ دورة ُ الأقمار
عشرون قرناً وهي تسحب فوقها
بدم ٍ ذيول مواكب الأحرار
لم يْرو ِ فيها (الراقدين) على النهي
وعلى النبوغ غليل حقد وار
هوت الحضارة فوقها عربية ً
وتفردت (آشورُ) بالآثار
ومشت لوادي(عبقر ٍ) فتكفَّلت
بعذاب كل مدوّخ ٍ قهار
بابن المقفع ِ وابن قدوس
وبا لحلاّج والموحى له بشَّار
وبمالئ الدنيا وشاغل أهلها
وبأيما فلك لها دوّار
بأبي(مُحَسَّدَ ) وهي تقطع صلبه
لم يدري عارٌ مثل هذا العار
ديست رؤوس الخيريين وعُطّرت
أقدام فجّار ِ بها أشرار
وتُنوهبت مِزقاً لكل مُخنثٍ
أوصال فحل ٍ خالق هدّار
لا كنت من حجر ٍ(تبغدد) حوله
عّبادُ أصنام ٍ به أحجار
مها يوسف
03-22-2011, 08:00 AM
القصيدة (أأبا مهند)
الجواهري
أأبا مهند والجراح فَمُ
وعلى الشفاه من الجراح دمُ
وعلى الشفاه تمور طاغيةٍ
حُرقٌ تُصعد ثم تنهزمُ
أأبا مُهندَ يا أخا خَلصتْ
منْه الطباعُ وطابت الشيمُ
تُعلى الفصاحة من صباحته
وَيزينُ رقةَ لطفهِ الثَّمَمُ
أشكُوإليكَ وانْ زَوَى ألمي
غَضَبٌ تقاصرَ دُونهُ الألُم
أرضاً تناسخت الشُّرور بها
وتهاوت الأقدارُ والقيم ُ
ياصائغ البدع الحسان ِ
بها يتجاوبُ الإحْساسُ والنغمُ
بيني وبينك في الهوى صلة ٌ
ما إن يجيءُ بها رحمُ
حججٌ تخُبُّ بنا ونحنُ فمٌ
لفم بحبل الصبر نعتصمُ
نتقاسم ُ الآهات يجمعنا
في النائباتِ الهمُ والْهمَمُ
نشدُو فيَنسجمُ الهوى شرقاً
بالحُبِّ والنجوى وننسجمُ
وَتُضيءُ شمعَتنا فُيطفئها
مُغْبرٌ درْبِ كُلهُ ظلمُ
أأبا مُهَندَ والجراحُ فمُ
وفَمي بهِ منْ جُرحه وَرَمُ
ماذا سيبقى لامريءحُجبتْ
عَنهُ الرُؤى-والرأي- والكلمُ
أأبا مُهَند رُبَّ عَافَِيةٍ
خرساء يحمد ُ عندها السقمُ
لا أظلمُ التسعين يْعوزُها
ست سيطبقُ بَعدها العدم ُ
فلطالما شُدتْ نوابضُها
بالأربعين َ وَكُلها ضرَمُ
لكنْ بما اخْمدتَ جمرتها
فيما يشبعُ اليَأسُ والسأمُ
دَاءَانِ إما اسْتَحكما صنعا
بالنفس ما لا يصنع ُ الهرمُ
بل لوْ كفرتُ لهزني ندمي
لوْ جاز عن خير مضى ندمُ
أأبا مُهَند مسني برمُ
ورديفُ كل فجيعة ٍ بَرَمُ
عندي لواعجُ تستقرُ دَمي
وتحزُ من جلدي وتقتحمُ
أبداً تُعاودني وساوسها
ويرجُ فيها اليقظةَ الحُلمٌ
حتى إذا حاولت ألفظها
عاصي بها القرطاس والقلمُ
وتيبستْ والشجوُ يخنقني
كالسيف يومَ الروْع ِ ينثلمُ
مانحنُ ما دُنيا مُصعد ة
غرُ النُجُوم لأرضها خدمُ
ما النّاسُ ما الإنسانُ ماكتلُ
مرفوضة ُ ما هذه ِ النُّظُمُ
ما حرمة ُ القانونُ دنسها
منْ سنه ُما الحِلُ ما الْحرمُ
أأبا مهند شرُّ من حكموا
ما كان لو لا ذلٌّ من حُكموا
ماذا على الراعي اذا اغتصبت
عنز ُ ولم يتمرد ِ الغنمُ
ياايها (الطاعون) حُل بنا
وبمثل وجهك تُكفُ الغممُ
مها يوسف
03-22-2011, 08:02 AM
القصيدة (يادجلة الخير)
الجواهري
حييتُ سفحكِ عن بعدٍ فحَييني
يادجلة الخير , يا أمَّ البساتين ِ
حييتُ سفحَك ظمآناً ألوذ به
لوذ الحمائِم بين الماءِ والطين
يادجلة الخير ِيا نبعاً أفارقه
على الكراهةِ بين الحِينِ والحينِ
إني وردتُ عُيون الماءِ صافية
نَبعاً فنبعاً فما كانت لتَرْويني
وأنت ياقارباً تَلوي الرياحُ بهِ
ليَّ النسائِم أطراف الأفانينِ
ودِدتُ ذاك الشِراعَ الرخص لو كفني
يُحاكُ منه غداة البيَن يَطويني
يادجلة َ الخيرِ: قد هانت مطامحُنا
حتى لأدنى طِماح ِ غيرُ مضمونِ
أتضْمنينَ مقيلاً لي سواسية
بين الحشائش أو بين الرياحين؟
خِلواً من الهمِّ إلا همَّ خافقةٍ
بينَ الجوانح ِ أعنيها وتَعنيني
تَهزُّني فأجاريها فتدفعَني
كالريح تُعجل في دفع الطواحينِ
يادجلة الخير:ياأطياف ساحرةٍ
ياخمرَ خابيةٍ في ظلَّ عُرجونِ
ياسكتة َ الموت, ياإعصار زوبعةٍ
ياخنجرَ الغدر ِ, ياأغصان زيتونِ
ياأم بغدادَ من ظرف ٍ ومن غنَج
مشى التبغدُدُ حتى في الدهاقينِ
ياأمَّ تلك التي من, ألفِ ليلتها
للانَ يعبق عِطرٌ في التلاحينِ
يامستجمٌ(النواسيَّ ) الذي لبِستْ
به الحضارة ُ ثوباً وشيَ, هارونِ
الغاسل ِ الهَّم في ثغرٍ وفي حَببُ
والمُلبس ِ العقلَ أزياءَ المجانينِ
والساحبِ الزقٌ يأباه ويكرههُ
والمُنفق ِ اليومَ يُفدي بالثلاثين
والراهنِ السابريَّ الخزَّ في قدح
والملهم الفنَ ممن لهو ٍ أفانين
والمُسْمع ِ الدهرَ والدنيا وساكنها
قْرعَ النواقيس في عيدِ الشعانينِ
يادجلة الخير: والدنيا مُفارقة
وأيُّ شرٍّ بخير ٍ غيرُ مقرونِ
وأي خيرٍ بلا شرَّ يُلقٌحَه
طهرُ الملائك منْ رجس الشياطين
يادجلة الخير: كم من ْ كنز موهِبةٍ
لديك في (القمقم) المسحور مخزون
لعلَّ تلك العفاريتَ التي احْتجزتْ
مُحملاتٌ على أكتاف,دُلفينِ
لعل يوماً عصوفاً جارفاً عرَماً
آتٍ فُترضيك عقباه وترضيني
مها يوسف
03-22-2011, 10:57 AM
القصيدة (أرح ركابك)
الجواهري
أرح ركابكَ من أيـنٍ ومن عثَرِ
كفاك جيلانِ محمولاً على خـطر ِ
كفاك موحشُ دربٍ رُحتَ تَقطعهُ
كأنَّ مغـبرَّة لـيل بلا سحَرِ
ويا أخا الطير في ورْد ٍ وفي صَدَرٍ
في كلَّ يومٍ له عـُشٌ عـلى شجرِ
عريانَ يحمل مِنقاراً وأجـنحةً
أخـفَّ ما لمَّ مـن زادٍ أخو سَفَرِ
بحسبِ نَفسَكَ ماتعيا النفوسُ به
من فرط منطلق ٍ أو فرط منحدر
أناشدٌ أنت حتفاً صنعَ منتحرِ
أم شابكٌ أنت , مغتراً, يدَ القدر
خفـَّضْ جَناحيكَ لا تهزأ بعاصفةٍ
طوى لها النسر كشحيه فلم يطر ِ
ألفى له عِبرةً في جؤجؤٍ خضبٍ
من غيره, وجَـناحٍ منه منكسِر ِ
ياسامرَ الحي بي شوقٌ يرمِضٌني
إلى الَّلداتِ, إلى النجوى إلى السمَرِ
ياسامر الحي بي داءٌ من الضجَرِ
عاصاه حتى رنـيـنُ الكـأس والوترِ
لا أدَّعي سهرَ العشاق يشبعَهُم
ياسامرَ الحي بي جْـوع إلى السهَرِ
ياسامر الحي حتى الهم من دأبٍ
علـيه آب إلى ضربٍ من الخدَرِ
خلاف ما ابـتـُدعت للخمر من صورٍ
وجدتها زادَ عجلانٍ ومنتظَرِ
كأنَّ في الـحَبَب المرتجّ مفـترقاً
من الطريق على ساهٍ ومذٌكَرِ
ياسامر الحي انَّ الدهرَ ذو عجبٍ
أعيت مذاهبه الجلىٌ على الفِكَرِ
كأنَ نـُعماءه حبلى بأبؤسهِ
من ساعةِالصفو تأتي ساعة الكـَدَرِ
تـندسُ في النـَّـشوات الحُمسِ عائذَةً
هذي فـُتـدركها الأخرى على الأثَرِ
ينَغٌص العَيش إنٌ المَوت يدرِكهُ
فنحن من ذين ِ بين الناب والظفرِ
والعمرُ كالليل نـحييه مغالطة
يـُشكى من الطول أو يشكي من القِصَرِ
وياملاعــبَ أترابـي بمنعَطَفٍ
من الفرات إلى كوفـانَ فالجِزُرِ
فالجسرُ عن جانبيه خفقُ أشرِعةٍ
رفـّافةٍ في أعالي الجو كالطررِ
إلى (الخورنق) باق في مساحبهِ
من أبن ماء السما ماجرٌ من أثرِ
تلكم (شقائقه) لــم تــأل ناشرةً
نوافج المسك فضـّتها يدُ المَطَرِ
بيضاءَ حمراءَ أسراباً يموجُ بها
ريشُ الطواويس أو مـَوْشـية الحَبَرِ
للآنَ يـُطرب سمعـي في شواطئه
صدحُ الحمـام وثغيُ الشـاة والبقر
والرملة ُ الدمثُ في ضوءٍ من القَمَرِ
والمدرجُ السَمحُ بين السـُوح والحُجَرِ
يا أهنأ الساع في دنـياي أجمَعُها
إذا عددتُ الهنيء الحلوَ من عُمري
تصوبـَّي من علٍ حتـى إذا إنحَدَرتْ
بي الحتـُوفُ لذاك الرمل فانحَدري
تـُمحى الغضارات في الدنيا سوى شفق
من الطفولة عـذبٍ مثلها غضَرِ
وتـُستطار طيوفُ الذكرياتِ سوى
طيفٍ من المهد حتى الـلحد مُدٌكَرِ
في(جنـَّـة الخلد) طافت بي على الكـبر
رؤيا شبابٍ وأحلام ٍ مـن الصِغَرِ
مجنـَّـحاتُ أحاسـيـس ٍ وأخلية
مثل الفراشات في حقل الصـِبا النضِـر
أصطادهنَّ بزعمي وهي لي شركٍ
يصطادُني بالسنا واللطـِف والخفَرِ
أقتادهـُنَّ إلى حربٍ على الضجر
فيصْطلن على حربي مع الضجرِ
مها يوسف
03-22-2011, 11:01 AM
قصيدة (كردستان)
الجواهري
قلبي لكردستان يُهدى والفم
ولقد يجود بأصغريه المعُدم
ودمي وإن لم يُبِق في جسمي دما
غرثى جراح من دمائي تطعم
تلكم هدية مستميت مغرم
انا المضحى والضحية مغرم
أنا صورة ُ الألم الذبيح ِ أصوغه
كَلما عن القلب الجريح يترجم
ولربّ آهاتِ حيارى شُرٌد
راحت على فم شاعر تتَنَظٌم
ذوَّبت آلامي فكانتْ قَطرَة
في كأس من بنوا الحياة ورممٌوا
ووهمت أني في الصبابة منهم
ولقد يُعين على اليقين توهٌم
غاليتُ في حبَّ الشهيد وراعني
فيما أحدَّث عنه فكرُ مُبهَم
أبدا تسددني خطاه وألهَمُ
وتعنٌ لي منه الطيوف وأرسمُ
نفسي الفداءُ لعبقريَّ ثائر
يهبُ الحياة كأنَّه لا يفهَمُ
سلَّم على الجبل الأشم وأهلِه
ولأ نت تعرف عن بنيه من هُم
وتقصَّ كل مدبَّ رجل ٍعنده
هو بالرجولة والشهامة مُفعَم
والثم ثرىً بدم الشهيد مخضبا
عبقاً يضوع كما يضوع البرعم
متفتح أبدَ ألأبيد كأنه
فيما يُخَّلد عبقريُ مُلهم
وأهتف تجبكّ سفوحه وسهوله
طرباً وتبسمُ ثاكل , أو أيَّمُ
بأسم((الأمين)) المُصطفى من أمةٍ
بحياته عند التخاصم تُقسَمُ
سترى الكُماة المعلمين تحلٌقوا
فذ َّاً تهيبه الكَمي المعلمُ
صُلب الملامح تتقي نظراته
شهبُ النسور ويدَّريها الضيغمُ
يابن الشمال ِ وليس تبرح كربة
بالبشر تؤذن عندما تتأزم
وتناقضُ الأشياءِ سرٌ وجودها
وبِخيرها وبِشرٌها يتحَكٌمُ
صحوا السماء يُريك قُبح جهامها
وتُريك لطفَ الصحو إذ تتَجهٌمُ
وكذا الحياة ُ فليس يُقدر شَهدُها
عن خبرةٍ حتىَّ يذاق العلقمُ
سلَّمْ على الجبل الأشم وعنده
من (أبجديات) الضحايا معجَمُ
سِفْر يضمُّ المجدَ , من أطرافه
ألقاً كما ضمَّ السبائكَ منجم
ودع الحروفَ تبن ْ قرارة نفسها
إن الأشفَّ من الحروف الأفخم
ياموَطنَ الأبطال حيثُ تناثرت
قصصُ الكفاح حديثها والأقدمُ
حيث انبرى مجدٌ لمجدٍ والتقى
جيلٌ بآخر زاحفٍ يتسلٌمُ
وبحيث ُ تلتحم القبور كأنَّها
سِورٌ يؤلفها كتابٌ محكَمُ
وبحيثُ تزدحم العظامُ فطارفَ
يُنهي رسالة تالدٍ ويتَمِم
تروي حديث الهام فيها هامة
ويَقصّ ما بلَتِ السواعد مِعصَمُ
يابن الشمال ولستَ وحدك إنَّه
جسدٌ بكلَّ ضلوعه يتألمُ
عانى وإياكَ الشدائد لم تَلِنْ
منه قناة كلَّ يوم ٍ تُعجَمُ
ياأيها الجبل الأشم ُ تجِلٌة
ومقالة ً هي والتجلٌة توأمُ
شعب دعائمه الجماجم والدمُ
تتحطم الدنيا ولا يتحَطٌمُ
مها يوسف
03-22-2011, 11:02 AM
قصيدة (الشاعرية)
الجواهري
إذا خــــــانـــتــك مـــوهــــبـــةٌ فـحــــــقُ
ســـــــبـــيــــل الــعــيــشِ وَعْرٌ لا يُشَقُ
وما ســـهــــلٌ حـــــياةُأخـــي شــــعـــورٍ
مــــن الــوجـــــدان ينبضُ فـــيه عـــرقُ
أحــــلـــَّــــتْـــــهُ وداعـــــــتــــه مــحــيطاً
حـــــمـــتـــه جــــوارحٌ لــلــصـــيــــد زُرقُ
تــفــيــض وضـــــاحــــةً والعـيـش غِشٌ
ســــلاحــــك فــيـــه أن يـــعـــلوك رَنقُ
وتــــحـــمــــلُ ما يــجـــلُ مــن الـــــرزايا
قُـــــواك وقـــــد تــــخــــورُ لما يَـــــــدِقُ
وقــــــد تـــقـــســــو ظـــــروفٌ مُحوِجاتٌ
عــــلـــيــــك وأنت وَهـمُ بما ظنوا مُحِقُ
قــــلــيـــلٌ عــــاذروك عـــلى انقـباضِ
أحـــــب الــنــــاس عــــنــد الناس طَلْقُ
ووجـــــهٌ تـــقــطـــــرُ الأحـــــــزان مـــنه
عـــــلـــى الــخـــلـطــاء مَــحـــمِــلــهُ يـشِـقٌ
شــــريــكُــكَ في مــزاجك من تُصافي
له شِـــقٌ وطــــــــــوعُ يـــديـــــك شِـــقُ
وقــــبــــلاً قـــــال ذا أدبٍ ظــــريـــــــفٍ
قِــــــرى الأضــــيـــاف قـــبــل الزاد خُلقُ
وعـــــــذرُك أنــــــت آلام ثِـــــــقــــــــالٌ
لـــهـــنَّ بــعـــيــشـــــةِ الأدبـــاء لَــصْـقُ
أحـــقُ الــنـــاس بــالـتــلـطــيفِ يغدو
وكـــــــل حـــــــيــاتـــه عَــنَـــتٌ وزَهْـــقُ
تـــســـيــر بــك العــواطـــفُ لـلـمنايا
وعـــاطـــفـــةٌ تـســــوءُ الظُـــفـــرَ حُـمْـقُّ
وحـــتـــى في الســـكــــوتِ يُــرادُ حزمٌ
وحـــتـــى فـــي الــســـلام يُـــراد حـــذقُ
يـــريــد الــنــاسُ أوضــاعـــاً كــــثاراً
وفـــيـــك لـمــا يُـــريـــد الــنـاس خَرقُ
خـــضـــوع الفــرد للطـــبــقـــات فــرضٌ
وقـــاســـيــةٌ عــقــــوبــةُ مـــن يَـــعِــقُ
نســـيـــجٌ مـــن روابــــطَ مــحــكــمــاتٍ
شـــذوذُ العــــبــقـــرية فــيـــه فَــتْقُ
وعـــنـــدكَ قـــوةُ الــتــعــبــيــــر عما
تُـــحـــسُّ ومــيــــزةُ الشُـــعـــــراء نُطقُ
حــــيــاتــك أن تــقـــول ولــو لــهـــاثاً
وحُـــكـــمٌ بــالســـــكـوتِ عليك شَنقُ
فـــمـــا تـــدري أتُـــطـــلق من عنان الـ
قـــريـحـــةِ أم تُــسِــفُ فــتُــســـتَــــرق
غــــريبٌ عــــالم الشـــعــــراءِ تقســـو
ظــــــروفـــهــــم وألــســـنـــهــــم تَـرِقُّ
كـــبـــعـض الناس هم فإذا استُثِروا
فـــبــيــنـهـم وبـيـن الــنـاس فـــــرقُ
شــــذوذ الــنـــاس مُـــخـــتــلــق ولكنْ
شـــذوذ الشـــاعــــر الفــــنــــان خَـــلْـقُ
وإن تـــعـــجــب فـــمـــن لَــبِــقٍ أريـــبٍ
عــلـــيه تـــســـاويـــــا سَـــطْـــحٌ وعُمق
تـــضـــيق بــه المــســـالــك وهـــو حُــرٌّ
ويُـــــعــــــوِزُهُ التــــقـــلــب وهــــو ذَلْقُ
وســــر الــشــــاعـــريــــة فـــي دمـــاغٍ
ذكــــيٍ وهـــو فـــي الـتــدبــيــر خَــرْقُ
تـــخـــبـــط فــي بــســـائــطــهِ وحَــــلَّت
عــــلى يـــــده مــــــن الأفـــــكــــار غُلقُ
مـــشـــــاهـــــيرٌ ومــا طَلَبوا اشـــتهاراً
مـــشـــتْ بُــــردٌ بــــهـــم وأُثِــيـرَ برقُ
ومـــرمـــوقـــون مـــن بُـــعـــدٍ وقُــــربٍ
لـــهــــم أُفــــقٌ ولـــلـــقــمـــريـــن أُفْــقُ
مها يوسف
03-22-2011, 11:04 AM
قصيدة (الراعي)
الجواهري
لـــفَ العـــــــباءةَ واســــــتقلاَّ
بـــقـــطـــيعـــهَ عــجلاً .. ومهلا
وانـــصـــاع يــســحـــــبُ خلفه
ركْـــباً يُـــعــــــــرِّس حيث حلاَّ
يـــــرمـــي بــــهـــــا جبلاً فتتـ
ـــبـــعُ خَــطْــوَهُ..ويــحـطُّ سهلاَّ
أبـــداً يــقـــاســمــهـــا نصيــ
ــباَ من شَـظيِف العيشِ سهلاَّ
يَـــصـــلى كـمــا تَصلى الهجيرَ
ويــســتــقــي ثَــمـــداً وضــحلا
يــومــي فـــتــفـــهــم ما يريــ
ـدُ ويـــرتــمـــي فــتـهُبُّ عجلى
وتـــكــادُ (تُــعــرِبُ) بـالثُغا
ء (هــــلاَ ) و (حـــيهــلاَ ) وهـــــــلاَّ
يـــقــفـــو بــعــين النسر تَرْ
قُــــــبُ أجْـــــدَلاً ذئـــــــبـــاً أزلاَّ
ويــحــــوطُ كــــــالأسدِ اجتبى
أشـــــباله .. جـــــــــدياً وسَخلا
أوفـــــــى عـــــــــلى روض الحيا
ةِ يـــجــــوبُــــــهُ حـــقـلاً فحــقلا
***
***
ياراعي الأغــــــــنــــــام : أنت
أعـــزُّ مـــمـــلــكــــةً وأعـــلــــى
لـــلــه مــــلْــــكُـــك مـــــــا أدقَّ
ومــــــــا أرقَّ . . ومــــــــا أجـــــلاَّ
يـــرويـــكَ مـــن رشـــفـــاتــهِ
قـــمـــرُ الــســــمــاء إذا أطــــلاَّ
ويَـــقِـــيـــكَ في وعْثِ السُرى
وَهَــــجُ الـــمـــجــــرة أن تَـــضِـلاَّ
وتَــــــلُــــــمُّ فــي الأسحار عنــ
ــقــــودَ الــنـــجـــومِ إذا تـدلى
أبـــداً تَـــشـــيــمُ الجــــوَّ تعــ
ـــرفُ عـــنـــده خِـــصـــباً ومَحلا
وتــــودُ لــــو حَـــنَــــتِ الـفـصـو
لُ عـــلى الربــيــعِ فـكُنَّ فصلا
مها يوسف
03-22-2011, 11:04 AM
قصيدة (أم عوف)
الجواهري
يا (أم عوفٍ ) عــجــيــبـــاتٌ ليــاليــنا
يُـــدنـيـنَ أهـــــواءنا القصوى ويُقصينا
في كـــل يـــومٍ بلا وعـــيٍ ولا سببٍ
يُنزلن ناســـاً على حـــكـــــمٍ ويعلينا
يَدفن شــــهــدَ ابتسامٍ في مراشفنا
عــــــذباً بــعــلــقــم دمـعٍ في مآقينا
***
***
يا (أم عوفٍ ) ومــــا يُـــدريك ما خبأت
لنا المـــقــاديــرُ مــــن عُقبى ويدرينا
أنَــى وكـــيـــف ســيرحي من أعنتنا
تَطوافُنا .. ومــــتى تُلقى مـــراسينا؟
أزرى بأبيات أشـــعـــــارٍ تـــقاذفـــــنا
بيتٌ من ( الشَـــعَـــرِ المفتول ) يؤوينا
عِـــشـــنـا لها حِـــقــبــاً جُلى ندلَّلُها
فــتــجــتــويــنــا .. ونُعــلــيـها فتُدنينا
تــقـــتــات من لحـمــنا غضاً وتُسغِبنا
وتـســتـقــي دمــنا مـحـضـاً وتُظمينا
***
***
يا ( أم عــــــوفٍ ) بلوح الغيب موعدنا
هـــنا وعــــندك أضـــيافــــنا تَلاقــيـنا
لم يــبــرح العــامُ تِــلوَ العــامِ يَقــذِفنا
فــي كــلِّ يــومٍ بـمــومـــاةٍ ويــرمــينا
زواحـــفاً نــرتــمــي آنـــاً .. وآونــــــةً
مــصـــعِّـــــدين بأجـــــواء شــــواهينا
مُزعـــزعـــين كـــأن الجــــنَّ تُسلمنا
للـــريح تـــنـشُرنا حـــــيناً وتـــطــوينا
حـــتى نـــزلنا بــســاحٍ منك مُحتضِنٍ
رأد الضــحى والنــدى والرمل والطينا
مفيئٍ بالجــــواء الطـــــلق مُنصـــلتٍ
للشــمــس تجـــدع منه الريح عرنينا
خِــلــتُ الســمـــاء بـها تهوي لتلثمهُ
والنـــجــم يــســمـح من أعطافه لينا
فيه عـــطـــفنا لمــيدانِ الصِّــبا رسناً
كـــاد التـــصـــرُّمُ يــلـويــــه ويــلــوينا
يا ( أم عـــــــــــــــوفٍ ) وما آهُ بنافعةٍ
آه عــــلى عــــابثٍ رَخْـــــصٍ لماضينا
عــــلى خـــضيــلٍ أعـــــارته طلاقتها
شـــمـــس الربــيــعِ وأهدته الرياحينا
ســـالتْ لِطـــافـاً به أصباحنا ومشتْ
بالمـــنِ تــنــطِـــفُ والســلوى ليالينا
ســـمـــحٍ نجـــــرُ بــه أذيالنا مــــرحاً
حِـــــيــناً .. ونـــعـــثرُ في أذياله حِينا
آهٍ عـــلى حــــائرٍ ســــاهٍ ويرشــــدنا
وجـــــائرِ القـــصـــدِ ضِلِّيلٍ ويــهـــدينا
آهٍ عــــلى مـــلــعــبٍ - أن نستبدَّ به
ويــســـتــبـدَّ بنا - أقــصـــى أمـــانينا
مـــثـــل الطــيــورِ وما ريشتْ قوادمنا
نـــطــيـــر رهوا بما اسطاعت خوافينا
من ضحكة السَّحَرِ المشبوبِ ضحكتنا
ومـــن رفـــيـــف الصِّــــبا فـيه أغانينا
***
***
يا ( أم عــــــوفٍ ) وكاد الحلمُ يسلبنا
خــــيرَ الطــــباعِ وكــــاد العقل يردينا
خــمــســون زلــت مــلـيئاتٍ حقائبها
مــن التـجــاريـب بِــعــناها بعـشــرينا
يا ( أم عــــــــوفٍ ) بـــريئاتٍ جــرائرنا
كـــانت ، وآمــــنة العـــقــبى مهاوينا
نــســـتـــلهمُ الأمــــرَ عفواً لا نخرِجُهُ
مـــن الفــحــاوي ولا ندري المضامينا
ولا نـــعــانــي طــــوِّياتٍ مــعــقـــــدةً
كـــمـــا يَــحُــــــــلُّ تـــــلاميذٌ تمارينا
نـــأتي الــمـــآتـي مــن تلقاء أنفسنا
فــيمـا تــصــرفــنـا مــنـهـا وتُــثـنـيـنـا
إنْ نـنـدفــع فـبـعـفـوٍ مـن نــوازعـــنــا
أو نـرتــدعْ فـبــمـحــضٍ مـن نـواهـيـنا
لا الأرض كــانت مُــغــواةً تــلــقــفــنا
غــدراً ..ولا خــاتـلٌ فــيـها يــداجــــينا
إذا ارتــكــســـنـا أغــاثـتـنـا مـغــاوينا
أو ارتــكــضــنـا أقــلــتــنــا مــذاكــيـنا
أو انـصــببنا عــلى غــايٍ نـحــاولـهــا
عُـــدنا غُـــزاةً ، وإن طــاشت مرامينا
كانت مــحـــاسننا شتى .. وأعظمُها
أنَّا نـخــاف عـلـيــها مـن مــسـاويـــنا
واليــومَ لم تـألُ تـسـتشري مطامحنا
وتـــقـــتــفــيها عــلى قــدْرٍ مـعاصينا
يا ( أم عــوفٍ ) ) أدال الدهــــرُ دولتنا
وعـــاد غـمْـــزاً بـنـا مــا كـان يــزهونا
خــبا مــن العـــمـــر نـــوءٌ كان يَرزُمنا
وغـــاب نــجـــمُ شــبـابٍ كــان يهدينا
وغــاضَ نــبــعُ صـفا كـنَّــا نـــلـــوذ به
في الهاجــــرات فــيــرويـنـا ويُصــفينا
***
***
يا ( أم عـــــــوفٍ ) وقد طال العناء بنا
آهٍ عــلـى حــقــبــةٍ كـــانـت تـعـانـينا
آه عــلى أيـمـنٍ مـن ربــع صــبـوتــنـا
كـــنا نــجـول ُ بـه غــراً مــيـامــيــنـــا
كــنا نــقــول إذا مـــا فــاتــنــا سَـحَرٌ
لا بــد مــن سَـحَـــرٍ ثـــانٍ يـــواتـيـنــا
لا بــد من مــطــلـعٍ للشمس يُفرحنا
ومــن أصــيلٍ عــلى مـــهـــلٍ يـحيينا
واليـــوم نــرقــبُ في أســـحارنا أجلاً
تـقـومُ مـن بـعـده عـجـلـى نـــواعــينا
مها يوسف
03-22-2011, 11:05 AM
قصيدة (المحرقة)
الجواهري
أحاول خرقاً في الحياة فما أجرا وآسف أن أمضي ولم أبقِ لي ذكرا
ويؤلمني فرط افتكاري بأنني سأذهب لا نفعاً جلبت ولا ضرا
مضت حجج عشر ونفسي كأنها من الغيظ سيل سُدّ في وجهه المجرى
خبرت بها ما لو تخلدت بعده لما ازددت علماً بالحياة ولا خُبرا
ألم ترني من فرط شط وريبة أُرِي الناسَ حتى صاحبي نظراً شزرا
******
لبست لباس الثعلبيين مكرهاً وغطيتُ نفساً إنما خُلقت نسرا
ومسّحت من ذيل الحمام تملقاً وأنزلت من عليا مكانته صقرا
وعدت مليء الصدر حقداً وقُرحة وعادت يدي من كل ما أملتْ صفرا
أقول اضطرارا قد صبرت على الأذى على أنني لا أعرف الحر مضطرا
وليس بحر من إذا رام غاية تخوّفَ أن ترمي به مسلكا وعرا
مشى الدهر نحوي مستثيراً خطوبه كأني بعين الدهر قيصر أو كسرى
وقد كان يكفي واحد من صروفه لقد أسرفت إذ أقبلت زمراً تترى
شربت على الحالين بوسٍ ونعمة وكابدت في الحالين ما نغّص السكرا
حُبيت بنُدمان وخمر فغاضني بأنيَ لا ملكاً حبيت ولا قصرا
ولو بهما مُتعت ما زلت ساخطاً على الدهر إذ لم يحْبُني حاجة أخرى
فما انفك حتى استرجع الدهر حلوه وحتى أراني أنني لم أذق مرّا
وجوزيتُ شراً عن طموحي فها أنا برغمي لا خلاًّ تخذت ولا خمرا
فإن يُشمِت الأعداء أخذي فلم أكن بأولَ مأخوذ على غرة غدرا
وإن تفترسني الآكلات فبعد ما وثقت بها فاستلّت الناب والظفرا
وإن تُلهبِ الشكوى قوافيّ حرقة وغيضاً فإني قادح كبدا حرّى
وكنتُ متى أغضب على الدهر أرتجل محرقة الأبيات قاذفة جمرا
كشأن " زياد" حين أُحرجَ صدره وضويق حتى قال خطبته البترا
أو " المتنبي " حين قال تذمرا " أفيقا خُمارُ الهم بغّضني الخمرا "
وما زلت ذاك المرء يوسع دهره وأوضاعه والناس كلهم كفرا
تحولت من طبع لآخر غيره من الشيمة الحسناء للشيمة النكرا
وكنت وديعاً طيب النفس هادئاً فأصبحت وحشاً والغاً في دم نَمرا
فلو دبّر الباغون للكيد خطة رأوا أنني منهم بتدبيرها أحرى
ولو ملك " قارونٍ " ملكت دفعته على كره بعض الناس بعضهم أجرا
********
رأيت من الإنسان يطغيه عجبه من الخزي ما تأباه وحشية تَضرى
إذا أُغريتْ هذي بأكل فريسة فهذا بأ يلهو بتعذيبها مُغرى
أتعرف كم من أصيد ممتلٍ قهرا وكم حُرة تشكو ومن حولَها الفقرا
لينعم من إن عاش لم يُدرّ نفعه وإن مات لم يعرف له أحد قبرا
أتعرف ما يأتيه في السر ناصبٌ على العين منظاراً على الناس مغترا
يقلبه بين الجموع دلالة على أنه أذكى من الناس أو أثرى
وما ميزته عن سواه فوارق سوى أنه قد أتقن الرقص والزمرا
وهب أنه قد أُلهم العلم كله وحلّلّ حتى الجوهر الفرد والذرّا
وكان " شكسبيرٌ " خويدم شعره وكانت لُغى الأكوان تخدمه نثرا
فهل كان حتماً أنني أنحني له وتصطك مني الركبتان إذا مرّا ..!
ألم يدري هذا " الكوكب "! الفذ أنه كما كان حراً كان كل امرئٍ حرا
ذممتُ مقامي بالعراق وعلّني متى أعتزم مسراي أن أحمد المسرى
لعلي أرى شبرا من الغدر خالياً كفاني اضطهاداً أنني طالبٌ شبرا
بحر التحدي
03-22-2011, 02:00 PM
مها يوسف
أنتي روعة
بكل ما فيك
انتي فرااااااااااااش المنتدى ولستي فراشة واحدة
مودتي وتقديري واحترامي ووقوفي وتصفيقي
مها يوسف
03-22-2011, 04:12 PM
مها يوسف
أنتي روعة
بكل ما فيك
انتي فرااااااااااااش المنتدى ولستي فراشة واحدة
مودتي وتقديري واحترامي ووقوفي وتصفيقي
اخي العزيز بحر التحدي
شكرا لك على مرورك وطيب كلامك والتشجيع
دمت يا عزيزي بخير وتألق
مشكور يا طيب
علي الهيثمي
03-22-2011, 07:25 PM
اختي مها
بصراحة
مجهود رائع وعمل جبار تشكري عليه
شكرا وبارك الله فيك
والشاعر الجواهري غني عن التعريف
شاعر من اجمل الشعراء
الله يعطيك العافية
ما تقدميه يعجز اللسان على شكره
مها يوسف
03-24-2011, 06:48 PM
اختي مها
بصراحة
مجهود رائع وعمل جبار تشكري عليه
شكرا وبارك الله فيك
والشاعر الجواهري غني عن التعريف
شاعر من اجمل الشعراء
الله يعطيك العافية
ما تقدميه يعجز اللسان على شكره
اخي العزيز الشاعر الغالي
علي الهيثمي
شكرا لك على مرورك
والف شكر على طيب كلامك والتشجيع
دمت يا عزيزي بخير وتألق
مشكور يا طيب
مها يوسف
03-30-2011, 08:35 PM
أنّي شآميّ إذا نُسب الهوى
وإذا نسبت لموطن فعراقيّ
قالوا: دمشق، فقلت: غاية الربى
قالوا : لذاك تطاول الأناق
ابن الشام سلامٌ صبّ واجد
يهدي إليكم أكرم الأعلاق
يهفو إليكم لوعة لا مدَّعي
ما أهون الدعوى على العشاق
مها يوسف
03-31-2011, 06:40 PM
قصيدة الراعي
لَفَّ العَباءَةَ واستقَـلاَّ بقطيعِهِ عَجَلاً .. ومَهْلا
وانصاعَ يَسْحَبُ خَلْفَهُ رَكْبَاً يُعَرِّس حيثُ حَلاَّ (1)
أوْفَى بها.. صِلاًّ يُزاحِمُ في الرمالِ السُّمْـرِ صِلاَّ
يَرْمِي بها جبلاً فَتَتْبَعُ خَطْوَهُ .. ويَحُـطُّ سَهْلاَّ
أبداً يقاسِمُها نَصِيباً من شَظيف العَيْشِ عَدْلاََ
يَصْلَى كما تَصْلَى الهجيرَ ويستقي ثَمَدَاً وضَحْلاَ (2)
يُومِي فَتَفْهَمُ ما يُرِيدُ ويَرْتَمِي فَتَهُـبُّ عَجْلَى
وتكادُ تُعْرِبُ "بالثُغَاءِ" " هَلاَ " وَ"حَيِّهَلاَ " وَ"هَلاَّ"
يَقْفُو بِعَيْنِ النَّسْرِ تَرْقُبُ أَجْـدَلاً - ذئباً أَزَلاَّ (3)
وَيَحُوطُ كالأَسَدِ ٱجْتبى أشبالَهُ .. جَدْيَاً وَسَخْلاَ
أَوْفَى على رَوْضِ الحياةِ يَجُوبُهُ حَقْلاً فَحَقْـلاَ
وٱرْتَدَّ يَحْمِلُ ما يَصُونُ ذَمَاً .. وما أَغْنَى وقَلاَّ (4)
نَايَاً يَذُودُ بهِ الوَنَى وَيُلَوّنُ النَّسَـقَ المُمِلاَّ
وعَصَاً يَهُشُّ بها .. ويَرْقَى ذروةً .. ويُقِيـمُ ظِلاَّ
* * * * *
يا رَاعِيَ الأغْنَامِ : أَنْتَ أَعَزُّ مملكـةً وأَعْلَى
للهِ مُلْكُكَ مَا أَدَقَّ وَمَا أَرَقَّ . . وَمَا أَجَلاَّ
يرْوِيكَ مِنْ رَشَفَاتِهِ قَمَرُ السَّمَاءِ إذا أَطَلاَّ
ويَقِيكَ في وَعْثِ السُّرَى وَهَجُ المَجَرَّةِ أَنْ تَضِلاَّ
وتَلُمُّ في الأَسْحَارِ عنقودَ النُّجُـومِ إذا تَـدَلَّى
أبداً تَشِيمُ الجَوَّ تَعْرِفُ عندَهُ خِصْبَاً ومَحْـلاَ
وتكادُ تَغْرِفُ وابِلاً حذقَاً وَتَرْشِفُ منهُ طَلاَّ
تُزْهَى ، بأنَّ الأرضَ خضراءٌ زَهَتْ نَبْتَاً وبَقْـلاَ
وَتَوَدُّ لَوْ حَنَتِ الفُصُولُ على الرَّبِيعِ فَكُنَّ فَصْلاَ
وَلَوَ أَنَّ كُلَّ الناسِ مِثْلُكَ من غَضَارَتِـها تَمَلَّى
أُعْطِيتَ نَفْسَاً لَمَّتِ الأجزاءَ حتّى صِرْنَ " كُلاَّ "
وأَسَلْتَ " بَعْدَاً " في غِمَارِ الذكرياتِ فعادَ " قَبْلاَ "
عُرْيَانُ من " عُقَدِ " النفوسِ عَصِلْنَ .. فٱستعصينَ حَلاَّ (5)
لم تَرْعَ من شجرِ التَّكَالُبِ وارفاً حقـداً وَغلاّ
وجهلْتَ مُتْرَفَةَ الحياةِ تَذَوَّبَـتْ كَسَـلاً وذُلاَّ
لم تَخْشَ بُؤْسَ غَدٍ يُشَوِّهُ من جمالِ " اليومِ " شَكْلاَ
لا تعرف " الأشباحَ " رَعْنَاءَ الخُطَى ، شَوْهَاءَ ، خَجْلَى
أَطْيَافُكَ الزَّهْرُ النَّدِيُّ شَـذَاً ، وألوانَـاً وظِلاَّ
وَمَطَارِحُ "المِعْزَى" تُعَاوِدُ عندَها وَطَنَـاً وأَهْلاَ
وَكَسَرْحِكَ الرَّاعِي تَعِنُّ رُؤَاكَ مُعْلَمَـةً وَغُفْـلاَ
تَرْتَادُ "مُعْجَمَةَ" الدُّنَى وَتَجُوسُهَا فَصْـلاً فَفَصْلاَ
وَتُسَامِرُ النَّجْوَى تَعُبُّ بِكَأْسِهَا نَهَـلاً وَعَلاَّ
وَتَرَى مُلَوَّنَةَ الطبيعـةِ إِذْ تَغُـمُّ .. وإذْ تَحَـلَّى
غُولَ الظَّلامِ إذَا تَعَلَّى وَسَنَا الصَّبَـاحِ إذَا تَجَلَّى
* * * * *
حُيِّيتَ رَاعِي الضَّأْنِ يَرْعَى ذِمَّـةً كَبُرَتْ و"إِلاَّ "
تلكَ الأمانةُ أَوْدَعَتْ أثقالَهَا كُفُـوَاً وَأَهْـلاَ
كانتْ لهُ غَـلاًّ وَآخَرُ شَاءَهَا للناسِ غُـلاَّ (6)
ما أقبحَ الدُّنيا إذا ضَلَّ الرُّعَـاةُ وما أَضَـلاَّ
مها يوسف
03-31-2011, 06:44 PM
تنويمة الجياع
نامي جياعَ الشَّعْـبِ نامي حَرَسَتْكِ آلِهـة ُالطَّعـامِ
نامي فـإنْ لم تشبَعِـي مِنْ يَقْظـةٍ فمِنَ المنـامِ
نامي على زُبَدِ الوعـود يُدَافُ في عَسَل ِ الكلامِ
نامي تَزُرْكِ عرائسُ الأحلامِ فـي جُـنْحِ الظـلامِ
تَتَنَوَّري قُـرْصَ الرغيـفِ كَـدَوْرةِ البدرِ التمـامِ
وَتَرَيْ زرائِبَكِ الفِسـاحَ مُبَلَّطَـاتٍ بالرُّخَــامِ
نامي تَصِحّي! نِعْمَ نَـوْمُ المرءِ في الكُـرَبِ الجِسَامِ
نامي على حُمَةِ القَـنَـا نامي على حَـدِّ الحُسَـام
نامي إلى يَــوْمِ النشورِ ويـومَ يُـؤْذََنُ بالقِيَـامِ
نامـي على المستنقعـاتِ تَمُوجُ باللُّجَج ِ الطَّوامِي
زَخَّارة ً بـشذا الأقَـاحِ يَمدُّهُ نَفْـحُ الخُـزَامِ
نامي على نَغَمِ البَعُوضِ كـأنَّـهُ سَجْعُ الحَمَامِ
نامي على هذي الطبيعةِِ لم تُحَـلَّ بـه "ميامي "
نامي فقد أضفى "العَرَاءُ" عليكِ أثوابَ الغـرامِ
نامي على حُلُمِ الحواصدِ عـاريـاتٍ للحِـزَامِ
متراقِصَـاتٍ والسِّيَـاط ُ تَجِـدُّ عَزْفَـاً ﺑﭑرْتِزَامِ
وتغازلـي والنَّاعِمَـات الزاحفاتِ من الهـوامِ
نامي على مَهْدِ الأذى وتوسَّدِي خَـدَّ الرَّغَامِ
وﭐستفرِشِي صُمَّ الحَصَى وَتَلَحَّفي ظُلَـلَ الغَمَامِ
نامي فقـد أنـهى " مُجِيـعُ الشَّعْـبِ " أيَّـامَ الصِّيَـامِ
نامي فقـد غنَّـى " إلـهُ الحَـرْبِ" ألْـحَانَ السَّـلامِ
نامي جِيَاعَ الشَّعْبِ نامي الفَجْـرُ آذَنَ ﺑﭑنْصِرامِ
والشمسُ لنْ تُؤذيكِ بَعْدُ بما تَوَهَّـج من ضِـرَامِ
والنورُ لَنْ "يُعْمِي!" جُفوناً قد جُبِلْنَ على الظلامِ
نامي كعهدِكِ بالكَرَى وبلُطْفِهِ من عَهْدِ "حَامِ"
نامي.. غَدٌ يسقيكِ من عَسَـلٍ وخَمْـرٍ ألْفَ جَـامِ
أجرَ الذليلِ وبردَ أفئدةٍ إلى العليـا ظَـوَامِي
نامي وسيري في منامِكِ ما استطعتِ إلى الأمامِ
نامي على تلك العِظَاتِ الغُرِّ من ذاك الإمامِ
يُوصِيكِ أن لا تطعمي من مالِ رَبِّكِ في حُطَامِ
يُوصِيكِ أنْ تَدَعي المباهِـجَ واللذائـذَ لِلئـامِ
وتُعَوِّضِي عن كلِّ ذلكَ بالسجـودِ وبالقيـامِ
نامي على الخُطَبِ الطِّوَالِ من الغطارفةِ العِظَامِ
نامي يُسَاقَطْ رِزْقُكِ الموعـودُ فوقَـكِ ﺑﭑنتظـامِ
نامي على تلكَ المباهجِ لم تَدَعْ سَهْمَاً لِرَامِي
لم تُبْقِ من "نُقلٍ" يسرُّكِ لم تَجِئْهُ .. ومن إدَامِ
بَنَتِ البيوتَ وَفَجَّرَتْ جُرْدَ الصحارى والموامي
نامي تَطُفْ حُورُ الجِنَانِ عليـكِ منها بالمُدَامِ
نامي على البَرَصِ المُبَيَّضِ من سوادِكِ والجُـذَامِ
نامي فكَفُّ اللهِ تغسـلُ عنكِ أدرانَ السَّقَـامِ
نامي فحِـرْزُ المؤمنينَ يَذُبُّ عنكِ على الدَّوَامِ
نامي فما الدُّنيا سوى "جسرٍ!" على نَكَـدٍ مُقَـامِ
نامي ولا تتجادلـي القولُ ما قالتْ "حَذَامِ"
نامي على المجدِ القديـمِ وفوقَ كومٍ من عِظَامِ
تيهي بأشباهِ العصامِيّينَ! منكِ على "عِصَـامِ"
الرافعينَ الهَامَ من جُثَثٍ فََرَشْـتِ لَهُمْ وهَامِ
والواحمينَ ومن دمائِكِ يرتوي شَرَهُ الوِحَامِ
نامي فنومُكِ خَيْرُ ما حَمَلَ المُؤَرِّخُ من وِسَامِ
نامي جياعَ الشعبِ نامي بُرِّئْتِ من عَيْبٍ وذَامِ
نامي فإنَّ الوحدةَ العصماءَ تطلُـبُ أنْ تنـامي
نامي جِيَاعَ الشَّعْبِ نامي النومُ مِـن نِعَمِ السلام
تتوحَّدُ الأحزابُ فيـه ويُتَّقَى خَطَرُ الصِـدامِ
تَهْدَا الجموعُ بهِ وتَستغني الصُّفوفُ عَنِ ﭐنقسـامِ
إنَّ الحماقـةَ أنْ تَشُقِّـي بالنُهوضِ عصا الوئـامِ
والطَّيْشُ أن لا تَلْـجَئِي مِن حاكِمِيكِ إلى احتكامِ
النفسُ كالفَرَسِ الجَمُوحِ وعَقْلُها مثلُ اللجـامِ
نامي فإنَّ صلاحَ أمرٍ فاسـدٍ في أن تنـامي
والعُرْوَةُ الوثقى إذا استيقَظْـتِ تُـؤذِنُ بانفصـام
نامي وإلا فالصُّفوفُ تَؤُول منكِ إلى ﭐنقِسـامِ
نامي فنومُكِ فِتْنَـة ٌ إيقاظُها شـرُّ الأثامِ
هل غيرُ أنْ تَتَيَقَّظِـي فتُعَاوِدِي كَرَّ الخِصـامِ
نامي جياعَ الشعبِ نامي لا تقطعي رِزْقَ الأنامِ
لا تقطعي رزقَ المُتَاجِرِ ، والمُهَنْدِسِ ، والمُحَـامِي
نامي تُرِيحِي الحاكمينَ من ﭐشتباكٍ والتحَـامِ
نامي تُوَقَّ بكِ الصَّحَافَةُ من شُكُـوكٍ واتِّهَـامِ
يَحْمَدْ لكِ القانـونُ صُنْعَ مُطَـاوِعٍ سَلِـسِ الخُطَامِ
خَلِّ "الهُمَامَ!" بنومِكِ يَتَّقِي شَـرَّ الهُمَـامِ
وتَجَنَّبِي الشُّبُهَـاتِ في وَعْـيٍ سَيُوصَـمُ ﺑﭑجْتِـرَامِ
نامي فجِلْدُكِ لا يُطِيقُ إذا صَحَا وَقْعَ السِّهَامِ
نامي وخَلِّي الناهضينَ لوحدِهِمْ هَدَفَ الرَّوَامِي
نامي وخَلِّي اللائمينَ فما يُضِيرُكِ أن تُلامِي!
نامي فجدرانُ السُّجُونِ تَعِـجُّ بالموتِ الزُّؤَامِ
ولأنتِ أحوجُ بعدَ أتعـابِ الرُّضُـوخِ إلى جِمَـامِ
نامي يُـرَحْ بمنامِـكِ "الزُّعَمَـاءُ!" من داءِ عُقَـام
نامي فحقُّكِ لن يَضِيعَ ولستِ غُفْلاً كالسَّوَامِ
إن "الرُّعَاةَ!" الساهرينَ سيمنعونَكِ أنْ تُضَامِي
نامي على جَـوْرٍ كما حُمِلَ الرَّضِيعُ على الفِطَامِ
وَقَعي على البلوى كما وَقَعَ "الحُسامُ!" على الحُسامِ
نامي علـى جَيْـشٍ مِنَ الآلامِ محتشـدٍ لُهَـامِ
أعطي القيادةَ للقضاءِ وحَكِّمِيـهِ في الزِّمَـامِ
واستسلمي للحادثاتِ المشفقـاتِ على النِّيَـامِ
إنَّ التيقظَ - لو علمتِ- طليعـةُ المـوتِ الزؤامِ
والوَعْيُ سَيْفٌ يُبْتَلَى يومَ التَّقَـارُعِ ﺑﭑنْثِلامِ
نامي شَذَاةَ الطُّهْرِ نامي يا دُرَّةً بيـنَ الرُّكَـامِ
يا نبتةَ البلـوى ويا ورداً ترعرعَ في ﭐهتضامِ
يا حُرَّةً لم تَـدْرِ ما معنى ﭐضطغانٍ وانتقامِ!
يا شُعْلَةَ النُّـورِ التي تُعْشِي العُيُونَ بلا اضطرامِ!
سُبحانَ رَبِّكِ صُورةً تزهو على الصُّوَرِ الوِسَامِ
إذْ تَخْتَفِينَ بلا اهتمامٍ أو تُسْفِرينَ بلا لِثَـامِ
إذْ تَحْمِلِينَ الشـرَّ صابـرةً مِنَ الهُـوجِ الطَّغـامِ
بُوركْتِ من "شَفْعٍ " فإنْ نزلَ البلاءُ فمن "تُؤَامِ"
كم تصمُدِينَ على العِتَابِ وتَسْخَرينَ مـن الملامِ!
سُبحانَ ربِّكِ صورةً هي والخطوبُ على انسجامِ
نامي جياعَ الشعبِ نامي النومُ أَرْعَى للذِّمَامِ
والنومُ أَدْعَى للنُزُولِ على السَّكِينَةِ والنِّظَامِ
نامي فإنَّكِ في الشَّدائدِ تَخْلُصِينَ من الزِّحَامِ
نامي جياعَ الشَّعْبِ لا تُعْنَيْ بِسَقْطٍ من كلامي
نامي فما كانَ القَصِيدُ سوى خُرَيْزٍ في نظامِ
نامي فقد حُبَّ العَمَاءُ عَنِ المساوىء والتَّعَامِي
نامي فبئسَ مَطَامِـعُ الواعِيـنَ! من سَيْـفٍ كَهَـامِ
نامي: إليـكِ تحيّتِي وعليكِ، نائمةً سـلامي
نامي جياعَ الشَّعْبِ نامي حَرَسَتْكِ آلهةُ الطعامِ
مها يوسف
03-31-2011, 06:53 PM
أبو العلاء المعري* (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn1)
قِفْ بِالْمَعَـرَّةِ وَامْسَحْ خَدَّهَا التَّرِبَـا وَاسْتَوْحِ مَنْ طَوَّقَ الدُّنْيَا بِمَا وَهَبَـا(1) (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn2)
وَاسْتَوْحِ مَنْ طَبَّـبَ الدُّنْيَا بِحِكْمَتِـهِ وَمَنْ عَلَى جُرْحِهَا مِنْ رُوحِهِ سَكَبَـا
وَسَائِلِ الحُفْـرَةَ الْمَرْمُـوقَ جَانِبهُـا هَلْ تَبْتَغِي مَطْمَعاً أَوْ تَرْتَجِـي طَلَبَـا؟
يَا بُرْجَ مَفْخَـرَةِ الأَجْدَاثِ لا تَهِنِـي إنْ لَمْ تَكُونِي لأَبْرَاجِ السَّمَـا قُطُبَـا
فَكُـلُّ نَجْـمٍ تَمَنَّـى فِي قَرَارَتِـهِ لَوْ أنَّـهُ بِشُعَـاعٍ مِنْـكِ قَدْ جُذِبَـا
والمُلْهَمَ الحَائِـرَ الجبَّـارَ، هَلْ وَصَلَتْ كَفُّ الرَّدَى بِحَيَـاةٍ بَعْـدَه سَبَبـا؟(2) (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn3)
وَهَلْ تَبَدَّلْـتَ رُوحَاً غَيْـرَ لاَغِبَـةٍ أَمْ مَا تَزَالُ كَأَمْسٍ تَشْتَكِـي اللَّغَبـا(3) (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn4)
وَهَـلْ تَخَبَّـرْتَ أَنْ لَمْ يَأْلُ مُنْطَلِـقٌ مِنْ حُرِّ رَأْيِكَ يَطْوِي بَعْـدَكَ الحِقَبـَا(4) (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn5)
أَمْ أَنْـتَ لا حِقَبَاً تَدْرِي، وَلا مِقَـةً وَلا اجْتِوَاءً، وَلا بُـرْءَاً، وَلا وَصَبَـا(5) (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn6)
وَهَلْ تَصَحَّـحَ فِي عُقْبَاكَ مُقْتَـرَحٌ مِمَّا تَفَكَّرْتَ أَوْ حَدَّثْـتَ أو كُتِبَـا؟(6) (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn7)
نَـوِّر لَنَـا، إنَّـنَا فِي أَيِّ مُدَّلَـجٍ مِمَّا تَشَكَّكْتَ، إِنْ صِدْقَاً وَإِنْ كَذِبَـا(7) (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn8)
أَبَا العَـلاءِ وَحَتَّـى اليَوْمِ مَا بَرِحَتْ صَنَّاجَةُ الشِّعْرِ تُهْدِي الْمُتْرَفَ الطَّرَبَا(8) (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn9)
يَسْتَـنْزِلُ الفِكْـرَ مِنْ عَلْيَا مَنَازِلِـهِ رَأْسٌ لِيَمْسَـحَ مِنْ ذِي نِعْمَـةٍ ذَنَبَـا
وَزُمْـرَةُ الأَدَبِ الكَابِـي بِزُمْرَتِـهِ تَفَرَّقَتْ فِي ضَلالاتِ الهَـوَى عُصَبَـا
تَصَيَّـدُ الجَـاهَ وَالأَلْقَـابَ نَاسِيَـةً بِـأَنَّ فِـي فِكْـرَةٍ قُدَسِيَّـةٍ لَقَبَـا
وَأَنَّ لِلْعَبْقَـرِيّ الفَـذِّ وَاحِـدَةً إمَّـا الخُلُـودَ وَإمَّا المَـالَ والنَّشَبَـا
مِنْ قَبْلِ أَلْفٍ لَوَ أنَّـا نَبْتَغِـي عِظَـةً وَعَظْتَنَا أَنْ نَصُـونَ العِلْـمَ وَالأَدَبَـا
عَلَى الحَصِيرِ.. وَكُـوزُ الماءِ يَرْفُـدُهُ وَذِهْنُهُ.. وَرُفُـوفٌ تَحْمِـلُ الكُتُبَـا
أَقَـامَ بِالضَّجَّـةِ الدُّنْيَـا وَأَقْعَـدَهَا شَيْـخٌ أَطَـلَّ عَلَيْهَا مُشْفِقَاً حَدِبَـا
بَكَى لأَوْجَـاعِ مَاضِيهَا وَحَاضِـرِهَا وَشَـامَ مُسْتَقْبَـلاً مِنْهَـا وَمُرْتَقَبَـا
وَلِلْكَآبَـةِ أَلْـوَانٌ، وَأَفْجَعُــهَا أَنْ تُبْصِرَ الفَيْلَسُوفَ الحُـرَّ مُكْتَئِبَـا
تَنَـاوَلَ الرَّثَّ مِنْ طَبْـعٍ وَمُصْطَلَـحٍ بِالنَّقْـدِ لاَ يَتَأبَّـى أَيَّـةً شَجَبَـا
وَأَلْهَـمَ النَّاسَ كَيْ يَرضَوا مَغَبَّـتَهُم أَنْ يُوسِعُوا العَقْلَ مَيْدَانَاً وَمُضْطَرَبَـا(9) (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn10)
وَأَنْ يَمُـدُّوا بِـهِ فِي كُلِّ مُطَّـرَحٍ وَإِنْ سُقُوا مِنْ جَنَاهُ الوَيْـلَ وَالحَرَبَـا
لِثَـوْرَةِ الفِكْـرِ تَأْرِيـخٌ يُحَدِّثُنَـا بِأَنَّ أَلْفَ مَسِيـحٍ دُونـهَا صُلِبَـا
إنَّ الذِي أَلْهَـبَ الأَفْـلاكَ مِقْوَلُـهُ وَالدَّهْرَ.. لاَ رَغَبَا يَرْجُـو وَلاَ رَهَبَـا
لَمْ يَنْسَ أَنْ تَشْمَلَ الأَنْعَـامَ رَحْمَتُـهُ وَلاَ الطُّيُورَ .. وَلاَ أَفْرَاخَـهَا الزُّغُبَـا
حَنَا عَلَى كُلِّ مَغْصُـوبٍ فَضَمَّـدَهُ وَشَـجَّ مَنْ كَانَ، أَيَّا كَانَ، مُغْتَصِبَـا
سَلِ المَقَادِيـرَ، هَلْ لاَ زِلْتِ سَـادِرَةً أَمْ أَنْتِ خَجْلَى لِمَا أَرْهَقْتِـهِ نَصَبَـا
وَهَلْ تَعَمَّدْتِ أَنْ أَعْطَيْـتِ سَائِبَـةً هَذَا الذِي مِنْ عَظِيـمٍ مِثْلِـهِ سُلِبَـا
هَذَا الضِّيَاءُ اَلذِي يَهْدِي لـمَكْمَنـه لِصَّاً وَيُرْشِدُ أَفْعَـى تَنْفُـثُ العَطَبَـا
فَإِنْ فَخَـرْتِ بِمَا عَوَّضْتِ مِنْ هِبَـةٍ فَقَدْ جَنَيْـتِ بِمَا حَمَّلْتِـهِ العَصَبَـا
تَلَمَّسَ الحُسْنَ لَمْ يَمْـدُدْ بِمُبْصِـرَةٍ وَلاَ امْتَـرَى دَرَّةً مِنْهَـا وَلاَ حَلَبَـا(10) (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn11)
وَلاَ تَنَـاوَلَ مِـنْ أَلْوَانِـهَا صُـوَرَاً يَصُـدُّ مُبْتَعِـدٌ مِنْهُـنَّ مُقْتَرِبَـا
لَكِنْ بِأَوْسَـعَ مِـنْ آفَاقِـهَا أَمَـدَاً رَحْبَاً، وَأَرْهَـفَ مِنْهَا جَانِبَا وَشَبَـا
بِعَاطِـفٍ يَتَبَنَّـى كُـلَّ مُعْتَلِـجٍ خَفَّاقَـه وَيُزَكِّيـهِ إِذَا انْتَسَبَـا(11) (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn12)
وَحَاضِـنٍ فُـزَّعَ الأَطْيَافِ أَنْزَلَـهَاَ شِعَافَـه وَحَبَـاهَا مَعْقِـلاً أَشِبَـا
رَأْسٌ مِنَ العَصَبِ السَّامِي عَلَى قَفَصٍ مِنَ العِظَـامِ إِلَى مَهْزُولَـةٍ عُصِبَـا
أَهْوَى عَلَى كُوَّةٍ فِي وَجْهِـهِ قَـدَرٌ فَسَدَّ بِالظُلْمَـةِ الثُقْبَيْـنِ فَاحْتَجَبَـا(12) (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn13)
وَقَالَ لِلْعَاطِفَـاتِ العَاصِفَـاتِ بِـهِ الآنَ فَالْتَمِسِـي مِنْ حُكْمِـهِ هَرَبَـا
الآنَ يَشْرَبُ مَا عَتَّقْـتِ لاَ طَفَـحَاً يُخْشَى عَلَى خَاطِرٍ مِنْـهُ وَلاَ حَبَبَـا
الآنَ قُولِي إِذَا اسْتَوْحَشْـتِ خَافِقَـةً هَـذَا البَصِيـرُ يُرِينَـا آيَـةً عَجَبَـا
هَذَا البَصِيرُ يُرِينَـا بَيْـنَ مُنْـدَرِسٍ رَثِّ الْمَعَالِمِ، هَذَا الْمَرْتَـعَ الخَصِبَـا(13) (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn14)
زُنْجِيّـَةُ اللَّيْلِ تَرْوِي كَيْفَ قَلَّـدَهَا فِي عُرْسِهَا غُرَرَ الأَشْعَارِ.. لاَ الشُّهُبَـا(14) (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn15)
لَعَـلَّ بَيْنَ العَمَى فِي لَيْـلِ غُرْبَتِـهِ وَبَيْـنَ فَحْمَتِـهَا مِنْ أُلفَـةٍ نَسَبَـا
وَسَاهِرُ البَرْقَ وَالسُّمَّـارُ يُوقِظُـهُمْ بِالجَزْعِ يَخْفُقُ مِنْ ذِكْـرَاهُ مُضْطَرِبَـا(15) (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn16)
وَالفَجْرُ لَوْ لَمْ يَلُذْ بَالصُّبْـحِ يَشْرَبُـهُ مِنَ المَطَايَـا ظِمَـاءٌ شُرَّعَـاً شُرِبَـا(16) (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn17)
وَالصُّبْـحُ مَا زَالَ مُصْفَـرَّاً لِمَقْرَنِـهِ فِي الحُسْنِ بِاللَّيْلِ يُزْجِي نَحْوَهُ العَتَبَـا(17) (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn18)
يَا عَارِيَاً مِنْ نَتـاجِ الحُـبِّ تَكْرمَـةً وَنَاسِجَـاً عَفَّـةً أَبْـرَادَهُ القُشُبَـا
نَعَوا عَلَيْكَ - وَأَنْتَ النُّورُ- فَلْسَفَـةً سَـوْدَاءَ لا لَـذَّةً تَبْغِـي وَلا طَرَبَـا
وَحَمَّلُـوكَ - وَأَنْتَ النَّـارُ لاهِبَـةً - وِزْرَ الذِي لا يُحِسُّ الحُـبَّ مُلْتَهِبَـا
لا مَوْجَـةُ الصَّدْرِ بِالنَّهْدَيْنِ تَدْفَعُـهُ وَلا يَشُقُّ طَرِيقَـاً في الهَـوَى سَربَـا
وَلا تُدَغْـدِغُ مِنْـهُ لَـذَّةٌ حُلُمَـاً بَلْ لا يُطِيقُ حَدِيـثَ اللَّـذَّةِ العَذِبَـا
حَاشَاكَ، إِنَّكَ أَذْكَى في الهَوَى نَفَسَاً سَمْحَاً، وَأَسْلَسُ مِنْهُمْ جَانِبـَاً رَطبَـا
لا أَكْذِبَنَّـكَ إِنَّ الحُـبَّ مُتَّهَـمٌ بِالجَوْرِ يَأْخُـذُ مِنَّـا فَوْقَ مَا وَهَبَـا
كَمْ شَيَّعَ الأَدَبُ المَفْجُوعُ مُحْتَضِرَاً لَدَى العُيُونِ وَعِنْدَ الصَّـدْرِ مُحْتَسَبَـا(18) (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn19)
صَرْعَى نَشَاوَى بِأَنّ الخَـوْدَ لُعْبَتُـهُمْ حَتَّى إِذَا اسْتَيْقَظُـوا كَانُوا هُمُ اللُعَبَـا
أَرَتْهُمُ خَيْرَ مَا في السِّحْرِ مِنْ بُـدعٍ وَأَضْمَرَتْ شَرَّ مَا قَدْ أَضْمَرَتْ عُقُبَـا
عَانَى لَظَى الحُـبِّ "بَشَّارٌ" وَعُصْبَتُـهُ فَهَلْ سِوَى أَنَّهُمْ كَانُـوا لَـهُ حَطَبَـا **
وَهَلْ سِوَى أَنَّهُمْ رَاحُوا وَقَدْ نَـذَرُوا لِلْحُبِّ مَا لَمْ يَجِبْ مِنْهُمْ وَمَا وَجَبَـا
هَلْ كُنْتَ تَخْلُدُ إِذْ ذَابُوا وَإذْ غَبَـرُوا لَوْ لَمْ تَرُضْ مِنْ جِمَاحِ النَّفْسِ مَا صَعُبَا
تَأْبَى انْحِـلالاً رِسَـالاتٌ مُقَدَّسَـةٌ جَـاءَتْ تُقَـوِّمُ هَذَا العَالَمَ الخَرِبَـا
يَا حَافِـرَ النَّبْـعِ مَزْهُـوَّاً بِقُوَّتِـهِ وَنَاصِـرَاً في مَجَالِي ضَعْفِـهِ الغَرَبَـا(19) (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn20)
وَشَاجِبَ الْمَوْتِ مِنْ هَذَا بِأَسْهُمِـهِ وَمُسْتَمِنَّـاً لِهَـذَا ظِلَّـهُ الرَّحِبَـا
وَمُحْرِجَ المُوسِـرِ الطَّاغِـي بِنِعْمَتِـهِ أَنْ يُشْرِكَ الْمُعْسِـرَ الخَاوي بِمَا نَهَبَـا
والتَّـاج إِذْ تَتَحَـدَّى رَأْسَ حَامِلِـهِ بِأَيِّ حَـقٍّ وَإِجْمَـاعٍ بِـه اعْتَصَبَـا
وَهَـؤُلاء الدُّعَـاةُ العَاكِفُـونَ عَلَى أَوْهَامِهِمْ، صَنَمَـاً يُهْدُونَـهُ القُرَبَـا(20) (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn21)
الحَابِطُـونَ حَيَاةَ النَّاسِ قَدْ مَسَـخُوا مَا سَنَّ شَرْعٌ وَمَا بِالفِطْـرَةِ اكْتُسِبَـا
وَالفَاتِلُـونَ عَثَـانِينَـاً مُهَـرَّأَةً سَاءَتْ لِمُحْتَطِبٍ مَرْعَـىً وَمُحْتَطَبَـا(21) (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn22)
وَالْمُلْصِقُونَ بِعَـرْشِ اللهِ مَا نَسَجَـتْ أَطْمَاعُهُـمْ: بِدَعَ الأَهْـوَاءِ وَالرِّيَبَـا
وَالْحَاكِمُونَ بِمَا تُوحِـي مَطَامِعُهُـمْ مُؤَوِّلِيـنَ عَلَيْهَـا الجِـدَّ وَاللَّعِبَـا
عَلَى الجُلُودِ مِنَ التَّدْلِيـسِ مَدْرَعَـةٌ وَفِي العُيُونِ بَرِيقٌ يَخْطَـفُ الذَّهَبَـا
مَا كَانَ أَيُّ ضَـلالٍ جَالِبـاً أَبَـدَاً هَذَا الشَّقَاء الذِي بِاسْمِ الهُدَى جُلِبَـا
أَوْسَعْتَهُـمْ قَارِصَاتِ النَّقْـدِ لاذِعَـةً وَقُلْتَ فِيهِمْ مَقَـالاً صَادِقَـاً عَجبَـا
"صَاحَ الغُرَابُ وَصَاحَ الشَّيْخُ فَالْتَبَسَتْ مَسَالِـكُ الأَمْـرِ: أَيٌّ مُنْهُمَا نَعَبَـا"
أَجْلَلْـتُ فِيكَ مِنَ المِيزَاتِ خَالِـدَةً حُرِّيَّـةَ الفِكْـرِ وَالحِرْمَانَ وَالغَضَبَـا
مَجْمُوعَـةً قَدْ وَجَدْنَاهُـنَّ مُفْـرَدَةً لَـدَى سِـوَاكَ فَمَا أَغْنَيْنَـنَا أَرَبَـا
فُـرُبَّ ثَاقِـبِ رَأْيِ حَـطَّ فِكْرَتَـهُ غُنْمٌ فَسَفَّ.. وَغَطَّى نُـورَهَا فَخَبَـا
وَأَثْقَلَـتْ مُتَـعُ الدُّنْيَـا قَوَادِمَـهُ فَمَا ارْتَقَى صُعُدَاً حَتَّى ادَّنَـى صَبَبَـا
بَدَا لَهُ الحَـقُّ عُرْيَانَـاً فَلَـمْ يَـرَهُ وَلاحَ مَقْتَـلُ ذِي بَغْـيٍ فَمَا ضَرَبَـا
وَإِنْ صَدَقْتُ فَمَا فِي النَّاسِ مُرْتَكِبَـاً مِثْلُ الأَدِيـبِ أَعَانَ الجَـوْرَ فَارْتكبَـا
هَذَا اليَرَاعُ، شـوَاظُ الحَـقِّ أَرْهَفَـهُ سَيْفَـاً، وَخَانِـعُ رَأْيٍ رَدَّهُ خَشَبَـا
وَرُبَّ رَاضٍ مِنَ الحِرْمَـانِ قِسْمَتـهُ فَبَرَّرَ الصَّبـْرَ وَالحِرْمَـانَ وَالسَّغَبَـا
أَرْضَى، وَإِنْ لَمْ يَشَأْ، أَطْمَاحَ طَاغِيَـةٍ وَحَالَ دُونَ سَوَادِ الشَّعْـبِ أَنْ يَثِبَـا
وَعَـوَّضَ النَّـاسَ عَنْ ذُلٍّ وَمَتْرَبَـةٍ مِنَ القَنَاعَـةِ كَنْزَاً مَائِجَـاً ذَهَبَـا
جَيْشٌ مِنَ الُْمُثُلِ الدُّنْيَـا يَمُـدُّ بِـهِ ذَوُو الْمَوَاهِبِ جَيْشَ القُـوَّةِ اللَّجَبَـا
آمَنْتُ بِالله وَالنُّـورِ الذِي رِسَمَـتْ بِهِ الشَّرَائِـعُ غُـرَّاً مَنْهَجَـاً لَحِبَـا
وُصْنْتُ كُلَّ دُعَاةِ الحَـقِّ عَنْ زِيَـغٍ وَالْمُصْلِحِينَ الهُدَاةَ، العُجْـمَ وَالعَرَبَـا
وَقَدْ حَمِدْتُ شَفِيعَاً لِي عَلَى رَشَـدِيَ أُمّاَ وَجَدْتُ عَلَى الإِسْـلامِ لِي وَأَبَـا
لَكِنَّ بِي جَنَفَـاً عَنْ وَعْـيِ فَلْسَفَـةٍ تَقْضِـي بِأَنَّ البَرَايَـا صُنِّفَتْ رُتَبَـا(22) (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn23)
وَأَنَّ مِنْ حِكْمَةٍ أَنْ يَجْتَبَـي الرُّطَبَـا فَرْدٌ بِجَهْدِ أُلُـوفٍ تَعْلِـكُ الكَرَبَـا(23) (http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_maari.htm#_edn24)
مها يوسف
03-31-2011, 07:00 PM
محمد مهدي الجواهري
http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jawahri.jpg
الشاعرية
إذا خــــــانـــتــك مـــوهــــبـــةٌ فـحــــــقُ
ســـــــبـــيــــل الــعــيــشِ وَعْرٌ لا يُشَقُ
وما ســـهــــلٌ حـــــياةُ أخـــي شــعـــورٍ
مــــن الــوجـــــدان ينبضُ فـــيه عـــرقُ
أحــــلـــَّــــتْـــــهُ وداعـــــــتــــه مــحــيطاً
حـــــمـــتـــه جــــوارحٌ لــلــصـــيــــد زُرقُ
تــفــيــض وضـــــاحــــةً والعـيـش غِشٌ
ســــلاحــــك فــيـــه أن يـــعـــلوك رَنقُ
وتــــحــمــــلُ ما يــجـــلُّ مــن الـــرزايا
قُـــــواك وقـــــد تــــخــــورُ لما يَـــــــدِقُ
وقــد تـــقــســــو ظــــروفٌ مُحوِجاتٌ
عـلــيــك وأنت وَهـم بما ظنوا مُحِقُ
قــــلــيـــلٌ عــــاذروك عـــلى انقـباضِ
أحـــــب الــنــــاس عــــنــد الناس طَلْقُ
ووجـــــهٌ تـــقــطـــرُ الأحــزان مـــنه
عـلــى الــخـلـطــاء مَــحـمِــلــهُ يـشِـقٌ
شــــريــكُــكَ في مــزاجك من تُصافي
له شِـــقٌ وطـــــــوعُ يـــديـــــك شِـــقُ
وقــــبــــلاً قــــال ذو أدبٍ ظـــريـــــفٍ
قِـــــرى الأضــــيـــاف قـــبــل الزاد خُلقُ
وعـــــــذرُك أنــــــت آلام ثِـــقــــــــالٌ
لــهـــنَّ بــعـــيــشـــــةِ الأدبـــاء لَــصْـقُ
أحـــقُ الــنـــاس بــالـتــلـطــيفِ يغدو
وكـــــــل حـــــــيــاتـــه عَــنَـــتٌ وزَهْـــقُ
تـــســـيــر بــك العــواطـــفُ لـلـمنايا
وعـــاطـــفـــةٌ تـســــوءُ الظُـــفـــرَ حُـمْـقُّ
وحـتـى في السـكـوتِ يُــرادُ حزمٌ
وحــتـــى فـــي الــســـلام يُـــراد حــذقُ
يـــريــد الــنــاسُ أوضــاعـــاً كــــثاراً
وفـــيـــك لـمــا يُـــريـــد الــنـاس خَرقُ
خــضــوع الفــرد للطــبــقـات فـرضٌ
وقـــاســـيــةٌ عــقــــوبــةُ مـــن يَـــعِــقُ
نسـيـــجٌ مـــن روابـــطَ مــحـكـمــاتٍ
شـــذوذُ العــــبــقـــرية فــيـــه فَــتْقُ
وعـــنـــدكَ قـــوةُ الــتــعــبــيــــر عما
تُـــحـــسُّ ومــيــــزةُ الشُـــعـــــراء نُطقُ
حــــيــاتــك أن تــقـــول ولــو لــهـــاثاً
وحُـــكـــمٌ بــالســـــكـوتِ عليك شَنقُ
فـــمـــا تـــدري أتُـــطـــلق من عنان الـ
قـــريـحـــةِ أم تُــسِــفُ فــتُــســـتَــــرق
غــــريبٌ عــــالم الشـــعــــراءِ تقســـو
ظــــــروفـــهــــم وألــســـنـــهــــم تَـرِقُّ
كبعـض الناس هم فإذا استُثِروا
فـــبــيــنـهـم وبـيـن الــنـاس فـــــرقُ
شـذوذ الـنـاس مُــخـتـلـق ولكنْ
شـــذوذ الشاعــر الفـنـــان خَــلْـقُ
وإن تــعـجــب فــمــن لَــبِــقٍ أريـــبٍ
عــلــيه تـــساويـــا سَــطْـــحٌ وعُمق
تـــضــيق بـه المــسـالــك وهــو حُــرٌّ
ويُـــــعــــــوِزُهُ التــــقـــلــب وهــــو ذَلْقُ
وســر الــشـاعــريــــة فــي دمـــاغٍ
ذكــــيٍ وهـــو فـــي الـتــدبــيــر خَــرْقُ
تــخــبــط في بــسـائـطــهِ وحَـــلَّت
عـلى يـــده مــــــن الأفــــكــــار غُلقُ
مـــشاهــيرٌ ومـا طَلَبوا اشـــتهاراً
مـــشـــتْ بُــــردٌ بــــهـــم وأُثِــيـرَ برقُ
ومــرمــوقــون مـن بُـعــدٍ وقُــربٍ
لــهـــم أُفــقٌ وللـقــمـريــن أُفْــقُ
ذكرى الغالي
01-02-2012, 01:41 PM
http://kll2.com/upfiles/yuH77071.gif (http://kll2.com/)
مها يوسف
01-06-2012, 03:16 PM
http://kll2.com/upfiles/yuh77071.gif (http://kll2.com/)
الغالية ذكرى الغالي
شكرا لك على مرورك الركريم
دمت بخير مشكورة
vBulletin® v3.8.9, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd by