شاعر الجيل
03-26-2011, 02:43 PM
النفس رئعه فلسفيه للشاعر باسم عبد الحكيم
http://moh99d.com/vb/images/myframes/6_cur.gifhttp://moh99d.com/vb/images/myframes/6_cul.gif
النفس
محراب قديم يحوي دفء الثلوج وصقيع النار،
تغربل الكلمات الغامضة في أوردة الروح،
وتمنحها قدرة الكشف،
والنشوة .
لذا،
آثرت البقاء وحيدا،
قريبا من الحطب والنار .
للحطب، نكهة العصور الغابرة .
وللنار، مذاق الابتهالات المقدسة .
ألقي قطع الحطب الواحدة تلو الأخرى،
في موقد النار،
كمن يلقي تأملا مشتعلا بالأسرار،
في فم المجهول .
إلقاء يحفظ نكهة الاسرار
الاسرار المليئة بالطواطم المبجلة .
ويحفظ رائحة النار الغامضة،
نار الكائنات المنذورة للحكمة واللذة .
احمل وجهي صوب النافذة، فأشاهد
الليل الملفوف بالشتاء ينصت لتهجدات القديسين،
القادمة من البعيد :
قديسو الكلمة المتمردة على الموت،
وقديسو الرحلة العاشقة للموت،
فأدرك بأنها ليلة الخروج إلى المعنى .
أجلس قرب الموقد على كرسي هزاز،
أعتاد على هز أيامي السابحة بالسؤال،
فيشرق السؤال مني،
ويسيح الى الحياه بهدوء جم،
متجها صوب النار،
فيذوب بموجاته الشفيفة،
ويصير ملهاه
أحس بأن النار تدعوني
إلى الانصهار بها،
كلما أدس بصري في موقدها .
أشعر أن ثمة فما يناديني،
ويدا تومئ لي من جسدها،
كلما غرقت بتأملها .
النار،
جحيم مترع باللذة .
النار،
شيطان طاهر .
وهذا وحده مدعاة لإرسال
روحي لها كقربان أتوسل به لهيبها .
فتغرق روحي بها،
تغرق،
تغرق،
وتغرق إلى ان أمسك اللحظة المرتجاة .
كوخ صغير،
برد شديد يلف عنق الكوخ،
ثمة امرأة عجوز تجلس فيه،
قبالة موقد نار ،
كانت تعلم حفيدها،
كيف يلقي سنواته القادمة في
فم النار .
أفارق الكرسي الملطخ بالدهشة /
فالنار تمتلك إيقاعا أكثر صخبا من الحياة،
على الرغم من صمتها الداعي للحذر .
أحذروا النار،
لأنها تصيب المرء بمس من الواقع،
ان لم يعزف على أوتارها بجنون .
أتجول في المكان ذهابا وأيابا،
مفكرا بأسرار النار والثلج،
الحياة والموت،
الوجود والعدم،
الخلود والأبدية،
فالجلوس أمام موقد النار يجعل المرء
كاهنا قادما من أقرب مجرة للإله،
ويرميه في فضاء الكتابة المنفلتة /
كتابة موته الأول والأخير .
الموت، رجل الحياة الزائل .
ثمة موت آخر في كنف الحياة .
انه موت السؤال،
موت الحماقة،
موت المعنى،
أدنو من نافذة المنزل التي لم تعد تصلح
للانتظار والترقب، لأنني لم أرد ذلك .
فنافذتي نذرت للثلوج والأمطار والشمس .
الثلوج،
لسعة السماء النافرة .
والأمطار،
دموع السماء على مصائرنا المجهولة .
والشمس،
شمس فقدت اللغه http://moh99d.com/vb/images/myframes/6_cdr.gif
http://moh99d.com/vb/images/myframes/6_cur.gifhttp://moh99d.com/vb/images/myframes/6_cul.gif
النفس
محراب قديم يحوي دفء الثلوج وصقيع النار،
تغربل الكلمات الغامضة في أوردة الروح،
وتمنحها قدرة الكشف،
والنشوة .
لذا،
آثرت البقاء وحيدا،
قريبا من الحطب والنار .
للحطب، نكهة العصور الغابرة .
وللنار، مذاق الابتهالات المقدسة .
ألقي قطع الحطب الواحدة تلو الأخرى،
في موقد النار،
كمن يلقي تأملا مشتعلا بالأسرار،
في فم المجهول .
إلقاء يحفظ نكهة الاسرار
الاسرار المليئة بالطواطم المبجلة .
ويحفظ رائحة النار الغامضة،
نار الكائنات المنذورة للحكمة واللذة .
احمل وجهي صوب النافذة، فأشاهد
الليل الملفوف بالشتاء ينصت لتهجدات القديسين،
القادمة من البعيد :
قديسو الكلمة المتمردة على الموت،
وقديسو الرحلة العاشقة للموت،
فأدرك بأنها ليلة الخروج إلى المعنى .
أجلس قرب الموقد على كرسي هزاز،
أعتاد على هز أيامي السابحة بالسؤال،
فيشرق السؤال مني،
ويسيح الى الحياه بهدوء جم،
متجها صوب النار،
فيذوب بموجاته الشفيفة،
ويصير ملهاه
أحس بأن النار تدعوني
إلى الانصهار بها،
كلما أدس بصري في موقدها .
أشعر أن ثمة فما يناديني،
ويدا تومئ لي من جسدها،
كلما غرقت بتأملها .
النار،
جحيم مترع باللذة .
النار،
شيطان طاهر .
وهذا وحده مدعاة لإرسال
روحي لها كقربان أتوسل به لهيبها .
فتغرق روحي بها،
تغرق،
تغرق،
وتغرق إلى ان أمسك اللحظة المرتجاة .
كوخ صغير،
برد شديد يلف عنق الكوخ،
ثمة امرأة عجوز تجلس فيه،
قبالة موقد نار ،
كانت تعلم حفيدها،
كيف يلقي سنواته القادمة في
فم النار .
أفارق الكرسي الملطخ بالدهشة /
فالنار تمتلك إيقاعا أكثر صخبا من الحياة،
على الرغم من صمتها الداعي للحذر .
أحذروا النار،
لأنها تصيب المرء بمس من الواقع،
ان لم يعزف على أوتارها بجنون .
أتجول في المكان ذهابا وأيابا،
مفكرا بأسرار النار والثلج،
الحياة والموت،
الوجود والعدم،
الخلود والأبدية،
فالجلوس أمام موقد النار يجعل المرء
كاهنا قادما من أقرب مجرة للإله،
ويرميه في فضاء الكتابة المنفلتة /
كتابة موته الأول والأخير .
الموت، رجل الحياة الزائل .
ثمة موت آخر في كنف الحياة .
انه موت السؤال،
موت الحماقة،
موت المعنى،
أدنو من نافذة المنزل التي لم تعد تصلح
للانتظار والترقب، لأنني لم أرد ذلك .
فنافذتي نذرت للثلوج والأمطار والشمس .
الثلوج،
لسعة السماء النافرة .
والأمطار،
دموع السماء على مصائرنا المجهولة .
والشمس،
شمس فقدت اللغه http://moh99d.com/vb/images/myframes/6_cdr.gif