الرحال
04-09-2011, 03:21 PM
تستعد عدد من الصحف السعودية وكُتاب فيها لرفع دعوى قضائية ضد الداعية محمد العريفي، بعد وصف الأخير لصحف معينة وكتاب فيها والمثقفين بـ"العفن"، واتهامهم بالعمالة الخارجية، في خطبة الجمعة الماضية.
وفي وقت تنوي فيه الصحف تقديم الشكوى أولاً إلى وزارة الشؤون الإسلامية التي تشرف على المساجد والدعاة قبل التحول للقضاء لرد اعتبارها، عبر عدد من مسؤولي الصحف السعودية والكتاب عن رفضهم لاتهامات العريفي، واصفين إياها بالسخيفة والمغرضة والتي لا تستند إلى حقائق، مبدين في حديثهم لـ"العربية.نت" أسفهم لأن يصل مستوى خطبة الجمعة في المساجد إلى هذا القدر.
ووصف رئيس تحرير صحيفة "الرياض"، رئيس جمعية الصحافيين السعوديين تركي السديري، اتهامات العريفي بالمضحكة، واعتبره مجرد باحث عن الشهرة. وقال في حديثه لـ"العربية.نت": "الرجل باحث عن شهرة، وتعوّد مثل هذه الممارسة في مناسبات مختلفة, أما كلامه عن الصحف دون تمييز فجميعها كانت لها مواقف إيجابية، ولكنها مواقف موضوعية تختلف عن أسلوبه هو في التهريج والبحث عن الشهرة وأن يكون حديث الناس".
وتابع: "وهو فعلاً حديث الناس، ولكن في كل ما هو سلبي".
القانون سيحفظ للإعلاميين حقهم
ويستغرب مدير تحرير صحيفة "الجزيرة" جاسر الجاسر، محاولات العريفي وغيره من الدعاة لإثارة الفرقة بين أطياف المجتمع، وطالبهم بأن يكونوا دعاة وحدة وطنية. ويقول لـ"العربية.نت": "ما نتمناه من الذين يطلقون على أنفسهم لقب دعاة أن يكونوا دعاة خير وترابط، وليس دعاة فتنة وتمزق للمجتمع وتفتيت له، من خلال تصنيفه إلى فئات وجماعات وتصنيفات فكرية وأيديولوجية بعيدة عن مجتمعنا".
ويتابع: "لا يمكن للداعية أو الإنسان المسلم النقي أن يرمي أخاه المسلم بصفة لا يرضاها لنفسه، فكيف يرضى هو أن يرمي الآخرين بصفات مذمومة نهى عنها الإسلام؟ وكيف لداعية يدعو الى الإسلام النقي أن يروج لمثل هذه الصفات والاتهامات التي لا يجب أن تطلق على أي إنسان مسلم؟".
ويتابع: "يجب أن يعرف الإمام على منبر المساجد والجوامع وخطب الجمعة أن دوره أن يخاطب مستويات متعددة من الثقافة والوعي والفهم، وأن هدف الخطبة تجميع الأمة وليس تفريقها. وفي نظري إنه لا يحق لإمام الجمعة أن يصنّف الناس حسب هواه، ومن لا يتفق معه فكرياً وأيديولوجياً أن يصفهم بأوصاف مذمومة".
ويؤكد الجاسر أن من حق كل متضرر أن يبحث عن طرق قانونية تعيد له حقه. ويقول: "نحن في بلد تحكمه الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة، وكل من يتحاوز حده مع الآخرين ويصفهم بأوصاف خارجة عن القيم والأخلاق من حق المتضرر أن يلجأ إلى الجهات التي تحفظ له حقه".
ويرفض الجاسر كعدد كبير من الصحافيين اتهامات العريفي لهم بالعمالة الخارجية، ويقول: "بعد تصدي المجتمع السعودي لمحاولة الفتنة واختلاق الفوضى في البلد من خلال الدعوة لمهزلة ما سمي بحنين بكل أطيافه سوى الكتاب والإعلاميين وطلبة العلم ورجال الدين والمواطنين العادين، وللأسف الشديد جاءت فئة معينة تحاول أن تنسب هذا الفضل لها وحدها، مع أن الراصد المنصف يرى أن كل أطياف المجتمع السعودي تتصدى لهذه الفتنة".
ويضيف: "قام الكتاب والصحافيون بدوهم، ولكن هل كانوا يريدون أن يكتب الصحافي كل يوم عن هذا الأمر؟ هؤلاء لا يفهمون ما يقوم به الصحافي".
حرب قديمة
ويرفض الكتاب السعوديون استغلال منابر الجمعة لتصفية حسابات قديمة. ويؤكد الكاتب مشاري الذايدي أن بعض الدعاة الصحويين يحاولون تشويه صورة الإعلاميين بشكل مكشوف.
ويقول : "العريفي وكل ما يسمى برموز الصحوة لديهم معركة حقيقية وقديمة مع الإعلام والرأس المخالف لهم. ونحن في السعودية النشاط العلني الوحيد الذي يكفل التنوع هو الإعلام، لأنه ليس لدينا حياة حزبية أو جميعات تظهر فيها الاختلافات. لهذا بات الإعلام مرآة التنوع في المجتمع، وهؤلاء الصحويون، والعريفي أحد خطبائهم ولا أقول علمائهم، يعتقدون أن لهم ثأراً قديماً مع من اصطلحوا على تسميته بالليبراليين. وأنا أسميه الرأي المخالف لهم. وهذا الرأي المخالف يشتمل على عدد كبير من الاتجاهات بما فيها علماء دين من داخل المؤسسة الدينية يخالفون آرائهم. ولكنا نذكر ماذا قالوا عن الشيخ عادل الكلباني بسبب موقفه من الغناء، مع أنه ليس ليبرالي وليس من رجال الإعلام".
ويعتبر الذايدي اتهامات العريفي نابعة من محاولة تكريس صورة الكاتب المأجور أمام الناس. ويقول: "هذا هو التصور الساذج والتقليدي عن الآخر. هم يريدون تكريس هذه الصورة. فأي آخر مختلف عنهم لا توجد له قضية وهو مأجور، مع أننا نعرف أن بعض المشايخ، ومنهم العريفي نفسه، يقبضون من الأموال نظير محاضراتهم أضعاف أضعاف ما يقبضه أي صحافي (غلبان).. ونتذكر إحصائية مجلة فوربس عن الدعاة الجدد وثرواتهم".
ويتابع: "هم يوهمون بأن الآخرين مأجورون وأثرياء.. وهذه كلها تصورات ساذجة ومعتادة لفكرة الأخيار والأشراء، فهم الخير المطلق وغيرهم الشر المطلق".
اتهامات عنيفة ومطالبات بالبيّنة أو الحدّ
وكان العريفي شنّ هجوماً لاذعاً على الصحف السعودية وكُتابها مجرداً إياهم من الوطنية، واتهمهم بالعمالة لجهات خارجية، وأنهم يكتبون منساقين خلف غرائزهم وشهواتهم.
وتساءل الكاتب الصحافي في جريدة "عكاظ" صالح الطريقي في مقالة ردّ فيها على العريفي: "هل هذه خطبة جمعة، أم قذف لأشخاص في أعراضهم، وأنهم خونة باعوا ضميرهم للخارج؟".
ويتابع: "هل من الأخلاق الإسلامية أن يتم اتهام فئة ما بأكملها بأنهم منافقون ومأجورون وصحفهم تدفع لهم لتحقيق أجندة خارجية؟! والأكثر أهمية أن الوزارة، وزارة الشؤون الإسلامية، في تعريفها تؤكد أن توجهها "الإسلام عقيدة وشريعة"، وأنها تعمل بكتاب الله وسنة رسوله، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول: البينة أو الحد".
ولا يتوقع أن تهدأ الأمور بسهولة، ويبدو أنها بداية لنزال أسخن بين الكتاب والصحف السعودية وبين دعاة التيار الصحوي الجدد.
وفي وقت تنوي فيه الصحف تقديم الشكوى أولاً إلى وزارة الشؤون الإسلامية التي تشرف على المساجد والدعاة قبل التحول للقضاء لرد اعتبارها، عبر عدد من مسؤولي الصحف السعودية والكتاب عن رفضهم لاتهامات العريفي، واصفين إياها بالسخيفة والمغرضة والتي لا تستند إلى حقائق، مبدين في حديثهم لـ"العربية.نت" أسفهم لأن يصل مستوى خطبة الجمعة في المساجد إلى هذا القدر.
ووصف رئيس تحرير صحيفة "الرياض"، رئيس جمعية الصحافيين السعوديين تركي السديري، اتهامات العريفي بالمضحكة، واعتبره مجرد باحث عن الشهرة. وقال في حديثه لـ"العربية.نت": "الرجل باحث عن شهرة، وتعوّد مثل هذه الممارسة في مناسبات مختلفة, أما كلامه عن الصحف دون تمييز فجميعها كانت لها مواقف إيجابية، ولكنها مواقف موضوعية تختلف عن أسلوبه هو في التهريج والبحث عن الشهرة وأن يكون حديث الناس".
وتابع: "وهو فعلاً حديث الناس، ولكن في كل ما هو سلبي".
القانون سيحفظ للإعلاميين حقهم
ويستغرب مدير تحرير صحيفة "الجزيرة" جاسر الجاسر، محاولات العريفي وغيره من الدعاة لإثارة الفرقة بين أطياف المجتمع، وطالبهم بأن يكونوا دعاة وحدة وطنية. ويقول لـ"العربية.نت": "ما نتمناه من الذين يطلقون على أنفسهم لقب دعاة أن يكونوا دعاة خير وترابط، وليس دعاة فتنة وتمزق للمجتمع وتفتيت له، من خلال تصنيفه إلى فئات وجماعات وتصنيفات فكرية وأيديولوجية بعيدة عن مجتمعنا".
ويتابع: "لا يمكن للداعية أو الإنسان المسلم النقي أن يرمي أخاه المسلم بصفة لا يرضاها لنفسه، فكيف يرضى هو أن يرمي الآخرين بصفات مذمومة نهى عنها الإسلام؟ وكيف لداعية يدعو الى الإسلام النقي أن يروج لمثل هذه الصفات والاتهامات التي لا يجب أن تطلق على أي إنسان مسلم؟".
ويتابع: "يجب أن يعرف الإمام على منبر المساجد والجوامع وخطب الجمعة أن دوره أن يخاطب مستويات متعددة من الثقافة والوعي والفهم، وأن هدف الخطبة تجميع الأمة وليس تفريقها. وفي نظري إنه لا يحق لإمام الجمعة أن يصنّف الناس حسب هواه، ومن لا يتفق معه فكرياً وأيديولوجياً أن يصفهم بأوصاف مذمومة".
ويؤكد الجاسر أن من حق كل متضرر أن يبحث عن طرق قانونية تعيد له حقه. ويقول: "نحن في بلد تحكمه الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة، وكل من يتحاوز حده مع الآخرين ويصفهم بأوصاف خارجة عن القيم والأخلاق من حق المتضرر أن يلجأ إلى الجهات التي تحفظ له حقه".
ويرفض الجاسر كعدد كبير من الصحافيين اتهامات العريفي لهم بالعمالة الخارجية، ويقول: "بعد تصدي المجتمع السعودي لمحاولة الفتنة واختلاق الفوضى في البلد من خلال الدعوة لمهزلة ما سمي بحنين بكل أطيافه سوى الكتاب والإعلاميين وطلبة العلم ورجال الدين والمواطنين العادين، وللأسف الشديد جاءت فئة معينة تحاول أن تنسب هذا الفضل لها وحدها، مع أن الراصد المنصف يرى أن كل أطياف المجتمع السعودي تتصدى لهذه الفتنة".
ويضيف: "قام الكتاب والصحافيون بدوهم، ولكن هل كانوا يريدون أن يكتب الصحافي كل يوم عن هذا الأمر؟ هؤلاء لا يفهمون ما يقوم به الصحافي".
حرب قديمة
ويرفض الكتاب السعوديون استغلال منابر الجمعة لتصفية حسابات قديمة. ويؤكد الكاتب مشاري الذايدي أن بعض الدعاة الصحويين يحاولون تشويه صورة الإعلاميين بشكل مكشوف.
ويقول : "العريفي وكل ما يسمى برموز الصحوة لديهم معركة حقيقية وقديمة مع الإعلام والرأس المخالف لهم. ونحن في السعودية النشاط العلني الوحيد الذي يكفل التنوع هو الإعلام، لأنه ليس لدينا حياة حزبية أو جميعات تظهر فيها الاختلافات. لهذا بات الإعلام مرآة التنوع في المجتمع، وهؤلاء الصحويون، والعريفي أحد خطبائهم ولا أقول علمائهم، يعتقدون أن لهم ثأراً قديماً مع من اصطلحوا على تسميته بالليبراليين. وأنا أسميه الرأي المخالف لهم. وهذا الرأي المخالف يشتمل على عدد كبير من الاتجاهات بما فيها علماء دين من داخل المؤسسة الدينية يخالفون آرائهم. ولكنا نذكر ماذا قالوا عن الشيخ عادل الكلباني بسبب موقفه من الغناء، مع أنه ليس ليبرالي وليس من رجال الإعلام".
ويعتبر الذايدي اتهامات العريفي نابعة من محاولة تكريس صورة الكاتب المأجور أمام الناس. ويقول: "هذا هو التصور الساذج والتقليدي عن الآخر. هم يريدون تكريس هذه الصورة. فأي آخر مختلف عنهم لا توجد له قضية وهو مأجور، مع أننا نعرف أن بعض المشايخ، ومنهم العريفي نفسه، يقبضون من الأموال نظير محاضراتهم أضعاف أضعاف ما يقبضه أي صحافي (غلبان).. ونتذكر إحصائية مجلة فوربس عن الدعاة الجدد وثرواتهم".
ويتابع: "هم يوهمون بأن الآخرين مأجورون وأثرياء.. وهذه كلها تصورات ساذجة ومعتادة لفكرة الأخيار والأشراء، فهم الخير المطلق وغيرهم الشر المطلق".
اتهامات عنيفة ومطالبات بالبيّنة أو الحدّ
وكان العريفي شنّ هجوماً لاذعاً على الصحف السعودية وكُتابها مجرداً إياهم من الوطنية، واتهمهم بالعمالة لجهات خارجية، وأنهم يكتبون منساقين خلف غرائزهم وشهواتهم.
وتساءل الكاتب الصحافي في جريدة "عكاظ" صالح الطريقي في مقالة ردّ فيها على العريفي: "هل هذه خطبة جمعة، أم قذف لأشخاص في أعراضهم، وأنهم خونة باعوا ضميرهم للخارج؟".
ويتابع: "هل من الأخلاق الإسلامية أن يتم اتهام فئة ما بأكملها بأنهم منافقون ومأجورون وصحفهم تدفع لهم لتحقيق أجندة خارجية؟! والأكثر أهمية أن الوزارة، وزارة الشؤون الإسلامية، في تعريفها تؤكد أن توجهها "الإسلام عقيدة وشريعة"، وأنها تعمل بكتاب الله وسنة رسوله، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول: البينة أو الحد".
ولا يتوقع أن تهدأ الأمور بسهولة، ويبدو أنها بداية لنزال أسخن بين الكتاب والصحف السعودية وبين دعاة التيار الصحوي الجدد.