الجوهره النادره
06-14-2011, 10:19 AM
قصيدة
ياأيُّها الفردُ المحلِّقُ في المدى
للشاعر العراقي ((عبد الستار نورعلي))
(مهداة إلى الشاعر الكبير يحيى السُماوي)
مِنْ فيضِ شعركَ يرتوي السُمّارُ
فصداكَ خمْرٌ ، نبضُكَ الإسكارُ
همسُ القوافي بالصَبوحِ فطورُنا
أما الغَبوقُ ، فتوقُنا ، والنارُ 1
أشعلْتَ فينا كلَّ جارحةٍ وما
سـكنَتْ بنا أعطافُنا والدارُ
فبكلِّ نبضٍ تهطلُ الأشعارُ
منكَ الرويُّ تدفّقٌ ، أنهارُ
أنتَ المُعلِّمُ والقصائدُ دفترٌ
في طيِّهِ التنويرُ والإبهارُ
وأنا الفقيرَ إلى حروفكَ أنتشي
فأذوبُ بينَ كؤوسِها ، أحتارُ
منْ أيِّها أُطفي مجامرَ جانحي
فالكلُّ ظلٌّ وارفٌ ، أشجارُ
أنتَ النخيلُ الحانياتُ ظلالُها
أنتَ السواقي، أنتَ فينا الغارُ
أنتَ العراقيُّ الذي نزفَ الهوى
فتفتّحَتْ مِنْ بوحِهِ الأزهارُ
ياابنَ المثنى والخليلِ وسومرٍ
وأبو مُحسّـدَ بينكمْ نـوّارُ 2
هذا العراقُ عُروقُهُ الأنهارُ
حُبلى، ففي جريانِها أشعارُ
لم يرتضِ يوماً قِصارَ نوابغٍ
فلكلِّ سـعفٍ نابغٌ إعصارُ
ولكلِّ قـولٍ عالِمٌ ومُفوَّهٌ
يطأُ السحابَ وغيثهُ مِدرارُ
قالوا نخيلُ الرافدينِ بطَلْعِها
يتوالدُ الشعراءُ ، والأغيارُ
ملأوا الدُنا بالزاهياتِ غصونُها
والقادحاتُ ، المُورياتُ ، تُدارُ
بينَ البوادي والنوادي قهوةً 3
ثملتْ بها أُمَمٌ ، وضجَّ مدارُ
ياأيُّها الفردُ المحلِّقُ في المَدى
شعراً ونثراً ، في الذرى دَوّارُ 4
في العشقِ أنتَ ربابةٌ ، مزمارُ
في الغزوِ أنتَ رصاصةٌ والنارُ
في الحقِّ سيفٌ صارمٌ لا ينثني
بركانُ غيضٍ ، عارمٌ ، جبّارُ
ولقد عشقْتُ الرائقاتِ تغزُّلاً
في توقِهنَّ نهودُهنَّ تُثـارُ 5
والعاتياتِ النازلاتِ صواعقاً
فوق الغزاةِ ، رويُهنَّ أُوارُ 6
أما التغرُّبُ فالحديثُ النارُ
بينَ البلادِ تقرُّحٌ ، وإسارُ 7
مُتِّعْتَ في صوغِ القوافي لؤلؤاً
في جيدِ عاطفةٍ لظىً ، ونُضارُ 8
مَتّعْتَنا بالشامخاتِ حروفُها
غنّاءَ فوقَ صدورِنا أزهارُ
1- الصَبوح: الخمرة صباحاً
الغَبوق: الخمرة مساءاً
2- المثنى: محافظة المثنى (السماوة)
وهي مسقط رأس الشاعر
الخليل: الخليل بن أحمد الفراهيدي،
والاشارة هنا لأمرين،
الأول أنّ شاعرنا يتحلّى بالعلم اللغوي الغزير،
اضافة الى أنه كان استاذاً للغة العربية.
والثاني أنه من المحافظين الألداء على الأوزان الخليلية
في شعره حتى المُرسَل منه (شعر التفعيلة، الشعر الحر).
فهو لم يُسمِّ نصوصَه المرسلةَ النثريةَ شعراً،
مثلما تُسمى نصوص ما يُسمى بقصيدة النثر،
مع أنها تفيض شعراً رقةً وعذوبةً، وهي بحق نصوص شعرية.
سومر: اشارة الى الحضارة السومرية العراقية القديمة
أبومحسّد: المتنبي
3- القهوة في هذا البيت أُستخدمت توريةً بمعنييها
(الخمرة) وتأثيرها المُسْـكِر وأثرها في
مجالس السمر ونوادي الليل،
و(القهوة) بمعناها الشائع اليوم
وأهميتها ودلالتها المعنوية الثقافية التقليدية
عند البدو والقبائل والعشائر العربية في مجالسها ومضايفها
4- الفَرْدُ: أي الفريد
5- اشارة الى بيت الشاعر المُخاطَب يحيى السماوي:
قـارَبْـتُ " ستيـنـا ً " ولـمّـا أزلْ
طـفـلا ً له ُ بـناهـديـكِ افـتِـتانْ
من قصيدة (صوفية النيران)،
و المقصود بـ(الرائقات)
قصائده الغزلية الرقيقة والمشتعلة عاطفةً وتوقاً
6- أُوارُ: سعير
7- إسار: أسر وقيد
8- مُتِّعْتَ: دُعاء بالتمتع بطول الحياة
فكان هذا رد الشاعر((يحيى السماوي))
إلى أخي الشاعر والناقد المبدع
((عبد الستار نور علي )):
صدىً لقصيدته الموسومة
" يا أيها الفرد المحلق في المدى "
.. ومطلعها :
" مِنْ فيضِ شعركَ يرتوي السُمّارُ
فصداكَ خمْرٌ ، نبضُكَ الإسكارُ
أشـمَـسْـتَ كـهـفـا ً غابَـتِ الأقمـارُ
جـيـلـيـن ِ عـنـهُ وعـافـهُ الـسُّـمّـارُ
كانت مُهَشَّمة َ الكؤوس ِ مـوائدي
وذبــيـحَـة ً فـي عـوديَ الأوتـــارُ
واليومَ مـائدتي على سَـعَة ِ المدى
أمّـا الـطِـلى فالـطِـيـبُ والأشـعـارُ
يا مُعْـشِـبا ً صخرَ الهـمـوم ِ بـوِدِّه ِ
أمسى يُضـاحِـكُ لـحـنيَ الـقـيـثـارُ
ثَمِلٌ .. يُدَثّـرني هـديـلُ فـواخِـت ٍ..
فالـنهـرُ بيتي .. والحـدائـق ُ جـارُ !
سَـتَرَتْ مـودَّتُـكَ الدموعَ بـمقـلـتي
إنَّ الـمـودَّةَ ثـوبُـهـــا " ســـتّــارُ "
قلبي كصحراء ِ السماوة ِ صَـبْـرُهُ:
يــشــدو ولــو أنَّ الـجـراحَ كـثـارُ
روحي مُعَـطَّـلة ُ الهناءة ِ.. ماالذي
يُـغـري وأمـطارُ الـدمـاء ِ غِــزارُ ؟
أعـراسُـنا في الرافـديـن ِ شـحيحَةٌ
أمّــا الــمـآتِـمُ والأســى فــمَــدارُ
حصصاً غدَونا قد نُـباعُ ونُـشترى (1)
سِــرّا ً.. ويـرهَـنُ دارَنـا ســمـسـارُ
الــساسـةُ الــتجّـارُ آفـة ُ عـصـرنـا
شــرُّ الـبـلاء ِ الـســاسـةُ الــتُـجّــارُ
الـسارقـونَ من الطفـولة ِ قـوتَـهـا
والــسـاجــدون وربُّـهـم " دولارُ "
يـاصاحـبي والـقائمـون بـأمـرنـا
تشـكوهـمو ـ قـبـل الأنـام ِ ـ الـدارُ
فُـجِعَـتْ بهم بغدادُ ـ باعـةُ عِرضِنا (2)
الخـزيُ يـخجَـلُ مـنهمـو .. والـعـارُ
أبطولة ٌ خـنـقُ الحَمام ِ؟ وهـل تـقىً
ذبْـحٌ ؟ وبـاب ٌ لـلـجِـنــان ِ دمـــارُ ؟
فـتـراهُ في حـرب ِ المنابـرِفـارسـا ً
لـكـنــه عـنـدَ الـوقـيـعـة ِ " فـــارُ "
***
جـيـلٌ .. ورابعُ .. والحقولُ قِـفـارُ
أمـريضـة ٌ فـي أرضِـنـا الأنـهـارُ ؟
نُسْـقي ولا حَـصـدٌ سـوى آهـاتِـنـا
فـالـمـاءُ دمعٌ .. والـجـراحُ جِــرارُ
الجوعُ جاع َفـليس يعرفُ صحْنَنا
غـيرُ الـفـتاتِ .. وأُتْـخِـمَ الأشـرارُ
شعـبٌ تُدَثِّـِرُهُ الـهـمومُ .. وزمـرة ٌ
تحـتـارُ فـي نـعـمـائِـهــا الأفــكارُ
يمشي العناءُعلى الوجوهِ وترتعي
شـوكَ الهموم ِ كـهـولة ٌ وصـغـارُ
يا صاحبي وأذلُّ عيش ٍ أنْ أرى
وحشـا ًلـهُ في" الـرافـدين" قـرارُ (3)
ولقد يُسمّى " شاكرا ً " وفـعـالـهُ
خبث ُ الـلـئيم ِ ونـسـكهُ اسـتهـتارُ (4)
يـاصاحـبـي والـدهـرُ بـحـرٌ مـدُّهُ
كــرٌّ .. وأمّــــا جــزرُهُ : إدبــارُ
يا صاحبي ولـربّـما كان الهـوى
حَـتـفـا ً كـمـا لــو أنـه ُ الأقــدارُ
أحـببتُ من بين الحِـسـان ِنديـمة ً
تخضـرُّ حـين مـرورِها الأحجارُ
صافحـتها يوما ً فغارتْ من يدي
شـفـتي فـبيـنَ يـدي وثغـريَ ثـارُ !
ولـثمـتها يوما ً فَخِـلتُ رضـابَـهـا
طِـبّـا ً بـه ِلـذوي الهـمـوم ِ عُـقـارُ( 5)
سِـتّا ً بفـردوس ِ الـمَسـرّة ِ هانِـئـا ً
أمـضـيْـتُ مــن أعـنـابِـهـا أمْـتـارُ (6)
التوتُ في الشفتين ِ ينضحُ شـهـدُهُ
والـتيـنُ ـ في الخـدّيـن ِـ والـجُـمّارُ (7)
تُـدني قطوفَ غصونِها فموائدي
فــيـهـا مـن الأنـعـام ِ مـــا أخـتـارُ
تُغـوي بضحكتِها الربيعَ فـينتـشي
وتــفـوحُ قـبـل أوانِــهــا الأزهـارُ
إنْ عانقـتْـني فالصخـورُ سَـفَرْجَلٌ (8)
أو خـاصَمَـتْـني فالـنـدى مِسـمـارُ
طفلين ِ كُـنّـا .. نستحي من يومِنا
إنْ كان كـأسُ الـلـثـم ِ لـيـس يُدارُ
الـلـيلُ حارسُـنا الأمينُ .. ظلامُـهُ
عـن كـلِّ عَـيـن ٍ: خـيـمـةٌ وإزارُ
لولا صياحُ الدِّيكِ ما عـرَفَ الفتى
إنْ آبَ لـيـل ٌ.. أو أطـلَّ نــهــارُ
أيـامُ لا أحلـى ! نصومُ صَباحَـهـا
نـومـا ًلـيـبـدأ في الضحى الإفطارُ
أغفو لأحضنَ بالجفون ِ طـيـوفَها
وإذا صحـوتُ فـلـلـعِـنـاق ِ حـوارُ
صدري وسادتها وحضني ثوبُها
ويـدي وشـاحٌ.. والجـفـونُ خِـمـارُ
لا نعرفُ الليلَ النؤومَ من الضحى
إلآ بــمـا تُـفـضـي بــه ِ الأطــيــارُ
ثـغـرٌ على ثـغـر ٍ .. كلانا مِعْضَـدٌ
والـســاعـدان ِ : قِــلادة ٌ وسِــوارُ
حتى إذا إذا بـلـغَ الفؤادُ من الهوى
مالـيسَ منه سـوى الهـلاكِ فِـرارُ
كـفـرَتْ بآية ِ أصْـغـريَّ وصدَّقَـتْ
ظنّا ً فـعـزَّ على الـمـشـوق ِ مَـزارُ !
يا صاحبي وسوى الحبيبة ِ مـوطِنٌ
مـاكـان لـيْ عـن رافِــدَيْــه ِ خـيـارُ
فأنا إذا يبكي الفراتُ : نطـيـحـة ٌ ..
وأنـا إذا ضحكَ الـفـراتُ : هــزارُ
وسـواهُـما " نـذلٌ " وليس كمثـلـه ِ
فــي الـجـاحِـديـنَ مُـهَــتَّـكٌ غـــدّارٌ
زمنٌ قـمـيءٌ .. تـسـتـحي مـنّـا بـه ِ
أسْــمـاعُـنـا ـ لـو تُـسْـمَعُ الأخـبـارُ !
تـبْـنـا من العيشِ الرغيدِ .. طِماحُنا
أمْـنٌ ... فـلا لـصٌّ ... ولا جَـزّارُ
***
(1) إشارة إلى مانشرته وسائل إعلام غربية وعراقية
عن بعض الساسة العراقيين الذين رشوا
السفير الأمريكي السابق بنحو مئة مليون دولار في
مقابل تمريره صفقات نفطية مشبوهة
(الصفقات النظيفة لاتحتاج رشى )
(2) إشارة إلى اعتراف مؤسسة بلاك ووتر سيئة الصيت
بتقديمها مبلغ مليون دولار إلى بعض الساسة العراقيين
في مقابل السكوت عن جريمة مرتزقتها
بقتل سبعة عشر مواطنا عراقيا
( وثمة تقارير أخرى تحدثت عن رشى أخرى
للسكوت عن جرائم سجن أبو غريب )
(3) إشارة إلى المحتل الأمريكي .
(4) إشارة إلى دعيّ نسك غدر بما استودعته ..
(5) العُقار : الخمرة ..
وتأتي بمعنى متاع البيت والجيد من الكلأ ،
كما تأتي بمعنى الدواء .
(6) أمتار : أتزوّد .
(7) الجمار : شحم النخلة ـ
يكون شديد البياض والملاسة عادة .
(8) السفرجل : نبات من فصيلة الورديات ..
زهوره ذكية الرائحة .
ياأيُّها الفردُ المحلِّقُ في المدى
للشاعر العراقي ((عبد الستار نورعلي))
(مهداة إلى الشاعر الكبير يحيى السُماوي)
مِنْ فيضِ شعركَ يرتوي السُمّارُ
فصداكَ خمْرٌ ، نبضُكَ الإسكارُ
همسُ القوافي بالصَبوحِ فطورُنا
أما الغَبوقُ ، فتوقُنا ، والنارُ 1
أشعلْتَ فينا كلَّ جارحةٍ وما
سـكنَتْ بنا أعطافُنا والدارُ
فبكلِّ نبضٍ تهطلُ الأشعارُ
منكَ الرويُّ تدفّقٌ ، أنهارُ
أنتَ المُعلِّمُ والقصائدُ دفترٌ
في طيِّهِ التنويرُ والإبهارُ
وأنا الفقيرَ إلى حروفكَ أنتشي
فأذوبُ بينَ كؤوسِها ، أحتارُ
منْ أيِّها أُطفي مجامرَ جانحي
فالكلُّ ظلٌّ وارفٌ ، أشجارُ
أنتَ النخيلُ الحانياتُ ظلالُها
أنتَ السواقي، أنتَ فينا الغارُ
أنتَ العراقيُّ الذي نزفَ الهوى
فتفتّحَتْ مِنْ بوحِهِ الأزهارُ
ياابنَ المثنى والخليلِ وسومرٍ
وأبو مُحسّـدَ بينكمْ نـوّارُ 2
هذا العراقُ عُروقُهُ الأنهارُ
حُبلى، ففي جريانِها أشعارُ
لم يرتضِ يوماً قِصارَ نوابغٍ
فلكلِّ سـعفٍ نابغٌ إعصارُ
ولكلِّ قـولٍ عالِمٌ ومُفوَّهٌ
يطأُ السحابَ وغيثهُ مِدرارُ
قالوا نخيلُ الرافدينِ بطَلْعِها
يتوالدُ الشعراءُ ، والأغيارُ
ملأوا الدُنا بالزاهياتِ غصونُها
والقادحاتُ ، المُورياتُ ، تُدارُ
بينَ البوادي والنوادي قهوةً 3
ثملتْ بها أُمَمٌ ، وضجَّ مدارُ
ياأيُّها الفردُ المحلِّقُ في المَدى
شعراً ونثراً ، في الذرى دَوّارُ 4
في العشقِ أنتَ ربابةٌ ، مزمارُ
في الغزوِ أنتَ رصاصةٌ والنارُ
في الحقِّ سيفٌ صارمٌ لا ينثني
بركانُ غيضٍ ، عارمٌ ، جبّارُ
ولقد عشقْتُ الرائقاتِ تغزُّلاً
في توقِهنَّ نهودُهنَّ تُثـارُ 5
والعاتياتِ النازلاتِ صواعقاً
فوق الغزاةِ ، رويُهنَّ أُوارُ 6
أما التغرُّبُ فالحديثُ النارُ
بينَ البلادِ تقرُّحٌ ، وإسارُ 7
مُتِّعْتَ في صوغِ القوافي لؤلؤاً
في جيدِ عاطفةٍ لظىً ، ونُضارُ 8
مَتّعْتَنا بالشامخاتِ حروفُها
غنّاءَ فوقَ صدورِنا أزهارُ
1- الصَبوح: الخمرة صباحاً
الغَبوق: الخمرة مساءاً
2- المثنى: محافظة المثنى (السماوة)
وهي مسقط رأس الشاعر
الخليل: الخليل بن أحمد الفراهيدي،
والاشارة هنا لأمرين،
الأول أنّ شاعرنا يتحلّى بالعلم اللغوي الغزير،
اضافة الى أنه كان استاذاً للغة العربية.
والثاني أنه من المحافظين الألداء على الأوزان الخليلية
في شعره حتى المُرسَل منه (شعر التفعيلة، الشعر الحر).
فهو لم يُسمِّ نصوصَه المرسلةَ النثريةَ شعراً،
مثلما تُسمى نصوص ما يُسمى بقصيدة النثر،
مع أنها تفيض شعراً رقةً وعذوبةً، وهي بحق نصوص شعرية.
سومر: اشارة الى الحضارة السومرية العراقية القديمة
أبومحسّد: المتنبي
3- القهوة في هذا البيت أُستخدمت توريةً بمعنييها
(الخمرة) وتأثيرها المُسْـكِر وأثرها في
مجالس السمر ونوادي الليل،
و(القهوة) بمعناها الشائع اليوم
وأهميتها ودلالتها المعنوية الثقافية التقليدية
عند البدو والقبائل والعشائر العربية في مجالسها ومضايفها
4- الفَرْدُ: أي الفريد
5- اشارة الى بيت الشاعر المُخاطَب يحيى السماوي:
قـارَبْـتُ " ستيـنـا ً " ولـمّـا أزلْ
طـفـلا ً له ُ بـناهـديـكِ افـتِـتانْ
من قصيدة (صوفية النيران)،
و المقصود بـ(الرائقات)
قصائده الغزلية الرقيقة والمشتعلة عاطفةً وتوقاً
6- أُوارُ: سعير
7- إسار: أسر وقيد
8- مُتِّعْتَ: دُعاء بالتمتع بطول الحياة
فكان هذا رد الشاعر((يحيى السماوي))
إلى أخي الشاعر والناقد المبدع
((عبد الستار نور علي )):
صدىً لقصيدته الموسومة
" يا أيها الفرد المحلق في المدى "
.. ومطلعها :
" مِنْ فيضِ شعركَ يرتوي السُمّارُ
فصداكَ خمْرٌ ، نبضُكَ الإسكارُ
أشـمَـسْـتَ كـهـفـا ً غابَـتِ الأقمـارُ
جـيـلـيـن ِ عـنـهُ وعـافـهُ الـسُّـمّـارُ
كانت مُهَشَّمة َ الكؤوس ِ مـوائدي
وذبــيـحَـة ً فـي عـوديَ الأوتـــارُ
واليومَ مـائدتي على سَـعَة ِ المدى
أمّـا الـطِـلى فالـطِـيـبُ والأشـعـارُ
يا مُعْـشِـبا ً صخرَ الهـمـوم ِ بـوِدِّه ِ
أمسى يُضـاحِـكُ لـحـنيَ الـقـيـثـارُ
ثَمِلٌ .. يُدَثّـرني هـديـلُ فـواخِـت ٍ..
فالـنهـرُ بيتي .. والحـدائـق ُ جـارُ !
سَـتَرَتْ مـودَّتُـكَ الدموعَ بـمقـلـتي
إنَّ الـمـودَّةَ ثـوبُـهـــا " ســـتّــارُ "
قلبي كصحراء ِ السماوة ِ صَـبْـرُهُ:
يــشــدو ولــو أنَّ الـجـراحَ كـثـارُ
روحي مُعَـطَّـلة ُ الهناءة ِ.. ماالذي
يُـغـري وأمـطارُ الـدمـاء ِ غِــزارُ ؟
أعـراسُـنا في الرافـديـن ِ شـحيحَةٌ
أمّــا الــمـآتِـمُ والأســى فــمَــدارُ
حصصاً غدَونا قد نُـباعُ ونُـشترى (1)
سِــرّا ً.. ويـرهَـنُ دارَنـا ســمـسـارُ
الــساسـةُ الــتجّـارُ آفـة ُ عـصـرنـا
شــرُّ الـبـلاء ِ الـســاسـةُ الــتُـجّــارُ
الـسارقـونَ من الطفـولة ِ قـوتَـهـا
والــسـاجــدون وربُّـهـم " دولارُ "
يـاصاحـبي والـقائمـون بـأمـرنـا
تشـكوهـمو ـ قـبـل الأنـام ِ ـ الـدارُ
فُـجِعَـتْ بهم بغدادُ ـ باعـةُ عِرضِنا (2)
الخـزيُ يـخجَـلُ مـنهمـو .. والـعـارُ
أبطولة ٌ خـنـقُ الحَمام ِ؟ وهـل تـقىً
ذبْـحٌ ؟ وبـاب ٌ لـلـجِـنــان ِ دمـــارُ ؟
فـتـراهُ في حـرب ِ المنابـرِفـارسـا ً
لـكـنــه عـنـدَ الـوقـيـعـة ِ " فـــارُ "
***
جـيـلٌ .. ورابعُ .. والحقولُ قِـفـارُ
أمـريضـة ٌ فـي أرضِـنـا الأنـهـارُ ؟
نُسْـقي ولا حَـصـدٌ سـوى آهـاتِـنـا
فـالـمـاءُ دمعٌ .. والـجـراحُ جِــرارُ
الجوعُ جاع َفـليس يعرفُ صحْنَنا
غـيرُ الـفـتاتِ .. وأُتْـخِـمَ الأشـرارُ
شعـبٌ تُدَثِّـِرُهُ الـهـمومُ .. وزمـرة ٌ
تحـتـارُ فـي نـعـمـائِـهــا الأفــكارُ
يمشي العناءُعلى الوجوهِ وترتعي
شـوكَ الهموم ِ كـهـولة ٌ وصـغـارُ
يا صاحبي وأذلُّ عيش ٍ أنْ أرى
وحشـا ًلـهُ في" الـرافـدين" قـرارُ (3)
ولقد يُسمّى " شاكرا ً " وفـعـالـهُ
خبث ُ الـلـئيم ِ ونـسـكهُ اسـتهـتارُ (4)
يـاصاحـبـي والـدهـرُ بـحـرٌ مـدُّهُ
كــرٌّ .. وأمّــــا جــزرُهُ : إدبــارُ
يا صاحبي ولـربّـما كان الهـوى
حَـتـفـا ً كـمـا لــو أنـه ُ الأقــدارُ
أحـببتُ من بين الحِـسـان ِنديـمة ً
تخضـرُّ حـين مـرورِها الأحجارُ
صافحـتها يوما ً فغارتْ من يدي
شـفـتي فـبيـنَ يـدي وثغـريَ ثـارُ !
ولـثمـتها يوما ً فَخِـلتُ رضـابَـهـا
طِـبّـا ً بـه ِلـذوي الهـمـوم ِ عُـقـارُ( 5)
سِـتّا ً بفـردوس ِ الـمَسـرّة ِ هانِـئـا ً
أمـضـيْـتُ مــن أعـنـابِـهـا أمْـتـارُ (6)
التوتُ في الشفتين ِ ينضحُ شـهـدُهُ
والـتيـنُ ـ في الخـدّيـن ِـ والـجُـمّارُ (7)
تُـدني قطوفَ غصونِها فموائدي
فــيـهـا مـن الأنـعـام ِ مـــا أخـتـارُ
تُغـوي بضحكتِها الربيعَ فـينتـشي
وتــفـوحُ قـبـل أوانِــهــا الأزهـارُ
إنْ عانقـتْـني فالصخـورُ سَـفَرْجَلٌ (8)
أو خـاصَمَـتْـني فالـنـدى مِسـمـارُ
طفلين ِ كُـنّـا .. نستحي من يومِنا
إنْ كان كـأسُ الـلـثـم ِ لـيـس يُدارُ
الـلـيلُ حارسُـنا الأمينُ .. ظلامُـهُ
عـن كـلِّ عَـيـن ٍ: خـيـمـةٌ وإزارُ
لولا صياحُ الدِّيكِ ما عـرَفَ الفتى
إنْ آبَ لـيـل ٌ.. أو أطـلَّ نــهــارُ
أيـامُ لا أحلـى ! نصومُ صَباحَـهـا
نـومـا ًلـيـبـدأ في الضحى الإفطارُ
أغفو لأحضنَ بالجفون ِ طـيـوفَها
وإذا صحـوتُ فـلـلـعِـنـاق ِ حـوارُ
صدري وسادتها وحضني ثوبُها
ويـدي وشـاحٌ.. والجـفـونُ خِـمـارُ
لا نعرفُ الليلَ النؤومَ من الضحى
إلآ بــمـا تُـفـضـي بــه ِ الأطــيــارُ
ثـغـرٌ على ثـغـر ٍ .. كلانا مِعْضَـدٌ
والـســاعـدان ِ : قِــلادة ٌ وسِــوارُ
حتى إذا إذا بـلـغَ الفؤادُ من الهوى
مالـيسَ منه سـوى الهـلاكِ فِـرارُ
كـفـرَتْ بآية ِ أصْـغـريَّ وصدَّقَـتْ
ظنّا ً فـعـزَّ على الـمـشـوق ِ مَـزارُ !
يا صاحبي وسوى الحبيبة ِ مـوطِنٌ
مـاكـان لـيْ عـن رافِــدَيْــه ِ خـيـارُ
فأنا إذا يبكي الفراتُ : نطـيـحـة ٌ ..
وأنـا إذا ضحكَ الـفـراتُ : هــزارُ
وسـواهُـما " نـذلٌ " وليس كمثـلـه ِ
فــي الـجـاحِـديـنَ مُـهَــتَّـكٌ غـــدّارٌ
زمنٌ قـمـيءٌ .. تـسـتـحي مـنّـا بـه ِ
أسْــمـاعُـنـا ـ لـو تُـسْـمَعُ الأخـبـارُ !
تـبْـنـا من العيشِ الرغيدِ .. طِماحُنا
أمْـنٌ ... فـلا لـصٌّ ... ولا جَـزّارُ
***
(1) إشارة إلى مانشرته وسائل إعلام غربية وعراقية
عن بعض الساسة العراقيين الذين رشوا
السفير الأمريكي السابق بنحو مئة مليون دولار في
مقابل تمريره صفقات نفطية مشبوهة
(الصفقات النظيفة لاتحتاج رشى )
(2) إشارة إلى اعتراف مؤسسة بلاك ووتر سيئة الصيت
بتقديمها مبلغ مليون دولار إلى بعض الساسة العراقيين
في مقابل السكوت عن جريمة مرتزقتها
بقتل سبعة عشر مواطنا عراقيا
( وثمة تقارير أخرى تحدثت عن رشى أخرى
للسكوت عن جرائم سجن أبو غريب )
(3) إشارة إلى المحتل الأمريكي .
(4) إشارة إلى دعيّ نسك غدر بما استودعته ..
(5) العُقار : الخمرة ..
وتأتي بمعنى متاع البيت والجيد من الكلأ ،
كما تأتي بمعنى الدواء .
(6) أمتار : أتزوّد .
(7) الجمار : شحم النخلة ـ
يكون شديد البياض والملاسة عادة .
(8) السفرجل : نبات من فصيلة الورديات ..
زهوره ذكية الرائحة .