مها يوسف
08-31-2009, 12:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهم صلّ وسلّم وبارك على سيّدنا ومولانا محمّد الموصوف بخير النّعوت والأسماء، و بحر العلم الزّاخر وينبوع الحكمة والذّكاء .
بلا واسطة ولا ترجمان
إنّ تواصل بني البشر فيما بينهم يتمّ بإشارات أو لغات مكتسبة مخصوصة بكلّ فئة حسب مكوّناتها البيئيّة والتّاريخيّة والجغرافيّة ، وقد عدّ أهل الاختصاص مئات الآلاف من اللّغات الّتي تخاطب بها النّاس منذ بدء الخليقة ولم تقتصر اللّغات على الكائن البشريّ بل إنّ الحيوانات وبقيّة الكائنات الطبيعيّة المتحرّكة منها والجامدة لها لغات خاصّة بها لا يعرف مدلولها أحد بالرّغم من مئات المحاولات التحليليّة لقراءتها، ولم يثبت إلى الآن أن تجاوزت قدرة أيّ كان على استيعاب عدد قليل من اللّغات ماعدا سيّدنا آدم عليه الصّلاة والسّلام مصداقا لقوله تعالى :"وعلّم آدم الأسماء كلّها " . وجاء في الخبر أنّ الله تعالى علّمه سبعمائة ألف لغة فلما وقع في أكـل الشّجرة سلبه كافّة اللّغات إلاّ العربيّة. فلمّا اصطفاه بالنّبوءة ردّ عليه جميع اللّغات ، فكان من معجزاته أنّه يتكلّم بجميع اللّغات المختلفة الّتي يتكلّم بها أولاده إلى يوم القيامة من العربيّة والفارسيّة والرّوميّة والسريانيّة واليونانيّة والعبرانيّة والزنجيّة وغيرها . لكن ما هو يقينيّ وقطعيّ أنّ الرّسول الأعظم صلى الله عليه وسلم بعد أن قال له الله في القرآن الكريم : " وعلّمك ما لم تكن تعلم " . قد أتقن كلّ لغات المخلوقات واختصّه الله بهذه الميزة ليكون صلى الله عليه وسلم في قمم الامتياز والرّفعة والتفرّد في هذا المجال حيث ثبت قرآنا وسنّة وسيرة ونقلا وعقلا أنّ الرّسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ملمّ بكلّ أدوات التواصل بينه وبين الموجودات كلّها ، ونورد في هذه العجالة بعض النّماذج من الإعجاز الإلهيّ لسيّد الوجود عليه الصّلاة والسّلام في قدرته الفريدة على التكلّم بلغات الملائكة والجنّ والشّياطين والحيوانات والجمادات والإنس الّذين يتكلّمون اللّهجات العربيّة المختلفة أو من أصحاب اللّغات الأجنبيّة من الفرس والرّوم والأحباش وغيرهم دون الاحتياج إلى واسطة ولا ترجمان لأنّه بقدر تعدّد الوسائط بقدر ضياع الحقيقة ، وذكر أصحاب السّيرة النبويّة في كتبهم أشياء عديدة تلازم الرّسول العظيم صلى الله عليه وسلم في أغلب الأوقات ، منهم زوجاته وعددهن إحدى عشرة امرأة وأولاده الذّكور الثلاث وبناته الأربع ، وأعمامه الإثنا عشر عمّا، وعمّاته الستّ وخدمه من الأحرار تسعة أشخاص،وعدد كتّابه للوحي وللمكاتيب للملوك والسّلاطين اثنان وأربعون صحابيّا ، والمؤذّنون وعددهم خمسة من الصّحابة،والعشرة المبشّرون بالجنّة وغير ذلك ،ولم يذكر أصحاب كتب السّيرة المترجمين الّذين يقومون بالوساطة اللّغوّية بين الرّسول صلى الله عليه وسلم وبين الّذين يتكلّمون الفارسيّة والقبطيّة والحبشيّة وغير ذلك من الوفود الّتي تأتي لزيارته، وبهذا نعلم أنّ السيّد الأعظم صلى الله عليه وسلم لم يتّخذ المترجمين في حياته لاستغنائه عنهم لأنّه يحذق كلّ اللّغات مصداقا لقوله تعالى"وعلّمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما" صدق الله العظيم. غير أنّ اليهود عندما يريدون الحديث مع الرّسول صلى الله عليه وسلم لا يخاطبونه باللّغة العبريّة بل يريدون مكاتبته بلغتهم لأنّهم يعلمون أنّه لا يعرف القراءة والكتابة ويبغون من وراء ذلك تعجيزه. ولأجل هذا الأمر قال سيّدنا زيد بن ثابت رضي الله عنه أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلّم بالسّريانيّة قال إنّي لا آمن يهود على كتابي فما مرّ بي نصــف شهر حتّى تعلّمت وحـذقت فيــه، فكنت أكتب له صلى الله عليه وسلم إليهم وأقرأ له كتبهم
بلا واسطة ولا ترجمان
الشيخ محمد المنور المدني
اللّهم صلّ وسلّم وبارك على سيّدنا ومولانا محمّد الموصوف بخير النّعوت والأسماء، و بحر العلم الزّاخر وينبوع الحكمة والذّكاء .
بلا واسطة ولا ترجمان
إنّ تواصل بني البشر فيما بينهم يتمّ بإشارات أو لغات مكتسبة مخصوصة بكلّ فئة حسب مكوّناتها البيئيّة والتّاريخيّة والجغرافيّة ، وقد عدّ أهل الاختصاص مئات الآلاف من اللّغات الّتي تخاطب بها النّاس منذ بدء الخليقة ولم تقتصر اللّغات على الكائن البشريّ بل إنّ الحيوانات وبقيّة الكائنات الطبيعيّة المتحرّكة منها والجامدة لها لغات خاصّة بها لا يعرف مدلولها أحد بالرّغم من مئات المحاولات التحليليّة لقراءتها، ولم يثبت إلى الآن أن تجاوزت قدرة أيّ كان على استيعاب عدد قليل من اللّغات ماعدا سيّدنا آدم عليه الصّلاة والسّلام مصداقا لقوله تعالى :"وعلّم آدم الأسماء كلّها " . وجاء في الخبر أنّ الله تعالى علّمه سبعمائة ألف لغة فلما وقع في أكـل الشّجرة سلبه كافّة اللّغات إلاّ العربيّة. فلمّا اصطفاه بالنّبوءة ردّ عليه جميع اللّغات ، فكان من معجزاته أنّه يتكلّم بجميع اللّغات المختلفة الّتي يتكلّم بها أولاده إلى يوم القيامة من العربيّة والفارسيّة والرّوميّة والسريانيّة واليونانيّة والعبرانيّة والزنجيّة وغيرها . لكن ما هو يقينيّ وقطعيّ أنّ الرّسول الأعظم صلى الله عليه وسلم بعد أن قال له الله في القرآن الكريم : " وعلّمك ما لم تكن تعلم " . قد أتقن كلّ لغات المخلوقات واختصّه الله بهذه الميزة ليكون صلى الله عليه وسلم في قمم الامتياز والرّفعة والتفرّد في هذا المجال حيث ثبت قرآنا وسنّة وسيرة ونقلا وعقلا أنّ الرّسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ملمّ بكلّ أدوات التواصل بينه وبين الموجودات كلّها ، ونورد في هذه العجالة بعض النّماذج من الإعجاز الإلهيّ لسيّد الوجود عليه الصّلاة والسّلام في قدرته الفريدة على التكلّم بلغات الملائكة والجنّ والشّياطين والحيوانات والجمادات والإنس الّذين يتكلّمون اللّهجات العربيّة المختلفة أو من أصحاب اللّغات الأجنبيّة من الفرس والرّوم والأحباش وغيرهم دون الاحتياج إلى واسطة ولا ترجمان لأنّه بقدر تعدّد الوسائط بقدر ضياع الحقيقة ، وذكر أصحاب السّيرة النبويّة في كتبهم أشياء عديدة تلازم الرّسول العظيم صلى الله عليه وسلم في أغلب الأوقات ، منهم زوجاته وعددهن إحدى عشرة امرأة وأولاده الذّكور الثلاث وبناته الأربع ، وأعمامه الإثنا عشر عمّا، وعمّاته الستّ وخدمه من الأحرار تسعة أشخاص،وعدد كتّابه للوحي وللمكاتيب للملوك والسّلاطين اثنان وأربعون صحابيّا ، والمؤذّنون وعددهم خمسة من الصّحابة،والعشرة المبشّرون بالجنّة وغير ذلك ،ولم يذكر أصحاب كتب السّيرة المترجمين الّذين يقومون بالوساطة اللّغوّية بين الرّسول صلى الله عليه وسلم وبين الّذين يتكلّمون الفارسيّة والقبطيّة والحبشيّة وغير ذلك من الوفود الّتي تأتي لزيارته، وبهذا نعلم أنّ السيّد الأعظم صلى الله عليه وسلم لم يتّخذ المترجمين في حياته لاستغنائه عنهم لأنّه يحذق كلّ اللّغات مصداقا لقوله تعالى"وعلّمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما" صدق الله العظيم. غير أنّ اليهود عندما يريدون الحديث مع الرّسول صلى الله عليه وسلم لا يخاطبونه باللّغة العبريّة بل يريدون مكاتبته بلغتهم لأنّهم يعلمون أنّه لا يعرف القراءة والكتابة ويبغون من وراء ذلك تعجيزه. ولأجل هذا الأمر قال سيّدنا زيد بن ثابت رضي الله عنه أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلّم بالسّريانيّة قال إنّي لا آمن يهود على كتابي فما مرّ بي نصــف شهر حتّى تعلّمت وحـذقت فيــه، فكنت أكتب له صلى الله عليه وسلم إليهم وأقرأ له كتبهم
بلا واسطة ولا ترجمان
الشيخ محمد المنور المدني