المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إتْحَافُ الْبَرِيَّة بأَخْبارِ جَريرِ بنِ عطيّة


ربيع بن المدنى
07-12-2011, 12:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اتحَافُ الْبَرِيَّة بأَخْبارِ جَريرِ بنِ عطيّة

بقلم / ربيع بن المدني المغربي

أحسّ برغبةٍ جامِحَةٍ في الكتابةِ تجاهَ هذا العملاق الذي أنا بصدد ذكر شيءٍ من أخباره وحياته ، وأشعرُ بالغِبْطَة تغزو قلبي ووجداني وتفكيري ...ولا أدري ما السّببُ ! هل لأنّني أحبّه لحدّ ملك عليّ شِغاف قلبي ؟! أم لأنّ أشعاره وافقت هوى في الفؤادِ ؟! ...
وكذلك ينتابُني شعورٌ بالخجل لأنّني لستُ أهلاً لأتكلّمَ عن هذا الشّاعر الفحل في بضع ورقات وهو يحتاج لمجلدات لتَعداد مناقبه وأخباره.. ولكن تبقى بارقة أمل تلوحُ في الأفق فأكتب على ضوْءها الخافِت هذا البحثَ المتواضعَ ألا وهي ((ما لا يُدرك كلّه لا يُترك جلّه )) .
ثمّ قراءة تُراث هذا العظيم في مظانّه ككتب الأدب وديوانه وتفيء ظلاله لأنعمَ بمعرفة حياته عن كثبٍ . ثمّ أسوق لمحبي الأدب والشعر بصفة عامّة ومحبي جرير بصفّة خاصة خُلاصة وثمرة قراءتي لحياة هذا الشاعر وشعره في إيجاز غير مخل وتطويل غير ممل ...
وقد سميته " إتْحَافُ الْبَرِيَّة بأخبارِ جريرِ بنِ عطيّة "
فأقول ومن الله أستمدّ العون :
كانَ تليداً في شَاعِريته ، وكانَ مع تأصّل موروثِه الشّعري عَظيمَ الموهِبة ، بارعاً في الصّنعة الفنّية ، مطبوعاً في الأداء ، حسنَ المزاجِ بين البداوة ومكتسبات الحضارة ، جامعاً بين معطياتهما : يسمو ببساطة الفِطرة إلى حدود لافتة في التّوليد ، ويرتفع إلى مكانة مرموقة من التّطوير والتّجديد حتّى غدا الطّائر الصدّاح في نبعة الشّعر الإسلامي الظّليلة في حقبتها الأموية بخاصة ، وفي منهجية الشّعر العربي على مرّ الأعصر بعامّة . كما يقول محقق الدّيوان .
ذاك هو : ((أبو حزْرَةَ جرير بن عطية بن الخَطَفَي)) ، وإسمُ الخطَفي حُذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ابن تميم بن مرّ التميمي . وسُميّ الخطَفَي لقوله :
يرْفَعْن للّيل إذا ما أسدفا ... أعناق جنَانٍ وهاماً رُجّافا
وعنقاً بعد الكلالِ خَيْطفا
فيما يرجّح ابنُ قُتيبة وصاحبُ الأغاني وابنُ خَلِّكان .
ولدَ باليَمَامة نحو سنة 33 هـ ونشأ في عشيرَته نَشْأةً بدويّةً يتخللها الفقرُ والعوَزُ والحِرمانُ ، يرعى لأبيه غنيمات من الضّأن والمعزى كما هو الشّأن بالنسبة لأهل البوادي آنذاك الذين يتتبعون العشب ومواقعَ القطر !
وكانَ عطية أبو جرير مَضْعُوفًا . أي به ضعفَة ، وهي ضَعف الفؤاد وقلّة الفِطنة . وكان وضيعاً خاملاً بخيلاً ...
وكانت أمّه قد رأت في نومها ، وهي حامل به كأنّها ولدت حبلاًَََ من شعَر أسود ، ولما وقع منها جعل الحبل ينزو فيقع في عنق هذا فيخنقه ، حتى فعل ذلك برجال كثيرين فانتبهت مرعوبة , فأوّلت الرّؤيا فقيل لها : ستلدين شاعراًََ ذا شرٍّ وشِدّه وشَكِيمه وبلاء على الناس , فلما ولدته سمّته جريراًَ باسم الحبل الذي رأت أنه خرج منها . والجرير : الحبل . كما في وفيات الأعيان .
وأمّا أمّه فتُدعى أمّ قيس بنت معبد ، وقد ولدت جريرا لسبعة أشهر ، فيما يذكر ابن قُتيبة وآخرون .
وكانَ لجرير أخوان : عمرو بن عطية ، وأبو الورد بن عطية .
وكان له عشرةٌ من الولد ، فيهم ثمانية ذكور ، منهم بلال بن جرير وكان أفضلَهم وأشعرَهم ، ويُكْنَى أبا زافر . ورأى في المنام أنّه قُطعت له أربعُ أصابع من أصابعه ، فقاتل بني ضبّة فقتلوا له أربعةَ بنين . ولبلال عقِبٌ ، منهم عُمارة بن عَقِيل بن بلال الشاعر المعروف ...
يقال لجرير أيضاً ابنُ المَرَاغَةُ ، قال ابنُ خَلِّكان في وفياته : هو بفتح الميم وبعدها راء وبعد الألف غين معجمة وهاء ، وهذا لقب لأمِّ جرير هجاه به الأخطلُ المذكور ، ونَسَبَهَاَ إلى أن الرّجالَ يتمرّغون عليها ، ونستغفر الله تعالى من ذكر مثل هذا ، لكن شرح الواقعة أحوج إلى ذلك . اهـ
وكانَ فصيحَ اللّسان من صِغَرِه ، مطبوعاً على الشّعر ، صحيحَ الوِجدان مطبوعَ القَريحة على القريظ والنّظم على البديهة ،فقاله صبيّا ، وأظهرَ حِدّة وشدّة على خصومه ..ولمّا آنسَ في نفسِه القُدرةَ على قرضه ، والجرأة على عرضه ، ورد البصرة موطن الفرزدق ينتجعُ الكُرماء ، ويمتدحُ الكبراء ، ويَمتار لأهله . فازْدَهَاهُ ما رأى على الفرزدق من حُلَل النّعمة ومظاهر الجاه بفضل الشّعر ، وهو تميمي مثله ، فدبّ في قلبه دبيبُ الحسد له ، فاشتهى أن يُساويه في حسن حاله ، ووفرة ماله ، فتولّدت من تنافسهما وتزاحمهما أسبابُ المهاجاة ببينهما .
وكان جرير ذكيا فطِنا سريعَ البديهة ، قال ابنُ خلِّكان : حكى أبو عُبيدة مَعْمَرُ بنُ المُثنى قال : التقَى جرير والفرزدقُ بمنى وهما حاجّان ، فقال الفرزدقُ لجرير :
فإنّك لاقٍ بالمشاعرِ من منى ...فخارا فخبّرني بمن أنت فاخرُ
فقال لهُ جرير : لبيّك اللهمّ لبيك !
قال أبو عُبيدة : فكان أصحابُنا يستحسنون هذا الجواب من جرير ويعجبون به . اهـ
قلتُ : فانظر -يرعاك الله- إلى هذا الجواب من جرير والذي كأنّه أعدّه من شهر .
وذكر غيُر واحد أنّ عُثمان البتي قال : رأيتُ جريراً وما تُضمّ شفتاه من التّسبيح ، فقلتُ : وما ينفعكَ هذا وأنت تقذفُ المحصنات في شعرك ؟! فقال : سُبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولله الحمد { إنّ الحسنات يُذهبن السّيئات } وعدٌ من الله حقّ . نقلاً من البداية والنهاية بتصرّف يسير .
وكان من فحول شُعراء الإسلام ، وكانت بينه وبين الفرزدق مهاجاة ونقائض ، وهو أشعر من الفرزدق عند أكثر أهل العلم بهذا الشّأن ، وأجمعت العلماءُ على أنّه ليس في شعراء الإسلام مثل ثلاثة : جرير والفرزدق والأخطل .
قال أبو الفرج في الأغاني: وهو والفرزدق والأخطل المقدّمون على شُعراء الإسلام الذين لم يدركوا الجاهلية جميعاً . ومختلفٌ في أيّهم المتقدّم ، ولم يبقَ أحد من شعراء عصرهم إلاّ تعرّض لهم فافتضحَ وسقطَ وبقُوا يتصاولون ، على أنّ الأخطل إنّما دخل بين جرير والفرزدق في آخر أمرهما وقد أسنّ ونفِد أكثرُ عمره ، وهو وإن كان له فضله وتقدّمه فليس نجرُه من نِجَار هذين في شيءٍ ...اهـ : نجره بمعنى : نسبه وأصله
قلت: لعل أبا الفرج أخذ هذا القول من بشّار بن برد ، كما قال ابن سلاّم في طبقاته ج 2 ص 374 تحقيق شاكر : سألت بشّاراً العُقَيْلِي عن الثّلاثة : فقال : لم يكن الأخطلُ مثلهما ، ولكنّ ربيعة تعصّبت له وأفرطت فيه . فقلتُ : فجرير والفرزدق ؟ قال : كان جرير يُحسن ضروبا لا يُحسِنها الفرزدق . وفضّل جريرا عليه . اهـ
ورُوي عن يونس بن حبيب : أنّ الفرزدق قال لامرأته نوار : أنا أشعر أم ابن المراغة ؟ قالت : غلبك على حلوّه ، وشركك في مرّه .
قال محمّد بن سلاّم الجُمحي : وقد سمعتُ يونسَ بنَ حبيب يقول : ما شهِدتُ مشهداً قطّ قد ذُكِر فيه جرير والفرزدق فاجتمع أهلُ المجلس على أحدهما . وكان يونسُ فرزدَقيّاً .
قال لهاشمي في جواهر الأدب : اتّفق علماء الأدب ، وأئمة نقد الشّعر ، على أنّه لم يوجد في الشّعراء الذين نشأوا في مُلك الإسلام أبلغُ من جرير والفرزدق والأخطل ، وإنّما اختلفوا في أيّهم أشعر ، ولكل هوى وميْل في تقديمه صاحبه ، فمن كان هواه في رقّة النّسيب وجودة الغزَل والتّشبيب ، وجمال اللّفظ ولين الأسلوب ، والتّصرف في أغراض شتى فضّل (( جريراً )) ، ومن مالَ إلى إجادة الفخر ، وفخاخة اللّفظ ، ودقّة المسلك وصلابة الشّعر ، وقوة أسره ، (( فضّل الفرزدق )) ، ومن نظر بعد بلاغة اللّفظ ، وحسن الصّوغ إلى إجادة المدح والإمعان في الهجاء واستهواه وصف الخمر واجتماع الندمان عليها حكم (( للأخطل )) . وإنّ لجرير في كلّ باب من الشعر أبياتا سائرة ، هي الغاية التي يُضرب بها المثل . اهـ
بَرِئَ جريرٌ من خُبثِ الأخطلِ وسُكْرِه ، ومن جفاء الفرزدقِ وفُجوره ، وتجمّل بصفاء الطّبع ، ورقّة الشّعور ، ونقاء الجيب ، وصحّة الدّين ، وحسن الخلق ، فظهر أثر ذلك كلّه في شعره ، فامتاز بطلاوة الأسلوب ، وحلاوة الغزَل ، ومرارة الهجاء ، وإجادة الرّثاء ، وحسن التّصرف في جميع فنون الشّعر ، فكان بذلك أظهرَ في سماء الشّعر ، وأقربَ إلى صفة الشّاعر ، وأكثرَ أشياعا من الأخطل والفرزدق . فإنّ الأوّل لم يُجِد إلاّ في المدح والهجاء والخمر ، والثّاني لم ينبغ إلا في الفخر . كما يقول الأستاذ الزّيات .
قال ابنُ قُتيبة : وكان جرير من فُحول شعراء الإسلام ، ويشبّه من شُعراء الجاهلية بالأعشى . وكان عمرو بنُ العلاء يقول : هما بازيان يصيدان ما بين العَنْدَلِيب إلى الْكُرْكيّ .
قال الفرَزدقُ : إنّي وإيّاه لَنَغْتَرِفُ من بحْرٍ واحد ، وتَضْطرِبُ دلاؤُه عند طول النّهْزِ .
والمعنى : نَهَزتَ بالدّلو في البئر : إذا ضربت بها إلى الماء لتمتلئ ، ونهز الدّلو ينهزها نهزا : نزع بها . أراد ضعف جرير في الغوص على المعاني والإطالة في استنباط الشّعر وتطويله . أفاده العلاّمة أبو فهر محمود شاكر .
وقال ابنُ سلاّم الجُمحي : وذاكرتُ مروانَ بنَ أبي حفْصَةَ جريراً والفرزدقَ فقال : أحكم في الثّلاثة بِشِعرٍ ، فإنّ الكلامَ يرويه كلّ قومٍ بأهواءِهم . فقال :
ذَهبَ الفَرَزْدَقُ بالفَخَارِ ، وإنّما ...حُلْوُ الْكَلاَمِ ومُرّهُ لِجَـريـرِ
ولَقَد هجَا فأمضَّ أخطلُ تَغْلِبٍ ...وحوى اللّهى بِمديحه المشهورِ
كُلّ الثّلاثَة قد أجادَ فمدحُـه ...وهجاؤُهُ قد سـارَ كلّ مسيرِ
قال محمد بن سلاّم في طبقاته ونقله أيضا عنه الأصفهاني في الأغاني : رأيتُ أعرابيّا من بني أسد أعجبني ظرْفُه وروايته ، فقلتُ له : أيّهما عندكم أشعر ؟ قال : بيوت الشّعر أربعة : فَخْرٌ / ومديحٌ / وهجاءٌ / ونسيبٌ / وفي كُلّها غلبَ جرير ، قال في الفخر :
إذا غَضِبت عليك بنو تميم ...حسِبتَ النّاسَ كُلّهم غضابا
والمديح :
ألستم خيرَ من ركب المطايا ...وأندى العالمين بطونَ راح
والهجاء :
فَغُضّ الطّرفَ إنّك من نُمير ...فلا كَعباً بلغتَ ولا كلابا
والنّسيب :
إنّ العيون التي في طَرْفِها حَوَرٌ ...قَتَلْنَنا ثمّ لم يُحيينَ قتْلاَنا
قال ابنُ قُتيبة في الشّعر والشعراء : وكانَ مع حسن تشبيبه عَفيفًا ، وكان الفرزدقُ فاسِقا ، وكان يقول : ما أحوجَه مع عِفّته إلى صلابة شِعري ، وما أحوجني إلى رقّة شِعره ، لما تَرَوْن .
قلتُ ومما يدلّ على عفافه ما حكاه ابنُ كثير عن المعافى بنِ زكريا قال : قالت جاريةٌ للحجّاج بن يوسف في جرير : إنّك تُخْلِ هذا علينا ! فقال : إنّه ما علمتُ إلاّ عفيفا . فقالت : أما إنّك لو أخليتني وإيّاه سترى ما يصنع . فأمر بإخلائها مع جرير في مكان يراهُما ولا يشعر جرير بشيءٍ ، فقالت لهُ : يا جرير فأطرقَ رأسَه وقال : ها أنا ذا . فقالت : أنشدني من قولك كذا وكذا . لشعر فيه رِقّة وتحنّن ، فقال : لستُ أحفظه ، ولكن أحفظ كذا وكذا . ويعرضُ عن ذاك ، وينشدها شعرا في مدح الحجّاج ، فقالت : لست أسألك عن هذا ، إنّما أريد كذا وكذا . فيعرضُ عن ذاك ، وينشدها في مدح الحجّاج حتّى انقضى المجلس ، فقال الحجّاج : لله درّك ، أبيت إلا كرَما وتكرّما .
قال ربيعُ بنُ المدني : أسأل الله ألا يكونَ جريرٌ من الصّنف الذي قال عنه ابنُ القيّم في كتابه " الدّاء والدّواء " : ((ومن العَجَبِ أنّ الإنسانَ يهُون عليه التّحفّظ والاحتراز من أكل الحرام ، والظّلم ، والزّنا والسّرقة ، وشرب الخمر ، ومن النّظر المحرّم ، وغير ذلك .
ويصعبُ عليه التّحفّظ من حركة لسانه ، حتّى ترى الرّجل يُشارُ إليه بالدّين ، والزّهد ، والعبادة ، وهو يتكلّم بالكلمات من سخَطِ الله لا يُلقي لها بالاً ، ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعدَ ما بين المشرق والمغرب .
وكم ترَى من رجل مُتورِّعٍ عن الفواحش والظّلم ولسانُه يَفْرِي في أعراضِ الأحياء والأموات لا يُبالي ما يقول . )) اهـ
الهجاء عند جرير :
كان هِجَاءُ جرير موجعاً مُرّاً مؤلِما ، كثيرا ما يشمل عدّة خصوم يجعلهم في قَرَنٍ واحدٍ . وكان جرير كثيرَ الافتراء على الأبرياء ، لا يُبالي أن يقذِفَ المحصنات العفيفات ، وكان إلى ذلك كما أسلفنا ديّناً كثيرَ الاستِغفار من ذلك ، ويعترفُ أمام النّاس ببراءتهن ، ويعتذِر ويدّعي أنّ أولياءَهنّ ظَلَموه فجازاهم بما ظلَمُوا . ومن أشهر قصَائِده الهجائية بائيته المعروفة (( بالدّامغة )) لأنّها دمَغَت خصمَهُ وقضَت عليه قضَاء سريعاً ، وقد هجا بها الشّاعر الذي يقال له ((راعي الإبل )) وقومَه بني نمير على أثر مُشاحنةٍ بينه وبين الرّاعي وابنه جندل ومطلعها :
أقِلّي اللّومَ ، عاذِلَ والعِتابا ...وقولي ، إن أصبْتُ فقد أصابا
وهي التي فيها البيتُ الذي سار مسيرَ الشّمس والقمر وانتشر انتشار النّار في الهشيم :
فَغُضّ الطّرْف إنّك من نُمَيْر ...فلا كعبا بلغْتَ ولا كلابا
قال الأبشيهي في كتابه المستطرف ص 256 : كان الرّجلُ من نُميْر إذا قيلَ له : ممّن الرّجل : يقولُ : من نُمير وأمال بها عُنُقَه فلمّا هجاهم جرير بقولِه :
فَغُضّ الطّرْف إنّك من نُمَيْر ...فلا كعبًا بلغْتَ ولا كِلابا
صار إذا قيلَ لأحدهم : ممّن الرّجل ؟ يقول : من بَنِي عامر .
وما لقيت قبيلة من العرب بهجْوٍ ما لقيت نُمير بهجو جرير . اهـ
وأمّا طريقة هجاءه فعجيبة ، فقد كان يتتبّعُ حيَاةَ خصومه عموماً وقِرنِه الفرزدق على وجه الخصوص فيتّبع حياةَ قومه ، فيلقّبه بابن القَيْن ، وذلِك لأنّ جدّ الفرزدق كان حدّاداً ، والعربُ تُعيّرُ بالصّناعات ، فيحدّثُه عن القَدوم والعَلاة والكِير ، ويذكر له الأيّام والحوادثَ التي لا تشرّف قومَ الفرزدق كخيانة بني مُجاشع للزّبير يومَ الجمَل ، ويرمي المحصنات بما يشين ، حتّى إذا انتهى إلى حياة الفرزدق الشّخصية شبّهه بالقِرد ، ونعى عليه خُبثه وفجوره ، وعيّره بفِسْقِه ودعارته ، وحذّر النّاسَ أن يحلّ فيهم ذلك الفاسق الذي يلحقه الخزي والعار أينما حلّ :
هو الرّجس يا أهلَ المدينة فاحذروا ...مُداخِلَ رِجسٍ بالخَبيثات عالمِ
واتّهمه في دينه وجعله يومَ السّبت يهوديا ويوم الأحد نصرانيا ، وصوّره تصويراً مُضحكاً كما في قوله :
فقد ولدت أمّ الفرزدق فاجِرا ...وجاءت بوزوازٍ قصير القوائِم
كما يقول حنّا الفاخوري .
قال ربيعُ بنُ المدني : ومما يجعلنا نستغرب أكثر أنّ جريراً كما علِمنا كان أبوه وضيعا خاملا لا يمتّ للشّرف والغنى بِصلة ولا بِسبب ، وعشيرته ليست بذي شأن بل لا تكاد يكون لها ذكر إذا ما ذُكرت القبائلُ والعشائرُ ، ومع ذلك فقد أطاح بثمانين شاعرا في زمانه كل واحد منهم له نصيبه في الشّعر العربي . واسمعه ماذا يقول عندما سأله أحدهم :
من أشعرُ النّاس ؟ فقال جريرٌ : قم حتّى أعرّفك الجواب ، فاخذَ بيده وجاء به إلى أبيه عطيّةَ وقد أخذ عَنْزاً له فاعتقلها وجعل يمصّ ضَرْعها ، فصاح به : اخرُجْ يا أبتِ ، فخرجَ شيخٌ دميم رثّ الهيئة وقد سالَ لبنُ العنز على لحيته ، فقال : أترى هذا ؟ قال : نعم . قال : أوَ تعْرِفُه ؟ قال : لا ، قال : هذا أبي ، أفتدري لِمَ كانَ يَشْرَبُ من ضَرْع العنز ؟ قلتُ : لا ، قال : مخافَةَ أن يُسمع صوتُ الحلب فيُطلَبُ منه لبنٌ ، ثمّ قال : أشعر النّاس من فاخرَ بمثلِ هذا الأب ثمانين شاعِرا وقارعهم به فغلبهم جميعاً . اهـ من كتاب وفيات الأعيان .
قلتُ : فعُلمَ بهذا أنّ الموهبة التي يخلقها الله في بني الإنسان لا علاقة لها لا بشرف ولا مال ولا عشيرة .
الغزَلُ عند جرير :
لم يَكُن غَزَلُ جرير فنّاً مُسْتَقِلاًّ في شِعرِه ، ، ولم يَخْرُج فيه عن الأسلوب والمعاني القديمة ، ولكنه مزَجَ في غَزَلِه بين أسلوب الجاهليين وأسلوب المتيّمين العُذَرِيين .
فهو يصفُ المرأةَ بما سبق إليه الشّعراء من أوصاف ، ثم ينتقل من تلك الأوصاف إلى داخل نفسه ليحدثنا عن لوعته وألمه وحرمانه ، وعن نزعات الفؤاد وخلجاتِه . وإذا هنالك عالَمٌ من الشّكوى إلى الأرض والسماء :
لَوْ تَعْلَمِينَ الّذِي نلقَى أَوَيْتِ لنَا ...أوْ تَسْمَعِين إلَى ذِي العرْشِ شَكْوانَا
وفيض من الحزنِ لا يَلْقَى من يُخَفّفُه :
يَا ليْتَ ذَا القلْبِ لاقى من يُعلّله ...أوْ سَاقِياً فسَقَاه اليومَ سُلْـوانا
ما كُنتُ أوّلَ مُشتاقٍ أخَا طَرَبٍ ...هاجت لهُ غدواتُ البيْنِ أحزانا
وسهَر في ليلٍ نجمه حيران ، وبكاء وعِراك بين الموتِ والحياة إلى غير ذلك .
وجرير رجلُ فنّ في الغزَلِ ، وفنّه قائِم بنوع خاصّ على الموسيقى اللّفظية ، فهو يجمعُ إلى الرّقّة والعذوبة أنغاماً مُطربة تتصاعد من تآلف ألفاظه ، ومن حسن اختيار بحوره وقوافِيه ، ومن تَكْرَار بعض الألفاض للمقارنة أو الطّباق ، أو غير ذلك .
يَلْقَى غريمك من غير عُسرتكـم ...بالبذل بُخلاً ، وبالإحسَان حِرمانا
راحوا العشيّةَ روحة مذكـورةً ... إن حِرنَ حرنا ، أو هُديين هُدينـا
ورَمَوْا بِهِنّ سَواهِما عُرضَ الفلا ...إن متنَ مُتنـا ، وإن حييـن حيينا
وكثيراً ما يسْحرُ جرير في غزَلِه بمبانيه أكثر مما يسحر بمعانيه :
يا حبذا جبلُ الرّيّان من جبلٍ ...وحبّذا ساكنُ الرّيّان من كانا
وحبّذا نفحاتٌ من يمــانيةٍ...تأتيكَ مـن قِبَلِ الرّيّان أحيانا
وهكذا كانَ غَزَلُ جريرٍ غزَلُ العاطفة الصّادقة التي تتألّمُ وتتنفّسُ في تعبير رقيق ليّن ، يزخر بالألفاظ الموسيقية العَذْبة . وهو غزَلٌ يخلو من البذاءة والقصص الغرامي الفاحش ، تلمسُ فيه نزعة الشّاعر الدّينية . اهـ تاريخ الأدب العربي لحنّا الفاخوري
يقول الأب شيخو في مجاني الأدب :
أمّا الغزَلُ والرّثاءُ وما إلى ذلك من مُتطلّبات الشّعور فإنّه يفوقُ فيها أكثر شُعراء عصره . اهـ
قلتُ : فالعاطفة هي منبع كلّ شيء في شعر جرير ، وهي عنده تطغى على العقل والخيال ، ولهذا ضعف تفكيره كما ضعف خياله ووصفه ، فجرى على توثّب إحساسه الذي يثيره أقلّ تهويش ، وتستفزّه كلّ المؤثرات العاطفية .
وقد اجتمعت العاطفةُ عند جرير إلى قريحة فيّاضة ، فكان شعره يفيض عن طبْعٍ غَنِيّ ، وكأنّّ الشّاعرَ (( يَغْرِفُ من بَحر)) ، فلا يجهدُ في شعره ، ولا يعمَد إلى الثقاف والتنقيح كما يفعل الأخطل ولا إلى النحت كما يفعل الفرزدق ، بل يسيلُ شعرُه سيلانا في سُهولة تمتدّ بامتداد قصائِده الطّويلة ، وفي خفّة ولباقة تعبير ...كما يقول الفاخوري
المديح عند جرير :
أكثرَ جرير من المديح ، وكانت نشأته الفقيرة ، وطموحُ نفسه، وموهبتُه المواتية، وحاجة خلفاء بني أمية إلى شعراء يدعون لهم ، ويؤيدون مذهبهم ، كان كل ذلك مما دفعه إلى الإكثار من المدح والبراعة فيه. وكان أكثر مدائحه في خلفاء بني أمية وأبنائهم وولاتهم ، وكان يَفِدُ عليهم من البادية كل سنة لينالَ جوائزَهم وعطاياهم .
وكان مديحه لهم يشيد بمجدهم التّليد ويروي مآثرهم ومكارمهم ، ويطيل في الحديث عن شجاعتهم، ويعرض بأعدائهم الثائرين عليهم ، وبذلك كان يظهر اتجاهه السياسي في ثنايا مدحه لهم ، وكان إذا مدح ، استقصى صفات الممدوح وأطال فيها، وضرب على الوتر الذي يستثيره ولم يخلط مدائحه وبلغت غايتها من التأثير في النفس ...
وفي الحق أنّه ما كان لجرير من غاية غير التكسب وجمع المال، فلم يترفع عن مدح أي شخص أفاض عليه نوافله، حتى إنّه مدح الموالي .
ذلك أنّ طمع جرير وجشعه وحبه للمال كانت أقوى من عصبيته القبلية ، ولم يكن لرهطه من الشّرف والرّفعة مثل ما لرهط الفرزدق ، لهذا شغل الفرزدق بالفخر بآبائه وعشيرته ، وقال أكثر مدائحه في قبيلته، وحتى في مدائحه لبني أمية لم ينسَ الفخر بآبائه وأجداده ...
كما يقول أحدُ الباحِثين .
يقول الزّيات : ودخل في كنَف الحجّاج فحسن موقِعُه عنده ، وطارت مدائحه فيه ، حتى بلغت عبدَ الملك فَنَفِسَهُ على الحجّاج ، وأحسّ الوالي رغبةَ الخليفة فأوفدَه مع ابنه محمد غلى دمشق ، فلما دخل جرير على عبد الملك استأذنه في الانشاد فأبى أن يأذنى له ، وقال له بلهجة العاتب الحنِق : إنّما أنت للحجّاج ! فما زال يتوسل إليه ، ويتحمل بالنّاس عليه حتّى أنشده قصيدته التي مطلعها :
أتصحو أم فؤادك غير صاحٍ ...عشية همّ صحبك بالرّواح ؟
فلمّا وصل إلى قوله منها :
ألسْتُم خيرَ من ركِب المطَايا ...وأندى العالمين بُطونَ راح ؟
تبسّم عبدُ الملك وقال : كذلك نحن وما زلنا كذلك . وأجازه بمائة ناقة وثمانية رعاء [جمع راعي] . اهـ باختصار
الرّثاء عند جرير :
الرثاء لدى جرير قسمان: قسم خصّ به أهلَ بيته كامرأته وابنه ، وقسم خصّ به بعض رجالات الدولة من الشخصيات الهامة ..
ولما كان جرير عاطفيا، شديدَ التأثر، كان رثاؤه، بشكل عام، رقيقا، صادقا، نابعا من القلب، ويؤثر في القلب ..
فها نحن نراه في شعره يرثي زوجته بعد وفاتها فيقول :
لَـولا الـحَياءُ لَـعادَني اِسـتِعبارُ ... وَلَـزُرتُ قَـبرَكِ وَالـحَبيبُ يُزارُ
لَـقَد نَـظَرتُ وَمـا تَمَتُّعُ نَظرَةٍ ... فـي الـلَحدِ حَيثُ تَمَكَّنَ المِحفارُ
فَـجَزاكِ رَبُّـكِ في عَشيرِكِ نَظرَةً ... وَسَـقى صَـداكِ مُجَلجِلٌ مِدرارُ
وَلَّـهتِ قَـلبي إِذ عَـلَتني كَـبرَةٌ ... وَذَوُو الـتَمائِمِ مِـن بَنيكِ صِغارُ
إلى آخر القصيدة راجعها إن شئت في الدّيوان ص 182 ط دار القلم ...
يقول أحد الباحثين :
ففي هذه الأبيات نرى نفثةً حزينةً حين يرثي الشّاعر زوجتَه المتوفاة . ونراه فيها يقع بين صراع تفرضه عليه العادات والتّقاليد، وبين آلامه وأحزانه ومحبته لزوجته ..
إنه الآن قد فقد زوجته، أم أولاده، وقد أصبح متقدما في سنّه ، فقد كبر وكاد أن يتحطم، فهو بعد وفاة زوجته أصبح مسؤولا عن تربية أطفاله الصّغار ورعايتهم بعد رحيل أمهم عنهم.. ثم ينتهي إلى التسليم بأمر الله ثم يدعو لها أن ترعاها الملائكة، لأنها كانت زوجة وفية صالحة ..
إنه يكتم_ إن استطاع- أحزانه وليس له إلا الصبر والإيمان ، فهذه هي الدنيا، ولا شيء يدوم، وكل إنسان لا بد أن يرحل إن عاجلا وإن آجلا، فما دامت هنالك حياة، فهناك أيضا الموت ..
وفاتــــه :
اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ وفاة جرير، وأغلبهم يرجّح أنّهُ توفي سنة 733م/144هـ وذلك بعد وفاة الفرزدق بنحو أربعين يومًا، وبعد وفاة الأخطل بنحو ثلاث وعشرين سنة ..
قال ربيع بنُ المدني :
وهكذا انتهت حياةُ هذا الشّاعر العملاق الذي طالما أقضّ مضاجع الكثيرين ، وأرقّ نومهم بهجاءه المرّ ولسانه السّليط الذي لا يُقاوم ...وكأني به يعتذر عن ذلك بقول الحكيم صالح بن جناح :
اعلم أنّ من النّاس من يجهَل إذا حلمتَ عنه ، ويحلم إذا جهلتَ عليه ، ويُحسِنُ إذا أسأتَ به ، ويسيءُ إذا أحسنتَ إليه ، ويُنصِفُكَ إذا ظلمته ، ويظلمُك إذا أنصفته ، فمن كان هذا خُلُقه ، فلابد من خَلق ينصِفكَ من خُلِقهِ ، ثمّ قِحَةٌ تنصفُ من قِحَتِه ، وجهالة تقدع من جهالته ، وإلاّ أذلّكَ ، لأنّ بعضَ الحلمِ إذعانُ .وقد ذلّ من ليسَ له سفيهٌ يعضّده ، وضلّ من ليس له حكيم يرشده . اهـ
نماذج من أشعاره :
قولــه :
أَبَنِي حَنِيفَةَ أحكِمُوا سُفهاءَكم ...إنّي أخاف عليكم أن أغضبا
أبني حنيفةَ إنّني إنْ أَهْجِكُـم ...أدَع اليمامَةَ لا تُوارِي أرنبـا
وقولــه :
أنا الموتُ الذي آتى عليكم ... فليسَ لهاربٍ مني نجاءُ
وقولــه :
حَيّوا أُمامَةَ وَاذكُروا عَهداً مَضى ...قَبلَ التَصَدُّعِ مِن شَماليلِ النّوى
قالَت بَليتَ فَما نَراكَ كَعَـهدِنا ... لَيتَ العُهودَ تَجَدَّدَت بَعدَ البِلى
وقولــه :
إن الذي حرم المكــارم تغلبا ...جعل الخلافة والنبـوة فينا
مضر ابي وابو الملوك فهل لكم ...يا خزر تغلب من أب كأبينا
هذا ابن عمي في دمشق خليفة ... لو شئت ساقكمو الي قطينا
يُقال أنّ عبد الملك بن مروان لمبلغته هذه الأبيات قال : ما زادَ ابنُ المراغة على أن جعلني شُرطِيّاً . أما إنّه لو قال : لو شاء ساقكم إليّ قَطينا ، لَسُقتُهم إليه ! .
وَقَولــهُ :
أتصحو أم فؤادكَ غيرُ صــاح ... عشية َ همَّ صحبـكَ بالـرواحِ
يقُولُ العاذلاتُ: عَلاكَ شَيْـبٌ،... أهذا الشيبُ يمنعنـي مراحــي
يكفنـي فـؤادي مـن هـواهُ... ظَعائِنَ يَجْتَزِعْنَ عَلـى رُمــاحِ
ظَعائَنَ لمْ يَدِنّ مَعَ النّصَــارى َ... وَلا يَدْرِينَ ما سَمْـكُ القَــراح
فبعضُ الماءِ ماء ربـابِ مـزنٍ ... وبَعْضُ الماءِ مِنْ سَبَـخٍ مِــلاح
ألستم خير من ركب المطــايا ... وأنــدى العالمين بطـون راح
وقولـــه :
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً ... أبشر بطول سلامة يا مــربعُ
ورأيتُ نبلَك يا فرزدقُ قَصَّرت ... ورأيتُ قوسَك ليس فيها منزعُ
وقولــه :
إني لأرجو منك خيراً عاجلاً ... والنّفس مولعة بحبّ العاجلِ
وقولــه :
بَانَ الخَليطُ، وَلَوْ طُوِّعْتُ ما بَانَا، ... و قطعوا منْ حبالِ الوصلِ أقرانا
حَيِّ المَنَازِلَ إذْ لا نَبْتَغي بَـدَلاً .... بِالدارِ داراً، وَلا الجِيرَانِ جِـيرَانَا
قَدْ كنْتُ في أثَرِ الأظْعانِ ذا طَرَبٍ ... مروعاً منْ حذارِ البينِ محــزانا
يا ربَّ مكتئبٍ لوْ قدْ نعيتُ لــهُ ... بَاكٍ، وآخَـرَ مَسْرُورٍ بِمَنْعَـانَا
لوْ تعلمينَ الذي نلقى أويــتِ لنا ... أوْ تَسْمَعِينَ إلى ذي العرْشِ شكوَانَا
كصاحبِ الموجِ إذْ مالـتْ سفينتهُ ... يدعو إلى اللهِ أسراراً وإعــلانا
يا أيّهَا الرّاكِبُ المُــزْجي مَطيّتَهُ ... بَلِّــــغْ تَحِيّتَنَا، لُقّيتَ حُمْلانَا
يا أمَّ عمرو جزاكَ اللهُ مــغفرة ً ... رُدّي عَلَيّ فُــؤادي كالّذي كانَا
ألستِ أحسنَ منْ يمشي على قدمٍ ... يا أملــحَ الناسِ كلَّ الناسِ إنساناً
لا بَارَكَ الله في الدّنْيَا إذا انقَطَعَتْ... أسبابُ دنياكِ مــنْ أسبابِ دنيانا
يا أمَّ عثمانَ إنَّ الحبَّ عنْ عرضٍ ... يُصبي الحَليمَ ويُبكي العَينَ أحيـانا
إنّ العُيُونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ، ... قتلننا ثمَّ لمْ يحـيينَ قتـــــلانا
يَصرَعنَ ذا اللُّبّ حتى لا حَرَاكَ بهِ،...و هنَّ أضعفُ خلقْ اللهِ أركــانا
قال ربيع بنُ المدني فرغتُ من تسويد هذا البحث المختصر في يوم السّبت 2 يوليوز 2011 والحمد لله الذي بنعمته تتم الصّالحات ....
أهمّ المصادر والمراجع :
- الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ط دار صادر تحقيق إحسان عبّاس وآخرين
- وفيات الأعيان لابن خلِّكان ط دار صادر تحقيق إحسان عبّاس
- البداية والنهاية للعلاّمة أبي الفداء بن كثير ط العصرية
- ديوان جرير ط دار القلم تحقيق الدكتور عمر فاروق الطّباع
- تاريخ الأدب العربي للأستاذ الفذ أحمد حسن الزّيات ط دار الشرق العربي
- تاريخ الأدب العربي للنصراني حنّا الفاخوري ط منشورات المكتبة البوليسية
- الشّعر والشعراء لأبي محمد بن قتيبة ط دار الحديث تحقيق العلاّمة أحمد محمد شاكر
- طبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلاّم الجمحي ط دار المدني تحقيق أبي فهر محمود محمد شاكر
- جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب للسيد أحمد الهاشمي ط منشورات مؤسسة المعارف

مها يوسف
07-17-2011, 10:01 AM
الاخ ربيع بن المدنى
شكرا لك على النقل الكفيد والقيم
والف شكر على المعلومات الأدبية المهمة
دام مجهودك ودمت بخير
مشكور يا عزيزي

ذكرى الغالي
07-17-2011, 05:39 PM
http://kll2.com/upfiles/Pw689057.gif (http://kll2.com/)

شمعه حياتي
07-26-2011, 02:21 PM
الله يعطيك العافيه